قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

قامت ديمة و قد احتقنت وجهها بالدماء و رددت عليها بزمجرة و وجه ممتعض: -والله يا اختي دي حاجه متخصكيش
طرق تيام الطاولة بقبضته بعنف و قال: -اسكتوا انتم الاتنين مش هتتخانقوا مع بعض قدامي
هنا بعصبية: -هي مالها بيك
-ديمة تبقى مراتي يا هنا
انفرج ثغرها بدهشة و جحظت عيناها و قالت: -مراتك؟
-ايوه و قولتلك سكرتيرة لأني مش عايز جدك يعرف حاجه
-و سيا
-هنا انا مقولتش لسيا اني هتجوزها.

ادمعت عيناها و قالت بغضب: -كلكم كدابين، و حتى مهنش عليك تقولي و ابويا هو كمان هيتجوز امتي و لا هتبقى مفاجأة
همت لتذهب من المنزل الا انه أوقفها قائلا: -اطلعي على اوضتك
هنا بنفاذ صبر: -همشي و انت ملكش دعوة بيا
صاح تيام بها بصوت عالي افزعها مش هكرر كلمتي
زفرت بحنق و صعدت إلى غرفتها، ، نظرت ديمة إليه و قالت: -انا اسفه...
قطعها تيام ديمة انتي ملكيش علاقة بدأ اصلا
-طب هي مضايقة ليه يعنى انت عمها مش ابوها؟

سألته ديمة بفضول فهي قد تعجبت من تصرفاتها
تنهد تيام و قال: -ابوها و امها انفصلوا و هي صغيرة و بدأت بقا تعيش ما بين بيتين ام عايشه في أمريكا مع أهلها و أب عايش في إيطاليا و كانت بتروحله في الاجازة و بالنسبة ليا فهنا كانت عايشه معايا خلال فترة ثانوي
ديمة باستغراب: -دا ليه؟
-حيدر قرر يخدها من امها و حصلت مشاكل بينهم و دمروا نفسية البنت فعشان كدا خدتها تعيش معايا هنا و كانت بتروح لمامتها و كدا...

نظرت له ديمة فهو يبدو شخصية غريبة و به الكثير من الجوانب التي لم تظهر بعد و قالت: -بس حيدر ازاي ساب بنته كل دا
-لأنه عارف نفسه، فكرة مسئولة طفل دي كبيره جدا و كمان حيدر ساب مايا و كانت لسه هنا عندها سنه واحده و في الوقت دا كانت محتاجة مامتها...
تنهدت ديمة و قد شعرت بالحزن من اجلها فهي عاشت تجربة مماثلة و قالت: -بس هي دلوقتي كبرت
-مهما الواحد يكبر في نقطة بيفضل عندها، اطلعي البسي عشان نخرج
-هنخرج؟

-اها عندك مانع...
هزت ديمة رأسها نافية و صعدت إلى أعلى توقفت أمام غرفة هنا و ترددت قليلا و بعد ذلك طرقت الباب و دخلت
نظرت لها هنا نظرة نارية و قالت: -عايزة اي؟
-هنخرج لو عايزة تيجي معانا
-لا مش عايزة شكرا
خرجت ديمة من الغرفة فهي لا ترغب بفتح أحاديث معها و لكنها لم تحب أن ترى شخص يشعر و كأنه منبوذ من الجميع.

دق بابها و دخل قائلا: -عايزة حاجه من برا...
هنا باقتضاب: -لا عايزة اروح بيتي
تنهد تيام و دخل و جلس بجوارها قائلا: -هنا انتي مضايقة ليه؟
-كلكم هتسيبوني زي بابا و ماما ما عملوا و كل واحد هيتشغل في حياته
ضمها إليه و رتب على ظهرها برفق: -محدش سابك و بعدين حيدر على طول بيسأل عنك و طلب منك انك تروحي و تعيشي معاه و مامتك معاكي.

ابتعدت هنا عنه و جففت دموعها بيدها قائلا: -ماما عايزه ترجع لخطيبها تاني يعني هتتجوز
قطب حاجباه باندهاش و قال: -عرفتي ازاي؟
-انهاردة و انا في الجامعة بنته قالتله، يعني لو ماما اتجوزت هعيش فين؟! اكيد بابا هيبقي عايز يأخدني
امسك بكفيها و رتب عليه قائلا: -هنا مامتك من حقها تتجوز لأنها بقالها كتير منفصلة عن باباكي
-طب هما ليه مش بيرجعوا لبعض، هو انا مستاهلش!؟

-هنا انتي دلوقتي كبرتي و عارفه ان صعب اتنين يعيشوا مع بعض غصب و بعدين سيبك من ابوكي و امك و عيشي معايا.
-ما انت اتجوزت و خلاص هتهتم بمراتك
-هي مراتي و انتي بنتي و قومي البسي عشان تيجي معانا
-لا عشان مش اضايقكم.
خرج تيام بعد ان إقناعها بأن تذهب معهم و اتجه إلى غرفته و عندما فتح الباب توقف مكانه ليراقبها في ذلك الفستان الذي يصل عند ركبتيها و عاري الأكتاف و لون بالأحمر القاني.

انتبهت ديمة إليه و قالت: -تيام
-مفيش أطول من كدا
اقتربت ديمة منه و بدأت بتمرير اصابعها على صدره بإغراء و قالت: -لا، وحش و لا اي؟
حاوط خصرها و قربها إليه و قال: -لا مفيش احلي من كدا
التهم شفتيها بشوق فهو يشتاق اليها و هي معه، فحتى قبلته لما تكون مميزة زاد من عمقها فاستسلامه له يجعله يفقد عقله حد الجنون و يرغب بالمزيد...

اعتدلت مرام في جلستها و قالت بثقة: -يا باشا متقلقش ابنك هيطلع براءة، و خلال أيام كمان
تنهد الطرف الآخر بقلق و قال: -انا مستعد ادفع كل اللي تطلبي بس ابني الوحيد يطلع براءة
-أول ما الاقي الدليل هبلغك
-تمام هستني مكالمتك
أغلقت مرام معه و تنهدت بحيرة فتلك القضية ليست يسيرة خصوصا بان الطرفين لديهم نفوذ...

جمعت أغراضها و ذهبت إلى المكان الذي تمت به الجريمة، دخلت إلى الملهي الليلي و المعروف بسمعته السيئة
جلست على الطاولة و أتى إليها الجرسون قائلا: -تؤمري بحاجه؟
-كأس ويسكي.

بدأت عيناها تتجول في المكان و لكنها من الصعب أن تسأل وسط ذلك المخمورين، لمحت فتاة بنفس المواصفات التي تم ذكرها و تشبه الصورة التي معها، قامت سريعا لتذهب خلفها و عندما احست الفتاة، أخذت مسارا آخر متجهة إلى الدارج و صعدت مسرعة، سارت في طرقة طويلة كانت مرام خلفها و لا تعلم أين تجرها قدميها.
و توقفت عندما وجدت شابان لديهم جسد عريض و قال إحدى: -جايه هنا ليه؟

ارتبكت مرام و قالت بتبرجل: -غلطت في الطريق اسفه
استدارت لتذهب و لكنه امسك بساعدها و قال: -مين اللي زقك على هنا يا بت
مرام بتوتر: -مفيش و قولتلك غلطت
نظر إلى الآخر فالطبع لم يصدقها و قال: -خلاص تعترفي بالطريقة، خلوا الشباب يتسلوا بيها شوية...
رد الآخر بإيجاز نشوف رأي الباشا الأول هو موجود
حاولت مرام نزع يدها و قالت بغضب: -ابعدوا عني، يا جماعة الحقوني.

كتم صوتها واضعا يده على ثغرها سحبها أمامه، يدفعها بعنف و توقف أمام إحدى و انتظر من الاخر أن يدخل و يشرح ما حدث و بعد ذلك دخل و تركها و غادر
التفتت مرام لتجده اغلق الباب، فازدارت ريقها و تقدمت بخطواتها و نظرت أمامها لتجده يقف واضعاً يداه في جيبه و قال: -اهلا بمرام هانم
ابتلعت مرام ريقها بصعوبة و قالت بذهول: -حيدر
-كنت متأكد انه انتي، اتفضلي قوليلي بتعملي اي هنا؟

فركت مرام يداها بتوتر و فهي كانت تشعر بالخوف و قالت: -انا معرفش انك هنا؟
-سؤالي واضح و بعدين مالك خايفه ليه مش عامله نفسك سبع رجالة في بعض
مرام بارتباك: -دي قضية و انا عايزة اثبت براءة المتهم و في بنت كنت بدور عليها
-اقعدي
مرام بتوتر: -لا انا عايزة امشي
عقد حاجبياه بتعجب و قال: -انجزي يا مرام و بعدين محدش يقدر يعملك حاجه و انا موجود
ابتلعت مرام ريقها و قالت بصوت خافت: -ما هي المشكلة فيك.

استمع إليها و قال: -أي القضية؟
-واحد في بنت من هنا اتهمته بأنه اغتصابها و هو بكدا عليه قضية
-و مين هو؟
-مش هقولك طبعا دي أسرار شغل
-انتي هبله يا بنتي، انا بسالك عشان أعرف إذا كان الكلام صح و لا؟
تنهدت مرام و قالت: -البنت كدابه أظن أن المكان مشبوه و اكيد هو مغتصبهاش و عايزة اعرف ليه عملت كدا و مين اللي وراها
-هو مين انجزي؟
-مازن الحديدي
-اممم، ابعدي عنها بقا لأن القضية هتمشي و هتلبسه.

نظرت له مرام و ضاقت عيناها و قالت: -انت اكيد ليك علاقة بالموضوع صح؟
-مرام سيبي القضية و دا اللي اقدر اقوله، و في مليون محامي غيرك
مرام بإصرار: -و انا مش هسيب القضية دي
قامت مرام لتذهب و قد دخلت في نوبة من الغضب، امسك بمعصمها و سحبها بعنف تألمت من قبضته على ذراعها و قالت بتبرجل: -لو. سمحت.

اغلق تيام الباب، التفتت ديمة إليه و قالت: -كان حلو اليوم، هدخل اغير
اقترب منها ليحاوط خصرها و اخذ يلثم شفتيها بعمق و قوة، بدأت اناملها تتداعب خصلاته الحريرية
انحني ليتلهم عنقها بشوق، اضطربت انفاسها و ارتفعت دقات قلبها.
-تيام
ارتفع ليخذ شفتيها في جوله بين أسنانه و مداعباً ثغرها بلسانه، أقترب بخطواته ليدفعها برفق نحو الفراش.

دفن وجه في عنقه يستنشق عبيرها الذي يعشقه، انزل أكتاف فستانها ليعري نصفها العلوي اخذ يلثم ثدييها برقه و بعد ذلك عض علي احدي ثديها بأسنانه، تأوهت ديمة بألم فهي لم تخبر معه ذلك العنف من قبل...
و ارتفع ليقبل شفتيها بقوة و قال بهمس: -متقلقيش
فتحت عيناها ببطء و نظرت إليه و اراحت يدها على صدره لتعبث بأزرار قميصه و أخذت تفتحهم واحد تلو الآخر.

كان هو لا يفعل شئ سوى النظر إلى عيناها فحقا اللعنة عليها فهي لا تفعله شئ بل تثيره بدون أدنى مجهود منها لا يشبع من تقبيلها، فهو يريدها معه دائما...

ابتسمت ناهد بمكر عندما فعلت ما ارداته و جعلته يأتي إليها في رمح البصر...
حامد بضيق: -خير يا ناهد
-نرجع نشتغل مع بعض و المقبرة هتتقسم ما بينا زي ما كان هيحصل زمان
-بنتك هي القربان؟ هتقدميها
-ابعد تيام ابنك عنها و عشان نعرف نأخدها
-و ابني ماله بيها، هو هيتجوز؟
ضحكت ناهد بسخرية فعلا الباشا خدها معاه أمريكا و شكل اللي حصل بينا زمان هيحصل بينهم هما كمان صحيح الزمن ببعيد نفسه من تاني.

حامد بعصبية: -لا يا ناهد مش هيعيد و بعدين بعد ما تموت هتبقى كل حاجه خلصت
-مين قالك اني هموت بنتي.؟
حامد باستغراب: -مش فاهم هتعملي اي يعني؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة