قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السادس

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السادس

رحبت ألاء بهم، ووقفت أمام حمزة قائلة بابتسامة:
-اذيك يا سيادة المقدم!
نظر لها حمزة بابتسامة قائلاً:
-الحمد لله،أخبارك ايه يا أنسة ألاء!
أجابته ألاء بإبتسامة:
-الحمد لله.
جلسوا يتحدثون حتى نطق حامد فجاة:
-بص بقى يا مراد، بدون مقدمات، إحنا جايين نطلب إيد سلمى لمصطفى ابنى!

نظرت سلمى للأرض بخجل، أما مراد إبتسم لحامد قائلاً:
-والله الرأى رأى سلمى،هيا اللى تقول موافقة ولا لأ!
نظر حامد لسلمى التى تنظر للارض بخجل وقال:
-طيب نسيبهم يقعدوا مع بعض شوية،ايه رايك ؟
أجابه مراد وهو ينظر لسلمى بإبتسامة:
-معنديش مانع، يالا بينا نقعد هناك ونسيبهم يقعدوا مع بعض.
انصرف كلا من مراد وألاء وحمزة وحامد الى مكان مجاور لهم.

كانت ألاء ملت من الجلوس معهم، وعندما انتقلوا الى مكان أخر ليتركوا سلمى تجلس مع مصطفى، فنظرت الى مراد قائلة:
-أونكل مراد عندى شغل هطلع أخلصه.
جاءت لتنهض، أوقفها صوت مراد قائلاً:
-اقعدى يا ألاء !
تأففت ألاء بضيق وقالت:
-هقعد أعمل ايه بس؟
نظر لها مراد قائلاً:
-يا بنتى اقعدى، هو انتى لازم تعملى اللى فى دماغك، اقعدى يا ألاء علشان سلمى مش علشانى!

نظرت له بخجل من كلماته، ولكنها لا تحب اللمة والجلوس مع أشخاص لا تعرفهم، فقالت بأسف:
-حاضر يا أونكل هقعد، بس لو اترفدت من الجريدة حضرتك لازم تجيبلى شغل تانى
ضحك مراد باستمتاع قائلاً
-خليل ميقدرش يعملها،ده أنا أرفده وأقعده فى بيتهم.
ابتسمت ألاء لمزاح مراد وقررت الجلوس معهم.
أما عند سلمى ومصطفى
كانت تتحدث معه بخجل؛ فهذه المرة الاولى التى تجلس فيها مع شخص بمفردها، أما هو كان يتحدث معها كأنه يعرفها منذ زمن،وليس من يومين فقط.

نظرت سلمى له بذهول وقالت:
-يعنى إنت عايزنى لو حصل بينا نصيب أسيب شغلى!
أجابها بضيق ظهر على ملامحه قائلاً:
-أولاً: أنا مقصدتش كده،أنا قصدى إن لو شغلك ده هيعرضك لخطر زى المرة اللى فاتت، يبقى قلته أحسن !
لانت ملامحه قليلا ثم أكمل حديثه بجدية قائلاً:
-ثانياً: أنا مش ضد إن الست تشتغل، لا طبعا أنا مؤيد لشغلها ؛لإنها لازم تعتمد على نفسها، وتبنى شخصيتها المستقلة.
-صمتت سلمى قليلاً فقد أعجبها تفكيره ثم قالت:
من الناحية دى إطمن خلاص مبقاش فى خطر فى شغلى ؛لإن بابا صاحب رئيس التحرير، وعمل مشكلة، ورئيس التحرير أقسم بالله إن عمره مهيسمح لينا أنا وألاء إننا نشتغل فى حاجه زى دى تانى.

ابتسم مصطفى قليلاً ثم قال:
-وإنتى متوقعة إن ألاء هتسكت !دى تقريباً مبتعملش حاجه إلا المخاطر.
ضحكت سلمى عقب كلماته وقالت:
-معاك حق دى مجنونة وبتحب المغامرة اوى.
صمتت قليلا ثم قالت:
-أظن كفاية كلام كده بقى، و يالا نقعد معاهم شوية.
أجابها مصطفى بابتسامة:
-يالا بينا.

اتجهت سلمى خلف مصطفى الى المكان الذى يجلس فيه الجميع، ووجدت ألاء تلعب بهاتفها، فجلست بجانبها قائلة:
-المزة بتاعتى بتعمل ايه؟
اقتربت منها ألاء وهمست فى اذنها،قائلة بخبث:
-اقعدى انتى مع المز بتاعك، وسبينى أنا قاعدة هنا اطق!
ابتسمت سلمى، وهمست فى أذنها هى الاخرى قائلة بخبث:
-طيب ما أنا سايباكى قاعدة مع حضرة الضابط!
نظرت لها ألاء ورفعت حاجب لها وقالت:
لمى نفسك أحسن ليكى يا سلمى، إنتى عارفانى لما بقلب.

رجعت سلمى للوراء قليلا قائلة بابتسامة:
-لا وعلى ايه الطيب احسن
جلسوا يتحدثون قليلاً ثم استاذنوا للرحيل،وأخبرهم مراد أنه سيبلغهم بقرار سلمى فى أقرب وقت،أما ألاء لا تعرف سر إنجذابها السريع لحمزة،وأيضا شعور الإنتماء الذى يراودها.
نفضت تلك الأفكار من راسها وصعدت الى غرفتها لتنام.
أما سلمى أدت صلاه الأستخارة، ودعت الله ان ييسر أمورها، ويلهمها الصواب،ويبعد عنها الشر،ويقرب منها الخير.

فى اليوم التالى
فى منزل جلال نصار
كان الجد يتناول الإفطار مع أحفاده حسن وحمزة، ويراقب شرودهم وتنهيداتهم بين الحين والأخر.
كان حمزة شارداً فى ألاء وإنجذابه السريع إليها، لا ينكر الأفكار المجنونة التى راودته ليلة أمس بالتقدم وطلب يدها للزواج، ولكنه أقنع نفسه بصعوبة ان يتريث ويفكر جيداً، ويترك الأمور تسير الى أن ياتى أمر الله.
أما حسن شارد فى مريم، التى لم يرها من الأمس وتجنبها البقاء فى المكان المتواجد به، لا ينكر أنها ارتدت ليلة أمس ثياب ساترة لجسدها،ولكنه يعلم انها عنيدة أيضا ولا تقتنع بسهولة.

نطق الجد أخيراً وقال:
-عندى ليك عروسة حلوة يا حمزة!
نظر اليه حمزة بدهشة فأول مرة يتحدث معه جده فى أمر زواجه .
ظل الجد يتابع تعبيرات وجه حمزة، التى تتغير بين الحين والأخر،من الدهشة، ثم التساؤل،وأخيرا الضيق، فعلم أنه على حق،وأن حمزة شارداً فى فتاة ما،ولهذا قرر ان يفاتحه فى موضوع زواجه حتى يتكلم،ويفصح عما فى داخله.

نظر حمزه لاخيه حسن قليلاً ثم قال:
-انت تعرف حاجه يا حسن عن موضوع العروسة اللى جدك جايبها دى؟
نفى حسن براسه وقال:
-لا والله، أنا أول مرة أسمع الكلام ده يا حمزة!
نظر حمزة الى جده مرة أخرى وقال:
-عروسة ايه يا جدى اللى بتتكلم عنها، دى انا اللى مفروض أختار عروسة وأقول لحضرتك عليها!
ابتسم الجد بمكر ودهاء قائلاً:
-هو إنت كنت جبت حد وأنا قلتلك لا، لقيتك ساكت يا حمزة قلك أجبلك انا!

صمت حمزة قليلا،ً وظهر الضيق على وجهه وقال:
-عندك حسن أهه يا جدى،شفله عروسة وسيبنى أنا!
نظر له حسن بسخرية وقال:
-لا ملكش دعوة بيا أنا، انت الكبير يا حلو!
تحدث الجد بجدية قائلاً:
-خلاص يا حمزة، أنا اتفقت مع الناس إننا هنروح ليهم النهارده تشوف البنت،وهيا كمان تشوفك.

وقف حمزة معترضاً، ولم يجد مفر من حديث جده إلا أن يعترف بمشاعره التى يكنها لألاء،فقال:
-لا يا جدى، أنا فى بنت معجب بيها، ومستنى الوقت المناسب علشان أتقدملها!
ضحك الجد بصوت عالى قائلاً:
-أيوة كده،هو أنا كان لازم أجيب سيرة عروسة علشان تنطق يا حمزة!
نظر كلا من حمزة وحسن بعدم تصديق لبعضهما، وقال حمزة:
-يعنى حضرتك كنت بتستفزنى يا جدى؛ علشان أقول، ومفيش عروسة اصلاً!

ضحك الجد قائلاً:
-أه يا ابنى،إنت شارد بقالك يومين، فقلت أكيد بنت اللى مشقلبة حالك بالطريقة دى، وكنت عارف إنك مش هتنطق،فقلت أجيب ليك سيرة العروسة دى علشان تنطق بقى!
جلس حمزة بإرتياح قائلاً:
-ده إنت سيبت مفاصلى يا جدى!
أكمل الجد حديثه قائلاً:
-طيب البنت دى كويسة،أخلاقها عالية ولا ايه؟
نظر له حمزة بابتسامة قائلاً:
-إطمن يا جدى،حفيدك مش بيختار أى حد.
ربت الجد على كتفه وقال:
-طيب خدلنا ميعاد مع أهلها علشان نروح نخطبهالك.

عبست ملامح حمزة قليلاً وقال:
-بصراحة يا جدى أهلها متوفيين وملهاش حد، وعايشة مع صحبتها، ووالد صحبتها يبقى صديق للوا حامد والد مصطفى، وراجل محترم جداً حتى امبارح مصطفى اتقدم لسلمى بنته.
صمت الجد قليلاً ثم قال:
-طيب كلم صاحبك يتفق معاهم على ميعاد مناسب نروح فيه.
عقب إنتهاء الجد من حديثه، دلف حمزة بسرعة الى غرفته ليهاتف مصطفى!
نظر حسن الى جده بضيق وقال:
-طيب وأنا يا جدى؟

ابتسم الجد له وقال:
-انا عارف كل حاجه يا حسن، وإن مريم واكلة عقلك وانت بتحبها، استنى بس نخلص موضوع أخوك وأنا أفاتح عمك فى الموضوع،أنا كنت لمحت ليه قبل كده ولقيته معندوش مانع.
نهض حسن بسرعة،وقبل رأس جده،قائلاً بامتنان:
-ربنا يخليك لينا يا جدى!
"فى شقة فوزى نصار"
خرج والدها الى عمله، فذهبت الى أمها قائلة بضجر:
-أنا عايزة أخرج يا ماما، مينفعش كده!

تركت أمها ما بيدها بملل وقالت:
-بقولك إيه يا مريم، روحى قولى لبابا أحسن، أنا مش فاضية.
تأففت مريم بغيظ، ودبت قدميها فى الأرض قائلة:
-لا بقى مش عيشة دى، أنا بنت ولازم أتفسح، وأخرج زى كل البنات!
نظرت لها أمها وقالت بتهكم:
-معاكى إن لازم تعيشى حياتك وسنك،بس بإحترام، مش تلبسي عريان،وتفترى على الناس، وتصاحبى بنات مش محترمة،وتقعدوا طول النهار تتكلموا دى عملت إيه،ودى سوت إيه،واخر إهتمامكم الموضة والفاشون والكلام على الناس !

صمتت أمها قليلاً تنظر الى ملامح ابنتها الغاضبة ثم استكملت حديثها قائلة:
-فين سهام يا مريم البنت المتدينة المحترمة اللى كانت بتجيلك هنا ؟من ساعة ما اتعرفتى على الزفتة اللى اسمها ملك؛ وإنتى حالك اتغير، بقيتى مغرورة بالفلوس ومش همك إلا إنك تعيشى حياتك.
أعمى الغضب عينى مريم، ولم تدرى بحالها سوى وقد ألقت فى وجه أمها تلك الكلمات التى تشبه بالسهام القاتلة فقالت:
-وأظن إنك كنتى زمان زيي كده، حتى إنك حرمتى مرات عمى فاروق من بنتها اللى إنتوا لغاية دلوقتى متعرفوش حاجة عنها،انتى مش قديسة يا ماما،أنا سمعت كل حاجة لما بابا كان بيزعق ليكى.

تركت أمها تقف فى دهشة من حديث ابنتها، التى كانت بمثابة طعنات غائرة لها، كيف أمكنها قول ذلك؟ كيف تجرأت على التفوه بتلك الكلمات؟ كيف أتتها الجرأة لتقف وتهين أمها بتلك الطريقة؟
فرت دمعة خائنة من عيناها وقالت:
-كده برده يا مريم،ربنا يسامحك يا بنتى، أنا عارفة إن اللى إنتى فيه ده بسبب عمايلى زمان، بس ربنا يعلم أنا تبت وندمت أوى على اللى عملته.

رفعت يديها الى السماء قائلة:
-يارب اظهر الحق،ورد الغايب، وخليهم يسامحونى، واهدى مريم بنتى،وارزقها الزوج الصالح اللی يقوِّمها ويقربها منك.
دخل حمزة الى غرفته وأمسك هاتفه بحماس ليهاتف مصطفى .
طال الإنتظار،وتأفف حمزة وكان على وشك إنهاء الإتصال،ولكن قاطعه صوت مصطفى الذى قال:
السلام عليكم، اذيك يا حمزة،إنت بتتصل ليه؟ للدرجة دى واحشك ده، أنا هقابلك فى المديرية كمان ساعة!

تأفف حمزة من كثرة حديث صديقه وقال:
-بص يا مصطفى أنا على أخرى، المهم اتصلت لإنى عايزك تكلم سيادة اللوا،يكلم مراد الأسيوطى وياخد منه ميعاد لجدى ؛علشان أتقدم لألاء!
تعالت ضحكات مصطفى فى الهاتف، مما أثار حنق حمزه، وأغلق الهاتف فى وجهه.
حاول مصطفى الإتصال كثيراً، إلا أنَّه دائماً ياتيه الرد
"هذا الرقم مغلق أو غير متاح من فضلك حاول الإتصال فى وقت لاحق"
ضحك مصطفى بإستمتاع أكثر على سرعة غضب حمزة،وقرر تلبية طلبه، وذهب الى أبيه وأخبره بطلب حمزة.

بعد ساعة فى مديرية الأمن
كان حمزة يتجول فى الغرفة بضيق ؛فلم يصل مصطفى الى الان،لا يعرف ماذا فعل ؟هل أخبر أبيه أم لا ؟
عندما سئم من الإنتظار،قرر الذهاب الى اللواء حامد بنفسه، وإخباره بما يريد .
اتجه حمزة الى باب الغرفة،ولكن قاطعه دلوف مصطفى الى المكتب بابتسامة.

لم يتسنى لحمزة الحديث ؛فعندما دخل مصطفى قال بحماس:
-أنا قلت لبابا وهو كلم مراد الأسيوطى،وهو مستنيكم النهاردة؛ لإن بكرة عنده إجتماعات وحاجات كتير تخص الشركة.
ابتسم حمزة على الموافقة على طلبه،وقرر الإتصال بجده؛ ليستعد ويخبر حسن وعمه ليتجهزوا،فاليوم سوف يذهب لطلب يد من جذبته بشده لها للزواج.
أخرج هاتفه وأخبر جده،وطلب منه إخبار شقيقه حسن وعمه،وفرح الجد لفرح حفيده الذى يظهر جلياً خلال صوته عبر الهاتف.

فى فيلا مراد الأسيوطى
تناولت ألاء الإفطار برفقة سلمى ومراد، وتأهبت للذهاب الى الجريدة.
أخذت حقيبتها، وإستعدت للخروج، قاطعها صوت مراد قائلا:
-استنى يا ألاء، عايزك فى موضوع!
التفتت ألاء له وعقدت حاجبيها،قائلة بتساؤل:
-موضوع ايه يا أونكل؟ هنتأخر على الجريدة!
ابتسم لها قائلاً:
-تعالى بس إنتى وسلمى اقعدوا،وهفهمكم كل حاجة.

جلست كلاً من سلمى وألاء أمام مراد،منتظرين أن يتحدث ويخبرهم ما يريده.
صمت مراد قليلاً ينظر لهم ويراقب تعبيرات ألاء الجامده دائما، ثم قال:
-بصى يا ألاء من غير لف ودوران،الضابط حمزة نصار جاى الليلة هو وأهله علشان يطلب إيدك للجواز!
نظرت ألاء بصدمة لمراد على ما تفوه به، ما هذه السرعه؟ لم تعرفه إلا ليومان فقط، لا تنكر إنجذابها إليه، وشعور الإنتماء له التى تشعر به دائماً عندما تكون معه .
أفكار كثيرةومتداخلة راودتها،وحل الصمت على الجميع إلا سلمى التى إحتضنتها بسعادة.

تحدث مراد؛ ليقطع الصمت الذى حل عليهم فقال:
-رأيك إيه يا ألاء،
تنهدت ألاء تنهيدة طويلة وقالت:
-ماشي يا أونكل هكون فى إنتظارهم باليل إن شاء الله، بعد إذنك لازم نمشي علشان منتاخرش على الجريدة.
"فى المساء"
كانت ألاء بغرفتها،تفكر كثيراً مشاعرها متضاربة، شئٌ بداخلها يخبرها أن تستسلم لإنجذابها له، و أخر يخبرها أن تتريث وتفكر أنه زواج وحياة أخرى.
صعدت الخادمة لتخبرها أن الضيوف قد أتوا.

ابتسمت سلمى واقتربت منها،وإحتضنتها قائلة بسعادة:
-ألف مبروووك يا لولو، ربنا يتمملك على خير!
نظرت لها ألاء ببرود، ولم ترد سوى بعد لحظات، قائلة:
-على إيه يا سلمى ؟لسه يا حبيبتى لسه.
صمتت قليلاً ثم ابتسمت قائلة:
-متشغليش بالك بيا يا سلمى، فكرى إنتى بس علشان مصطفى ميستناش كتير،مصطفى شخص محترم، وإن شاء الله يكون من نصيبك.

هبطت ألاء الدرج هي وسلمى، وكانت ألاء ترتدى فستان من اللون الازرق الباهت، بثلثى كم يصل الى الكاحل،وتركت شعرها حراً .
أما سلمى ارتدت فستان من الأورجانزا،وحجاب من اللون الأفوايت.
كان قد حضر حمزة وجده وعمه فوزى وشقيقة حسن،وايضاً حضر معهم مصطفى.
رحبت بهم كلاً من سلمى وألاء وجلسوا بجوار مراد .
مصطفى ينظر لسلمى بابتسامة،وسلمى تنظر الى الأرض بخجل.

ألاء تنظر لعائلة حمزة بغموض،وشعور بالانتماء تجاههم يتسرب إليها مرة أخرى، ولكن شعور مختلف عن شعورها تجاه حمزة.
كان الجد ينظر لها بتحفظ، لا يعجبه كونها لا ترتدى الحجاب،ولكنها إختيار حفيده وهو يثق ثقة عمياء فى إختيارات حمزة، ولكن مهلاً لم ذلك الشعور أنها تنتمى اليه؟ تعبيراتها الجامدة تلك تشبه تعبيرات شخص عزيز على قلبه.
نفض جلال تلك الأفكار من رأسه، واقترب من حمزة هامساً فى أذنه قائلا بضيق:
-البنت مش لابسه حجاب يا حمزة!

صمت حمزة قليلا،ً ثم تكلم هامساً هو الأخر لجده
-ألاء مع إنها مش لابسه حجاب إلا إنها يا جدى محترمه جداً،وحاطه حدود لتعاملها مع الناس كلها، وإن شاء الله ربنا يهدى وتلبس الحجاب.
ابتعد الجد عن حفيده،وأخذ يدقق النظر مرة أخرى بألاء قليلا،ً ثم قال بابتسامة موجها حديثه لمراد:
-أستاذ مراد، أنا جاى أطلب ايد ألاء للجواز لحفيدى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة