قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل العشرون

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل العشرون

فتح حمزة عينيه على صوت أخيه، الذى تحدث بإبتسامة إرتياح لرؤيته أخيه على قيد الحياة مرة اخرى:
-حمد الله على سلامتك يا حبيبي!
إبتسم له حمزة بضعف،وأوما برأسه غير قادر على الحديث
إقترب منه جده وقبله من جبينه، ثم إبتعد قائلاً وهو يزفر بعمق:
-حمد الله على سلامتك يا حبيبي!
أغمض حمزة عينيه، ثم فتحهما مرة أخرى قائلاً بصوت خافت متعب:
-ألاء فين؟

أجابه جده بإبتسامة:
-ألاء بره متقلقش
زفر حمزة بإرتياح ثم قال بصوت ضعيف:
-البوليس جه ولا لسه؟ أكيد المستشفى بلغت.
جاء حسن ليجيبه قاطعه جده وهو ينظر إليه، ثم إلتفت الى حمزة يسأله برهبة قائلاً:
-إنت ناوى تقولهم إيه يا حمزة!
أجابه حمزة بوهن:
-هقول إيه ياجدى أكيد مش هبلغ عن مراتى، أنا هقول أي حاجة.

سكت حسن على مضض ولم يتفوه بشئ، أما الجد أجابه بإرتياح:
-آحنا إتفقنا إن لما البوليس ييجى هنقول إنك كنت بتنضف مسدسك، وطلعت طلقة منه بالغلط دخلت فى صدرك.
هز حمزة رأسه بالموافقة وأغلق عينيه ليرتاح.
خرجوا من الغرفة وتركوه ليرتاح قليلاً.
حضرت الشرطة وأخذوا أقوال العائلة، وألاء التى قالت نفس الكلام بعد حديث سلمى معها والجد أيضاً أن تؤيد حديثهم،ودلفوا الى حمزة أيضاً وأكد نفس الحديث، والجميع أيد أنه كان ينظف مسدسه،و إنطلقت رصاصة منه بالخطأ أصابت صدره.

مر اليوم وحل المساء، وكانت ألاء تجلس على مضض تتلهف لرؤيته، وحسن يجلس أمامها ينظر لها بغضب، كأنه يتحداها أن تذهب لغرفته لتراه.
عندما رأى الجد لهفتها الواضحة بعيناها لرؤيته، وساقيها اللذان يهتزان بتوتر، فوجه أنظاره الى حسن الذى يجلس يتابع تحركاتها قائلاً:
-حسن تعالى يا ابنى إنزل هات أكل للكل، محدش أكل حاجة من إمبارح، وأنا كمان عايز أكل علشان أخد الدوا بتاعى.
نهض حسن على مضض وتوجه الى الخارج ليحضر لهم طعام .
عندما غاب حسن عن الأنظار، إلتفت الجد لها قائلاً بهدوء:
-قومى شوفيه قبل ما حسن ييجى!

نهضت بسرعة وإتجهت الى غرفته وجدته نائم، فاقتربت منه وجلست على المقعد بجواره .
أمسكت يده تقبل ظاهرها بندم واضح، واجهشت فى البكاء قائلة بأسف ظاهر على قسمات وجهها:
-أنا أسفة أوى يا حمزة، سامحنى أنا مكنتش أقصدك، بس إنت اللى وقفت قدامى، لما شفتها بتتكلم و بتعترف إنها أذتنى أنا وأمى، محستش بنفسى غير وأنا ماسكة المسدس، أنا أسفة أوى، سامحنى وأنا هخرج من حياتك، مش هخليك تشوفنى تانى أبداً، أنا بحبك أوى يا حمزة أرجوك سامحنى .

وضعت جبينها على يده الموضوعة بجواره، وظلت تبكى وتشهق بعنف.
كان حمزة مستيقظ منذ دخولها ولكنه لم يرد أن يفتح عينيه
كان يريد أن يأخذها بأحضانه يطمئنها، ولكنه مجروح بسبب ما فعلته به، تزوجته لتنتقم من عائلته، نعم إعترفت بحبها الآن ولكن ما فعلته لن يغفر لها بسهولة .

فى الخارج
ضرب حسن بيده على مقدمة رأسه قائلاً بغيظ:
-أووف أنا نسيت إن الفلوس فى البيت، هرجعلهم تانى وأخد منهم فلوس .
إستدار ليعود مرة أخرى متجها الى أفراد عائلته، الى المكان المتواجدين فيه.
وصل حسن الى مكان الإستراحة، ووقف أمام جده الذى إندهش لعودته بسرعة، قائلاً بتوتر:
-إنت إيه اللى جابك يا حسن؟ وفين الأكل؟

إستغرب حسن لهجه جده قائلاً:
-معييش فلوس سبتها فى البيت، وبعدين حضرتك تعبان ولا حاجة أنا شايفك متوتر كده، هو حاجة حصلت لحمزة؟
تنفس الجد بهدوء حتى لايثير شك حفيده، ودس يده فى جيبه يعطى له حافظة نقوده بأكملها
نظر حسن لمكان ألاء وجدها غير متواجدة، فترك جده بسرعة وإنطلق ناحية غرفة أخيه.
ضرب الجد بعصاه على الأرض بغضب من تصرف حفيده الأرعن،ولكنه لن يتدخل فى الأمر، فحمزة قادر على الدفاع عن زوجته.
دلف حسن الى الغرفة بسرعة، وجد ألاء تضع جبينها على يد حمزة،وحمزة ينظر لها يتأمل ملامحها الساكنة .

إقترب منها بغضب وجذبها من يدها أمام أنظار أخيه، فنهضت معه من شدة جذبه لها،وهتف فيها بغضب:
-إنتى إزاى تتجرأى وتدخلى هنا، إيه داخلة تنفذى اللى فشلتى فيه امبارح!
صاح فيه حمزة بصوتٍ عالٍ الى حد، ما فمازال جرحه لم يلتئم بعد:
-سيبها يا حسن!
إستدار حسن بحدة لأخيه، ومازال يمسك بيدها وقال:
-لا يا حمزة مش هسيبها، كفاية اللى عملته فينا، هيا عايزة مننا إيه تانى؟

إستدار حسن تجاه الباب وهو يجذبها ليلقيها بالخارج.
كانت ألاء غير قادرة على مواجهة حسن، ونظرت لحمزة بعينين منتفختين من البكاء،تتوسل إليه بنظراتها أن يجعل أخاه يتركها معه.
لبى حمزة نداء نظراتها المتوسلة،وحاول النهوض إلا أنه تاوه بعنف قائلاً:
-أااه !
ترك حسن يد ألاء بسرعة، وركض الى أخيه يساله بلهفة:
-إنت كويس؟ أجبلك الدكتور؟

هز حمزة رأسه بالنفى وأجابه بتعب:
-لا متجبش حد، سيب مراتى بس،واخرج إستنى بره!
نظر حسن بغضب لألاء التى ترتجف من البكاء، وتضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، ثم إلتفت الى أخيه قائلا بهدوء مريب:
-ماشي يا حمزة أنا خارج.
بعد خروج حسن أشار لها حمزة بالإقتراب منه، فاقتربت ألاء.
نظر لعيناها التى أول مره يري بهم الحب، وأغمض عينه بتعب قائلا:
-ليه إتجوزتينى يا ألاء،علشان إنتقامك مش كده!

أجابته بعد صمت دام لدقائق:
-علشان بحبك يا حمزة، أنا عرفت حكاية أهلى قبل الفرح بأسبوعين، كنت أقدر أنسحب وأقولك مش موافقة على الجواز، بس مكنش ينفع أسيب حقى وحق أمى، بعد ما عرفت الست اللى كانت السبب فى دمارنا،وكمان جدك ساعدها.
زفر حمزة بضيق لإتهامها لجده بالباطل، ورد بحدة:
-ألاء جدى ملوش ذنب فى اللى حصل، من زمان أوى مرات عمى إعترفت لجدى بكل حاجة عملتها فيكى وفى والدتك الله يرحمها، ساعتها جدى قاطعها، وعمى فاروق سافر مرضاش يقعد فى مصر، أما عمى فوزى فلغاية دلوقتى عايش معاها زى الأغراب، لغاية دلوقتى مسامحهاش يا ألاء.

صدمت أنها ظلمت جدها وإنتقمت منهم بالخطأ، فهم ليس لهم ذنب بما حدث ومديحة هى رأس الأفعى ومن دبرت لكل شئ بمفردها.
راقب صمتها قليلاً ثم قال:
-مش بتتكلمى ليه دلوقتى،كنتى عايزة تبقى قاتلة وتموتى روح خلقها ربنا.
أجابته بدموع:
-مكنتش شايفة قدامى غير الست اللى أذتنى يا حمزة، وإنت وقفت قدام المسدس ضحيت بنفسك.

تنهد بعمق وأغمض عينيه قائلاً بهدوء:
-مكنتش عايز أشوفك بتقتلى حد قدامى، إنما أنا مكنش عندى مانع إنى أموت على إيدك، أنا حبيتك أوى ومازلت بحبك، بس اللى إنتى عملتيه فى العيلة صعب حد يغفره بسهولة.
هبطت دموعها مرة أخرى على وجنتيها، وقالت بحزن جلى:
-خلاص يا حمزة الحكاية خلصت وإنتقامى خلص، أنا ندمت على اللى حصل، وعايزاكم تسامحونى وهخرج من حياتكم للأبد، طلقنى يا حمزة وأوعدك مش هتشوفنى تانى أبداً.

خرجت من الغرفة ولم تستمع الى رده، والدموع تغشى عيناها،واصطدمت بأبيها الذى جاء ليبحث عنها فقالت:
-أنا أسفة أوى مأخدتش بالى!
جاءت لترحل أمسك يدها وجذبها لأحضانه،وهبطت دموعه على وجنتيه وحمد الله أن ابنته فى أحضانه الآن .
أما هى تمسكت به كالغريق الذى يتمسك بقشة، واجهشت فى بكاء مرير،وأحكمت قبضتها على ملابسه قائلة:
مكنش قصدى أضربه بالنار يا بابا، مكنش قصدى.

إحتضنها بقوة عقب نطقها لتلك الكلمة الذى إشتاق لسماعها،وقال بدموع:
-يااااه من زمان نفسي أسمع الكلمة دى أوى يا حبيبة أبوكى، أخيرا رجعتى لحضنى تانى وأنا مش هسيبك وهقف جنبك يا حبيبتى مهما حصل، أنا مصدقت إنى لقيتك تانى بعد ما إتحرمت منك خمسة وعشرين سنة.
إبتعد عنها وأمسك وجهها بين راحتيه قائلاً بحنان أبوى خالص:
-أنا معاكى يا حبيبتى ومش هسيبك.

تنهد حمزة بضيق لطلبها الطلاق، وأقسم أنه لن يتركها ترحل، صحيح أنه غاضب لما فعلته ولكنها ستظل زوجته وتعيش فى كنفه، وتحت سقف بيته، أما محاولة قتله يعلم أنها لم تكن تقصده هو، وهو يسامحها على ذلك، ولكن ما فعلته بعائلته سيعاقبها عليه أولاً قبل أن يغفر لها.
مر أسبوع وخرج حمزة من المشفى وعاد الى بيته، وطوال ذلك الإسبوع رفضت ألاء الدخول إليه مرة أخرى، مما أغضبه ولكنه كان يراها وهى تقف أمام غرفته تراه من خلف الزجاج.

عادت ألاء معهم الى المنزل بعد إصرار الجد وأبيها، كانت تريد الرجوع الى منزلها القديم، ولكنهم رفضوا رفضاً قاطعاً.
كان حمزة مستلقى على سريره، أما ألاء تجلس بجواره تحاول أن تجعله يأكل حتى يأخذ دواءه، ولكنه يرفض.
تنهدت بضيق لتصرفاته الطفولية، يرفض أن ياكل من يدها،تعلم أن صدره يؤلمه ولكنه يستطيع تناول الطعام بمفرده، وهى عنيدة و لن يأكل إلا من يدها، فهى تحاول بشتى الطرق أن تنال رضاه ومسامحته، ما أسعدها هو تمسكه بها ورفضه لطلاقها، ولكنه يتصرف بغضب ورعونة معها.

رفعت المعلقة مرة أخرى أمام فمه،ونظرت له بتنمر قائلة:
-كل يا حمزة ومش هكرر كلامى تانى، إنت مش عيل علشان تتصرف زى الأطفال كده، أنا قلت إن أنا هاكلك يعنى أنا هأكلك، وإنت عارفنى مش بتنازل عن قرارى.
ضحك بسخرية مريرة لحديثها، تتصرف معه كأنها لم تفعل شيئا، لا ينكر أنه يريد تناول الطعام من يدها، ولكن ليعاقبها أولاً على فعلتها الخرقاء، فقال بضيق:
-بتهددينى يعنى ولا إيه، المفروض أسمع كلامك علشان متضربيش عليا نار تانى، صح ولا لا!

إغرورقت عيناها بالدموع لرفضه مسامحتها، وهبطت يدها بالملعقة الى الأسفل لتضعها فى الطبق أمامه، إلا أنه عندما رأى لمعان عيناها بالدموع، رفع يدها بالملعقة ودسها فى فمه بغيظ.
إبتسمت لفعلته وشرعت فى ملأ الملعقة مرة أخرى، ودستها فى فمه.
كانت مريم تتناول طعامها مع حسن بشرود،تنظر أمامها تفكر بمستقبلها معه، فقد بدأت فى الانجذاب إليه ولكنه يرفض مسامحتها، الى متى ستظل تدفع ثمن أخطائها القديمة؟

نظر حسن لشرودها وأمسك يدها الموضوعة على الطاولة أمامهما، قائلاً بتساؤل:
-مالك يا مريم!
تنهدت مريم بضيق وإلتفتت له قائلة:
-مفيش حاجة يا حسن، عن إذنك داخلة أرتاح شوية.
نهضت مريم لتذهب الى غرفتها، إلا أنه جذبها من يدها لتقف، ثم نهض ووقف أمامها قائلاً بتساؤل:
-مالك يا مريم، إنتى مش طبيعية النهاردة، ومش هسيبك إلا لما تقولى مالك.

أغمضت عيناها وإبتلعت غصة فى حلقها، فقد حان وقت المواجهة التى كانت تؤجلها، فهتفت بحدة:
-لحد إمتى يا حسن هتفضل حياتنا كده، أنا زهقت وأنا بحاول أخليك تسامحنى، بقالى شهر وإنت بتعاملنى كأنى واحدة غريبة، إتجوزتنى علشان تعلمنى الأدب وأنا إتعلمته خلاص، نجحت فى مهمتك يا حسن، يبقى تسيبنى بقى يا ابن عمى أشوف حياتى.

حدجها بنظراته الغاضبة عقب نطقها لتلك السخافات، وأمسكها من كتفيها يضغط عليهما بقوة ألمتها، ولكنه لم يهتم لألمها وهتف بغضب:
-عايزانى أطلقك علشان تشوفى حالك، صح؟ إنتى فاكرانى إتجوزتك علشان أربيكى زى ما قلت! لا يا مريم ده كان سبب صغير، إنما السبب الأقوى إنى بحبك يا بنت عمى، ومستحيل إنى أطلقك، وياريت تشيلى الموضوع ده من دماغك، وأنا سامحتك أصلاً من فترة لما شفتك إتغيرتى قدامى،لكن أنا مبحبش أفرض نفسي على حد يا مريم.

تركها ودلف الى غرفته، أما هى إبتسمت لنجاحها فى كسر الطبقة الجليدية التى يغلف نفسه بها، ولكنها إستطاعت تحطيمها والنفاذ إليه، لذا إتجهت إليه بسرعة ووقفت أمامه قائلة بتلهف:
-وأنا مش عايزاك تطلقنى يا حسن، أنا بنجذب ليك يوم عن يوم، مش بقول حبيتك لكن بدأت فى الطريق ده، وأكيد هوصل وأكون جديرة بحبك، لكن دلوقتى أنا بقولك بكامل إرادتى، إنى لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقى زوج زيك يا حسن.

إحتضنها بقوة مقبلاً جبينها، دافنا رأسها فى صدره، ليبدأ حياته معها بعد أن إعترف كلا منهما للأخر بما يخفيه فى قلبه.
مر يومان لم يحدث فيهما جديد، سوى محاولات ألاء المستميتة لكى يسامحها حمزة، أما هو مازال على عناده.
صعد فاروق الى شقة أخيه وطرق الباب ففتحت له مديحة.
إندهشت مديحة من تواجده؛ فهذه أول مرة يفعلها .
قاطع فاروق دهشتها وهو يقول بهدوء:
-فوزى هنا.
أجابته بخفوت:
-أه هنا اتفضل!

دلف فاروق الى شقه أخيه، وجلس على إحدى المقاعد فى إنتظاره .
بعد قليل أتى فوزى وجلس بجوار أخيه، فطلب فاروق منه أن تحضر مديحة وتجلس معهم، فهو يريد أن يتحدث فى وجودها.
حضرت مديحة وجلست أمامها فبدأ فاروق حديثه بهدوء:
-أنا جاى النهاردة علشان أقولك إنى مسامحك على كل اللى عملتيه يا مديحة، صحيح إنتى أذتينى أوى ودمرتى حياتى، بس خلاص مينفعش نفضل كده طول عمرنا،كل واحد فى عالم تانى، أنا جيت النهاردة علشان أقولك إنى مسامحك على كل اللى عملتيه يا مديحة.
إغرورقت عيناها بالدموع تأثراً لحديث فاروق، ونكست رأسها للأسفل تحمد الله أنه سامحها.

أما فاروق وضع يده على فخذ أخيه، وتابع حديثه:
-وإنت كمان مينفعش تفضل زعلان منها طول الفترة دى،كفاية أوى السنين اللى فاتت وكل واحد فيكم فى عالم خاص بيه،جه الآوان اللى كلنا نتجمع فيه من تانى، وأنا الحمد لله بنتى رجعتلى،الدور عليك بقى تسامح مراتك وبنتك، الحياة مش مستاهلة، والعمر اللى جاى مش هيبقى قد اللى راح.
غادر فاروق متجها الى شقة ابنته ليعرف أحوالها، أما فوزى إقترب من زوجته، ورفع وجهها ليقابل وجهه وأزال دموعها بيده برفق،ثم هبط بشفتيه على جبينها يقبلها بندم،وهو يتأسف لها على بعده عنها طوال تلك السنوات.

هتفت ألاء بغيظ أمام أبيها الذى يجلس أمامها يضحك:
-إنت بتضحك على إيه يا بابا؟ بقولك ابن أخوك مطلع عينى ورافض يسامحنى، لولا إن أنا اللى غلطانة فى حقه كنت قتلته وخلصت .
هتف حمزة بغيظ بعد أن إستمع لكلماتها أمام أبيها:
-عارف إنك تقدرى تعمليها،ما إنتى عملتيها قبل كده يا بنت عمى، أنا المفروض أخاف على نفسي منك.
نظرت بحنق لأبيها قائلة:
-شفت يا بابا!

ضحك فاروق عليها قائلا:
-معلش إستحملى ده زى جوزك برده!
دق جرس الباب،وذهب حمزة ليفتح الباب وجده أخيه حسن .
دلف حسن وألقى السلام على عمه، أما ألاء نظر لها بغضب ولم يتفوه بحرف، فبادلت نظراته بسخرية، تود لو تستطيع أن تمسك المزهرية وتحط بها فوق رأسه، ولكن ما يمنعه عنها أنه شقيق زوجها الذى تحاول إرضائه بشتى الطرق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة