قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

بينما كان يخط امضاءه علي بعض الأوراق فإذا بزوجته تقتحم المكتب كإعصار هائج تطالع بغضب سميرة سكرتيرته الجديدة التي مالت قليلا مقتربة منه تشير إلى بند هام في عقد طلب منها أن تجعله منتبها إليه، استقامت سميرة وظهر القلق علي ملامحها بينما تقول جيهان بلهجة حادة: واقفة عندك بتعملي ايه؟
قالت سميرة بارتباك: ب. بمضي الأستاذ كرم علي أوراق مهمة يامدام جيهان.
خدي الورق ده واطلعي برة دلوقت.
أيوة بس...

قلتلك اطلعي برررة.
أسرعت سميرة تهرب من أمام ابنة صاحب الشركة باضطراب حتى أنها نسيت الأوراق في خضم ذلك، بينما اقتربت جيهان من زوجها الذي ظهر الجمود علي ملامحه تقول بحنق: البنت دي مش هتستني ثانية واحدة في شغلها. انت لازم تطردها.
والسبب؟

متجننيش ياكرم، مش شايف مايلة عليك ازاي؟ ولا مياعتها وحججها الكتير عشان تدخلك كل شوية، مرة جايبالك أكل عشان مفطرتش ومرة عشان تمضي ورق ومرة عشان عميل مستنيك برة، بتتلكك عشان تبقي دايما قدامك، أكيد عينيها منك وعشان كدة مهتمة بيك بالشكل ده.
وانت عرفتي منين الكلام ده كله؟

اضطربت قليلا وقد أدركت أنه استنبط من حديثها وجود جواسيس لها بالمكتب فآثرت تجاهل سؤاله والاستمرار بالهجوم قائلة: لما الناس تشوفها داخلالك كل شوية المكتب هيقولوا عليا إيه؟ مش مالية عينك مثلا أو مقصرة معاك وعشان كدة السكرتيرة مهتمة بيك وانت فرحان باهتمامها؟
ودي تيجي؟

ازداد حنقها وهي تقول: انت بتتريأ؟ وبعدين ايه البرود اللي انت فيه ده؟ قلتلك متجننيش ياكرم. انت جرالك ايه؟ من ساعة مارجعنا مصر وانت بقيت واحد تاني.
نهض يسحب جاكت بذلته ويرتديه بهدوء قائلا: أنا زي ماأنا متغيرتش ولا انت كمان اتغيرتي. ودلوقتي عن اذنك مضطر أمشي.
قطبت جبينها قائلة: انت رايح فين وسايبني؟
مخنوق شوية ومحتاج أكون لوحدي. الشركة شركتك يامدام جيهان. بون سوار.

غادر بينما تنظر في إثره بدهشة امتزجت بالغضب قبل أن تمسك مزهرية صغيرة علي المكتب وتلقي بها تجاه الباب بغضب فتحطمت إلى أجزاء صغيرة.

ياماما نتفاهم مش طريقة كلام دي. يعني ايه ياتعمل اللي أنا عايزاه يا اما لا تبقي ابني ولا أعرفك. أنا قلتلك بحبها بقالي أكتر من سنة وبعدين دي حياتي الشخصية وأنا حر فيها. أنا اللي هتجوز وهعيش معاها مش انت.

حياتك الشخصية وانت حر فيها مش كدة؟ طيب وأنا. مامتك اللي مرضيتش تتجوز بعد باباك وعاشت عشانك وبس. مش مهم رأيي بالنسبة لك. مش مهم أنا عملت ايه عشانك ولسة بعمل عشان أشوفك في أعلي المراتب. كل ده تحصيل حاصل مش كدة؟
ياماما...

قاطعته قائلة بحدة: ماما ايه بس؟ انت خليت فيها ماما. بتحبها من سنة. حب ايه اللي انت بتتكلم عنه ده؟ وبنت مين هي عشان تحبها وتصمم تتجوزها وتسيب بنت عمك اللي بتعشق التراب اللي بتمشي عليه؟ ها؟ عمك. فاكره ولا نسيته. مش مهم عندك هو كمان؟ قولي مين اللي بيصرف علينا لحد دلوقت؟ مين اللي بيدفعلك اشتراك النادي ويغيرلك العربية ومخليك عايش في نفس المستوي اللي كنت عايش فيه قبل ما باباك يموت. مش عمك؟ هتقدر تكسر قلبه لما تكسر قلب بنته؟ هتقدر تعيش وتتجوز الهانم التانية وتضحي بكل ده عشان خاطرها؟ معتقدش فيه واحدة في الدنيا تستاهل تعمل كدة عشانها ولا إيه؟

ظهر الصراع علي وجهه بينما يقول بألم: ياماما. افهميني. أنا عارف كل الكلام اللي بتقوليه ده، بس غصب عني لقيتني بحبها ومش هقدر أتخلي عنها ولا أكسر قلبها هي كمان.
قالت بصرامة: لأ هتقدر. عشان خاطري وخاطر عمك وبنت عمك هتقدر، وبعدين فيه حاجة كمان تمنع الجوازة دي وتخليني مستحيل أقبلها. وانت كمان لو عرفتها أكيد مش هتكمل.
عقد حاجبيه قائلا: قصدك ايه؟

قصدي انك مش ممكن هتتجوز من واحدة خالك حبها واتقدملها ورفضته ولا مستعد كمان تخسر خالك عشانها.
اتسعت عينا حسام بصدمة قائلا: خالي صلاح كان بيحب غادة واتقدملها.

هزت والدته رأسها قائلة: وياما اترجيته ينساها ويتجوز واحدة من بنات صاحباتي بس هو فضل عايش علي أمل تغير رأيها. تفتكر لو عرف انك بتحبها وعايز تتجوزها رد فعله هيكون ايه؟ وازاي هتتعاملوا في المستقبل؟ أكيد هيتحط مابينكم ألف حاجز وده خالك اللي بتحبه وبتعتبره في مقام أخوك الكبير مش كدة ولا ايه؟

شعر بدوار يطيح بثباته وقد أصابه هذا الخبر بطعنة في قلبه، كيف لم يلحظ اهتمام خاله بفتاته؟ بالرجوع قليلا إلى الوراء سيري هذا الحب واضحا جليا في كل تصرفاته. كيف لم ينتبه إليه وقد كان دوما قريبا منه؟ لابد وأنها أعوامه الأخيرة المنصرمة والتي قضاها بالخارج ماجعلته يبتعد عنه هكذا. ولكن كيف استطاعت غادة أن تتركه يفعل هذا بمن أعده دوما أخاه الكبير؟ كيف تركته يعلن عن حبه لها أمامه ورغبته بالارتباط بها وهي تعلم مايكنه لها خاله من مشاعر؟ تري هل أخطأ حقا حين أحبها؟ أم يود أن يعتقد هذا حتى يبرر لنفسه تخليه عنها في هذه اللحظة التي قرر فيها الابتعاد والزواج من ابنة عمه ارضاءا للجميع؟ جلس علي أقرب كرسي يسند كوعيه إلى فخذيه بينما يضم وجهه بين كفيه فاقتربت منه والدته تقول بعطف: إنساها ياحسام وفكر في إيمان، فكر في عمك وخالك وفيا. ضحي عشان خاطرنا وفي الآخر هتلاقي نفسك كسبان. صدقني.

تري هل في تخليه عن حبيبته من أجل الجميع فوز أم خسارة؟ في هذه اللحظة يشعر بأنه حتى لو فاز بكل شيء فبالتأكيد سيخسر نفسه، وقلبه.

بعد منتصف الليل بقليل جلس وحيدا وفي عتمته وبرودته استيقظت ذكرياته حية مؤلمة، تطالبه بالهرب منها مجددا وعدم الغوص بين أنات الألم، ولكن هيهات فالوجع لا ينمحي بفرقعة الأصابع ولا يختفي حتى وان أردنا وحاولنا بكل قوة نمتلكها، نغمض أعيننا بقوة نطالب أشباح الماضي بالرحيل فتتساقط الدموع من عيون أغلقت أهدابها علي ذكريات تتوالي تباعا رغما عنا وتجبرنا علي التذكر، فما من شيء نستطيع الهروب منه طالما نعيش بين أطلاله، رافضين أن ندعه يرحل بسلام.

كاد أن يجن فأسرع يمسك هاتفه، يريد أن يتصل بوالدته، يطالبها بالحديث معه، يرغب بقوة لو كان هناك حدها ليضع رأسه علي حجرها فتلقي عليه آيات من القرآن وهي تمرر يدها بين خصلات شعره فتمنحه خلاصا من كل هم وفرجا فلا يعيد السكينة إلى الروح سوي همساتها وأي مكان يخلو من وجودها هو مكان مقفر تسكنه الأشباح، تطلع إلى ساعته فأدرك أنها ربما نائمة، خشي أن يوقظها فيفزعها عليه خاصة وأنه لم يحادثها منذ فترة، لعل من الأفضل لو ترك اتصاله للصباح، زفر بقوة وهو يترك هاتفه مجددا، يستلقي علي جنبه عله ينام، رنين هاتفه جعله يستقيم بسرعة، يطالعه بلهفة فربما كانت هذه أمه قد شعرت برغبته ونداءه لها فلبت هذا النداء. وجد رقم مخبره فأصابه الاحباط ولكنه أجابه علي الفور فاتصاله به بهذا الوقت يعني أن لديه شيء هام ليقوله، ربما هذا هو الحل. يجب أن يدفن نفسه بالعمل كما اعتاد منذ أن جاء إلى هذه المدينة الباردة ليدفن الذكريات بأعماقه ويدعها هناك دوما. في القرار.

كانت تطالع صورتها بمرآة الردهة تنتظر أن ينتهي زوجها من اتصال مفاجئ قاطع مغادرتهما المنزل إلى هذا الحفل الخيري اللذان يحضرانه كل عام فاستأذن منها يجيبه في المكتب رغم تذمرها، يخبرها أن الاتصال من مدير المصنع ولابد أن يجيب، مررت أناملها تحت عينيها فقطبت جبينها وهي تلاحظ ظهور تلك التجعيدة الجديدة والتي رغم زينتها ظلت ظاهرة، ربما عليها الذهاب إلى طبيبها التجميلي من أجل إزالتها، وجدت مراد يخرج من الحجرة مكفهر الوجه يقول باستعجال: للأسف مش هقدر آجي معاكي الحفلة، النار مسكت في عنبر 3 ولازم أروح أشوف حجم الخسارة وأحاول اتصل بشركة التأمين وأظبط شوية حاجات.

قالت بحنق: يعني مفيش حد من الأغبيا اللي مشغلهم يقدر يعمل الحاجات دي وتيجي معايا الحفلة.
طالعها باستنكار قائلا: مش معقول يعني هكلف حد تحت ايدي يتابع حريق عنبر بحاله ويظبط مع التأمين اللي الأستاذ وليد ابنك المبجل نسي يدفع الشهر الأخير فيه عشان أروح حفلة سخيفة وأدفع فلوس فتتباهي قدام صاحباتك ويولع المصنع هو وصاحبه مش كدة؟
خلاص خلاص انت هتهاجمني أنا ليه؟ روح ياسيدي المصنع وأنا هخلي السواق يوصلني.

طالعها بنظرته المستهجنة قبل أن يغادر بسرعة فزفرت بحنق تكره استخفافه بأمور تعدها هي من الأساسيات قبل أن تفتح هاتفها وتتصل بالسائق ليعد لها السيارة ثم استدارت تتطالع صورتها مجددا بالمرآة تمرر أناملها علي التجعيدة لتقرر أن تتصل بالطبيب علي الفور ما ان تكون بالسيارة.

دلف إلى المنزل متأخرا كعادته يترنح قليلا، وجدها تجلس هناك علي الأريكة تتطلع إليه بحنق، تجاهلها وهو يتجه إلى الحجرة فنهضت تسرع خلفه، فتح باب الخزانة يحضر بيجامته ويلقي بها علي السرير ثم يحل أزرار قميصه بعد أن خلع عنه جاكت بذلته مستمرا في تجاهلها مما أصابها بالغضب فأسرعت تقول: انت مش وعدتني ناخد ابننا للدكتور يارياض؟ بتصل بيك بقالي 4 ساعات تليفونك مقفول ودلوقتي داخل تغير وتنام ولا علي بالك. هو مروان ده مش ابنك زي ماهو ابني ولازم تخاف عليه وتهتم بيه وبصحته؟

رفع يده بلا مبالاة قائلا: مفرقتش بكرة من النهاردة ياهيام، أنا راجع تعبان من الشغل ومش هقدر أنزل تاني ولا أسوق العربية.
قالت بسخرية مريرة: وهو فيه شغل يرجعك سكران ومش قادر تقف علي رجليك بالشكل ده. أكيد كنت بتتسرمح زي عوايدك.

استشاطت ملامحه غضبا واقترب منها يمسك ذراعها بقسوة قائلا: تحترمي نفسك وانت بتتكلمي معايا. لما أقول كنت في شغل يبقي كنت في شغل مش في مدرسة احنا والهانم ماسكالي العصاية عشان أكدب من الخوف، واذا كان علي سكري فده عشان أتقن دوري في المأمورية اللي كنت فيها، وانت المفروض كأي زوجة محترمة وعارفة واجباتها تقدري ده ومتقرفنيش بأوهامك اللي مصورهالك عقلك التافه اللي جوة راسك دي، روحي ياهانم اعمليلي لقمة أكلها أو أقولك بلاش. سديتي نفسي وهنام من غير ماآكل عشان تنبسطي، ومن غير تصبحي علي خير كمان.

نفض ذراعها وهو يتجه إلى السرير يلقي بجسده عليه فذهب في سبات عميق علي الفور، دلكت هيام ذراعها الذي آلمها نتيجة امساكه إياه بقبضته القوية وهي تتطلع إليه بحزن وخيبة أمل قبل أن تسرع إلى حيث طفلها حين تعالي صوت نحيبه، تحمله من سريره وتهدهده قبل أن تضعه بالسرير مجددا، تحضر ماءا وقطعة قماش نظيفة لتعمل له كمادات وقد شعرت بحرارته تعود للإرتفاع مجددا، طالعها صغيرها بنظرة انخلع لها قلبها وقد رأت في عيونه عيون مالك ونظرته الحانية لينتابها شعور عظيم بالذنب تجاهه، تدرك أنه لو كان مكان زوجها لما احتاجت أن تطلب منه أخذهما للطبيب ولكان أحضره حدهما، تساءلت رغما عنها عن أحواله، تحن لهذه الأيام التي كانت تعامل فيها كملكة متوجة لا جارية فتبطرت علي نعمة الله عليها ليأخذها منها وها هي تقارن بينه وبين رياض تدرك دون شك أن الغلبة لمالك فزوج يحبها ويهتم بها وبطفلها حتى وان كانت لا تهواه خير من زوج تهواه ولكنه لا يأبه لأمرها البتة، يهينها دوما ولا يعير طفلهما اهتمامه، لقد أدركت ذلك الآن ولكن للأسف بعد فوات الأوان.

هابي بيرث داي تو يو.
كادت الشمعة أن تنطفئ فأسرعت قمر تحاوطها بيديها بينما فعل مصطفي مثلها فبدلا من أن يحيط الشمعة بيديه أحاط كفيها، تقابلت الأعين بعد أن تلامست الأيادي فظهر العشق واضحا جليا في مقلتيه والاضطراب في مقلتيها ومشاعره تصلها فترفع وتيرة خفقاتها لا يسمعون سواها بينما تنساب الأصوات من حولهم.
هابي بيرث داي ياجدو، هابي بيرث داي تو يو.

سحبت يديها واستقامت بينما أطفأ هو الشمعة دون أن يحيد بنظراته عنها، رآها تتراجع رويدا رويدا حتى استدارت تتجه للشرفة أراد اللحاق بها ولكن حال دون ذلك تقبله للتهاني والقبلات من محيطيه، أسرع قدر امكانه ثم اتبعها بينما تقطع فيروز كعكة عيد ميلاده وتوزعها علي الحضور البسيط تساعدها غادة التي أصبحت صديقة مقربة إليها.

رآها تقف هناك في مكانه الذي اعتاد مراقبتها منه تسند يديها إلى السور وتتطلع شاردة إلى شرفتها، انتفضت علي صوته حين ناداها بصوت خفيض، لم تستدر لمواجهته وإنما ظلت تتطلع إلى شرفتها تقول هامسة: ليه؟

اقترب يقف جوارها قائلا: مش عارف، في البداية كان تعاطف مع واحدة شفتها متستاهلش الحزن اللي دايما كنت بشوفه في عينيها، هناك كنتي دايما قاعدة في الكرسي ده ودموعك علي خدك، كنت بسأل نفسي عن سر حزنك، كنت بتمني أبدله بابتسامة متفارقش وشك ولما عرفتك اتولد جوايا غضب ناحية أي حد كان سبب في ألمك والعطف والغضب لقيتهم شوية بشوية بيختفوا واللي فاضل جوة قلبي شوق، شوق لوقت بقضيه معاكي بيحسسني اني عايش بجد، شوق لبكرة عشان هقابلك فيه نمشي وناكل سندوتشات الفول من أم إبراهيم وبعدين نقعد علي الكافيه نشرب قهوة، شوق لوجودي معاكي غطي علي كل حاجة موجودة في يومي وفي لحظة عرفت انه حب، مشاعر فكرتها خلاص مش ممكن تتولد جوايا تاني لكن لقيتها معاكي، كتمتها جوايا لحد اللحظة دي لكن أول ما ايدي حضنت ايدك لقيت عينيا بتحضن عنيكي وبتعترف باللي خبيته عنك، ودلوقتي مستني كلمة منك، مش لازم تكون أنا كمان بحبك بس علي الأقل متكونش مش هقدر أكون في حياتك زي مابتتمني لإن الكلام ده ممكن يكسر قلبي، وجودك في حياتي بقي هو حياتي ياقمر.

طالعته بعيون ظهر بها صراع أصابه بحيرة بينما تقول: غريبة مش كدة؟ المفروض أكون سعيدة باحساسك ناحيتي بس كل اللي حاساه خوف وصوت جوايا بيقولي ابعدي، ابعدي قبل ماتتإذي وتنجرحي.
وايه اللي ممكن يإذيكي أو يجرحك في وجودك جنبي. في حبي ومشاعري ناحيتك؟

أشاحت بناظريها عن عيونه التي تنفذ لأعماقها قائلة بمرارة: طول حياتي وأنا بتأذي وبنجرح من أقرب الناس ليا، اتعودت أستني الألم في عز الفرح، اتعودت علي الحزن وصعب الفرح يدق بابي وأفتحله، الخوف هيجبرني علي قفل كل البيبان في وشه.
أيوة لكن...

قاطعته تمسك يده قائلة: افهمني يامصطفي، أنا خلاص العمر عدا بيا، خدت نصيبي من الدنيا ومبقاش يهمني دلوقتي غير ولادي، وانت شايف انهم بعيد عني، ووجودنا مع بعض بالصورة اللي انت عايزها مش هيسبب غير بعد وجفا وصراع أكبر مابيني وبينهم، خلينا أصحاب زي مااحنا ومتحرمنيش كمان من الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي بعد سنين العذاب اللي عشتها.

طالعها بعينيه العميقتين يتحداها أن تنكر وهو يقول: وتفتكري بعد مامشاعري خرجت للنور وشافت صدي في قلبك حتى لو ضعيف هترجع علاقتنا زي ما كانت؟
لازم نحاول. لو ليا خاطر عندك.
في هذه اللحظة دلفت غادة إلى الشرفة فتجمدت وهي تري أمها تمسك بيد العم مصطفي وهو يتطلع إليها بعاطفة، تركت قمر يده ما إن رأتها تقول باضطراب: تعالي ياغادة واقفة كدة ليه عندك؟

تقدمت غادة قائلة بجمود وهي تناولهم طبقين من الكعك: فيروز باعتالكم الكيك وبتقولك ياعمي إن صاحبك الأستاذ سعد بيسأل عنك. انا مضطرة ارجع البيت عشان ورايا شغل، عن اذنكم.
استدارت مغادرة بسرعة فأسرعت قمر ورائها، تلتفت إلى مصطفي تمنحه نظرة ألم أقل لك؟ ، فترك طبقه علي الطاولة القريبة وهو يقطب جبينه متنهدا قبل أن يتبعهما دالفا إلى الداخل.
تفاعل حلو وأنزلكم فصل جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة