قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل العاشر

دخل عواد الى غرفة النوم.

نظر نحو الفراش للحظه تعجب من نوم صابرين على الفراش فهى منذ أن آتوا الى تلك المزرعه تنام فوق تلك الأريكه التي بالغرفه، إقترب من الفراش، كى يشاغبها، فالوضع بينهم بعد منذ ليلة زواجهم لا يتعدى أكثر القبلات، وبعدها يشعر يحدث شئ ينهى اللحظه أو تعود صابرين لجمودها بين يديه وهو لا يريد أن يفرض نفسه عليها، أو بمعنى أصح لن يسمح لها أن تتلاعب به كما رأى غيرها تفعل ذالك سابقا كى يلهث خلفها طالبا الوصل هو لن يجعل إمرأه تتحكم بمشاعره، لكن بالفعل تفاجئ صابرين غارقه بالنوم في هذا الوقت المبكر من أول الليل، مد يده وكاد يتلمس وجه صابرين الهادئ البرئ، رغم لذاعة لسانها وطبيعتها المستفزه لكن الآن وهي نائمه عكس ذالك، ملامحها بسيطه وبريئه، زفر عواد نفسه أخبره قلبه ربما لو تقابلت معها قبل ما حدث لكان هنالك شعور آخر غزى قلبك من ناحيتها، لكن سريعا نهر عقله قلبه لائما يحذره، أفق لا تكن آبله مثل اللذين سبقوك ووقعوا بفخ براءة النساء ليسقطوا بعد ذالك بداومة العشق المالح.

إبتعد عواد عن صابرين وذهب نحو الدولاب وقام بأخد معطف ثقيل وغادر الغرفه بهدوء.
بعد وقت قليل
تمطئت صابرين بيديها تنفض عنها النوم ونظرت نحو ذالك الشباك الذي بالغرفه يظهر الظلام بوضوح، نهضت جالسه على الفراش.

الدنيا ضلمه، جذبت هاتفها من جوارها ونظرت به حتى تعلم ما الوقت، تفاجئت تحدث نفسها: أنا نمت طول الوقت ده كله إزاي، معرفش نمت أساسا إزاي آخر حاجه فكراها بعد الغدا لما طلعت لهنا وكنت سقعانه، أكيد بسبب السرير ده جسمى إرتاح من نوم الكنبه وقال يعوض قلة نوم الأيام اللى فاتت، أما أقوم لو فضلت عالسرير ده هنام تانى وعواد ممكن يفكر إنى بتقرب منه.
بالفعل نهضت صابرين هندمت ملابسها ونزلت الى أسفل الاستراحه.

دخلت الى المطبخ
وقفت لها تلك الخادمه قائله: مساء الخير يا دكتوره، تحبى أحضرلك العشا قبل ما أمشى.
ردت صابرين بتثاؤب: مساء النور يا فردوس معرفش النوم أخدنى من بعد الغدا حتى فاتتنى صلاة العصر والمغرب، أصليهم قضى بقى مع العشا، تمام حضرى العشا وشوفى حد ينادى على عواد.
ردت فردوس: نوم الهنا والعافيه يا دكتوره، المهندس عواد مش في المزرعه خرج من بعد المغرب بشويه ومعاه السواق.

تسألت صابرين بتعجب: وخد معاه السواق ليه ومقالش رايح فين؟
ردت فردوس: لأ، تحبى أحضرلك العشا.
ردت صابرين: لأ خلاص أنا مش جعانه عاوزه تمشى أمشى أنا لما أجوع هبقى أحضر لنفسى، بس بتقولى عواد خد السواق معاه، مين اللى هيوصلك دلوقتي؟
ردت فردوس: في سواق تانى هنا في المزرعه.
ردت صابرين: تمام مع السلامه تصبحى على خير.
ردت فردوس: وأنتى من أهله يا دكتوره.
غادرت فردوس وتركت صابرين وحدها بالاستراحه.

ذهبت توضأت وأدت فروضها الفائته قضاء ثم جلست وفتحت الهاتف على أحد وسائل الأتصال
تبسمت حين رأت رساله مبعوثه قبل وقت سابق عليها من فاديه.
قامت بإرسال رد عليها.
كآن فاديه كانت تنتظر الرد
قامت بإرسال رساله عتاب: على ما أفتكرتى تردى.
ردت صابرين ببسمه: والله معرفش أيه اللى جرالى من بعد الغدا نمت مصحتيش غير من يجي ساعه.
ضحكت فاديه قائله ب
نومك عالكنبه بعيد عن عواد بيتعبك ولا أيه، خلاكى نمتى من غير ما تحسى.

تبسمت صابرين قائله: لا والله انا بعد الغدا كنت سقعانه، قولت عواد مشي راح يكمل شغله، قولت أمدد جسمى شويه عالسرير، نوم الكنبه ده صعب قوى، يظهر لما حسيت بالدفى عالسرير نمت.
ضحكت فاديه وأرسلت لها: وأيه يغصبك على نوم الكنبه، متنامي عالسرير جنب عواد هو هياكلك.
ردت صابرين: الحقير زى ما يكون ما صدق إنى نمت عالكنبه ومطنش وبتمطع عالسرير لوحده، وأنا يومين كمان من نوم الكنبه هيطلعلى آتب.

ضحكت فاديه بينما سبقت صابرين في إرسال رساله: وأنتى أخبارك أيه مع الحيزبون حماتك والنطع إبنها، وسحر معرفش ليه من يوم ما شوفتها مرتحتلهاش لله في لله ويشاء القدر تبقى مرات عم المختال جوزى بس هو شكله كمان مش بيرتاح ليها ولا لمرات عمه ولا حتى مامته حاسه بوجود فجوه كبيره بينهم قليل، أو بالاصح نادر لما بيرد على إتصالها بس بصراحه بتتصل عليا كده على إستحياء يظهر مغشوشه ومفكره إننا عرسان بجد، متعرفش إن إبنها طول اليوم مبشوفوش وشه غير عالأكل أو النوم حتى من شويه بسأل فردوس عليه قالتلى أنه مش في المزرعه.

ضحكت فاديه وأرسلت: آه عشان كده بقى تلاقيكى نايمه عالسرير تتمطعى براحتك.
ردت صابرين: بقولك سيبك من الكلام على عواد قوليلى أخبارك أيه؟
شعرت فاديه بغصه في قلبها وكذبت: أنا كويسه الحمدلله.
شعرت صابرين بالآسى من رسالة فاديه، وقالت لها: وإبن أمه أخباره أيه؟

كادت ترد فاديه، لكن تحدث وفيق النائم الذي دخل الى الغرفه بحنق قائلا: يعنى سيبتينى أنا وماما قاعدين تحت عشان تجى هنا تبعتى رسايل وتهزرى عالموبايل، بتكلمى مين والبسمه واكله وشك، البسمه اللى مبشوفهاش على وشك وأنتى بتكلمينى.
شعرت فاديه بالآسى وقالت له: دى صابرين.
قالت فاديه هذا وأرسلت رساله ل صابرين أنها ستحدثها بوقت آخر ثم أغلقت الهاتف ووضعته على طاوله جوار الفراش.

زفر وفيق نفسه بغضب قائلا: يادى صابرين اللى شاغله عقلك عالدوام، لو واحده تانيه مكانك كانت بعد اللى عملته خافت على نفسها وقطعت علاقتها بها، بس أقول أيه عجبك الدور اللى بتمثليه.
نهضت فاديه قائله: دور أيه اللى بمثله، وكمان صابرين أختى عملت أيه عشان اقطع علاقتى بها، صابرين أظهرت برائتها وأظن سحر أختك قالت لمامتك إن صابرين كانت بنت بنوت لحد يوم جوازها من عواد.

تهكم وفيق بسخريه قائلا: بنت بنوت وماله مش موضوعنا، والدور اللى بتمثليه ده لازم يخلص؟
رغم شعور فاديه بالآلم لكن قالت له: قولى ايه الدور اللى مضايقك منى قوى كده؟
رد وفيق: دور الأمومه اللى مفكره إنك زى مامت هيثم وصابرين مش أختهم الكبيره.
ردت فاديه بتأكيد: أنا فعلا بحس بكده أنهم مش بس أخواتى لأ زى ولادى كمان، زى إنت كده ما بتقول دايما ولاد سحر مش ولاد أختى دول ولادى.

صدمها وفيق بحقاره قائلا: ما هو لو عندى ولاد من صلبى مكنتش قولت على ولاد غيرى ولادى.
شعرت فاديه بمراره قائله: إنت عارف إنى حاولت أكتر من مره وربنا...
قاطعها وفيق قائلا: ربنا قال خدو بالأسباب، وأنتى مع الوقت إستسلمتى ووقفتى العلاج وده آثر عليك غير كمان العمر أنتى خلاص كلها أيام وتكملى خمسه وتلاتين سنه.

فاق رد وفيق عن الحد تآلمت فاديه وقالت بخفوت: قصدك أيه يا وفيق، إنت ناويت خلاص تسمع لكلام مامتك اللى بتلمح له؟
صمت وفيق كان الجواب.
لكن قالت فاديه التي حاولت إستجماع شجاعتها رغم مرارة ما تشعر به: وماله، بس وقتها هيبقي ليا رد فعل تانى مش هيعجبك يا وفيق؟
إقترب وفيق من فاديه وأمسكها من عضدى يديها يا قائلا: إنت بتهددينى يا فاديه؟
حاولت فاديه نفض يدي وفيق عنها لكن فشلت بسبب تمسكه بها بقوه، تدمعت عينيها.

شعر وفيق بغصه في قلبه لديه حرب طاحنه بين قلبه وعقله، قلبه يريد فاديه، عقله يريد السماع الى حديث والداته لابد أن يكون لديه أطفال يرثون ما يشقى في تكوينه.
نحى عقله الآن وإمتثل لقلبه يقبل فاديه يريدها فقط
بينما فاديه برغم المر التي تشعر به ليس عليها الآن سوا الاستسلام لتلك الموجه العاليه تنتظر الغرق بأى وقت.
بينما
بأحد النوادى الليله(كباريه) بالأسكندريه.

كان فاروق يجلس يحتسى بعض المشروبات الروحيه يعتقد انها تساعده على نسيان من أضاعها بضعفه لكن كان العكس هو ما يشعر به بعقله الذي يفور وهو يفكر ب حديث فاديه تلك الليله هو فعلا كان جبان وأضاعهما الأثنين حين إستسلم وأنهى قصة حب أخذت من عمرهم خمس سنوات، أحلام وأمنيات تدمرت حين إستسلم ولم يقاوم.

وأمتثل لإختيار والده له شريكة حياته التي رأها مناسبه دون ان يسأله إن كان بحياته أخرى يهواها، لكن ليس والده المخطئ، هو المخطئ الوحيد آنذاك بصمته وإمتثاله لقرار غيره، فاديه بعدها لم تنتظر وتزوجت بآخر يشاء القدر أن يكون صهره، لتظل أمام عينيه طول الوقت يتعذب حين يرى بسمتها ل وفيق، لكن للأول مره يتمعن بعينيها رأى هزيمه وإنكسار، لماذا قالت له أنها خالية الوفاض ماذا تقصد بذالك، فجأه آتى لخياله حديث سحر حول عدم قدرة فاديه في الإنجاب وفرصتها التي تقل مع الوقت، سخر ضاحكا هو لديه ثلاث أطفال رغم لا يشعر بالسعاده.

فاق فاروق من تلك الدوامه على يد توضع على كتفه، رفع رأسه ينظر لصاحب اليد هو يعرف من، ضحك متهكما: عواد، أيه اللى جابك الليله لهنا، غريبه ليه سيبت العروسه في المزرعه لوحدها، مين اللى قالك إنى جيت لهنا، أيه زارع جواسيس بينقلوا لك تحركاتى.
جلس عواد جوار عمه قائلا: فعلا في اللى بينقلى تحركاتك بس مش جاسوس يا عمى، قوم معايا وكفايه سكر لحد كده.

مسك فاروق ذالك الكآس وقربه من فمه وكاد يرتشفه لكن عواد أمسك الكآس قبل أن يصل الى شفتيه.
تضايق فاروق لكن قال: هنقوم نروح فين، خلينا دى الرقاصه هتطلع تتلوى عالبيست دلوقتي.
وضع عواد الكأس على الطاوله ونهض واقفا يجذب فاروق قائلا: كفايه قوم معايا يا عمى، خلينا نرجع للمزرعه قبل نص الليل.
ضحك فاروق يقول: ما لازم نرجع للمزرعه مش العروسه هناك وطبعا متقدرش تبات بعيد عن حضنها ليله...
فاجئ فاروق عواد بقوله: .

إنت بتحب صابرين من أمتى.
تفاجئ عواد ساخرا كيف فكر عمه أنه تزوج ب صابرين لانه يحبها.
لكن قبل الرد آتت إحدى الراقصات تتدلل بميوعه وإرتمت بجسدها على عواد الذي تراجع للخلف لكن كان عطر الراقصه الفواح ترك أثر رائحه عالقه بثيابه كذالك قبلتها التي حاولت أن تطبعها على عنقه لكن طبعتها على كف يده، لتترك أثر ذالك الطلاء
ضحك فهمى قائلا: أنا بقول بلاش نرجع عالمزرعه لأحسن الدكتوره تزعل منك وتنيمك في الطل.

إبتعد عواد عن الراقصه وجذب عمه بقوه كى ينهض قائلا بضيق: قوم معايا يا عمى مش عارف ايه حكايتك كل فتره والتانيه إنك تجى للمكان المقزز ده.
نهض فاروق معه يسير بمطوحه: باجى هنا عشان أنسى إنى كنت جبان وضيعتها من إيديا بسكوتى.
تسأل عواد بإستفسار: ومين دى بقى؟
رد فاروق بإستعلام: بتسأل على مين، أنا مش فاكر حاجه.

تنهد عواد بغضب في ذالك الوقت كانا قد أصبحا امام السياره، ساعد عواد فاروق على الصعود للسياره، وصعد لجواره، وقال للسائق: روح بينا عالمزرعه.
نظر عواد ل فاروق الذي سرعان ما ذهب بغفوه يتنهد بسآم
يتمنى أن يعرف من التي يقصدها، ولما ينعت نفسه بالجبان، دخل إليه إقتناع أن العشق يهزم همم الرجال حين تسلم نفسها له، وهذا هو البرهان الثانى لذالك البرهان الأول كان والده
بعد وقت منتصف الليل تقريبا.

كانت صابرين نائمه على الفراش تشعر بالضجر وهي تقوم بالتنقل بين القنوات التليفزيونيه تاره وتعبث على الهاتف تاره أخرى، أرجعت سبب ذالك الضجر الى نومها باليوم لفتره طويله، لكن شعرت بجوع فقالت لنفسها: واضح كده إن عواد مش راجع الليله الله أعلم هو راح فين خلاص قربنا عالساعه واحده بالليل أما أقوم أنزل أكل لقمه خفيفه تسد جوعى، وأشرب كوباية شاى بنعناع تضيع الزهق اللى انا فيه ده.

بالفعل نهضت صابرين وقامت بإرتداء مئزر نسائى ثقيل وطويل فوق منامتها كذالك وضعت طرحه فوق رأسها لفتها بطريقه عشوائيه من أجل تدفئتها، وهبطت الى أسفل.
بنفس الوقت دخل السائق بالسياره الى المزرعه
ترجل عواد من السياره أولا ثم مد يده ل فاروق قائلا: يلا إنزل يا عمى وصلنا للمزرعه.
فتح فاروق عينيه وقال بسكر: جيبتنا المزرعه ليه، مش كنا روحنا ال يلا في إسكندريه، ولا مش قادر تبعد ليله عن العروسه.

تنهد عواد قائلا: مش وقت كلامك الفارغ إنزل خلينا ندخل للإستراحه بسرعه الجو برد جدا.
تمسك فاروق بيد عواد وترجل من السياره لكن حين وضع قدميه على الأرض كاد أن يتعرقل، فسنده عواد سريعا، في نفس اللحظه قامت بعض كلاب المزرعه بالعواء...
قال فاروق: هي الكلاب بتعوي ليه شافت شيطان.
تبسم عواد قائلا: لأ يمكن بتعوي جعانه خلينا أسندك لحد ما ندخل للأستراحه وأعملك كوباية قهوه تفوقك شويه.

بينما بداخل المطبخ فجأه سمعت صابرين صوت نباح الكلاب، إرتجفت أوصالها وسقط من يدها تلك الملعقه التي كانت تقلب بها الطعام
قائله: هي الكلاب دى بتعوي كده ليه ليكون حد فتح لها الباب و سابت، أو ممكن يكون عواد مشي وسابنى لوحدى بالمزرعه وامر حد من العمال يسيب عليا الكلاب تاكلني.
هكذا فكرت صابرين بسذاجه منها، حتى أنها تجمدت مكانها بالمطبخ وإنخضت حين دخل عواد الى المطبخ، وصرخت قائله بسذاجه.

: إنت اللى سيبت الكلاب عشان تاكلنى.
رغم مزاج عواد السئ لكن ضحك على وجه صابرين المخضوض قائلا: كنت أتمنى بس أكيد الكلاب إتعشوا بغيرك، خليكى إنت لعشوة بكره بقى.
لا تعرف صابرين لما شعرت بالامان لكن قالت بحده: هزارك سخيف.
ضحك عواد قائلا: مين اللى قالك إنى بهزر.

قبل أن ترد صابرين بلذاعه دخل فاروق الى المطبخ يتمطوح، وقع بصره على صابرين للحظات غشيت عيناه ورأى صورة فاديه بها، وكاد ينطق بإسمها، لكن كاد يسقط لولا إسناد عواد له، أغمض عيناه يريد نفض تلك الغشاوه عن عيناه.
بينما تنهد عواد بسأم وأجلس فاروق على أحد المقاعد بالمطبخ.
نظرت له صابرين قائله: ماله عمك، بيتمطوح كده ليه؟

رد عواد: مفيش، ثم أقترب من مكان وقوف صابرين قائلا بتوعد: أيه اللى نزلك لهنا في وقت زى ده وكمان بالبيجامه.
تهكمت صابرين قائله: والله متعشتش ولقيت نفسى جعانه أنام جعانه اللى أعرفه وسبق وقولته لى إن عيلة زهران خيرهم كتير وبيوتهم عمرانه.

نظر عواد لها بغيظ يود أن تذهب يشعر بالضيق من رؤية فاروق لها بذالك المنظر، حقا ترتدى زى فضفاض وكذالك حجاب على رأسها بطريقه فوضويه لكن بالنهايه لا يريد أن يراها أحد بمنامه ورديه.
كاد عواد أن يأمرها أن تغادر المطبخ لكن حديث فاروق الذي قاله: أقولك سك عالقهوه يا عواد أنا هقوم أروح أنام وهصحى الصبح فايق ولا كآنى شربت حاجه، يلا تصبخوا على خير.

قال فاروق هذا وحاول النهوض لكن جلس مره أخرى بسبب ثقل رأسه بسبب إحتساؤه لذالك الشراب المسكر.
نظرت صابرين ل عواد بتساؤل: هو عمك ده سكران.
سمع فاروق سؤال صابرين وجاوب: أنا مش سكران دول هما كم كاس بس اللى شربتهم في الكباريه، قال فاروق هذا ويبدوا ان السكر جعله لا يشعر بماذا يقول حين قال: بس الرقاصه اللى قربت منك يا عواد دى كانت جامده ياريتك سيبتها تبوسك.

علمت صابرين سبب مطوحة فاروق، كذالك أين كان عواد الى هذا الوقت تهكمت وهمست بصوت منخفض: حلو إنت تاخد عمك وتروحوا الكباريه هو يسكر وإنت تبوس الرقاصه.
ضحك عواد الذي سمعها.
ليس عواد فقط الذي سمع همسها، بل فاروق سمعها، وقال وهو شبه غفلان: لأ مش عواد هو اللى كان بيبوس الرقاصه دى الرقاصه هي اللى باسته، بس هو بعد عنها.
إمتعضت صابرين ولوت شفتيها بسخريه قائله: لأ عيب عليه كده يكسر بخاطرها.

حاول عواد كتم ضحكته وقال بتتويه: بقولك أيه اللى نزلك للمطبخ بالبيجامه، إتفضلى أطلعى لأوضتك غيرى البيجامه دى وأنزلى تانى.
تهكمت صابرين ووضعت بعض الاطباق على صنيه صغيره، وأخذتها وغادرت قاىله: مالوش لازمه انزل تانى، خلاص خدت الاكل اللى حضرته لنفسى هطلع أكل في الاوضه حتى أكل بنفس بعيد عنك يابتاع الرقاصه وعن عمك السكران.

رغم غيظ عواد لكن هو يود ان تذهب من أمام فاروق، الذي هزى بعد خروج صابرين من المطبخ بآسم إحداهن لكن بسبب إنشغال عقل عواد ب صابرين لم يستطيع تفسير الأسم الذي نطقه فاروق جيدا، وأقترب من عمه وساعده على النهوض وسحبه الى الحوض الموجود بالمطبخ ووضع رأسه أسفل صنبور المياه البارده مما جعل فاروق يشعر برجفه في جسده، وكاد يبتعد عن المياه لكن عواد ثبته قائلا: إستحمل عشان تفوق يا عمى.

بالفعل بعد قليل وضع عواد كوب من القهوه الداكنه أمام عمه قائلا: القهوه أهى هتفوقك شويه.
أمسك فاروق كوب القهوه وبدأ يحتسيه بتروى الى أن انهاه، نهض وهو يبتعد بنظره بعيد عن نظر عواد حتى لا يجاوب على أسئلته المعتاده قائلا: أنا بردان بسبب الميه بلت هدومى لو فضلت شويه أكتر من كده هاخد دور برد، هطلع أغير هدومى وأنام، وأنت أطلع لمراتك.

قال فاروق هذا ولم ينتظر وهرب من أمام عواد سريعا يشعر بآلم قوى برأسه وآلم أقوى بقلبه.
تنهد عواد بسآم وهو يعلم ان عمه كالعاده هرب كى لا يجاوب على سؤاله المعتاد، من التي يفعل ذالك بنفسه من أجلها.
بعد قليل صعد عواد الى غرفة النوم، وجد صابرين أنهت طعامها، نظرت له بإشمئزاز دون حديث.

بينما هو تجاهل وجودها وبدأ في خلع ثيابه ووضعها على أحد المقاعد بالغرفه وتوجه ناحية الفراش نظر الى عدم هندمة الفراش مبتسما لكن لديه صداع ليس بمود بستطيع مشاغبة صابرين به.
تهكمت صابرين حين رأته يتمدد فوق الفراش وقالت بحنق: مش تاخدلك دوش يفوقك على الأقل يضيع زفارة برفان الرقاصه من على جلدك.

رغم إرهاق عواد لكن تبسم ونهض نائما على أحد جانبيه ينظر ل صابرين قائلا: فعلا برفان الرقاصه ريحته زفره المره الحايه هبقى أخد لها إزازة برفان بعطر الا ندر، أنا بحب العطر ده قوى.
نظرت له صابرين بضيق قائله: لأ أبقى خد لها ديتول أفضل.
قالت صابرين هذا وتمددت على تلك الاريكه، وسحبت الغطاء عليها وأعطت ل عواد ظهرها.
تبسم عواد وإعتدل نائما على ظهره بالفراش يشعر بشعوى لا يفهم لا تفسير.
بعد قليل.

شعر عواد بالضجر نهض من على الفراش وأقترب من تلك الاريكه التي تنام عليها صابرين نظر لوجهها كثيرا قبل أن يحسم أمره
ومد يديه أسفل جسدها وحملها بين يديه...
للحظه فتحت صابرين عينيها وتبسمت
تحدث عواد: نامى يا صابرين.
بالفعل أغمضت صابرين عينيها وبتلقائيه وضعت رأسها على موضع قلب عواد الذي إهتز قبل أن يضع صابرين على الفراش ويسمع همسها
حين تنهدت ببسمه بعد أن وضعها عواد على الفراش قائله بهمس: بابا.

هى تعتقد أن من حملها هو والداها ووضعها على الفراش كما كان يفعل معها وهي صغيره حين كانت تنام وهي جالسه تذاكر ليلة الإمتحان ويدثرها بالغطاء.

بينما عواد شعر بغصه هي إعتقدت أن من يحملها هو والداها لديه شعور أن صابرين تفتقد لوالداها رغم وجوده، لديه يقين أنه سبب تلك الفجوه التي بين صابرين وأبيها، للحظات شعر بالندم حين أدخل صابرين في دائرة ذالك الانتقام، لكن شعر بآلم في ساقيه فعاد لجموده فما فعله كان رد على ما حدث بالماضى حين فقد والده وظل هو قعيد يواجه الموت من أجل أن يقف على ساقيه مره أخرى وحده.
سطعت شمس شتويه دافئه قليلا.

بمنزل جمال التهامى.
صباح
فتح فادى عيناه على رؤية تلك الفتاه التي تداعب وجنتيه بزهره قائله: أصحى بقى يا دودى
نهض جالسا على الفراش قائلا بتهكم: دودى
الف مره قولتلك بكره الأسم ده يا نهى
وبعدين أيه اللى دخلك اوضتى سبق وقولتلك إن ده عيب تدخلى أوضة شاب وهو نايم.
تحدث من خلف نهى آخر قائلا: فيها أيه عيب إنت أبن خال نهى، وهي بتدلع عليك.
نظر فادى نحو الصوت بإستهزاء وأعاد قوله: بتدلع عليا.

رد عليه قائلا: أصحى يلا يا إبن اختى دى نهى صاحيه من قبل الفجر مستنيه النهار يطلع عشان تحي تصحيح وتسلم عليك.
رد فادى: صحيت صباح الخير يا خالى.
رد الخال قائلا: صباح النور، يلا يا نهى قومى روحى لعمتك حضرى معاها فطور مميز ل فادى على ما يغير هدومه.
نهضت نهى مبتسمه تقول: حاضر يا بابا هروح أساعد عمتى.

ذهبت نهى بينما أقترب الخال من فادى وقام بحضنه قائلا: حمدلله عالسلامه يا فادى، قلقنا عليك إمبارح لما الطياره اتأخرت في الوصول، بالاخص نهى حتى جت عليها نومه وزعلت لما صحيت قبل الفجر كنت إنت نمت وبالعافيه سمعت كلام ساميه إنها تسيبك نايم للصبح، هي بتحب عمتها ساميه قوى، هي اللى مربياها.
تبسم فادى بتهكم بين نفسه وسبق قبل حديث خاله: عارف هقوم أخد دوش افوق عشان نفطر من ايد نهى.
بعد قليل على طاولة الفطور.

جلس فادى مع والدايه كذالك خاله وتلك الفتاه الذي يستسخفها، لكن يرسم بسمة مجامله لها.
إنتهى الفطور وظلت نهى مع ساميه لضب السفره رغم أنها تريد قضاء وقت أكثر مع فادى، لكن لابد أن تحصل على مساندة ساميه بان تظهر انها ظل لها...

بينما جلس فادى مع جمال وخاله الذي قال له: عرفت من ساميه إنك خلاص ناويت تستقر هنا في مصر احسن شئ عملته، بصراحه بعد المرحوم مصطفى ساميه وجمال لازمه ونس معاهم هنا في البيت، ربنا ينتقم منها اللى كانت السبب في موته، لأ وفي الآخر راحت أتجوزت اللى قتله.
نظر جمال له قائلا: خلاص يا عادل مالوش لازمه الكلام في الموضوع ده إنتهى خلاص.

رد عادل: لأ منتهاش، بس إنت اللى إستسلمت وقبلت صلح عواد اللى ظهر قدام البلد أنه شهم ومسامح في حقه بعد تعدى المرحوم مصطفى عليه في قلب بيته، والقضيه إتأيدت دفاع عن النفس، أى دفاع وعواد هو اللى بدأ لما لعب بعقل صابرين وهي مكتوب كتابها على المرحوم وخلاها هربت معاه يوم فرحها، في الآخر الأتنين فازوا ببعض واللى خسر المرحوم إندفن شاب في التراب.

نظر جمال ل عادل قائلا بحسم: سبق وقولت الموضوع ده إنتهى خلاص عواد ركع قدامى وقدم كفنه قدام البلد كلها، وخلاص بكده إنتهى الصراع.
قال جمال هذا ونظر الى فادى قائلا: مقولتليش هتستلم شغلك في مصنع إسكندريه أمتى.
رد فادى الذي يشعر بنيران تحرق صدره: أنا هسافر بكره إسكندريه.
تعجب جمال عادل الذي قال: بالسرعه دى ليه، إنت لسه واصل ليلة إمبارح.

رد فادى بتبرير كاذب: عندى شوية أوراق لازم اخلصها قبل ما أستلم شغلى بالشركه.
بينما همس فادى لنفسه: عندى قصاص عاجل لازم أبدأ فيه وبنفس الطريقه هاخد القصاص ل مصطفى وكل شئ قدامى مباح
الشرف ب الشرف، شرف مصطفى قصاد شرف عواد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة