قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

-بيحبك!
نطقتها شيرين تصوب السهم المتواري خلف شباك عقل الواقع، لحنين التي كانت محدقة فيها بصدمة وكأنها الان فقط ادركت تلك الحقيقة...!
وغزة في القلب أسكتها العقل وهي تخبرها ساخرة:
-إنتِ مجنونة يابنتي! أنا وحمزة، أنا وخالي؟! مستحيل طبعاً، ثم إنك لية فسرتيه على أنه حب، أنا اخدت بالي من تصرفاته وكلامه وملاحظة إنها متغيرة كتير، لكن لية ماقولتيش إنه عطف، حنان فطري فيه، شفقة عشان موت ماما!؟

عقدت شيرين حاجبيها صارخة بغيظ:
-حنين إنتِ بتفسري على مزاجك لية!؟ هو بيحبك بس مش عايز يصدمك زي دلوقتي، لكن لما لقى إنه على اي حال هيخسرك قال يبقى يخسرك بس على الاقل تكوني عارفه احساسه ناحيتك!
أشارت لها حنين نحو الخارج وهي تتأفف منزعجة:
-اطلعي بره يابت بطلي عبط
ضحكت شيرين بخفوت لتسألها بجدية:
-طب خلاص بجد بجد هسألك، فعلاً هتتجوزي شريف؟

صمتت حنين قليلاً، تجري حسابتها التي تلعثمت مؤخرًا، لترد بعد دقائق بصوت حسم خط سيرها:
-أنا وشريف إنتهينا، كون إن والدتي توفت وحتى لو كنت مابردش على إتصالاته كان مفروض ينزل يسأل عليا او حتى يكلم حمزة، إنما ده استنى ف اجازته ونزل عادي وحتى ماسألش عليا غير صدفة! ازاي هأمن على حياتي معاه بعد كدة؟!
فغرت شيرين فاهها بعدم فهم، لاحظت مؤخراً أن حياة حنين أصبح كالغز تضيع اجزاؤوه متناثرة هنا وهناك!

فسألتها متعجبة:
-امال قولتيله لية أنا مقتنعة، ولا هو عِند ف حمزة؟
هزت رأسها نافية تجيب:
-لا ابدًا مش عِند ولا حاجة، بس حمزة كان لازم يعرف إن لو في 1٪ بيقول اه على اللي ف دماغه، ف في 99٪ بيقول ماينفعش!
رفعت كتفيه تهمس:
-امرك عجيب يا حنين..!
ابتسمت حنين بشرود، بالفعل كل ما يدور بحياتها غريب، معلقم، يجذب المشكلات ويثير التفكير كالمغناطيس!

أستيقظت لارا متأوهه تُعاني من الألم الذي أنتشر في جميع أنحاء جسدها، كما هو تمامًا بين جميع الأطراف المؤدية لقلبها الضعيف!
لم تجد أسر لجوارها بالطبع، فحاولت النهوض ببطئ، أخذت نفسًا عميقًا ثم إتجهت للمرحاض...
فتحت الباب وكادت تدلف ولكن شهقت فجأة وهي ترى أسر يقف في اخر المرحاض ويلف جسده بمنشفة..
عادت للخلف سريعًا وكادت تخرج راكضة ولكن وجدته يسحبها من يدها في سرعة البرق لتصطدم بصدره العاري...

أمسكها من ذراعها، يسألها بصوت صلب خالي من أي توتر يُزعزع الثقة:
-إية في إية مالك شوفتي عفريت ولا إية؟!
هزت رأسها نافية، بينما يداها تقبض على البلوزة التي تصل لفخذيها والتي لا ترتدي سواها...
وكأن نظراته احرقتها ما إن هبطت بعيناه ليدها التي تحاول تغطية جسدها..
جذب يدها فجأة بقوة ليقول بتهكم صريح:
-إية اللي يشوفك يقول أول مرة تقعدي ادام واحد كدة، ولا اول مرة تشوفي واحد كدة؟!

كُتمت الحروف ما بين التردد والإندفاع، دائمًا ما يُلقيها بأهانات تصيب محور الروح!
اخيرًا نطقت وهي تستند على ذراعه التي تحيطها بأرهاق:
-أسر، أرجوك، أسمعني وبعدين اتصرف زي ما أنت عايز لكن أنا تعبت، تعبت بجد من إهاناتك النفسية، والجسدية لما بتقربلي، أنا حاسه إني شوية وهيجرالي حاجة والله!
شرود، توهان، وكلمات أصابت النفس القديم، النفس التي كادت تُزهق من إغراءات الحياة!

النفس الحانية تلك التي تنعش شظايا الأرواح الهادرة لا العكس...
تنهد بقوة وهو ينظر لها، لتعتبرها هي أشارة بيضاء..
فتنهدت مثله قبل أن تبدأ تهتف بصوت واهن:
-بابا مات من وأنا صغيرة، كنت عايشة أنا وماما في الواحات، كنت مهتمية بنفسي أوي، لحد ما في مرة في فرح من الأفراح شوفته، خالد!
شعرت بقبضته تشتد على ذراعها بقوة، لتتأوه بصمت ملكوم، فيما قال هو بخشونة:
-أنا مش عايز أعرف قصة حبكم الو*ة!

ابتلعت ريقها بتوتر، وتشعر بمبرراتها تندفع للعكس، لتيار الصمت التي يعكس تأثيره على اسر فتهب عاصفة مميتة!
ولكنها تغلبت قليلاً وهي تهمس نافية:
-مش قصة حب ابدا، بس تقدر تقول قصة عذاب، ضياع، موت!
عقد ما بين حاجبيه، لتكمل هي:
-أنا كنت عارفه إنه واحد مش كويس وبيشغل بنات بترقص هناك ف الافراح بس بهدوم محترمة الى حدا ما، جه عرض نفسه عليا بكل برود وقالي إنه عايزني وبيحبني، ولما رفضت...!

إختنق صوتها عند تلك النقطة، لا بل كاد يختفي اصلاً، تكورت حنجرتها حتى كادت تصاب بالبكم!
وشعور قوي بالعجز يعاود لطم قلبها بعنف...!
حاولت التماسك وهي تتذكر..
فلاش باك###
كانت تسير بهدوء حتى وجدت من يسحبها فجأة ويكممها حتى ركب بها احدى السيارات...
وصلوا لمكانٍ ما مهجور فهبط مسرعاً وهو يمسك بها، وهي صوتها مكتوم، محروم من حق الصراخ او إصدار آهات واهنة تتسرب من حرب الشعور بالألم!

وفجأة رأته، فظلت تعود للخلف بخوف وهي تهمس متساءلة:
-أنت عايز مني إية يا خالد، جبتني هنا لية؟
-عايزك يا لارا!
قالها بوضوح، مباشرة كصوت فحيح الأفعى الذي يُرعبك فجأة...
لتهز هي رأسها نافية وهي تتوسله بصوت مرتعد:
-لا يا خالد، حرام عليك أنت اكيد مش هتعمل كدة، أكيد مش هتدمر حياتي، أنت بتقول إنك بتحبني!
اقترب منها اكثر، وبلحظة كان يهجم عليها، يُطرب العقل بتفسيراته المعاكسة وهو يخبرها:.

-مهو أنا عشان بحبك عايزك، إنتِ مش هتبقي ملكي غير بالطريقة دي!
حاولت الركض وهي تصرخ، تتوسل وتنادي، ولكنه كان الاقوى، والأعنف!
الاقوى في غابة، يمتلك زمامها الاقوى، وهي، ضعيفة!
واهنة كقشة قسمها هو بكل برود...!
باك###
-وفضل يشغلني معاهم بالإجبار، وماما لما عرفت جالها القلب وحالتها زي ما أنت شايف، لحد ماعرفت اخيرا اهرب منه واجي القاهرة بمساعدة واحدة صحبتي!

كانت دموعها تهطل بغزارة، ورأسها تميل للأسفل بإنتكاسة حقيقية لم تصب جسدها فقط بل كانت ضربة قاضية للحياة بأكملها!
وكان هو ينظر لها بغموض، لأول مرة يشعر بالتخبط في حيرته من امر شخص كالأن!
وفجأة كادت تترنج مكانها، فأسرع هو يحيط خصرها بيداه وهو يسألها بخشونة:
-مالك!؟
رفعت رأسها، وخصلاتها تغطي اكثر من منتصف وجهها، لتسأله بضعف:
-أنت مصدقني؟!
صمت برهه، ليخبرها بجمود:
-لارا أنا هطلقك!

صُعقت هي من قراره المفاجئ الذي عاكس توقعاتها!
وبمجرد تذكرها خالد اصبح تهز رأسها نافية بسرعة وهي تلتصق به صارخة بهيسترية:
-لا لا يا اسر بالله عليك، وحياة اغلى حد عندك ماتسبنيش!
رفع وجهها ببطئ يدقق في دموعها المنهمرة بتعجب حقيقي...
ليتحسس وجنتاها وثغرها هامسًا بسؤال شارد:
-لية!
لم ترد وإنما نظرت حولها بتوتر، ماذا ستخبره؟!
أخشى خالد عندما تبتعد عني؟!
ام وجودك يشعرني بالأمان..!
ام بوضوح احتاج وجودك !

اقترب منها اكثر وهو يزيح شعرها عن وجهها، ليسير بشفتاه ببطئ على ثغرها مكملاً تساؤله:
-لية؟
وإندفعت هي بتهور ترتمي بين احضانه مغمغمة بصوت مكتوم:
-عشان بحبك، بحبك مش عايزاك تبعد عني!
وجدته يدفعها عنه بعنف حتى اصطدمت بالحائط خلفها ويقترب منها ببطئ وعيناه تنذر بشرارات حارقة و...

في وقت متأخر...
عاد مُهاب إلى منزله كالأعصار الذي يهب فجأة، غاضب هو بل ثائر بجنون!
لا يتخيل كيف أخبرت سيلين والدتها ما حدث هكذا؟!
أي فتاة تلك تخبر والدتها بأسرارها الزوجية وإن كانت لا ترضاها..!
ولكن نقطة هامة لم تنل نظرة مُهاب، وهي انها لم تكن فتاة راشدة وواعية...
بل كانت مجرد طفلة زجوها في زواج ورابطة لا تدركها من الاساس!
دلف إلى غرفتها ليجدها تجلس على الفراش وتفرك يدها بتوتر...

ما إن وصل لها حتى قبض على ذراعها يسألها بحدة:
-فهميني ازاي تحكي لمامتك وعمك يكلمني بكل بجاحة!؟ أنا يقولي لو في عيب فيكِ او مرض قولي!
ارتعشت شفتاها بقلق حقيقي من مظهره، لتجده يجذبها من خصلاتها صارخًا فيها:
-لية مش قادرة تفهمي إني مش عايزك، مش إنتِ اللي تجذبني عشان أقربلها! إنتِ طفلة، وطفلة متخلفة كمان...
حاولت دفعه وهي تزمجر بغضب متألم:
-اوعى سبني بقاا أنت إية!

وفجأة وجدته يمزق - البيچامة - التي ترتديها بعنف وهو يهدر بسخرية مريرة:
-فين الإغراااء فيكِ اساساً؟! لو العيب فيا زي ما عمك بيقول يبقى انا مش لاقي ست تجذبني اصلاً!
حاولت لملمة الملابس التي اظهرت بعض الاجزاء من جسدها، وهذه المرة لم تقوي الصمود فأصبحت تشهق بعنف..
اصبحت تكره حياتها بمن فيها كاملة!
لا تدري تصرفاتها صحيحة ام خاطئة، ولكن ليس خطأها إن كانت ضبابية عمرها الصغير تُعيق نمو عقلها...!

أمسكها من فكها يهزها بقوة مرددًا في جمود قاسي:
-بس أنا بقا هثبتلهم إني مش معيوب، وراجل، وراجل اوي كمان!
إتسعت عيناها بذعر مرتعد، خوف حقيقي إكتسح مقدمة جوارحها قبل حروفها وهي تسأله:
-أنت قصدك اية!؟
دفعها على الفراش بقوة حتى سقطت متأوهه، لتسمعه يقول بسخرية صلبة:
-بس أكيد مش إنتِ، لإني قرفان اقرب لك، بس هثبت لهم بطريقتي، هتجوز يا سيلين!
صرخت مصدومة:
-نعمممم!
اومأ مؤكدًا ببساطة وهو ينظر لها بازدراء:.

-هتشوفي يا سيلين، هتجوز انثى بجد، وهجيبها تعيش معاكِ هنا، عشان تعرفي إن الله حق!

خرجت حنين من غرفتها على صوت طرقات عالية على الباب، فتحت الباب لتجد حمزة يدلف مندفعاً و يغلق الباب خلفه..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر له متفحصة، لتجده يقترب منها ببطئ، فصرخت بقلق:
-إية يا حمزة عايز اية؟
اقترب منها أكثر، وبدى لها وكأنه فقد عقله مؤخرًا، ليهمس وهو يحدق بها:
-تفتكري جايلك دلوقتي لية؟! أكيد عايزك، عايزك يا حنيني
أشارت لها بيدها ان يعود للخلف، وسألته متوجسة:
-أنت سكران تاني يا حمزة؟

هز رأسه نافيًا ببرود:
-لا خالص، بس إنتِ رافضة كلامي، ودلوقتي أنا وإنتِ لوحدنا، والشيطان تالتنا و...
وجذبها له فجأة يحيط خصرها بيداه، فوضعت يدها على صدره بتلقائية..!
ابتلعت ريقها بتوتر:
-سبني يا حمزة لو سمحت
جذبها له اكثر، ليهمس بولع:
-وأنا بحبك!
فغرت فاهها مصدومة من اعترافه المفاجئ الذي سقط عليها كتعويذة جمدتها مكانها!

وكانت نظراته مصوبة على شفتاها، فلم يتردد وهو يقترب متكسحًا رحيق شفتيها في قبلة عاصفة...
وهي تحاول التملص من بين يديه، فابتعد بعد ثواني يؤكد بحرارة:
-ايوة بحبك، لا بعشقك، ومش هسكت ولا هخبي تاني، مش هسيبك تكوني لغيري
جذبها له مرة اخرى يأكل شفتاها بنهم مشتاق حد الجنون..
ليبعد بعدها مكملاً:
-ولو مش بمزاجك هيبقى غصب عنك يا حنين!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة