قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بشرية أسرت قلبي للكاتبة آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي بقلم آية محمد رفعت

رواية بشرية أسرت قلبي للكاتبة آية محمد رفعت

تتألق الكاتبة المبدعة آية محمد رفعت في معرض القاهرة الدولي للكتاب لسنة 2020 بروايتين. الأولى هي: رواية أحفاد الجارحي والتي نشرنا الأجزاء الثلاثة الأولى منها سابقا على موقعنا قصص و روايات وننشر حاليا الجزء الرابع. و الرواية الثانية وهي الأكثر إبداعا بعنوان بشرية أسرت قلبي، والتي تعرض و تباع حاليا في المعرض.

تقديم رواية بشرية أسرت قلبي

عالم خفى بين الواقع والسراب, ربما ليس ملموسا كحقيقته, وربما يخفى شرا عظيما سيثير حربا لا نهاية لها, أو ملحمة تاريخية ستجعلها مخلدة بذلك العالم الغامض, عالم بعيد عن مطاف الكرة الأرضية, عالم يظنه البعض منهم بأنه هين أمام قواهم بأنه  التي لا تساوي أمامه جناح بعوضة  ..

هي معركة مصيرية هل سينتصر بها الحب أم سيظل تائه بي عالمين!

مقتطفات من الرواية

تحرر يديها جعلها تنبش للخروج من ذلك المعتقل، أقتربت من الحجارة وحاولت بجهداً كبير أن تحركها ولو قليلا حتى تتمكن من النجأة وبالفعل بعد عناء كبير تمكنت من الخروج من ذلك الكهف القابض للأرواح فركضت بسرعة جنونية حتى تحظى بالنجأة من ذلك القبر المخيف ..
بحثت بعيناها الباكية عن طريق للخروج أو طريق تتمكن منه أنقاذ فريقها ولكن الطريق مظلم ومخيف كثيراً لم تجد حلا سوى الركض فمن المؤكد وجود طريق للخروج ...

أزداد الظلام وشهقات بكائها ترتفع شيئاً فشيء، إنقبض قلبها فوقفت بمحلها تبكى برعبٍ ..لا تعلم إلى أين تمضي ؟! أو ماذا ستواجه بذلك الطريق المميت؟
تلبشت محلها حينما شعرت بوجود أحداً بالمكان فحاولت التراجع ولكن الظلام الحائل عليها، تفاجئت بضوء أصفر خافت يظهر بركنٍ مظلم فيبرز لها تلك الأحجار الفريدة من نوعها،بدأ الضوء يتضاعف ومعه يتزايد خوفها ...

أعتادت على الأضاءة القوية لتصعق حينما رأت أحداً ما يقف على بعد ليس ببعيداً عنها ...جسد ممتد بالعضلات القوية، تحاوطه هالة من الأشعة الصفراء الخاطفة للأهتمام، ملامح وجهه ليست مخيفة كمن رأتهم من قبل، وجهه شديد البياض وعيناه بلونٍ عجزت عن تحديده من تلك الأشعة المضيئة بقوة، تراجعت روكسانا للخلف بخوفٍ شديد حتى تعثرت بشيئاً ما لم تتعرف عليه بفعل الظلام فنزفت يدها لترفعها سريعاً وتتفحصها بآلم تحول لفزع حينما رأت هذا الكائن أمام عيناها لا يفصلهم شيئاً !

شعرت برجفة تحاوطها وهى تحاول التراجع للخلف لتجد حاجز قوى يمنعها من الحركة لم يكن سوى قوة لوكاس لجعلها هادئة ..
أنسدلت دموعها برعبٍ حقيقي فأغلقت عيناها تستلم لموتها القاسي ..
أما هو فكان بحالة غامضة له !...يتأمل تلك البشرية بفضولاٍ كبير، ليست تلك المرة الأولى التي يرى بها بشر !...ولكن تلك الفتاة بها شيئاً ما يجذبه آليها ...ليس ملامحها الصغيرة ولا جسدها الضئيل أمام قوة جسده العملاق ربما لا يعلم بأن ما يجذبه إليها ما تحمله برحمها ...

فتحت روكسانا عيناها برعب لتجده مازال يقف أمامها ولكن القيد الخفي على جسدها محرر بأكمله ..وقفت سريعاً وحاولت الأبتعاد عنه او الركض ولكنها صرخت آلمٍ وهى تحتضن بطنها بقوة، تعجب لوكاس من صراخها القوى وزادت دهشتة حينما حاوطت بطنها أشعة صفراء تنتمي له ..نعم لم يملك تلك الأشعة المميزة سواه !..
لم يعلم ما عليه فعله ؟... أينهى حياتها ؟! ...ولكن ما سر تلك الأشعة المشابهة له ؟!

**********

توقفت روكسانا عن تناول الطعام ووقفت تتأمل المكان برعبٍ شديد ليخرج صوتها المرتجف:_من هناك ؟
إبتلعت ريقها بخوفٍ شديد ... فمن المؤكد وجود شيئاً ما بالمكان ...
أحتل الخوف وجهها بأكمله.. فأبى إخافتها ليبدأ جسده بالظهور أمامها ..تفاجئت به يجلس ويتأملها بصمت...ظهوره جعلها متأكدة من فهمه ما تقول ...فحاولت التأكد حينما قالت برعب:_منذ متى وأنت هنا ؟

إبتسم لوكاس ليخرج صوته الذي لم تفهمه:_البشر كائنات لا يرثى لها حقاً
لم تفهم ما قاله فتطلعت له بعدم فهم لتتعال بسمته قائلا بسخرية:_أفهمك ولكنك من المحال فهم ما نقول ...
لم تستسلم روكسانا فأقتربت منه لشعورها بأن هذا الكائن ليس خطير مثل ما رأتهم لا تعلم بأنه الأخطر على الأطلاق !..
تعجب لوكاس من أقترابها منه دون الشعور بالخوف لتقف على مقربة منه قائلة برجاء:_أن كنت تفهم ما أقول فأرجوك أخرجني من هنا قليلاٍ
ثم رفعت عيناها تتأمل المكان بدموع:_فذلك المكان مخيف للغاية ..

لم تتبدل قسمات وجهه فبدا ساكناً للغاية،يتأمل ملامح وجهها وهى بأنتظار سماع غضبه ...فحينما رأته ساكن أكملت بلهفة:_بضع دقائق فقط
رفع يديه لها فتصنمت محلها بتفكير هل تآمن له ؟ ...
لم تجد ذاتها سوى وهى تضع يدها على يديه شديدة البياض لتشعر بحرارة جسده المرتفعة عن البشر...تلقت العينان بلقاء خالد لم يحسم بها أموره...
طاف بجسده فتلبشت به بخوفٍ شديد لتعلو بسمة مكر على وجهه فلم يختار الأختفاء بل طاف بها لترى عالمه من الأعلى ...
لم تنكر أنبهارها بتلك المملكة الجميله ليرتفع أكثر فزاد أنبهارها بتلك الأشعة الحمراء التى تكتسح مسافات كبيرة ..

هبط بها بمكان بعيداً عن المملكة فلمست قدماها الأعشاب الخضراء، أنحنت روكسانا تلامس تلك الأعشاب الغامضة التى ترأها لأول مرة فتحاول أستكشافها ..فهذا النوع تراه لأول مرة ..
طاف حولها لوكاس وهو يتأمل تعبيرات وجهها بأهتمام،سعادتها بثت شيئاً غامض له ..
أسرعت بخطاها تجاه ذلك الشاطئ الذي تسبب بصدمة كبيرة لها من رؤية مياه بلونٍ صعب عليها تميزه فأستدارت له تنظر إليه بأبتسامة رقيقة:_تلك المياه غريبة للغاية ..

لم تتبدل ملامحه فجلس جوارها وهى تلامس المياه بيدها لتستكشف ملمسها بعدم تصديق حينما شعرت بأنها لزجة وغامضة للغاية ...
تعالت بسمتها قائلة بعدم تصديق:_لا أصدق ما أراه أشعر بأنى بعالم خيالي ..
ثم أستدارت بوجهها له:_أتعلم عندما كنت صغيرة كان لى حلمٍ أحمق للغاية
تابعت حديثها بحزن:_ولكنه تحطم حينما توفت عائلتى بذلك الحادث الآليم فأصبحت وحيدة ...بمفردي ..

شعر لوكاس بمعانتها التى نقلتها له دمعاتها ...تلك الدمعات التى تخترق جسده بنجاح فرفع يديه على يدها لتطلع له بصدمة من شعوره بها ...طوفته الأشعة المتوهجة على جسده فربما أن أراد التحول سيتملكها الرعب منه لذا حملها وعاد بها على الفور فربما صار مصيره مجهول مع تلك البشرية ...ليصير تحت مسمى بشرية غزت قلب إبن ملك السراج الأحمر!..
ربما بداية لقصة ستهز عرش التاريخ بأكمله وربما لملحمة ستجتز الجنون وحينها سيكون عليه القتال لأخر نفس به ..وربما قصته ستروى بقلمٍ شكل لعشقٍ سيحفر باللؤلؤ...

**********

غاص نظرها على عضلات جسده الضخمة بعدما خلع ثيابه العلوية تاركاً سيفه ليغتسل من مياه الشلال فأستغلت روكسانا أنشغاله بالأغتسال ثم هبطت بصعوبة من على الحجر الضخم لتقترب من سيفه الذي لم يجرأ أحداً على حمله قط فهو يحول من يلمسه لرماد زاهق ...
رفعت يدها لتحمله فأستدار لوكاس يعيد خصلات شعره الطويلة ليتخشب وهو يراها تكاد تحمله صرخ بقوة:_لا تفعلي ذلك...

فتخفى ليظهر أمامها سريعاً ولكن كانت قد فعلت بالفعل ..تخشب محله وهو يراها تحمله بين يدها وبأفضل حال ! ... صعق لوكاس فهذا السيف مخصص له قط لم يتمكن أحد من أستعماله حتى والده الملك ..فهو ورثه عن أجداده يقال أنه يختار أوليائه لذا كان لوكاس هو المختار ...لمعت بطنها بأشعة صفراء لتجيب على صدمات لوكاس بأنها تمكنت من ذلك لما تحمله بأحشائها فعلم الآن بأنه سيكون قوة لا مثيل لها ...
إبتسمت روكسانا قائلة بفرحة وهى تتأمل هذا السيف المثير:_مميز للغاية ..

رفع عيناه عليها وهو بحيرة من أمره قائلا بشرود:_بل القادم سيكون مميز للمملكة
زفرت بضيق:_لا أفهم ما تقول لذا وفر طاقتك بالحديث ..
تعالت ضحكاته فرفع يديه لها فقدمت للسيف له ..
أنتفضت روكسانا وتخبئت خلف ظهره حينما ظهر أمامه لوثر الغاضب من وجود تلك البشرية بمكان تدريبهم ..
خرج صوته أخيراً:_ماذا تفعل البشرية هنا ؟ ..

حملها لوكاس للحجر مجدداً ثم أقترب منه قائلا بهدوء:_خشيت أن أتركها بمفردها
أشار له برأسه قائلا بسخرية:_حسناً ..سأغادر حتى تكون بآمان
تطلع له بغضب:_ما بك لوثر ؟
ردد بصدمة:_أنا بخير ..أعتقد بأنى بحاجة لسؤالك
زفر بغضب وهو يجلس على الحجر:_أعلم أن الجميع فى حيرة مما فعلته ولكني أشعر بشيئاً لم أشعر به من قبل ..
جلس لوثر جواره بأهتمام ليكمل بأرتباك:_رؤياها تجعلنى مسرور ...التطلع لها هوس يطوفنى لشلال ضخم فأشعر بعدم أستطاعتي على النجاة ...سماع نبضات قلبها يجعلنى أشعر بأني بخير ...أعلم بأن ما أقوله جنون ولكنه ما أشعر به حقاً ..

صعق لوثر ليردد بعدم تصديق:_أنت تعشقها يا رجل !
أستدار له بأهتمام ليجد الصدمة على وجه رفيقه فحزن للغاية قائلا بأسف:_أعلم ذلك لوثر ولكن الأمر ليس هين ..أنا ملك السراج الأحمر المستقبلي لن يمرأوا لي الزواج وحب بشرية !..ستحدث كارثة أن علم أحداً خارج المملكة بم تحمله بأحشائها حتى أنها ستكون عرضة للقتل ..
على بعد قليل منهم كانت تجلس على الحجر الضخم تتأملهم وهم يجلسون على مقربة منها بملل فطافت عيناها المكان بفضول لتهبط أرضاً تستكشف الكهف المحصور بالمياه بفضولاٍ كبير ...

زُهلت من وجود أحجار كبيرة الحجم بألوان يصعب وصفها،أقتربت بفرحة كبيرة حينما رأت مجموعة عتيقة من الزهور السوداء،زهلت بشدة من لونها الساحر فأنحنت لتجدها زهرة سوداء اللون ممزوجة بلونٍ تراه لأول مرة، رفعت يدها لتقطف واحدة منهم بسعادة ..
بنهاية الكهف ..
أستدار لوكاس بوجهه ليصيح بلهفة:_روكسانا .

وقف لجواره لوثر  ليردد بصدمة:_تركتها بمفردها بذاك الكهف ؟ ...لم تتذكر زهرات الموت القاتلة !
صعق لوكاس وهو يتذكر عشقها للزهرات فأسرع كالرعد لهناك حتى لوثر تتبعه وهو يعلم بهلاك البشرية لا محالة له فتلك الزهرات المنتشرة ببعض المملكة قاتلة حتى لوكاس لا يقوى عليها فبمجرد لمس أحداً لها يتسمم على الفور ...ولكن كانت الصدمة حليفة قائد الحرس الملكي لوثر والملك المستقبلي ليعلم الآن ان مصيره صار بين يدى تلك البشرية ! ...فالجنون طريقه لا محالة من ذلك ...

**********

تلبشت بأحضانه بقوة... قائلة بدموع مزقت قلبه:_ لا تتركني لوكاس...
أبعدها عنه قائلا بعشق وسكون:_أخبرتك من قبل روكسانا لن يفرقنا سوى الموت ...والآن أذهبي وأخبري عالمك بأكمله بأن البشرية تمكنت من قلب ملك السراج الأحمر ..أخبريه بأن لوكاس العظيم لم تقوى فتيات عالمه بأسر قلبه فأتت روكسانا وفعلت المحال ...

صرخت بقوة وصاحت بصوت قابض للأنفس:_أحبك لوكاس ...أحبك كثيراً ..أتوسل إليك أن لا تتركني دعهم يتركوني فأنا بدونك جثمانٍ مزف لموته ...
إبتسم ذلك الوسيم ورفع تاجه المرصع بجواهر لا حصى لها ليجذبها إليه فتحلق عالياً قائلا بتحدى:_ الآن روكسانا ...الآن...
صعقت بشدة مما فعله وتطلعت للجميع برعبٍ من تحديه لهم ..فأحتضنها بقوة وعشق هامساً لها بأبتسامته الساحرة:_أخبرتك من قبل بأن لوكاس سيحارب الجميع لأجلك وها أنا أوفى بوعدي ...تذكري جيداً بأنك أخطئتي حينما عشقتي لوكاس العظيم فعليك الآن بأغلاق عيناكِ حتى لا أرى خوفك مجدداً من تحولي المروع ...

رحلة محفزة بالعشق ...تحدى من نوع أخر ليس تحدى الأشخاص ولكن لعالم بأكمله ...
قصة مخلدة بالعشق التى ستهتز لها العرش بأكمله ..

فصول رواية بشرية أسرت قلبي

قريبا