قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

بدأت حديثها معلنة عن بداية حلقتها اهلا بيكم مشاهدينا الأعزاء و زي ما أتعودنا اننا كل حلقة بنستقبل استفساراتكم و اتصالكم، انهاردة حضرت ليكم موضوع مختلف و حابه اتكلم عنه و هو ازاي نبدأ ناخد بالنا من أولادنا.

رسمت ابتسامة على وجهها لتعطي روحاً لموضوعها اليوم فهي تعشق بأن تحدث الاخرين عن المشاكل لكي تجد حلول لها، تتمنى أن تغير العالم، تريد أن تحلق في السماء عالياً، تبحث عن السعادة التي افتقدتها منذ زمن بعيد او بالأحرى بأن تلك السعادة لم تدق بابها، فقررت أن تراها في عيون الآخرين و تساعد غيرها، فحتى أن كنت فاقد الشي تستطيع أن تعطي.

بلاش نسيب بعض لحد ما نوصل لفجوة كبيرة جدا، و الحياة تشغلنا عن بعض، الدنيا دلوقتي بقيت عبارة عن أب مشغول في حياته و دنياته و ام مشغولة و التمن بيدفعه الأبناء من قله اهتمام و رعاية، بحثت في رسائل الصفحة و قالت:
مشكلة واحدة كاتبة أنها اكتشفت ان بنتها على علاقة بواحد و مش عارفه تتصرف ازاي؟ و طبعا هي مش محددة نوع العلاقة و خايفه أن والدها يعرف و يقتلها.

تنهدت ديمة و اردفت قائلة: - اتكلمي مع بنتك أفضل لأنها هي اكيد دورت على الاهتمام بينكم و ملقتش عشان كدا خدته من برا، اتمنى ان الموضوع ميكنش وصل بينكم لطريق مسدود، لأن الوقت مش ديما بيكون في صالحنا .

و تابعت ديمة عملها إلى الانتهاء من تقديم حلقتها و استقبال الاتصالات، اتجهت ناحية حاتم الذي كان يقف في انتظارها و على وجهه ابتسامة و عندما اقتربت منها صاح قائلا:
-كنتي هايلة يا ديمة
ابتسمت ديمة و قالت: شكرا، كله بفضلك المهم انا همشي
-طب استنى اوصلك
-لا ما انا هروح لصحابي
قطب ما بين حاجبياه و قال بقليل من الغضب بصراحة ديمة انا مش عاجبني صحابك دول خالص انتي ليه مش عايزة تبعدي عنهم.

-حاتم دول صحابي من ايام الكلية و بعدين احنا شلة واحدة
-ديما بحس انهم مش كويسين يا ديمة و بعدين انتي حره بس اديني قولتلك
ابتسمت ديمة فهي مقدرة خوف حاتم عليها فهو بالنسبة لها كل شي، ملجأها عند الضيق و ملجأها وقت الفرح، هو مين دعمها لكي تصل إلى تلك المكانة فبدونه لم كانت تصل لشي قدم لها المساعدة، قابلها مدمرة و حاول إصلاحها دون تجريح، فيكفي بأنه الشخص الوحيد الذي لم يخذلها...

تجرع شادي كأسه دفعة واحدة و نظر إلى نهال قائلا: -هو عمار دا كله فين؟
-قال إنه هيجيب مرام و ديمة انت عارف انه حنين اوي
شادي بسخرية: -جدا و انتي الصادقة، بصراحة ديمة مش راضية تتطلع من دماغي و كل ما أقرب منها تصدني لحد زهقت.

ضحكت نهال لتسخر منه فهي تعلم بأنه لا يستطيع أخرجها من عقله حتى بعد تخرجهم من الكلية و قالت:
-بصراحة يا شادي انت اللي غلطان و بعدين ديمة دلوقتي في حياتها حاتم
زفر شادي بحنق و قال: -بكره اوي معرفش طلع منين دا، و هو اللي متتسماش اللي اسمها مرام دي
-حوار ديمة فاكس يا شادي انت متأكد انها ملهاش في كدا أصلا
نظر لها شادي و قال: -على فكرة انا غرضي شريف.

قهقهت نهال ضاحكة فهي تحفظه عن ظهر قلب فهو ليس صديقها فحسم بل ابن خالتها و تربوا معاً ما بقولك ايه ما تتجوزها، ديمة مراد الفقي بصراحة هتبقى صفقة كسبانة.

-على أساس يعني أنها هتوافق، ديمة في حاجه في حياتها غلط يا نهال افهمي دا، طول فترة الكلية مكناش نعرف عنها حاجه و دلوقتي نفس الكلام غامضة اوي.

نهال بضيق: -تعرف ديما بحسها عايزة تظهر حاجه مش عندها بجد انسانه غريبة
توقفوا عن الحديث عند وصلهم، سلمت ديمة على الموجودين و كذلك مرام و جلسوا بجوار ببعضهم.

تحدثت نهال وعلى وجهها ابتسامة زائفة كنتي هايلة في حلقة انهاردة يا حبيبتي
ابتسمت ديمة بحسن نية شكرا يا نهال، ايه الاخبار البرنامج بتاعك اصلي بقالي فترة مش متابعة الصراحة.

-يعني ماشي
شادي بسئم من الحديث عن العمل ياريت يا جماعه نوقف كلامنا عن الشغل و خلونا نسهر و نشرب بمزاج.

نظرت له مرام بسخرية، و رفعت جانب ثغرها اها و ماله؟
اقتراح عمار قائلا: -ما تيجوا عندي البيت و نتفرج على فيلم و نقضي السهرة هناك بدل الدوشة دي.
أعجبت نهال بفكرته و قالت: -و يا سلام لو الفيلم لتيام المصري بجد أفلامه روعة
- اها بيبوس بضمير الصراحة قالها شادي مازحاً
-بصراحة هو حلو اوي، دا كفاية جسمه بس
سعالت مرام فقد شعرت بوقوف شي في حلقها، أعطيت لها ديمة كوب من المياه و قالت بقلق:
-مرام انتي كويسه؟

نظرت مرام إلى نهال فكيف تتحدث بتلك الطريقة أمامهم و قالت: -اها و يلا عشان نمشي لان الحوار خارج برا حدوده على الاخر
عقدت نهال حاجبياها متعجبة و قالت: بهزر يا مرام
تنهدت مرام و قالت: -الهزار لي حدود يا نهال و بعدين مين تيام دا
نهال بدهشة: -ممثل أمريكي
ضاقت عيناها و تسألت: -حاسه اني سمعت اسمه قبل كدا لاني مش متابعة افلام
رددت ديمة بدهشة و قالت: -تيام المصري اللي كل ما يعمل فيلم يحصل حوار دي.

أكدت نهال علي صحة كلامها بظبط كدا هو؟
-انا شايفه انه ممثل فاشل و بيعتمد على أداءه لمشاهد جنسية في أفلامه و خلاص
شادي بسخرية: -ديمة متبقيش قديمة كدا و بعدين أفلامه حلوه على فكرة
-عشان كلها +18
تنهد عمار و قطع جدالهم ممكن نهدا شوية و نركز في سهرتنا و نبطل خناق، و بعدين عادي كل واحد يفضل المحتوى اللي هو عايزه و في نظري فعلا تيام ممثل شاطر و محترف.

قامت ديمة عندما رن هاتفها، و ذلك آثار ضيق شادي فهو دائما ما يضع عينه عليها و لكن لم يستطيع الوصول لشيء.

خرجت ديمة بعيدا عن صخب ذلك الملهي و رددت قائلة: -الو
-انتي فين؟
-قولت خارجه مع اصحابي
-و انا قولت بلاش اصحابك دول مش كدا، خارجه مع شباب ليه؟
تنهدت ديمة و أخرجت زفير قوي اولا عادي ثانيا مفيش بينا حاجه لكدا
-ديمة انا بحبك
-و انا لا يا على و قولتلك انك هتفضل زي اخويا و بس و ارجوك افهمني
-و سامر هو دا اللي كنتي بتحبي يا ديمة؟

صممت ديمة لتخطر الذكريات نصب عينياها لتجعلها تشعر بوغز يخترق قلبها فهي دائما ما تخدع في الآخرين و بدون عناء منهم...

نظرت إليه و عيناها تملؤها الدموع لا تصدق بانه ادعي الحب عليها لمدة سنتين و ذلك ما عرفته و قالت:
-ليه كدا؟ طالما بتحبها هي
تبادلت نظراتهم و رد عليها انتي فهمتي غلط يا ديمة و،
قطعته بحدة و مسحت دموعها فهمت ايه؟
انا مبحبش داليا والله و مليش علاقة بيها اصلا
اومال ايه اللي انا شوفته دا و انت تعرفها منين؟
كنت عايزة اعرف ايه اللي حصل زمان خلي عندك عقدة من الرجالة عشان كدا اتكلمت معاها.

نظرت له مندهشة و قالت بصدمة: -وعرفت و لا اقولك؟
-ديمة انتي مكنتش صادقة معايا، و انا بحبك بس عايز اتأكد من حاجه؟
تهاوت دموعها على وجنتيها و قالت: -و تتأكد من ايه بقا؟
-بصراحة حوار جوز عمتك و اللي عمله و انتي صغيره دا انا عرفته، بصي انا مش مصدقة كل كلامها.

-خلاص مفيش داعى انك تصدق
-ديمة ممكن تفهميني اولاً انتي واحدة حتى مش مخليني امسك ايدك و لما بقرب منك بتتضايقي و اعرف الكلام دا من بنت عمتك.

شعرت ديمة بالسخرية من نفسها فهي تعلم بأنها لا تستطيع أن تتخطى تلك العقبة التي حدثت في حياتها، تعلم بأنها لم تجد أحد يمد لها يده ليساعدها، احد يتقبلها كما هي و لا يسألها عن شيء، سخرت من نفسها عندما قررت أن تثق في احد مرة أخرى و لكنها حاولت البعد عنه و كان يظهر أمامها دائما، يحدثها بطلف و يمزحها، كانت تريد أن تحي مثل الباقية حتى أن مرت بأزمة و لكن هو لا يستحق الثقة لا يستحقها فهي تعلم بخيانته لها و الآن ماذا يريد.

تنهدت و تنفست بعمق قائلة بنبرة باكية: -داليا قالت ان ابوها الراجل المحترم حاول يغتصبني مع اني كنت المفروض زي بنته، و انه كان بيتحرش بيا، و لا اتكسفت، سامر فاكر اول مرة اتكلمنا قولتلك ايه؟، قولتلك اني بخاف من الناس جداً، و خصوصا الناس القريبين مني.

انا حاولت ابقى كويسه، اعترفت على ناس.
اهتزت صوتها لتتساقط الدموع على خديها كسيول المطر حاولت ابقى واحدة طبيعة بس معرفتش.

ابتسمت و لكنها ابتسامتها كانت توحي بحزنها و المها و أكملت حتى الإنسان اللي قرب مني و قال إنه بيحبني انا، اول ما عرف حاجه اتخلى عني، انا سمعت كلامك مش مضطر تكدب عليا.

سامر مبررا ديمة انا مش بتخلي عنك و،
-كنت تقدر تقولي انك مش هتقدر تكمل معايا عشان الماضي بتاعي و خلاص
-ليه مقولتيش؟ يا ديمة
-داليا لايقه عليك أكتر برضو هي خاينه و كدابه زيك، تعرف انها كانت بتقولي انها بتحبني و اننا اخوات مش قرايب، بس للأسف زيها زي أهلها.

-ديمة انا مخونتكيش
-بجد مش قولت انك هتتجوز داليا...
عادت ديمة من ذكرياتها و مسحت دموعها العابرة التي سقطت و احتضنت نفسها ناظرة أمامها و قررت عدم العودة إليهم فهي تريد أن تبقى بمفردها الان...

ارسلت رسالة إلى مرام و أخبرتها بأنها ذهبت، انطلقت بسيارتها، شاردة الذهن تفكر في حياتها التي اصحبت مملة أكثر مما توقعت، و لم تجد مكان تذهب إليه و لجأت إلى حاتم فهو آخر من اقتحم حياتها و اشغلها...

طرقت الباب و انتظرت لثواني إلى أن فتح و تعجب من مجيئها ادخلي يا ديمة
نظرت له ديمة و تساقطت دموعها على الفور، فهم حاتم بأن حدث شيء معها فهو لا يعرف تفاصيل كثيرة و لكنه متأكد بأنها لا تريد اخباره.

اقترب منها، تاركاً مسافة قصيرة بينهم لأنه يعلم بأنه تخشى الاقتراب و بدأ يتعامل معها على ذلك المبدأ.

-ديمة مالك بس؟ ايه اللي حصل
مسحت ديمة دموعها و قالت بصوت مبوح مفيش حاجة، انا مضايقة شوية و قولت اعدي عليك.

-طب تعالى اقعدي
جلست ديمة على الاريكة و قالت: -انا اسفه عشان...
قطعها حاتم قائلا ممكن تبطلي هبل يا ديمة، حد من الشلة ضايقك و لا إيه؟
-انا قررت اني هقطع علاقتي بيهم خلاص.
ابتسم حاتم تمام حلو جدا، فين المشكلة؟
-مفيش حاجه
عقد حاتم حاجباه و قال: -مش مصدقك بس ماشي
-حاتم انا قررت امشي من بيت عمتي
-بيتي مفتوح ليكي في ايه وقت.

ابتسمت ديمة و قالت بامتنان: -انت عارف انه مش هينفع، انا قررت اشتري شقة قريبة من هنا عشان ابقى جنبك انت عارف انك اكتر حد بحس بالأمان معاه.

-طب ادورلك انا ممكن اقول للبواب عشان تبقى قريبة
-لا معلش خليني انا ادور انا مش عايزة اتعبك معايا
-بس ابوكي وافق اخيراً
-لا موافقش بس انا دلوقتي كبرت و مش عايزة أفضل في بيت عمتي، و قولت بعد ما اشوف شقة هقوله و أحاول اقنعه.

-ماشي، بس لازم تقوليله ليعمل مشكلة انتي عارفه ابوكي
تنهدت ديمة بحزن: -عارفه
-صحيح يا ديمة، انا نسيت اقولك انهاردة في كذا قناة عملوا لقاء مع تيام المصري بيقولوا انه في مصر.

ديمة بضيق: و انت من المعجبين؟
-لا يا قطة بس تيام المصري دا بيجيب ملايين و خصوصا لو مشينا عكس التيار
عقدت ديمة حاجبيها و قالت: -وضح طيب؟
-تيام المصري، أصله شرقي و من مصر اصلا بس هو عاش و اتربي برا و معاه الجنسية الأمريكية و بعيدا عن أنه ممثل مشهور و عالمي هو ممثل اباحي
اتسعت عيناها بدهشة: -لا براحة كدا و فهمني.

-تيام المصري أتشهر من خمس سنين بظبط و بسرعة البرق، و أفضل شركات إنتاج عالمية هي اللي بتنتج أفلامه، عمل تلت افلام، و طبعا التلاته كانوا بيظهروه جراءته في التمثيل، لأنه كان بيكون عريان في أغلب المشاهد و دا غير ممارسته الجنسية و عدم حياءه، و من حاولي سنة كدا حصل تسريب فيلم اباحي لي و هو ممثلة مشهورة في المجال دا و طبعا دا غير الإشاعات اللي بتطلع عليه.
ديمة بتساؤل: -يعني هو ممثل اباحي؟

-و سادي، الفيديو اللي اتسرب لي حفظته معايا و طبعا مستني اللحظة المناسبة عشان اهاجمه
ديمة باستغراب: -يعني ايه سادي دي؟
-الفيلم كان كدا يا ديمة، تشوفي؟
-اشوف ايه؟
-الفيلم
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتوتر: -ايه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة