قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس

أبعدت يدها فقد تراجعت فهي تعلم بأنها لم تستطيع رؤيته في ذلك الوضع فسوف تتحطم كلياً استدارت لكي تذهب فهي عملت بأنه يخونها و ذلك يكفي سخرت من نفسها على تلك فهي بالأساس لم يتعرف بحبها لكي يخونها فهي الغبية.
فتح تيام الباب و عندما رآها اتسعت مقلتيه بذهول فهو آخر شئ يتمناه بأن يجدها أمامه الأن.
صاح قائلا:
-ديمة؟
توقفت ديمة مكانها و سالت الدموع لتغرق وجهها و التفتت إليه.

فهم وقتها بأن تعلم بالتأكيد احد أخبرها، و اتجه إليها ليقبض على ساعدها و يحسبها خلفه، اصدمت ديمة فماذا يفعل ذاك فهل يريدها أن ترى من معه بالداخل بالتأكيد جن أو أصابه شئ، حاولت التخلص من قبضته و صاحت به سيبني يا تيام
دفعها داخل الغرفة فأغلقت عيناها على الفور و قالت بتوسل تيام ارجوك خليني اخرج
تنهد تيام و قال:
-افتحي عينك يا ديمة.

ابتلعت ديمة ريقها الذي جف و فتحت عيناها ببطء و لكنها لم تجد أحد، فالتفتت إليه متسائلة فين اللي كانت معاك؟
-مشيت و محصلش حاجه
ديمة بسخرية:
-بجد؟ في جميع الحالات فأنا مش هتجوز واحد زيك و شوف انت تقدر تعمل اي و اعمله
نظر إليها بعيناه التي بدأت مظلمة و مخيفة و لكنه أجاد التحكم بغضبه ديمة متنسيش ان اصلا مفيش بينا حاجه عشان تغيري و انا هتجوزك عشان هدف محدد مش عشان مغرم بيكي.

ادمعت عيناها مرة أخرى فكلماته تبدو قاسية عليها و قالت:
-و انا مش غيرانة عليك بس مش مطالبة ابقي مراتك
-ديمة جوازنا ملهوش لأزمة غير بأنه هيكون ورقة رسمية فانتي هتعملي اللي عايزاها و انا هعمل اللي انا عايزه
-ليه كنت عايز توهمني بأنك اغتصبتني؟
-و انتي تبقى مغلفة لو صدقتي اني هعمل كدا معاكي
ضحكت ديمة ساخرة و قالت:
-و ليه عشان انت قد الثقة مثلا انت في كل مرة بتخذلني
-مش كل حاجه بتشوفيها بتكون صح.

انفعلت ديمة فهي سئمت من محاولتها لفهمه و قالت بغضب بجد يعني واحد بيختفي فجأة من حياتي و كأني مكنتش موجودة اصلا و المشكلة في إني كل مرة بدورلك على عذر، اول ما عرفت انك في المستشفي جريت زي المغلفة و في الاخر صحيت لاقيت نفسي عريانة و مش اول مرة تعمل كدا المرة اللي فاتت كنت مراتك و المرادي هتتجوزيني مع انك لما عرفت اني اتجوزت معتز حتى مفارقش معاك، روحت خطبت و اختفيت و بعدين تظهر في عيد ميلادي و بعدها تقول انك مش عايز تشوفني تاني و دا كله تمام صح بجد يا تيام انت بتخليني اندم على كل لحظة وثقت فيك فيها.

-و انتي بتثقي فيا اصلا؟
ضاقت عيناها و نظرت إليه متعجبة ما يقوله فهذا ما لافت انتباه في ذلك.
أضاف قائلا:
-لا اقولك ليه؟ لأنك مازالتِ حاسه اني عايزك و اول ما يحصل هسيبك، مازالتِ عندك وسواس الفقد و حاسه ان كل اللي حواليكي هيسيبك و يمشي، مقتنعة أن أي واحد بيقرب منك يبقي لهدف انه...
قطعته ديمة و قالت:
-و انت مش كدا؟ يعني مش دا اللي انت قولته اكتر من مرة.

-و تفتكري اي اللي مانعني مثلا؟، و بعدين اديكي قولتي سيبتك تتجوزي
-ما تسيبني اتجوز المرة دي
-للأسف مش في مصلحتك لكن انا معنديش مشكلة فإنك تتجوزي و تعيشي حياتك...
شعرت ديمة بالحزن و الانكسار و لكنها حاولت حبس دموعها فهو يفعل ذلك من مصلحته بالطبع فهي ليست فارقة معه
ذهبت من الغرفة فهي الأخرى تشعرها بالاختناق، استندت على الجدار و التقط انفاسها المضطربة.
خرج تيام و اتجه إليها قائلا بقلق:
-مالك؟
-مفيش حاجه.

-عايزة تروحي براحتك و لو عايزة تفضلي هنا براحتك برضو
-تمام متشكره لاهتمامك بيا
-مش هنتجوز
ديمة بحدة:
-اها و جوازنا هيبقى على ورق و يفضل منقعدش مع بعض نفس المكان لحد ما نطلق
تيام باستفزاز:
-معنديش مانع خالص اهو على الاقل الواحد يبقى براحته
زفرت ديمة بغيظ و قالت:
-لا هتأجل حوار براحتك دا بعدين معلش و دي مش غيرة
-خدت بالي
لاحظت ديمة نبرة السخرية في كلامه و قالت بجدية:
-دا بجد على فكرة.

امسك تيام بمعصمها و قربها منه محاوطاً خصرها، ارتبكت ديمة و قالت بضيق:
-بلاش الحركات دي من فضلك.
-ليه مالها؟
رمشت بعيناها و شعرت بحرارة جسدها تزداد و قالت:
-عادي مبحبهاش و بعدين ممنوع اللمس و دا اسمه تحرش
عقد حاجباه بدهشة و قال:
-بجد تصدقي مكنتش اعرف و بعدين اي المشكلة ما انتي مراتي
-لسه بكرا
-عادي مش هنختلف الساعات مش بتفرق في حاجه
حاولت ديمة الابتعاد و زفرت بسئم ابعد بقا
-يعني انتي عايزة كدا
-اها.

-يعني مش هتموتي عليا و لا حاجه
اتسعت عيناها بدهشة و قالت:
-لا طبعا و ابعد عني بقا مش لطيف حد يشوفنا في الوضع دا...
شهقت عندما حملها بين ذراعيه و قالت بضيق:
-نزلني
-عندك حق الصراحة مينفعش حد يشوفنا الاوضه أفضل
ابتلعت ديمة ريقها و رفست بقدميها و قالت بزمجرة:
-نزلني والله لو عملتي حاجه لأصوت و...
قطعها تيام و قال متقلقيش محدش هيسمعك.

دفع الباب بقدمه و دخل و بعد ذلك انزلها، شعرت ديمة بالتوتر فهي ليست المرة الأولى لهم بأن يكونوا بمفردهم و لكنها تشعر بالارتباك منه و قالت:
-تيام بجد انا مبحبش كدا والله هعيط
ابتسم تيام و سحبها من ذراعها ليحتضنها بقوة، و دفن وجه بعنقها ليستنشق رائحتها و قال:
-متزعليش من كلامي
تسارعت خفقات قلبها و وضعت يداها حول عنقه و قالت بحزن:
-لا عادي هو انت اول مرة تعملها يعني
أبتعد عنها و قال:.

-لا و انتي اللي كلامك زي العسل
تراجعت ديمة بخطواتها لنترك مسافة بينهم و قالت:
-اعملك اي ما انت اللي بتخليني اقولك كدا
اقترب تيام منها و حاوط خصرها ليصقلها به و قال مش ناويه نكسر الحدود دي
-لا ناوية أشددها
تنهد تيام باستياء و قال والله لو حد عرف اني هتجوزك لتاني مرة و انك لسه بتحطي حدود هتفضح
-النصيب بقا مش مهم
تسحبت يداه تدريجياً ليمررها على ظهرها ماراً بأسفله، عضت ديمة على شفاها السفلية و قالت بتوتر:.

-تيام...
سلط نظره على شفتيها و لم يفكر كثيرا و قام بامتصاصهم بين أسنانه بعنف، تعالت انفاسها و اضطرابات ضربات قلبها، فهي تبدو عديمة الخبرة بين يداه التي تستبيح جسدها مشعلة نيرانه و لسانه الذي يداعب ثغرها بقوه...
ابتعد عنها ليخذ انفاسها اللاهثة فهو يعلم بأن أن استمر للحظة اخري لم يتركها و قال:
-ديمة؟
نظرت له ديمة و ادمعت عيناها و قالت:
-لو سمحت بلاش تقرب مني كدا تاني...
قبض على ساعدها و قربها منه قائلا:.

-ليه؟
نظرت إليه ليلمح الحيرة بعيناها فقال واضح انك هبله
-هبله؟!
-ايوه يعني المفروض اقولك اي؟ ديمة بيكون بمزاجك يعني مش بقرب منك غصبن عنك
ازدادت ريقها و ابتعد عنه قائلة:
-عارفه انه بيكون بمزاجي بس انا مش مستعدة لدا
-و انا مطلبتش منك حاجه يعني مش هاجي في اليوم اقولك حاجه
عقدت ديمة حاجبياها و قالت بضيق:
-صحيح هو انت هتعوز مني اي؟ ما كفاية عليك.

قطب ما بين حاجبه و قال أعمل أي؟، بصي مارسي هويتك بكرا فمش لازم من انهاردة
-هويتي؟
-اها النكد
تذمرت ديمة منه فكيف يصفها بذلك و رددت بغضب:
-تمام
اقترب تيام منها فتراجعت للخلف و قالت بتحذير:
-خلاص بقا
-هو اي؟ و بعدين انتي تفكيرك بقى شمال كدا ليه؟
ابتسمت ديمة و قالت:
-كدا
قبل تيام خدها و همس إليها بالقرب من اذنها تصحبي على خير يا حلوتي
-انت رايح فين؟
-أي هسيبك تنامي لاني مش هعرف اقعد ساكت
ديمة بتساؤل:
-ليه؟

-هقولك لما تكبري
زفرت ديمة بحنق و قالت بزمجرة:
-دمك تقيل اوي على فكرة...
-و انا مش مسؤول عن اللي هيحصل خلال ثواني...
انحنت عيناه لتتفحص جسدها برغبة و ارتفعت ليجد شفتيها متورمة قليلا بسبب قبلته، حاوط وجهها بين كفيه و التهم شفتيها ليقبلهم بشوق فهو لا يرتوي منها بل يشتد ظمأه عندما يرتشف القليل.
انزل يداه ليحاوط خصرها دون أن يبتعد عن شفتيها. ، رفعت يداه سترتها ليخلعها عنها.

و بعد ذلك أعاد تقبيلها مرة أخرى قبل أن تتحدث، بدأت تتراجع بخطواتها فدفعها على الفراش و اعتلها
زادت خفقات قلبها و شعرت بالتوتر، و بدأت دقات الخوف تطرق فؤادها
لم تعلم حتى متى جردها من ملابسها و اصحبت أسفله يقبلها كيف يشاء كانت انفاسها مضطربة تعلو و تهبط بعشوائية
و قالت بخفوت تيام
-تيام
-نعم؟
-ممكن...
قطعها تيام و وضع سبابته على شفاه هششش.

القي حاتم الكأس من يده و قال بعصبية بجد مش فاهم انتي ساكت ازاي؟ الباشا خدها مننا و احنا بتتفرج
-اعمل اي؟ تيام مبيهزرش و انت عارف انه زبالة و يعملها
حاتم بضيق:
-تيام بيحبها و عارف انه لو عمل كدا مش هيطولها
-دا على أساس اني كنت هقعد احط احتمالات و بعدين بنتي و هبله و هو ضحك عليها و خلاص المهم بقا أن لازم الجوازه دي تبوظ و ديمة تعرف ان تيام مينفعش
انتبه حاتم لحديثها و قال باهتمام:
-هتعملي اي؟
-هقولك...

استيقظت ديمة على إثر قطرات المياه التي تسقط على وجهها و قالت بصوت ناعس تيام بس بقا
-انا مرام يا اختي
قامت ديمة بسرعة عندما استمعت إلى صوتها و قالت بسعادة:
-مرام
و بعد ذلك احتضنتها بشوق و اردفت كنتي فين؟
ابتعدت مرام عنها و قالت:
-احنا بقينا الضهر جهزي نفسك يا اختي
و بعد ذلك نظرت إليها و قالت صحيح يا ديمة انتي لابسه قميص تيام ليه؟
ديمة بارتباك:
-أي؟ آها عادي اصلي معنديش هدوم هنا
مرام بتهكم:.

-دا بجد؟ يعني امبارح محصلش حاجه
-لا دماغك متروحش بعيد و قوليلي كنتي فين؟
-مفيش يا ستي حيدر عرف حوار فريد و خطفني و الله أعلم ناوي يعمل اي؟
ديمة بذهول:
-و تيام عرف؟
-اكيد و فريد الجبان كان هيموت من الخوف
-تيام قالك حاجه
-لا مقالش و بعدين عادي يعني مش هيحصل حاجه انتم هتتجوزوا كمان شوية
طرق تيام الباب و دخل قامت مرام و ذهبت لتتركهم على انفراد.
قامت ديمة من على الفراش و قالت:.

-هو انت ليه مقولتش انك عرفت موضوع فريد
-عادي مش هيفرق في حاجه، بعد ما تفطري ابقى شوفي الفستان
ديمة باستغراب:
-فستان ليه؟
-عادي عايز اشوفك به
قبل شفتيها بخفة و بعد ذلك ابتعد و قال:
-البسي و انزلي
كانت مرام تسير في الحديقة و تتنفس الهواء فقد حبست لليومين، استمعت لصوته الذي أتي من خلفها و عندما التفتت قالت:
-نادر
احتضنها نادر، تفاجأت مرام و ابتعدت عنه، حاوط نادر وجهها و قال:.

-كنتي فين؟ دورت عليكي و معرفتش اوصلك
تنهدت مرام و تذكرت تهديد حيدر إليها و قالت:
-انا هدخل عشان ديمة عايزاني
امسك نادر يدها و قال:
-حيدر هو اللي خطفك صح
ابتلعت مرام ريقها و قالت:
-اها
-مرام مفيش غير حل واحد هيخلصك من دا كله هو أننا نتجوز، و انهاردة اول ما يبدوا كتب الكتاب امشي و انا هستناكي و بعد ما نتجوز هنسافر و انتي تقدري تشتغلي برا محامية و تعملي كل اللي انتي عايزها.

نظرت مرام له و شعرت بالحيرة فأنا وافقت على ذلك العرض شوف تتخلص من كل ذلك
-فكري يا مرام و اوعدك انك مش هتندمي، كل حاجه عايزها هعملها، هستناكي...
عندما جاءت ناهد، خرجت روانا و مرام من الغرفة، ابتسمت ديمة و قالت:
-كنت خايفه متجيش
ابتسمت ناهد بحزن مش كفايه ابوكي خدك مني كمان تيام هيخدك و مش هعرف اشوفك تاني
ديمة باستغراب:
-ليه بتقولي كدا؟

صعدت روانا عندما عملت بأن ناهد غادرت و عندما فتحت الغرفة لم تجد ديمة بداخلها...
هبطت الدارج بسرعة و قالت:
-تيام ديمة مش موجودة فوق...
عندما سمعت مرام روانا خرجت من المنزل مسرعة، لاحق بها نادر و امسك معصمها و قال:
-رايحه فين؟
-هشوف ديمة
-ديمة كدا كدا تيام هيجيبها متقلقيش عليها، احنا اللي لازم نمشي دلوقتي...
سحبها من معصمها و اتجه ناحيه السيارة، فتح لها الباب و قال:
-اركبي...

كانت مرام مترددة و لكنها ركبت، و تفكيرها لم يكن يتوقف فهي تشعر بالقلق و الخوف و لكنها تائهة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة