قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون

بمطعم رائف
جلس رائف بالمقابل ل عواد قائلا: مالك شكلك متعصب كده ليه أنا لما رجعت إمبارح مع بابا ولقيت البيت هادى قولت عرفت تبلف صابرين.
نظر عواد له بإستهزاء صامتا.
ضحك رائف قائلا: أنا دلوقتي إتأكدت لا اللى هتجوز عن حب مرتاح والا اللى حكم عقله قدر يعيش سعيد، زى ما كان متوقع.
نظر عواد له بإستهزاء قائلا: ومبن بقى اللى إتجوز عن عقل.
رد رائف ببساطه: أنا.
إستهزئ عواد قائلا: احب أنبهك انت معندكش عقل أصلا.

ضحك رائف قائلا: فعلا كنت غبي وإتسرعت، بس يمكن ربنا كان رحيم بيا إن رزان كانت بتحبني وعالاقل قدرت تحتوينى الفتره القصيره اللى عشنا فيها مع بعض، بس ساعات بعاتب نفسى وبسأل إن لو كان القدر إتغير، هل كان ممكن يستمر جوازى أنا ورزان مده قد أيه، معتقدش كنا هنكمل لفتره طويله، رزان صحيح كانت بتحبنى، بس حب من طرف واحد، أنا كنت أنانى فيه، لآن مكنش بيجمعنى ب رزان غير السرير، وقت لطيف يعنى، والجواز مش وقت لطيف في السرير بس، لأن بسرعه بتحس برتابه وفتور، الجواز عشره في كل حاجه في حياتك، مشاعرك أحلامك أسرارك، حاجات بتخفيها عن العالم كله بس سهل تتعرى منها قدام مراتك.

تهكم عواد قائلا: مكنتش أعرف إنك بقيت فيلسوف.
ضحك رائف قائلا: مش فلسفه يا عواد، أنا قبل رزان ما تتوفى رغم انى كنت عارف انها مريضة قلب مكنش ليها الحمل والولاده، بس هي مسمعتش كلام الدكاتره وقالتلى نفسى لما ارحل يبقى في منى ذكرى.

انا قبلت الموضوع مع إن ده يعتبر موت رحيم، بمعنى اصح إنتحار، فكرت انها انانيه منى لو منعتها تحقق أمنيتها الأخيره، مفكرتش إن بنتى ممكن تعيش اليتم وهي عمرها شهر، انا وانت عشنا مرار اليتم، يمكن أنا سبقتك بدرى، أمى توفت وانا عندى خمس سنين حتى ملامحها مكنتش إتحفرت في ذاكرتي ومع الوقت اتلاشت تقريبا صورتها من خيالى حتى الصور اللى بابا محتفظ بيها ملامحها بتروح من دماغى بعد ما بشوفها بوقت قليل مش ثابته في راسى.

رد عواد: بس أنا ملامح بابا مش بتروح من دماغى يا رائف، ومش فاهم رغيك ده لازمته أيه؟
رد رائف بصدمه: لأ فاهم يا عواد، بس بتحاول توهم نفسك، إن صابرين زى أى حد في حياتك، إنت بتحب صابرين.
تهكم عواد ضاحكا: لأ واضح إن مخك لحس، ولا قلبك بقى رهيف من قعدتك وسط الحريم السنتين اللى فاتوا.
ضحك رائف قائلا: إنت هتقول فيها، أنا بسببك قربت ابقى أسامه منير.

بدل ما انت منكد على نفسك وعلى صابرين، إعترف وخليك رقيق شويه، أنا لو مكان صابرين كنت خلعتك، شوف جدك كده إمبارح لف البنتين تحت جناحه بالحنيه، وأنا وإنت قعدنا نبص لهم ونتحسر.
قذف عواد رائف بزهره قائلا بمرح: هتخلعنى ليه، مفكرنى درس العقل اللى مش عندك وكانت فكرتك سوده، أنا قايم.

ضحك رائف قائلا: قايم رايح فين النهارده الجمعه، والدنيا ربيع والجو بديع ما تجى نروح نعوم في البحر شويه، وبالمره كده وإحنا راجعين خد لصابرين هديه، البنات بتفرح بالحاجات دى.
فكر عواد لثوانى، ثم تبسم بموافقه.
مساء.
ب يلا زهران
دخل عواد الى الفيلا تقابل مع الخادمه التي إستقبلته بترحيب، قائلا: الدكتوره فين؟
ردت الخادمه: الدكتوره لسه موصلتش.

تضايق عواد قائلا: تمام، أعمليلى قهوه وهاتيها المكتب ولما الدكتوره توصل عرفينى.
دخل عواد الى غرفة المكتب وجلس خلف المكتب.

أخرج من جيبه تلك الهديه الصغيره قام بفتحها وتبسم، هي عباره عن خاتم ماسي، ضحك بإستهزاء لاول مره يأتى بهديه لأحد منذ زمن طويل، فآخر هديه هادى بها كانت ل والداته في عيد ميلادها وكان هذا قبل تلك الحادثه، تبسم وهو ينظر له ف هديه كهذه ربما لا تفرق مع صابرين قيمتها الماديه، في البدايه فكر في أن يآتى لها بسياره هديه، لكن لديه يقين أن صابرين لن تقبلها منه فلديها إعتزاز خاص بسيارتها، لكن لديه فضول معرفة رد فعلها على ذالك الخاتم المرصع بماسه صغيره بلون السماء على شكل مركب شراعى.

فى أثناء ذالك سمع عواد فتح باب المكتب، وتبسم ظن في البدايه أن تكون صابرين، لكن تفاجئ بدخول تلك الوقحه الى المكتب وأغلقته خلفها
تبدلت بسمته لعبوس وأغلق العلبه الصغيره ثم وضعها بجيبه قائلا بحده: مش من الإتيكيت إنك تخبطى عالباب الاول وتستنى الإذن بالدخول قبل ما تدخلي عالعموم مش فاضى لتفاهات تقدرى تتفضلى تروحى تهتمى شويه بناتك؟

لاحظت فوزيه تلك العلبه المخمليه الصغيره التي وضعها عواد بجيبه، لكن تجاهلت ذالك وجلست على أحد المقاعد قائله: بناتى مع الداده المسؤله عنهم، و...
ولكن قبل لحظات عادت صابرين الى ال يلا تقابلت معها الخادمه قائله: .
دكتوره البشمهندس عواد وصل من شويه، وقالى لما حضرتك توصلى هو مستنيك في المكتب.
أمائت لها صابرين برأسها وهمست لنفسها: . خير ان شاء الله يمكن لسه عاوز نكمل خناقة الصبح.

طرقت على باب المكتب ثم فتحت الباب، تفاجئت بجلوس فوزيه مع عواد بالغرفه وحدهم، حقا لا شئ مريب وكل منهم يجلس بمكان بعيد عن الآخر، لكن إجتاحها شعور بالغيره من تلك السفيهه فوزيه.
حين رأها عواد نهض من خلف المكتب يرسم بسمه وإقترب من مكان وقوفها ولف يده حول خصرها وقبلها من إحدى وجنتها قائلا بهدوء: أهلا يا حبيبتى.
تهكمت صابرين بغيظ من كلمة حبيبتى كالعاده.
بينما شعرت فوزيه بالبغص ل صابرين.

لكن نهضت بغيظ مكبوت قائله: حمدلله عالسلامه، كنت لسه داخله للمكتب أسأل عواد على ماجد، المفروض النهارده الجمعه أجازه، بس هو خرج ولما أتصلت عليه بيخلص شوية شغل.
نظرت صابرين لوجه عواد ثم لوجه فوزيه وقالت: مش ماجد رد على إتصالك وقالك عنده شوية شغل يبقى ليه عازوه تسألى عواد، ولا معندكيش ثقه في كلام ماجد، معتقدش إن ماجد بيكذب عليك.
حاول عواد إخفاء بسمته من رد صابرين المفحم على فوزيه لكن غصبا تبسمت شفاه.

بينما نظرت فوزيه بغل وتعلثمت قائله: لأ أنا واثقه في ماجد، بس كنت عاوزه أقول ل عواد
يخف شويه على ماجد، ماجد مشغول اوى الفتره اللى فاتت دى، عواد تقريبا، رامى معظم الشغل عليه من بداية جوازكم، والبنات بيسألونى فين بابى مش بنشوفه غير قليل.

نظرة تعجب من صابرين ل فوزيه، تلك الآفاقه والمفضوحه أمامها بالكذب ف عواد لم يأخذ سوا يوم واحد أجازه منذ زواجهم وثانى يوم كان بين العمال بالمزرعه ويتنقل بين بعض المزارع والمصانع
لكن إدعت البلاهه ونظرت ل عواد قائله: فوزيه عندها حق المفروض تشيل شويه عن ماجد عشان يفضى لها هي والبنات.

شعرت فوزيه بنبرة تهكم في حديث صابرين لكن مثلت البرود قائله: فعلا ياريت، عادل أخويا إشترى يخت وكذا مره يعزمنا على رحله في البحر، بس بسبب إنشغال ماجد بعتذر له، حتى عيد ميلادى قرب وعادل قالى أعمله عاليخت، وكمان قالى أعزمى عواد إحنا أصدقاء من قبل ما يبقى بينا نسب.

رد عواد بحده: عمري ما كنت أنا وعادل أصدقاء، وتمام عاوزه ماجد جنبك مفيش مشكله، عن أذنك هاخد صابرين ونطلع لاوضتنا عاوزها في آمر هام وسرى بينى وبينها.
قال عواد هذا وسحب صابرين كى تسير معه، والتي إستسلمت للسير معه رغما عنها بسبب تشبث يده حول خصرها...

شعرت فوزيه بغضب عارم من صابرين التي أصبحت تستحوز على عواد، هي ظنت أن تلك الزيجه لن تستمر وأن عواد فقط يود الإنتقام، لكن واضح أنه ينجرف في تيار عشق تلك الحمقاء المستفزه.
بينما صعد عواد مع صابرين وفتح باب الغرفه نفضت صابرين يد عواد عنها بقوه.
تبسم عواد ودخل خلفها الى الغرفه وأغلق خلفه الباب متسألا: كنت فين لدلوقتي مشيتى من بيت جدى بعد ما أنا مشيت بنص ساعه.

تهكمت صابرين قائله: هكون كنت فين يعنى، أكيد كنت عند واحده من الاتنين، يا فاديه، يا صبريه مرات عمى، وقبل ما تستفسر هقولك كنت أنا وفاديه عند صبريه عمتك، وفادى جه كمان والوقت سرقنا.
قصدت صابرين كلمة عمتك التي أغاظت عواد
لكن تمالك غيظه، هو يود الصفو مع صابرين والتزم الصمت وتوجه نحو طاوله جوارالفراش.

أخرج هاتفه من جيبه وبعض الأغراض، دون إنتباه منه سقطت تلك العلبه المخمليه الصغيره وتدجرت الى أن أصبحت أمام قدم صابرين
شعرت صابرين بشى خبط بطرف قدمها، نظرت له ورأت تلك العلبه، إنحنت وأمسكت العلبه، لكن بلا إراده منها فتحت العلبه نظرت نظره خاطفه لذالك الخاتم، لا تنكر أثار إعجابها لكن أغلقت العلبه ومدت يدها بها ناحية عواد
لكن بداخلها شعرت بغصه لديها يقين أنه آتى بهذا الخاتم هديه لإحداهن
قائله: إتفضل.

نظر عواد لعين صابرين التي تلاقت مع عينيه رأى بها نظره لم يستطيع تفسيرها أو أنها نظرة لا مبالاه بذالك الخاتم، بينما كانت صابرين عكس ذالك، ف خاتم مثل هذا يبدوا بوضوح غالى الثمن بالتأكيد آتى به هديه لأمرأه لديها أهميه خاصه له.
كل منهم فسر نظرة عين الآخر على هواه.
مد عواد يده ل صابرين وأخذ العلبه لا يعلم لما تلجم لسانه ولم يقول لها أن هذا الخاتم لك.

ظلت نظرات العيون للحظات بينهم الى أن سمعوا طرق على باب الغرفه، إنقطع تواصل العيون، ذهب عواد وفتح باب الغرفه ورأى أمامه الخادمه تقول: ماجد بيه وصل وأنا حضرت العشا.
أماء له رأسه بلا حديث
غادرت ثم أغلق خلفها الباب، فقالت صابرين: انا أتعشيت عند صبريه، هاخد شاور وأنام.
لم تنتظر صابرين رد عواد وتوجهت الى الحمام وأغلقت الباب خلفها
وقفت خلف الباب تضع يدها فوق موضع قلبها تشعر.

بوخزات قويه، ما سببها لما شعرت بغصه حين رأت الخاتم، لكن نفضت عن رأسها وتذكرت أنها لم تأتى بملابس أخرى معها.
بينما عواد بالغرفه لا يعرف لما تلجم ولم يقول لها أن هذا الخاتم هديه منه لها، فكر للحظات أن يتنظر خروجها من الحمام ويعطيه لها، لكن في نفس اللحظه صدح رنين هاتفه جذبه من على الطاوله ورأى من يتصل عليه، رأى إسم والداته فكر للحظات في عدم الرد لكن حسم أمره وقام بالرد عليها.

لتسأله في البدايه عن حاله، أجابها: أنا بخير الحمدلله.
سألته عن صابرين، وأجابها انها بخير.
سألته عن ماجد: فهمى
بتصل على ماجد مش بيرد عليه ليه؟
تعجب عواد قائلا: معرفشي، ماجد الفتره الاخيره متغير حتى مراته من شويه كانت بتشتكى من إنشغاله عنها هي وبناته، عالعموم هنزل أقوله يرد على باباه.
اغلق عواد الهاتف نظر ناحية باب الحمام زفر نفسه هو يضع تلك العلبه على طاوله جوار الفراش ثم غادر الغرفه.

بعد قليل خرجت صابرين من الحمام لم تجد عواد بالغرفه لكن رأت تلك العلبه على طاوله جوار الفراش، بفضول منها ذهبت نحوها وأخذتها وفتحتها تتمعن بذالك الخاتم، تهكت قائله: يا ترى جايب الخاتم الماسى ده لمين؟

تذكرت قبل قليل حين قالت فوزيه أن عيد ميلادها أقترب، تحسرت قائله: الإجابه واضحه أكيد الخاتم ده للأميره فوزيه، الغالى يتهادى بالغالى، ومفيش طبعا أغلى من بنت السفير تتهادى بالألماظ، اللى عنيها عالدوام منك، مش عارفه إزاى ماجد مش واخد باله.
سرعان ما نهرت صابرين نفسها قائله: إتقى الله يا صابرين وبلاش تسيئى الظن وتاخدى بالظاهر.

زفرت صابرين نفسها ثم وضعت الخاتم بالعلبه وضعتها مكانها، ثم نهضت وأبدلت مئزر الحمام بمنامه حريريه وصففت شعرها ثم ازاحت غطاء الفراش وتستطحت عليه لكن كآن النوم هجرها، شعرت بضجر ونهضت تبرر ذالك الضجر ب: أكيد مش جايلى نوم بسبب مقابلة منال بكره
الفضول هيطير عقلى.
فى نفس الوقت سمعت صوت فتح مقبض الغرفه فإدعت النوم.
بينما عواد دخل الى الغرفه لم يتفاجئ حين وجد الغرفه شبه مظلمه، أشعل الضوء ونظر نحو الفراش.

لاحظ بوضوح أن صابرين ناعسه، نظر نحو تلك الطاوله وجد علبة الخاتم بمكانها، للحظات فكر أن يقظها ويعطيه لها لكن آجل ذالك لوقت لاحق وذهب نحو الحمام
فى ذالك الوقت تنهدت صابرين بقوه تتنفس الهواء قبل عودته بعد قليل وأطفى الضوء ثم تستطح لجوارها، كانت مستيقظه جال لخاطرها.

لما لا تنهضى وتنامى على تلك الاريكه بعيد عن عواد ربما تنعسين، لكن خشيت يعلم أنها مازالت مستيقظه ويتهكم عليها، كذالك هو جفاه النوم بين الحين والآخر ينظر ناحية صابرين، يحسدها على ذالك النوم الهانئ في إعتقاده.
باليوم التالى بحوالي الساعه الخامسه الأ دقائق.
ب مطعم رائف.
كاد ماجد أن يجلس على إحدى طاولات المطعم لكن صدفه رأى صابرين تجلس على إحدى الطاولات، ذهب نحوها بفضول قائلا: مساء الخير يا صابرين.

ردت صابرين بهدوء: مساء النور يا ماجد.
تبسم ماجد قائلا: أيه مستنيه عواد.
ردت صابرين: لأ منتظره قريبه ليا واهى خلاص وصلت على باب المطعم، بس إنت هنا في لقاء عمل ولا أيه؟
رد ماجد: لأ انا جاى عشان أتغدى كنت مشغول ويادوب فضيت والمطعم قريب من المصنع قولت أجى اتغدى وأرجع تانى للمصنع.
تبسمت صابرين ونهضت واقفه حين إقتربت منال قريبه منها، الى أن أصبحت أمامها
وقالت: أنا أتأخرت عن الميعاد ولا أيه.

تبسمت صابرين قائله: لآ أبدا أنت جايه عالميعاد بالضبط أنا اللى جيت بدرى شويه.
لاحظت صابرين نظر ماجد ل منال فقالت: منال صديقتى، ماجد يبقى إبن عم جوزى.
أماء الإثنين برأسهما لبعض وبكلمة: تشرفنا.
إضطرب ماجد قائلا: هستأذن.
أمائت صابرين برأسها كذالك منال
إنصرف وتركهن لكن جلس على طاوله قريبه منهن.

لا يعرف سبب لذالك الشعور الغريب الذي شعر به حين وقع بصره على منال، كما لاحظ إهتمامها بطفلتها التي على ساقيها، شعر بحيره لكن سرعان ما فاق على واقع أنه متزوج من أخرى أصبحت الحياه بينهم جافيه، ربما إستسلم كثيرا وهاود التيار كى يستطيع دفع السفينه، لكن للآسف بالفتره الأخيره إنجرفت السفينه وأصبحت تتهالك مع قوة الرياح والمقاومه من إتجاه واحد.

بينما جلستن صابرين ومنال بطفلتها خلف طاولتهن يتحدثن ببعض الموضوعات، الى أن قالت صابرين لها: منال عاوزه أسألك سؤال محيرنى من أول ما تقابلنا يوم إعلام الوراثه، بس لو هتزعلى أو مش عاوزه تجاوبي عليه براحتك.
أخذت صابرين طفلتها التي كانت تحملها صابرين وبكت فجأه قائله: إسألى يا صابرين متخافيش مش هزعل و هجاوب عليك لسبب واحد بس إسألى الاول وبعدها هقولك السبب.

تسآلت صابرين: إزاى قدرتى تتحملى الجواز من مصطفى وإنت عارفه أنه بيحب غيرك، وكمان هيتجوزها، مخوفتيش إنه مع الوقت ممكن المصلحه تنتهى و...
توقفت صابرين للحظات، بينما أكملت منال بآسى: أنه يطلقنى وقت ما تنتهى المصلحه أو مدة تعاقدنا مع الشركة السعوديه تخلص...

لسبب واحد يا صابرين، إنى كنت بحب مصطفى، الحب بيخليكى تتنازلى عن حاجات كتير قصاد لحظات تعيشها مع الشخص اللى بتحبيه حتى لو عارفه إنها لحظات مزيفه وهتنتهى بسرعه، حتى وإنت عارفه ان اللحظات دى ممكن تآلمك، يمكن إنت إتجوزتى من شخص تانى غير مصطفى، بس هسألك سؤال خاص شويه، يمكن لو مكنتيش إتجوزتى مكنتش هسأله ليك.
أمائت صابرين لها ان تسأل.

فقالت: شعورك هيبقى أيه لو في لحظه حميميه بينك وبين جوزك سمعتيه بيهمس بإسم تانى غيرك، بأسم أكتر واحده هو بيحبها وبيتمناها في اللحظه دى تكون معاه.
ذهلت صابرين من السؤال وظلت صامته الى أن قالت منال: ليه مش بتردى، هقولك أنا الجواب.

بتحسى كآنه بيدبحك بسكينه تيلمه، بس مفيش في إيدك حل لأن مش بس قلبك اللى متلجم عقلك كمان متلجم، أنا قبل ما مصطفى يرجع مصر عشان يتمم جوازه منك خيرته يا صابرين، وقولت له أنا مش هقدر أتحمل نكمل مع بعض بعد لما نرجع تانى للسعوديه بعد جوازه منك، خيرته بين حياتى انت وبنته معاه وبين أنه يتمم جوازه منك، بس هو إختارك يا صابرين، وكنا إتفقنا عالانفصال شكليا.

تعجبت صابرين قائله بإستفسار: يعنى أيه الإنفصال شكليا؟!

ردت منال: يعنى جوازنا كان هيرجع لمرحلة البدايه لما وافقت اتجوز من مصطفى صورى ك محرم عشان اقدر اسافر لانها كانت بالنسبه ليا فرصه لا تعوض، بمرتب خيالي، انا كنت بنت موظف بسيط مرتبى هنا على معاش بابا، يادوب كان بيقضينى انا وماما لنص الشهر، ودى فرصه وجاتلى من الهوا بس فيها عيب كبير، لازم محرم، وبابا كان متوفى، ومكنتش اقدر اطلب من واحد من أخواتى يرافقنى كل واحد فيهم له حياته الخاصه، عرض مصطفى كان النجاه والسعاده ليا أنا وماما، لأنى بعد ماسافرت بكذا شهر بعت ل ماما دعوه تجي تأدى فريضة الحج، ولما جت كان لازم انا ومصطفى نمثل قدامها إننا زوجين حقيقين فكنا بنام في اوضه واحده قدمها، وإتقربنا من بعض، والبنى آدم ضعيف وغربه ورغبه إتحكموا في لحظه وتمت أركان جوازنا بعدها مصطفى حسيت إنه ندم بس مكنش ينفع يندم على بنته اللى إتكونت من ليله من الليالى اللى كان بيهمس فيها بإسمك وهو معايا، كنت أكتر حد بكره يجيب إسمك على لسانه، لحد ما خيرته وإختارك واجهة نفسى انا ليه بكرههك الكره ده كله رغم إنى عمرنا ما إتقابلنا، كان الجواب سهل، حب مصطفى ليك، بس كمان إنت مش مسؤله عن شعوره ده، إنت بنت عمه وكان يعرفك قبلى وزى ما قالى قبل كده، أنا بحب صابرين من وهي في اللفه وأى شئ هيمنعنى عنها مستعد أخسره حتى لو كانت ماما نفسها.

تعجبت صابرين من تلك الكلمه ف مصطفى كان تابع لوالداته، لكن أكملت منال: وقتها حسيت انى ظلمتك بكرهى ليك، وظلمت نفسى انى إطمعت بحب مكنش ليا من البدايه، وظلمت بنتى لأنها جت من لحظة ضعف بدون ما أحسب ليها خاطر إزاى هتتربى بين والدين شبه منفصلين ومؤكد مع الايام هينفصلوا بشكل رسمى.
تدمعت عين صابرين على دموع عين منال التي كانت تحاول كبتها لكن بالنهاية سالت دون إرادتها.

وقالت بصوت متحشرج: أنا بعتذر منك، آسفه...
قاطعتها منال قائله: مش إنت اللى تعتذرى يا صابرين أنا كمان غلطت في حقك ساعدت مصطفى في إنه يكذب عليك، كان سهل أكشف قصة جوازنا قبل ما يكمل جوازكم بس فضلت الصمت وقولت ده عقاب من ربنا ليك إنك تعيشى مخدوعه.

توقفت منال للحظه تلتقط نفسها ثم قالت بتهكم مغصوص: قولت خليه يلعب بعقلها شويه وأنا قبل ما نرجع للسعوديه هبعت لها شهادة ميلاد صابرين، بس يظهر ربنا حب إنك متعرفيش بوجود صابرين غير بعد وفاة مصطفى، أنا مكنتش ملاك يا صابرين انا أتغصبت بسبب حاجتين
الاولى كانت الفرصه الماليه الكبيره مرتب مستحيل كنت احلم بيه، وفرصه أنى أعيش مع الشخص اللى قلبى دق ليه...

إنت الوحيده اللى كنت مخدوعه في النص ويمكن ربنا أراد ياخد حقك مننا إحنا الإتنين أنا ومصطفى اللى كان مريض بحبك...
وإنت الوحيده اللى ربنا عطاك فرصه تانيه تكملى بيها حياتك مع شخص تانى غير مصطفى مش مخادع زيه.
تهكمت صابرين بين نفسها بسخريه عن أى فرصه تتحدث، عواد مخادع و أسوء من مصطفى، يبدوا أن هكذا حظها مع السيئين دائما.
بعد وقت بسيارة صابرين.

تحدثت ل فاديه قائله: أهو أنت شوفتى بنفسك وأنت اللى أخدتى صور بنت مصطفى على موبايلك، أيه رأيك في الشبه بينها وبين بنت رائف؟
ردت فاديه وهي تطالع تلك الصور على هاتفها قائله: . ده حتى برنامج تطابق الصور اللى على فونى طلع صورهم نسخه من بعض تقريبا، بس مش يمكن يخلق من الشبه اربعين؟
ردت صابرين: معتقدش وبعدين لازم أتأكد من عدم وجود بينهم صفة قرابه.

قالت صابرين هذا وأخرجت منديل ورقى من حقيبتها قائله: مش معاك الشعرتين اللى سلتيهم من شعر ميلا، انا كمان معايا إتنين زيهم، أهم.
تبسمت فاديه قائله: يا قاسيه سلتيهم من شعر البت إزاى، أكيد وقت ما عيطت.
تبسمت صابرين قائله: الضرورات تبيح المحظورات، في معمل هنا في آسكندريه كنت قريت أنهم بيعملوا تحليل البصمه الوراثيه، جبت عنوانه من عالنت خلينا نشوف، وجه الشبه ده له سبب ولا، يخلق من الشبه أربعين.

بعد قليل خرجن الاثنتين من معمل التحليل
لتقول فاديه: مش كتير أسبوعين على نتيجة أختبار dna ده ما تطلع.
ردت صابرين: هو كتير بس هنعمل ايه الدكتور قال ان نتيجة التحليل ده بتبقى معقده شويه وبتاخد وقت، أهو أسبوعين مش كتير.
بعد مرور أسبوعين
صباح
بمنزل سالم التهامى
صدح جرس المنزل
تحدث سالم ل شهيره التي خرجت من المطبخ: خليكي أنا اللى هفتح الباب.

فتح سالم باب المنزل ورأى ذالك المحضر من المحكمه يتسآل على فاديه فقال له: أنا والداها هي مش موجوده، ممكن أستلم الإخطار عنها.
وافق المحضر، وطلب منه بطاقة هويته وإمضاؤه على استلام الإخطار.
غادر المحضر ودخل سالم الى المنزل وأغلق الباب خلفه، آتت له شهيره بلهفه ورجفه قائله: كان عاوز ايه المحضر ده؟
رد سالم: ده إخطار من المحكمه ل فاديه ومالك وشك مخطوف كده ليه؟

ردت شهيره: ومش عاوز وشى يتخطف من وقفة المحضر على بابنا كل يوم والتانى كده، منه لله وفيق ابن ماجده، بس الإخطار ده لقضية أيه النفقه ولا قايمة العفش؟
قال سالم: هفتح الظرف قدامك أهو...
فتح سالم الظرف وقرأ محتواه لينصدم قائلا: ده إخطار بحكم إلزام تنفيذ فاديه ل بيت الطاعه.
إنصدمت شهيره قائله: بيت الطاعه!
رد سالم بغصه: إهدى شويه هتصل عالمحامى وأسأله، يمكن لسه في حل للقضيه دى.
عصرا
بالأسكندريه.

صدح هاتف صابرين، نظرت للشاشه وتبسمت قائله: هخلص لبس أهو ونص ساعه أكون عندك نروح معمل التحليل نشوف النتيجه أيه.
تبسمت فاديه قائله: أنه كمان جاهزه هخرج من الشقه أهو وهتلاقينى قدام باب العماره عندى فضول أعرف نتيحة الاختبار ده.
ضحكت صابرين قائله بمرح: بقيتى فضوليه أكتر منى عالعموم قبل من ساعه هتكون النتيجه في أيدينا.

فى نفس الوقت بشقة فاديه قبل أن تفتح باب الشقه رأت باب الشقه يفتح في البدايه ظنت أنه هيثم لكن ليس ميعاد رجوعه من الجامعه
لكن تفاجئت ب سالم هو من يفتح الباب، ليس فقط سالم بل شهيره خلفه.
تبسمت قائله: بابا ماما...
سمعت صابرين قول فاديه كذالك سمعت صوت والداها فقالت: بابا وماما جم عندك في الشقه.
ردت فاديه: أيوا يا صابرين يلا أقفلى وهستناك في الشقه.

اغلقت فاديه الهاتف، وتوجهت نحو والداها تضمهما بسعاده، لكن دخل لديها شعور بالقلق بسبب الوجوم الواضح على وجوهم.
بعد قليل بغرفة المعيشه، تحدثت شهيره: إنت كنت خارجه ولا أيه؟
ردت فاديه: أيوا انا وصابرين هنروح مشوار؟
إستفسر سالم قائلا: مشوار أيه ده؟
إحتارت فاديه في الرد ثم قالت: صابرين كانت شافت كم طقم جديد في المحلات وكنا هننزل نلف ونشتري، بس ليه متصلتوش عليا قبل ما تيجوا، مفاجأه حلوه.

نظرت شهيره الى سالم وتدمعت عينيها.
لاحظت فاديه ذالك قائله: خير يا بابا حاسه ان في سبب مهم لمجيتكم المفاجأه دى؟
رد سالم: خير يا بنت.
تدمعت عين شهيره قائله: خير منين يا سالم، قولها عن سبب مجينا لهنا؟
شعرت فاديه بالقلق قائله: خير يا بابا قولى أيه اللى حصل خلاك إنت وماما جيتوا لهنا لاسكندريه أنا مكلمه ماما الصبح قبل ما أروح للمدرسه، ومجبتش سيره أنكم هتيجوا لهنا.
رد سالم بإختصار: وفيق.

ردت فاديه بإستخبار: ماله وفيق؟
شعر سالم بآلم في قلبه وهو يقول: وفيق رفع قضيه بيت الطاعه عليك وكسبها وصدر قرار بتنفيذ الحكم ده.
ب يلا زهران
اغلقت صابرين الهاتف وظلت دقائق متعجبه بعد ان علمت بمجئ والداها الى هنا، لكن بداخلها شعرت بالسعاده قائله: أما أكمل لبس هدومى وأروح أنا وفاديه نجيب نتيجة التحليل وبعدها نقعد مع بابا وماما، ويمكن أبات هناك معاهم وأرتاح من وش عواد.

أنهت صابرين إرتداء ملابسها وأخذت حقيبة يدها وخرجت من الغرفه
لكن تفاجئت ب فوزيه تقف أسفل السلم.
بمجرد أن رأت نزول صابرين على السلم تهجمت عليها بالقول قائله: حقيره ومنحطه ومستغله ومعندكيش شرف، وبعض الالفاظ الأخرى البذيئه.

لكن صابرين أكملت نزول السلم رغم ذهولها من تهجم فوزيه عليها بتلك البذاءه كيف إستطاعت قول تلك الالفاظ الدنيئه وسب صابرين بتلك الفجاجه وهي دائما من كانت تدعى الرقى والذوق العالى ولماذا تسبها هكذا...
لكن فوزيه لم تكتفى فقط بالسباب، بل كادت تتهجم على صابرين بالأيدى لولا أن أيدي أخرى منعتها قبل أن تصل يديها الى جسد صابرين.

وقفت غيداء أمام باب شقة فادى تلتقط أنفاسها الهادره كآنها كانت تصعد السلم ركض وضعت يدها على قلبها كآنها تهدئه، بالفعل هدأ خفقان قلبها، ظلت تنظر لجرس الشقه بتردد لدقائق قبل أن ترفع يدها وتضعها عليه، لكن للحظه قررت التراجع، وها هي تدير ظهرها كى تغادر، لكن قبل أن تصل الى مصعد العماره، فتح بابه وخرج منه شخص يبدوا أنه بواب العماره يحمل بعض الأكياس بيديه، نظر لها قائلا: حضرتك أول مره أشوفك أنتى تقربى لحد من سكان العماره.

إرتبكت غيداء قائله بتعلثم: لأ أنا يظهر غلطت في العنوان.
أماء لها البواب برأسه وهي تتجنب منه كى تتجه نحو المصعد، لم يبقى بينها وبين المصعد سوا خطوه، لتسمع صوت فتح شقة فادى.
بنفس الوقت بداخل الشقه إنتهى فادى من الإستحمام سمع رنين جرس باب الشقه هو يعلم من، أنه بواب العماره لابد أنه قد آتى له ببعض الأغراض التي طلبها منه لم يفكر بإرتداء ملابسه لف خصره بمنشفه وخرج من الحمام وذهب يفتح الباب.

فتح باب الشقه وجد البواب يقف جوار الباب يقول له: متآسف يا بشمهندس إنى إتأخرت شويه بس السوبر ماركت كان زحمه.
بينما هو وقع نظره ناحية المصعد رأى غيداء من ظهرها لم يبقى بينها وبين المصعد سوا خطوه واحده، قال بتسرع: غيداء!
إهتز قلبها حين سمعت صوته وإلتفت تنظر له تشعر أن جسدها أصبح هلام.
بينما نظر فادى نحو البواب قائلا: تمام سيب إنت الأكياس وأنا هدخلها وهحسبك على قيمتها بعدين.

أماء له البواب رأسه قائلا: تمام يا بشمهندس، عن إذنك.
توجه البواب ناحية المصعد ودخل الى داخله ظل للحظات واقفا ينظر الى غيداء
قبل أن يعيد فادى نطق إسمها، لا تعلم كيف طاوعتها ساقيها و سارت تلك الخطوات ناحيه شقة فادى، مما جعل البواب يغلق باب المصعد دون أن يبالى فهذا شئ لا يخصه.
تبسم فادى قائلا: غيداء مفاجأه حلوه.
إرتبكت غيداء ولم تستطيع الرد كآنها فقدت النطق.

لاحظ فادى صمت غيداء فإنحنى يحمل تلك الأكياس التي تركها البواب قائلا: هنفضل واقفين عالباب كده خلينا ندخل.
ترددت غيداء في دخول الشقه، لكن شعرت بالحرج من نظرات فادى لها وخجل أيضا وهو يقف أمامها نصف عارى، حسم الأمر يد فادى حين جذب يدها لتدخل الى الشقه.
بمجرد أن دخلت الى الشقه أغلق فادى الباب قائلا: المطبخ من الناحيه دى دخلى الأكياس دى على ما أنا أدخل ألبس هدومى، بدل ما أخد برد.

أمائت غيداء له برأسها موافقه وذهبت نحو المطبخ صامته تشعر بالخجل.
بينما تبسم فادى بإستهزاء وزهو مجئ غيداء الى هنا لا تفسير له غير أنها وافقت على السير خلفه ضد التيار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة