قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

دقائق لم تستعب فيهم ما يقوله، دقائق والعقل ملخوم بين شظايا الصدمة الواقعية اسفًا...!
حتى صرخت بصوتًا عالي هز الجدران من حولها:
-أنت مجنووووون، جوزي مين اذا كان أنا اصلاً متجوزة!
ثم سألته متجمدة:
-ثم إني جيت هنا ازاي اصلاً، أنا، أنا كنت ف البيت وفي اوضتي و، آآ وحمزة
ثم زمجرت فيه متساءلة بقلق:
-أنت عملت ف حمزة حاجة صح؟!
هز رأسه نفيًا ببرود كاد يصيبها في مقتل، ثم أخبرها بسماجة:.

-تؤ، مهو ابن عمي بردو يا حنونتي ماقدرش أأذيه!
كانت نظرتها متخشبة وهي تحدق به، بدا لها ك طيفًا للشيطان يُهدد اتزانها، وخاصةً وهو يتابع بمكر:
-أصلك ساعدتيني اوي إني اديكي المخدر لحد ما نوصل هنا بدل ما استخدم العنف، اما حمزاوي مكنش في البيت ف ساعدني اوي هو كمان
اقترب منها ببطئ ليفرد خصلاتها وعلى وجهه ابتسامة ودت حنين لو تمحيها من قاموس السعادة نهائيًا..
فأكمل هو ببرود ثلجي:.

-أكيد دلوقتي دايخ عليكِ السبع دوخات، اه اصلك غالية اوي على أي حد يا حنونتي، وخصوصاً عليا
قالها وهو يقرب خصلاتها من أنفه، لتهز هي نفسها حتى تبتعد عنه، ثم بصقت في وجهه قبل أن تردف بجزع:
-منك لله، ربنا ياخدك يا شريف ويريح الناس من شرك وشر امثالك
مسح وجهه بيداه ببرود يعيق إنفجار الغيظ الذي يتفجر داخله..
ومن دون مقدمات كان يصفعها بكل قوته وهو يهتف من بين أسنانه:.

-هياخدنا سوا يا روحي، عزرائيل مش مستنيني لوحدي!
بدأت هي تصرخ بقوة وشعورها بالعجز قاتل:
-سيبني يا حيوووان، سيبني يا كلب يابن ال* انت اخرك زي الشيطان توسوس باللي أنت عايزه، لكن ماتقدرش تقف راجل لراجل لانك مش راجل اصلاً
تلقت صفعة اخرى قوية منه حتى دمت شفتاها..
فمد إصبعه يمسح الدم الذي لطخ شفتاها ببرود هامسًا بنبرة ذات مغزى:
-ماتستفزنيش يا حنونتي عشان ماتجننش أكتر، أنتِ عارفاني متهور وممكن أعمل أي حاجة.

ثم دنى منها أكثر حتى إلتصق بها ونظراته معلقة بجسدها الذي إرتعش من نظرته المقززة:
-أي حاجة يا حبيبتي، أي حاجة تتخيليها!
عادت هي تصرخ علها ينجدها أي شخص من ذاك السجن الذي لا تدري ما هو حتى الان:
-ساعدوووووني، Help me please!
ولكن ما من فائدة، ولكن انفتح الباب فجأة ليدلف طاقم يبدو من ملابسهم انهم ممرضات..
اقتربت من حنين مسرعة وهي تردد بنبرة مهذبة:
-Relax Mrs Jakleen relax please!

ظلت تهز رأسها نافية وهي تصرخ بفزع:
-چاكلين مييين أنا اسمي حنين، سيبوني اوعوا كدة
ازداد نحيبها وهي ترى تلك الممرضة تخرج -حقنة- ما ليكبلوا ذراعها حتى تعطيها اياها...
بدأت حنين تشعر بقواها تخور، وثباتها يتراخى رغمًا عنها..
حتى أغمضت عيناها باستسلام، واخر ما تردد بعقلها هو همس ذلك الحقير بجوار اذنيها:.

-اصلك هنا مدام چاكلين مراتي اللي نفسيتها متدمرة من ساعة وفاة والدتها، يوووه هو انا مقولتلكيش؟! اصل دي مصحة يا روحي...!

فلاش باك قبل الخمس ايام عند سيلين##...
كانت سيلين تجلس لجوار والدتها التي كانت تسير ذهابًا وايابًا في ارجاء المنزل، الغيظ يتأكلها والصدمة تنحتها كلما تذكرت ما سردته سيلين على مسامعها الان...!
نظرت لها صارخة بنبرة حادة مغتاظة حد الجنون:
-اسمعي بقا، أنتِ هتطلقي فعلاً من الواد دا
ابتسمت بسخرية مندرجة تحت بنود الصدمة، لتتابع بخشونة ضائعة:.

-بس احنا منعرفش حتى انا عملت أية بالظبط! أنا مادريتش الا وهو نازل فيا ضرب وبيطردني
ضربت والدتها قدميها وهي تردد منتحبة:
-مهو دا اللي هيجنني، إنك معملتيش حاجة او مش فاكرة هو بيحاسبك على أية بالظبط
نهضت سيلين فجأة تقول بقوة ظاهرية كانت كسد منيع يمنع تلك الأمطار المتدفقة من الهطول:
-أنا هروحله، لازم افهم أية اللي حصل يا ماما
شهقت مصدومة، ثم سرعان ما كانت تجزم الامر بصلابة لا تقبل التدخل:.

-عايزة تروحيله بعد ما رماكي بالبرنس بتاع الحمام يا سيلين؟! عايزة ترجعي للي كان هيخلي خلق الله كلهم يتفرجوا عليكِ لولا ستر ربنا ان الشغالة جابتلك العباية والطرحة تلبسيهم؟! لية ان شاء الله كنتي لقيطة ولا مجوزينه غصب عنه، مرواح مش هتروحي خلصنا
كانت كلمات والدتها تمزقها داخليًا دون أن تدري..
كانت بمثابة إنفجرات تدوي داخلها ولكن بالكتمان، الكتمان الذي كان أصعب من الإنهيار نفسه...!

اومأت عدة مرات بلا معنى، ثم نهضت تجر اقدامها بصعوبة نحو غرفتها، لتنهار داخلها باكية بعنف...
عودة للوقت الحالي##.

إنتبهت لوالدتها التي دلفت إلي باب المنزل لتوها، بعد مقابلتها الأكيدة ل مُهاب بعد رفضه مقابلة اي منهم طوال تلك الخمس ايام...
نهضت لها مسرعة تسألها مستفسرة بقلق:
-ها يا ماما رضي يقابلك المرة دي؟
اومأت مؤكدة وهي تجلس على الأريكة لجوارها، فسألتها سيلين متوجسة رغم ان -الجواب باين من عنوانه - كما يقولون:
-وحصل أية يا ماما؟ قالك أية ولا قولتيله اية؟!

رفعت يداها مشيرة لها ببعض الاوراق قائلة بغيظ واضح بين معالم نبرتها:
-قالي اية يعني الواطي دا، طلقك خلاص زي ما احنا عايزين يا سيلين!
الصدمة التالية هي التي أثرت في عمق شعورها بحق...
شعرت أن الكيان الذي بنته معه خلال تلك الأيام ينهار امامها رويدًا رويدًا..
لم تسترد الأنثى الكرامة، ولم تُعطى الروح الاكسجين، بقي فقط الجسد يتلاطم بين امواج تلك الصدمات!
وقفت بصعوبة وهي تهمس ببلاهه:
-طلقني!

اومأت والدتها التي نهضت تقف لجوارها رابتة على كتفها وهي تقول بجدية:
-بكرة ربنا يعوضك بسيد سيده يا سولي، كلب وراح، دا الرجالة زي الرز!

سارت نحو غرفتها وافكارها تتخبط صدمةً، لا تدري لمَ تعاكسها تيارات تلك الحياة كهذا؟!
أغلقت باب غرفتها، وكانت تلك اشارة لدموعها الساكنة بالحرية...
فأصبحت دموعها تهبط بغزارة صامتة وهي تضع يدها على بطنها هامسة بصوت بالكاد يسمع:
-طب وأنت، وأنت مش هتشوف ابوك من قبل ما تيجي الدنيا حتى!؟

كان أسر يسكب الشاي في الأكواب له ول لارا التي ارتضت تناول الطعام اخيرًا، شعر ببداية الطريق المظلم وكأنه يُنار له رويدًا رويدًا؟!
ولكن ما يعكر مزاجه حقيقةً، هو إختفاء حنين المفاجئ والذي اخبره به مُهاب بدلاً عن حمزة الذي كاد يجن منذ قليل...
انتهى بوضع بقصمات على الصينية ثم اتجه نحو الخارج..
وصل إلي الغرفة ففتح الباب بقدمه يبحث بعيناه عن لارا التي إنخلع قلبه رعبًا من عدم ظهورها...

فظل ينادي بقلق حقيقي:
-لارا، لارا أنتِ فيييين؟!
سمع صوتها من المرحاض ترد على مضض:
-في الحمام أسكت بقا
ابتسم في حنو رغمًا عنه على غيظها المتناثر بين سطوة حروفها دومًا...
ليضع الصينية على الكمودين ببطئ ثم جلس على الفراش منتظرًا اياها حتى تخرج..
وبالفعل خرجت بعد دقيقتان تقريبًا، مرتدية ذلك الفستان الذي انتقاه لها خصيصًا حتى ترفضه وتعانده كعادتها...

كان أحمر يصل حتى ما قبل ركبتيها، ضيق يكشف عن مفاتنها، ومفتوح عند منطقة الصدر...
ظل محدقًا بها مبهوتًا من مظهرها المثير خاصةً وقطرات الماء تتساقط من خصلان شعرها المبلل!
مظهرها آخذ بشكل مُقلق...!
فكر وهو ينظر لها، فهتفت هي متذمرة عندما نظرت لنفسها في المرآة:
-أنت ملاقيتش غير الفستان دا؟!
اومأ مؤكدًا بخبث:
-طبعًا يا لورتي امال هكذب عليكي، كل الهدوم ضاعت صدقيني!

تأففت بضيق، فهي بالفعل تفقدت ذاك الدولاب اللعين ولم تجد أي شيئ لها..
حركت ذراعها وهي تهمس بحنق:
-مضايقني اوي انا واخده على الوسع مابحبش ألبس كدة
اتسعت ابتسامته الشيطانية، ثم اقترب منها ببطئ حتى ظلت هي تعود للخلف بتوتر..
حاصرها عند نهاية الغرفة بين الحائط، فابتلعت ريقها وهي تسأله ببلاهه متوترة:
-اية؟
شعرت بيداه تطوق خصرها، وببطئ مثير ترتفع أصابعه نحو -سحاب- فستانها...
فشهقت هي تحاول الابتعاد بارتعاد قلق:.

-أنت بتعمل أية أنت مجنون؟
هز رأسه نفيًا ببساطة:
-هفتحلك السوسته يا لورتي مش هو مضايقك؟
إحتدت نظراتها حتى بدت كسيوف احتدت في بداية حرب مجهولة الأطراف، ثم قالت:
-بقولك أية، متحاولش تقرب مني والا اقسم بالله هصرخ وهلم الجيران كلهم على صوتي!
هز رأسه نافيًا، ثم بدأ يقترب منها أكثر حتى أصبح ملتصقًا بها، فهمس امام شفتاها:
-وهو انا قولت إني هقرب بردو، الا اذا كنتي أنتِ...
وقبل أن يكمل كانت تزمجر فيه بحنق:.

-لا اسكت اسكت مش انا..
ضحك هو بخفوت، ثم همس بصوت مبحوح:
-بحبك...!
كانت تحدق به بصمت، عيناها معلقة بعيناه بشرود حانق سلب تمردها، اقترب هو منها ببطئ، ثم هبط بشفتاه يلتهم شفتاها في قبلة ناعمة، رقيقة ومتطلبة، زادت جرأته عندما شعر باستكانتها بين ذراعيه..

فكانت اصابعه تعبث في ذاك الفستان، عندها دفعته هي بقبضتها الصغيرة وهي تلهث، تمامًا مثله وهو ينظر لها بجوع، رغبة يكمنها داخله نحوها منذ ان وقعت عيناه عليها..
جذبها له من خصرها النحيل وهو يهمس بحرارة:
-بعدتي لية!؟
هزت رأسها نافية فوقعت قبلاته على رقبتها البيضاء، فدفعته مرة اخرى بقوة وهي تصرخ:
-ابعد عني..
ظلت تتنفس الصعداء حتى تابعت بصوت متهدج مشيرة له بيدها:.

-ماتحلمش انك تلمسني يا اسر انسى، انا مش هبقى خاضعة لرغباتك القذرة تاني ابدا!
عند نهاية جملتها كان يدفعها بعنف حتى اصطدمت بالحائط بقوة من خلفها فزمجر فيها هو:
-كفاااااية بقا كفاااية
ثم غادر تاركًا اياها تسقط ارضًا شاهقة بعنف تحتضن نفسها بذراعيها بألم...

بعدها بفترة...
كان حمزة يدور في المنزل بجنون، لم يترك مكان الا وبحث فيه، ولكن وكأن الارض انشقت وبلعتها كما يقولون!
كانت الافكار السوداء تتزاحم بعقله..
رن هاتفه فأخرجه بلهفة ومهاب واسر يتابعانه بقلق..
فأجاب مسرعًا بصوت اجش:
-الوو مين
صمت حوالي دقيقتان او ثلاثة يستمع ثم نطق بكلمة واحدة:
-تمام، موافق!
أغلق الهاتف ليسارع أسر يسأله:
-مين يا حمزة وعايز أية؟
اجابهم بلا تعبير واضح:.

-شريف، شريف الي خطف مراتي يا أسر، قالي على حته كدة هروحها هلاقي طيارة مستنياني هتوديني عنده!
ثم اصبح يلقي بكل شيئ امامه وهو يصرخ بغضب جنوني:
-اخدها بلد تانية ابن ال*
هز أسر رأسه نفيًا ثم اخبره بجدية:
-مينفعش طبعا تروح، لازم تستني البوليس
صرخ فيه حمزة بحدة:
-لا طبعاً، انا مش هستني 24 ساعة يعدوا عشان يتحركوا، انا رايح دلوقتي، دي مراتي يا اسر
نهض مهاب هو الاخر ليهتف بصوت متزن:
-كدة انت بتخاطر يا حمزة.

لم يرد عليهم وانما انطلق يغادر دون ان يأبه لهم...
ركب سيارته راكضًا نحو المكان الذي اخبره به شريف..

بعد فترة وصل الي مكان ما..
ركب الطيارة المجهولة بالفعل، وخلال ساعات كان يصل لمكان لا يدري حتى ما هو..
هبط من الطيارة والنيران تتآكله، وقعت عيناه على شريف الذي كان يقف امام سيارة، لم يكاد يتحرك حتى وجد رجال يكبلونه بقوة
فصار يصرخ بحدة:
-اوعوا كدة سيبوني يا كلاااااب
ولكنهم لم يأبهوا له، استدار له شريف لتتسع ابتسامته وهو يشير له:
-اخيرا يا رااجل؟ اهلا بالغالي، كنت عارف انك مش هتيجي الا بالطريقة دي.

سأله حمزة بقلق حارق:
-فين مراتي يا شريف
هز رأسه نفيًا ببرود وهو يشير للأرض، ثم قال بحدة شيطانية:
-تؤ تؤ، هنا، على الارض دي وادام الناس دي، حنين مراتي يا حمزة، مراتي يعني عايشة معايا، اخد منها حقوقي، ومش بعيد اخلف منها صبيان وبنات ونعيش في تبات ونبات
صرخ حمزة بجنون وهو يحاول الافلات من بين يدين هؤلاء الرجال..
فأكمل شريف بحقد:.

-امال انا جايبك هنا لية؟ عشان احرق قلبك عليها زي ما انت بتحرق قلبي على كل حاجة حلوة ف حياتي وبتاخدها مني!
فتح السيارة لتهبط حنين مسرعة تنوي الركوض نحو حمزة الذي تنفس بارتياح ما ان رأها سالمة، ولكن ذراعي شريف حاصرتها بقوة
فصارت تصرخ باكية نحو حمزة:
-جييييت لية يا حمزة حرام عليك، جيت ليييية دا هايدمرررررررك!
اشار شريف نحو الرجال ليقتربوا من حمزة حاملين في ايديهم حقنة ما..

وبالطبع ادركها حمزة الذي اتسعت حدقتاه بفزع خاصة وهو يسمع شريف:
-كدة بقا انا هخليك تهدى خالص، مش هتعرف تاخد مني حاجة تاني، لا حلوة ولا وحشة!
ثم اشار للرجال، ولكن حمزة ظل يقاوم بكل قوته، يعافر وهو يرى الموت على اعتاب حياته!
لا عفوا، الموت راحة الان...
هو يرى الدمار يحرق الصافي من حياته!
نطق اخيراً بصراخ نحو شريف:
-طب سيبها، سيب حنين وهعملك كل اللي أنت عايزه.

نظر له شريف بشك، ثم اومأ موافقًا بخبث ليترك حنين تركض مقتربة منه، وقبل ان تصل له كان الرجل يحقن حمزة الذي شعر بتلك السموم تجري بين دماؤوه...
سقطت حنين لمستواه لتشهق باكية وهي تحتضنه مرددة بنحيب مقهور:
-لااااا، حمزززززة، يااااربي دا حرام والله حرام
اصبحت تهزه بقوة وهي ترى قواه تستكين رغمًا عنه رويدًا رويدًا فصاحت بهيسترية:
-لا يا حمزة أنت مش هتبقى مدمن لا مستحييييييل.

ولكن الجرعة التي حقنوه بها كانت اقوى منه ومنها، فكان جسده يتبلد ببطئ، ولكنه رفع يده يربت على شعرها بحنو هامسًا بصوت سمعته بصعوبة:
-هششش، اهدي يا حنيني
ارتمت بين احضانه تبكي بعنف متشبثة بأطراف قميصه:
-حمزة رد عليا، ماتستسلمش يا حمزة، انت مش هتاخدها تاني صدقني، حمزة قوم فووق والنبي
ولكنها كانت تناجي في ميت!

في جسد سُلب منه العقل رغمًا عنه، لم تمر نصف ساعة حتى وجدت شريف يسحبها مرة اخرى بالقوة متجاهلاً صراخها الذي صم اذنيه، في اليوم التالي..

كانت حنين تقف مع شريف باكية بالطبع امام الغرفة التي يقطن بها حمزة، تسمع تأوهاته العالية التي تدل على حاجته لتلك السموم..
صارت حنين تتوسل شريف كالأطفال بألم:
-والنبي خليني ادخله، ارجوك سيبني ادخله
مط شفتاه ببرود ثم اشار لها بالدلوف، فركضت نحو الداخل، بينما قال الرجل لشريف بثقة ؛
-شوفت يا باشا، دي مش اي جرعة، دي جرعة امريكي ومش قليلة، يعني اعتبره بقا تحت امرتك خلاص.

بينما في الداخل كان حمزة حالته مرزية، فصار يسأل حنين بصورة غير طبيعية بالمرة ؛
-حنين هو فين، فين شريف، فين ام الحقنة؟!
كانت حنين تحتضنه بلهفة وهي منخرطة في بكاؤوها وتردد بضعف ؛
-اسفة يا حمزة اسفة، انا السبب يا حبيبي انا السبب
ابعدها عن احضانه وهو يصرخ بجنون مزمجرًا ؛
-فييييين الحقنه يا حنييييين..
ثم صار ينادي ؛
-شرييييف، انت فين
حاولت حنين الاقتراب منه وهي تهمس مبتلعة ريقها بصعوبة ؛.

-حمزة حبيبي اهدى عشان خاطري، أنت لازم تقاوم يا حمزة!
لم يكن المتحكم بتصرفاته، فصار يصفعها بقدر حاجته لتلك السموم وهو يصرخ بصوت عالي:
-ملكيييش دعوة بيا، غوري من هنا، غوووري
سقطت على الارض منكمشة في نفسها تبكي بارتعاد حقيقي من حالته تلك..
لتجده يهبط محتضنًا اياها وهو يهمس بضعف لاول مرة يتلبسه:
-مش قادر يا حنين، مش قادر انا عايز الحقنه هموووووت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة