قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن والعشرون

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد جميع الفصول

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن والعشرون

فتح الباب دون أن يستمع إليها فارتعشت يديها و لم تستطع إطلاق الرصاص وخفضت يدها فى الحال لتراه يغلق الباب خلفه، خرج رماح وأيضًا غيث وليان على هذا الصوت ليتفاجئوا بنيران تقف فى منتصف الاستقبال الخاص بالشقة وبيدها سلاحها وتلتقط أنفاسها بصعوبة حيث راودتها تلك الأيام التى تمنت لو لم تتذكرها مرة أخرى.

اتجهت إليها فاطمة وأمسكتها من كتفيها وهزتها بقوة قائلة:
- مالك يا نيران في ايه وفين طيف ؟
نظرت إليها بضعف ثم عاودت النظر إلى الأسفل مرة أخرى قائلة:
- طيف طلع شغال معاهم، أنا شوفته بيتلفت وبيخرج وبعدين لبسوه حاجة على عينيه وركب العربية معاهم .. طيف استغفلنا كلنا
اتسعت حدقتيها وهتفت بعدم تصديق:
- لا استحالة طيف يعمل كدا.

هنا تقدم رماح وهتف بقوة ليعبر عن هجومه عليها:
- أنا واثق فى طيف زى ما واثق فى نفسى، طيف استحالة يروح يشتغل معاهم من نفسه أكيد حصل حاجة وبلاش حكمك على الأشخاص ده، زين مات بسببك وأنا كنت هموت بسببك كفاية تهورك ده، ليه مافكرتيش إن طيف لما رجع الصبح بعد ما كلم اللواء أيمن رجع وشه متغير ومابيتكلمش .. أكيد عرف حاجة أو حصل حاجة
هنا تحدثت ليان قائلة:
- فى المنظمة بيستغلوا نقطة الضعف علشان يضغطوا على أى شخص زى إنهم يهددوه بعيلته أو بالموت أو بحد عزيز عليه ومليون فى المية هددوه، أنا معرفهوش غير من يوم واحد بس ومن خلال نظرتى أقدر أقول إنه استحالة يتحد مع المنظمة إلا لو كانوا هددوه بعيلته، احنا بدل ما نرمى التهم عليه المفروض نساعده.

تقدم غيث وأكد على حديث ليان قائلًا:
- أنا مع ليان، زى ما ساعدنا إننا نخرج من الفندق ونجانا من الموت يبقى كلنا لازم نساعده ونقف جنبه
رمقتهم نيران بتعجب ودهشة شديدة فهى ترى الآن ثقتهم اللامتناهية فى طيف أما هى فلم تعطى لنفسها مبرر واحد فقط على براءته وهذا ما فعلته بالضبط مع خطيبها الراحل زين، فقدت القدرة على النطق وشعرت بأن المكان يلتف من حولها ففقدت الوعى فى الحال مما جعل الجميع يهرول تجاهها بينما حملها رماح ووضعها على سريرها واتجهت كل من فاطمة وليان إليها ليحاولوا إفاقتها وإبقاءها آمنة .

نجحت محاولتهم فى إفاقتها فنظرت إليهم ثم رفعت كفيها ودفنت وجهها وبكت بصوت مرتفع وهى تقول:
- سيبونى لوحدى، عايزة أقعد لوحدى لو سمحتم
أشار لهم رماح بالخروج وتركها وما إن خرجوا من الغرفة حتى أشار بإصبعه قائلًا:
- خلى بالك منها يا فاطمة أنتِ وليان وأنا هاخد غيث وهننزل ندور على طيف علشان نعرف منه اللى حصل ونعرف نتصرف
أومأت رأسها بالإيجاب قائلة:
- تمام.

انطلق رماح بصحبة غيث للبحث عن طيف وبدآ بالالتفاف حول المنزل ثم بدأوا بالبحث عنه فى المناطق المجاورة حتى وجدوه يجلس على إحدى المقاعد بجوار الطريق، كان يستند بمرفقيه على ركبتيه ويدفن وجهه بين كفيه فاقترب منه رماح وغيث، جلس رماح يمينه وجلس غيث على يساره وبدأ رماح الكلام قائلًا:
- ايه اللى حصل يا طيف، جرى ايه .. أنتَ الصبح كنت جاى وشك متغير قُل لى ايه اللى حصل ؟ هددوك ؟

رفع طيف رأسه ليظهر وجهه المغطى بالدموع ثم نهض من مكانه وابتعد قليلًا قبل أن يلتفت إليهم ويقول بحزن:
- أنا آسف، غصب عنى والله
وفى تلك اللحظة خرج الكثير من رجال المافيا ووجهوا أسلحتهم إلى رماح وغيث فوقف رماح وصاح بغضب:
- بتبيعنا ؟ أنتَ مجنون يا طيف ! ايه اللى عملته ده
هز رأسه بحزن وتراجع بظهره إلى الخلف وهو يردد بعينان دامعتان:
- آسف .. غصب عنى، والله غصب عنى
تقدموا وقاموا بتقيدهم بإحكام وغطوا رءوسهم بقطعة قماشية سوداء وحضرت سيارتان وقاموا بوضعهما فى واحدة واتجه باقى الرجال الى السيارة الثانية وانطلقوا بعيدًا ...

سقط طيف على ركبتيه واشتد بكائه وكأنه طفلًا صغيرًا، فشل فى كونه طبيب والآن فشل بكونه ضابط شرطة، كل ما يعرفه الآن أنه لا يستحق هذا العمل فهو ضعيف الشخصية ...

كانت تعد مشروبًا ساخنًا لنيران بينما كانت فاطمة تقف بالخارج تتحدث معها حتى داهم رجال المافيا المنزل وقاموا بتقييدها فأسرعت ليان لتمسك السكين لكى تدافع عن نفسها وعن فاطمة لتتفاجئ بأحدهم يوجه المسدس إلى رأس فاطمة والمنزل ملىء بهم فألقت بالسكين ورفعت يدها معلنة استسلامها فتقدم رجلان منهما وقاما بتقييدها واصطحبوا الاثنين إلى الخارج، فى هذا الوقت شعرت نيران بحدوث شىء مريب بالخارج فنهضت واتجهت إلى الباب بحذر وخطوات متمهلة وما إن وصلت حتى فتحت الباب بهدوء شديد لتتفاجئ بهذا المشهد وهو اصطحاب رجال سواريز لليان وفاطمة إلى الخارج، كانت على وشك الخروج للدفاع عنهم لكنها منعت نفسها من فعل هذا فهى لن تقدر عليهم بهذا الكم وسينتهى بها المطاف إما معهم أو قتيلة .

انتظرت رحيلهم ثم خرجت ووضعت يدها على رأسها فهى لا تعرف كيف تتصرف فهم وثقوا بطيف والآن قام هو بتسليمهم إلى المنظمة، رفعت هاتفها بيدين مرتعشتين وقررت مهاتفة رماح لكنها تفاجأت بأن هاتفه غير متاح فعلمت أنهم أيضًا وقعوا فى قبضتهم

ازداد بكائها ونحيبها على فراق ابنها وقرة عينها فهتف أيمن بقوة:
- كفاية بقى يا أسماء أنا جاى من الشغل دماغى مصدعة ومش مستحمل بالله عليكِ
رفعت ذراعيها فى الهواء ورددت بحزن:
- أعمل ايه، ابنى اختفى مرة واحدة من غير ما يودعنى حتى وحاسة إنه فى مصيبة
وقف واتجه إليها وهو يقول:
- يا أسماء ابنك بخير وكويس وقلتلك إنى بعته تدريب سرى ومكانش ينفع يقولك، كلها يومين ويبقى فى حضنك تانى.

فى تلك اللحظة رن جرس المنزل فاتجهت رنّة لفتح الباب وعادت إلى والدها قائلة:
- بابا باسل برا
ضم حاجبيه بتعجب ثم اتجه إلى الخارج ليرحب به:
- باسل .. اتفضل ياابنى
دلف باسل إلى الداخل وقاده أيمن إلى غرفة الضيوف وأشار إليه بالجلوس وما إن جلس حتى أردف:
- ايه سبب الزيارة يا باسل ؟ مش طلقتها وكل واحد راح لحاله.

رفع بصره وتحدث بحزن:
- عمى أنا بحب تنّة، أنا غلطان إنى اتسرعت فى حاجة زى كدا ومعترف بغلطى، أنا عايز أرجع تنّة تانى وأوعدك وأوعدها إن أى حاجة تطلبها هجيبهالها حتى لو طلبت حياتى، ادينى فرصة تانية يا سيادة اللواء وأنا هعدل بينهم بس عايزك تقولها أنى بحبها هى .. اتسرعت فى أنى أتجوز علشان يبقى ليا طفل أو طفلة لكن اكتشفت إن بعد تنّة عنى أصعب مليون مرة من إنى أستنى طفل، بالله عليك بلغها وخليها تفكر كويس قبل ما تاخد القرار
صمت أيمن قليلًا ثم تحدث بجدية:
- تمام يا باسل هقولها وأعقلها .. كويس إنك عقلت وأنا عارف إنك مش هتظلمها علشان أنتَ محترم وإلا ماكنتش جوزتهالك من الأول

سمع طرقات على الباب فاتجه إليه وفتح ليجد "نامى" أمامه ومعها عدة حقائب فدلفت إلى الداخل وعلى وجهها ابتسامة وأردفت:
- ازيك يا ميزو، جيبتلك شوية أكل هتاكل صوابعك وراهم ..ملوخية بالأرانب وأرنب و ...، ما تفتح وتشوف أحسن
ضحك مازن وأخذ منها الحقائب ليضعها على السفرة ثم نظر إليها قائلًا:
- يابنتى ايه التعب ده كله، كل يوم تجيبيلى الأكل كدا وتيجى ؟ أنا جاى عليكوا كدا بخسارة
ضحكت قبل أن تقول:
- ماتقلش كدا وبعدين مش أحسن من أكل برا اللى كله كورونا، قُل لى بقى ايه أخبار الشغل الجديد.

جلس وبدأ فى إخراج الطعام من الحقائب وهو يقول:
- فل الفل، والله مستريح فيه عن الشركة القديمة، ربنا يكرمه طيف هو وسيادة اللواء .. كان له معارف وهو اللى شغلنى، المهم افتحى ايدك
رفعت حاجبيها بدهشة قائلة:
- أفتح ايدى ! ليه
وقف واتجه إليها قائلًا:
- افتحى ايدك بس متخافيش مش هضربك يعنى
ضحكت ولبت طلبه ثم فتحت يدها فقام برش الكحول على يدها وهتف:
- كدا بقيتى تمام، يلا تعالى كلى معايا.

- مش عارفة أنتَ مستنى ايه بس يا فهد ! هتتقدملى لما نعجز يعنى ولا اي؟
قالتها "نيسان" هاتفيًا لفهد الذى أسرع ورد فى الحال:
- غصب عنى والله يا نيسان، اليومين دول مليانين مصايب وكله كوم واللى حصل النهاردة كوم تانى، تخيلى 3 رجال أعمال معروفين يتقتلوا فى مكاتبهم النهاردة ده غير محاولة اغتيال اللواء أيمن ومصايب ملهاش نهاية
اعتدلت فى جلستها وهتفت بعدم تصديق:
- معقولة كل ده حصل النهاردة ؟

ابتسم قائلًا:
- تخيلى بقى، سيبك من كل ده .. هانت وهأجى أطلب ايدك من بابا، الأيام دى بس تعدى على خير ونمسك اللى عمل كدا
صمتت للحظات بعد أن تذكرت شىء ثم هتفت:
- ايه ده هى نيران ليها علاقة بالقضية اللى أنتَ شغال عليها دى
- تقريبًا أيوة بس اللواء أيمن مكلفها هى والنقيب طيف بمهمة تانية، سيبك بقى أنا عايز أشوفك بس بعد ما أخلص شغل بكرا
نطقت بابتسامة:
- عايز تشوفنى ! امممم هنروح فين طيب ؟

- خليها مفاجأة
تذكرت شىء فهتفت بقوة:
- نروح فين يا رماح أنتَ نسيت إن في حظر تجول من الساعة 7 ؟
خبط ببطن كفه على مقدمة رأسه قائلًا:
- اوبس .. نسيت خالص، يحرق الكورونا على الصين فى يوم واحد

دلف طيف إلى الشقة وقام بإغلاق الباب وما إن التفت حتى وجد نيران توجه مسدسها مرة أخرى تجاهه فهتف بعدم تصديق:
- نيران ! أنتِ ازاى هنا ؟
ابتسمت بسخرية وهى تشدد من قبضتها على مسدسها بكلتا يديها وأردفت:
- كنت فاكر إنهم هياخدونى معاهم ! بس ربك لما يريد علشان أبقى وأنتقم منك
تقدم عدة خطوات إلى الداخل وأردف:
- بطلى شغلى الأفلام ده ونزلى المسدس علشان نعرف نتكلم.

لم ترمش بعينيها وهتفت بقوة وهى توجه المسدس إليه وتتبعه مع كل خطوة يخطوها:
- نتكلم نقول ايه ؟ إنك بعتنا لسواريز وجاى بمنتهى البساطة تقولى بطلى شغل أفلام !
نظر إلى السلاح ثم نظر إليها بجدية قائلًا:
- نيران أنتِ عارفة أنا مين وعارفة ومتأكدة كويس إنى مش أنا اللى أبيع حد يخصنى ولا حتى حد مايخصنيش، لو عايزة تسمعى نزلى سلاحك واقعدى ولو عايزة تعيشى طول عمرك ندمانة يبقى اضربى الرصاصة وريحى نفسك وريحينى.

ظلت لحظات تحاول إقناع نفسها بحديثه حتى اقتنعت أخيرًا وبدأت فى خفض سلاحها بهدوء قبل أن تقول بجدية:
- ادينى نزلت السلاح، قول اللى عندك
ابتسم وبدأ فى سرد ماحدث ...

قبل ساعات
أنهى المكالمة ثم نظر إلى الهاتف وهو يرمقه بنصف عين قائلًا:
- أقطع كم التيشيرت اللى مالهوش كم ده إن ما كان في حاجة ...
فى تلك اللحظة رن هاتفه برقم غريب فنظر إليه بتعجب ورفعه على أذنه قائلًا:
- ألو !

أتى صوت سواريز الذى بث فيه الرعب:
- مرحبًا طيف، لا أظن أنك تعرفنى ولكنى أعرفك جيدًا
رفع حاجبيه ثم بدل لهجته من العربية إلى الإنجليزية وأردف:
- من أنتَ وكيف عرفت اسمى ؟
قهقه بصوت مرتفع قبل أن يقول:
- أنا من أفسدت عليه خطة القضاء على غيث وليان، عرفتنى الآن ؟
أجابه طيف بغضب:
- ماذا تريد ؟

أتاه الرد الذى قلب كيانه وهد ما يفكر به:
- أريد ليان وغيث وإلا قتلت جميع عائلتك، هل حدثت والدك اليوم ؟ هل أخبرك بمحاولة اغتياله وانفجار سيارته؟ لا أظن أنه فعل ذلك .. هذه لم تكن محاولة اغتيال حقيقية ولكن كانت لتعرف فقط أنه يمكننا فعل الكثير ويمكننا أن نجعلها عملية اغتيال حقيقية ولكن لجميع عائلتك .. أنتظرك اليوم بقصرى سأرسل لك كيف تقابل رجالى وأين
ثم أنهى المكالمة فى الحال

فى الوقت الحالى
تابع طيف:
- طبعا أنا دخلت ووشى كان أصفر وماكنتش بتكلم وكلكم لاحظتوا ده وبعد ما خلصت دخلت علشان أنام بس رماح مسك فيا

قبل ساعات
ابتسم طيف على الفور وهتف قائلًا:

- معلش صداع جامد، باينلى جالى كورونا يا جدعان
ابتعدت فاطمة عنه قائلة:
- ايه كورونا !
رفع يده فى الهواء ليشير إليها قائلًا:
- مالك خايفة وبتجرى كدا ليه زمانك اتعديتى خلاص، أنا هخش أنام شوية عقبال ما تتصرفولنا فى اكل
هتف رماح وهو يمسك بالتيشيرت الخاص به:
- استنى يا طيف خدنى معاك أحسن بقالى قرن مانمتش.

ابتعدوا عن أعينهم وما إن وصل رماح إلى الغرفة حتى أشار إلى طيف وهتف قائلًا ؛
- في ايه يا طيف ! قُل لى حصل ايه، حد كلمك ؟
نظر إلى الأسفل وردد بأسى:
- كلمت بابا صوته كان متغير زى ما يكون في مصيبة حصلت بس مارضيش يقولى حاجة وبعد ما قفلت سواريز كلمنى وهددنى بعيلتى كلها وقالى إنه حاول يقتل بابا وفجر العربية بتاعته ولو مسلمتش غيث وليان هينفذ تهديده ويقتل كل عيلتى واتفق إنه يقابلنى فى القصر بتاعه بالليل وهيبلغنى بكل حاجة.

جلس رماح وبدأ يفكر فى حل لتلك المعضلة حتى أضاءت رأسه بفكرة فنهض قائلًا:
- بص يا طيف أنتَ هتسمع كلامه وتروح بس هتاخد جهاز تتبع صغير جدًا تخليه مابين صباعك والخاتم اللى أنتَ لابسه وبكدا محدش هيشوفه .. وأنتَ داخل جنينة القصر ارمى الجهاز لأنهم أكيد هيغطوا عينيك فى الطريق وخلص معاه وبعد كدا طبعًا رجالته هيجوا.

ابتسم طيف وأردف:
- وياخدوكم وأنا عن طريق الموقع اللى معايا أقدر أبلغ المباحث الفيدرالية بكل حاجة ويهجموا على المكان
أشار بإصبعه فى وجهه قائلًا بابتسامة:
- بالظبط كدا بس ياريت ماتكنش خطتهم إنهم يخلصوا علينا مش يودونا القصر
حرك طيف رأسه قائلًا:
- لا مااظنش لأنى هسلمكم يعنى هتبقى فرصة له إنه يبين مدى قوته قدامكم ويستعرض نفسه شوية قبل ما يخلص عليكم.

ربت على كتفه ليقول بجدية:
- عندك حق بس بعد ما يحصل ده تروح على طول متتأخرش قبل ما يخلص علينا وكل اللى اتقال بينا ده هيفضل سر بينى وبينك لغاية ما كل حاجة تتم

فى الوقت الحالى
ابتسم طيف وأنهى حديثه قائلًا:
- وده اللى حصل وروحت بلغت المباحث الفيدرالية والموضوع اتقلب لأنهم بيدوروا على سواريز ده وطلع ليه كذا اسم وحوار كبير أوى، ها استريحتى كدا
جلست على الأريكة وهى تحاول استيعاب ما قاله وما هى إلا لحظات حتى رفعت رأسها وأردفت باعتذار:
- أنا آسفة إنى شكيت فيك، واضح إن في مشكلة عندى فى الثقة .. كنت السبب فى موت زين قبل كدا والمهمة باظت ودلوقتى كنت هبوظ المهمة دى وأنتَ كنت هتبقى الضحية.

نهض طيف من مكانه واتجه ليجلس جوارها وبدأ بإخراج الطبيب النفسى الذى بداخله:
- حاولى تفرقى بين عدوك وصديقك، ولما تفرقى بينهم خليكِ واثقة فى صديقك حتى لو مليون حد قال إن صديقك ده بيتفق مع عدوك، ثقى فيه لآخر لحظة ... طيب لو اتأكدتى بعينيكِ ! اسألى واعرفى من غير تهور وعن طريق اللى يقوله احكمى لكن متحكميش من أول مرة، متاخديش كل حاجة على أعصابك ... خليكِ واثقة فى كل اللى تعرفيهم مهما حصل.

نظرت إليه وابتسمت قبل أن تقول:
- طيف الدكتور رجع تانى
ضحك على جملتها وأردف:
- ابسطى دكتور وظابط معاكِ فى الفريق، لقطة أنا صح ؟
ارتفع حاجبيها لتقول بابتسامة:
- طبعًا.

نظر إليها وهتف بتساؤل:
- نيران أنتِ ليه ماضربتينيش بالرصاص ! مع إنى كنت بتحرك قدامك بكل استفزاز .. أنا كنت خايف الصراحة تتهورى وتضربى
نظرت إليه بابتسامة قائلة:
- يمكن علشان كان عندى شوية ثقة فيك لسة متبقيين
ابتسم ورجع بظهره إلى الخلف ليريح ظهره فلاحظ مراقبتها له فأردف وهو ينظر إليها بنصف عين:
- مالك بتبصى كدا ليه ؟ ناوية تقتلينى تانى ولا ايه يا بنت السلامونى.

ابتسمت بلطف قبل أن تردد بجدية:
- خايفة من المهمة دى، أول مرة أخاف كدا .. خايفة فاطمة ورماح وغيث وليان يحصلهم حاجة، مش خايفة على نفسى اد ما أنا خايفة على اللى حواليا
نظر إلى وجهها وهى تتحدث وسرح قليلًا حتى فاق على صوتها العالى:
- طيييف ! أنتَ روحت فين ؟
اعتدل فى جلسته وهو يقول:
- هاااا معلش كنتِ بتقولى ايه ؟

تذمرت وقالت بضيق:
- ايه يعنى سايبنى أتكلم كل ده وفى الآخر ألاقى البيه سرحان
اعتدل فى جلسته ووجه بصره إليها وهتف بجدية:
- نيران أنا مشوفتش فى حياتى بنت بمية راجل زيك كدا، الصبح واحنا بنهجم على الفندق كنتِ بتتعاملى مع الموقف بجدية كدا ودخلتينا بطريقة مكانش حد عمره هيفكر يخش بيها وكنتِ ...
قاطعته بابتسامة:
- بتقول الكلام ده ليه.

لوى ثغره وتابع:
- مش عارف حسيت إنى عايز أقوله، بصى رغم إن فيكِ حركات مجنونة كدا بتعمليها بس بجد استحملتِ كتير سواء فقدان ذاكرة أو مهمات أو كلام و ...
قاطعته مرة أخرى ونظرت إليه بنصف عين قائلة:
- طيف عايز تقول ايه
بدأ الارتباك يظهر على وجهه لكنه نطق بدون مقدمات:
- نيران تتجوزينى ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة