قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التسعون والأخير

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التسعون والأخير

رواية بإسم الحب للكاتبة هاجر الحبشي الفصل التسعون والأخير

ضحكت سعاد بخفوت وقال لها بهمسٍ كي لا يتسمع لها عادل: إنتِ عارفة أبوكِ يا ألين كل حاجة بيهولها و مفيش الكلام ده إنتِ هنا عشان إنتِ عايزه تبقي هنا وهتخرجى عشان إنتِ عايزة تخرجي! بتلاقينا وبتشوفينا في الوقت ده عشان بتبقي محتاجة مساعدة ومحدش بيجي في دماغك في الوقت ده غيرنا علشان كده بتشوفينا، وطول ما انت بتفكري فينا هنفضل نجيلك دايماً ونطمن عليكِ..

إبتسمت وأومأت لها ثم قالت باستفهام: يعني ممكن أحضنك تاني؟، أومأت لها وهي تبتسم فعانقتها لتجد نفسها تميل إلى الأمام مُحتضنه الهواء وقد إختفت والدتها!، حانت منها إلتفاته لتجد البياض يختفي ويتلاشى مع دورانها وهي تنظر بأرجاء المكان حتى لم يعد هُناك مكاناً..

شهقت بخفه مع انتفاضة صدرها لتعود أنفاسها من جديد تضرب قناع الأكسجين، حركت أهدابها ببطء، أفرجت عن زرقاوتيها، نظرت إلى السقف لأقل من الثانية ثم أعادت إغلاق عينيها من جديد..
بعد مرور شهرين..

خرجت من دورة المياه وهي تبكِ بحرقة مع دخول نادر وتحدثة بابتسامة: لسه مجهزتيش! يلا عشان هنقضي معاه اليوم من أول، توقف عن الحديث و إختفت إبتسامته وهرول لها بقلق عندما رأها تبكِ و سألها: مالك يا حبيبتي في ايه؟ بتعيطي ليه؟ بطنك بتوجعك؟

هزت رأسها نفياً وهي تشهق تضم قبضتها على شيءً ما بقوة فكوب وجهها بين يديه وسألها بخوف: طيب في ايه بتعيطي ليه؟ سجى ضايقتك؟، هزت رأسها نفياً وقالت بنبرة مُرتجفة: أنا، أنا، أنا حامل..
ألجمت المُفاجئة لسانه وتركها مذهولاً، عاد خطوة إلى الخلف ولم يتحدث جعلها تبكِ أكثر وضربت قدمها بالأرض وسألته وهي تلقي إختبار الحمل بوجهه: مشلتنيش ودورت بيا ليه؟

إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة تحولت إلى ضحكات رنانة وهو ينظر لها بعدم تصديق ثم قال بنفي: إنت كذابه؟
دبدبت بخفيها أكثر في الأرض وتقدمت منه، دفعته إلى الخلف وهي تضرب صدره بقوه وقالت بغضب: طلقني، طلقني، طلقني..
ضحك أكثر وهو ينظر لها بعشق هل هذه هي هرمونات الحمل إذاً؟ وأخيراً سيعاني من تلك التقلبات التي يتحدث عنها الجميع؟

ضحك وعانقها بقوة وهو يتنهد براحة، كان يعلم أن الله سيرزقهم بطفلاً مهما طال الإنتظار، هي تستحق كل شيء جميل خيّر..
همست وسط بُكائها وهي تطوق عنقه بتعب من طول الانتظار: أنا حامل يا نادر هخلف..

إبتسم ودفن يده بشعرها وقبل عنقها بحنان ثم فصل العناق وحملها لتحاوطه وهي تبتسم، دار بها وهو يضحك لتشاركة ضحكاته وهي تقبل وجنته بسعادة حتى إستقربها بها على الفراش، قبلها بخفة ثم قال وهو يربت على مقدمه شعرها بحنان: نخلي بالنا من نفسنا ومن أكلنا ومنعملش حاجة بقي تمام؟

أومأت وهي تمرر يدها على وجنته بحنان وإبتسامتها الرقيقة لم تختفي عن وجهها قط، ليتابع: دلوقتي نلبس ونروح للدكتور نتأكد وبعدين نرجع على فراس؟.
أومأت وهي تبتسم ثم تحركت لتذهب لكنه أوقفها بسؤاله: رايحة فين؟
رمشت وقالت له بابتسامة: هروح أغير هدومى!
إبتسم وحملها ثم أنزلها أمام الخزانة وقال بعبث: المشي خطر عليكِ، ضحكت برقة ثم قرصت وجنته وأخذت ملابس ودلفت إلى دورة المياه..

تنهد وهو يمط ذراعيه بابتسامة شاعراً بتغير الحياة إلى الأجمل حتى الهواء الذي يستنشقه يشعر أنه أصبح أنقي وأخف على صدره..
إنحني وإلتقط إختبار الحمل وحدق بتلك النتيجة الإيجابية لتتسع إبتسامته أكثر فأكثر فهذا لم يتوقعه بتاتاً لقد كان فاقداً للأمل وقد اتأقلم مع الوضع أكثر عندما تقبلت هي الوضع كما وعدته لكن دائماً يحدث ما لم نتوقعه و تكون سعادتنا به مضاعفة..

أخرجه من شروده رنين هاتفه فالتقطته وتحدث بابتسامة: ايون، أيوا تعالي، هات هديه معاك بس سلام، وأغلق الهاتف وهو يقهقه تزامناً مع خروج لارا لتسأله بشك: كنت بتكلم مين؟
إبتسم وهو يراقب تقدمها منه بتمايل وقال: ده شريف عزمته وقولتله هات هدية، قهقهت عليه ثم قالت له بنعومة وهي تجلس أمامه على الفراش: يلا سرحني..

قهقهة عليها وعانقها من الخلف بقوه وهمس لها بحنان بعد أن أسندت رأسها على كتفه: مش محتاجه تبقي حامل علشان أدلعك! عشان انا هدلعك دايماً..
أومأت وهي تبتسم، حركت رأسها للجانب قليلاً لتقبل طرف شفتيه بخفة وقبل أن تبتعد عمقها هو وهو يحاوطها بقوة، فصلها لاهثاً ثم قبل أرنبه أنفها وجعلها تجلس وبدأ يمشط شعرها كما أرادت..
أغلق الهاتف وهو يبتسم لتسأله نوران بغيره وهي تكتف يدها أمام صدرها: ريم دي؟

أومأ لها هو يقهقه ثم جذبها من خصرها لتستقر على قدمه ليسألها وهو يُداعب خصلاتها بأنامله برقة: من ساعة ما رجعت وإنتِ حطاها في دماغك في ايه؟ دي متجوزة وعندها ولاد وبتحب جوزها مالك بقي؟
قالت بلوم كي تشعره ببشاشة ما فعل مُنذ سنوات: عمري ما هنسي إنك سبتني وكنت معاها وبتهتم بيها هناك..

إبتلع ريقه بازدراء ثم هتف عندما رأي باسمه تمر من أمامه: تعالي شوفي بنتك النكديه دي بقي عشان هنكد عليها زي ما بتنكد عليا كده..
تنهدت باسمة وهي تجلس على الأريكة المجاورة لهما: ايه يا حبيبتي مالك؟
قالت بحزن وهي تترك جود وجلست بجانبها: بيكلم ريم في الموبايل يا ماما وقفل معاها وهو بيضحك!

لوي شدقيه وقال بامتعاض: حاضر المرة الجاية ههبد الموبايل في الحيطة عشان ترتاحي وهقفل في وشها من غير ما قول سلام كمان حلو كده؟، أبعدت نظرها عنه بوجه محتقن بالغضب ليهز رأسه بيأس ثم نظر إلى باسمة وقال لها: إنتِ عارفة إن ريم كانت شغالة معايا و بالنسبالي مش أكتر من أخت واللي حصل من كذا سنه حصل وخلاص ومش هيتغير و اللي عمالة تتكلم دي عارفة أنا بحبها قد ايه؟ ومش فارقة معايا ريم ولا غير ريم دي مش أكتر من أُخت وجوزها دلوقتي صاحبي وكنت بعزمها عشان تيجي تقضي معانا وقت مش أكتر!

صرخت به بغصب: وتعزمها ليه؟ هو عيد جوازك إنت!، ضحك بصخب وهو ينظر لها يرى كيف تنظر له ببُغض ثم وقال بثقة: أه عيد جوازى النهارده نسيتي ولا ايه؟.
تنفست بعصبيه وضمت قبضتها وتحركت كي تذهب لكنه سحبها من معصمها أعادها على قدمه مجدداً وحاوط خصرها بنعومه وهو ينظر لها بابتسامة عاشقة، هزت رأسها برفض وهي تزم شفتيها كطفلة..

ضرب مؤخره رأسها وأخرج هاتفه ووضعه أمام عيناها كي ترى مع من كان يتحدث ولم يكن سوى إسم يحيى، رمشت تنظر له بعدم فهم ليقرص وجنتها بغيظ وهو يقول: عمال اتنيل وأقول جوزها صاحبي جوزها صاحبي هسيبه وأكلمها هي؟
فركت وجنتها بألم وهي تتأفف وقالت بحزن: أنا سألتك ريم وهزيت راسك أعمل ايه؟
قرص وجنتها الأخرى المُمتلئه وهو يبتسم: كنت عايز اعرف هتعملي ايه؟ وزي ماتوقعت نكديه..

هتفت جنات وهي تقفز أمامهم بضيق: بلا بقي عشان نمشي، ربت جود على وجنتيها مُبعداً يده عن شعرها كُل البعد كي لايتشابك بين يديه وتبكِ ولن ينتهي هذا..
قال بحنان: حاضر هنلبس أهو، أومأت وهي تزم شفتيها فسألها جود بقلق: فراولايتي زعلانه ليه؟
عبثت بأصابها وقالت بحزن: إيان بطل يديني مصروف!
قهقهة عليها وسألها وهو يقربها منه: عشان كده زعلانه؟، أومأت بحزن وتابعت: من ساعة ما زعقتله هملني ومش بيهتم بيا..

عانقها بحنان وربت على ظهرها: خلاص تبقي صالحيه لما نروح ومتزعليش حد منك ومتزعقيش كمان، البنات الرقيقة مش بتزعق إتفقنا؟، أومأت له وقالت برقة: إتفقنا..
كانت تجلس أمام المرآة تبتسم بحب وهي تنظر إلى إنعكاس صورة هالة التي تمشط شعرها بحنان وهي تبتسم، فرقت بين شعرها ووضعته على كتفيها ثم مالت عليها وحاوطت منكبها من الأمام وسألتها بحنان وهي تسند وجنتها إلى وجنه ألين: هتقوليله النهاردة؟

أومأت وهي تتنفس بعمق ثم وضعت يدها على معدتها ومسدتها بحنان، قبلتها هالة برقة وهي تضمها ثم قالت بحنان بالغ: إحنا محظوظين بوجودك في حياتنا..
قبلت يدها بحنان وهي تبتسم لتقول هالة بابتسامة: أنا هنزل أشوف ايه اللي بيحصل تحت قبل ما مها وفارس يقتلوا بعض، هزت رأسها وهي تبتسم وراقبت سيرها حتى تركت الغرفة..

وقفت من أمام المرآة، إلتقطت مبذلها المُعلق، وإرتدته فوق منامتها العارية، نظرت إلى مهد طفلتها وهي تبتسم فهي نائمة بعمقٍ الآن، أما إيان فلا تعلم ما أصابه لقد هدأ بطريقة مُبالغاً بها منذ الحادث..

عند عودتها وبعد خروجها من المستشفى وجدته تغير كثيراً ولا تعلم للأحسن أم للأسوأ فهي تشعر أنه كبر وهدأ عن سابقاً، توقف عن طلب النوم معهما، يطرق الباب قبل أن يدخل عليهما الغرفة، في الكثير من الأحيان عندما يجوع يذهب إلى المطبخ ويصنع شطائر لنفسه، يرتدي ملابسه وحده، يستيقظ صباحاً للمدرسة كل يوم على صوت جهازه اللوحي الذي يضبطه بنفسه بجانبه! تعلم أن ما حدث أثر عليه ولن ينساه مهما حيي وهي آسفة بسبب هذا ليس بيدها شيء كي تجعله ينسى، رُبما روتيلا هي من ستنسى ولن تتذكر هذا عندما تكبر لأنها مازالت صغيره، أما هو فلن ينسي، أخبرهم فارس أن ذلك الشهر الذي ظلت به في المستشفى كان يستيقظ مفزوعاً كل يوم ويهتف بإسمها ويظل يبكِ حتى يعود للنوم مُجدداً فلم يكن شهراً هيّناً عليه..

هو الآن يُنفذ وعده لها عندما أخبرها أنهم سيعتنون بأنفسهم وهي معهم ؛ وهاهو يفعل الآن يتحمل مسؤوليته وحتى لو ضئيلة لكنه يتحملها..
توقفت أمام الحائط الزجاجي تنظر إتجاه المبني المُتهالك أمامها ولا تعلم متى تم هدمه؟ فعندما عادت وجدته هكذا! لكنها عرفت وسمعت من لسان جود أن فراس ذهب إليهم ذلك اليوم وتلبسته شياطين العالم أجمع عندما رأي أبانوب يجلس على المقعد داخل مكتبه، ياإلهي على ماحدث..

أطلق على قدمه وذراعه وعلى جميع الرجال الذين حاولوا إيقافة، لقد كان هائجاً كطور، والطلقة الأخيره كانت من نصيب رأسه لكنه أوقفه برجاء وأقسم وهو يبكِ من الألم أن لا دخل له وهذا ليس سوي إستثمار وسوف يترك مصر ويذهب ولن يعود من جديد لكن لا يقتله، ولم يقتله لكنه هدده وهو يضع المسدس على رأسه جعله يتنازل عن تلك القمامة التي قام ببنائها إضافة إلى ضرب مؤخره رأسه تارة ولكمه تارة أخرى من الغضب، لقد أذله بالمعني الحرفي و جعله يشهق كالأطفال أمام رجاله المُصابين، المسطحين أرضاً دون حراك خوفاً من الموت ثم جعله يهاتف رجالاً كي يأتوا لهدمها أمام أعينه في نفس هذا اليوم، وقد جاءوا وانتهى كل شيءً فجراً وأقسم له إن لم يذهب في هذا الوقت ويسافر سيقتله بفراشة ثم سيقطعه إرباً ويلقيه إلى الكلاب، ولم يحتاج أن يُعيد كلامه مرتين لأنه ركض كالفأر..

عاد إلى المشفي والغبار يلتصق عليه من أعلاه لأخمص قدميه، ليهرول له جود عندما رأه وطمئنه أنها بخير ثم سأله بتعجب وهو ينظر لهيئته إن كان شعر بالحكه فجأه وظل يتمرغ أرضاً كالحمير حتى ذهبت أم ماذا فعل بنفسه؟

وبعد مرور يومين وعندما تم نقلها إلى غرفة عادية استيقظت ولم يكن معها سوى جود بذلك الوقت ولم يمهلها فرصه التحدث بل باغتها بقصه لها ما فعله فراس عندما جاء بها إلى هُنا لتبكِ بحرقة مع دخوله إلى الغرفة مباشرةً ولم يحتاج إلى تبرير ومعرفة ماحدث يعلم كيف يُفكر جود وما قد يكون فعله، فقط تقدم ولكمه بقوة بسبب بكائها وهو لم يُقابله سوى بالضحك إستفزه أكثر وكم أشتهي تكمله هذا لكن ألين أهم من كل هذا..

عانقها بقوة مرراً يده على ظهرها بلهفة شاكراً ربه كونها بخير وعادت له من جديد عناقاً أستمر فوق النصف ساعة دون ملل، بينما هي حاوطته وهي تبكِ وتقبله مُمسكة به بقوة ولا تكاد تُصدق أنها بخير ومعه مازالت حيه!.
خاصمته لأسبوعٍ كامل بسبب إستهتاره، تُخبره أن يعتني بأبنائه وهو يجهز نفسه للموت كم هو مطيع!.

فقط إتيانه بإيان و روتيلا لها بنهاية الأسبوع هو ما جعلها تصفح عنه وخصوصاً عندما رأت هيئتهما المزرية، فكان إيان هذيلاً ووجهه شاحب والهلات السوداء تمكنت من تشويه وجهه وذهب بريق عينيه ولم يبقى سوى الحزن فقط، أما روتيلا لم تكن لتتوقف عن البُكاء بحرقة ثانية واحدة وزاد الأمر عليها عندما بدأت عينها تحرقانها بشدة..

توقف إيان بمنتصف الغرفة وظل يبكِ بحرقة دون التقدم خُطوة واحده، تقدم فراس بروتيلا الباكيه ووضعها بين يديها لتضمها إلى صدرها وهي تبكِ في محاولة يائسة كي تهدأ، هدأت فقط بعد نصف ساعة تقريباً وهي تدفن رأسها بصدرها تتشبث بملابسها من المقدمة وجسدها ينتفض حتى هدأت بالتدريج وغفيت عندما شعرت بالدفئ يطوقها..

بينما ألين ظلت تبكِ وهي تُنادي إيان كي يتقدم منها لكنه وضع يده على وجهه وظل محله يشهق بتقطع أدمي قلبها عليه، عانقه فراس كي يهدأ ومسد صدره الذي يعلو ويهبط بعنف، حمله ووضعه بجانبها على الفراش ليعانقها بقوة وهو يدفن رأسه بصدرها فأعطت روتيلا إلى فراس وثواني فقط وصرخت فزعة وبدأت تبكِ عندما شعرت بابتعادها عنها، أعادها لها لتضمها وهي تربت على ظهرها بحنو ويدها الأخرى تحاوط بها إيان وهي تبكِ ولا تعلم كيف تجعلهما يتوقفان، فجلس فراس على مقدمه الفراش بجانبهم وأخذ يمسح على شعر إيان بحنان وأعين دامعه لما وصلت له حالته..

أخبرها الطبيب أن حالة جنينها بخير فطلبت أن يخفي الأمر عليه ولا يخبر أحداً وقد إمتثل لأمرها..
عادت لتجد هالة ومها كلتيهما من تعتني بأطفالها لكن رغم هذا لم يستطيعان أن يفعلا نصف ما كانت تفعل معهما ؛ حتى إن فعلا لن يستطيعان تعويضهما..

وهاهي الآن، عادت إلى حياتها الطبيعية لكن مع بعض التغيرات القليلة التي أحدثها فراس، جلب خادمة رغماً عنها كي لا تتعب مثل سابقاً بسبب عِندها كي لا تدخل منزلهم إمرأة غيرها لكنه أقنعها بطريقة أو بأخرى لكنها لم ترضي بأي واحده أيضاً ووافقت عليها فقط عندما رأتها مُحجبه وستأتي يوم واحد في الأسبوع فقط.

وأحياناً فراس يذهب بنفسه ويجلب إيان عُنوة كي ينام معهم عندما يفتقد فراس له ولأزعاجه بسبب رفضه للنوم معهم، لكن رغم هدوئه هذا عبثه وشغفه إتجاه الفراولة لم يذهب بل إلى الآن يختطفها من روتيلا ويهرب ويتركها تبكِ ثم يعود ويقبلها ويركض من جديد..

إبتسمت وهي تستمع إلى همهماتها المُنزعجه فأخذتها خطواتها إليها وهي تبتسم، ربتت على صدرها بحنان لتفتح عينها ثم إبتسمت ولوحت بيدها وقدمها بحركة سريعة لتتحول تلك الإبتسامة إلى ضحكات رنانة، إنحنت ألين وهي تبتسم تداعب أنفها بأنف روتيلا بنعومة لتحاوط وجنتيها بيدها الصغيرة وهي تضحك برقة..

حملتها وضمتها إلى صدرها وهي تقبلها بحنان، ثم وضعتها بمهدها من جديد وإتجهت إلى الخزانة تخرج لها ملابس وبدأت تغني وهي تبتسم بعذوبة حتى خرج فراس من دورة المياه بعد أن أنهى حمامه..

أخذته خطواته إليها وهو يبتسم، حاوط خصرها من الخلف بتملك لتستدير له وهي تبتسم بعذوبة وتابعت غنائها تُخبره وهي تضيق عينيها وتحذره بسبابتها: لو تشرق أو تغرب مهما تبعد راح تقرب راح تجرب ناري دِيا يا جميل تصعب عليا، نار تخلي قلبي يِغلي راح تِصَرخ منها قبلي واللي هينجيك عينيا ياجميل تصعب عليا..
هتف بحراره يُجاري غنائها بهمس جانب أذنها: واموت انا بلهيبي لعذابي وحبيبي وحبيبي ما داري بي وعلشانه اموت انا..

طوقت عنقه وهي تبتسم وتابعت وهي تداعب أنفها بأنفة رامشه بأهدابها: إنت خايف من رُموشي يجرحوك ما بيجرحوشي دول حبايبك يا حبيبي، ثم قطبت مابين حاجبيها تسأله بلطافة ومازالت تغني: ولا خايف حُبي ياخدك بحر تغرق فيه لوحدك لا ده أنا معاك ياحبيبي، رفعت حاجبيها وتابعت وهي تهز كتفيها بقلة حيله قارصه وجنته بخفة: ولا أقولك طب وحُبك غصب عنك راح تحب ذنبك ايه؟ ذنبك بحبك هو بعد الحب ذنب! طب و أقولك طب وحُبك غصب عنك راح تحب ذنبك ايه؟ ذنبك بحبك هو بعد الحب ذنب وعلشانه اموت انا..

دفنت رأسها بصدره وهي تضحك بسعادة بعد انتهائها؛ تمني أن تدوم لها وهو يربت على شعرها بحنان فهو تعلم الدرس، دروساً وليس واحداً فقط والنتيجة كانت واحدة أنه لا شيء دونها يُجب أن يحافظ عليها وليحفظها الله له..
رفعت رأسها ونظرت له بحب فقبل جبهتها بنعومه وهو يبعد شعرها إلى الخلف وسألها: سِت صباح لسه ملبستش ليه؟
قهقهت بنعومه وقالت له بخفوت: كُنت مستنياك تخرج..

عاد يسألها بخبث وهو يقرص وجنتها بخفة: إشمعنا؟ هتلبسيني؟
ضحكت ثم سألته وهي تضم طرفي مئزر الاستحمام على صدره وهي ترفع حاجبيها: و ايه المشكلة أه هلبسك عندك مانع؟
هز رأسه ورفع يديه باستسلام وقال وهو يبتسم: تحت أمرك ياباشا براحتك..
ابتسمت وأخرجت حِلته السوداء من الخزانة ووضعتها على الفراش لتدلف والدتها في نفس الوقت وهي تبتسم ثم قالت وهي تتقدم من مهد روتيلا: روتي صحيت؟

قهقهة فراس وهو يستمع إلى والدته وحقاً لا يعلم ما ميزة هذا الأسم لتصر عليه ألين بتلك الطريقة؟

حملتها هالة بحنان وهي تُقبلها ثم إلتقطت الفستان المنتفخ الخاص بها من على الفراش وقالت إلى ألين بحماس: أنا هاخدها وهغيرلها، أومأت لها ألين وهي تبتسم لتخرج هالة ويدلف بعدها إيان وهو يبتسم يرتدي ملابسه بأناقة حذائه لامع شعرة مُبعثرة فوق جبهته ومازال ذلك الوشاح الذي طبقة كمستطيل يلتف حول جبهته واحياناً يربطه حول معصمه..
نظر إلى فراس وقال له بابتسامة: شلني يا بابا عشان أوصل لماما..

حملة فراس وهو يبتسم، مال وقبل وجنه ألين بحنان ثم أخرج علبه صغيرة من جيب بنطاله وقدمها لها وقال لها بسعادة: كل سنه وإنتِ طيبه ومعانا دايماً..
التمعت عيناها بسعادة وهي تأخذها من يده ثم عانقته بقوة وهي تقبله: ربنا يخليك ليا يا حبيبي..
فتحتها لتتسع ابتسامتها وهي تري قِرط رقيق من الفضة الخالصة شكل ورده جميلة، أغلقت العلبه وهي تبتسم ليهتف فراس باعتراض: بتقفليها ليه وريني انا مشفتش؟

نظرت له بتعجب وسألته: ايه ده مكنتش معاه؟
هز رأسه نفياً وهم بالتحدث بعجلة: وريني، فتحتها له ليبتسم وقال له بمكر: إشمعنا حلق؟
إبتسم إيان وعدل ياقة مئزر فراس وتحدث بمكر مشابه لمكر والده: عشان الحلق ده تفضل لابساه على طول ومش كل شويه تركبهولها يا بابا فهمت؟
قهقهت ألين عليه وسألته وهي تربت على ظهره: إنت جبته منين يا حبيبي؟
ابتسم وقال بهدوء: اخدت عمو فارس معايا وروحت جبته، سألته ألين باستفهام: مين دفع حقه؟

إبتسم وقال لها بثقة: أنا إللي دفعت وكمان جبت واحد لروتيلا فراشة بحثت عن اسمها وعرفت إن معناه فراشة فا جبتهولها، رفع فراس حاجبيه هل طفله علم معنى الاسم وهو لا!، ثم أخرج علبة من جيبه الآخر وأعطاها لها فازداد إتساع ابتسامتها وهي تراه ثم قبلته من جديد برقة: ربنا يخليك لينا يا حبيبي..
لوي فراس شدقيه وسألها بتهكم: ومالك مبسوطة كده ليه؟ أول مرة يجبلك؟

داعبت وجنه إيان بحنان وقالت بسعادة: لأ مش أول مرة، بس أول مرة يجيبلي من فلوسه..
سأله فراس بشك: من فلوسك؟ مش بتدي مصروفك لجنات؟، هز رأسه نفياً وقال بامتعاض: لأ، مبقتش اديها حاجة بعلمها الأدب كان عندك حق يابابا لما قولت أزعل على حاجة تستاهل..
قهقهه فراس وقال بفخر: برا?و يا حبيبي برا?و بس برضه يعني مصروفك ميجبش حلقين إثنين!

كشر إيان بوجهه وسأله مُستنكراً تصرفة جعله يذهل من حديثة: إنت عايز تحرجني معاها يعني وتقول إن أخوك هو اللي دفعلي؟ ها؟ عارف إنك غيران عشان مجبتش حاجة ليك ومش هجبلك ويلا نزلني..

رمش وهو ينزله أرضاً فتركه وغادر وهو يضع يده بجيب بنطاله بغرور، نظر فراس إلى ألين وهو يهز رأسه بصدمه فربتت على صدره بحنان وهي تضحك وهمت بالتحدث لكنها وجدت إيان يعود لهم ثم لكم ذراع فراس بغضب وقوة وركض إلى الأسفل، ضحكت ألين وهي تمرر يدها على وجنته تواسيه: معلش يا حبيبي أنت أحبطته برضه معلش..
برر بازدراء وهو يمسد دراعة: مش أعرف جاب الفلوس منين يعني ولا اسيبه كده؟

قطبت مابين حاجبيها وضربت صدره بخفة ليقول بعبث: تسلم الأيادي الناعمة..
ضحكت ثم عادت إلى العبوس وهي تقول باعتراض: يعني هيجبها منين إنت عارف إنه مش مُسرف كفاية عليه الفراولة وبيسكت..
إبتسم بعبث ولاعب حاجبيه لها: ده إنت اللي فراولة والله، ضحكت بخجل ثم هتفت إسمه بخفوت رقيق: فراس.

إبتسم وهو يأخذ شهيقاً طويلاً ثم رد بخفوت مماثل: عيوني، ابتسمت بنعومه وطلبت منه بهدوء: النهاردة عيد جوازنا وانا عايزة البس فستان زي بتوع سعاد حسني..
قهقهة وحاوط خصرها ثم سألها مستفهماً: إنتِ واقعة في فيلم قديم ولا ايه؟ صباح وسعاد في ايه؟
ابتسمت وهزت كتفها: مفيش، البساطة حلوه صح؟
أومأ مُوافقاً وقال مُبتسماً: صح، البسي فستان زي سعاد حسني ايه المشكلة؟ انتِ أحلى اصلاً..

رمشت ببراءه وهي تنظر له كطفلة وقالت بخفوت: المشكلة إنه قصير و بحمالات بس منفوش والله..
قهقهه عليها ثم ابتسم وعانقها بحنان وقال بدفء وهو يربت على ظهرها: اليوم يومك اعملي فيه كل اللي إنتِ عايزاه، فصلت العناق وسألته بسعادة: بجد يافراس؟
أومأ لها وهو يبتسم فأمسكت يده وأخذته خلفها إلى الملابس وقالت بسعادة: طيب إختار معايا واحد..

تقدمت منها بخطوات بطيئة شاعرة بالخجل من نفسها ثم قالت بخفوت: أنا آسفة يا لارا، حسناً هذا كبير بالنسبة لأمرأة كسجى ويحتاج التقدير حقاً..
تجاهلت لارا كل هذا و أمسكت يديها وقالت بسعادة: سجى أنا حامل، نظرت لها بصمت لبعض الوقت تستوعب ما قالت ثم صرخت بحماس جلبت الأنظار وعانقتها بقوة وسعادة وهي تضحك: بجد مبروك ياحبيبتي مبروك، فرحتلك اوي، متزعليش منى مكنش قصدي لما تخلفي هتفهميني..

هزت لارا رأسها بتفهم وقالت بتأثر: أنا مش زعلانه..
أومأت لها سجى وعانقتها من جديد ثم هتفت بحنان: ربنا يقومك بالسلامة، ثم أمسكت يدها وسحبتها خلفها وهي تقول: تعالي صالحيني أنا ونادر..

جذبته من يده بقوة خلفها كطفلاً صغيراً، سارت به تحت تعجبه مما تفعل، توقفت خلف المنزل وقبل أن يتحدث طوقت عنقه وقبلته بنهم وتحركت لتبدل الوضعية و ألصقته هو بالحائط ظلت تُقبله لتتوسع عيناه أكثر بذهول بسبب تلك المجنونه! لقد كان معها في المنزل ماذا أصابها؟
فصلت القبلة وهي تلتقط أنفاسها بلهاث ثم مررت إبهامها على شفتيه بإغراء وهي تبتسم بجانبيه أرعبته حقاً مابها؟ لما تتصرف بتلك الطريقة؟

سألها باستنكار وهو ينظر لها بتفحص: ايه يا نور؟ في ايه؟ هرمونات دي ولا ايه؟
ألصقت نفسها به أكثر وردت بحرارة: مش عارفة بس مفيش حاجة في دماغي دلوقتي غير، وغمزته بمكر ليرفع حاجبيه وهو ينظر لها ثم أبعدها إلى الخلف وضرب جبهتها براحة يده: لأ، إنسى احنا مش في البيت والجو هنا ملغم عيال بلاش..
اقترحت وهي تعبث بمقدمة قميصه: ماتيجي فوق؟
أبعدها وهو يقضم شفتيه: فوق فين انتِ إتجننتي مش فندق ده؟

حاوطته وقالت برجاء: بوس بس صدقني بوس بس.
نظر إلى شفتيها بأعين داكنه شاعراً بصدرها الذي يحتك به قصداً، إبتلع ريقة ثم هز رأسه بنفي ورفض بحزم: لأ، لأ، البوس بيجيب حاجات تانية وعيب أوي كده انتِ بتجريني للرذيلة وأنا مش بحبها بس! أنا بموت فيها، احترمي نفسك بقي ولمي الليلة..
تذمرت باعتراض وأشرت خلفها وهي تقول: طيب تعالي في البيت ده!

نظر خلفها ليسقط فكه أرضاً وقال بفقدان أمل وهو يهز رأسه: بيت الكلب ياقادرة؟ فاكرانا بيبيهات؟.
عبست بحزن و أحنت رأسها فتنهد وهو ينظر حوله يُراقب الطريق ثم جذبها من يدها وسحبها خلفه وأخذها
خلف شجرة كي يُقبلها كما تشاء..

كان شريف ويحيي يجلسان يتبادلان أطراف الحديث وروان وريم بالمثل، ونادر مع فؤاد وسجي ولارا والأطفال يلعبون بجانبهم، هالة تجلس على الأريكة بجانب نوران وباسمة وإنجي، تُلاعب روتيلا تحت ابتسامتهم جميعاً، شهاب يجلس مُضجراً لا يفعل شيءً ولا يجد حتى من يُحادثه، أخرج هاتفه ثم طلب بيتزا واغلقه من جديد، جود يجلس مُقابل مايكل يُمرر يده على وجهه بنفاذ صبر منه فهو منذ نصف ساعة يحاول تعليمة جُملة واحدة عربيه ولا ينجح بتاتاً..

ومها تقف أمام المسبح شاردة بملامح مُتجهمة تُفكر بفارس لقد تشاجرت معه منذ قليلاً ومن وقتها اختفى ولا تجده!

ضمت قبضتها بغضب وهي تستدير مع قولها بحدة: ماشي يا فار، وصمتت عندما وجدته يقف خلفها فابتعد إلى الخلف بضع خطوات شاهقة بخفة كردة فعل ولم تنتبه إلى الأرض الرطبة فانزلقت قدمها مع صرختها بهلع وخوف ليحاوط خصرها سريعاً فطوقته بخوف وصنعت تواصلاً بصري معه رغماً عنها و مقلتيها تمر على كل إنش بوجهه لتسأل نفسها متى أصبح جمالة غريباً مُختلفاً هكذا! لما لون عينيه مُتغيراً عن لون أعين فراس؟ لما يجذبها بتصرفاته أيضاً لما؟.

قرب رأسه أكثر وهو ينظر إلى شفتيها وقبضته إشتدت على خصرها رفعتها له أكثر وبدون أي مُقدمات، قبل أن تسمح له، قبل أن تصبح زوجته بعد! مال ينهل من رحيق شفتيها ببطء مغري جعلها عاجزة عن التحرك وقبضتها فقط من إشتدت حوله عندما ازداد عُمق قُبلته ونهمه ضد شفتيها لأنه كان يطوق لها مُنذ زمن ولم يجد فرصة لكن الآن هذه فرصة وستكون هناك فُرص أكثر في المستقبل ويعلم هذا..
هتف بقهر: فقط ركز على مخارج حروفي فهمت؟

أومأ له ثم قال بضجر: أنا أتعلم اللغة العربية لكن ليس تلك العامية الركيكة التي تتحدث بها الآن؟
قال جود مُبرراً: هذه لغتنا الخاصة فيما بيننا لا أحد منكم باستطاعته فهمها ؛ والآن ركز معي ما سأعلمه لك الآن تخبره إلى زوجتك عندما تُريد أن تغازلها فهمت؟، هز رأسه موافقاً وانتبه له بكل حواسة يستمع لما يتفوه به جود بتركيز..

كانت مليكة تقف في طابورها الطويل الخاص بالمدرسة المُملة، تزفر كل برهة وأخرى بسبب انتظارها، يبدو أن جميع من بالمدرسة تجمع اليوم كي يتناولوا طعام الإفطار وكي يضايقونها أيضاً..
زفرت بنفاذ صبر واستدارت تذهب فارتطمت بصدر خلفها جعلها ترتد إلى الخلف فسقطت الصينية من بين يديها، انحنت سريعاً تزامناً مع أنحائه كي يلتقطها لها لتصطدم جبهتها بجهتهه جعلتها تتأوه بألم..

إعتذر بخفوت ووقف لتقف وهي تهز رأسها بخفة ثم تركت الصينيه مكانها وذهبت وهي تمسد جبهتها، نظر شريف خلفة بتركيز ثم ابتسم وهز كتفه وظل واقفاً ثم انحني التقطت صينيتها من الأرض وظلت معه كي يأتي لها بالطعام ويقدمه لها عندما يأتي دوره..
خرج من تحت الشجرة وتقدم إلى الأمام وهو يبتسم بتوتر وكأنه لم يكن يلتهمها منذ ثوانِ فقط! مدت نور يدها وابعدت ورق الشجرة العالق بشعره وهي تقهقه ثم أخذت وذهبت إتجاه والدته..

تنفس مايكل الصعداء بابتسامة ثم هتف: وأخيراً متي أقولها تلك الجملة؟
إبتسم جود بخبث وقال له: عندما تريد التغزل بها رُبما تتفاجئ لكن لا يهم ستضحك في النهاية..
توقف إيان أمام على الذي كان يقف أمام الطاولة يقوم بترتيب الهدايا وسارة تجلس على مقعد بجانبه لأنها لا تستطيع الوقوف كثيراً..
حدق إيان بمعدتها البارزة لبعض الوقت وهو يرمش وهم بالتحدث لكن جنات جاءت وأخذته من يده خلفها سريعاً..

استدار وهتف يُحدث سارة وهو يسير خلفها: هجيلك تاني ياطنط..
أومأت له وهي تبتسم ليطبع على قبلة رقيقة على وجنتها ثم رأسها من فوق حجابها الكريمي وحاوط كتفها بحنان: جوعتي؟ اجبلك حاجة تاكليها؟
هزت رأسها نفياً وهي تبتسم، ربتت على يده بحنان: لأ، يا حبيبي ربنا يخليك ليا..

أنتهت من تصفيف شعرها رفعته ذيل حُصان أنيق وأنزلت غرتها جانب وجهها، وضعت أحمر شفاه وردي، ثم ارتدت فُستانها الكريمي القصير الضيق من الأعلى بحمالات مُتسع من بداية خصرها حتى رُكبتيها مُبطن ببضع بطانات جعلته منتفخ، هو من اختاره لها ليتماشى مع حِلته السوداء، ارتدت حذاء رياضي عوضاً عن المرتفع بسبب حملها جعلته يتعجب وهو يُراقبها..

توقفت أمامه بجانب الفراش وأولته ظهرها كي يغلق سحاب الفستان بعد أن أرتدي حِلته السوداء وظل جالساً يُراقبها بابتسامة..
وقف وأغلقه لها ببطء وهو يبتسم، قبل عنقها بحرارة وهو يحاوط خصرها، استدارت وحاوطت عنقه، تغلغلت أناملها شعره الناعم المتموج الذي ينافس نعومه شعرها، قبلت شفتيه بعمق وهي تقف على أطرافها ثم أراحت يدها على صدره البارز من فتحة قميصه الأسود تشعر بخفقاته التي تهتف باسمها شوقاً..

فصلت القبلة وهي تلهث مُبتلعة ريقها بحلق جاف وهمست ببطء أمام شفتيه تتلذذ بنطقها: بحبك
همس بهيام مماثل بل مضاعف وهو يبتسم بجاذبية: بعشقك، ابتسمت بعذوبة وعانقته بقوة وهي تمرر يدها على ظهره صعوداً ونزولاً بحنان فيا إلهي كم تُحبه لقد تخطت تلك المرحلة مُنذ زمن..
قبل كتفها ثم سألها بنعومه لا تليق سوي بها: جاهزه ننزل!، أومأت وهي تبعد الغبار الوهمي عن كتفه ثم سألته بلطافة: مجبتليش هديه؟

قبل وجنتها بنعومه لتلاحظ تلك الحمرة أعلي شفتيه كادت تمحيها لكنه هتف وهو يضيك عينيه: جبتلك تورته عليها إسمك لوحدك كفاية، ثم سألها بازدراء: وبعدين مش إيان قلب أُمه جبلك؟ عايزه ايه تاني؟ أنا مش كفاية؟
طوقت عنقه وهي تبتسم وقالت بدفء: لأ كفاية طبعاً..

إبتسم وأخرج طوق دائري يتدلى منه دائره فضيه نقش عليها اسم ألين، نظرت لها بتعجب ليسبقها هو في الحديث قائلاً: ده جبته للحيوانه الوحيده اللي مخدتش منى هدية، ثم أشر على الهرة التي كانت تقف على الفراش تُراقبهم وهي تطلق هريراً، تهز ذيلها بحركة أليفة تنظر لهم بنعاس وهي تموء برقة ويقف بجانبها ثلاث قطط بيضاء صغيرين رقيقين مثلها فهي تزوجت وعادت ثم أنجبت ثلاث قطط جميلة، ضحكت ألين وهي تنظر لها ثم أخذته من يده وتقدمت منها ووضعته حول رقبتها بمساعدة فراس وهي تضحك بسعادة..

قطبت حاجبيها فجأة عندك تذكرت حديثة: فراس أنت قولت الحيوانه الوحيده اللي لسه مجبتلهاش! قصدك إني أنا و روتيلا حيوانات؟
قهقهة وهو ينظر لها وقال لها بهدوء عندما رأها عبست: يا قلبي الإنسان حيوان ناطق فرفشي كده..
ثم وقف ورفعها من خصرها وسألها هو بمكر: فين هديتي أنا؟، داعبت وجنته بنعومه ورقة: في آخر اليوم مش دلوقتي، هز رأسه مُوافقاً وأمسك يدها وأدارها أمامه ليدور معها فستانها القصير وهي تضحك بسعادة..

ترفقت يده وهي تنظر له ببراءة ليقول وهو يغلق ذر سترته من المنتصف: يلا يا ست سُعاد، وأخذها وذهب إلى الأسفل..
هرول شهاب له عندما لمحة يخرج واضعاً يده أمام جبهته قاطباً حاجبيه بسبب أشعة الشمس التي ضربت وجهه ثم وضعها أمام جبهة ألين وهو يبتسم هامساً لها بشيءً ما جعلها تضحك..
=: فراس هات فلوس، وضع يديه بجيبه يبحث ثم قال له بقلة حيله: مفيش؟
لوك شهاب بفمه ثم قال بسخط: لأ اتصرف انا طلبت بيتزا!

رفع فراس طرف شفتيه بسخرية وقال بتهكم: يعني جايين عندي وعمالين تيلوغو في أكل وكمان بجحين وطالبين بيتزا؟ مش دافع إدفع إنت وفُك كيسك وكفاية تحويش لحد كده..
نظر له بسخط وعقد يديه أمام صدره برفض وإصرار على عدم الدفع ليفك عقدة يده فجأه عندما وجد دراجة نارية تتوقف تحمل طلبه..
حدق بذلك القوام المتناسق الذي ينزل من على الدراجة النارية متعجباً ذلك الجسد لرجل؟

خلعت الخوذة وهي تهز رأسها لتتطاير خصلاتها الشقراء حول وجهها الشاحب بنعومة، ركض شريف اتجاهها كالمجنون وهو يبتسم هاهي لقد وجدها أخيراً..
حملت الطلبيه بين يديها لتشهق عندما وجدته يأخذهم منها وهو يبتسم ببلاهة ثم أخذ الورقة من يدها ورأي المبلغ وأخرجه من جيبه ووضعه بيدها وقال وهو يضحك: الباقي ليكِ وشكراً أوي..

أومأت وهي ترمش بتعجب فكل هذا لم يتخطي الدقيقة!، إلتفت كي تذهب لكنها وجدته يسحبها من ذراعها خلفه وهو يقول بسرعة كمن بلع راديو: عندنا حفلة هنا عيب في حقنا تمشي كده لازم تخليكي معانا تاخدي واجب الضيافة، يا جماعة مش هنبدأ ولا ايه يلا!.
حركت يدها بقوة من بين يديه وقلبها يدق شاعرة بالذهول من ذلك المجنون وهي تقول بخوف: لو سمحت يافندم! أنا عندي شغل و أوردرات لازم توصل في معادها كده هتطرد!

إبتسم ووضع البيتزا على الطاولة واستدار قائلاً لها بهدوء: مش مهم انا برضه محبش مراتي تشتغل..
رفعت حاجبيها لتلك الجراءه ثم هتفت بوجهه محتقن غاضب: لو سمحت سبني ده ايه قلة الذوق دي؟ هو انا اعرفك؟
هز رأسه نفياً وهو يتأملها بابتسامة جعلها تبعد وجهها للجهه الأخرى بغضب وقلب يدق بعنف: لأ، بس نتعرف أنا شهاب ومهندس بدور على عروسة ولقيتها خلاص، هعرفك على ماما تعالي..

شهقت بتفاجئ وهي تضرب ذراعة بقوه بينما هو لم يكن هُنا بل ذهب إلى والدته التي كانت تجلس بهدوء تحادث هالة: ماما عروستي، سلمي عليها ماما سلمي سلمي ماما..
نظرت له بتعجب كيف علم إسمها؟ لكنها عادت توبخ نفسها عندما تذكرت أن إسمها معلق على كنزتها..

صافحتها بتوتر بيد مرتجفه ولم تتحدث من الخجل والإحراج ليقول شهاب: بتتكسف بس بعد إذنك دلوقتي، ثم شدها خلفه من جديد فصرخت به بحده: إنت ياهمجي ميصحش كده سيبني امشي ايه ده؟
ترك يدها وتوقف ثم خلع النمتاج المعلق على كنزتها الذي نقش عليه إسمها وقال لها بابتسامة: امشي بس هترجعيلي تاني، وتركها واقفة وحدها وجلس يأكل البيتزا..

ضربت الأرض بقدمها بغضب وهرولت إلى الدراجة النارية وإستقلتها وذهبت بسرعة غاضبة كي لا تتأخر عن التوصيل..
توقف الجميع حول الطاولة، أمسكت ألين المدية وهي تبتسم، وضع فراس يده على يدها وحاوط خصرها بيده الأخرى وقاما بقطع الكعكة معاً، همس مايكل لإنجي بأذنها بتلك الجملة جعلها تشهق لفتت الأنظار..
قبض نائل على ياقته وسأله بوجوم: ماذا أخبرتها؟
ابتلع ريقه وقال بتلعثم: ففقط كنت اتغزل بها؟

رفع طرف شفتيه وسأله ساخراً: وهل تتغزل بها هُنا؟ ماذا أخبرتها هيا تحدث؟
قال بثقة دون تردد كما علمه جود: بكره ت، تجيلي ملط واقولك بطلت!
بصق فراس المياه الغازية من فمه وسعل وهو يضحك مع شهقة نوران وهي تنظر إلى جود، وقهقهات البقية وتورد إنجي وخجلها..
ليقاطع كل هذا صوت جنات السعيد وهي تضحك: بابا بيقول لماما كده دايماً..
ترك نائل ياقته ونظر إلى جود وسأله بتهكم: إنت؟

نظر جود إلى زوجته وإبنته وقال بسخط: متستروش مؤمن أبداً أعوذ بالله، لأ متبصليش كده، وركض عندما ركض نائل خلفه وهو يتوعده..
أخبره نادر بخبث وهو يأشر على وجهه: إمسح الروج يا فراس..

أمسكت ألين وجهه ونظرت له بتفحص ووجنتيها تدرجت بحمرة خجولة جعلت فراس يبتسم وهو يُراقبها فقال إلى نادر مُبرراً وهو يحرك الكوب بيده وكأنه خمراً: ده مش روج يا جاهل ده تِنت نسيت أوزعه على خدودي وزعيه يا ألين وزعيه، ثم قال مؤكداً عليه: آخركم المغرب وتاخدهم وتطير وخد العيال معاك كمان مش عايزهم..

قهقهت ألين وهي تمحي الحمره بأناملها برقة ليميل ويختطف قُبلة من بين شفتيها بسرعة جعلتها ترمش ثم وضعت يدها على شفتيها وضربت صدره بسبب وجود أطفال..
ربتت هالة على كتفها وسألتها بخفوت: مش هتقعدي شويه عشان ترتاحي؟
أدخل فراس رأسه بينهم وسألها بخفوت مماثل: ترتاح من ايه؟
قرصت هالة وجنته ودفعت وجهه للخلف: انت مالك بتدخل ليه في وسطنا؟

ضيق عينيه وهو يحدق بكلتيهما ثم حمل ألين من خصرها كريشة وأوقفها بجانبه من الجهة الأخرى وقال لوالدته بتهكم: أديني مبقتش في وسطكم، ضربت كتفه بغيظ وتركتهم وغادرت ليقهقه عليها وهو يميل مُلتقطاً الشوكة ووضع بها قطعة كعك ووضعها أمام فم ألين فهزت رأسها وقالت بإعياء: لأ، مليش نفس..
هتف بتهكم وهو يشدد قبضته حول خصرها: لأ، دي مش ليكي لوحدك! دي هناكلها مع بعض زي البطاطس المحمره!.

ضحكت وهي تبعدها من أمام شفتيها: بطاطس محمره ايه بس يا فراس مليش نفس..
هتف بإصرار وهو يقربها من جديد: لأ، لازم تاكليها دي بس إحنا معملناش كده في فرحنا و هنعمله النهاردة يلا..
فتحت فمها وقضمت طرفها ولم يمهلها فرصه لتتركها بل قضم الجانب الأخر والتهمها مع شفتيها وما داخل شفتيها بنهم أصابها بالدوار بسبب نقص الاكسجين من تلك القُبله الكاسحة..

فصلها وهو يرفعها بين يديه مُراقباً تنفسها بلهاث وهي ترتجف باضطراب ويا إلهي من تلك الرجفة التي تشعره أنه يقترب منها لأول مرة..
طلب إيان من على بعبوس: عمو على تعالي أقطع لي حته من الشيكولاته، قهقه على وتقدم معه وهو يبعثر شعره أكثر، قطعها بهدوء وقدمها له وهو يبتسم وعاد إلى سارة ليذهب إيان خلفه وسألها باستفهام وهو يأشر على معدتها: في ايه هنا يا طنط؟
ابتسمت وقالت له برقة: في بنوته..

شجعه على وهو يبتسم: أكبر بسرعة عشان اجوزهالك..
رمش وهو يحدق بمعدتها ثم قال له بعبوس: بس أنا هتجوز جنات يا عمو، قهقهه على ثم صاح يخبر فراس: إبنك رفض بنتي من غير مايشوفها ينفع كده؟
ضحك فراس وقال له بازدراء: ملوش في الطيب نصيب سِبها أنا هتجوزها أنا هو يطول أصلاً..

فكر إيان قليلاً ثم قال له بعبوس وهو يلعق حول شفتيه من الكعكة: خلاص يا عمو على متزعلش لو طلعت حلوه هتجوزها وعقبال ما تكبر أكون قضيت وقت مع جنات شويه..
قهقهة على وربت على كتفه و هتف بنبرة ذات مغزى: لأ ليك مُستقبل باهر زي أبوك..
تراقص الجميع معاً على أنغام موسيقى هادئة..
حدق شهاب بهم بغيظ بسبب وحدته مُراقباً تلك، التي تُداعب أنفها بأنف زوجها وهُما يتراقصان..

هتفت بنعومة: بحبك، قبل شريف طرف شفتيها وهو يبتسم وهمس بحب: بموت فيكِ، دفنت رأسها بعنقه ثم همست بعشق: قلبي والله..
وتلك الأخرى التي كانت تتأمله بعشق وهي تحوطه ليقبل أرنبه أنفها بخفة وهو يبتسم بعبث جعلها تدفن رأسها بصدره بنعومة وهمست بحنان بالغ: ربنا يخليك ليا ويديمك في حياتي دايماً يارب، قبل يحيى جبهتها بحنان وهو يداعب وجنتها وقال ممتناً وجودها بحياته: ويخليكِ ليا يا فرحة عمري..

وتلك الأخرى التي كانت تُداعب ذقنه تُشذبها بيدها وهي تبتسم بنعومه ثم قبلت شفتيه بعمق وهمست: بحبك يا فؤادي، إبتسم بجاذبيه وكان رده لها بقلبه عميقة أصمتتها لوقتٍ طويل..

وتلك الأخرى التي كان الخجل يطوقها من أعلاها لأخمص قدميها لكن رغم هذا تحدثت بما يجيش بصدرها من حُب وهي تداعب وجنته: أُحبك مايكل، لطالما أحببتك لكنني كُنت أراك المستحيل الذي لن يحدث يوماً! لقد ندمت عندما تركتك أشد الندم لأنك لا تستحق هذا، ولن تستحق يوماً أن أتركك، أنا أُحبك..

كان يستمع لها بأعين براقة مُتأثرة وقلب يكاد يتوقف من سرعة خفقاته فهمس أمام شفتيها بنبرة عاشقة مُتأثرة: وأنا أعشقك أعشق التُراب الذي تسيرين عليه إنجي، أعشقك من أعلاكِ لأخمص قدميكِ أعشقك وسأظل أعشقك إلى النهاية، وهم بتقبيل شفتيها بقُبلة ما بعد الإعتراف وكم هي لذيذه تلك القُبله..
وتلك الأخرى التي كانت تدفن رأسها بعنقه ويدها تطوق رقبته بحنان مع همستها بخفوت: نادر الوجود
قهقهة وقبل رأسها بحنان: عيوني..

رفعت رأسها وهتفت وهي تراقب إبتسامته وهو يتأملها: بحبك وبعشقك و أهواك واتمنى لو أنساك و، وقرص وجنتها قاطعها مُعترضاً: كُنا ماشيين حلو أنساك ايه بس؟، ضحكت وهي تقبل وجنته برقة وأسندت جبهتها على جبهته وهمست بنعومه: عمري إنت يا نادر..

وتلك الأخرى التي كانت عابسة ولا تنظر له بينما هو لم يكن ليتوقف عن العبث وهو يقرص خصرها: ايه يا زبادي يا معذب فؤادي، هزت رأسها بنفي وعدم رضي فأعاد وهو يقبل نحرها: يا أحمر يا ملعلع!.

هزت رأسها برفض من جديد فقال بإحباط: برضة؟، أومأت وهي تُكشر بوجهه فابتسم بعبث ثم قرص خصرها ولاعب حاجبيه بخبث: يا أحمريكا يا مجنني يا أحمريكا؟!، ضحكت برقة وهي تومئ له وطبعت قبله على جبهته بحنان ليطبعها هو على شفتيها بعمق..
وتلك الأخرى التي كانت تقرص وجنته بتذمر: ايه يعني لما يعاكسها هنا؟ اومال انت كنت بتعمل ايه تحت الشجرة من شويه؟!

قرص خصرها جعلها تشهق وهي تضحك بصوت رنان ليقول بغيظ: كنت تحت الشجرة بسبب واحدة قليلة الادب مش صابره نروح..
قهقهت وهمست داخل شفتيه بحرارة وهي تدفن أناملها بشعره: أنا مش قليلة الأدب! أنا بشوق ومش بدوق..

شدد قبضته عليها ألصقها بجسده بقوة أكبر وهو يقضم شفتيه بغيظ جعلها تزداد ضحكاً ثم قبلت أهدابه برقة وفارقت بأناملها بين حاجبيه المقطوبين ثم قبلت وجنته بلطافة وهي تنظر إلى تعابيره ليباغتها بتقبيله لها بقوة وهو يتذوق ما كانت تمنعه عنه!، لكنها لم تقصد منع بالمعنى الحرفي ؛ إلا فمن جعل شفتيها تتورم من كثرة التقبيل تحت الشجرة!.

أما تلك الشاردة التي كانت تنظر له بعمق تُحاول فهمه لأنها لا تفهمه وكأن تحديقها وكثرة حملقتها بوجهه ستجعلها تفهمه؟!.
قبل شفتيها بسرعة خاطفة جعلها تشهق ثم ضربت صدره بغضب وقالت له بضيق: إنت خدت عليا أوي؟
عض وجنتها جعلها تشهق بتفاجئ ليبتلعها وهو يلتقط شفتيها المنفرجة يُقبلها بنهم ويدة تمر على ظهرها بإغراء حتى فصلها وهو يبتسم بجانبيه وهتف أمام شفتيها وهو يلهث: و لسه هاخد عليكِ أكتر وهعمل أكتر وأكتر..

ضربت مها صدره بقوة أكبر بوجه محتقن من الغضب ليقبلها مُجدداً وهو يدفن يده بشعرها بقوة مُغلغلاً أنامله داخله وبحركة ناعمة كمداعبه كان يحرك يده
مُسيطراً عليها تماماً جعلها غير قادرة على التحرك..

فصل القُبله وهو يلهث وعندما حركت شفتيها كي تتحدث رفع حاجبيه بتحذير وهو ينظر لها نظرة عميقة تختلف عن نظراته لها سابقاً جعلها تصمت كي لا يُقبلها من جديد ؛ مررت يدها على شفتيها وهي ترمش وقلبها يدق بعنف ثم ضربت صدره بقوة وعانقته وهي تبتسم..

حاوط خصرها بتملك بينما هي حاوطت منكبه من الخلف وهي تضع رأسها على كتفه باسمة لتقع عينها على ألين وهي تقف تستند إلى الطاولة وفراس يميل عليها مُبتسماً بمكر يتبادلان أطراف الحديث وخاصة الماكر منها، أبعدت نظرها عنهما ومازالت تبتسم ثم دفنت رأسها بصدر فارس وهي تحاوط خصره بقوة ويبدو أنها لن تكون المرة الأخيرة التي تفعل بها هذا..

زفر شهاب وحرك رأسه ونظر إلى على الذي أخذ سارة وجلسا معاً على الأرجوحة وأخذها بأحضانه بنعومة و ظل يُربت على ظهرها برفق يتحدثان معاً برقة الإبتسامة لا تفارق كليهما كما كانا دوماً..
وها هُما هالة وباسمه يتحدثان معاً وهُما يحدقان بالجميع بسعادة فهاهي النهاية السعيدة التي تمناها الجميع وحصلوا عليها لكن هُناك ماهو ناقصاً بهذه النهاية!

ترجل من السيارة وهو يبتسم بعد أن دلف داخل المنزل، يسير بوقاره المعهود، إبتسم عندما لمح ألين تضحك بسعادة وتابع طريقة إليها لكنها هي من قطعته عليه بمجيئها..

نظرت خلفها وهي تتثائب بخمول لتشهق بسعادة قائلة بعدم تصديق: بابا!، نظرت إلى فراس ليبتسم لها وهز رأسه بإيماءة بسيطة، ركضت له وهي تضحك بسعادة، عانقته بقوه وهي تربت على ظهره بحنان، قبلته بشوق ثم أسندت رأسها على صدره وهي تحوطه بابتسامة، تقدم فراس منهما..

عانقه وائل وهو يبتسم ثم سأله بخشونة: عامل ايه يا أبو أوصه؟، ضحك فراس وهو يفصل العناق وقال بابتسامة وهو يحاوط ألين التي كانت تُراقبهم بسعادة: الحمد الله يا عمي الحمد لله، ثم نظر إلى ألين وغمزها بعبث قائلاً: دي هديتي..
أدمعت عيناها وعانقته بقوة وسعادة شديدة وقالت بتأثر: أحلي هديه يا حبيبي ربنا يخليك ليا..

وها هو الآن شهاب يقف يُراقب الجميع بعد إن جلسوا يتبادلون أطراف الحديث بابتسامة، وائل يجلس بالمنتصف بين نور وألين وكلتاهما تُريح رأسها على صدره بابتسامة رقيقة ونائل وفراس يُراقبانِ بصمت فلا يستطيع أحدهما أن يتجرأ ويتحدث مُعترضاً فليفعل أحدهما ولنرى ما سيحدث!.

قالت هالة شيءً ما ليرد عليها وائل وهو يبتسم وكأنه كان معهم مُنذ زمن ولم تكتفي هي بالحديث مرة واحدة بل أعادتها مِراراً وتكراراً وكُل مرة كان وائل من يسبق الجميع بالرد عليها ويمكننا أن نقول أن تلك الشرارة قد بدأت بينهما وقد لاحظ الجميع هذا حتى أن فراس غمز ألين وهو يُحدق بوالدها وشرد قليلاً يُفكر إن كان نهاية هذا الزواج ؛ هل أخيراً سيتحكم به ويشترط عليه كما يفعل معه! يا إلهي تخيل هذا يضحكة بشدة..

تنهد شهاب وحدق بإسمها الذي بين يديه وأخذته خُطواته إلى الخارج وهو يبتسم، سوف يذهب لها لا مكان له بين ذلك الغرام الذي يخيم المكان في الداخل وهو وحيداً يُجب أن يكون معها أولاً وبعدها يعود لمثل تلك الأجواء، يأسف لكونه لن يكمل هذه الأمسيه معهم فهُناك فتاة يحتاج ترويضها كي يتزوجها..
حل المساء وذهب الجميع حتى إيان و روتيلا ومازالت الموسيقى الهادئة تصدح في أنحاء الحديقة..

وفي منتصف الحديقة تحت ضوء القمر وعلى وجه التحديد سُترة فراس السوداء كانت مُلقاة أرضاً بجانب حذائه و حذائها الرياضي ورابطة شعرها السوداء..
وها هُما الآن يتمايلان بهدوء ورومانسية على تلك الموسيقى الهادئة، تسند رأسها على صدره تستمع إلى دقات قلبه وهي تبتسم بعذوبة، رفعت رأسها، تأملته قليلاً ثم سألته برقة: بتحبني؟!
ضحك وهو يهز رأسه من ذلك السؤال حقاً هل تحبني؟ ماهذا؟!.
هتف وهو يضحك: طبعاً ياحياتي..

أعادت تسأله وهي تُداعب لحيته المُشذبة: هتفضل تحبني لحد إمتي؟
أبعد خصلاتها خلف أذنها بنعومة وبُنيته البراقة تحت ضوء القمر تمر على ملامحها الناعمة بهيام ثم همس ببحة رجولية صادقة: لحد أخر يوم في عمري•~..
ابتسمت وسألته وهي تضيق عينيها بشك: مش هتزهق مني؟، هز رأسه نفياً وهو يميل إلى شفتيها فأوقفه سؤالها: مش هتزهق من عياطي؟

قرص وجنتها بخفه وهو يبتسم بحنان ثم قال بدفء: تعرفي إني بحب عياطك؟، ثم ضحك ببلاهة وتابع كي تفهم قصده: مش قصدي بحبك تعيطي بس عياطك مش بيضايقني وخصوصاً وإنتِ حامل بتبقي كيوت خالص..
ضحكت ودفنت رأسها بصدره لكنه رفعها من ذقنها وسألها باقتضاب: هبوس ولا مش هبوس النهارده أنا يعني؟

ضحكت بنعومه وكانت تلك موافقة بالنسبةِ له فمال كي يُقبلها لكنها وضعت أناملها الناعمة على شفتيه تمنعه وقالت بدفء ورقة: فراس أنا حامل، وكأن هذا سيوقفه!
رمش ونظر إلى معدتها وتذكر ذلك اليوم عندما وضعت يده على معدتها يا إلهي كان سيفقدهما!

عانقها بقوة وهو يبتسم بعشق مُقبلاً وجنتها بنعومه فهذه هديته، أجمل هدية، قبل كتفها الأملس بحنان بالغ ثم فصل العناق وأمسك طرف ذقنها الناعمة بإبهامه وهو يبتسم بعبث ومال من جديد على شفتيها فأوقفته بسؤالها المُتذمر: مقولتش هتحبني لحد إمتي غير آخر يوم في عمرك؟
ابتسم وهمس أمام شفتيها بشغف: هحبك إلى أبد الآبدين•~..
ضيقت عينها تسأله باستفهام: ايه أبد الآبدين دي؟ مسمعتش عنها قبل كده؟ في كلمه زي دي؟!

قرب ذقنها إليه أكثر وهو يميل عليها هامساً بمكرٍ شديد: مش أنا قولت؟.
أومأت وهي تُطوق عُنقه بنعومه مُبتسمة برقة وهي تستمع لأخر ما قاله: يبقى فيه!، حركت رأسها وهي تضحك بعذوبة إكتملت داخل شفتيه.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة