قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثالث عشر

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان كاملة

رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثالث عشر

كانت سلمى تجلس بجوار ألاء تراقب ملامحها المجهدة، فبعد إنهيارها وهذيانها أنها لن تتركهم وسوف تنتقم منهم،خافت سلمى عليها أكتر فلم يكن لديها حل،سوى إستدعاء الطبيب وإعطائها حقنة مهدئة، حتى تنام ولا تؤذى نفسها .
تنهدت سلمى بضيق ومسدت أعينها بتعب واضح، وذهبت لتنام بجوار ألاء لتريح جسدها،وتمددت بجوارها فى الفراش بعد ان طبعت قبلة هادئة على جبينها.
فى الساعة العاشرة،ليلاً بدأت قوات الشرطة بقيادة حمزة فى الهجوم على المتورطين فى شحنة الأسلحة.

بدأ الإشتباك وكان إطلاق النار فى كل مكان،وتحول مكان التسليم الى ساحة حرب، الجميع يمسكون بالأسلحة ويطلقون النيران، فريق يحاول إنقاذ بلده، والأخر يحاول إنقاذ نفسه، والكل متمسك بالإنتصار والفوز، سواء للذات والنجاة من الموت،او لخلاص الوطن من المجرمين والخارجين على القانون.
فى خضم تلك المعركة استقرت رصاصة طائشة فى ذراع حمزة، ولكن تمت المداهمة بنجاح وقبض على المتورطين، وانتصر الحق على الباطل.

دماءٌ كثيرة، جثثٌ كثيرة،سواء من أفراد الشرطة، أو المجرمين،أثناء تبادل إطلاق النيران.
سيارات إسعاف تقف وتنقل المصابين الى المشفى، ومن بينهم حمزة الذى يتأوه لان الرصاصة إخترقت ذراعه،ومصطفى يجلس بجانبه فى سيارة الاسعاف ويحاول دعمه ومساندته على تحمل الالم.

وصلت سيارة الإسعاف التى تنقل حمزة الى المشفى وتم إدخاله الى غرفة العمليات،ومصطفى يجلس على مقعده يحاول الإتصال بأبيه،ويتجنب الاتصال بعائلة حمزة حتى يطمإن عليه.
وصل اللواء حامد الى المشفى ليرى حمزة ويطمإن عليه.
جلس على مقعد بجوار ابنه فى إنتظار خروج حمزة من غرفة العمليات.

مر الوقت وخرج حمزة وتم نقله الى غرفة عادية، لأن الرصاصة أصابت ذراعه وحالته مستقرة.
كان يرقد على فراش المشفى وهو مازال تحت تأثير المخدر،يهذى باسم أمه وأبيه، وفى خضم تلك الأسماء التى تداهم حمزة فى نومه، كان لألاء نصيب من ما يشغل تفكير حمزة.

كان مصطفى يجلس على مقعد بجوار الحائط يراقب صديقه النائم بعمق من تأثير المخدر، يفكر هل من المفترض ان يخبر عائلة حمزة بما حدث ؟أم ينتظر للصباح حتى يستيقظ حمزة ويكون قد تحسن؟ فجده مريض لن يتحمل خبراً كهذا، اتخذ قراره أنه لن يبلغ عائلته ولا حتى ألاء إلا فى الصباح،وأراح رأسه للحائط لينام بعد تعب اليوم وما حدث فيه.

فى الصباح
إستيقظ حمزة ووجد نفسه فى المشفى، فنظر بجانبه وجد مصطفى ينام بعمق ويبدو عليه التعب فلم يرد إيقاظه، وبقى يحدق بسقف الغرفة بشرود فى انتظار أن يدلف أحد الى الغرفة،أو يستيقظ مصطفى.
بعد قليل
كانت أشعه الشمس تداعب وجه مصطفى، مما جعله يستيقظ ويمسد عينيه برفق،ونظر تجاه حمزة وجده مستيقظ وينظر للسقف،فنهض واقترب منه واضعا يده على كتفه وقال بابتسامة:
-حمد الله على سلامتك يا حمزة!
انتبه حمزة له وبادله الإبتسامة قائلاً:
-الله يسلمك يا مصطفى، هو إنت مقلتش لحد من أهلى؟

هز مصطفى رأسه بنفى، وأجابه قائلاً:
-لا يا حمزة، مرضتش أقول لحد علشان ميقلقوش، خصوصاً إن الوقت كان متأخر.
نهض حمزة بتعب وجلس على الفراش قائلاً:
-دلوقتى جدى يصحى ولما يدخل الأوضة هيعرف إن أنا منمتش فى البيت،هو متعود إن ساعات برجع البيت متأخر لما الكل يناموا.
صمت قليلاً يفكر ثم هتف بسرعة:
-أنا عايز أخرج يا مصطفى،مش عايز أفضل فى المستشفى.
رد عليه مصطفى بضيق:
-إرتاح يا حمزة انت لسه تعبان، والدكتور مش هيرضى يكتبلك على خروج!

هبط حمزة من على الفراش،متجهاً الى الحمام ليبدل ملابسه هاتفاً بحنق:
-الرصاصة فى دراعى يا مصطفى،مش لازم أقعد فى المستشفى يعنى علشان دراعى!
نظر له مصطفى بضيق واقترب منه قائلاً:
-طيب استنى حتى لما الدكتور ييجى يشوف الجرح!
جلس حمزة مرة أخرى على الفراش بملل،وقال بنزق:
-طيب نادى للدكتور علشان أخلص، لازم أروح البيت.

فى منزل جلال نصار
كان يقف جلال مستنداً على عصاه، وهو ينظر الى حسن بتوتر وهو يحاول مهاتفه أخيه منذ فترة، ولكن هاتفه مغلق، فقد دخل غرفته فى الصباح ليوقظه حتى يتناول الإفطار معهم ولكنه لم يكن متواجد فى غرفته، والفراش أيضاً كان مرتب مما يدل أنه لم ياتى الى المنزل أمس.
ألقى حسن هاتفه بضيق على المقعد أمامه عندما وجد الهاتف مغلق.
اقترب منه الجد بتوجس وقد بدأ التوتر والقلق يعصف به، يخاف أن يكون حمزة قد ذهب لإحدى مهماته وحدث له شئ فقال بخوف:
-طيب اتصل على مصطفى صاحبه كده، هو علطول بيكون معاه!

إلتقط حسن هاتفه مرة أخرى وحاول الإتصال بمصطفى، وتسلل الأمل اليه عندما وجد هاتفه مفتوحاً وليس مغلقا كحمزة.
حضر الطبيب ومعه مصطفى ودلفوا الى الغرفة المتواجد بها حمزة،وكان ممدداً على فراشه يغلق عينيه بتعب.
اقترب منه الطبيب وربت على كتفه قائلاً بإبتسامة عملية:
-حمد الله على السلامة!
-رد حمزة بهدوء:
-الله يسلمك يا دكتور.

بدأ الطبيب يفحص جرح حمزة للاطمئنان عليه، أما مصطفى نظر الى هاتفه وجد حسن هو الذى يتصل به،فترك الهاتف بدون إجابة حتى ينتهى حمزة ويجيب هو.
تأفف حسن الذى لا يجد إجابة من مصطفى، وحاول الإتصال مرة أخرى.
انتهى الطبيب من فحص حمزة،ووافق على مضض أن يكمل حمزة علاجه بالمنزل.
اتصل حسن مرة أخرى،فاقترب مصطفى من حمزة وأعطاه الهاتف قائلاً:
-رد على حسن طمنه،عمال يتصل وتليفونك فاصل شحن من إمبارح!

أمسك حمزة الهاتف وأجاب على أخيه قائلاً:
-السلام عليكم!
أجابه حسن بتأفف:
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
صمت قليلا ثم هتف بضيق:
-إنت فين من إمبارح يا حمزة؟ تليفونك مقفول ومرجعتش البيت ليه؟ وكمان...
قاطعه حمزة قائلاً:
-استنى بس يا حسن، أنا كلها نص ساعة وأكون قدامك، وابقى إسالنى براحتك!

تنهد حسن بضيق قائلاً:
-ماشي يا حمزة متتأخرش، جدك قلقان عليك أوى!
أغلق حمزة الهاتف واتجه الى ملابسه ليرتديها، ولكنه وجد صعوبة بسبب ذراعه المصابة، فألقى الملابس على الفراش قائلاً بتافف وهو ينظر لمصطفى الذى يجلس على المقعد يضع قدم فوق الاخرى يلعب بهاتفه:
-متقوم يا عم إنت ساعدنى، وخلى عندك دم!
نهض مصطفى ببطئ وابتسامة تسلية مرتسمة على ملامحه، وأمسك الملابس الخاصة بحمزة قائلاً:
-هو إنت كنت طلبت مساعدتى وأنا قلتلك لا، تعالى يا عم مهو أنا كنت خلفتك ونسيتك.

بعد قليل
كان حمزة يجلس بجوار مصطفى فى سيارته، وكان ينظر له بغيظ لأنه يتحدث مع سلمى بالهاتف وأخبرها بما حدث معه،لم يكن يريد أن تعرف ألاء هكذا من صديقتها، ولكن ما العمل فصديقه قد جعله حجته حتى يتحدث مع خطيبته.
أنهى مصطفى حديثه مع سلمى والتفت الى حمزة قائلاً بابتسامة:
-إذيك يا حمزة، عامل ايه يا صاحبى؟
لكزه حمزة بغيظ فى ذراعه، وتحدت هاتفاً من بين أسنانه:
-إنت بتقول لسلمى ليه؟ واخدنى حجة علشان تقعد تتكلم معاها يا مصطفى!

ضحك مصطفى بشدة،فهو كما قال حمزة اتخذه حجة كى يتحدث مع سلمى ؛لأنها لا تتحدث معه إلا قليلاً، متعللة بضوابط الخطبة، وهو يحب إلتزامها وتدينها فقال بمرح:
لم إيدك يا حمزة، بدل ما أضربك على إيدك المصابة، وبعدين فيها إيه لما أستغلك شوية، مش إنت صاحبى برده والصحاب لبعضها!
نظر حمزة للجانب الأخر بضيق قليلاً ثم التفت الى مصطفى مرة أخرى قائلاً بتساؤل:
-طيب مقالتش حاجة عن ألاء؟

حك مصطفى ذقنه قليلاً، ثم تحدث قائلاً:
-قالتلى ألاء لسه نايمة.
اندهش حمزة من حديثه وقال:
-لسه نايمة إزاى! ألاء بتصحى بدرى علشان الجريدة، غريبة يعنى إنها لسه نايمة!
هز مصطفى أكتافه بعدم إكتراث، وانتبه للطريق أمامه قائلاً:
-عادى مفيهاش حاجة يعنى لما تتأخر فى النوم.
صمت الاثنان طوال الطريق، حتى وصلا الى منزل حمزة.

فى فيلا مراد الأسيوطى
انهت سلمى حديثها مع مصطفى وجلست تفكر هل تخبر ألاء أن حمزة مصاب أم لا؟ وإن أخبرتها ماذا سيكود ردها على ذلك الخبر؟ هل ستتأثر وتذهب لرؤيته؟ أم ستتذكر أنه من العائلة التى حاولت التخلص منها ؟
تنهدت بضيق واتجهت الى ألاء لتوقظها،لكى تعرف ما حدث.
تململت ألاء فى نومها،وفتحت عيونها قليلاً ونظرت لسلمى بإبتسامة واهنة، قائلة:
-صباح الخير:
تألمت سلمى لحالها وإبتسامتها الحزينة التى تخفى وراءها الكثير، بادلتها إبتسامتها قائلة بتوتر:
-صباح الخير يا لولو، قومى كده خدى دش وفوقى.

ضيقت ألاء عينيها لتوتر سلمى الشديد،وأشارت لها بالإقترب فاقتربت منها سلمى وجلست بجوارها على الفراش قائلة بتساؤل:
-فى ايه يا ألاء؟
نهضت ألاء وجلست بجوار سلمى، وأمسكت يدها قائلة بحنو:
-فى إنك مخبية عنى حاجة يا سلمى،انتى متوترة أوى يبقى أكيد فى حاجة، ومتقوليش مفيش أنا عارفاكى أكتر من نفسك.
أغمضت سلمى عيناها بتعب من ليلة أمس، ثم فتحتهما مرة أخرى قائلة:
-حمزة كان فى مهمة إمبارح للقبض على ناس بتهمة تهريب سلاح، واخد رصاصة فى دراعه.

تنفست ألاء بشدة ووضعت يدها على قلبها،وأغمضت عينيها بشدة فى محاولة لتهدئة نفسها، فقد تألمت لما سمعت وتخيلته وهو يتألم.
بعد ما سمعته أمس أنه ابن عمها،تلك العائلة التى تسببت فى إصابتها بالأذى، من المفترض أن تبغضه وتنفر منه، ولكن يحدث العكس معها،هناك غصة فى قلبها استحكمت منها.
كانت سلمى تراقب تعبيرات وجهها التى تتقلب بين الخوف والجمود، فوضعت يدها على كتفها قائلة:
-مالك يا ألاء؟
نظرت لها ألاء،واستعادت جمود ملامحها مرة أخرى وهى تحاول كبت مشاعرها، وضبط زمام نفسها، وأن تتحكم فى قلبها قليلاً، الذى يأمرها بالذهاب والإطمئنان عليه، فهتفت بخفوت:
-أنا كويسة يا سلمى!

صمت حل عليهما ولم تتفوه أى منهما بحرف، الى أن نهضت سلمى ووقفت بجانب الفراش وجذبتها لتقف أمامها وهى تدفعها ناحيه الحمام قائلة بجدية:
-يالا خدى دش كده وفوقى علشان نفطر، وبعدين نفكر هنعمل إيه وأنا هستناكى تحت.
لم ترد ألاء أن تجادلها وفعلت ما طلبته سلمى.
أما سلمى هبطت الى الأسفل وطلبت من الخدم تجهيز الإفطار،وإصلاح ما فسد بغرفة ألاء،وأن لا يخبر أحداً منهم والدها بما حدث .

استجابوا الخدم لما طلبته،وجميعهم قاموا بإعطائها وعداً أنهم لن يخبروا والدها بما حدث أمس عن إنهيار ألاء.
بعد قليل هبطت ألاء الى الأسفل وهى ترتدى بلوفر من اللون الرمادى، يصل الى الركبة عليه بنطال جينز من اللون الأسود،وجلست بجانب سلمى لتتناول إفطارها.
فرحت سلمى أنها تجاوزت ليلة أمس،وأرادت أن تمزح معها قليلا قائلة:
إيه يا بنتى الألوان دى، رمادى مع أسود هو انتى رايحة تعزى!

شردت ألاء قليلاً فى حمزة، هل تذهب إليه أم لا؟ قلبها الخائن يأمرها بالذهاب إليه، وعقلها الخبيث يأمرها أن تظل فى المنزل ولا تخرج ؛لأن عائلته هى من دمرتها هى وأمها.
لكزتها سلمى فى ذراعها بخفة قائلة بخبث:
-إيه يا بنتى هو أنا بكلم نفسي! يا بخته اللى واخد عقلك.
تنهدت ألاء قائلة بعد أن حسمت أمرها بالذهاب:
-يالا يا سلمى هنروح نشوف حمزة:
لم تتفوه سلمى بشئ وظلت تنظر لها،تحاول فهم ما يدور بخلدها فقالت ألاء بتأكيد لما يدور بعقلها:
-متفكريش كتير، أنا رايحة أشوفه علشان أقرب من العيلة دى علشان الضربة اللى هوجهها ليهم تبقى القاضية.

صمتت قليلاً ثم هتفت بضيق:
-وأتمنى إنك متقوليش لحد حاجة خالص عن حقيقة نسبي، وخصوصا أونكل مراد لغاية ما أشوف هعمل إيه.
أنهت ألاء حديثها وصعدت للأسفل لتحضر حقيبتها للذهاب الى تلك العائلة.
وصل حمزة الى منزله هو ومصطفى،وعندما دلف الى المنزل ورأه جده بهذا الشكل:ذراعه مصابة وقميصه ملوث بالدماء، شحب وجهه ونهض بسرعة لا تتناسب مع عمره،ووقف أمام حفيده قائلاً بلهفة:
-مالك يا حمزة وإيه الدم ده!

جلس حمزة على أقرب كرسي وأجابه بإبتسامة هادئة:
-اتصابت امبارح،كنا فى مهمة واخدت رصاصة بس الحمد لله جت سليمه يا جدى.
تنهد الجد بارتياح ووقف بجانب حفيده يضع يده على كتفه،يتمتم الحمد لله على نجاة حفيده.
أما حسن جلس بجانب شقيقه قائلاً:
-سلامتك يا حمزة،والحمد لله إنها جت على أد كده.
ابتسم له حمزة قائلاً:
-الله يسلمك يا حسن وربنا ستر.

طرق الجد بعصاته الخشبية على الأرض قائلاً بصرامة وهو يغادر المكان متوجهاً الى غرفته:
-ربنا ستر المرة دى يا حمزة،بس يا عالم المرة الجاية هيحصل إيه! خليك فى شغلك اللى هيضيعك يا حمزة.
وضع مصطفى يده على كتف حمزة وقال:
-معلش يا حمزة، جدك خايف عليك علشان كده قال الكلام ده.
صمت مصطفى قليلاً ثم أكمل بمرح:
-انتوا بخلا أوى، أنا جعان يا جماعة مكلتش من إمبارح.

بعد قليل
كان حمزة ممداً فى غرفته بعد أن تناول طعام الإفطار مع عائلته،وكان يجلس بجواره مصطفى يتحدث معه،حتى رأى ألاء تقف أمام الباب تنظر له وبجانبها حسن وسلمى.
نهض حمزة بسرعة ومازال يجلس على سريره قائلاً بإبتسامة:
-تعالى يا ألاء،واقفة عندك ليه؟
اقتربت ألاء ومعها سلمى وأفكارها متضاربة تحاول أن يكون تعاملها معه طبيعى،وحاولت أن تلغى من تفكيرها إنه من العائلة التى دمرتها،واعتبرته خطيبها المصاب فقط،وهى ألاء الصاوى وليست ألاء نصار.

جلست على المقعد المجاور له وابتسمت له ابتسامة خرجت من قلبها وهتفت بهدوء:
-ألف سلامة عليك يا حمزة!
بادلها إبتسامتها وقلبه يرقص طرباً لرؤيتها وابتسامتها له ورد عليها بحب قائلاً:
-الله يسلمك يا ألاء.
أتت مديحة ومريم لرؤية حمزة والإطمئنان عليه، فدخلت مديحة الغرفة بسرعة ووصلت الى حمزة قائلة بلهفة:
-سلامتك يا حمزة!
ابتسم حمزة للهفتها، فهى تعامله دوماً هو وأخيه كأولاد لها برغم ما فعلته بعمه فاروق فى الماضى، إلا أنه تابت وندمت وهو لا يملك إلا الغفران لها، فقال:
-الحمد لله يا مرات عمى، متقلقيش أنا كويس.

كانت ألاء تنظر لمديحة بإحتقار وتتمنى قتلها فى الحال، وتضغط على يد سلمى التى تجلس بجانبها بشدة،ولكنها تماسكت فوقت الإنتقام لم يحن بعد، ستتزوج حمزة أولاً حتى تتمكن من العيش بينهم؛ لتنتقم منهم كما يحلو لها.
ذلك قرارها الذى إتخذته عندما رأت مديحة.
من قبضة يد ألاء التى تتمسك بها علمت سلمى أن زوجة عم حمزة تلك لم تكن إلا مديحة، التى هى من تسببت بحرمان ألاء من عائلتها،فتنهدت بضيق لرؤيتها لتلك المرأة.
أما ألاء لم تتحمل أن تظل فى نفس المكان الذى تتواجد به مديحة، فنهضت قائلة لحمزة:
-أنا لازم أمشي يا حمزة،وهبقى أكلمك فى التليفون.

تحدث حمزة بسرعة:
-لسه بدرى يا ألاء إنتى لسه جاية!
إبتسمت له بتصنع قائلة:
-مرة تانية يا حمزة!
رد عليها بإبتسامة:
-ماشى يا ألاء روحى، على العموم هيا كلها أسبوعين ونتجوز.
عندما سمعت مريم ذلك صعدت الى الشقة الخاصة بوالدها بسرعة بدون أن تتحدث بشئ،وأمسكت هاتفها وطلبت رقم ملك، وعندما أتاها الرد تحدثت بغضبٍ قائلة:
-أنا موافقة أنفذ يا ملك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة