قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع والعشرون

رواية المشوه الجزء 3 للكاتبة الشيماء محمد كاملة

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع والعشرون

ادهم وصل ودخل بمراته وعياله واتفاجيء بهالة وبص لأبوه
حسين ابتسم: كان لازم نعزم اللي جمعت عيلتنا من تاني .. ادخل يا ادهم
ادهم وقف متردد بينقل نظراته بين هالة وبين ابوه ومتردد يدخل ولا يمشي من سكات ؟
هالة وقفت: ازيك يا سيادة المقدم ! لو وجودي هيمنع الابن يتغدي مع عيلته هنسحب بهدوء الموضوع مش مستاهل التفكير ده كله !
هالة مسكت شنطتها تستعد انها تمشي بس ادهم اتكلم: لا مش للدرجة دي ! والدي عزمك تتغدي معانا فأهلا وسهلا بحضرتك
هالة ابتسمت والكل اخد نفسه اللي كان موقفه انتظارا لرد فعل أدهم ..
كلهم سلموا علي بعض وليلى دخلت لسهر: اديني الكتكوت الصغير ده !

شالته وباسته بحب: خراشي عليه يا ناس .. ادهم شوف قد ايه صغنن ! تحس انك عايز تاكله اكل كده
ادهم ابتسم لمراته ولحبها المستمر للبيبيهات ولاحظ نظرة أبوه وعدم تقبله للي بيحصل ده وبص لهالة اللي مراقبة نظراته ..
زياد واقف جنب مامته متابع كنان بحب وبص لابوه وبيسأل: هو كنان يبقالي ايه بقى دلوقتي !

حسين بيرد: ما يبقاش
قاطعه ادهم وكمل: ما يبقاش غير اخوك الصغير .. ( بص لابوه وشدد علي كلمة اخوك ) ابن عمك يا حبيبي يبقى تعتبره اخوك الصغير
زياد باسه بحب: هو امتي يكبر ويلعب معايا !
سهر: لسه شوية يا زياد .. ده يدوب بيبي !

حنان اعلنت ان الغدا جاهز واتغدى الكل في جو متوتر وهالة مستشعره التوتر اللي في الجو ده ومصرة تقضي عليه .. ده مش غدا بين افراد عيلة بتحب بعض ابدا ..
بعد الغدا سهر اخدت كنان تنومه والعيال طلعوا معاها وكمان ليلى علشان تديهم فرصة يتكلموا براحتهم
ك عيلة بدون تدخل من حد بس وهيا قايمة ادهم مسك ايدها ضغط عليها وكأنه بيقولها تفضل معاه .. ابتسمت بحب وهمست في ودنه: لازم تاخد الخطوة دي لوحدك وسط عيلتك .. انت واحمد محتاجين ده لنفسكم قبل اي حد تاني .. انا فوق بالعيال.

طلعت وقعدوا الاربعة حنان وحسين وأولادهم الاتنين وهالة في النص
حسين: بقالنا فترة ما اتجمعناش بالشكل ده احنا الأربعة
أدهم بصله: طول ما حضرتك مُصر علي افكارك الغريبة دي هيكون صعب تجمعنا !
حسين كشر: افكاري ايه الغريبة !
أحمد بصله: ابني علي سبيل المثال !
حسين: برضه هيقول ابنه !

هالة تدخلت: امال هو ايه ! مش تكفل بيه واخده بيته !
حسين: ايوه معنديش مانع بس ده ما يخليهوش ابنه !
هالة: امال يخليه ايه !
حسين فكر للحظات: حالة خيرية ! حد بيساعده لكن مش ابنه ! الابن هو اللي تخلفه
هالة: ولو ربنا ما اردش انك تخلف !

حسين: يبقى ترضى بقضاؤه وان ده نصيبك وبس
ادهم اتدخل: وليه ما يكونش أب ويتكفل بعيل واتنين وتلاته ! ليه يحرم نفسه من الاحساس ده طالما بإيده يعيشه ! وبعدين ماهو ساعات الانسان بيكون اب فعلا ويتخلى عن دوره ده ! زي حضرتك كده ! مش حضرتك تخليت عن دورك ده ! واحد عذبته ورميته بعد ما شوهته والثاني اهملته وحسسته انه هوا في البيت مالوش قيمة ومالوش لازمة ولحد دلوقتي مش قادر تحسسه انك ابوه حتي ابنه مش قادر تتقبله.

حسين زعق: مش ابنه
ادهم زعق كمان: ابنه غصب عن انف الكل .. وانت مش من حقك ابدا تقول ابنه او مش ابنه ! مش من حقك ! انت ابنك اللي من صلبك اتبريت منه وقولت مش ابنك فما تجيش تعيد الزمن من تاني لاني مش هسمحلك .. مش هسمحلك تكرر المأساة من تاني وتعيّش انسان تاني تحت طوعك وتحت امرك وتقنعه انه مجرد حالة خيرية او حد بتعطف عليه .. عمال تطلب مننا نسامحك بس مش واخد بالك انك عمال تعادينا اكتر واكتر وتخسرنا اكتر واكتر .. ( اخد نفس طويل وبص لابوه ) كنان ابن احمد وكل ما تتقبل الحقيقة دي بسرعة يكون افضل.

هالة اتدخلت: مش عايزين نتعصب علي بعض .. سيادة المقدم براحة مش كده ..
حسين بمحاولة للهروب من كلام ابنه: علي فكرة انت بتخلط الأمور ببعض دي مش قضيتنا دلوقتي
ادهم حاول يهدى: كلها قضية واحدة .. حضرتك لازم تتقبل ان كنان بقى من العيلة دي ومش هنسمح لحد يأذيه ولو حتي بكلمة
حسين: أنا معنديش مانع من وجوده في العيلة لكن.

قاطعه ادهم: ما لكنش .. القرار ده قرار أحمد وبس محدش تاني له حق يتدخل في قرارته وكلنا المفروض نحترمها
حسين كشر: انتو حرين .. كبرتوا وبقيتو رجالة وانتو حرين في قرارتكم
احمد وهو باصص للأرض: بما انك رافض كنان كابن ليا هل ده معناه انك مش هتعتبره حفيدك !
حسين بصله كتير: احفادي هما زياد وآية
أحمد غمض عنيه بوجع ووقف بعدها: انا هطلع اخد مراتي وابني ونروح بيتنا
هالة اتدخلت: اقعد يا احمد.

احمد: ليه اقعد ! علي فكرة ده الطبيعي منه .. عمري ما حسيت اني جزء من البيت ده او العيلة دي او ليا مكان، فالاحساس ده مش جديد عليا
حسين بتهكم: انت اللي بتقول كده ! وان مكنتش انت اللي ديما علي الحجر كنت قولت ايه ! ولو كنت انت مكان اخوك كنت عملت ايه ! ولو اتشوهت زيه كنت عملت ايه ! هاه ؟
احمد بصله: وهو أنا ما اتشوهتش زيه ! انا عشت في نفس الوجع اللي ادهم عاش فيه ! تقدر تقولي انت امتي كنت اب ليا ! ولا هيا امتي كانت ام !
حنان بصتله باستغراب: احمد انا.

احمد: انتي ايه ! انتي قولتيها صراحة بدل المرة ألف .. انك بتكرهيني
حنان بتحاول تخفف من وجعه: ده كان من ورى قلبي .. كنت مجبرة كنت .. كنت
احمد: كنتي ايه ! كنتي بتحبي ابنك اللي اتحرمتي منه .. وكرهتيني انا .. عشت في البيت ده اه لكن عشت خفى .. محدش فيكم بيحس بيا .. ( بص لابوه ) حضرتك كل همك انك تعذب مراتك عن طريق ادهم ( بص لامه ) وانتي كان كل همك تحمي ابنك الصغير واتهمتيني انا وكرهتيني وكانت المحصلة انك فشلتي تحمينا احنا الاتنين ! سيبتينى لجدتي تشكل فيا زي ماهيا عايزة , تقدري تقوليلي كنتي سيباني ليها ليه ! ليه مخلتينيش في حضنك ! ليه ما اعتبرتينيش ابنك زيه ! ليه خليتيني احس ان اخويا خصم ولازم أحاربه والا هياخد مكاني هنا !

حنان عيطت: لانها كانت واخداك مني .. من اول ما اتولدت وهيا اخدتك وابوك سمحلها تاخدك ومكنش ليا اي حقوق عليك ! مقدرتش اقوم بدوري كأم .. معرفتش اصلا ! ولما كبرت ورجعت كان ولاءك ليها هيا مش انا ولقيتك بتحاربني انا كمان .. استخدمتك كسلاح ضدي ونجحت في ده ! معرفتش اعمل ايه !
احمد: يعني فشلتي تحميني منها وفشلتي تحمي ابنك التاني منه ..

احمد بص لاخوه: انا عايز امشي من هنا .. معدتش عايز اتكلم في الماضي .. انا مكتفي بيك انت يا ادهم .. كسبتك انت كأخ وخلاص مش هاممني حاجة تانية .. اتعودت علي الخذلان منهم مرة بعد مرة فمعدش يفرق معايا .. انا همشي
ادهم وقف هو كمان: همشي معاك ..( بص لهالة ) قولتلك كفاية نبش في الماضي مش هيجيب غير وجع وبس.

هالة نقلت نظراتها بينهم كلهم: ادهم انت بتقول تقبلت الماضي بس انت طول الوقت متحفز لوالدك ومستعد للخناق معاه وده مش هينتهي بالعكس هيفضل يزيد وهيدمرك شوية شوية .. وانت يا احمد بتقول اتعودت علي الخذلان منهم ومبقاش يفرق معاك الي انك بتتوجع لسه .. ده انت لسه حالا بتسأله ان كان هيقبل ابنك ولا لأ واتوجعت من اجابته
ادهم: انتي عايزة توصلي لايه بالظبط ؟

هالة: انتو الاتنين محتاجين تسمعوا
احمد: نسمع ايه ! سمعنا كفاية
هالة بصت لحسين: اهم طرف في الحكاية ما سمعناش اللي عنده .. والدتكم كانت مغلوبة علي امرها ومعرفتش تحميكم لكن حضرتك يا استاذ حسين ! ليه عملت كده في عيالك الاتنين ! ليه اهملت ابنك البكري وحرمت مراتك منه وليه اتهمتها في ابنك التاني !
ادهم بغضب: انا مش عايز اسمع !

هالة باصرار: بس انا عايزة اسمع .. عايزة اعرف حقيقي ايه السبب اللي يسيب اب يعمل دا بأبنه .. يا سيدي اعتبره حالة عايزة ادرسها ويهمني فعلا اعرف اسبابك يا استاذ حسين ... ايه اللي يخلي اب يعمل دا بأبنه ويقسى عليه كدا .. ومحاولة منها عشان تستفز الاتنين كملت: ايه السبب اللي يعمل منك وحش يسلخ ويجلد بطفل صغير لا حول له ولا قوة ايه ...

ادهم برق بعينيه اللي قلبت زي الجمر و زعق فيها جامد وبعلو صوته: مين هو دا الوحش ما تحاسبي على كلامك يا دكتورة انتي مابتفهميش .. انتي انسانة مخبولة ومش بتحترمي حد بلا قرف .. احمد يالا نمشي من هنا ونسيبنا من المجنونة دي .. انتي بتدمري العيلة دي كلها باصرارك في النبش في الماضي
هالة باصرار: ساعات بيكون الدمار لابد منه علشان تقدر تبني من جديد . ما ينفعش يا سيادة المقدم تبني فوق خراب .. معندكش اساس يا سيادة المقدم تحط عليه .. لازم تهد علشان تبني.

ادهم باصرار مخيف: اطلعي بره
هالة قلقت من منظر ادهم المرعب وتحوله صدمها هي اه كانت متوقعة انفعاله لكن مش بالشكل المخيف دا، كانت عارفة ان حمايته لوالده وغيرته عليه حتى لو اذاه زمان هتستفزه وينفعل لكن بالشكل ده ابدا مكنتش متوقعة ..
ادهم بمحاولة منه انه يتمالك اعصابه كرر: خدماتك مبقتش مطلوبة .. اطلعي بره البيت ده.

حسين وقف ومسك ايد ادهم: بس يا ادهم .. سكت كفاية وجه وقت الكلام .. انا محتاج اتكلم وانتو كلكم تسمعوني .. يمكن تقدروا تعذروني او علي الاقل تفهموني .. اقعد يا ابني انا عايز اتكلم .. يمكن انت مش عايز تسمع بس انا لازم اتكلم والدكتورة مقلتش حاجة تستدعي غضبك دا كله، كل اللي قالته صح .. انا وحش مش كنت انا لغاية دلوقتي وحش ... لان اللي عملته مش عمل بني ادميين بيحسو وعندهم ذرة قلب .

ادهم بجمود: بابا بتقول ايه ؟ بلاش نتكلم انا مش عايز اسمع ولا افتّح بالقديم . كفاية بقى
حسين رمى كلامه فجأة وزعق لدرجة كلهم اتفاجؤا حتي هالة نفسها: بس انا عايز اتكلم .. عايزكم تسمعوني .. انتو لازم تسمعوني .. ( كررها تاني بضعف ) لازم تسمعوني فاهم ! اقعد ( بص لأحمد ) وانت كمان اقعد
ادهم واحمد قعدوا بصمت وانتظروا أبوهم يتكلم ويقول ايه سر عنفه ده ونظرته للناس من فوق ..

حسين قعد وبدأ يحكي بوجع ملموس: عمري ابدا ما حبيت حد قد ما حبيت حنان ولا حتى آية اختكم الله يرحمها ولا أنت أو أحمد ولا جدتك الله يرحمها ويسامحها بقى ... لكن حبيت حنان لدرجة الهوس .. انا لغاية النهاردة بصحى من النوم بنص الليل اتأكد انها جنبي وفعلا مراتي ومعايا على نفس السرير ولا لأ .. واول ما أصحى الصبح لازم ابصلها واملي عينيا منها .. تصور حتى بعد السنين دي كلها لسه بخاف يكون دا حلم او خيال !

حنان بصت لجوزها وكأنها بتسمعه لأول مرة ..
هالة انتبهت جدا وادهم بيبص لحسين ومستغرب: مين دا اللي بيحب مين ؟ انت بتحبها ؟ وعلشان كده عذبتها بالشكل ده !
حسين بهدوء وتلقائية: ايوه حبيتها ( بص لمراته ) حبيتك لاقصى درجة ممكن راجل يحب بيها واحدة .
هالة بعملية جداً: حبك لحنان دخله ايه باللي بينك وبين ادهم ؟ ممكن توضح ؟
ادهم بتريقة: اه يا ريت توضح عشان الهانم عندها حالة لازم تدرسها !
هالة بصت لادهم ومتكلمتش.

حسين أخد نفس كبير وحبسه شوية جواه وبعدها طلعه وبدأ يتكلم: انا هاحكيلكم من الأول خالص .. من أول ما اتولدت لان كل حاجة بدأت من هناك .
ادهم ركز فعلا بعد ما كان واخد دور التريقة وحس ان اللي هيتقال مهم مش عارف ازاي لكن مهم وخلاص .

هالة بعد ما مسكت القلم تسجل بيه ملاحظاتها طلعت ريكورد واستأذنت حسين تسجل وادهم كان هيعترض لكن هو وافق بكل بساطة وسكّت ادهم بنظرة من عينيه ... وبدأ يتكلم وكلهم منصتين تماما: انا اتولدت وببوقي معلقة دهب زي ما بيقولو، تقريبا كنت التطبيق العملي للمثل دا على الارض من كتر ما كنت مُرفه وطلباتي اوامر وامنياتي مجابة ... كنت وحيد اهلي بعائلة ارستقراطية غنية جدا ونفوذها كبير ..

مكنتش عارف ليه اهلي مخلفوش غيري الا ان والدتي كانت دايما تقول انها ضحت كتير عشاني وعشان اكون موجود بالدنيا ولحد ما خلفتك يا ادهم مكنتش اعرف التضحية دي نوعها ايه او ازاي .. بابا كان مشغول دايما مش مشغوليات الشغل ابدا كنت بحس انه بيتهرب مني وعمره ماعاملني اني ابنه الوحيد دايما كان بعيد حتى وهو بالبيت، والوحيدة اللي كانت بحياتي والدتي وكنت انا الوحيد بحياتها يعني بابا مكنش طرف بحياتنا ..

لا هو زوج ولا هو اب و حتى مات وهو بعيد ومسافر بس دفناه هنا ... كبرت وطلباتي كبرت وبردو لسه مجابة، حتى اغلاطي محدش بيشوفها او بيحاسبني عليها ودخلت الجامعة عشان ابقى مهندس ويكمل برواز الصورة الاستقراطية وابقى الابن اللي مالوش زي .. وبالجامعة تعرفت على شاب وبقينا اصحاب واعز اصحاب زي ما بيقولوا شابين ميولنا واحدة والعمر واحد والكلية واحدة وكنا كمان بنفكر زي بعض لليوم اللي بقينا فيه سنة رابعة وبداية السنة حنان دخلت الجامعة سنة اولى بنت صغيرة وجميلة وبريئة لفتت انتباهي من اول مرة شوفتها فيها واكتشفت بعدها انها تبقى بنت عم رؤوف صاحبي كنت عايز اقرب منها الا انها كانت بترفض لانه مش من اخلاقها تتعرف على اولاد..

بعدها لاحظت ان رؤوف بيحاول ديما يبعدني عنها بأي شكل وبأي طريقة وده خلاني اتمسك بيها اكتر واكتر واطاردها في كل مكان، خوفت وقتها لما حسيت انها ممكن تميل لروؤف عني بحكم انه ابن عمها فمحاولاتي بقت اكتر وبقى عندي اصرار أفوز على روؤف مهو انا لازم اخد كل حاجة انا عاوزها .. وفعلا بدأت تلتفتلي انا وتتقبل الكلام معايا وفي عز ما انا بحاول اخليها تحبني لقيتني غرقان أنا في حبها وبحبها وبقيت لازم اوصلها وأصريت انها تبقى مراتي ومن كتر حبي ليها حست هيا بصدقي وبدأت تحبني والحب كبر بينا ساعتها رؤوف اتجنن انها اخترتني انا عنه وحاول كتير يوقع بينا الا ان حبي ليها وبراءتها كانو بيصدوه دايما لحد ما يئس وخد اخر خطوة وهي انه يبلغ ماما وهو عارف ومتأكد انها هتحاول تمنع الارتباط دا.. وهنا كل الدنيا عاندتني و ماما اللي عمرها ما رفضت ليا طلب بقيت تقولي لأ , لا هي من وسطنا ولا من مستوانا وكل الكلام الاهبل دا واهلها رفضو عشان رؤوف ابن عمها عايزها وساعتها كان ديما في مبدأ ابن العم اولى من الغريب..

بس وقفنا انا و هي قدام الكل وهي خسرت اهلها اللي قاطعوها وانا خسرت تعاطف ماما لكن بالاخر انا ابنها الوحيد وبالتالي رضخت لرغبتنا واتجوزنا وماما كل فكرها ان حنان مجرد عروسة لعبة هالعب بيها شوية وارميها وكانت صدمتها لما شافت الحب الكبير بينا وخصوصي انا ... انا كنت بحبها بكل شغف وهوس ودا كان واضح ودا جنن ماما وبدأت تحاول تتحكم بحياتنا وكان اول انجاز ليها ان حنان تسيب الجامعة واقنعتني عشان ابعدها عن روؤف اللي ممكن يحاول يستدرجها ويلعب بعقلها وحنان عشان بتحبني ومعدش ليها غيري وافقت ودي كانت اول التنازلات ..

حسين سكت وكأنه تعبان وبيأخد وقت للراحة وصعب على ادهم جدا تعبه دا وقاله: يا بابا كفاية .
حسين بحدة: انت اللي كفاية وكفاية طيبة وخوف عليا انا مستهلش طيبتك دي ولا حبك ابدا ... بطل كل شوية تفكرني قد ايه كنت ندل ومعدوم الضمير وانت كتلة طيبة وحنية ماشية على الارض ... اتعلم تعامل الناس بمعاملتهم ليك وانسى حنيتك دي .

هالة بسرعة قبل ما ادهم يرد خوفا من رده ايا كان: لا يا ادهم انت الصح والطيبة والمسامحة عمرها ما كانت غلط ولا ضعف ولا اننا نعامل الناس بمعاملتها هو اللي هيريحنا بالعكس حافظ على قلبك صافي ونقي وحط اعذار للناس .. وانت يا استاذ حسين اللي بتقول الكلام دا؟ اشحال لو مكنتش اكتر حد محتاج طيبة قلبه دي ...
حسين وهو مغمض وباصص للارض: عشان طيبته دي بتفكرني بكمية الوحشية اللي كنتي بتتكلمي عنها من شوية..

ادهم لسه قاعد مكانه وتايه واحمد كمان مذبهل من اللي بيسمعه من ابوه وهالة حاسة بيهم و وقررت تكمل الجلسة مهي لازم تكمل عشان كل واحد يعرف يمشي خطواته بعد كدا وبصت لحسين: ارتاح شوية وبعدها كمل كلامك لان واضح ان اللي جاي صعب عليك (وبصت لادهم ولاحمد وكملت ) وعليهم كمان .

حسين شرب من كوباية المية جنبه وحطها: حنان سابت الجامعة وقعدت بالبيت اللي ماما حولته لجحيم بالنسبة لحنان لكن اول ما ارجع من الشغل تعيشني بالجنة اللي حنان عايشاها معاها وانا اصدق مهي حنان مبتشتكيش ومبتكدبهاش بس حنان بتبهت وتدبل وانا مش عارف ليه طب مهي عايشة بالجنة امال مش مفتحة وموردة ليه ؟ لحد ما ماما حطت الإجابة بعقلي من غير ما حس وقالتلي ان حنان مفتقدة روؤف وان بعدها عنه مخليها دبلانة كدا وانا بدأت اتغير معاها واقسى عليها وهي لا عارفة تلاحق على جهنم الصبح من ماما ولا جحيم الليل مني ! لكن حبها بقلبي مقلش ولا ذرة بقسى عليها وبتعذب انا... لحد في يوم بلغتني انها حامل

( بص لأحمد ) كانت حامل فيك وانا الدنيا مبقتش سيعاني من الفرحة ونسيت كل القسوة وكل اللي اتزرع بدماغي وخدت اجازة اقعد معاها ورجعت اهتم واطبطب واحب فيها من تاني .. وحنان رجعت وردة مفتحة تاني وماما رجعت تفكر تعمل ايه تفرق بينا لكن مفيش انا في البيت وشايف، لا في خروج ولا تليفونات ولا اي حاجة تقدر تشككني بيها زي الاول، حتى بعد ما رجعت شغلي اكتفت انها تذل حنان بكلامها وتكرهها بعيشتها معايا، بس حنان حبها كان اكبر واستحملت لحد ما ولدت احمد وانا اطمنت ان حنان خلاص لا يمكن تسيبني لو مش علشاني فعلشان ابننا ...

ايوة كنت طول الوقت مرعوب من فكرة ان حنان تسيبني عشان روؤف او زهق من معاملة والدتي اللي مكنتش اعرف واحد على مية من حقيقتها او اي سبب تاني لكن طول الوقت عايش على الاحساس دا ان حنان هتزهق مني يوم وتسبني وتمشي وانا مقدرش اكمل حياتي من غيرها لان هي كانت حياتي ولا زالت .. بس بمجي احمد للدنيا اطمنت وطمنت قلبي وروحي ان سبب وجودهم بالحياة مش هتسبني وتمشي ... هنا ماما استحوذت على احمد طول النهار ومنعته عن حنان الا وقت الرضاعة بس وبعدها تاخده منها تاني وانا ارجع الاقى الدنيا ماشية بس حنان دبلت تاني وبقت هزيلة وانا الدنيا اسودت بوشي تاني ...

ومرت الايام وانا كل يوم فكرة تتزرع بدماغي من والدتي مش طايقاك، بتحن لغيرك، سيبها ترجع لاهلها دا حتى ابنها مش بيحبها لانهاا مش حنينة عليه واما ابص لاحمد الاقي الولد مش متقبل امه فعلا وبيحب ماما بس ولا مرة جري على حنان واستخبى بحضنها زي باقي الاطفال دايما بيجري على ماما ولما كان يزهق مني بردو كان يروح لماما وعمره ما قرب من حنان وانا صدقت لان الطفل لو مامته حنينة عليه هيسيب الدنيا ويروحلها .. وكبر احمد على دا بعيد عن حنان بالنهار بيسكت مع جدته و بالليل بيزهق من امه من كتر ما بتحضنه وتبوسه وانا اقول اكيد بتمثل قدامي وعمري ما جه ببالي انها مشتقاله وملهوفة عليه لاني عمري ما تخيلت ان ماما تعمل دا ! هي صلبة صحيح ومتحكمة لكن مش شيطان ابدا ...

المهم الحياة كانت ماشية كدا وحنان كل دا ومبتشكيش، لحد في يوم طلعت عن سكوتها وقالت عايزة تعيش لوحدها بعيد عن بيت ماما وانا رفضت ف ثارت واتجننت وبدأت تكسر وتقول كلام كتير كله اتهام لماما انها مش بني ادمة واني مهمل واناني ومش بشوفها وهي ميتة بالحيا وانا مش قادر اسيطر عليها كنت بتفرج عليها مصدوم من اللي بسمعه وبس وفضلت هيا على الحال دا لحد ما انهارت ووقعت من طولها واول ما فاقت صدمتني انها لو ما خرجتش من البيت دا هتعمل بنفسها حاجة لانه معدش عندها حاجة باقية عليها بس انا كنت باقي عليها ومقدرش اعيش من غيرها فوافقت وماما اعترضت وقالت هتغضب عليا بس انا كان اي حاجة عندي اهون من اني اخسر حنان...

وفعلا سيبنا بيت ماما وجينا بيتنا ده اللي اشتريته واللي عايشين فيه دلوقتي واستقرت الحياة وحنان بدأت تهدى وتعيش من تاني وانا روحي رجعتلي وورجعت اتنفس من تاني وعيشتني بالجنة واحلى سنة بحياتي كلها عيشتها ببيتنا ده ومع حنان واحمد وبس وماما كانت بتكلمني بالتليفون لكن ما بتجيش بس انا بروحلها بيتها ومشافتش حنان طول السنة دي لحد السفرية المشؤومة اللي رجعت منها والدنيا كلها خربت ساعتها حنان بلغتني بحملها بيك...

وبص لادهم وعينيه بتلمع وكأنه حالا عرف خبر حمل مراته وفرح بيه ... وكمل كلامه: فرحت وفرحتها معايا والحب عشش من تاني والفرحة محاوطانا من كل ناحية لكن أمي مقدرتش تتحمل عيل تاني من حنان وحياتي تستقر معاها فكان لازم تحاول من تاني تبعدنا عن بعض وبقى كل الكلام ان الابن مش ابني وحاولت تقنعني بكل طريقة وانا رافض اسمعها وهيا مصرة وفضلت تزن عليا وبعدها انت اتولدت بعد سبع شهور حمل مش تسعة .. و الدكتور اللي أمي اتفقت معاه قالي انك مولود في معادك ابن تسع شهور ومن كلام ماما لكلام الدكتور بدأت اشك واقول مش يمكن !

ورجعت أمي تفكرني بروؤف واصرار حنان على سيبان بيت ماما وتهديدها بالانتحار والدنيا اللي اتبدلت اول ما بقت حرة وبقت انسانة منطلقة طب ما انا زي ما انا بقت منطلقة والحياة ردت ليها ليه ؟

الشك دخل قلبي وبدأت اشك في كل حرف حنان بتقوله بس في نفس الوقت عقلي رافض اني اصدق انها ممكن تخوني بالشكل ده .. روحت لرؤوف واتخانقت معاه وقولتله يبعد عن مراتي وهو ما انكرش انه مثلا بيكلمها او لسه علي علاقة بيها لكن ضحك عليا وقالي اني استاهل افضل اعيش في قلق لان حنان كان المفروض تكون بتاعته هو مش بتاعتي انا وطلب مني اطلقها لو مش مرتاح معاها وهو يتجوزها وساعتها جنني وكنت عايز اقتله ..

رجعت لامي زي المجنون وعمال اشتم في رؤوف وامي فضلت تهدي فيا وتقولي العيب مش في رؤوف العيب في اللي مدياله وش ومخلياه بكل بجاحة يطلب مني اطلقهاله وفضلت تقولي تاني ان ادهم مش ابني وساعتها انفجرت فيها وقولتلها ليه مصرة ديما ان حنان خاينة ! ليه بتتهمها ديما بالخيانة وليه عايزة تقنعني ان انت مش ابني ساعتها امي فجرت قنبلتها اللي هزتني وقالتلي ان هيا نفسها عملت ده اتصدمت ومفهمتش تقصد ايه وطلبت منها توضح وهيا وضحت ( اخد نفس طويل لانه مش قادر يتكلم ويكمل بس لازم يكمل ).

قالت ان ابويا مكنش بيخلف وكانوا اخواته هياكلوها لو هو مات بدون وريث و ساعتها امي كان لازم تتصرف وفعلا اتصرفت
ادهم بحذر: اتصرفت ازاي ؟
حسين بوجع: ابويا ما بيخلفش وامي حملت فيا يبقى اتصرفت ازاي يا ادهم !

ساعتها كنت بتخانق انا وهيا واقولها حنان لا يمكن تخوني زعقت وقالت ان الزمن هيعيد نفسه من تاني وزي ما هيا خانت جوزها وجابت عيل مش منه يربيه مرات ابنها بتعمل زيها،، ربنا بيخلص غلطها في ابنها وزي ماهيا خانت ابويا مراتي بتخوني .. صدمتني وهزتني وساعتها عرفت ليه ديما ابويا مكنش موجود .. ليه اختفى من حياتي .. كل شيء بقى واضح قدامي .. واخر الخراب بقى كان كلام احمد لان لو الدنيا كلها اتأمرت عليا وعلى حب عمري طفل زي احمد مش هيتأمر على مامته وصدقته لما قالي انه شاف مامته خارجة من أوضة اونكل رؤوف .. صدقته ويا ريتني ما صدقته .. حب حنان ليا ضاع واتبخر بس عُمر حبها ما قل بقلبي ابدا ... بس انا بحبها ومش هاستغنى عنها طب والحل اعمل ايه ؟ انتقم لكرامتي ازاي ! ازاي اوجعها زي ما وجعتني ؟

سكت وسكت ولا هالة ولا ادهم ولا اي حد فيهم عنده الجرأة ينطق حرف واحد بس كل واحد تخيل الحل واستنتجه وللاسف الحل كان انه يطلع كل ضيقته وخنقته واحساسه بالخيانة والظلم والعار على طفل اتولد مالوش اي دخل بأي حاجة ..

حسين بتعب ودموع محسش بيها وهي بتنزل ولا قادر يوقفها ولا عايز اصلا يوقفها كمل: قررت ان حنان لازم تدفع تمن جرحها وخيانتها ليا وزي ما اتجرئت تحمل من حبيبها وتخلف منه كمان هعذب ابنها ده وهوجعه بكل طريقة ممكنة .. هعمل كل اللي عايز اعمله فيها هيا في ابنها وكنت انت اللي قدامي اطلع عليك غلبي كله واولهم حبها اللي ذلني ومش قادر اتخلص منه .. حبها اللي حط راسي بالارض و لا عارف اوقفه او حتى اقلله واول حاجة عملتها منعتها ترضعك ولا نقطة لبن منها انت شربتها وزي ما منعت عني الكرامة منعت حنيتها عليك .. زي ما منعت عني ارفع راسي قدام امي منعتها تحضنك وتهدهدك، كنت بالاول بمنعها هي وعايز اقسى عليها هي واذلها هي وانت اتاخدت بالرجلين..

مكنتش بقدر اجوعها فجوعتك مكنتش بقدر امد ايدي عليها فمدتها عليك مكنتش بقدر اجلدها فجلدتك ... وانت كدا كدا مكنتش ابني لكن ابنها وهي هتتوجع بيك وفعلا دا حصل ووجعتها بيك ودلوقتي قلبي اللي موجوع .. عملت فيك كل ده لاني كنت واثق تماما انك مش ابني .. انت ابن حنان ورؤوف .. ولازم انتقم منهم فيك انت .. كل ما بعذبك انت بتخيل نفسي بعذبهم هما مش انت .. نسيت انك مجرد طفل وشوفت رؤوف وبس اللي اتجرأ ودخل بيتي ولطخ شرفي .. كنت بنتقم لشرفي ومكنتش عارف اني بنتقم من ابني .. وكرهتك حتي انت يا احمد كرهتك لانك كنت الدليل علي خيانتها .. معرفتش اكون اب لحد فيكم .. حتي لما طردت ادهم من البيت مقدرتش اكون اب ليك يا احمد انا قدامكم اهو بعترف اني فشلت اكون اب ليكم انتو الاتنين ..

وبدأ يبكي بانهيار ووجع وصوت عالي وشهقاته بتزيد كل شوية .. وادهم مكانه مش قادر يتنفس وبيتوجع اكتر من كل مرة اتوجع بيها .. حتى هالة مصدومة بقى يا ربي الحب يعمل كل دا ! ياما سمعت عن قصص حب موتت اصحابها وياما شافت بعينها لكن ان من كتر الحب اعذب الحبيب بأبنه جوع وضرب واهانة وجلد دي لسه ما شافتهاش قبل كدا وايقنت تماما ان حسين مريض وحبه لحنان زي ما سماه هوس ودا مرض بس حالته حاليا لا تسمح بأي كلام هو منهار تماما دا ممكن يضيع منهم بأي لحظة .

فبصت لادهم وقالتله: كفاية كده النهاردة .. طلعوا والدكم يرتاح شوية وخليكم جنبه ياريت . .
ادهم وقف ومعاه احمد ومن غير ولا كلمة ابدا كل واحد فيهم مسك دراع ابوه وساعدوه يوقف لقيوه مش قادر يسند نفسه اصلا فسندوه وساعدوه يطلع اوضته تحت نظرات الدكتورة اللي كل مرة بتتفاجيء بمدى الظلم اللي وقع على الاتنين دول وقد ايه عانوا وشافوا في حياتهم والنهاردة اكتشفت ان ادهم اتظلم من وهو ابن دقيقة واحدة مش اكتر ...

حنان بتمسح دموعها واتكلمت بشرود وهالة انتبهتلها: اديكي سمعتي الحكاية كلها ! يا تري مين غلطان في كل ده ! حسين اللي كان ضحية امه وجبروتها ! ولا أنا وضعفي في وقوفي في وش جوزي ! ولا مين بالظبط !

هالة بوجع: للاسف كلكم ضحايا حما كرهت مرات ابنها وحبت الفلوس والمركز اكتر وهيا بكرهها ده دمرت عيلة كاملة .. خدي عيالك في حضنك هما الاتنين محتاجينلك كتير .. لينا قاعدة تانية بعد اذنك.

ادهم واحمد طلعوا ابوهم وحطوه في سريره وجم يتحركوا مسك ايديهم الاتنين وعيط: خليكم جنبي .. علشان خاطري ما تسيبونيش .. مش عايز اموت لوحدي مع اني استاهل ده بس ما تسيبونيش اموت لوحدي .. خليكم معايا انتو الاتنين ! عارف انكم مش هتقدروا تسامحوني بس حاولوا .. حاولوا تسامحوني .. حاولوا
فضل يعيط والاتنين قعدوا جنبه حاضنينه جامد وهو بيعيط في حضنهم ومش عايز يسيبهم الاتنين لحد ما تعب ورقدوه وبعد فترة راح في النوم وهما انسحبوا من جنبه ..

ادهم بخنقة: انا هاخد عيالي ومراتي واروح بيتي
أحمد بتردد: انت شايف اننا نسيبه في الحالة دي !
أدهم بصله ومش عارف ياخد قرار: انا مش قادر افضل هنا
احمد: بس لو صحي ومالقاناش احنا الاتنين ممكن يتعب .. خلينا يا ادهم جنبه الليلة ..

ادهم سكت وما ردش علي احمد ويدوب هيتحرك لقى حنان واقفة وراهم وبحزن: ابوكم غلط في حقكم كتير ولو مش عايزين تفضلوا هنا امشوا ! هو ما يستاهلش حنيتكم وعطفكم عليه
ادهم: معدش له لازمة نقول مين يستاهل ومين ما يستاهلش .. انا خارج شوية وراجع بعد اذنكم
ادهم انسحب وسابهم واحمد دخل عند مراته وابنه
ليلى: امال ادهم فين يا احمد !

احمد: خرج
ليلى: حصل ايه ! صوتكم كان عالي قوي وادهم اتنرفز جامد
احمد: ادهم علي طول بيقول انه مسامح بس اعتقد انه ابعد ما يكون عن السماح يا ليلى ..
ليلى انسحبت بعيالها ونزلت قعدت مع حماتها اللي مسهمة وزعلانة
حنان فجأة: تفتكري ان ادهم ممكن في يوم ينسى ويسامح يا ليلى !

ليلى بعطف: ادهم قلبه ابيض جدا ومش بيقدر يزعل من حد أبدا .. بعدين انتي ما تتخيليش هو بيحبكم قد ايه ! هو ممكن يكون متضايق دلوقتي لكن تأكدي انه مسامح
حنان بأمل: بجد يا ليلى ! بجد مسامح ! ما تقوليش كلام لمجرد تطمنيني !
ليلى: ادهم مسامح وهيقولها بنفسه اديله بس مساحة يستوعب فيها كل اللي اتقال وكل اللي حصل ده ..
ليلى اتصلت بجوزها: انت فين يا حبيبي !
ادهم: كان ورايا شغلانة كده بخلصها
ليلى: شغلانة ايه !

ادهم: حاجة في الشغل يا ليلى .. هخلص واكلمك او هجيلك
ليلى: طيب ادهم ! اروح بالعيال ولا استناك هنا !
ادهم: لا خليكي .. هنقضي الليلة عندك .. سلام دلوقتي
قفل معاها ونزل من عربيته وطلع علي عيادة هالة ودخل عندها
هالة ابتسمت اول ما شافته: كنت متوقعة مجيك يا سيادة المقدم اتفضل.

ادهم دخل وبغضب: المفروض بعد ما سمعت اعذاره اني اسامح ! اه ماشي عنده عذر اعمل ايه انا بالعذر ده ! قولتلك بلاش تفتحي في الماضي
هالة قامت من مكتبها ووقفت قصاد ادهم: محدش طلب منك تسامح ابدا
ادهم زعق: امال انتي عايزة مني ايه ! بتعملي كل ده ليه ! عايزة توصلي لايه بالظبط ؟ لاني مبقتش فاهمك اصلا !

هالة: عايزاك لما تقعد مع نفسك وتفكر يكون عندك اجابة .. عايزة اشيل علامة الاستفهام اللي ديما مرسومة قدامك .. عايزة لما تقعد مع والدك او والدتك تلتمس اعذار ما تكونش ديما متحفز زي اللي حصل النهاردة .. كنت هتفضل ديما مكبوت يا ادهم وفي اقل موقف وفي اي موقف هتنفجر فيهم .. عايزاك تقول كل اللي جواك وتخرجه ..
ادهم قصادها: عايزة اللي جوايا !
هالة: ايوه قول اللي جواك.

ادهم فجأة اتكلم واستغرب هو من نفسه: انا مش مسامح .. مش مسامح حد فيهم .. حتي بعد ما سمعته اه ممكن اقول يا حرام كان مكبوت او كان ضحية لعبة لكن ده لو انا بره الموضوع ممكن أحمد يقدر يسامح لكن انا لأ .. كل اللي حصل ده ما يديلوش الحق ابدا انه يعيشني عمر كامل مشوه مذلول من كل اللي حواليا محروم من ابسط حقوقي .. انا كنت بتعامل كمسخ .. الناس كانوا مستكترين عليا حتي النفس اللي بتنفسه .. استكتروا عليا اكون بني ادم .. حتي لما كنت بقدم حياتي علشانهم برضه محسوش بيا .. استكتروا عليا ان واحدة تحبني .. استكتروا عليا اعيش معاها مبسوط ..

استكتروا عليا يكون عندي بيت او عيلة .. فدلوقتي لا مش مسامح ومش عارف اسامح .. ومش قادر اصلا اسامح .. ده اللي كنتي عايزة تسمعيه مني ! اديني قولته المفروض دلوقتي اعيش ازاي وسطهم وانا عارف من جوايا اني مش مسامحهم ؟ كنت بضحك علي نفسي واقول مسامح ومتعايش مع ده لكن دلوقتي اعمل ايه ! المفروض اعمل ايه ! اعيش ازاي وسطهم ؟ ارجع ادخل البيت ده تاني ازاي وانا كلي يقين اني مش قادر انسي ولا اغفر..
ده اللي كنتي عايزة توصليله ! اديكي وصلتيله قوليلي دلوقتي اعمل ايه !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة