قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

حاوط خصرها بيده و كانت في حاله لا تخشى المقاومة و همس بجانب اذنها عايزة تجربي دا؟
اتسعت عيناها بدهشة و شعرت باختلال توازنها و لكن ذلك ليس وقتاً مناسباً بأن تفقد وعيها...
ابتلعت ريقها و ظلت صامته فهي لا تستطيع فعل شئ آخر عدا الصمت فهي خايفه بل ترتجف بين يداه و قالت: -انا مكنتش قاصده ادخل هنا
قربها منه أكثر حتى شعرت بأنها اصدمت بعظام صدره و قال: -بس دخلتي...

رمشت بعيناها و قالت بتوتر: -لوسمحت انا...
وضع سبابته على شفاه و قال بهمس: -لا تخافي يا حلوتي
شعرت برجفة سارت بجسدها و لكنها لم تكن دليلاً على الخوف بل احساساً آخر، تلك النبرة الرجولية التي ينطق بها لسانه جعلتها تقف مبعثرة المشاعر بين يداه
-تيام انا عايزة اخرج من هنا
أبتعد عنها و قال: -اخرجي
ابتلعت ديمة ريقها و بقيت واقفة مكانها فهي لم تتوقع منه أن يتركها تخرج بتلك السهولة بالتأكيد وضع لها فخاً آخر.

ابتسم تيام و اردف: -بلاش تفكري كتير، لاني مستعد ارجع في كلامي
ذهبت ديمة مسرعة و خرجت من الغرفة و اخذت تأخذ انفاسها اللاهثة و لا تصدق بأنها خرجت من تلك الغرفة بعد رؤيته لها بالداخل، هل هي قامت بالحكم عليه مسبقاً و هو عكس ذلك، فهو لم يكن شخص مؤذي كما ظنت بل عاملها بلطف كثيراً، انقذها أكثر من مرة و الآن تركها دون أن يفعل شئ حسنا تعمد إخافتها و لكن لم يخافها.

خرج تيام من الغرفة و وجدها مازالت واقفة في الطرقة مالك؟
التفتت ديمة إليه و قالت: -هروح انام
-روحي
-اسفه عشان دورت في بيتك بدون علمك
اقترب تيام منها و وضع يداه في جيبه و قال: -ديمة طول ما انتي بتتعاملي معايا اعرفي اني ديما سابق بخطوات، و ان اللي بفكر ياذيني بزعله قبل ما يبدأ ينفذ يمكن انتي لحد دلوقتي مجربتيش حاجه من شري
-بس انت اجبرتني على الشغل معاك
-بحب اخلي عدوى قدامي عشان ميفكرش في حاجه
-انا مش عدوتك.

-دماغك مش ملكك يا ديمة، و طالما في حد بيحرك تبقى خطر
قطبت ما بين حاجبيها و قالت: -و القصد؟
-انتي فهمتي قصدي و على فكرة هو لو كان راجل مكنش سابك قدامي و خلع
ديمة بغضب: -ألزم حدودك و ملكش دعوة بحاتم و علي فكرة انا محدش بيحركني
تيام بسخرية: -و فكرة الحلقة مش بتاعته؟! بصي يا ديمة براحتك تصدقي و لا!؟ بس انتي غبية جداً
-انت انسان قليل الذوق
-عندنا حفلة بكرا بليل
ديمة بغيظ: -مش عايزة اجي.

-هتيجي لاني مش باخد رايك، صحيح ابقى اصحى حضري الفطار ليا
ديمة بدهشة: -خير؟! ليه مثلا جوزي؟!
رفع حاجبه و قال: -لازم اكون جوزك يعني؟ أنا معنديش مانع
أحمر وجهها بخجل و ارتفعت درجه حرارتها و قالت بتوتر: -بعد أذنك.

استيقظت مرام من نومها على صوت الباب، ذهبت لتفتح و قالت بدهشة: -خير يا ابن عمي اي اللي حدفك على هنا؟
ابتسم حسن و قال: -مش لما ادخل الأول يا بت الغالي
زفرت مرام بحنق و دفعت الباب بقوة، دلفت خلفه و قالت: -نعم؟
-بصراحة وحشتني اوي
-بقولك اي يا حسن شوف انت عايز اي و خلصني
-عايز اقولك انك لسه مراتي
ضاقت عيناها و فرجت شفتيها في صدمة و قالت: -أي الهبل دا انت بتقول اي؟

-بقول الحقيقة يا بنت عمي و لا انتي فاكره أننا هنسيبك في حالك
مرام بانفعال: -انت اي؟ حيوان، اتحرشت بيا بدل ما تحميني و جاي تقولي اني مراتك انت عبيط
حسن بعصبية و قد برزت عروقه و قال: -بقولك اي يا بت، اوعي تكوني فاكره اني هسيبك تاخدي ورثك و تمشي
-بص يا حسن انت و ابوك لحد دلوقتي مشوفتوش مني غير الخير لكن بعد كدا هزعلكم اوي.

ضحك حسن مستهزئاً بها و قال: -القطة المغمضة فتحت و لا اي؟ بصي بقا يا حلوة انا هسيبك تفكري عشان ترجعي لبيت جوزك
مرام بنفاذ صبر: -واضح انك اتجننت
-كفاية كلام فاضي و اعرفي اني لحد دلوقتي بكلمك بالذوق بس المرة الجاية هيبقى فيها زعل جامد، انا همشي و هكون في انتظارك.

غادر بالفعل و تركها في تلك الدوامة من الأفكار فكيف هو زوجها و هي قد تطلقت منه منذ أعوام، اوصدت عيناها و تنهدت ييأس فهي لا تريد أن تعود إلى نقطة الصفر من جديد...
تذكرت ما حدث معها منذ تلك الزيجة إلى الانفصال منها
انهارت مرام قائلة برجاء: -والله جدي هما بيكدبوا انا مليش علاقة به، حسن هو اللي التحرش بيا اكتر من مرة ما ساعة ما دخلت بيتكم.

تنهد جدها و قال: -و انا يا بنتي مقدرش اسكت عن اللي شوفته، احنا رجالة و نفهم في الاصول
بكت مرام و قالت: -انا مش عايزة اتجوز حسن انا معملتش حاجه، ارجوك بلاش تعمل معايا كدا
-يا بنتي حسن في الأول و الآخر ابن عمك و بعدين انتي مش صغيرة انتي عندك 19 سنه يعني واعية و فاهمة كل حاجه.

نظرت إليه بحزن فهو كان آخر أملها و قد خاب، فهي لم تفعل شيء، ذلك الحقير هو الذي كان يريد الاعتداء عليها و الآن سوف تتزوج به، مستحيل أن ترضخ لرغبتهم و لكن هي مازالت ضعيفة و ليس لديها احد...
قالت باستياء: -ينفع يكون كتب كتاب بس لحد ما اخلص دراستي
-ماشي يا بنتي و خلال الفترة دي لو فضلتي مش رايدها هطلقك منه.

نعم فهي كانت مثل الغريق الذي يتعلق في قشايه، استسلمت لحديثه و لكن قررت بداخلها بأن تلك الزيجة لم تظل كثيراً.

دخلت ديمة إلى الحفلة مع تيام و كانت تشعر بالتوتر و الرهبة فتلك الحفلة تبدو منظمة للغاية
دخلوا إلى القاعة و كان يوجد العديد من الصحفيين و لكن حراسه الخاص قاموا بمنعهم من إجراء اي حديث
جلسوا على الطاولة، نظرت ديمة إليه و قالت: -واضح ان الحلفة تخص رجال الأعمال
-ايوه، اومال انا جاي ليه؟
اقترب ثائر منه و همس إليه ببعض الكلمات و بعد ذلك غادر ديمة خليكي هنا عقبال ما ارجع
-رايح فين؟

-متقلقيش الحراسة حواليكي لو في حاجه
ذهب تيام و تركها، كانت جالسة تشعر بالملل و توتر من عدد المدعوين من حولها و توافد الكثير و لكن رأت حاتم و مرام يدخلون معاً، قامت إليهم قائلة: -انتم بتعملوا اي هنا؟
حاتم بدهشة: -انتي اللي بتعملي اي يا ديمة
-انا جيت مع تيام هو طلب كدا
زفر حاتم بحنق و قال بضيق ملحوظ هو كل حاجه تيام
تدخلت مرام قائله: -حاتم مش وقته و تعالى عشان نشوف شغلنا أفضل من الخناقة.

تنهدت ديمة باستياء: -هو مش بمزاجي يا حاتم بس هو معملش حاجه
-و انتي هتستني لما يعمل يا ديمة
زفرت مرام و قالت بغضب: -حاتم مش وقته
اقترب تيام منهم فقد إبلاغه أحد حراسه و قال: -ديمة تعالي
نظرت ديمة إليه و قالت: -هبقي اكلمكم
امسك حاتم يدها و قال: -معلش يا تيام بس عندها شغل معانا
زفرت ديمة بحنق و قالت: -من فضلك يا حاتم
امسك تيام يده الممسكة بمعصها و قال بحدة: -متلمسهاش تاني و اخرج من الحفلة حالاً.

التفتت ديمة لتنظر إلى تيام بدهشة فماذا يفعل ذلك المجنون و لكن فهو يبدو غاضباً و لكن ما السبب، و تلك الدهشة كانت واقعة على وجه مرام هي الأخرى
تخلص حاتم من قبضته و حدق بعيناه و قال: -حاتم حمدان مبيخافش فاهم
-تيام المصري كلمته مبتتكررش
ابتلع حاتم ريقه و اردف تمام، يا تيام بس متقلقيش فضايحك هتبقى على أيدي
-عايز اتفرج
وقفت ديمة بينهم و قالت بغضب: -ممكن كفاية الناس بتتفرج علينا، من فضلك يا حاتم امشي.

حاتم بنرفزة: -امشي عشان الحيوان دا.
لم يدري تيام بنفسه غير و هو يلكمه في وجه بقوة جعلته يتارنح و لكنه تماسك قبل أن يسقط
شهقت كل من ديمة و مرام، و تتدخل الحراس الخاص بتيام لمنع التصوير، ترك المكان و غادر سريعاً
خرجت ديمة مع حاتم و مرام و قالت: -ليه كدا؟
حاتم بعصبية: -انتي مش شايفه هو عمل اي؟ يا ديمة
تنهدت ديمة و قالت: -شوفت بس مكنش ليها لأزمة و ربنا يسترها من كلام الصحافة علينا
-متقلقيش مش هيحصل حاجه.

تنهدت مرام و قالت: -طب انت كويس؟
وضع حاتم كفه مكان الضربة و قال: -تمام بس و حياة امي لأندمه...
و بعد ذلك ركب حاتم سيارته و غادر، نظرت ديمة إلى مرام و قالت: -مالك؟
-مفيش يا ديمة، انا هروح و نبقى نتكلم بعدين اوصلك؟
هزت ديمة رأسها نافية و قالت: -لا روحي انتي.

كانت ديمة تريد انتظار تيام و دخلت إلى الحفلة لترى الوضع بالداخل و قامت بالاعتذار عن ما حدث و تحدثت هي مع المدعوين، و بالطبع كان الجانب الأكبر على ثائر لحل تلك الدجة التي حدثت بعد مغادرة تيام و بعد الانتهاء أخذت سيارتها و ذهبت إلى منزله ظناً منها بأنه ذهب إلى هناك و بقيت تتصل به و لكنه لم يرد عليها.
وضعت الخادمة إليها القهوة التي طلبتها، فأوقفتها ديمة قائلة: -متعرفيش تيام بيكون فين؟

هزت رأسها نافية و قالت: -لا يا افندم، محتاجة حاجه تاني
-لا اول ما يجي قوليلي من فضلك...
ظلت ديمة منتظرة رجوعه حتى مر الوقت، و غفوت على تلك الاريكة، فاقتها الخادمة و اخبرتها بعودته.
دخلت ديمة إلى خلفه فهي رأيته يصعد الدارج
تيام انا كلمتك كتير و مردتش كنت فين؟، ميصحش اللي انت عملته دا على فكرة دي و لا طريقة شغل و لا حتى طريقة تعامل
نظر لها ببرود و فتح أزرار قميصه و وضعه على المقعد المجاور له.

ارتبكت ديمة و اخفضت نظرها بعيداً عنه و قالت: -أي قلة الذوق دى
لم يرد عليها و دلف إلى المرحاض، دخلت هي خلفه و قالت بعصبية: -تيام هو انا عملت ايه لكل دا؟ على فكرة انت اللي غلطان مش انا و بعدين مشيت من غير ما تقول حاجه
خلع سرواله، توترت ديمة و توردت وجنتها و استدارت بظهرها و قالت بنفاذ صبر: -تمام براحتك بس انا مش هشتغل معاك تاني و كفاية الموقف اللي اتحطينا في.

و همت بالخروج و لكنها شعرت بيده تقبض على ساعدها و سحبها ليسند ظهرها على الحائط و قال بغضب: -انا اللي بقرر مش انتي فاهمة
كانت ديمة أغلقت عيناها فهي لا تحبذا رؤيته عاري هكذا و قالت بخفوت تيام لوسمحت ابعد عني
نظر إليها و انحني عليها حتى تلمست انفهم، نظراً إلى شفتيها المرتجفة، زادت وتيرة انفاسها التي اختلطت بأنفاسه الساخنة و قالت بتوتر: -تيا...
تفاجأت من...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة