قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السادس عشر

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السادس عشر

رواية تذكرة طيران للكاتبة رضوى خالد الفصل السادس عشر

لم يشعر عمار بنفسه فقد جن جنونه وغلت الدماء في عروقه وبكل غيظه وغضبه يسدد اللكمات لتامر حتى جرح فمه ونزف ولم يعبأ بصراخ زوجته وأطفاله واستمر يسدد له اللكمات وهو يصرخ أزاي يا كفرة عدتها مش خلصت عملت في بنتي ومراتي أيه أنا هاوديكوا في داهية أنا هأشرب من دمك لم يحاول تامر الدفاع عن نفسه تركه يصب جام غضبه عليه ونهر زوجته لكي تصمت وتبعد بالأطفال بعيدًا حتى لا يروا هذا الشجار وتتركهم يتحدثوا وحدهم وظلوا لدقائق على هذا الحال حتى تعب كلاهما فعمار تعب من كثرة الكلمات التى سددها لتامر الذى لم يعد يقوى على الحركه من كثرة الضرب.

تامر: بتعب لسه فاكر عليك تسأل بعد أكثر من شهر ما عرفتش فيهم اللي حصل لمراتك اللي كانت حامل وقت ما طلقتها وكانتش تعرف هي كمان زيك بالظبط من الزعل ضغطها بقي عالي وسقطت وجالها نزيف ودخلت المستشفى وأنت ولا دارى ولا سألت وجالها أكتئاب حست إنك بايعها خلاص وكانت عايزة تهاجر لخالي استراليا قولتها لا تعالى أنتي وماما عندي غيروا جو زيارة وأرجعوا تانى عشان كده هي مالهاش عدة ومن حقها تتجوز على سنة الله ورسوله أما مين وأزاي اتجوزت بالسرعة دي فده موضوع تاني يطول شرحه أقعد وأهدى كده عشان نعرف نتكلم.

عمار وقد هدأ قليلًا: أنا دماغي هتنفجر مش فاهم حاجة أزاي ريهام تعمل كده كل ما اتصل عليها ما تردش قولت أسبها تهدأ شوية أرجع ألاقيها أجهضت وأتجوزت.
تامر: غصبا عنها يا عمار هي ما كانتش عايزة الجوازة دي أنا هاحكيلك من أول ما جت هنا لحد ما أتجوزت أمبارح.

عمار: أمبارح يااه كان ممكن ألحقها وأردها لو جيت أمبارح يوم واحد بس فرق قالها بحزن وآسي ثم قال: أحكي أنا سامعك كان تامر يحكي ما حدث لعمار بينما ريهام كانت في بيتها الجديد تتناول فنجان من القهوة التي لم تعتاد على شربها ولكنها أحست بصداع برأسها بعد أن قضت أمس يوم من أسوء أيام حياتها وتذكرت كيف كانت تعد لعمار قهوته الصباحية يوميا قبل ذهابه لعمله وكان يقول لها دائمًا مالهاش طعم غير من أيدك.

ريهام تحدث نفسها يا ترى كنت بتقولها لمين يا عمار لنور ولا ريهام لكنها تذكرت حديث عمار عنها قبل طلاقهم فهو لم يذق كوب القهوة من يد نور قط نعم فهو أحبها وحاول الحديث معها وإصلاح ما حدث بينهم ولكن غباءها وعنادها منعها من رؤية ذلك ولكن قد فات الأوان أرجعت رأسها للخلف وأغمضت عينيها لتتذكر ما حدث منذ وصولها لهذا البلد وكأنه كابوس تريد أن ينتهي.

فلاش بااااااك:
تامر: الحمد لله على سلامتك يا ماما أنت وريهام يا رب تكونوا اتبسطوا في الرحلة.
صباح: الحمد لله يا ابني مع أن الواحد داخ من الطيارة دي.
تامر بابتسامة: نور حبيبة قلب خالو شبهك خالص يا ريهام واضح أن عمار بيحبك أوى.

ابتسمت ريهام بسخرية ولم تجيبه: ذهبن لبيت تامر الذي لاحظ كيف كان كانت أخته الوحيدة حزينة وشاردة انفطر قلبه عليها فهو من رباها ويعتبرها ابنته ليست فقط أخته فقرر أن يأخذهم كل يوم بعد انتهاء دوامه للعشاء في أحد المطاعم مع جولة لمعالم هذه البلد لعلها تخرج من حالتها تلك ولكن دون جدوى تذكر مكالمة عمه له فقرر أن ينفرد بريهام بعيدًا عن العائلة ويتحدث معها فهي أبنته المطيعه ولم تكسر له كلمة في أحد المطاعم تامر يحدث ريهام هاسألك سؤال واحد بس أنتي لسه بتحبي عمار.

ريهام: أيوه هو أنا لو ماكنتش بحبه كان ده بقي حالي.
تامر: يبقي ترجعيله عمار بيحبك ده قلب الدنيا عليكي وراح لعمي البلد يدور عليكي وعمي اتصل هزأنى بسببك.
ريهام: بجد عمار لسه عايزني لكن لا هو مش بيحبني هو عايز بنته بس وبيحب نور مراته اللي ماتت بس.

تامر: غبية عمار لو ماكنش بيحبك عاش معاكي ده كله وخلف منك كان هيزهق منك وكل يوم والثاني مشكلة أنا راجل زيه وفاهم بيفكر أزاي تفتكري واحد فضل رافض الجواز سنين طويلة بعد ما حبيبته ماتت عشان كان بيحب شكلها بس ولا شخصيتها اللي أكيد مش شبهك غير في الشكل بس وشخصيتك مختلفة عنها واحد زي عمار مليون واحدة تتمناه وبيقابل في شغله ستات أشكال وألوان عمره ما بص غيرك مع أنه يقدر يحب ويتجوز عليكي كمان بدل الواحدة ثلاثة ده لو ماكنش بيحبك أكيد كان دور على غيرك ما دام فك الإضراب واتجوزك يقدر يعملها تاني لو حب غيرك.

تامر: ساكته ليه يا ريهام ما تردي عليا.
ريهام: بفكر في كلامك.
تامر: طبعًا ما أنتي مفكرتيش فيها بالشكل ده والغضب كان عاميكي.
ريهام: طب وابني اللي سقطته ما زعلى وحرقة قلبي ده كمان مش بسبب عمار اسامحه أزاي عليه.
تامر: لا مش بسببه يا ريهام كان هينزل لأي سبب تاني لأن مالكوش نصيب فيه ودي حكمة ربنا في خلقه هو وحده علام الغيوب.

ريهام: بعد صمت وتفكير: لو كان عايزني صحيح يجيلي هنا ويكتب عليا من تاني.
تامر: أكيد هيجي عمي قالي كده بس أكيد في حاجة عطلته.
ريهام: خلاص أنا مستنية لما يجي هارجعله.
تامر: أيوه كده يا حبيبتي ربنا يكملك بعقلك ويهدي سركم وأنا هاشد لك عليه عشان ما يزعلكيش.
جرس الهاتف تامر: أنت بتقول أيه أزاي أنا عملت الجرد السنوي وسيفته كله أزاي مش في حاجة طب أنا جيلك حالًا.
ريهام: خير.

تامر: ما فيش مشكلة بسيطة لازم أروح الشركة وأنتي استنيني في العربية خمسة وهانزلك نروح.
ريهام: حاضر يا أبيه
صعد تامر لشركة أما ريهام ظلت في السيارة وأحست ببعض الملل فخرجت تقف بجانب السيارة وجدت بسيارة تقف أمام سيارة تامر وترجل من فيها باتجاهها محدقا بها وناداها: ريهام
فالتفت له وقالت باستغراب: مصطفى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة