قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني

رواية المشوه الجزء 3 للكاتبة الشيماء محمد كاملة

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني

ليلي بتشجعه يرد وهيا في حضنه: رد
ادهم بص للفون المزعج اللي رنه مستمر واتعدل مرة واحدة واكتشف انه لوحده وانه كان بيحلم ومراته مش جنبه ولا جت عنده ده مجرد قلبه الموجوع اللي خلاه يحلم بالشكل ده .. بص للفون واخد نفس طويل ورد على مراته اللي بترن عليه
ادهم بصوت نايم: الو
ليلى باستغراب: ايه ده انت نايم ! انت فين كده !
ادهم: في بيتي
ليلى: يعني ايه ! هتيجي امتي ولا هتعمل ايه !

ادهم بتعب: مش عارف .. ارجوكي ما تسألنيش اي اسئلة لاني حاليا معنديش اجابات يا ليلى
ليلى: طيب هسأل سؤال واحد بس العيال عايزينك اقولهم ايه !
هنا صوت آية بنته بتطلب من مامتها الفون وبالفعل اخدته منها واتكلمت هيا: بابي يا بابي انا زعلانة كتير منك
أدهم: ليه يا قلبي بس ؟

آية: علشان انت قولتلي هصحي الاقيك وانت اهو مفيش هنا
أدهم ابتسم لبرائتها وبساطتها: حاضر هاجي يا قلبي
زياد اخد منها الفون: بابي
أدهم: ايوه يا زياد
زياد: هتيجي امتي هنا ! بابا انت واحشنا قوي وعايزينك معانا علي طول
أدهم اتأثر بحب عياله: اديني نص ساعة حبيبي وهكون عندك ان شاء الله.

زياد ابتسم: طيب ينفع وانت جاي تجيبلي جاتوه معاك اللي بحبه
ادهم: حاضر يا حبيبي
زياد بتأكيد: الكراميل يا بابا !
آية بصوت عالي: وانا فراولة يا بابي
ادهم: حاضر حاضر والله عارف.

قفل وقام اخد شاور ولف فوطة حواليه وخرج بره الحمام يلبس هدومه وقف قدام المراية وبص لوشه وحس انه كاره الوش ده .. استغرب نفسه واستغرب ازاي الانسان يبص في مراية ويشوف انعكاس غير انعاكسه هو .. ازاي شايف شخص غريب قصاده ! اذا كان هو مش متقبل شكله ده ازاي بيطلب من مراته تتقبله ! حط ايده على المراية بالتحديد علي صورة وشه يداريه واتخنق وبعد عن المراية تماما لبس هدومه واتحرك ..

عدى على محل الجاتوه اللي متعود يجيب منه ودخل
أدهم: السلام عليكم يا ابو علي
عامل الجاتوه كان مديله ظهره وابتسم ورحب: يا اهلا بالغالي لحظة يا غال
قطع الكلمة اول ما اتلفت وشافه ووقف: أنا اسف سمعت صوتك افتكرتك حد تاني .. اتفضل يا افندم
ادهم ابتسم: انا هو الحد التاني
ابو علي بتوهان: يعني ايه ! انت هو مين !

ادهم: انا هو مقدم ادهم .. ايه اختلفت قوي كده ؟ ده يدوب كام جرح وخريطه اتعدلت ! امال انا كنت مسافر ليه !
ابو علي بفرحة: قول والنبي ! انت هو ! بجد والله ؟ طيب احلف
ادهم ضحك: لا مش هحلف
ابو علي ضحك جامد وخرج من مكانه ووقف قصاد ادهم وبيبصله كتير: الصوت هو .. الهيئه هيا .. طيب ينفع احضنك بالله توافق !

ادهم ضحك ومد ايديه للراجل اللي قصاده اللي ضمه وكأنه أخ غايب من سنين .. ابو علي عمل هليلة كبيرة في المحل ونادي على كل زمايله وكلهم رحبوا بأدهم جامد حتى صاحب المحل نفسه رحب بيه وحس ادهم ان الناس البسيطة دي فرحته ورحبت بيه اكتر من اهله بمراحل .. هو كان منتظر الترحيب ده والفرحة دي من اقرب الناس ليه مش من ناس غريبة يدوب معرفة عادية.

أبو علي: طلباتك بقي يا باشا ! المعتاد ! الفراولة والكراميل للكتاكيت والشوكلاته للقلب
ادهم ابتسم: ايوه يا عم الناصح انت المعتاد بس زود الكميه يعني حط مثلا خمسة من كل نوع وضيف عليهم كريمة يمكن حد في البيت يكون بيحبها
ابو علي شاور على عنيه: من عنيا حضرتك تشاور.

جهز طلب ادهم وراح يحاسب بس حتى صاحب المحل رفض تماما ان ادهم يحاسب واصر انه هدية بمناسبة رجوعه من السفر ووصلوله طلباته العربية ..
رجع على الڤيلا والبواب اول ما شافه فتح البوابة
ادهم بعد ما كان داخل وقف: بقولك هو البواب اللي قبلك تعرفه !
البواب: تقصد عم متولي !
ادهم ابتسم: ايوه هو ده تعرفه ! وتعرف اذا كان...

البواب ابتسم: عايش يعني ! ايوه يا افندم عايش ولما قولتله ان حضرتك رجعت فرح جدا
ادهم ابتسم: انت شوفته ! تعرف عنوانه !
البواب: انا سيد ابنه على فكرة واه بشوفه
ادهم: ماشي يا سيد سلملي عليه كتير واديني عنوانك لاني عايز اشوفه.

سيد البواب: يا خبر يا باشا ده هو يجيلك بنفسه لهنا حضرتك بس تشاور
ادهم: ليه يعني ! لا يا عم قولي بس عنوانك وانا هزوره ان شاء الله
اخد ادهم العنوان ودخل وكالعادة محتاج لدفعة علشان يدخل البيت جوه .. خبط والشغالة فتحت: هات يا باشا عنك العلب دي
ادهم ناولها علب الجاتوه وآية كانت اسرع واحدة تقابله ونطت عليه شالها وزياد كمان جه عليه
زياد: جبت الكراميل !

ادهم: جبتلكم زي ما انتو عايزين ..
بص للشغالة
الشغالة: اسمي شوقية يا باشا وحاضر هجهزلهم الجاتوه واجيبه
ادهم ابتسم وشكرها ويدوب هيدخل لمح اخوه نازل من عربيته وقرب منهم ودخل حط ايده على كتف ادهم
أحمد: الا انت مختفي فين كده ! انا لو مكانك مش هخرج من أوضة نومي
ادهم: للأسف انت مش مكاني.

قبل ما أحمد يرد خرجت حنان وابتسمت لما شافتهم في منظرهم ده .. احمد دراعه حوالين كتف اخوه الصغير زي اي اتنين اخوات
قربت منهم وحطت ايديها على وش كل واحد فيهم
حنان: اخيرا جه اليوم اللي شوفتكم فيه جنب بعض وايديكم حوالين بعض
أحمد: طبعا فرحانة بيه !

حنان بصت لأحمد: حبيبي اعتبرني زي الحمامة يا احمد و انتو الاتنين جناحاتي الاتنين ما ينفعش اطير بجناح واحد .. صح ولا ايه ! ومقدرش اقول ده اغلي من ده او ده اهم من ده لان الاتنين مهمين ومقدرش استغني عن حد فيهم .. ومن غير واحد فيهم هفضل في الارض ميتة مش هطير ابدا .. فهمت !
احمد ابتسم لامه يمكن تفسيرها البسيط ده اقنعه نوعا ما انها بتحبه او علي الاقل هو واخوه زي بعض .. او هو بيحاول يقنع نفسه بكده ..

حنان ضمتهم الاتنين بحب: اخيرا حبايبي بقيتوا في حضني .. ربنا ما يفرقنا تاني عن بعض
الاتنين امنوا على كلامها
وطلعت سهر هزرت كعادتها: وصلة الحب دي بقى ما قربتش تخلص ! العيال تنحت جنب الجاتوه والكل منتظركم جوه
دخلوا كلهم وقعدوا وادهم قعد جنب مراته بصمت وحياها بهزة من راسه فقط وهيا ردت بنفس الطريقة.

شوقية هتبدأ توزع الجاتوه بس أدهم طلب منها تجيبله هو التربيزه وما عليها وهو هيوزع واصر انها هيا تاخد اول واحدة وبالفعل اخدت وانسحبت وهو عطي اول واحدة آية وبعدها زياد وبعدها بص لامه ولابوه
آية: نانا تاخد زيي انا فراولة
زياد بحماس: ودادو ياخد زي كراميل
العيال بصوا لجدودهم اللي وافقوا علشانهم وبالفعل ادهم عطاهم وبعدها بص لأخوه.

أحمد: شوكلاته لسهورتي وأنا زيها
ادهم عطاهم وبعدها عطى لمراته الشوكولاته اللي بتحبها وهو يدوب هياخد واحدة زياد نط قدامه
زياد: هتاخد ايه ؟
ادهم بحذر: اي حاجة انت عايزني اخد ايه !
زياد بيفكره: الدور عليا
أحمد بفضول: دور ايه ! لا فهمونا بقى.

ادهم: بما اني مش بيفرق معايا فكل مره باخد مع حد فيهم حاجته المفضلة
زياد: والدور المرة دي عليا تاخد زيي انا كراميل
ادهم: وانا يا سيدي مش هزعلك اتفقنا
السهرة كانت لطيفة جدا بينهم لحد ما العيال بدؤا يناموا وادهم طلعهم اوضتهم
زياد: بابي عايز اتكلم معاك
ادهم قعد جنب ابنه: خير يا حبيبي اتكلم
زياد بجدية ابوه استغربها: بابي انت زمان كان في مشاكل بينك وبين دادو.

ادهم: بس اتصالحنا خلاص
زياد: عارف انكم اتصالحتو .. بس انت يا بابا مشيت من هنا وبعدين انت من ساعة ما جيت وانت مش زي ما انت
ادهم: يعني ايه ! انا مش زي ما انا ! انا عارف ان شكلي اختلف و
زياد قاطعه: بابا مش بتكلم عن شكلك بتكلم عنك .. انت مكنتش بتبطل ضحك ولعب معانا .. انت من ساعة ما رجعت وانت ساكت وسيبتنا ورحت بيتنا القديم
ادهم اخد نفس طويل .. من امتى ابنه كبر كده وعقل كده وحس بيه للدرجة دي.

ادهم: معلش يا زياد اعذرني بس
زياد: بابا لو انت مش عايز تقعد هنا وعايزنا نمشي معاك بيتنا القديم احنا هنمشي معاك .. ولو مش عايزنا نحب دادو ونانا مش هنحبهم المهم تكون انت مبسوط يا بابا
ادهم ضم ابنه: لا يا حبيبي حبوهم دول جدك وجدتك وبيحبوكم كتير.

زياد بحماس وبطفولة: ايوه بيحبونا كتير يا بابا .. دادو عملنا بره في الجنينة لعب كتير جدا .. زحاليق ومراجيح والعاب كتيرة جدا حتى كمان نطيطات .. وكمان بيعملنا دلوقتي حمام سباحة صغير على قدنا علشان الكبير غريق قوي علينا .. بابا احنا مش بنبطل لعب ابدا وبعدين بيعملنا كمان حفلات نعزم فيهم اصحابنا يلعبوا معانا هنا .. هنا جميل قوي يا بابا.

ادهم ازاي ممكن يطلب من ابنه يمشي من هنا ويرجعوا شقتهم الصغيرة وازاي يقنعهم ان راحته هناك وكلهم راحتهم هنا !
زياد لاحظ حزن ابوه فسكت شوية وبعدها كمل: بس برضه يا بابا لو عايزنا نمشي هنمشي المهم تكون انت كمان مبسوط زينا
ادهم ابتسم: اي اب في الدنيا يا زياد قمة سعادته بتكون لما عياله يكونوا مبسوطين
زياد بفرحة: يعني انت هتفرح لما احنا نفرح !

ادهم: بالظبط كده
زياد: انا بحبك قوي يا بابا .. بحبك كتير قوي جدا
ادهم: وانا كمان بحبك كتير قوي جدا .. عارف يا زياد
زياد: هاه
ادهم نوم ابنه ونام جنبه: زمان الدكاترة قالولنا ان انا ومامتك مش هيكون عندنا عيال ومش هنخلف لان مامي كانت تعبانة
زياد: بس انتو خلفتونا صح !

ادهم ابتسم: ايوه ماهو بعدها ماما كانت حامل فيك وانا الصراحة خفت عليها كتير جدا وكنت عايز انهي الحمل ده
زياد: يعني ايه تنهي الحمل !
ادهم: يعني مكنتش انت هتتولد .. بس مامتك ساعتها رفضت قوي واتخانقنا كتير قوي وانا خفت عليها كتير انها يجرالها حاجة ولما ولدتك تعبت جامد وكانت مش بتصحى ابدا وساعتها انا زعلت منك انت لاني اعتبرتك انت السبب
زياد: مكنتش بتحبني !

ادهم:ايوه مكنتش لسه شوفتك وكنت بلومك ان مامتك تعبانة وبلومك انك هتاخدها مني لحد ما انت تعبت وطلبوا مني اشيلك وانا ساعتها كنت رافض خالص اشيلك بس روحت علشان خاطر مامتك وشيلتك
ادهم سكت وزياد عايزو يكمل: وبعدين حصل ايه لما شيلتني !

ادهم بحب: اول ما ضميتك يا زياد ندمت .. ندمت على كل لحظه اتضايقت منك فيها وندمت على كل لحظة قضتها زعلان من مامتك وحسيت انك ساعتها دخلت جوه قلبي انت بقيت انت اصلا قلبي .. حبك بدأ يا زياد في اللحظة اللي ضميتك فيها.. بقيت اغلى حاجة املكها في حياتي.. ومن ساعتها وانا كل يوم احمد ربنا على اكبر نعمة عطهالي .. انت واختك .. وأحمد ربنا اكتر ان امك ما سمعتش كلامي وعارضتني واصرت انها تحافظ عليك ... انت واختك أجمل حاجة حصلت في حياتي وعلشانكم انا مستعد لأي شيء حتي لو هفضل هنا معاكم .. المهم تكونوا مبسوطين.

زياد اتنهد: احنا مبسوطين كتير وهنكون مبسوطين اكتر وانت معانا هنا
ادهم: خلاص انا معاكم هنا يا حبيبي وكفاية عليا ان عندي ابن جميل زيك مهتم بسعادتي .. دي في حد ذاتها يا حبيبي اكبر سعادة ليا .. يالا نام بقى علشان مدرستك الصبح
زياد: ما ينفعش نقعد معاك وناخد اجازه
ادهم بحب: انت بقالك يومين قاعد اهو
زياد: دول كانوا جمعة وسبت مش اجازة.

ادهم: انت هتنصب ياواد انت ولا ايه ! المهم انك كنت في البيت جمعة ولا سبت ولا اجازة المهم النتيجة ..
زياد ضحك: تصبح على خير يا بابي بس خليك جنبي شوية
ادهم فضل جنبه لحد ما نام وهو بيفكر هيعمل ايه وهيواجه الأيام الجاية ازاي وهيواجه مراته ازاي !
اخيرا خرج من الأوضة وراح للمفروض انها أوضته
ليلى: نامو خلاص !

ادهم: ناموا ايوه
ليلى: طولت قوي عندهم !
ادهم: زياد كان بيتكلم معايا
ليلى: في حاجة ولا عادي !
ادهم: كان بيقوم بدورك يا ليلى .. كان بيقولي لو مش مبسوط هنا هو مستعد يرجع معايا بيتنا القديم المهم اكون مبسوط
ليلى باستغراب: وانا مقولتلكش اللي يريحك نعمله !

ادهم بضيق: ابنك قالها بحب يا ليلى مش علشان ده المفروض او اللي لازم يتقال
ليلى اخدت نفس طويل بتعب وبإرهاق قعدت علي طرف السرير: يعني انت شايف ان انا مش فارق معايا سعادتك ! وبعدين يا ادهم لامتى ! هنفضل كده لامتى ! انا تعبت
ادهم قعد جنبها: وانا تعبان اكتر منك .. مراتي وحشاني ومش عارف اقرب منها .. قوليلي انتي اعمل ايه !

ليلى بصتله بس نظرتها اختلفت لما بصتله .. مستغربة، الراجل ده جوزها؟ .. مش سهل عليها .. بتسمعه بقلبها وبتحس بنظرة عينيه انه هو هو ادهمها بس شكله غريب .. صحيح على اجمل بس هي حبته بجروحه والندوب اللي على وشه واستغبت نفسها انها طلبت منه يعمل العملية اللي خدت منها الجروح اللي بتحبها، وسألت نفسها لحظتها لو كانت قابلته وهو وسيم كدا كانت هتنجذب ليه وتحبه كدا وتلاحقه بكل مكان وتطارده لحد ما حبها زي ما حبته؟ والا كان عدى بحياتها زي اي راجل تاني وسيم شافته وراح لحال سبيله من غير ما يحرك فيها اي مشاعر؟

ماهي ياما شافت رجالة بكل الاشكال ولا حد فيهم دق باب قلبها، ولا هي حبت الانسان اللي جواه و كانت الوحيدة اللي شافته من جواه فهتحبه بالحالتين بجروح ومن غير جروح؟ سؤال طرح نفسه بشدة عليها ؟ واخيرا سألت نفسها طيب دلوقتي هي لسه بتحبه ولا لأ؟
حبه زاد ولا نقص في قلبها ؟! وبصت وركزت بعينيه من غير ما تبص لباقي وشه واعترفت لنفسها انها بتحبه زي كل مرة شافته بيها هي بتحبه بكل حالاته، وزعلت من نفسها ومنه ليه وصلو للمرحلة دي ؟
ليه مش قادرين يفهمو بعض او احتياجات بعض ؟

وليه الفجوة دي بينهم؟ مع انهم عشاق ومش اي عشاق دول مر عليهم ظروف كتير ومصاعب متتعدش وكل مرة كانو بيعدوها ويخطو فوقها ويرجعو يلتحمو مع بعض بطريقة اقوى واصدق من الاول،، طب ليه كدا دلوقتي؟ هي خايفة عليه ايوة متنكرش بس معقولة خايفة منه طب هي من امتى بتخاف منه؟
اسئلة كتير بتخبط في بعض بدماغها.. وادهم ملاحظ كل التخبيطات دي بس مش فاهم ولا عارف دماغها وديتها لفين واستغرب ليلى من امتى كدا؟ ومش بتقول اللي بقلبها على طول ؟

طول عمرها اللي بقلبها على لسانها عكسه هو تماما، دايما كانت المنقذ ليهم بأنها تبدأ الكلام وتفتح المواضيع اللي بيختلفو عليها لحد ما يوصلو لنقطة يتفاهمو عليها، طب ليه ساكتة دلوقتي؟
يااااه يا ليلى لو تتكلمي وترحميني من الحيرة دي على الاقل احس اني مش فارض نفسي او انك مش قابلاني، وعشان ينهي الحيرة دي قرر يأخد هو دورها ويبدأ هو الكلام فعدل نفسه ناحيتها ولفها هيا ليه ومسك وشها بايديه الاتنين وقرب وشها منه
ادهم بوجع: ليلى انا زي ما انا .. انا جوزك ما تبعديش عني بالشكل ده !

ليلى غمضت عنيها تسمعه للحظة بس وحشتها نظرة عينيه ففتحتهم تاني وقربت اكتر منه لحد ما شفايفها لمست شفايفه وهو بص لشفايفها ولعنيها وفرح انها متقبلة انها تسمحله يقرب منها .. ولانها وحشاه وهو محتاجها ومحتاج لحضنها .. باسها برقة مع ان النار اللي جواه عايزة تفترسها وبذل مجهود فوق الفظيع علشان يفضل رقيق كده ... باسها في كل حتة في وشها، وكان كل شوية يفوق على رعشة منها كل ما كانت تلمس وشه ويتجاهلها...
وبعدها بصلها واكتشف انه مش قادر يتقبل رعشتها دي كل شوية ! هو سافر ليه وتعب كل ده ليه واتحمل كل ده ليه ! مش علشانها هيا ! مش هيا اللي طلبت منه يسافر ! ودلوقتي جاية تغمض عنيها عنه
ايوه مشتاقلها بس حس بوجع اقوى من شوقه فبعد عنها وقام بعيد
ليلى: انت بعدت ليه !

ادهم من غير ما يبصلها: انتي عارفة انا بعدت ليه
ليلى: ادهم ما تصعبهاش علينا
ادهم بصلها بوجع هيا حسته: غصب عني .. انا نازل الجنينة اشم شوية هوا .. بعد اذنك
سابها وخرج قبل ما تتكلم ونزل تحت يتنفس .. بس حتى الجنينه مفيهاش هوا كفاية علشان يتنفس .. هواها كله وجع وكله ذكريات اليمة موجعة اكتر واكتر .. كل ركن في الجنينة دي شهد دموعه ووجعه وآلامه .. طيب يروح فين بس ! ازاي يخرج من الدوامة دي ! ياريته ما سافر ولا اتحرك من بيته ابدا ..

ليلى في اوضتها عيطت واتخنقت من نفسها ازاي مش عارفة تقرب من جوزها كده ؟ ليه حساه حد غريب ! ليه مش متقبلة شكله ده وكانت متقبلاه وهو مشوه ! جوزها بقى وسيم جدا .. وسيم فوق ما تتمني ليه مش فرحانة بوسامته دي !
خرجت من الأوضة وراحت لحنان نادت عليها بره واول ما شافتها ضمتها بحب
حنان: في ايه بس مالك !

ليلى: ادهم زعل مني ونزل تحت .. انا مش عارفة اعمل ايه ! هو موجوع ودي اول مرة ما اعرفش اخفف عنه .. ساعديني انتي ! رجعيهولي ! او علي الاقل خليكي جنبه ما تسيبهوش لوحده كده
حنان مسحت دموعها: حاضر يا حبيبتي هنزله وانتي ارجعي اوضتك بس لما يرجعلك خديه في حضنك يا ليلى ما تبعديهوش عنك كده .. هو هيقرب وانتي اسمحيله يقرب .. انتي قبلتيه لما الكل كان رافضه ازاي مش عارفة تقبليه دلوقتي !

ليلى سكتت ورجعت اوضتها منتظرة ادهم وحنان نزلت لابنها وقعدت جنبه بهدوء وانتظرت هو يتكلم بس فضل ساكت
حنان: مراتك محتاجالك
ادهم: حاولت ومعرفتش اقرب
حنان: ولما في بداية علاقتكم هيا حاولت تقرب وانت صدتها هيا عملت ايه ! استسلمت ! سابتك ! بعدت عنك ! عملت ايه يا ادهم !
ادهم رجع بذكرياته لكل محاولاتها انها تقرب منه وافتكر ان عمرها ابدا ما يأست منه ومن صده لها
ادهم: بس انا كان عندي اسبابي.

حنان: وهيا عندها اسبابها وللاسف انت ما حاولتش تسمع اسبابها او تطمنها انت بس سيبتها
ادهم بص لامه: قصدك ان انا غلطان ! انا عملت العملية دي علشانها هيا وبس .. مهمنيش غيرها وما فكرتش غير فيها دلوقتي جاية ... جاية ايه ؟ انا مش عارف هيا مالها اصلا !
حنان بحب: هيا ما تخيلتش ابدا يا ادهم انك هترجع بالوسامة دي .. انت كنت مشوه صح ! وهيا كانت حصن الامان بتاعك ! هيا كانت كل حاجة في حياتك
ادهم: وايه اللي اختلف !

حنان: كل حاجة ! انت مآساتك كانت في تشوهك يا ادهم ودلوقتي مبقتش مشوه، انت مبقتش حتى راجل عادي انت بقيت وسيم ووسيم قوي كمان .. مبقتش هيا امانك ومبقتش هيا بس اللي حبيبتك ومبقتش هيا بس اللي متقبلاك وبدال ما انت تضمها وتطمنها ان انت زي ما انت لا انت بعدت عنها ومنتظرها هيا تيجي تاني تضمك .. الدور عليك انت يا ادهم .. مراتك تقبلتك في اسوأ حالاتك .. دورك انت تخليها تتقبلك في قمة مجدك،، اتفنن ازاي تخليها تقبلك وازاي تسمحلك تقرب منها لحد ما تكتشف بنفسها ان انت زي ما انت ما اتغيرتش .. دي مسؤليتك انت وده دورك انت .. هسيبك تفكر في كلامي ده .. تصبح على خير يا حبيبي
باسته في خده وقامت دخلت واتفاجئت بحسين واقف وسامعهم واخدته وطلعت اوضتهم
حنان: بتبصلي كده ليه !

حسين: علشان مش عاجبني اللي قولتيه لابنك
حنان: ايه الغلط اللي قولته ؟ انا عيزاهم يقربوا من بعض ويرجعوا لبعض
حسين: ماشي بس ادهم اتنقل نقلة كبيرة جدا ومحتاج لدعم مراته حاليا .. هو محتاج لمساعدة مش هيا .. هو حياته اللي اتغيرت .. نظرة الناس له اتغيرت .. كل حاجة اتغيرت .. هو محتاج لحد يمسك ايده ويساعده على النقلة دي .. ادهم محتاج لدعم مراته ولحبها اكتر من اي وقت فات .. لكن انتي دلوقتي رميتي الحمل كله عليه هو واقنعتيه ان ده دوره وبدال ما يحاول يساعد نفسه يتقبل حياته الجديدة حطيتي عبء مراته وخوفها عليه .. مراته حاليا المفروض تكون اسعد انسانه وتمسك ايد جوزها لكن انا شايفها انانية يا حنان .. كانت حابة فكرة ان أدهم ملكها لوحدها ومفيش اي حد تاني ممكن يدخل حياته لكن دلوقتي اكتشفت انها مش لوحدها وان ادهم لازم تتعب علشانه فاستصعبت الدور ده وبدال ما تقوم بواجبها جمدت مكانها ومنتظراه هو يقرب ويطمنها من تاني.

حنان: ليلى بتحب ادهم يا حسين
حسين: عارف انها بتحبه بس ده ما يمنعش انها أنانية في حبها ده ... ده وقت ادهم مش وقتها هيا .. تقف جنبه وتاخد بإيده الاول وبعدها تشوف مخاوفها ..
حنان: والله ما عارفة افكر .. الاتنين موجوعين قوي
حسين: بس ادهم موجوع اكتر يا حنان
حنان بصت لجوزها وفجأه وكأنها استوعبت حاجة كانت غايبة عنها: ادهم موجوع اكتر ولا انت يا حسين ؟
حسين دور وشه بعيد: انا السبب في كل حاجة حصلتله وبتحصله لحد النهاردة
حنان حطت ايديها على اكتافه: وهو سامحك.

حسين بص للأرض: وانا هسامح نفسي ازاي وانا شايفو وحيد كده .. حتى مراته اقرب الناس ليه مش عارف ياخدها في حضنه .. انا سبق وبعدته عن الناس كلها وخليته وحيد ودلوقتي علشان يصلح اللي انا عملته رجع تاني لوحدته .. اسامح نفسي ازاي يا حنان !
حنان وراه حطت راسها على ظهره ومش عارفة تقوله ايه ! ومش عارفة حتى تفكر ومش عارفة ايه الصح وايه الغلط !

ادهم اقتنع بكلام والدته وبيفكر ازاي يخلي مراته تتقبله وأخيرا طلع اوضته كانت في السرير تقريبا نايمة وهو بص حواليه وبعدها غير هدومه ودخل جنبها ومن توترها ونفسها عرف انها صاحية لسه .. فضل كتير باصص للسقف جامد مكانه وهيا في طرف السرير عطياله ظهرها ومتصلبة .. بص ناحيتها كتير وبعدها اخد قراره ..
اتفاجئت بإيده على وسطها وشدها ليه وهيا قلبها بيدق بسرعة جدا هيخرج من مكانه
ادهم: انا زي ما انا يا ليلى .. ما اتغيرتش ومش هتغير ابدا وحبك في قلبي مش هيتغير
ليلى بتوتر: لحد امتي يا ادهم ! انت لسه راجع ولسه ما تعاملتش مع الناس ولسه
ادهم قاطعها: بطلي تفترضي حاجة لا يمكن تحصل .

ادهم قرب وشه منها وبدأ يبوسها في كل مكان في وشها وبيهمس: انتي عارفاني ... عارفاني كويس يمكن اكتر من نفسي .. ليلى انا زي ما انا .. جوزك وبحبك ومش هحب غيرك ومش هبعد عنك
بدئت تتجاوب معاه وعرفوا ازاي يوصلوا لبعض .. كان واحشها وهيا وحشاه جدا .. اخيرا نامت على كتفه مبسوطة وهيمانه في حب جوزها اللي اشتاقتله كتير
لكن هو عارف ان ده حل مؤقت ومجرد مسكن لكن مش علاج بس محاولة لحد ما تتقبله وتتقبل تغيره وشكله الجديد .. اخيرا حس بها نامت وانفاسها انتظمت على صدره .. وبصلها كتير وراقبها اكتر وحط ايده بحب على خدها ... قد ايه بيعشقها ! وبيحبها ..

فضل كتير باصصلها وهيا غرقانة في النوم مبتسمة حاول يتعدل جت ايده على شعرها واتشد شويه وده
صحاها من نومها
ليلى بابتسامة: انت لسه صاحي حبي..
فتحت عنيها وشافته وللحظة اتفزعت واتعدلت بسرعة وبعدها استوعبت انه جوزها مش حد غريب بس اللحظه دي كانت كفيلة انها تهد وهم السعادة اللي كانو غرقانين فيها
ادهم ما اتكلمش بس فضل مكانه باصص للسقف وايده على وشه
وليلى مش عارفة ازاي تعالج اللي حصل ده بس غصب عنها كانت نايمة واتفاجئت يعني مش بإيدها ..

اخيرا قربت منه وحطت راسها على كتفه يمكن توهمه انه عادي والوضع طبيعي بس جموده خلاها تعرف انه مش مصدق قربها الواهي دي ...
ايديها بتتحرك على صدره وهو في دنيا تانية بعيدة عنها لحد ما هيا اتكلمت
ليلى: معالجتش الجروح دي ليه اللي في صدرك ؟
ادهم انتبه لها: مكنلوش لزوم
ليلى: اشمعنى ! بالمرة
ادهم: بالمرة ! انتي مش متخيلة انا تعبت قد ايه الفترة اللي فاتت دي
ليلى: المهم انها عدت وكويس انك معالجتهمش
ادهم بانتباه: ليه كويس !

ليلى بعدم انتباه: حاجة من جوزي القديم .. كل خط من دول له ذكرياته معايا انت ما تعرفش انا بعشقهم قد ايه !
ادهم اتوجع قوي وحس ان تعب الشهور اللي فاتت كلها هاجمه في اللحظة دي .. كل الوجع اتجمع عليه .. طيب هو كان سافر ليه ! مش علشانها هيا ! وهيا اهي مش عاجبها وبتتمنى جوزها القديم ...
سكت مردش عليها وهيا كملت نومها وهو معرفش يغمض عينه للحظة حتى ..

اخيرا النهار نوّر والباب خبط خبطات خفيفة وهو قام فتحه كان زياد ابنه
زياد: احنا رايحين المدرسة بس قولت اشوفك الاول ! انا صحيتك !
ادهم: لا يا حبيبي وكويس انك جيت علشان كنت واحشني قوي .. استني هلبس بسرعة و اجي اوصلكم ؟
زياد: لا يا بابي الباص خلاص على وصول .. يوم تاني تقول للباص ما يجيش وتوصلنا.

ادهم ابتسم وحضنه وآية جت هيا كمان ضمهم ومشيوا وهو رجع اوضته .. بعد وقوفه لفترة طويلة قرر ينزل شغله لان ملهوش لزوم قعدته في البيت بالشكل ده .. دخل اخد شاور وفضل قدام مراية الحمام كاره شكله مش عارف يعمل ايه ! بس باصص لنفسه وكاره الشخص اللي واقف قصاده .. كاره الشخص اللي اخد منه اغلى انسانه حبها .. مسك قزازه برفان وكسر بيها المراية وليلى صحيت على الصوت وقامت بسرعة
ليلى: في حاجة ؟ ايه اللي حصل ؟

ادهم بصلها وهيا استغربت لوهلة شكله بس بعدها عادي
ادهم: لا مفيش المراية اتكسرت مش اكتر
ليلى قربت شافتها وشافت قزازة البرفان مكسوره وريحتها مغرقة المكان كله وفهمت ان ادهم كسرها ومرضتش تعقب على اللي حصل
ليلى بصتله: المهم انت كويس !
ادهم بص بعيد: انا كويس .. انا نازل الشغل
ليلى مرضيتش تضغط عليه وعرفت انه محتاج لمساحة شويه فوافقت: ماشي براحتك حبيبي
خرجت وهو فهم موافقتها انها محتاجة هيا لمساحة منه وهو هيديها المساحة دي ..

نزلوا فطروا مع أبوه وأمه في جو هادي
أدهم: امال احمد فين !
حسين: احمد ما بيصحاش بدري زينا كده
حنان: بيصحي على شغله علطول
حسين: انت صاحي بدري خارج ولا ايه !
أدهم: اه نازل شغلي
حسين باستغراب: انت مش أجازة !

أدهم: المدير طلب مني امبارح ارجع الشغل وبعدين انا مأجز من اكتر من ٣ شهور كفاية بقى
حسين بص لليلى علشان تتكلم بس ليلى بصت لبعيد وهربت من نظرات حماها وادهم لاحظ نظراتهم دي وفهمها كويس وكان عايز يقول لابوه ما يتعبش نفسه
اخيرا نزل شغله وعلى الظهر قرر يروح ياخد عياله ويغديهم بره ويقضي باقي اليوم معاهم ..

اخد عربيته وراح للمدرسه وانتظر يخرجوا بس للاسف مخرجوش فنزل للبواب يسأل عليهم وبعد فترة طويلة بيحاول يقنع البواب انه هو أدهم نفسه لحد ما اقتنع واخيرا رد عليه
البواب: العيال مفيش ومجوش اصلا
ادهم اتجنن يعني ايه العيال مفيش ! العيال نزلوا قدامه الصبح وركبوا الباص وهو راقبهم من البلكونة بيركبوا ! عياله فين ! لا هو ممكن يتقبل اي شيء في الدنيا الا عياله يروحوا منه ! وكان زي القنبلة الموقوته اللي بتهدد بالانفجار وبحرق كل اللي حواليها
وبصوت مخيف: يعني ايه العيال مفيش انت اتجننت ولا ايه ؟ زياد وآية فين ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة