قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السابع عشر

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السابع عشر

إبتسمت بإنتصار وقالت:
-فى بضاعة خشب هقولك على خط سيرها، المطلوب تاخد معاك كام واحد ثقة تسرقوا الشحنة دى،وتولعوا فيها فى مكان بعيد من غير ما تضروا أى، تسرقوا الشحنة بس،والناس اللى معاها مش عايزة حد يحصله أى حاجة.
سألها بدهشة قائلاً:
-وليه عايزانى أعمل كده يا أستاذة؟
أجابته بجمود:
-أصحاب الشحنة دى أذونى أوى يا حمودة،ها هتقدر ولا أشوف حد تانى؟

رد عليها بإبتسامة:
-لا يا أستاذة هنفذ، أنا رقبتى سدادة ليكى وعلشان خطرك هرجع لأيام الشقاوة تانى.
غادرت المكان متجهة الى سلمى وإبتسامه إنتصار مرتسمة على وجهها، فقد بدأت أولى خطواتها من أجل الأخذ بالثأر.
-وصلت الى الفيلا التى تقطن بها سلمى، وجدتها فى حديقه الفيلا تجلس بجوار مصطفى، فرحبت به واحتضنت سلمى بشدة فقد اشتاقت لها كثيرا.

بعد قليل
كانت ألاء تجلس بجوار سلمى تتحدث معها عن حياتها،وكانت أحياناً تكون شارة ولا تجيب عليها، فأرادت الإطمئنان عليها فباغتتها بسؤالها قائلة:
-مالك يا لولو، من ساعة ما جيتى وإنتى كل شوية سرحانة منى.
إلتفتت ألاء لها وابتسمت بتصنع حتى لا تكشف سلمى أمرها، لا تريدها أن تعلم، ستنقلب ضدها وتخبر مراد لتحميها، وهى لا تريد ذلك فى الوقت الحالى فقالت بهدوء:
-مفيش يا سلمى، بس زهقت من قعده البيت وعايزة أرجع شغلى بقى.

لم تصدقها سلمى وعلمت أنها تتهرب منها،ولكن ستجاريها الى أن تكتشف ما يدور بخلدها، فردت بهدوء:
-خلاص كلها يومين ونرجع شغلنا،والأستاذ خليل هيزهقك شغل.
ضحكت ألاء على حديث سلمى،ولكنها ضحكة لم تخرج من القلب،ضحكة مصطنعة،فمازال عقلها مشغولاً بما سيحدث غداً.
فى المساء
حضر حمزة وجلس مع صديقه مصطفى وأصرت سلمى أن يتناولوا العشاء معهم.

بعد فترة
غادروا الى منزلهم، وحمزة ينظر لألاء يلاحظ شرودها وتجنبها الحديث معه، فأصر الصمت هو الأخر لحين الوصول للمنزل ومعرفة مابها
وصلوا الى المنزل،وترجلت ألاء من السيارة وصعدت الى شقتها، وجلست على أقرب أريكة تريح رأسها للخلف بدون أن تتفوه بشئ، شاردة فيما سيحدث غدا هل فعلت الصواب أم لا؟ قلبها يخبرها أنها ليست على صواب،أما عقلها يقنعها أنها فعلت الشئ الصحيح،فهم من بدأوا بتدميرها ونبذها من العائلة كالخرقة البالية،تحقد بشدۃ على جدها لأنه ساند مديحة وساعدها على الخلاص منها، بل كان الأمر برمته بناءاً على أمرٍ منه .

تنهدت بضيق وأغمضت عيونها لعلها تستريح من تأنيب ضميرها الذى ينغص عليها راحتها، منذ أن إلتقت بحمودة واتفقت معه على ما سيحدث غداً.
جلس بجوارها بدون أن تشعر به،يراقب ملامحها الجامدة وإنعقاد حاجبيها بشدة كأنها تصارع شيئاً ما، فوضع يده على كتفها برفق،هاتفاً بنبره يشوبها القلق:
-مالك يا ألاء ؟ من ساعة ما خرجنا من عند سلمى ومصطفى وإنتى ساكتة كده وعلطول سرحانة،هو إنتى تعبانة ولا فيكى إيه؟ أنا قلبى مش مطمن.

فتحت عيونها عقب إنتهائه من حديثه ولمعت عيناها بالدموع،هو يفكر بها وما يؤرقها، أما هى تفكر فى كيفية تنفيذ إنتقامها من عائلته، ما إتفقت عليه مع حمودة بالتأكيد سيضر عمل العائلة وأولهم أخيه، فهو من يمسك العمل ويديره برفقة عمه وجده،وأيضاً والدها سيدير العمل معهم .
لم تشعر بنفسها إلا وقد أراحت رأسها فوق صدره، تتشبث به كالطفلة طلباً لحنانه وحبه،صامتة لا تتفوه بشئ سوى أنفاسها الناعمة وتنهداتها بين الحين والأخر.
إزداد قلقه عليها بعد ما فعلته وإحتضانها له، فضمها إليه بقوة يبثها أمانه ودفء أحضانه،قائلاً بخوف:
-ألاء إنتى كويسة ؟أنا كده قلقت عليكى أكتر!

تنهدت بعمق وأجابته بهدوء:
-عايزة أنام بس يا حمزة وهبقى كويسة.
رد عليها بهدوء خافت:
-طيب صلى الأول وبعدين نامى!
أجابته بخفوت:
-صليت عند سلمى عايزة أنام بس.

نهض وجذبها معه، ودلفت الى غرفة نومها وتسطحت على الفراش بدون أن تبدل ملابسها،فدثرها جيداً بالغطاء وأبدل ملابسه واندس بجوارها،ينظر لظهرها الذى يقابل وجهه شارد فيها وما يحدث معها، كانت بخير فى الصباح،ولكن تُرى ماذا حدث لها لتكون بهذا الشكل ؟
مرت فترة وهو يحدق بها متخيل أنها نائمة،وإستسلم هو الأخر لسلطان نومه.

عندما شعرت بإنتظام أنفاسه،إلتفتت له ليقابل وجهها وجهه وظلت تحدق به فترة،وهبطت دموعها على وجنتيها شعوراً بالذنب لما تفعل، وإستغلال زواجها منه لتكون وسط تلك العائلة لتحقق إنتقامها منهم على أكمل وجه،ولكنها تتألم لخداعها له، أحبته ولكنها تطعنه بظهره.
أى منطق هذا ؟وأى عقل يصدق أن من يحب يضر من يحبه ويوجه له الطعنات،من المفترض أن تكون دوماً بجواره تسانده لا أن تتآمر ضده وضد عائلته، ولكنها قد حسمت قرارها من قبل زواجها به وإنتهى الأمر،تحبه ولكنها يجب أن تاخذ بثأرها وثأر أمها، لن تضره هو بل ستضرهم هم .

إمتدت يدها تتحسس ملامحه بحب، وإقتربت منه طابعة قبلة على جبينه بثته فيها أسفها وندمها لما تفعله ثم غطت فى نوم عميق.
كانت سلمى تدور فى غرفتها بضيق، تشعر أن ألاء بها شئ ولم تتحدث، قلبها يخبرها أن هناك شئ على وشك الحدوث، صمت ألاء وشرودها كثيراً ما هو إلا عاصفة قادمة، هى صديقتها منذ الطفولة وتعرفها أكثر من أى شخص أخر.
أمسكت هاتفها لتتصل بها ولكنها تراجعت فى أخر لحظة،ماذا ستقول لها؟ وكيف ستبرر لها إتصالها وهى كانت معها منذ وقت قصير ؟تنهدت بضيق وجلست على فراشها تضع وجهها بين راحتيها.

كان مصطفى يراقبها بتمعن،وعندما جلست على الفراش بضيق إقترب منها ورفع وجهها الذى كانت تنكسه للأسفل قائلاً بهدوء:
-مالك يا سلمى؟ من ساعة ما ألاء مشيت وإنتى مش على بعضك.
تنهدت بضيق ماذا ستقول له ؟كيف ستبرر خوفها ؟
فحثها على الكلام قائلاً:
-اتكلمى يا سلمى علشان ترتاحى، طلعى اللى جواكى.

بللت شفتيها بلسانها قائلة بخفوت:
-معرفش يا مصطفى ألاء مكانتش على بعضها من إمبارح، أنا خايفة عليها حاسة إن فيها حاجة!
إبتسم لها وأمسك يدها بين راحتيه قائلاً:
-متخافيش يا حبيبتى، ألاء قوية وإنتى أكيد قلقانة على الفاضي، وهيا صاحبتك لو كان فيها حاجة كانت قالتلك،يالا ننام دلوقتى وبكرة كلميها إن شاء الله.
كانت مريم تتقلب فى نومها ترى أحد الكوابيس المزعجة،ترى نفسها تجرى فى الظلام وهناك شعاعا من النور تحاول الوصول إليه، وكانت على وشك الوصول اليه لولا يد إمتدت وأخذتها عبر الظلام مرة أخرى .

كانت تلهث فى نومها و ظلت تصرخ، ووصل صراخها الى غرفة حسن،الذى ركض الى غرفتها وجدها تنتفض على فراشها وتتقلب بشدة كأنها تنام على جمر،وجبينها يتصبب عرقاً،فحاول إيقاظها فانتفضت بخوف وجلست على السرير،وعندما رأته يجلس بجانبها تعلقت فى رقبته بشده وألقت نفسها بأحضانه تضمه إليها،فى محاولة منها لتشعر بالأمان قائلة:
-أنا خايفة أوى!

عندما رأى خوفها الظاهر وإنتفاضتها بين يديه، أحكم ذراعيه حولها قائلا:
-متخافيش يا مريم، ده مجرد كابوس،إذكرى ربنا ومتحكيش الكابوس لحد.
أومات برأسها عده مرات وظلت تذكر ربها.
أراحها على الفراش قائلاً:
-نامى دلوقتى وكل حاجة هتبقى تمام .
جاء لينهض تعلقت فى ملابسه قائلة برجاء:
-خليك هنا يا حسن، أنا خايفة أوى!

أمسك يدها المتشبثه بملابسه ومشاعر متضاربة تتأرجح فى قلبه، يريد البقاء معها وفى نفس الوقت غير قادر على مسامحتها،ولكنها زوجته وفى حاجته الآن وإن لم يبقى بجوارها سيتألم لأجلها،لذا حسم أمره قائلاً بخفوت:
-طيب يا مريم نامى هنا وأنا هنام على الكنبة.
أبعد يدها التى تمسك به واتجه الى الأريكة لينام عليها واضعاً يده فوق رأسه.
أما هى نظرت لجسده الساكن على الأريكة، لا يهمها أنه لم ينم بجوارها،يكفيها أنه متواجد معها بنفس الغرفة، وأنفاسه تحاوطها لتشعرها بالأمان، أراحت رأسها على الوسادة لتنام بعمق بعد شعورها بالراحة لوجوده.

فى عصر اليوم التالى
تجلس ألاء فى شقتها بإنتصار بعد سماعها لخبر سرقة الشحنة،وعثورهم فيما بعد على الخشب متفحم فى إحدى الاماكن المهجورة .
قررت الهبوط للأسفل لترى ماذا يحدث
هبطت ألاء الى الأسفل وجدت الجميع أعصابه متوترة ومشدودة،تلك الشحنة كلفتهم الكثير من الأموال، فسمعت الجد يتحدث بخفوت قائلاً:
-خلاص يا فوزى اللى حصل حصل، الفلوس بتروح وتيجى، أهم حاجة محدش إتأذى من اللى حصل.

نهض حسن بضيق من فوق مقعده،واقفاً أمام جده قائلاً بغضب:
-ماشي يا جدى المهم محدش إتاذى من اللى حصل، لكن هنسيب الموضوع كده واللى عمل العملة دى يفلت منها من غير عقاب، إحنا أول مرة يحصل فينا كده!
تدخل حمزة قائلاً بهدوء:
-أكيد مش هنسكت على اللى حصل يا حسن، أنا كلمت اللوا حامد وهيتولى الموضوع بنفسه،متقلقش واللى عمل كده إحنا هنجيبه.
إبتلعت ألاء ريقها بخوف لتدخل الشرطة بالأمر، ولكن شيطانها تلبسها فى تلك اللحظة بأن يحدث ما يحدث،لا يهمها إن تم القبض عليها،ما يهمها الآن أن تأخذ بالثأر لها ولأمها الراحلة.

أما ملك يتأكلها الحقد وهى تجلس فى غرفتها بالمنزل، لا تصدق ما أخبرتها به إحدى صديقاتها أن مريم تزوجت من حسن، فبدلاً من أن يعاقبها تزوجها.
كانت تعلم بحبه لها من نظراته المغلفة بالعشق التى كان يخص مريم بها، أخطات عندما أخبرته كانت
يجب أن تبعث الرسالة لوالدها أولاً.
لذا أخرجت هاتفها وتلبسها شيطانها وبعثت رسالة لمريم تقص فيها ما فعلته،وإخبارها لحسن وسبب إنتقامها منها، وهو إلقاء والدتها "سمية الالفى "فى السجن بسبب والدتها،وأيضاً أخبرتها أنها قد تحصلت على رقم والدها كما تحصلت على رقم حسن من قبل وستبعث التسجيل له .

أرسلت الرسالة لمريم ثم أرسلت التسجيل لوالد مريم وأغلقت هاتفها وهى تبتسم بشر لتحقق إنتقامها.
دلفت ملك لغرفة والدتها وجدتها نائمة، فاقتربت لتوقظها وتخبرها أنها إنتقمت لها من مديحة،ولكن فات الآوان وأمها فارقت الحياة.
ظلت تصرخ وهى تتمسك بأمها وتهذى بالكلام قائلة:
-لا يا ماما قومى،أنا إنتقمت وجبتلك حقك،مش بعد ده كله تموتى وتسيبينى !
ماتت أمها وتركتها وحيدة تتحسر، تائهة فى ظلامها الذى أخذها معه واستحكم معها.

قرأت مريم الرسالة التى وصلتها بقلب يرتجف كالأرنب المذعور، وعلمت أن نهايتها أتية لا محالة،
ونزلت دموعها فى إنتظار حكم والدها.
عندما سمع والدها التسجيل الذى أرسلته مريم إنطلق فى إتجاه شقتها والشياطين تلاحقه، قائلاً بأعلى صوته الذى نفذ الى الجميع،وخافوا من شدة غضبه:
-مررررررررررريم!
إنتفضت من صوت أبيها وكذلك أمها التى رأته يصعد متجهاً الى شقة ابنتها وخلفه حسن ومعه الجد أيضاً وكذلك فاروق، فتملكها الخوف على وحيدتها وصعدت خلفهم.

أما حمزة أخذ هاتف عمه واستمع الى التسجيل، وجحظت عيناه لما سمع وصعد هو الأخر،قبل أن يتهور عمه ويفعل شيئاً يندم عليه لاحقاً.
أما ألاء لم ترد التدخل وظلت فى شقتها
عندما علمت سلمى بما حدث مع عائلة حمزة، والشحنة التى سرقت منهم وإحراقها،شكت بألاء، فتوجهت الى منزلها لتعرف منها ما يحدث.
ظل يطرق فوزى على باب الشقة ففتحت له مريم بوجه خائف مرتعب، وقبل أن تتحدث باغتها والدها بصفعة على وجهها،وأتبعها بإمساكه من شعرها قائلاً:
-إنتى كنتى عايزة تعملى فيا كده،عايزة تحطى راسي فى الطين وتودى ابن عمك فى داهية.

إستطاع حسن تخليصها من براثن عمه، وإحتضنها لتبقى فى أمانٍ بين يديه قائلاً:
-خلاص يا عمى الموضوع خلص، ومريم عرفت غلطها وندمت على اللى حصل،وكلكم شفتوا إنها إتغيرت.
صدم أخيه مما سمع،فقد كان حسن على علمٍ تام بما حدث.
هتف فوزى بصدمة قائلاً:
-يعنى إنت كنت عارف! علشان كده إتجوزتها بسرعة وكنت مستعجل أوى على الجواز يا حسن، إتجوزت بنتى علشان تنقذ أخوك منها!
صمت حسن ولم يرد على عمه،ونظر لأخيه الذى يقف ينظر له بجمود لا يتفوه بشئ.

هتف الجد بغضب قائلاً:
-متفهمونا فى إيه ؟ومريم كانت هتضر حمزة ليه؟
هتف حسن بضيق قائلاً:
-أنا قلت الموضوع خلص يا جدى، ومش عايز حد يتكلم كلمه تانية،دى مراتى واللى يمسها يمسنى، ولو ليا خاطر عندكم متفتحوش الموضوع ده تانى.
هبط الجد للأسفل ومعه فاروق بعد حديث حسن وقراره بعدم فتح الموضوع مرة أخرى.
أما مديحة أحضرت لإبنتها حجاب، تضعه فوق رأسها لوجود حمزة، وتقف بجانبها تبكى بهدوء.

نكس فوزى رأسه للأسفل وقال بإنكسار:
-يمكن حسن سامحك يا مريم،بس أنا مش مسامحك وهعتبرك ميتة من النهاردة.
أنهى حديثه الصادم لها وهبط الى الأسفل، يتبعه حمزة الذى نظر لأخيه بجمود، وهبط الى جده ليراه.
تركها حسن ودموعها تهطل بغزاره على وجنتيها، بسبب حديث أبيها بأنه لن يسامحها،ويعتبرها متوفاة بالنسبة له.

إقتربت منها أمها تضع يدها عليها قائلة بخفوت:
-متقلقيش أبوكى بيحبك،يومين وهيرجع زى الأول، بس إنتى عملتى إيه خلاه يضربك بالقلم وكان هيضرب أكتر لولا حسن خلصك من إيده؟
نفضت يد أمها قائلة بحدة:
-إبعدى عنى بقا، كفاية اللى أنا فيه كله بسببك، اللى بيحصلى ده بسبب اللى عملتيه زمان،فاكرة سمية الألفى اللى دخلتيها السجن ظلم، أهى بنتها طلعت ملك وجاية تنتقم منك فيا، كل اللى بيحصلى ده إنتى السبب فيه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة