قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

كانت حنين تجلس كالقرفضاء على الأرضية تبكي بعنف..
تخرج الشهقات منها كسلاسل تُطبق على روحه، نعم روحه هو التي عُلقت في ثناياها رافضة البُعد...!
تتساءل بعنف
إن كان يمر بفترة سيئة، فما ذنبي أنا!
سؤال تكرر بخلدها، وأجابته ايضًا مرتكزة في القاع، ولكن تأبى الخروج، تأبى الظهور خشية الرفض..!

سمعت صوت المفتاح في الباب، فركضت على الباب سريعًا، لتجده فُتح، فتحته مسرعًا وكادت تخرج، ولكنه وجدته يقف امامها بثبات يقول:
-حنين أنا عارف إنك يمكن زهقتي من معاملتي وقرفتي مني انا شخصيا، لكن أنا بمر بفترة زبالة جدا، معلش مضطرة تستحمليني!
نظرت له بطرف عينيها، نظرة بريئة تمامًا نقية كالأطفال لم تلوث بضباب الغابات، لتهمس بحزن:.

-بس أنت بتقسى عليا أوي يا حمزة! أنا ماتعودتش منك على كدة، أنت عمرك ما زقتني بالطريقة دي ولا زعقتلي قبل كدة، أنا مش عارفة إية اللي حصل بالظبط، لكن فعلاً انا مضطرة استحمل تقلباتك دي لفترة
ابتسامة مُموجة سُطحت على أطراف ثغره الأسمر، ليتنهد متابعًا بخفوت:
-ماشي يا حنين، المهم إنتِ ماتشيليش ف قلبك من ناحيتي! أنا مقدرش على زعلك.

ابتسمت بحنان وهي تنظر له، لتقترب منه بحركة تلقائية تقيد رقبته بذراعها وهي تهمس مشاكسة:
-هو في حد بيشيل من خالو حبيبه، حمزة أنت ابويا اللي اتحرمت منه، واخويا اللي ماشوفتوش!
سخرية مريرة فاحت من عقله، السبب يتكرر كل ثانية..
تتساءل ما سبب رفضك للأعتراف لها!؟
ببساطة هو خالها، اخيها، والدها، ولكن لم يخطر على الأذهان يومًا احتمالية كونه حبيبها او زوجها!
ابتعدت بعدها تهندم ملابسها بحزم حانق:.

-أنا لازم الحق اروح، شريف زمانه هيولع فيا عشان التأخير!
أمسك يدها فجأة قبل أن تذهب، لتنظر له متساءلة، فوجدته يهمس بصوت لم تلحظ رنة الالم به:
-خلي بالك من نفسك؟
اومأت مبتسمة ببلاهه:
-وأنت كمان
اسرع يمسك بها مرة اخرى قبل ان تغادر، ليحاول الهدوء وهو يقول:
-حنين شوفيه في اي حته تاني، لكن ماتروحيش له البيت!

نظرت له تحاول فهم ذاك المبدأ، عُرفه الملغم الذي ينص عليها دومًا الموافقة على قراراته الغريبة احيانًا...!
اومأت موافقة باستسلام:
-حاضر يا حمزة، طالما أنت شايف إنه مايصحش يبقى خلاص مايصحش
فجأة وجدته يترنج مكانه، يمسك برأسه والدوار يلفح به كأقوى عاصفة متمردة على امور تتم سوية!
اسرعت تمسك به وهي تسأله مسرعة:
-حمزة مالك!؟
هز رأسه نافيًا وهو يشير لها بصمت، إلى أن قال بوهن:
-مافيش تلاقي ضغطي وطي فجأة بس.

هزت رأسها نافية وهي تمسك به مقتربة منه، لتردد في حزم:
-طب يلا تعالى اسندك تطلع
هز رأسه نافيًا، يحاول الثبات، إلى أن سمع صوت ذاك يقول في عصبية موجهًا حديثه ل حنين:
-يعني أنا مستنيكِ كل ده وفي الاخر إنتِ واقفة هنا!
إنتبهت له حنين على الفور، لتقترب منه معتذرة بأسف:
-معلش يا شريف بس آآ
قاطعها وهو يشير لها بحدة مزمجرًا:
-أنا ماشي يا حنين، شكرًا على الوداع اللطيف اوي ده!

اقتربت منه تحاول الأمساك به إلا انه دفعها بقوة إلى حدًا ما يزيحها من طريقه مرددًا:
-خليكِ زي ما كنتي، كدة كدة ميعاد طيارتي جه
قاطعه حمزة بخشونة يهتف:
-طب رد السلام لله، أنا زي ابن عمك يعني، وبعدين هي ما اجرمتش، اتأخرت شوية بس!
غمغم بضيق وهو ينظر للجهة الاخرى:
-معلش يا حمزة كنت مضايق ماخدتش بالي
وبالفعل كان شعوره بالذنب صكًا نفسيًا دائمًا يكبت حريته الطبيعية..

وخاصةً امام حمزة فلم يعد يدري ما الذي يصيبه فيتملكه الجنون والحدة!
ربما هو ضغط نفسي، نعم ضغط نفسي ثقيل جدًا!
-عن اذنكم أنا كدة هتأخر على الطيارة، مع السلامة
قالها وهو يستدير مغادرًا دون تردد!
لتحدق حنين بمكانه متعجبة من اللون المختلف لعصبيته التي تراها لأول مرة منذ أن قابلته...!؟
رأت سيارته تغادر من امام البناية، فتنهدت بكل قوتها على تلك الجاذبيات المعاكسة في حياتها!

إلتفتت لحمزة الذي كاد يغادر هو الاخر بضيق، لتمسك بيداه متساءلة:
-أنت رايح فين يا حمزة أنت تعبان!؟
-أنا كويس، سيبيني
قالها محاولاً الابتعاد عنها، لتمسك هي بيده مرددة في حزم تتظاهر به بدلاً عن البكاء المرير الذي كاد يتأكلها:
-تعالى اقعد اهدى واشرب مياه بسكر كدة بعدين روح مطرح ما أنت عايز
استسلم يسير معها، مقتربًا منها، يتمتع بدفء اقترابها، يُخالف قانون طبيعي اخيرًا في قربها..

دلف حمزة مغلقًا الباب خلف حنين التي ما إن دلفت حتى إنزلقت قدماها في مياة على الأرض لتصرخ متمسكة بأطراف قميص حمزة الذي سقط معها، بل فوقها على ارضية المنزل!
تأوهت متألمة وهي وهي تمسك برأسها، بينما كان هو مصدومًا لما حدث في لحظات معدودة!
يطل عليها بهيئته الرجولية وهو متلاصق لها تمامًا..
كاد ينهض ببطئ ولكنه السلسلة الحديدية التي ترتديها حنين التي تشابكت به جعلته يسقط مرة اخرى بتلقائية بالأضافة لترنجه!

التصق وجهه بوجهها أنفاسه التي التهبت من ذاك القرب تلفح قسماتها التي اختزنت بالحمرة الخجولة من تلك الوضعية..
حركت حنين وجهها في محاولة للسماح للمسافة باختراق ذاك القرب ولكن على العكس اصطدمت اكثر بوجهه..
وفجأة شعرت بما جمدها مكانها، شعرت بشفتاه تلتقي بشفتاها في قبلة عميقة، نعومة قاتلة ورغبة كاسحة..
شعرت بسخونة شفتاه التي تلتهم شفتاها بنهم..

وكأنه جوعًا يقرصه دومًا فكان يأكل شفتاها بشوق، بينما كانت هي متجمدة أسفله!
وكأنها دخلت في حالة اللاوعي من تلك الصدمة..!
تجولت شفتاه على ثغرها، يعتصر شفتاها في قبلات متلاحقة دامية، بغضب لمسته هي ولكن الصاعقة التي اصابتها اوقفت عقلها تمامًا عن العمل...
وفجأة دفعته بكل قوتها صارخة، ليبتعد عنها جالسًا يلهث بعنف!
لا يدري لمَ يضعف هكذا امامها!
لمَ يموت شوقًا دائما لأكل شفتاها، نهضت هي مسرعة تحدق فيه بصدمة..

لتهمس بصوت مصعوق:
-أنت، ازاي! أنت، انت مجنون
نهض يحاول الثبات دون ان ينظر لها لتدفعه ضاربة على صدره وهي تكمل بهيسترية مصدومة:
-انت مجنون، مريض! أنت استحالة تكون حمزة لا، أنت واحد شهواني مريض انا اول مرة اشوفه!، طب ازاي اصلا فكرت ف كدة! ازاي قدرت تعمل كدة؟!

كان صامت يحدق في الارضية بخزي حقيقي، لاول مرة يشعر انه حقير بالفعل!
حمدالله ألف مرة انه لم يعترف لها بحبه سابقا!
كاد يقترب منها يحاول التفوه:
-أنا..
ولكنها قاطعته تشير له نحو الخارج مزمجرة بحدة غاضبة جامدة:
-برررة، مش عايزاك تقرب مني تاني ابدا طول ما ماما او جوزي مش معانا، مش عايزة اشوفك اصلا! انا مش عارفة ماما هيحصل لها اية لو عرفت، هيحصل لها حاجة والله!

وبالفعل ابتلع ريقه متجهًا للأعلى بخطى سريعة، وكأنه اصبح يخشى لقاء نظرات عينيها تلك التي تقتله...!
وإن كان لديه دافعًا يزجه نحو الاعتراف، فالان خُلق الاف الممنوعات تحذره من ذاك الاعتراف!؟

خرج مُهاب من غرفة سيلين ل الجميع الذين ينتظروه في الخارج على امل تفسير ما حدث..
تنهد بقوة وهو يراهم يقتربوا منه متساءلين في قلق:
-إية اللي حصل يا مُهاب؟ لاقيتها فين وحصل اية!؟
هز رأسه نافيًا بهدوء:
-مفيش هي اتهورت بس شوية وخرجت من غير ما تقول لحد، وبعد اذنكم انا محتاج اتكلم معاها لوحدنا لما تصحى
تدخل عمها يهتف في غيظ غاضب:
-سبني اخش اربيها بنت الكلب دي!
هز مُهاب رأسه نافيًا بصلابة يخبره:.

-لأ، محدش هيتكلم معاها في اللي حصل، أنا بس اللي من حقي اتكلم معاها، ارجوووكم!؟
اومأت والدتها بخزي تنظر للأرضية، كذلك الحال بالنسبة لعمها الذي انسحب بغضب، ليعود هو للداخل مرة اخرى..
نظر لها متسطحة على الفراش يسرقها النوم في رحلة راحة قليلة...
رغبة في صفعها الاف المرات على تهورها ذاك، تضاهيها قفزات متتالية من الالم داخل روحه ترجوه ألا يفعل معها مثلما فُعل معه!

بدأت هي تستعيد وعيها ببكاء، تتحسس وجهها وهي تشهق متألمة ببكاء..
كان قد خلع التيشرت الخاص به لتصببه بالعرق الغزير، ليجدها هلع وجهها وهي تحدق به لتعود للخلف صارخة بهيسترية:
-أنت هتعمل إية ابعد عني لا
اقترب منها يجلس لجوارها يربت على شعرها هامسًا بحنو:
-هششش، اهدي يا سيلين أنا قلعت التيشرت عادي، أنا اسف، اسف والله ما هقربلك
إنتفض جسدها وهي تحاول الابتعاد عنه مغمغمة بصوت مبحوح:
-ابعد عني بقا والنبي كفاية.

كان داخله يصرخ فعليًا، يصرخ على تلك الطفلة التي دُمغت حياتها بطلاء السواد وبسببه هو!
هي مجرد طفلة، طفلة لا تنتمي لماضيه وعقدته بشيئ!
احتضنها يحاول تثبيتها داخل احضانه، لتضع هي يدها على صدره تنظر له بضعف هامسة بضعف اسر قلبه:
-سبني في حالي بقا طلقني بالله عليك، أنا تعبت اوي والله، انا اسفة لو نرفزتك انا غبية، بس كفاية بقا!

مسك وجهها بين يديه ليقترب بوجهه منها مسندًا جبينه على جبينها، ليصدح صوته كجرس إنتباه لمسار اخر:
-انا مش وحش يا سيلين، مش سلبي زي ما إنتِ متخيلة، بس أنا عانيت كتير اوي، عانيت حتى وانا اصغر منك! بقى عندي عقدة نفسية من الضعف، بتكهرب لما احس اني في موضع ضعف
انتبهت له بلؤلؤتيها تحدق به، ليجدها تقول بصوت طفولي:
-طب انا ذنبي اية، انا تعبانة والله.

قربها منه اكثر يلتصق بها بجسده كله ليتابع همسه الذي خرج من نوابع روحه بحرارة:
-وانا تعبان والله، مش بمزاجي!
نظرت ليداه العريضة التي تطوق خصرها، لتمسك يده وهي تستطرد بوداعة:
-مالك؟ حصل لك إية؟
هز رأسه نافيًا ليجعلها تتسطح وهو يتسطح لجوارها، ينام بين احضانها ورأسه عند صدرها يطوق خصرها بذراعيه قبل أن يخرج صوته مبحوح بضعف غريب زُج وسط بنايات نبرته:.

-مش دلوقتي، مش عايز افتكر، خديني في حضنك بس، خليكِ جمبي بس!
وبالفعل احتضنته، تضمه له بحنان وجسده العريض يكاد يغطيها..
بينما هو ينظر لوجهها الساطع ببراءته وسط سوءات ماضي مٌشوه!
وبداخله رغبة كبيرة في تقبيلها، بل في امتلاكها بالكامل...!

جلست لارا لجوار فراش والدتها في المستشفى، تنظر لوالدتها المتسطحة تنام بسكون قد يكون طويل...
تمسك يداها وتبكي بقهر، تبكي حظها في تلك الدنيا التي باتت تعاديها كأقوى عدو!
أصبحت لا تطيق حتى الهواء الذي يخترق رئتيها...
ازدادت شهقاتها في العلو وهي تهتف بحروف متقطعة:
-أنا مكنتش هوافق عليه يا امي، بس كنت مضطرة، كنت مجبورة عشانك
ابتسمت بحرقة من بين دموعها وهي تكمل:.

-هو مفكر إن انا عندي اللي اديهوله! مايعرفش إن انا ماعنديش حاجة اخاف عليها غيرك خلاص
تمسكت بيد والدتها اكثر وكأنها تحتمي بها وهي تصرخ بصوت مكتوم:
-مايعرفش إن انا سبب اللي حصلك يا امي، مايعرفش إن أنا اصلاً خسرت اللي هو عاوز ياخده
ظل جسدها ينتفض وهي تهز رأسها بهيسترية:
-بس هو مش هيسكت لما يعرف، مش هيصدقني اصلا، مش هيسبني في حالي!
ازداد نحيبها في التعمق حد الغرق وسط الآهات وهي تردف:.

-هيعاقبني على حاجة انا اتعاقبت عليها بموت فرحتي للابد! على حاجة مش بمزاجي، ااااه يا امي، انا تعبت، ياريتني ما جيت الدنيا دي!
سمعت طرقات على الباب، فنهضت مسرعة تمسح دموعها، لتجد الممرضة تخبرها بجدية:
-خلاص يا انسة لارا الزيارة خلصت، من فضلك اتفضلي
اومأت موافقة لتلقي نظرة وداع على والدتها المستكينة، ثم تغادر بأقدام واهية...

وصلت الى قرب البناية التي تقيم فيها، وما إن كادت تستدير لتدلف الى البناية حتى وجدت من يسحبها بقوة لشارع مجاور...
شهقت برعب وهي تتيقن من طلته الباردة أنه ذاك الرجل، خالد
المريض الذي دمر حياتها بأكملها!
أنتفضت تحاول الابتعاد عنه لتجده يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى:
-كنتي مفكراني مش هعرف اجيبك يا لارا، هتغفليني وتقوليلي هشتغل معاكم وترقصي ليلة وتهجي إنتِ وامك؟!
ظلت تهز رأسها نافية بهيسترية:.

-لا لا سبني والنبي يا خالد
تقوس فاهه بابتسامة سمجة وهو يقول بتهكم مرير:
-اسيبك؟! ده انا من ساعة ما هربتي من الواحات وانا بدور عليكِ، منا عارف إنك استحالة تيجي غير القاهرة، دورت عليكي في الاقسام والمستشفيات، لحد ما قدرك عطرني عليكِ
خرج صوتها مختلط ببكاء حاد وهي ترجوه:
-سبني في حالي بقا أنت مش خدت اللي أنت عايزه!
اقترب منها اكثر يشم رائحتها الفواحة وكأنها تُخدر روحه المريضة ليكمل:.

-بس ماشبعتش منك، محدش يقدر يكتفي منك اصلاً
ازداد جسدها في الأنتفاض وصرخاتها في تلك الليلة المشؤومة ترن بأذنيها كرنين انذار الموت..
الموت الذي حُكم به على حياتها للأبد!
وفجأة صدح صوت هاتفه، فنظر له يتفحصه ليرد، وبعدما سمع هتف مسرعا:
-خلاص خلاص يلا انا جاي
ابتعد عنها مسرعًا يشير لها بتوعد:
-حظك فلتي المرة دي، لكن هاجيبك يا لارا ومش هتعرفي تهربي مني تاني.

ثم ركض مسرعًا يغادر، لتركض هي الاخرى نحو المنزل وتصعد للشقة، اغلقت الباب عليها..
لم تمر دقيقتان حتى وجدت اسر يدلف، ينظر لها باهتزاز...
اقترب منها يسألها بخشونة:
-مالك؟ وكنتي فين؟
عضت على شفتاها بخوف قبل أن تهمس:
-م مكنتش في حته، عادي!
سحبها من يديها معه للداخل، وصوته يصدح معلنًا بداية النهاية:
-طب اية بقا؟ أنا صبرت عليكِ كتير، أعتقد عداني العيب وأزح!
لم تستطع الاعتراض اذ اكتسح شفتاها يقبلها بشراسة..

يلتهمها في هجوم مُخيف لكلاهما!
ويداه تزيح عنها تلك الملابس بسرعة مُرعبة لأقتراب تلك المتاهة...
وهذه المرة لم تستطع منعه، ابدًا!

مر الوقت، انتهى كل شيئ، إنتهى ببساطة كما بدأ..
انتهى بسرعة البرق كما اقحمها ايضًا بنفس السرعة..
في عُرفه الان ربما هي ميتة، او حتى مجرد ضبابية احتلت ركنًا متسخًا من حياته، وبالنسبة لها لم يضيف نقاط جديدة لحياتها...
او ربما هكذا هي تظن!
بعد فترة إنتفض مبتعدًا عنها كالملسوع، يحدق بها مصدومًا وهو يرتدي بنطاله على عجالة، بينما هي منكمشة في نفسها تنتظر مصيرها الحتمي...!

صدح صوت كاميليا تنادي على حنين من غرفتها بصوت عالٍ تخبرها:
-حنييين اطلعي نادي حمزة بسرعة قوليله ينزل ياكل معانا!
ابتلعت حنين ريقها بصعوبة، كيف؟!
كيف بعد الذي حدث تواجهه، بل وتخط هي اولى خطوات سلخ البُعد!
ظلت تهز رأسها نافية..
ولكن ماذا ستخبر والدتها؟
لن اصعد لانه لم يعد طبيعيًا كما كان!؟
استسلمت وهي تسمع والدتها تكمل بنبرة اعلى:
-يلا يا حنيم الاكل هيبرد انجزي اطلعي نادي خالك
اومأت في حنق تقول:.

-حاضر يا ماما حاضر
وبالفعل صعدت بخطوات مترددة، لا بل مترددة كثيرا، تكاد تخضع للعقل وتستدير تعود لمنزلها...
ولكن اشباحًا بيضاء من الماضي تحاول لين الفجوة بينهما، تخبرها بإلحاح...
هو يُعاني من شيئ ما، حمزة لم ولن يكن يوما سيئ هكذا!
طرقت الباب بخفوت، مرت دقيقة لتجده يفتح لها الباب، عاري الصدر ينظر لها بتساءل جاد!

ولكنه لم يكن امر طبيعي، اذ اخترق عقلها صورة فتاة اخرى تكمن خلفه، ولم تكن اي فتاة، بل كانت شذى بذاتها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة