قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الخامس عشر

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الخامس عشر

مر يومان واشترى حسن الشبكة وألبسها لمريم فى جو أسري، حضرته العائلة فقط بإستثناء ألاء، التى تعللت أنها متعبة ولا تستطيع الحضور.
مر الأسبوعان وسط إنشغال الجميع وتجاهل حسن لمريم، لا يتحدث معها إطلاقاً،مما جعلها تطمأن بعض الشئ، وظلت طوال الأسبوعان لا تتحدث مع أحد، تعيد حساباتها القديمة تتمنى أن يعود الزمن للوراء حتى لا تعيد ما حدث.

أما سلمى وألاء لا تلتقيان بمصطفى وحمزة لإنشغالهما بتجهيز إحتياجاتهم للزفاف، واكتفوا بالمحادثات الهاتفية بينهم البعض، وذلك ما تعللت به ألاء لرفضها رؤية حمزة حتى لا يزداد تعلقها به ويضعف من إصرارها على الإنتقام، فقد حسمت أمرها على العيش بينهم،والإنتقام منهم وتدميرهم لأن الطعنة تكون أكثر إيلاماً اذا كانت من أقرب الناس إليك.

مرت الأيام الى أن جاء يوم الزفاف
تقف ألاء أمام المرأة بإحدى صالونات التجميل، تنظر لهيئتها وهى ترتدى فستان زفافها ملامحها متجهمة، ماذا ستفعل مع حمزة؟ لا يمكنها خداع نفسها، أحبته برغم أنها تريد الإنتقام، إلا أنها أحبته.
قرارها من يسمعه يظن أنها مختلة، تحبه وستعيش معه ولن تضره،وستكون نعم الزوجة لزوجها، ولكن ستضر عائلته وتنتقم منهم،سيتجرعون مرارة غضبها .
أى عقلٍ يصدق تلك الافكار التى تدور بعقلها؟

تقف سلمى تراقب تعبيرات وجهها، حدسها يخبرها أن ألاء لم تقل الصدق أنها تخلت عن فكرة إنتقامها من أجل حمزة،مازالت تتذكر الحديث الذى دار بينهما أمس عندما واجهتها بالحقيقة.
عودة الى وقتٍ سابق:
تجلس أمامها تراقب ردة فعلها عندما واجهتها بحقيقتها أنها منافقة.
إلتوى فك ألاء وهى تنظر لسلمى نظرات جامدة، وعقدت ذراعيها أمام صدرها وأخفت توترها ببراعة تحسد عليها،وهتفت بحدة:
-أنا مش منافقة يا سلمى،أنا فعلا تخليت عن فكرة الإنتقام دى أصلا علشان حمزة.

صمتت ألاء ثم نهضت تعطى سلمى ظهرها وهى تمسك بسور الشرفة، ثم أكملت حديثها قائلة بضيق:
-أنا عارفة إنك مش هتصدقى، بس أنا ممكن أعمل أى حاجة علشان حمزة،أنا حبيته واتعلقت بيه، ومعنديش أى نية إنى أخسره يا سلمى،بغض النظر إن العيلة دى دمرتنى، بس أعمل إيه أدمر عيلته يعنى، لو عملت كده أبقى بدمره هو.
نهضت سلمى وأمسكت بكتفى ألاء وأدارتها لتقابلها قائلة بحنو:
-ألاء إنتى عارفة إنك صحبتى الوحيدة،وإن أنا بحبك أوى وخايفه عليكى،وقلت كلامى ده علشان مش عايزاكى تمشي فى سكة الإنتقام وتدمرى نفسك.

إبتسمت ألاء لها واحتضنتها قائلة:
-ربنا يخليكى ليا يا سلمى وتفضلى فى ضهرى علطول،بس عايزاكى توعدينى إن محدش يعرف إن أنا عرفت نسبي الحقيقى.
إبتعدت عنها سلمى ونظرت لها بصمت،تحاول سبر أغوارها ثم هتفت بهدوء:
-طيب بابا مش عايزاه يعرف!
أجابتها بهدوء:
-لا يا سلمى مش عايزة حد يعرف، وخصوصا أونكل مراد،أنا عايزة أثبت نسبي لفاروق نصار الأول، أنا عرفت إنه صفى كل أعماله بره وهيستقر هنا علطول، أنا هبقى عايشة وسطهم يعنى بسهولة ممكن أعمل تحليل" DNA "وأتأكد من كلام مدام هناء، وبعد كده أواجههم بالحقيقة،ومش هقدر أعمل حاجة لحد علشان خاطر حمزة.
عودة الى الوقت الحالى.

ظلت سلمى تراقبها قليلاً،الى أن لفت نظرها جلوس مريم على إحدى المقاعد شاردة تريح رأسها الى الخلف، والتى ارتدت الحجاب اليوم، تذكر أنها كانت لا ترتديه، أثارت دهشتها أهذا حال عروس ليلة زفافها ؟فاتجهت إليها وجلست بجانبها تراقبها قليلاً ولكن فضولها غلبها أن تتحدث معها فقالت بخفوت:
-مالك يا مريم،إنتى تعبانة ولا إيه؟

حدقت بها مريم بنظراتها الخالية من الحياة،كأنها على وشك إعدامها وليس زفافها فقالت:
-لا أنا مش تعبانة، يمكن مرهقة شوية مش أكتر،ولو سمحتى أنا مش عايزة أتكلم فى حاجة.
جاءت سلمى لتتحدث قاطعها أصوات أبواق السيارات، تعلن عن وصول عريس كلاً منهما.
خرجت الفتيات كل واحدة تنظر لعريسها،منهم من تنظر له بابتسامة صافية وخجل يزين وجهها، أما الثانية تنظر له كأنه جلادها ومعذبها،والثالثة تبتسم له تارة وتشرد فى ما ينتظرها تارة أخرى.

قطع تواصلهم البصرى إمساك كل عريس يد عروسه، وجذبها لتسير معه تجاه السيارة الخاصة بهما؛ لتقلهما الى القاعة المقام بها حفل الزفاف.
موسيقى تصدح فى الأنحاء، إضاءه عالية، مباركات من الجميع تهنئة للعرسان.
جلست كل عروس فى المكان المخصص لها بجوار عريسها .
اقترب مراد من سلمى واحتضنها وبارك لها على زفافها، ثم اقترب من ألاء وابتسم لها قائلاً:
-عروسة زى القمر منصور الله يرحمه كان نفسه يبقى معاكى فى يوم زى ده .
صمت قليلاً ثم أكمل بخفوت:
-وكمان أكيد والدك الحقيقى كان نفسه يبقى معاكى فى يوم زى ده.

عندما قال ذلك إتجهت أنظارها مباشرة تجاه فاروق الذى يقف فى إستقبال الضيوف ومعه حمزة يتحدث معه، تنظر له بجمود تتمنى لو أنه كان يقف بجانبها اليوم،تعلم أنه ضحية مثلها فى ما حدث فقد تم حرمانه من ابنته .
قاطع شرودها مراد الذى نظر الى المكان الذى تنظر فيه، واعتقد أنها كانت تنظر لحمزة فهتف بمرح:
-اللى واخد عقلك يتهنى بيه، إستنى شويه هييجى يقعد جنبك حالا.
نظرت له وابتسمت بتصنع قائلة:
-أونكل مراد النهاردة فرحى، ياريت تحترمنى شوية.

ضحك مراد كثيراً، ثم هتف بمرح وهو يلتفت ليغادر متجهاً الى مكان جلوسه:
-ده مفيش حد بيحترمك أدى يا لولو.
زاد حنقها أكثر عندما رأت مديحة تتجه إليها، ثم إحتضنتها قائلة بحنو:
-ألف مبروك يا حبيبتى، بقيتى واحدة مننا خلاص.
إبتعدت عنها ألاء وابتسمت بتصنع قائلة:
-عارفة يا طنط إنى بقيت واحدة منكم ومش من دلوقتى من زمان.
ابتسمت مديحة ثم استاذنت منها قائلة:
-هروح لمريم أشوفها مبروك مرة تانية.

بعد ذهاب مديحة جلست ألاء بغضب على مقعدها، وحاولت الهدوء حتى لا تدمر كل شئ حتى قبل أن يبدأ:
كانت مريم تجلس بجوار حسن الذى لا ينظر لها من الأساس،تحاول أن لا تبكى أمام الجميع،يجب أن تظل أمامهم العروس السعيدة ولكنها فى أشد الندم الآن،لا تعرف هل كان عقلها مغيب أم ماذا؟ ما الذى كانت ستفعله ؟صادقت فتيات السوء اللاتى كانوا سيلقين بها الى التهلكة!
تحمد الله أن حسن جاء فى الوقت المناسب ليمنع الكارثة التى كانت ستفعلها .

نظرت بإتجاه حمزة وجدته يجلس بجوار ألاء، يهمس لها بشئ فى أذنها جعلها تضحك وتهمس له بشئ هى الأخرى،كانت تتمنى أن تكون بجوار حمزة بدلاً من ألاء،ولكنها الأن تذكرت مقولة سهام صديقتها المقربة قديما "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"
أطالت النظر لحمزة وألاء مما جعل حسن يشتاط غضباً،سيعقد قرانهما الآن وستصبح زوجته بعد قليل ومازالت تشتاق لأخيه،فأمسك يدها ضاغطا عليها بقوة ألمتها،فنظرت له بألم قائلة:
-إيدى يا حسن!

خفف الضغط على يدها،وأمسكها برفق بدلاً من القوة وهتف بتحذير:
-عينك متروحش هناك تانى يا مريم، الناس بتبصلنا، متبقيش قاعدة مع عريسك وتبصي لحد غيره، فاهمة ولا لا؟
أومات برأسها هاتفه بندم من أعماقها وأعين دامعة:
-أسفه يا حسن، أسفة أوى،أنا ندمت على كل حاجة عملتها،بس أرجوك بلاش تهينى كل شوية.
نظر لها بقوة يتابع تعبيرات وجهها الخائفة والنادمة، وأجابها بهدوء:
-الندم بيبقى فعل مش قول يا مريم،ومتفكريش إنى هسامحك لمجرد إنك ندمانة على اللى حصل، أنا أصريت أبعد الأسبوعين اللى فاتوا علشان أسيبك تفكرى فى حياتك زمان، وتعيدى تفكير فى كل غلطة عملتيها لإنى مش هسمح بالتجاوز بعد كدة.

كل حاجة لازم تتغير، تصرفاتك وإسلوب حياتك، ولبسك أنا اللى هختاره، أنا وصيت والدتك إنه تختار لبسك كله محترم وواسع، حتى أصحاب السوء اللى ماشية معاهم تنسيهم للأبد، وشريحة الموبايل اللى معاكى كويس انك غيرتيها وجبتى واحدة جديدة، مش عايز أى حد من صحابك يكون له علاقة بيكى تانى،لازم تتغيري!
أومات له بالموافقة قائلة:
-أنا بدات أتغير فعلا يا حسن، حتى إنى لبست الحجاب!
نظر لوجهها الذى يزينه الحجاب، إنها جميلة الآن أكثر من أى وقتٍ مضي، ولكن يجب أن تتغير كليا قبل أن يبدأ معها حياة جديدة .

هتف بهدوء:
-إنتى الصراحة فجئتينى بلبسك للحجاب، بس دى لسه البداية، وأنا مستنى أشوف التغيير اللى بجد يا مريم، يمكن أقدر أسامحك على اللى عملتيه.
أما سلمى تجلس بجوار مصطفى الذى يهمس لها وهى تدير وجهها الى الجانب الأخر، تضحك بخجل وحياء .
هتف مصطفى باسمها قائلاً:
-سلمى بصيلى!
نظرت له بحب وخجل فهتف بمرح:
-أموت فى الطماطم يا طماطم.
رفعت حاجبها له وهتفت بضحك:
-إنت فظيع الصراحة يا مصطفى،عمال تضحك وتهزر وأنا بصراحة معرفش كده عن ضباط الشرطة، أنا أعرف إنهم معقدين كده، أما انت الصراحة كسرت القاعدة دى!
غمز لها بعينه قائلاً:
-ده أنا هبهرك يا سوسو.

بعد إنتهاء حفل الزفاف، أصر مراد على إيصال ألاء أولا الى بيتها حتى لا تشعر أنها وحيدة،ووقف أمامها قائلاً لها بحنان:
-ألاء إنتى دلوقتى بقيتى زوجة، يعنى بقيتى شايلة مسؤولية كبيرة،عايزك متقصريش تجاه جوزك وعيلته،وبرده تجاه نفسك، إوعى فى يوم تترددى إنك تطلبى حاجة منى،إنتى عارفة إن معزتك عندى زى سلمى بالضبط.

إبتسمت ألاء له ودمعت عيناها، فهو نعم الأب لها، منذ وفاة والدها بالتبنى وهو يرعاها حتى وهو يعرف أنها مجهولة النسب،عاملها كإبنته لم يجعلها تحتاج لأحد، فهتفت بمرح:
-روح وصل سلمى يا أونكل، يعنى يوم ما تعاملنى بإحترام تخلينى أعيط، ينفع كده!
أجابها بحنان أبوى نابع من داخله و،حزناً على فراق الإبنه:
-أعملك إيه؟ حظك معايا كده، يالا اطلعى إنتى وجوزك، أصل سلمى خللت فى العربية.
جاءه رد سلمى الحانق قائلة وهى تقف أمام ألاء تنظر لها بأعين دامعة:
-هيا سلمى تقدر تمشي من غير ما تسلم على أختها لولو برده!

إحتضنتها ألاء بشدة، فكانت وستظل لها نعم الأخت والصديقة والأم أيضاً .
مرت دقائق وهما تحتضنان بعضهما البعض، إلى أن هتف مصطقى بمرح:
-يالا يا جماعة إحنا خللنا فى الشارع، وبعدين متقلقيش يا سلمى البيت مش بعيد، دول عشر دقايق بالعربية.
إبتعدت ألاء عن سلمى وأزالت دموعها قائلة بإبتسامة:
-يالا يا سوسو روحى مع جوزك، وهكلمك بكرة إن شاء الله.

كانت مريم تقف تتابع تلك الصداقة القوية المترابطة، وتمنت أن تعود صداقتها بسهام مرة أخرى، فهى بغبائها قد أنهت تلك الصداقة للأبد،ولكن عسي أن تعود يوماً.
رحلت سلمى الى منزلها وصعد كلا من حسن وحمزة مع عروسه الى الأعلى،حيث تقبع شقة كلاً منهما أمام الأخر.
دلفت مريم الى الشقة ووقفت بتردد، لا تعرف ماذا تفعل؟ أو كيف ستكون حياتها مع حسن بعد ما حدث؟ هل ستتقبله زوج لها؟ أو بالأحرى هل سيتقبلها هو زوجة له؟

مشاعر متضاربة إنتابتها، والأغرب أنها لم تحزن أن حمزة صعد مع عروسه، بل لم تفكر بهما من الأساس، كل ما يشغل تفكيرها الآن هو حياتها مع حسن.
التفتت له عندما لم تجد صوت منه وجدته ينظر لها بجمود، ولكنها أقسمت أنها رأت نظرات الحب لها، تغلفها هالة من الجمود كى تخفى تلك النظرات.
إقترب منها حسن، أما هى تراجعت للخلف لا إراديا، فأمسكها من كتفيها قائلا:
-متخافيش يا مريم مش هعملك حاجة،إذا كنت مديت إيدى عليكى قبل كده فتأكدى إنها مش هتتكرر تانى،أنا فعلا بحبك بس لسه مش مسامحك على اللى كنتى ناوية تعمليه، إلا إذا...

صمت قليلاً يتنفس بعمق،فشجعته ليكمل كلامه قائلة:
-إلا إذا إيه يا حسن؟
أكمل حديثه بهدوء قائلاً:
-إلا إذا أثبتيلى إنك إتغيرتى للأحسن،وإنك نسيتى حمزة خالص وحبك ليه.
صمتت ولم تجيبه لأنه ليس هناك ما تتفوه به، فاقترب منها وقبلها من جبينها قائلاً بحب:
-تصبحى على خير.

أشار على إحدى الغرف قائلاً:
-دى أوضتك هتقعدى فيها، وأنا هقعد فى أوضة لوحدى، أنا طلعت النهاردة ونقلت هدومى لأوضة تانية .
أنهى حديثه والتفت ليغادر متجهاً الى غرفته،ليغلق الباب بينه وبينها،تاركها شاردة تفكر فيه وحنانه عليها الآن، وكيف كانت غبية ولم تراه من قبل.
دلف حمزة وهو يحمل ألاء، وأنزلها فى غرفة النوم الخاصة بهما،قائلاً بحب وهو يقبلها من جبينها:
-ألف مبروك يا حبيبتى!

ابتسمت له قائلة:
-الله يبارك فيك يا حمزة!
نظر باتجاه الحمام قائلاً بهدوء:
-غيري هدومك فى الحمام اللى هنا،وأنا هغير بره علشان نصلى سوا.
دلفت ألاء الى الحمام لتبدل ثيابها، أما هو أخذ ملابس له من الدولاب، وخرج من الغرفة ليبدل ملابسه هو الأخر.
بعد قليل دلف الى الغرفة، وجدها تجلس على الفراش فاقترب منها قائلاً:
-يالا نصلى!

أدوا الصلاة سوياً، كان إمامها وهى مامومته،تقف تصلى وراءه فى خشوع .
إنتهى من صلاته ووضع يده على رأسها قائلاً دعاء الزواج، ثم اقترب منها ليبدءا حياتهما معا كزوجين، وقد قررت أن تترك إنتقامها قليلاً؛ لتنعم بحياة هادئة مع من اختاره قلبها.
أما سلمى كانت تحتضن مراد وتبكى على فراقه، فأبعدها عنه برفق قائلاً وهو يمسك وجهها بين يديه:
-إيه يا بنتى هو إنتى مهاجرة ! بطلى عياط يا حبيبتى بقى.
أزالت دموعها وقالت:
-بس دى أول مرة أبعد عنك!

رد عليها بابتسامة:
-بس دى سنة الحياة يا حبيبتى.
غادر مراد وصعدت سلمى الى غرفتها مع مصطفى، وقاما بتادية الصلاة سويا،ليبدئا حياتهما على طاعة الرحمن.
أنهى الصلاة وقرأ على رأسها دعاء الزواج، ثم أمسك رأسها مقبلاً جبهتها،ليبدئا معا حياتهم الزوجية بعيداً عن الهموم ومنغصات الحياة .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة