قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية بين حياتين للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

انتهى أدهم من تحضير أغراضه، و اتصل ليخبر وليد انه سوف يذهب، دقت شمس باب منزله و انتظرت قليلا، فتح أدهم الباب، شمس في حاجه...
شمس: عايز تمشي من غير ما تودعنا يا حضره الظابط...
ابتسم أدهم، و قال لا والله بس واحد تأني هيجي و بعدين الوقت متأخر
شمس: طب كنت عايزة اتكلم معاك
أدهم: اتفضلي...
دخلت شمس وجلست على إحدى مقاعد تلك الطاولة البسيطة و جلس أدهم في مقابلتها و قال خير يا شمس...
شمس: هو انت هتمشي ليه؟

أدهم: عادي الشغل
اخفض شمس رأسها وقالت يعني هتتخلي عني يا أدهم؟
أدهم بتعجب نعم؟
شمس: مش انت قولت انك تعرفيني و حكيتلي ليه عايز تمشي
أدهم: امممم، بس انتي هتاخدي وقت عقبال ما تفتكري و بعدين انتي هتبقى من أهل القبيلة هنا و لو في حاجه كلميني...
شمس: و هتسيبني اتجوز...
أدهم: مليش حكم عليكي، و طالما انتي عايزة خلاص...
شمس: مبقتش تحبني؟ انت قولت انك هتفضل تحبني مهما حصل، يا اكون ليك يا تقتلني فاكر و لا.

نظر لها أدهم بدهشه، مش معقول الذاكرة تكون رجعتلها...؟ و قال انتي فاكره كل حاجه
هزت شمس رأسها و قالت ايوه افتكرت كل حاجه...
أدهم: من امتى؟
شمس: من ساعه ما انت اتصابت، افتكرت ان الموقف حصل قبل كدا و بدات الصور المجهولة توضح
أدهم: مقولتيش ليه؟
شمس: مكنتش عايزة ارجع و لا افتكر حاجه...
امسك أدهم يدها و قال صعب، مريتي بحاجات كتير صعبه عارف بس انتي ممكن مترجعيش. و تفضلي هنا...
شمس: مش عايزني؟

أدهم: عايزك بس لو براضيكي
شمس: يعني انت هتسيبني؟ و تمشي...؟ و انا لو مجتش دلوقتي مكنتش هعرف اشوفك تاني...
أدهم: مش عايز اضغط عليكي، اللي بقوله مش سهل و قراري اني امشي بس انا مش عايز اغصبك على حاجه
شمس: اتغيرت.!؟
أدهم: لا بس انتي مكنتيش عايزني، و اكيد مكنتيش هتبقى مبسوطة معايا، و انا مش عايز ابقى سبب في انك تتعبي من تأني
شمس: خلاص كدا يعني؟
أدهم: القرار ليكي...

سحبت شمس يدها و قامت و اتجهت ناحيه الباب و لكن وفقت عندما قال تلك الجملة كدا هفهم انك قرارك لا؟
التفت له شمس و قالت بصراحه انت كدا مش عاجبني...
نظر لها أدهم بدهشه، ليه؟
شمس: يعني و لا قومت ورايا و لا عملت اي حاجه...
أبتسم و قال ما خلاص بقا فقدت الأمل المرة دي يا دكتوره...
شمس: طب مش على الأقل تحضر فرحي، و بعدين تمشي
أدهم: تخيلي كدا انا هعمل دا ازاي؟
شمس: مش انت بتحبني؟ و المفروض تتطمن عليا قبل ما تمشي؟

أدهم: بجد في هو واحد عاقل يحضر فرح حبيبته...
شمس: اهااا عادي...
أدهم: ونبي يا نادين امشي...
ابتسمت شمس فقد مر كثير دون أن تسمع اسمها الحقيقي منه...
-و انا كنت عايزة اقولك على حاجه بس يلا مش مهم...
أدهم: ما دي ممكن تكون اخر مره نشوف بعض فيها، فقولي
شمس: انا مش مصدقه والله
أدهم: يعني عايزني آخذك من ايدك و احبسك و اتجوزك بالعافية...
شمس: امممم يا ريت...
اقترب أدهم منها، و قال ما هو كدا مش هيبقي بالعافية...

قامت بلف ذراعيها حول عنقه و قالت هامسة، بحبك، لم يصدق أدهم ما سمعه فتلك اول مره تعترف له بحبها، قولتي اي؟
ابتعدت شمس عنه قليلاً و قالت مسمعتش
أدهم: سمعت!
شمس: انا همشي بقا...
امسكها من يدها لترتمي بين أحضانه و لف ذراعه حول خصرها، تمشي ايه بس؟
شمس: في إي يا أدهم...
أدهم: هنتجوز امتى؟
شمس: اي السرعة دي؟
أدهم: اخاف ترجعي في كلامك
شمس: لا مش هرجع و بعدين مش لما نتعرف على بعض الأول...
أدهم: مين اللي يتعرف؟

شمس: احنا..
أدهم: نتعرف ازاي يا نادين، انتي فاكره كويسه ولا ايه
شمس: فاكره
أدهم: امممم فاكره يعني مش محتاجه تعارف...
شمس: والله يا أدهم انا حره و بعدين نأخد وقتنا
أدهم: اممم نادين انتي فاكره انك كنتي حامل مني و لا ناسيه
شمس: على فكره انت مش كويس...
أدهم: اصل حرام يعني خلي في دم
شمس: طب اوعي كدا بقا عشان امشي...
قربها أدهم منه حتى التصقت بصدره، و التقط شفتيها يقبلها بشوق...
شمس: أدهم...
أدهم: امممم.

شمس: لازم امشي بقا لأحسن يزيد يشوفني و لا حاجه...
أدهم بنرفزة: نعم؟ ما يشوفك...
شمس: مينفعش طبعا يشوفني خارجه من هنا...
أدهم: بجد ليه أن شاء الله؟
شمس: ما هو ميعرفش حاجه
أدهم: مفيش خروج و بعدين خلاص بقا جو الحرية الشخصية اللي كنت بتكلم عنه دا اتقفل بلا يزيد بلا يقل...
ضحكت شمس و قالت ايوه كدا ما هو برضو مش معقول تكون اتغيرت...
أدهم: بإذن الله كدا هنمشي من هنا امتى؟

شمس: مش عارفه استنى شويه تكون خلصت شغلك و كدا و اكون قولت ليهم
أدهم: بصي متعصبنيش
شمس: ما هو يا أدهم الناس دي هي اللي أنقذت حياتي...
أدهم: ماشي بس تنجزي...
شمس: براحتي، لو مش عاجبك عادي احنا فيها
أدهم: ازاي؟
شمس: ولا حاجه...
أدهم: امممممم، ، مش هتقولي بقا بتحبني من امتى؟
نظرت له و قالت اشمعنا يعني...
أدهم: عادي...
-طب مش هتتصل بيهم عشان تقولهم انك مش هتسافر...
-استنى هقوله...

اتصل بزياد و أخبره و بعد ذلك أنهى المكالمة...
-يعني يوم اللي اصابت في انتي افتكرتي.
-اهاا...
-امممممم و انا كنت حاسس انك غريبه وقتها...
- ازاي...
-و لا حاجه...
-عشان يعني اني فضلت معاك و كدا.

-لا عشان انك عايزة تنام في حضني، و بعدها تختفي و مشوفش وشك، عقدت ذراعها حول عنقه و أسندت رأسها على كتفه و قالت عشان مكنتش عايزة ارجع لحياتي، كان نفسي تعمل اي حاجه وحشه عشان اقدر ابعد عنك، بس للأسف انت معملتش اي حاجه، ، وقتها كنت محتاجه انام في حضنك وبس بكون مرتاحة و انا جنبك، حاولت اني محبكش بس معرفتش، مكنتش اتمنى ان يجي يوم و اكون معاك فبمزاجي...
أدهم: بحبك...

ابتعدت. عنه قليلا و كانت مازالت عقد ذراعها و قالت وانا...
أدهم: وانتي اي...
شمس: بحبك...
أدهم: والله كنت خايف اموت قبل ما تنطقي
شمس: بلاش السيرة دي، انا همشي...
ادهم: خليكي معايا
شمس: عشان زينب...
أدهم: عادي قوليها أن ساره تعبت و بعدين هي عارفه انك بتكدبي عليها و بتكوني معايا...
شمس: ، اومال فين وليد و ساره
أدهم: برا...
شمس: امممم...
أدهم: طب اي مش عايزة تنامي...
شمس: لا
أدهم: انتي كل مره بتنامي، هنهزر.

شمس: والله غصبن عني
أدهم: المهم تكوني معايا...
دخل الاثنين إلى الغرفه و ارسل رسالة لوليد يخبره بأنه سوف يظل..
أدهم: خليكي بهدومك الله يرضى عنك...
-مالك بس؟
أدهم: ما هو بصراحه مينفعش...
-ما هو انا لابسه اهو طويله و بكم مش معقول هنا انام كدا كمان...
-ميصحش طبعا
شمس: عادي يا أدهم فيها أي يعني؟
أدهم: و لا حاجه، ابتسمت و قالت أصل دا لبسي على طول...
-آخره اوووي لما تيجي تنامي غير كدا لا...

-نبقي نتكلم في الموضوع دا بعدين...
اتجه أدهم الي الفراش و نام عليه و كان ينظر لها...
-بتبصلي ليه؟
-بحب ابصلك...
ابتسمت و قالت ماشي...
قامت بفك أزرار فستانها، و بعد ذلك وضعته على المقعد و اتجهت إلى الفراش، لتظهر منامتها التي لا تفرق شي عن الأخرى غير لونها فتلك باللون الأحمر
-بلاش تبصلي كدا...
-هو انتي مش قلقانه مني؟

اقتربت منه و وضعت رأسها على صدره و قالت انا مش بحس معاك غير بالأمان يا أدهم، يمكن احساسي كان عكس أفكاري خالص و اني حاولت ابعد عنك بكل الطرق، بس انا بحب قربك مني و بكره ضعفي معاك، مكنتش اتخيل اني هلاقي حد يحبني.

كدا، كنت بشوف الحب في نظراتك و كلامك و غيرتك في كل حاجه كنت بتعملها، مكنتش عايزة أقع في حبك بس قلبي اتمرد و حبك حتى لما كنت فاقده الذاكرة و ناسيه كل حاجه عنك، فهو ديما كان بيدور عليك، استغربت لما نمت و انا برا معاك بس وقتها كنت مطمنه و لما كنت بلاقي قلبي بيدق جامد، بس لما افتكرت لاقيت تفسير لكل حاجه...
-و انا بوعدك اننا هنفضل مع بعض و عمري ما هعمل حاجه تضايقك، مش هتلاقي مني غير الحب و بس...

-هو وليد و ساره مرجعوش ليه...
-مش عارف بس عادي يعني..
-امممم عادي، بس انت هتقول لي باباك اي؟
-مش عارف بس كلها يومين و هنمشي و الفرح في تالت يوم...
-ليه الاستعجال دا؟
-مش انتي موافقه خلاص مش هتفرق، و لا مترددة؟
-لا مش مترددة ولا حاجه...
-اممم، مترددة من اي، طيب؟
-والله عادي بس اخاف نكون بنتسرع مش أكتر..
-فين التسرع
-أكيد في حاجات هتختلف؟
-كل حاجه هتفضل زي ما هي...

-لا طبعا اكيد هنتخانق مع بعض و انت ممكن تخوني و هنطلق...
-أي الفيلم دا؟ و بعدين يعني انا مخونتكيش دلوقتي هاجي اخونك بعد ما نتجوز...
-امممممم ماشي، أدهم انا بحبك و مش عايزة اتكسر تاني..
-انا هفضل معاك و مش هسمح لحاجه تذيكي...
-انا بحبك اوووووي، نفسي ميحصلش حاجه تبعدنا عن بعض...
-مش هيحصل حاجه لو حصل اي انا مش هسيبك، قامت بتقبيل شفتيه، ابتعد عنها و لاحظت هي ذلك...

-هو انت مش، وضع أدهم يده على شفتيها و قال متكمليش، بس انا مش هلمسك غير و انتي مراتي...
-و أيه اللي اختلف؟
-عايزين نبدأ من الاول و تكون كل حاجه ماشيه صح...
نظرت له و اطالت النظر فهي تعشق أن تنظر له و قالت قصدك مش عايز تفكرني باللي حصل قبل كدا...
-عايز أبدا من جديد، انا بحبك، و عايزك معايا، و كل مره بكون معاكي فيها بتكون اكنها اول مره، مش عايز اخليكي تحسي بضعفك و لا اخليك تندمي انك حبتني...

-بتحبني اوووي كدا؟
-امممممم اكتر من اي حاجه فحياتي...
تفقد وليد هاتفه وجد تلك الرسالة من أدهم يخبره بأنه سوف يبقى و ان نادين افتكرت كل حاجه...
صرخ وليد من الفرحة و قال نادين افتكرت يا ساره...
فرحت ساره هي الأخرى فهي تريد أن يبقى نادين و أدهم معا فهم حاله عشق مميزة و فريده...
-بجد مش مصدقه...

امسك وليد يدها و قامها بحملها ليدور بها، كانت ساره مصدومة مش عارفه تقول حاجه بس لم تستطيع أن توصف سعادتها هي الآخرى فهي تحب وليد بعد عناء مع حبيبها الأول و الذي مات...
انزلها وليد و قال انا بحبك يا ساره و عايز اتجوزك...

صمتت ساره فهي كانت تشعر بكل حاجه. ولكن لم تكون تعلم أنه سوف يخبرها الان، و لكن فهي عزمت الا تتضيع تلك الفرصه، فالحياة تكون عباره فرصه وحيده و يجب استغلالها، و ردت عليه بدون أن تطيل التفكير في التفكير احيانا ممكن أن يضيع علينا اسعد اللحظات التي يجب أن نعيشها، وانا كمان بحبك يا وليد...

ابتسم وليد، وقال خلاص هقابل الحجه بقا لما نرجع و يلا عشان نروح، هزت ساره رأسها، و امسك وليد يدها ليسيروا معا و لكن تلك المرة كانت مختلفة، فما أجمل الاعتراف بالحب و الأجمل أن يكون متبادل..

اشرقت الشمس اليوم التالي...
-قوم يا أدهم، أي كل دا نايم...
استيقظ على صوتها الذي يعشقه فهو يعشقك كل حاجه بها و قال أي الازعاج دا؟
-ازعاج، و بعدين وليد عايزك برا قوم بقا...
-امممممم ماشي، ارتدى ملابسه و خرج خلفها وكان وليد و ساره ينظروا له...
-مالكم؟
وليد: هو يعني عشان نادين معاك يبقي خلاص...
أدهم: امممممم، حبيبتي انتم مضايقين ليه...؟
وليد: امممممم اي يا نادين ساكته يعني...
نادين: عادي.

وليد: بس بصراحه شمس احلى، نادين رخمه...
-هي حلوه في كل حاجه قالها ادهم و يقبل يدها...
-طب يلا يا ساره نقوم احنا ونسيب العشاق دول...
ساره: طب انا عايزة اقولكم حاجه...
أدهم: قولي...
ساره: انا و وليد هنتجوز، كانت قالتها بتردد...
ابتسمت نادين و قالت بسعادة الف مبروك يا قلبي...
-عارفه، قطعتها نادين و قالت بلاش تكملي يا ساره، الماضي عدي خلاص، انا بجد فرحانه ليكم اوووي...
أدهم: يلا انا السبب.

-لا يا اخويا انا اللي حلو و اتحب...
ضحكت ساره وقالت بس برضو الفضل لادهم في الاخر...
-والله صعبانه عليا يا بنتي...
وليد: ليه هوكلها؟
أدهم: ما هي البنت لازم تعرف...
ساره: اممم قول
أدهم: اولا وليد مش بيروح البيت يعني تقريبا ساعه او ساعتين، دا لو منزلش في نص الليل، يعني هتلاقي نفسك لوحدك طول اليوم...
وليد: مش لوحدي...
نادين: خلاص، و بعدين احنا برضو مش هنكون فاضين ساره دكتوره و بتشتغل و انا نفس الكلام.

وليد: مش هنختلف أن شاء الله...
نادين: انا هروح لزوزو بقا...
أدهم: ماشي، بس ابقى تعالى تاني...
ساره: استنى انا هاجي معاكي...

ذهبت شمس و ساره إلى المنزل، و كانت زينب تجلس على المقعد و لكن كانت تبكي، تبكي بشده استغربت شمس و ساره و اتجهت إليها شمس ترتب عليها و قالت انتي بتعيطي ليه؟
نظرت إليها زينب و قالت مفيش حاجه يا بنتي، انتي خلاص هتمشي، هزت رأسها و قالت هبقي اجيلك...
مسحت دموعها و قالت الدنيا هتشغلك يا بنتي...
بكت شمس هو الآخر، و قالت لا هاجي والله وبعدين انتي اللي ممكن تيجي معايا.

-و هسيب المكان اللي عشت في سنين عمري كلها..
-بس انتي هنا لوحدك
-الوحدة اتكتب عليا يا بنتي...
زفرت ساره دمعه من عينها هي الآخر، فهي أحبت تلك المرآه الحنونة...
و اتجهت لتجلس جانبهم و قالت و انا يا زوزو هاجي معاها و لا مش عايزني، ابتسمت زينب و ضمتهم الاثنين و قالت بحزن والله زعلانه اوووي انكم هتمشوا بس اهو مفيش حل تاني...
ساره: هو ليه انتي مش متجوزه ولا عندك عيال...

تنهدت زينب لتتذكر زوجها و حب حياتها الذي فقدته، و ولدها هو الآخر و قالت مات جوزي. و ابني...
شمس: كنتي بتحبه
-اهااا مات وسأبني، من يوم وفاته لحد انهارده عمري ما نسيته، كان نفسي يكون معايا بس راح، و راحت معاه كل حاجه حلوه حتى ابني مات...
شمس: هو كان شاغل اي؟
-كان ظابط...

طبعا اول ما سمعت الكلمة تذكرت أدهم و إصابته المتعددة، احست بوغز في قلبها، من الممكن أن تفقد أدهم في غمضة عين، ممكن أن تفقد للأبد و لا ترى مره أخرى، كيف لتلك المرأة أن تتحمل فقدان حبيبها و ولدها مره واحده...
لماذا نخشى الموت..؟ هكذا فهو الحقيقه الوحيدة و لكن نخشى الفقدان، الفراق، كيف يرحل انسانا كان معنا في لحظه، لم نعد نراه مره أخرى يرحل عنه كل شي يصبح مجرد ذكرى...

كانت دموعها تسقط على وجنتها و أكنها انفصلت عن عالمهم...
ساره: شمس، في ايه؟
-أدهم...
زينب: مالك يا بنتي...؟ انا مش بقولك كدا عشان تعيطي..
-هو ادهم ممكن يحصله حاجه؟
زينب: لا يا بنتي هو كويس و بإذن الله مش هيحصله حاجه...
خرجت و تركتهم و بعد ذلك قامت ساره و زينب خلفها...
ذهبت إلى المنزل و فتح لها أدهم و لكنه استغرب من عينها الباكية و قال بقلق مالك في ايه؟

احتضنه بقوه، و بكت، لم تعلم ما تلك الحالة التي وصلت إليها فجأة و لكن هي تخشى فقدانه..
ادهم مكنش فاهم حاجه، حتى وليد كان واقف مستغرب من اللي هي في و سبب بكاءها...
دخلت زينب و ساره و قفلت زينب الباب...
أدهم: هي مالها.؟
ساره: ولا حاجه هي كويسه...
أدهم: شمس، في إيه؟ ابتعدت عنه و لكن مازالت متعلق في ذراعه...
زينب: اصل قولتلها اني جوزي كان ظابط و مات...
ضحك وليد و قال دا أعمار يا نادين و كل لواحد لي عمر.

زينب: كل شيء قدر و مكتوب يا حبيبتي، متخافيش...
عدي يومين و كان وليد و أدهم بيستعدوا للقبض على المافيا و كانت القوة تحاصر المكان، و قامت شمس بأخبار الشيخ عابد بكل شيء، و لم تفارقها الكوابيس و الأفكار، كانت معه طول اليومين...
أدهم: طب ادخلي نامي...
-لا مش عايزة انام انا هفضل صاحية
-والله هبقي كويس و مفيش حاجه هتحصل متخافيش، انتي بقالك يومين مش عارفه تنامي...
-لا انا كويسه...

-طب يلا انا عايز انام، أخذها أدهم الي الغرفه...
كانت ساره تجلس هي الأخرى و تشعر بالخوف فحاله نادين تلك تقلقها...
وليد: ايه يا بنتي مالك انتي كمان
-قلبي مقبوض انا خايفه اوووي يا وليد، بلاش تروح...
ضحك و قال دا حب بقا، متخافيش هرجع زي القرد
بكت ساره و انهالت دموعها هي الأخرى، ضمها وليد إلى صدره و قال انتي خايفه من ايه بس؟
-مش مرتاحة يا وليد خايفه يحصلك حاجه...

-والله هرجع كويس متخافيش و بعدين انا عارف ان نادين قلقتك...
- مش عارفة...
-انتي ادخلي نامي بس و كل حاجة هتبقى زي الفل...
-لا مش عايزة...
-والله مفيش حاجه و بعدين زياد هناك و كل حاجه تمام...
-ماشي...
أدهم: نامي
-مش عارفه انام، انت هتمشي امتى طيب
-شوية كدا مستني تليفون زياد و بعدين انا قريب من هنا...
-ما تسيب الشغل دا...
-يا حبيبتي ربنا كاتب لكل واحد عمره...
- طب اوعدني انك هترجعلي...

-والله هرجعلك و هبقي كويس متخافيش...
-لا انا خايفه...
-يا نادين انشفي شويه مش كدا فين القوه
-مفيش راحت...
كانت ساره جالسه تراقب الساعة، تشعر بدقات قلبها تتدق معها، خرجت من الغرفه و كان وليد مازال جالس كما هو...
-هتمشي امتى...
-لسه مش عارف
-هو مش هيحصل حاجه صح.

-لا بإذن الله، كانت تضع رأسها على صدره و كانت ساكنه لبعض الوقت، شعر أدهم انها قد نامت و أسند رأسها على الوسادة برفق لكي لا تستيقظ و لكن وجدها تمسك يده و قالت ماشي؟
-امممممم، قامت من على الفراش و قالت طيب...
خرجت معه من الغرفه و طبعا ساره كانت قاعده برا مع وليد...
وليد: يا بنتي مش هيحصل حاجه والله
نادين: ماشي، خلوا بالكم...
قبل أدهم رأسها، و خرج هو ووليد، ذهبوا إلى مكان زياد...
-منورين يا رجاله...

أدهم: ايه الاخبار...
زياد: لسه بيفرزوا البضاعة أهم و بيحطوها الصناديق
وليد: عايزين نخلص قبل ما النهار يطلع
زياد: القوه محاصره الجبل كله و سيبنا قوات ناحيه البحر عشان محدش يهرب...
أدهم: تمام اجهزوا...
قامت زينب من نومها مفزوعة، و قلبها مقبوض، قامت من على الفراش و قالت اعوذب الله من الشيطان الرجيم...
عندما اقتحمت القوات المكان بدأ إطلاق النيران، و لأحظ أدهم هروب احدهم فركض خلف...

و تمكنوا من القبض بعضهم و قتل الآخر و تم تحريز المخدرات، و لكن أثناء المهمة اتصاب وليد ف قدمه...
زياد: وليد انت كويس
وليد: تمام المهم أدهم راح فين؟..
لم يرى أدهم تلك اللوحة الموضوعة(خطر، المنطقة بها الغام)
الشيخ عابد وصل ليهم و قال رجلك بتنزف يا ابني
وليد: هو على طول كدا بيودي على فين
-دي منطقه محظورة يا ابني ليه...
تجمد وليد مكانه و قال أدهم هناك...

لم تتحمل نادين أكثر من ذلك و خرجت من المنزل وذهبت معاها ساره، رايتهم من بعيد وليد واقف و رجله بتنزف و الشيخ عابد يرتب عليه كان يواسي لفقدانه شي، عربيه الشرطة فيها ناس و العساكر موجود في كل مكان...
اقتربت نادين منهم وقالت أدهم فين...؟
وليد: انتم جيتوا هنا ليه...؟
صرخت فيه بقوه وقالت أدهم فين؟ أدهم محصلوش حاجه صح...
كانت ساره ترتب عليها...
-ادهم دخل منطقه محظورة
-يعني اي؟..

وليد: ساره خديها و امشي من هنا...؟
كانت تبكي و تصرخ بشده، و كانت تريد أن تذهب إليه و لكن امسكها وليد بقوه. لكي يمنعها...
اهدي يا نادين...
-أدهم، قالت تلك الكلمة قبل أن تفقد الوعي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة