قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

رواية انشق قلب القمر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

كنت فين يارياض؟ برن عليك من الصبح وتليفونك مقفول.
قطب جبينه حين رأي ملامحها الباكية، يتساءل مبتهلا أن تحمل له اجابتها خبر وفاة حماته العتيدة: مالك فيه ايه؟
قالت بانهيار: جبت تحاليل ابننا وروحت للدكتور قاللي عنده أنيميا البحر المتوسط وده مرض وراثي ناتج عن وجود خلل في جين مسئول عن تكوين الدم، وده طبعا بيتنقل عن طريق الأب أو الأم. أكيد أخده منك يارياض.

قال بعصبية: وليه مش منك ياست هيام؟ ولا هو المحروس بياخد الحلوة منك والوحشة مني أنا؟
هو ده وقته يعني؟ عموما أنا متأكدة انه منك لاني عملت تحاليل ومش موجود في جيناتي.
وحياة أمك.
رياض بقولك مروان ابننا عنده مرض وراثي خطير، الخلل ده بيأثر في صنع كرات الدم الحمرة، مادة الهيموجلبين ساعتها مبتقدرش تنقل الأكسجين للجسم من خلال الدم وبيحصل اصفرار للجسم كله وتضخم الكبد والطحال وفي الاخر موت.

ياشيخة فالك شوم زي حياتي معاكي، ماتتفائلي خير أحسنلك. عموما أي مرض في الدنيا بيتعالج ومروان هيبقي كويس بس انتي قصري لسانك اللي موت الولد من دلوقت.
طب ياريت يتعالج ويبقي كويس زي مابتقول، وهو أنا أكره يعني. ده ابني. حتة مني، بس الدكتور كلامه مش مطمني وطالب يشوفك.
هروحله بكرة.
بكرة ايه؟ دلوقت حالا.
مش هينفع، راجع من مأمورية وتعبان ومحتاج أنام.

اتجه إلى غرفته فتبعته تقول بجزع: رايح تنام من غير ماتشوفه حتى وتتطمن عليه.
قال رياض بضجر: لما أصحي ياهيام، الدنيا مش هتطير يعني، قلتلك راجع من مأمورية وتعبان.

ارتمي علي سريرهما بملابسه يسحب الغطاء بينما تشاهده هي بعدم تصديق، لا تستطيع تخيل وجود ذرة أبوة في دمائه تجعله ينام هكذا قرير العين دون ان يطمأن علي فلذة كبده، لتشعر في هذه اللحظة ولأول مرة منذ زواجها منه بالندم حقا، تتمني لو عاد بها الزمن، لما فعلت مافعلت ولصار حاضرها ومستقبلها مغايرا كلية.
يابنتي افهميني...

قاطعتها فيروز قائلة: افهميني انت ياطنط قمر، بابا مش صغير عشان ميقدرش يفرق بين عواطفه كحبيب وعواطفه كصديق، هو يقدر يتحمل فراق الحبيبة ويقدر انه ملقاش صدي لمشاعره جواكي لكن فراق الصديقة اللي اتعود يكون معاها دايما ويحكيلها عن يومه ويقضي معاها وقت يقتل وحدته، ده اللي ميقدرش عليه وممكن حقيقي يقتله.
قالت قمر بلهفة: بعيد الشر عنه.

قطبت فيروز حاجبيها تتساءل هل هذه لهفة حبيبة أم صديقة؟ رجحت الاحتمال الأول ولكنها لم تعلق بل انتوت اللعب علي أوتار قلب السيدة قمر وعواطفها قائلة: انت متعرفيش حالته عاملة ازاي دلوقت، بيقعد في البلكونة بالساعات لا بياكل ولا بيشرب ولا بيقابل صحابه حتي، حالته بجد واجعة قلبي ومش عارفة أعمله حاجة، حتى كريم وكرملة كل يوم بيسألوني. جده ماله ياماما؟ مبقاش يلعب معانا زي الأول ليه ولا بقي بيضحك.

ظهر الحزن والألم علي ملامح قمر وهي تقول بهمس مرير: كل ده بسببي، أعمل ايه بس ياربي؟
ترجعوا لبعض كأصحاب طبعا، الفراق ده صعب ومش قادرة أتقبله ولا أتقبل فكرة انك ممكن تبعدي عن بابا بالسهولة دي.

علي عيني والله يافيروز، ربنا عالم ان باباكي من يوم مادخل حياتي وهي اتغيرت، بقالها طعم ودخلتها الألوان بعد ماكانت أبيض وأسود. مبقتش وحيدة أنا كمان وبقالي حد أتكلم وياه وأرتاح لما أفضفض معاه باللي في قلبي. لكن كلام الناس...

قاطعتها قائلة بحزم: مش مهم ومش هيفرق معاكوا في حاجة لما كل واحد فيكم يتألم من بعده عن التاني، الناس موراهاش غير الكلام وانتقاد الغير وكل ده لا بيقدم ولا يأخر ياطنط، وقت الجد محدش منهم بينفعك يبقي تعملي حساب ليهم ليه؟

ظهر التفكير علي وجه قمر فأدركت فيروز أنها أصابت هدفها لتنهض تمد يدها إلى قمر مردفة برجاء: قومي معايا ياطنط نروح لبابا، قومي فرحيه بوجودك جنبه زي زمان ومتقلقيش من مشاعره ناحيتك، معتقدش ممكن تسمعي عنها حاجة تاني بعد رفضك. يلا قومي.

لقد اشتاقت إليه حقا، شوق كبير تعملق بروحها حتى أنها كانت تشعر بأن هناك شيئا كبيرا ينقصها في الآونة الأخيرة، هو لا شك لديها في هذا ولكن كيف السبيل إلى رؤياه وقد أدركت مشاعره فباتت تخشي قربه فتستسلم لحبه وطيبة قلبه ووقتها لن يتقبل أي من أبنائها مشاعرها كإمرأة تاقت دوما للحب والحنان بعد أن جفت ينابيع الحب في قلبها لقلة اهتمام زوجها الراحل وقسوته عليها، لن يفهموا قط أن المرأة مهما كبر سنها تحتاج إلى الحب والاهتمام وان وجدتهم في رجل لن تتردد في الاستسلام لهذه المشاعر والوقوع في الحب، هذا حقا ماأبعدها عن مصطفي، ولكن ان كان قادرا علي أن يفرق بين مشاعره كحبيب ومشاعره كصديق كما قالت ابنته فستقترب دون تردد، ترتضي اهتمام الصديق، رددت في ذهنها هذه الكلمات مرارا وهي تنهض تمسك يد فيروز فابتسمت الأخيرة تبادلها قمر ابتسامتها قبل أن يسيران باتجاه الباب بخطوات سعيدة.

المعلومات اللي بتدوري عليها هتلاقيها في العنوان اللي هبعتهولك من الرقم ده، بس ياريت تروحي بسرعة قبل ما ما السعدني يهرب وتخسري فرصة هتقدملك سيد أبو الدهب علي طبق من فضة.
كادت أن تقول شيئا ولكن محدثها أغلق الهاتف بسرعة، لتطالع هاتفها بترقب وما ان وصلت الرسالة حتى فتحتها بلهفة تقرأ العنوان المرسل ثم تغلق هاتفها وتسرع بالإشارة إلى أقرب سيارة أجرة تمنحه العنوان وتطالبه بالإسراع في إيصالها إليه.

كان يستمع لمحبوبته فيروز.

كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا كتبنا ميت مكتوب ولهلق ما جاوبنا كنا نبعتلو مكتوب يبعت مكتوبين شو قالولك يا محبوب مغير من شهرين اخر مرة تلاقينا اتصافينا واتراضينا إن كنك زعلان علينا عالقليلي عاتبنا بتذكر لما عالدار طليت ما بعرف كيف قلبي طار وصار يطير البيت و لما قلتلي اسقيني صارت تبكي الياسميني و قالتلي يا مسكيني قلنا تبنا وما تبنا يا مالكين القلب لما النوى مالكن قلنا حباب لنا مين يا ترى مالكن عودوا قبل ما الجفا يغمر ليالي العمر غير الأحبة القدامى عالوفا مالكن بلمح شباكو من بعيد عالوادي مفتوح و تزيد الغصة وتزيد بها القلب المجروح.

شعر بيد توضع علي كتفه، تخرجه من شروده فقال بحنان: فيروز، كنتي فين يابنتي؟

صمت من جانبها جعله يدير وجهه مطالعا إياها فنهض بلهفة حين رأي قمر التي طالعت ملامحه بشوق عجزت عن اخفاءه، لقد نحل وجهه وجسده وغارت عيناه. هل يؤثر فيه فراقها عنه بهذا الشكل المضني حقا؟ إذا فاللعنة علي الفراق وسحقا لها إن تركت أي شيء يحول دون وجودهما معا، بينما ظل هو صامتا يتأمل مقلتيها بتوق أطل من كيانه، شعر بحلقه جاف يهمس اسمها بصعوبة وكأنه يخشي ان تكون وهما سيختفي ماان يلفظ بأي حرف، ولكنها لم تختفي بل ابتسمت بحنان قائلة: ازيك يامصطفي؟

ابتلع ريقه قائلا بحروف مضطربة من الانفعال: بخير مادمتي بخير.
دق قلبها بقوة بينما أردف هو قائلا: واقفة ليه؟ أقعدي وارتاحي.
جلست فجلس بدوره يقول: انت كويسة ياقمر؟
هزت رأسها فأردف قائلا: وولادك كويسين؟
بخير.
الحمد لله، طب ليه مكنتيش بتفتحي البلكونة دي خالص؟ ده أنا ليل ونهار بستناكي تفتحيها عشان أطمن عليكي ولما فضلت مقفولة قلت أكيد فيه حاجة.

حانت منها نظرة إلى شرفتها، تدرك بقلب ملتاع أنه كان يجلس طوال الوقت في الشرفة ينتظر فقط أن يراها ليطمأن عليها بينما هي قد أغلقتها خصيصا حتى لا تراه وتضعف أمامه كما يحدث معها الآن، هل كانت حقا قاسية مجحفة بحقه حين اتخذت قرار الفراق للأبد؟ نعم بكل تأكيد.
روحتي فين ياقمر؟
نظرت إليه قائلة بابتسامة حانية: أنا هنا أهو، سيبك بقي مني وقولي ايه أخبارك في الأيام اللي فاتت دي؟ مش عايزة ملخص. أنا عايزة تفاصيل.

شرع يحكي لها عن أحواله في الآونة الأخيرة بينما أحضرت فيروز فنجالين من القهوة ووضعتهما أمامهما فلم ينتبها لها علي مايبدو من خضم الحديث الذي تخللته ضحكات جعلتها تطالعهما بابتسامة راضية قبل ان تتجه لحجرة ولديها لتطمأن عليهما.

وجدت الباب مفتوح فتوجست خيفة، أنبأها حدسها أن تبتعد ولكن عندها جعلها تنفض حدسها جانبا وتدلف إلى الشقة، صمت قاتل أثار بعض الخوف في أوصالها ولكنها قاومت خوفها ودلفت أكثر، فوجدت خلف الطاولة رجل مسجي علي الأرض مضرج بالدماء، أصابها الهلع تتراجع بسرعة وهي تكتم صرخة كادت أن تخرج من شفتيها، فإذا بها تفلتها حين إصطدمت بأحدهم، استدارت بسرعة فوجدت ضابطا بملابس رسمية يطالعها بعيون كالصقر يصحبه بعض العسكر، فتهدلت كتفاها وهي تدرك أنها تبدو له كمشتبه بها في جريمة قتل.

جالت في حجرتها بغضب تشعر أنها تكاد ان تنفجر غيظا حين فتح الباب وظهر علي عتبته زوجها مراد الذي رأي حالتها هذه فأدرك أنها ليلة عاصفة علي مايبدو، دلف بهدوء يلقي بحقيبته علي أقرب كرسي، ثم اتجه لأخذ منامته والذهاب إلى الحمام فاستوقفه صوتها الغاضب وهي تقول: ممكن أعرف رايح فين؟
أشار إلى منامته قائلا بهدوء: زي ماانت شايفة، رايح الحمام هاخد شاور وأغير عشان أنام.
وأنا؟
انت إيه ياناهد؟

مش هتسأل عليا، مش هتسأل ليه كلمتك خمسين مرة وتليفونك مقفول؟ صحيح انت كنت فين النهاردة وقافل تليفونك؟ حتى الشغل مروحتوش.
كنت بعمل شيك آب في مستشفي الدكتور علاء. خير ياناهد كلمتيني كل المكالمات دي ليه؟

هنجلط يامراد، مرات ابنك هتجلطني، رجوعها البيت بعد ما خلاص قلت اني خلصت منها ومش هشوفها تاني قاهرني، معاملة ابنك ليها وكأن فراقها كام يوم كان موت بالنسبة له بيقتلني، مش قادرة اتحمل وجودها معاه. خلاص اتخنقت.

لم تسأله عن أحواله حتى ونتيجة فحوصاته وتحاليله، هل باتت لا تهتم له حقا قدر اهتمامها بنفسها ومشاعر غيرة تفتك بها من زوجة ولدها؟ نفض أفكاره وهو يقول بهدوء: فيها ايه يعني لما وليد حس لما مراته بعدت عنه انه بيحبها و ميقدرش علي فراقها؟ فيها ايه لو كان بيحبها وهي بتحبه ومبسوطين مع بعض؟ دي حاجة المفروض تسعدك مش تنرفزك وتقتلك زي مابتقولي.
بس أنا مبحبهاش.
مش لازم تحبيها. كفاية انه بيحبها.

لأ لازم. مش قلتلك عمرك ماهتفهمني، روح يامراد خد الشاور بتاعك وسيبني في حالي، أنا غلطانة اني بتكلم معاك أصلا.
هز كتفيه بقلة حيلة ثم اتجه إلى الحمام تتابعه ناهد بحنق قبل أن تزفر بقوة. تتساءل عن شخص قد يستطيع تخليصها من هذه الفتاة. ليطل اسم في عقلها، أسرعت دون تردد واتصلت بها.

دلف كرم من باب المطعم، يجول بعينيه بين جنباته باحثا عنها وما إن رآها تشير له حتى أسرع تجاهها يتوقف أمامها قائلا بلهفة: خير يامي، قلقتيني. كلمتيني وقلتيلي تعالي بسرعة. محتاجاك. طمنيني عليكي؟
أنا بخير متقلقش، بصراحة عاملالك مفاجأة.
قطب جبينه مرددا: مفاجأة!

ابتسمت حين صدح في المكان أغنية happy birth day to u. تزامنا مع اقتراب النادل منهما يحمل كعكة عيد ميلاد وضعها أمامهما بابتسامة ليتذكر كرم أن اليوم هو عيد ميلاده فارتسمت علي شفتيه ابتسامة رائعة و مي تحرك شفتيها دون صوت قائلة: كل سنة وانت طيب.
اتسعت ابتسامته يردد دون صوت بدوره: وانت طيبة.
قبل أن يميل مع انتهاء الأغنية ويطفئ الشموع جميعها.

زي ماقلت لحضرتك انا جتلي الرسالة دي وروحت المكان علي أساسها لقيته بالوضع اللي شفته، تقدروا تتأكدوا من الكاميرات اني كنت في موقع الجريمة قبل وجود حضراتكم بثواني وطبعا مش هلحق أقتله في الثواني دول، ده غير ان تقرير الطب الشرعي هيثبت ان الجريمة حاصلة من وقت. تقريبا مش أقل من ساعتين، يعني قبل وصولي بفترة وده في حد ذاته أكبر دليل علي برائتي.

شعر ممدوح بارتياح كبير لتطابق أقوالها مع شهادة الشهود ومارآه في كاميرا المحل المواجه للعقار الذي كان يقطن به القتيل، بقي فقط تقرير الطب الشرعي ليخلي سبيلها حتى يشعر بالراحة حقا، فحين عرف بهويتها وقرابتها لصديق عمره أصابته صدمة عجز عن مواراتها، لم يتعرف عليها في البداية بالطبع فآخر مرة رآها كانت مازالت فتاة صغيرة بضفيرتين محببتين ونظرة خجولة لطالما اعتلت مقلتيها حين كانت تنظر إليه، أما الآن فهي فتاة رائعة الجمال تعقص شعرها علي هيئة ذيل حصان وتطالعه بمقلتين تحملان ثقة وثباتا أثارا اعجابه دون شك، خاصة وهي تواجه جريمة قتل ولكنها كانت من الذكاء بحيث أدركت أن لا دليل قد يدينها. انتبه إلى أن عيناه تجول علي ملامحها دون أن يشعر فأسرع بإشاحتهما عنها وهو يطالع الأوراق التي أمامه قبل أن يطالعها قائلا بهدوء: كل الأدلة صحيح في صالحك وبإذن الله تقرير الطب الشرعي هيأكد كلامك، بس ده ميمنعش اني أحذرك من المتابعة لوحدك في قضية زي قضية الأغذية الفاسدة وخصوصا لو اسم زي سيد أبو الدهب جوة الموضوع.

لو حركة زي اللي عملوها معايا دي هتخوفني وتمنعني أكمل فأكيد حضرتك غلطان، الصحافة مش هتوقفها العصابات ولا هترهبها قذارتهم، وأنا هكمل في القضية ولو كان التمن حريتي أو حياتي. ميهمنيش.
رغما عنه شعر بقلبه يصفق اعجابا بهذه الفتاة، تشبه كثيرا أخاها حتى أنه صار لا يتعجب قوتها في الدفاع عن الحق والعدالة، يتمني لو كان منهم أناس أكثر في هذه الدنيا، لاستقام ميزانها واعتدل.

نحي مشاعره جانبا وهو يسمح للطارق بالدخول فكان شرطي سلمه ورقة ثم انصرف مؤديا التحية العسكرية، طالع ممدوح الورقة باهتمام قبل أن تنفرج أساريره قائلا: تقرير الطب الشرعي بيأكد أقوالك وبيقول كمان ان اللي أطلق الرصاص أطلقه بيمينه وحضرتك بتستخدمي ايدك الشمال وكدة هقدر أخلي سبيلك بس بصي ياآنسة غادة، فيه أوقات لازم الانسان المدني يسيب فيها مهمة البحث عن العدالة لناس حلفت تضحي بحياتها عشان الوطن وهي أولي بمهمة البحث والقبض علي الجناة، أما انت وكمدنية لو جرالك حاجة، اتحبستي مثلا أو قتلوكي فوقتها الست قمر واخواتك أكيد هيقتلهم الوجع.

طالعته بحيرة قائلة: وانت عرفت اسم والدتي ازاي، معتقدش لحقتوا تتحروا عني وعن عيلتي.
قطبت جبينها وهي تقول: انتوا مراقبيني ولا إيه؟
ابتسم قائلا: مش للدرجة دي ياآنسة، الحقيقة أنا أعرفك وأعرف مامتك واخواتك كويس جدا، وانت كمان تعرفيني بس مش واخدة بالك لاني مشفتكيش من سنين، أنا أبقي ممدوح عبد العليم، صديق أخوكي مالك اللي أكيد مش هيفرح لما يلاقي أخته في خطر.

لهذا بدا مألوفا، هزت رأسها بهدوء ثم قالت: الحقيقة وزي ماانت أكيد عارف الأخ ده مش موجود عشان يفرح أو يزعل عليا، أما بالنسبة للخطر فمعتقدش ان المجرمين كان قصدهم من اللعبة السخيفة اللي عملوها النهاردة أكتر من توجيه كارت ارهاب ليا عشان أسيب القضية ودي حاجة مستحيل أنولهالهم، فمن فضلك لو خلصت تحقيقك معايا تخلي سبيلي عشان عايزة أروح لوالدتي قبل ماتقلق عليا.

ضرب زر جوار المكتب يستدعي الكاتب قائلا: لو حقيقي عايزاها متقلقش عليكي ابعدي عن القضية دي ياآنسة غادة. صدقيني ده لمصلحتك.
دلف الكاتب بينما تقول هي بثبات: مستحيل وده قراري النهائي.

هز رأسه بقلب مفعم باليأس، يدرك الآن أنها عنيدة صلبة الرأس كأخيها، شعور قوي بداخله قلق امتزج بخوف عليها ورغبة هائلة بحمايتها خشية إصابتها بأي أذي علي أيدي هؤلاء المجرمين أعاده لأنها أخت صديقه الصغيرة جعله ينتوي محادثة صديقه عله قادر علي اقناعها بالعدول عن مهمتها الانتحارية بينما عجز هو عن ذلك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة