قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثامن

رواية المشوه الجزء 3 للكاتبة الشيماء محمد كاملة

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثامن

ليلى بلغت داليا بالعنوان وداليا بلغتها ان خلال دقايق هتكون عندها !
كان أدهم يدوب خارج من الأشعة وفي حالة صمت رهيبة ..
ليلى وقفت جنبه: حاسس بإيه ؟ كويس ؟
أدهم بدون ما يلتفت لها: ما تشغليش بالك
ليلى كانت هترد بس تراجعت وسكتت وافتكرت داليا: صح داليا كلمتني وعرفت انك هنا فقالت جاية تشوفك
كانت منتظرة رد فعله بس هو كان عادي، لا مبالي ..

ليلى حست انه ما سمعهاش: أدهم أنا بكلمك ..
أدهم بصلها: نعم !
ليلى: داليا جاية ! هتنتظرها !
أدهم: معرفش انتو حرين مهياش من بقية أهلي ولا انا مسؤول عنها ولا انا قولتلها تيجي
ليلى: هيا لما عرفت انك هنا أصرت تيجي
حسين اتدخل: كده كده هننتظر الأشعة تظهر تعالوا نقعد في الكافتيريا شوية نشرب أي حاجة ..

قعدوا كلهم وداليا وصلت كلمت ليلى وعرفت مكانهم وراحتلهم وقعدت معاهم وسلمت علي أدهم وفضلت تسأل فيه أسئلة كتيره هو مردش عليها واللي كان بيرد كانت حنان او ليلى
داليا بقلق: هو ساكت ليه كده ! في إيه اللي حصله ! واتعور كده إزاي ؟
أحمد رد: إتعور في شغله وساكت لأنه تعبان شوية مش أكتر
داليا بصت لأدهم وأصرت عليه يتكلم: أدهم ! انت كويس !

أدهم أخد نفس طويل وبصلها وبصلهم كلهم ووقف: أنا كويس واللي انتو كلكم بتعملوه ده مالوش لزوم .. ( بص لابوه ولامه ) اعتقد طاوعتكم أهو وعملت كل اللي طلبتوه .. دلوقتي بقى بعد إذنكم
كلهم وقفوا وكلهم اتكلموا مع بعض يسألوه هيروح فين !
أدهم شاور بإيده وكلهم سكتوا: محتاج اخرج شوية فزي ما عملت اللي يريحكم سيبوني أعمل اللي يريحني !

ليلى نادت عليه بعد ما مشي خطوتين فوقف بدون ما يبصلهم وهيا راحت ووقفت قصاده
ليلى بقلق: ينفع أطلب منك طلب !
أدهم بجمود: نعم !
ليلى بتوتر: الدكتور عطاني رقم دكتورة اسمها هالة وعايزين نروحلها
أدهم باستغراب: تعبانة روحي اعتقد احنا في مستشفى أهو
ليلى: مش حكاية تعبانة ..

أدهم بصلها: أمال حكاية إيه !
ليلى: الدكتور رشحهالنا نروحلها أنا وأنت !
أدهم بعدم فهم: نروحلها انا وانتي ! ليه ؟
ليلى بتوتر: يعني .. تساعدنا .. في اننا نتقبل وضعنا الجديد .. ونتقبل التغير اللي حصل !
أدهم بصلها كتير ومرة واحدة سابها ومشي وهيا جريت وراه واتكلمت: على فكرة المفروض ترد عليا مش تمشي بالطريقة دي !

أدهم وقف وبصلها واتكلم بغضب واضح للكل: والله أنا متقبل التغير اللي حصل ومتقبل وضعي الجديد سيادتك بقى مش متقبلاه ومش متقبلة جوزك فدي مشكلتك انتي مش مشكلتي أنا ولما توصلي سيادتك لحل لمشكلتك إبقي عرفيني .. بعد إذنك
ليلى فضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل إيه اما داليا فاستأذنت وانسحبت بسرعة ورى أدهم وليلى عرفت انها راحت وراه وطلعت وراهم تشوف هتمشي مع جوزها ولا ايه اللي هيتم ؟

أدهم وقفته داليا بتجري وراه لحد ما وقف
داليا: في إيه مالك وايه اللي حصل ! وازاي ما تبلغنيش باللي حصلك !
أدهم بضيق: داليا انا تعبان ومخنوق حاليا خليني أكلمك بعدين !
داليا باهتمام: أدهم إنت محتاج لحد دلوقتي خليني جنبك !

أدهم بضيق: معلش اعذريني انا حابب افضل لوحدي دلوقتي .. بعد إذنك
سابها ومشي وهيا فضلت وحدها وليلى فرحت ان أدهم ما أخدهاش معاه .. ليلى رجعت لحسين وحنان اللي نظراتهم ليها معجبتهاش
حسين بغضت مكتوم: وبعدين معاكي ! هتضيعي جوزك منك
ليلى: وانا بإيدي إيه وما عملتوش ؟

حنان: بإيدك كتير يا ليلى، انتي رافضة جوزك، ليه خليته يسافر ويعمل عملية التجميل طالما انتي بتحبيه زي ماهو !
ليلى بعصبية: لان ده ابسط حقوقه .. مكنش ينفع امنعه او ارفض انه يسافر مكنش ينفع . بعدين هو ما سافرش علشان خاطري بس هو سافر كمان علشان حضرتك
وجهت كلامها لحسين اللي استغرب ورد: علشاني ؟ علشاني ازاي يعني !

ليلى بتوتر: علشان يقلل من احساسك بالذنب ويساعدك تحسن شعورك ناحية نفسك فبلاش كلكم تحطوا كل الاسباب عليا لوحدي
ادهم سافر ارضاء للكل مش ليا انا لوحدي
حنان: بس ده ما يمنعش انك انتي العامل الاساسي يا ليلى وما تقدريش تنكري ده ! ايوه في اسباب كتير بس السبب الرئيسي كان انتي
ليلى هربت بنظرها من حماتها وماردتش عليها وقررت تروح لدكتورة هناء وتتكلم معاها ..

طلعت الاشعة وكانت سليمة وروحوا بعدها وفي انتظار رجوع أدهم البيت وكل شوية ليلى ترن عليه بس موبيله مقفول ..
اخر النهار رجع والكل اتجمع عليه بس هو بإشارة واحدة وقف الكل ونطق جملة واحدة: ارجوكم تعبان ومحتاج ارتاح ومش حمل اي كلام .. بعد إذنكم
سابهم وطلع لأوضته ومراته وراه وبعد ما دخلوا أوضتهم
ليلى: حبيبي اجيبلك تاكل !

أدهم بصرامة: اعتقد وضحت تحت اني محتاج ارتاح .. سيبيني لوحدي اذا سمحتي
حاولت تتكلم تاني بس وقفها بنظرة منه فسابت الأوضة كلها وخرجت ..
اترددت بالليل تدخل اوضتها تنام فيها ولا تنام مع العيال وبعد تفكير طويل دخلت أوضتها كان نايم في السرير وهيا فضلت جنبه معندهاش الجرأة حتى تتنفس بصوت عالي لحد ما النهار نور وهو قام وانسحب بهدوء لشغله ..

ليلى قررت تروح للدكتورة وبالفعل كلمت جوزها تستأذنه
ليلى: أدهم بعد إذنك انا هروح للدكتورة اللي قولتلك عليها
أدهم بصرامة: اعملي اللي يريحك
ليلى: لو مش عايزني أروح مش هروح
ادهم: لا عمري منعتك من دكاترة ولا همنعك دلوقتي ايا ان كان السبب .. انتي محتاجة لدكتور روحي
ليلى بأمل كداب: طيب مش هتيجي معايا ؟

أدهم: لا طبعا مش هروح ..
ليلى: انت عمرك ما سيبتني اروح لدكتور لوحدي قبل كده !
ادهم: ده لما كنتي مراتي بجد وكنتي قبل ما بتخطي خطوة كانت ايدينا في ايدين بعض مش دلوقتي ومش علشان السبب ده شوفي يا ليلى خلاصة الكلام محتاجة لدكتورة روحي مش همنعك بس خرجيني انا بره الموضوع ده ودلوقتي بعد اذنك يا ليلى ورايا شغل !
قفل وهيا فضلت مكانها باصة للفون في ايدها كتير وفي الاخر قررت ما تروحش للدكتورة وهيا بنفسها هترجع جوزها لحضنها، هيا ولا صغيرة ولا محتاجة لوسيط بينها وبين حبيبها ..

أدهم اخر النهار رجع وما سألهاش عملت ايه بس هيا بلغته انها قررت ما تروحش وهو ما اهتمش ولا فرق معاه او ده اللي ظهر منه ..
و بصمت راح لسريره ونام بدون ما ينطق كلمة واحدة ..
الفجوة بتكبر كل يوم بينهم ورافض اي قرب منها وجروحه الظاهرية بدأت تخف واحدة واحدة .. واثارها بتخف وتختفي .
داليا كل يوم بتتصل بأدهم تطمن عليه وتتكلم معاه
داليا: المهم يا أدهم طمني عليك انت فعلا بقيت كويس ! معجبتنيش خالص لما شوفتك آخر مرة.

أدهم بضيق: أكيد مش هعجب اي حد وانا وشي متبهدل كده
داليا بسرعة: انا مش قصدي على وشك خالص أنا بتكلم عن حالتك النفسية يا أدهم
أدهم: أنا كويس يا داليا ما تشغليش بالك انتي
داليا: أولا قولي دولي بلاش داليا دي وثانيا لو مش هشغل بالي بيك هشغل بالي بمين ! هاه !
أدهم تهرب من أجابتها: المهم أنا مشغول حاليا ولازم أقفل ابقى أكلمك بعدين أوك !
داليا ابتسمت: اوك يالا باي وتيك كير
ادهم قفل واتأفف بضيق وبخنقة من كل اللي حواليه ..

عيد ميلاد آية قرب وأدهم فكر ياخدهم ويسافر لاي مكان يومين ويحتفلوا بيه لوحدهم وبدأ يخطط لده
رجع يوم الظهر تعبان وقعد وسط العيال وهما بيرسموا وهو متابعهم وقرر يبلغ ليلى بفكرته .
ليلى خرجت من المطبخ ولقته قاعد وراحت قعدت جنبه: جيت امتى ! ما سمعتكش
ادهم بص ناحيتها: يدوب داخل
ليلى: الغدا خلاص دقايق ويجهز
أدهم بصلها قوي: هو ليه انتي بتعملي الأكل ؟ مش في شغالين للموضوع ده !

ليلى ابتسمت: اه في وبعدين انا مش بعمل الأكل لوحدي انا بس ساعات بدخل لو حابة اعمل حاجة مخصوصة مش أكتر او اشوف مثلا عملوا ايه لان زي ما انت عارف عيالك مش بياكلوا اي حاجة وساعات بيكونوا متطلبين ..
أدهم هز دماغه بتفهم وبص لعياله وبعدها يدوب هيفاتح ليلى بفكرته دخل أبوه وأحمد وقعدوا قصادهم
حسين بتعب: إيه الجو الصعب ده ؟ الدنيا هتولع بره !
أحمد: انا قولت لحضرتك تروح من بدري وانت رفضت
حسين: كان لازم احضر الاجتماع ده ( بص لأدهم ) انت رجعت امتى !

أدهم: يدوب داخل .. بعدين الجو مش حر قوي
حسين واحمد بصوا لبعض وبصوله باستغراب والاتنين مع بعض: نعم ! مش حر !
أحمد: ده اللي هو ازاي يعني ؟
أدهم ابتسم: عادي مش للدرجة دي .. في حر أكتر من كده
حسين: اكتر من كده يا حبيبي هنسيح واحنا ماشين ده درجة الحرارة تلاقيها ٥٠ ولا حاجة
ادهم ابتسم: لا ما وصلتش لل ٥٠ درجة الحرارة النهاردة تقريبا ٤٣
أحمد بتريقة: لا بجد ! تصدق فرقت ! ده احنا بنستعبط على كده .. استنى كده يمكن أبرد لما عرفت انها ٤٣ !

كلهم ضحكوا وادهم ضحك: انت اصلا مجربتش الحر اللي بجد
أحمد باستسلام: ومش عايز اجربه كفاية عليا الحر ده .. رضا والحمد لله يا سيدي
حسين بص لليلى: المهم سيبونا من الحر، ليلي جهزتي اللي طلبته منك وعزمتي كل اصحاب آية ! ومدرساتها ! واصحابكم !
ليلى ابتسمت: اه عزمتهم كلهم فاضل بس اصحاب أدهم ( بصتله )
أدهم بصلها وهو مستغرب: بتتكلموا عن ايه مش فاهم انا حاجة !

ليلى بحماس: عيد ميلاد آية ! دي متحمسة جدا وراحت بلغت جدها وهو بينظملها لحفلة كبيرة جدا وعزموا كل اصحابهم هيا وزياد وانا عزمتلهم المدرسين كمان وعزمت كل اللي نعرفهم فاضل انت ! يعني صحابك ولا شوف عايز تعزم مين !
أدهم فضل باصص ناحيتها شوية مش قادر يحدد مشاعره ايه بس باصصلها
أحمد لاحظ نظراته دي: إيه مالك !

أدهم دور نظره ناحية أخوه ووقف: لا مفيش بس تعبان وزي ما انتو بتقولوا حران ومحتاج أغير هدومي دي واخد شاور بارد .. بعد اذنكم
حسين وقفه: طيب صحابك ! والحفلة !
أدهم بصله وهو طالع: ليلى هتقوم بالواجب وهيا زي ما قالت عزمت كل معارفنا ..
زياد كمان وقفه: بابا مش هترسم معانا ؟
أدهم: حبيبي راجع تعبان اعذرني دلوقتي ..
زياد بص لاخته ورجعوا يكملوا رسمهم
اما حسين وليلى بصوا لبعض باستغراب وبصوله لحد ما اختفى ..

أدهم دخل أوضته ودخل ياخد الشاور البارد وفضل واقف يفكر في حياته واللي بيحصل حواليه .. معقولة دي حياته ؟ وهيفضل كده مالوش اي دور ومش عارف يندمج معاهم ؟ طيب ياترى هو الغلط عنده هو ولا فين ! زمان مكنش عارف يندمج مع اللي حواليه لانه مشوه طيب دلوقتي ليه مش عارف برضه يندمج معاهم ! ليه حاسس انه بقى مهمش في حياة كل اللي حواليه ده حتى عياله كمان مش عارف يكون له دور في حياتهم !
خبط على الباب قاطع أفكاره ودخول ليلى
أدهم: خير في حاجة !

ليلى بصتله بشوق نوعا ما لان شكله مغري تحت الدش: هو لازم يكون في حاجة علشان ادخل عندك !
أدهم مكنش متقبل منها حتى الكلام ورد باقتضاب: لا مش لازم
قفل المية وشد أقرب فوطة له ولف وسطه بها وشد فوطة تانية حطها حوالين رقبته وخرج من الحمام وتجاهلها وهيا استغربت وخرجت وراه وقعدت تراقبه بينشف شعره من فترة للثانية بيبصلها في المراية لحد ما تعب من مراقبتها فبصلها: نعم في ايه !

ليلى استغربت هجومه اللي مالوش مبرر: الغدا جاهز وجيت انادي عليك مش أكتر
أدهم باقتضاب: مش عايز اتغدى .. انزلي انتي اتغدي مع عيالك
ليلى باستغراب: أدهم الكل منتظرك واحنا ما صدقنا تيجي مرة في ميعاد الغدا كمان مش عايز تقعد معانا !
ادهم: والله انا حر
بدأ يلبس هدومه وهيا برضه واقفة فبلصها: وبعدين !

ليلى بإصرار: انزل معايا يالا
أدهم: قولتلك مش عايز هو بالعافية يا ليلى ولا ايه ! مش عايز يا ستي اكل
ليلى قربت منه وقفته وهو رايح للسرير مسكته من دراعه وسندت راسها على ظهره: في ايه بس ؟ مالك ! انت ليه بعيد عني كده !
أدهم شد نفسه منها بعنف نوعا ما ولف نفسه واجهها وسط استغرابها من شده لنفسه بالطريقة دي
أدهم بصلها: انتي بتجبريني على البعد ده ! تصرفاتي يا ليلى ماهي الا رد فعل ديما لتصرفاتك.

ليلى بعدم فهم: رد فعل ! رد فعل يا ادهم ! طيب ليه ! انا عملت ايه هاه ! انت راجع من شغلك واعتقد لو لسه بفهمك كنت طبيعي ايه اللي حصل في الدقايق دي قلبك كده ناحيتي ؟ هاه ! مرة واحدة لقيتك اتغيرت وقمت وانسحبت
أدهم ضحك بوجع: مش عارفة ليه ! مفيش فايدة ! بقولك ايه ! انزلي اتغدي وسيبيني أنام شوية قبل ما انزل علشان ورايا شغل بعد ساعتين وعايز أنامهم الساعتين دول ممكن ؟

ليلى باصرار: طيب قولي مالك ؟ ارجوك يا أدهم على الأقل فهمني طيب ! خليني احاول أصلح اللي بيضايقك ! اديني على الأقل الفرصة دي
أدهم فضل شوية ساكت بيقلب كلامها في دماغه وبيسأل نفسه يقولها ولا لأ ! يتكلم ولا مالوش لازمة الكلام
ليلى قربت: ايه اللي ضايقك ! احنا ما اتكلمناش غير في موضوع حفلة عيد ميلاد آية معقولة ده اللي ضايقك ؟ طيب ليه ! خلاص لو مش عايز نعملها حفلة بلاش .. مش هعملها حفلة يا أدهم كده مبسوط !

أدهم غمض عنيه وبص للسقف بضيق ورجع بصلها تاني وهو بيهز دماغه بفقدان أمل: مش الحفلة يا ليلى اللي ضايقتني ومش حفلة بنتك اللي هتضايقني أكيد
ليلى بتوهان: امال إيه طيب ! ايه اللي ضايقك !
ادهم بنفاذ صبر وبفقدان أمل: حاليا يا ليلى اللي مضايقني انك مش عارفة ومش فاهمة ايه اللي مضايقني !
ليلى: انت بقيت غريب عني مبقتش فعلا فهماك
ادهم بتأكيد: انا ما اتغيرتش انا زي ما انا يا ليلى للاسف .. لو في حد فينا اتغير فأكيد مش انا الحد ده ...

ليلى بنفي: وانا ما اتغيرتش
أدهم باستسلام: يبقي الظروف اللي حوالينا هيا اللي اتغيرت وللاسف احنا الاتنين مش عارفين نتعامل مع الظروف الجديدة دي
ليلى: يبقى نروح لحد يساعدنا يا أدهم
ادهم باصرار: مش هروح لدكاترة نفسيين يا ليلى ريحي دماغك وبطلي تفتحي الموضوع ده انتي عايزة تروحي مش همنعك لكن انا مش هروح خلاص .. ممكن بقى تسيبيني أتنيل وأنام ولا أشوفلي مكان تاني أنام فيه !

ليلى: طيب هسيبك بس برضه عرفني الاول ايه اللي ضايقك لما مش حفلة آية
ادهم باستسلام: حاضر هقولك .. مش الحفلة في حد ذاتها اللي ضايقتني يا ليلى اللي ضايقني هو تخطيطك لحفلة لبنتي بدون ما تعرفيني .. ده انتي كمان عزمتي الناس وانا ايه ؟ بتعرفيني من باب العلم بالشيء ! ولا انا ماليش دور للدرجة دي ولا ليا رأي ؟ ما فكرتيش مثلا اني ممكن أكون مخطط لحاجة تانية !

ليلى هنا استوعبت غلطها وعرفت انها بعدت خطوات تانية عن جوزها وكبرت المسافة بينهم اكتر ما هيا كبيرة بس ما تخيلتش ابدا انه ممكن يكون فاكر أصلا عيد ميلاد بنته بس من إمتى هو بينسى مناسبات مهمة زي كده ! عمره ما نسي ابدا اي مناسبة
حاولت تبرر موقفها وانقاذ ما يمكن إنقاذه: حبيبي انا ابدا مفكرتش كده بس كل الحكاية انك وسط مشاكل كتير وحبيت اني ما اتقلش عليك بحاجة زي دي
ادهم بذهول: ما فكرتيش وما حبتيش تتقلي عليا ! انتي مقتنعة باللي بتقوليه ده ! انتي فعلا مفكرتيش في جوزك نهائي ومبقاش له قيمة عندك علشان تهتمي برأيه
ليلى دفاعا عن نفسها: مش كده.

ادهم زعق: امال ازاي ! فهميني انتي يمكن انا بقيت غبي وبطلت افهم .. فهميني انتي من امتى عيد ميلاد حد من عيالي كان تقيل عليا علشان حبيتي تخففي عني !
ليلى: ادهم مش كده .. كل الحكاية ان باباك حب يعمل الحفلة دي بنفسه كان المفروض ارفض يعني ولا اقوله ايه !

ادهم: كان المفروض تقوليله اشوف ادهم .. هشوف أبوها يقول ايه يمكن يكون في دماغه حاجة ... ده اللي كان المفروض تقوليه مش تروحي تخططي وتعزمي وتبلغيني زي اللي عزمتيهم بالمعاد .. الله لا يسيئك شوفي وراكي ايه وابعدي عني دلوقتي
ليلى قربت وحاولت تلمسه لكن بعد واتكلم بهدوء: ابعدي عني دلوقتي بلاش تجيبي اخرها يا ليلى وسيبيني لوحدي دلوقتي لاني مش مستحمل منك كلمة واحدة حتى ..

ليلى نطقت: ادهم
قاطعها بسرعة: بلاش ارجوكي لاخر مرة هقولك سيبيني دلوقتي بدال ما اخد خطوة مش هتعجبنا انا على اخري ومش عارف افكر فبلاش تخليني اتصرف تصرف نندم عليه وابعدي عني دلوقتي يا ليلى ارجوكي .. انا بترجاكي اهو ابعدي عني دلوقتي
ليلى خرجت وسابته وهيا بتلعن غباءها ألف مرة ومرة ومش عارفة ليه هيا بقت بالغباء ده وليه كل ما بتحاول تقرب خطوة من جوزها بتبعد قصادها عشر خطوات ..
ادهم حاول ينام بس من كتر ضيقه معرفش ينام فقام لبس هدومه ونزل كانوا بيتغدوا
حسين: ادهم تعال يالا طالما صحيت.

ادهم باعتذار: لا معلش استدعوني في الشغل ولازم امشي بعد اذنكم
انسحب بسرعة قبل ما حد يتكلم وكلهم بصوا لليلى اللي بصت لطبقها
حنان: هو متضايق من حاجة يا ليلى ؟
ليلى حاولت تبتسم: لا بس اكيد زي ما بيقول استدعوه حضرتك عارفة ظروف شغله
تقبلت كلامها او تظاهرت بكده ..
أدهم ركب عربيته واتحرك وموبيله رن وقبل ما يبصله كان عارف مين بيرن وبالفعل لقاها زي ماهو متخيل مسك الفون ورد عليها
أدهم: خير يا داليا.

داليا: مش قولنا دولي .. وبعدين معاك بقى !
ادهم عدل جملته: خير يا دولي !
داليا: ايوه كده على العموم خير .. بطمن بس عليك .. انت فين كده !
ادهم: في عربيتي
داليا: اشمعنى ! مروح ولا ايه !
ادهم: لا مش مروح .. رايح شقتي هريح فيها شوية بعيد عن الفيلا
داليا ابتسمت: طيب ما تيجي نتغدى مع بعض واقعة من الجوع صراحة ومش حابة اروح انا كمان
ادهم فكر شوية وبعدها: انتي فين ! هعدي عليكي.

داليا بانتصار وصفتله مكانها وهو خلال دقايق كان وصلها فقفلت عربيتها ونزلت لعربيته وقعدت جنبه: اجمل حاجة المواعيد اللي بدون تخطيط دي
ادهم بصلها: جيتي في وقتك اصلا الواحد مخنوق ولو فضلت لوحدي دماغي هتفضل تودي وتجيب .. المهم نتغدى فين !
اقترحت مكان وهو اخدها وراح بس دماغها هيا اللي فضلت تودي وتجيب في كلام ابوها وأمها انها مجرد مسكن مش أكتر لانها حست بكده فعلا بس تجاهلت تفكيرها ده واقنعت نفسها انه بيحتاجلها ولازم تفضل جنبه وهو مش هيستغنى عنها
داليا: مالك ايه اللي خانقك ! اتخانقت مع ليلى ولا حاجة !

ادهم بصلها: احنا مش بنتخانق بس كمان ما بقيناش بنتفق .. معرفش ايه اللي حصلنا
داليا: طيب ايه اللي مزعلك !
ادهم: تصدقيني لو قولتلك مش عارف ! مش عارف ايه اللي مزعلني ! المهم اني مخنوق من الكل ..
داليا: حاول بس ما تفكرش كتير
ادهم: ما انا اهو معاكي علشان ما أفكرش من أصله .. يالا ندخل !
دخلوا وقعدوا وطلبوا الاكل وبيتكلموا مع بعض
داليا: مش هتقولي برضه ايه اللي ضايقك ؟

ادهم بصلها: هو انتو ليه لما بتبقوا عايزين تعرفوا حاجة بتصروا قوي عليها ! ليه ما بتسألوش مرة وبس !
داليا ضحكت: مش لازم نفهم ! دي طبيعتنا
ادهم ابتسم: يعني مش هتبطلي تسألي !
داليا: هبطل اكيد بس لما تجاوبني اجابة ترضيني
ادهم: اممممم ..
داليا بصتله: هاه !
ادهم بصلها: هاه ايه !
داليا: ايه اللي ضايقك ؟
ادهم: برضه ! مفيش فايدة ؟
داليا: طبعا مفيش .. ايه اللي حصل !

ادهم اخد نفس طويل ورجع لورى في كرسيه وبيلعب بالشوكة في طبقه: مفيش بس ليلى عاملة حفلة كبيرة لعيد ميلاد آية !
داليا باستغراب: وانت ايه اللي يضايقك في كده !
أدهم بصلها: كنت مخطط لحاجة تانية
داليا باستغراب: وليلى رفضت يعني خطتك واختارت الحفلة ؟
أدهم: لا طبعا ليلى ما تعرفش اصلا اني كنت مخطط لحاجة
داليا باستغراب: طيب ايه اللي ضايقك ؟ ماهو الحق يتقال انت تزعل لو انت معرفها وهيا رفضت واختارت الحفلة !

ادهم وضحلها: لا يا دولي .. اللي ضايقني انها خططت ونفذت من غير ما تعرفني او تاخد رأيي .. ليلى خططت واتفقت وعزمت كمان اللي هيحضروا الحفلة وبتبلغني بعد ما خلصت زيي زي اي حد غريب
داليا هزت دمافها بتفهم: اه فهمت
أدهم: اتضايق ولا مش من حقي ؟

داليا: حقك طبعا .. كان لازم تاخد رأيك الاول على الأقل قبل ما تعزم الناس وبعدين المفروض تحدد معاك أبسط حاجة الميعاد مش يمكن ما تكونش فاضي في اليوم ده ؟
أدهم بتأكيد: مثلا .. صح كده ! مش ده المفروض ولا انا بتبلى عليها ولا ايه ! مش ده الصح يا دولي !
داليا بتأكيد: أيوه طبعا .. المهم هتعمل ايه !

ادهم: ولا حاجة .. خليها تعمل حفلتها
داليا: طيب هيا ايه كانت خططك ؟
ادهم سرح شوية: كنت ناوي اخدهم اي مكان ونسافر واعمل لآية حفلة على البحر
داليا: ياه يا بختها محدش يعملي انا حفلة على البحر !
ادهم: انتي عيد ميلادك امتى ؟

داليا بأسف: عدى للاسف والا كنت هلزمك تعملهولي على البحر وبعدين للاسف عيد ميلادي في الشتا يعني مش هعرف اعمله ابدا على البحر
ادهم: مش لازم يعني عيد ميلاد ماهو ممكن اي مناسبة تتعمل على البحر
داليا: ربنا يبعت ..
اتغدوا ووصلها لعربيتها وقبل ما تنزل
ادهم وقفها: هتيجي الحفلة !
داليا: مراتك ما عزمتنيش
ادهم: اكيد هتعزمك بس هتيجي ؟
داليا: انت ايه رأيك ؟ اجي ولا ؟
ادهم: تعالي طبعا
داليا بدلع: ليه !

ادهم ببساطة: علشان الاقي حد اتكلم معاه في أم الحفلة دي وإلا مش هحضرها انا كمان
داليا: لا ان كان كده هحضر انا ما يرضنيش آية تزعل علشان أبوها مش معاها .. لو مراتك عزمتني هاجي أكيد
نزلت وأدهم راح لشغله ورجع آخر الليل كانت مراته في انتظاره وهو دخل رمى السلام وغير هدومه ورايح ينام
ليلى: طيب مش هتتعشى قبل ما تنام !

أدهم: أكلت بره
ليلى: أدهم أرجوك اتكلم معايا
أدهم زعق فجأة وكأنه كان منتظر ينفجر فيها من بدري: طيب ما تتكلمي انتي ! هاه ! قبل ما سيادتك تاخدي قرار في حاجة تخص عيالي اتنازلي سيادتك و كلميني الأول مش بعد ما تقرري وتخططي جاية دلوقتي تقولي ادهم كلمني ..
ليلى دموعها نزلت وبصت للأرض وهو اخد نفس طويل واستغفر.

أدهم بهدوء: اذا سمحتي اديني مساحة يا ليلى .. احنا في بينا مسافة كبيرة جدا وانتي بتزوديها كل شوية فأرجوكي ادينا هدنة خلينا نقدر نقرب المسافات دي شوية او على الأقل بلاش نزودها .. تصبحي على خير
سابها ورقد بعيد في طرف السرير وهيا فضلت جامدة مكانها تعيط
مرت فترة وعياطها مستمر و أدهم مش قادر يتجاهل عياطها أكتر من كده فاتعدل وربع ايديه حوالين رجليه وأخد نفس طويل
أدهم: وبعدين ! هتفضلي كده كتير ؟

ليلى بعياط وبتحاول تمسح دموعها: وهو بيفرق معاك عياطي يا أدهم !
أدهم بصلها باستغراب: ومن إمتى يا ليلى عياطك ما بيفرقش معايا !
ليلى بصتله: من ساعة ما رجعت من السفر
أدهم: ده اللي انتي شيفاه ! ان عياطك مابيفرقش معايا!

ليلى: مش عارفة يا أدهم مش عارفة .. بس اللي عارفاه ان في حاجة غلط وكل شوية بتزيد وكل ما بحاول اقرب بلاقي اللي يبعدني عنك من تاني .. مبقتش عارفة اعمل ايه ! بس اللي عارفاه دلوقتي اني محتاجة لجوزي يا ادهم ومحتاجة لحضنه .. ينفع من غير ما نتكلم تاخدني في حضنك وبس ! عايزة أحط راسي على صدرك وأنام .. ممكن ؟

أدهم مسك إيدها وشدها على صدره وضمها وناموا او هيا نامت على طول في حضنه وهو بعد فترة طويلة من التفكير نام من التعب ..
الصبح قام قبلها وانسحب على شغله وهيا بعد ما صحيت وعيالها نزلوا المدرسة كلمته وحست انه ممكن بعد ليلة امبارح ونومها في حضنه يكون تخطى اللي هيا عملته بس بعد ما كلمته حسته بيرد على قد السؤال فقط وقبل ما تقفل هو اتكلم
أدهم: صح يا ليلى ما تنسيش تعزمي داليا
ليلى اتفاجئت بطلبه: داليا ! وايه اللي فكرك بيها !

أدهم: عادي يعني بس هيا سألت عليا وانا في المستشفى وعيالك بيحبوها وهيا بتحبهم فمش ظريفة انك تعملي حفلة وما تعزميهاش
ليلى: يعني ملهاش لزوم
أدهم قاطعها: بقولك اعزميها ولو سيادتك مش عايزة انا هكلمها وأعزمها بس قولت من الأفضل انها تيجي منك إنتي
ليلى اتضايقت: حاضر هعزمها يا أدهم بس مش فاهمة انت ليه مهتم بيها ؟
أدهم: بلاش يا ليلى بلاش
ليلى: بلاش ايه بالظبط ؟

ادهم: بلاش تدخلي السكة دي واقفلي الكلام لهنا .. سلام
قفل قبل ما يديها فرصة ترد او تتكلم وهيا قفلت متضايقة وقررت تتجاهل طلبه ..
اخر النهار رجع وعياله الاتنين استقبلوه وقعدوا على رجليه مفتقدينه وبيتكلموا معاه وهو مش ملاحق يرد عليهم ..
ليلى قعدت جنبهم ومرقباه وهو لاحظ ده
ادهم: كلمتي داليا !
ليلى متخيلتش انه هيصر قوي كده ومعرفتش تقوله ايه !

أدهم هز دماغه: مكلمتيهاش ! ده الطبيعي بتاعك كلامي مالوش قيمة خلاص بالنسبالك
ليلى بتبرير: اتشغلت ولسه مقعدتش يدوب اهو قاعدة مش حكاية كلامك مالوش لازمة
أدهم ما ردش عليها بس طلع موبيله واتصل هو بداليا: يا هلا ازيك ! عاملة ايه
داليا: بخير الحمد لله بس خير مش متعود تكلمني في التوقيت ده أكيد انت في البيت !

أدهم: ايوه عادي بكلمك علشان ابلغك ان هنعمل عيد ميلاد آية يوم السبت الصبح وهيا مصرة تكوني موجودة
أدهم بيتكلم وليلى مش عاجبها الكلام وبتعمل حركات بوشها وهو متجاهلها
داليا: حبيبة قلبي يويو طبعا مقدرش اتأخر عليها أبدا
أدهم: اوك في انتظارك .. معاكي ليلى اهي عايزة تكلمك
أدهم بيدي ليلى التليفون وهيا بصتله قوي ومش عايزة تتكلم وهو نظراته بتتكلم وكأنه بيهددها وهيا فكرت مثلا لو رفضت هيعمل ايه !

أدهم مرة واحدة قفل الصوت في الموبيل وبصلها: بلاش اللي بتفكري فيه ده علشان رد فعلي مش هيعجبك أبدا يا ليلى وأوعي تنسي ان العند يولد الكفر
ليلى اخدت من ايده الموبيل واستغربت انه فاهم تفكيرها وكلمت داليا وعزمتها على عيد الميلاد وقفلت معاها بسرعة وقايمة تطلع أوضتها بس وقفها
أدهم: لبسيلي العيال دي هاخدهم وأخرج
ليلى وقفت واستغربت: تخرج فين !
أدهم بصلها باستغراب: ايه أخرج فين دي !

ليلى: مش قصدي بس سؤال عادي يعني
أدهم: ماشي هتمشى معاهم شوية ! هعشيهم بره ! هنروح اي مكان مش عارف لسه المهم لبسيهم
آية ببراءة: هنخرج كلنا يا بابا !
أدهم بحب: لا يا قلبي احنا بس
زياد: طيب وماما !
أدهم بص لليلى وبصله: لا يا حبيبي مامتك مش فاضية هنخرج انا وانت واختك وبس ولا مش عايزين اطلع انام ؟
الاتنين بصوت واحد: لأ عايزين
أدهم: طيب يالا اطلعوا بسرعة.

العيال طلعوا وليلى فضلت واقفة شوية باصة عليه وهو متجاهل نظراتها وباصص بعيد لحد ما لقاها طولت قوي فبصلها وشاور بإيده تطلع وهيا بعد ما طلعت سلمة وقفت وبصتله: ولو قلتلك عايزة اخرج معاهم ! هتقولي ايه ؟
أدهم بصلها شوية وفكر يرد عليها بإيه: هقولك محتاج اقعد مع عيالي شوية لوحدنا
ليلى: هما عيالك لوحدك يعني !

أدهم وقف: يعني اسيبلك البيت وأختفي خالص يا ليلى من حياتك علشان تسيبيني براحتي ! اذا سمحتي قولتلك امبارح اني محتاج لمساحة شوية فإذا سمحتي اديني المساحة دي وبلاش ضغط
ليلى كانت هترد بس بعدها سكتت وطلعت لعيالها تجهزهم وخرجوا مع أبوهم عشاهم وقضى معاهم سهرة ظريفة ورجعهم بالليل نايمين .. وبعد ما دخلهم خرج هو راح شقته وبقى بيجي البيت تخاطيف لحد يوم الحفلة قعد في الجنينة يراقب من بعيد بس مش متفاعل مع اي حد وبيبتسم لعياله من بعيد لبعيد من وقت للتاني ..

داليا اول ما وصلت استقبلها أدهم بنفسه ودخلت سلمت على الكل وآية اخدت هديتها وجريت تلعب مع صحباتها وداليا راحت لأدهم اللي واقف بعيد ووقفت معاه..
داليا بتتفرج على الجنينة حواليها وبعدها بصت لأدهم كتير
أدهم بصلها بطرف عنيه: مالك بتبصيلي كده ليه !
داليا ابتسمت: يعني مراتك عندها حق .. محدش يرفض ڤيلا بالمنظر ده ولا جنينة بالشكل ده لعياله ..
أدهم اتعدل في وقفته وبصلها: عجبتك الڤيلا قوي كده !

داليا: طبعا تحفة
ادهم: تستاهل يعني تستغني عن بيتك الدافي وحب جوزك قصادها ؟ تستاهل الواحد يضيع راحة باله وحبه علشانها ؟
داليا وقفت قصاده: لا طبعا ولا كنوز الدنيا كلها تساوي قصاد حب زي حبك
أدهم اخد نفس طويل وبص ناحية مراته اللي مشغولة مع الجرسونات وبتفهمهم أدوارهم إيه وعنيهم اتقابلوا في نظرة طويلة جدا وبعدها دور وشه وكمل كلامه مع داليا ..

ليلى راقبتهم كتير وبعدها حنان وقفت جنبها
حنان: استغنيتي خلاص عنه !
ليلى: لا طبعا ازاي تقولي كده !
حنان: ده اللي شيفاه .. حفلة زي كده بدال ما تكوني نجمة الحفل عاملة زي الجرسونات اهو .. ايه اللي انتي لبساه ده هاه ! فين مكياجك ! فين اهتمامك بمنظرك وبلبسك ! يعني بجد انتي بصيتي لنفسك في المراية قبل ما تنزلي !

ليلى بدفاع: يعني المنظر مش كل حاجة وبعدين أدهم عمره ما كان من الرجالة اللي بتبص للمظاهر او بيحكم على المظاهر
حنان: الكلام ده كان زمان
ليلى بصتلها: وايه اللي اتغير ! شكله !
حنان: لا مش قصدي شكله اقصد زمان لما ما كانش بيفارق حضنك وكانت مراته مكفياه مش سيباه بالشكل ده
ليلى: أنا مش سيباه
حنان: أمال انتي ايه ! واقفة بعيد عنه كده ليه وسيباه مع واحدة بالشكل ده تضحك وتهزر وتدلع ومش بعيد تكون بتخطط تاخد مكانك أصلا
ليلى بصتلها بصدمة: أدهم ميعملهاش !

حنان: واثقة للدرجة دي ! واثقة في الظروف اللي بينكم دي انه ما يعملهاش يا ليلى !
ليلى الخوف والقلق ملو قلبها واعتذرت وطلعت لأوضتها وبصت للمراية وشافت قد ايه هيا دبلانة ومطفية .. فتحت دولابها واختارت فستان بينك هادي بحزام عريض ابيض في الوسط وفيونكة كبيرة بيضا وحطت ميك اب خفيف هادي وروج خفيف مورد شفايفها ورسمت عينيها وحطت فيونكه بيضا في شعرها وكلها على بعضها بقت طفلة كبيرة جميلة ولبست صندل عالي ابيض ونزلت زي أميرة وسط نظرات إعجاب من الكل وحنان أول ما شافتها شاورت بإيدها بإعجاب وشاورت براسها ناحية ابنها علشان تروحله.

ليلى دورت بعنيها على أدهم ولقته لسه مع داليا بيضحك وفي ايده عصير بيناوله لداليا وبيشرب كوبايته وبيهزروا وراحت ناحيتهم ..
أدهم أول ما لمحها خطفت انظاره وانتباهه لدرجة انه سكت ونسي كان بيقول ايه اصلا وركز معاها ومع خطواتها اللي بتقرب ..
داليا لاحظت توهانه فبتلقائية بصت وراها وشافتها وحست انها في معركة خسرانة أصلا وافتكرت كلام أبوها لما قالها بمجرد ما مشاكله مع مراته هتنتهي هيرميكي واهي شايفة بنفسها بمجرد نظرة من مراته تاه عنها وكل تركيزه معاها .. سألت نفسها ياترى هيا بتعمل ايه هنا ومنتظرة ايه منه ! هل ممكن أدهم يبطل في يوم يحب ليلته ! ولا يبعد عن عياله ! وحست ان الاجابة واضحة جدا بس هيا اللي متجاهلاها ..

ليلى: ازيك يا دولي اخبارك ايه ! وحشتينا
داليا ابتسمت: اهلا يا لولي .. كل سنة واية طيبة ربنا يخليهالك يا رب ..
ليلى: تسلمي يارب .. شربتي حاجة !
داليا رفعت الكوباية في ايدها: أدهم قام بالواجب
ليلى بصت لجوزها واتعلقت في دراعه بغنج: طبعا من يومه انتي هتقوليلي ! حبيبي .. أحمد كان بيدور عليك من شوية كلمك !
أدهم: أحمد ! لا ما شوفتوش ليه خير ؟

ليلى: لا معرفش بس سألني عنك وانا نازلة
أدهم بص حواليه وما شافوش: لما ينزل هبقى أشوفه
آية جت تجري وشدت أبوها علشان تعرفه على أصحابها وهو مشي معاها وسابهم قصاد بعض ..
داليا: اخبارك ايه يا ليلى ! وعاملين ايه انتي وأدهم حاسة بالبرود بينكم
ليلى بصتلها وكشرت باستغراب: برود بينا ! احنا ابعد من البرود بمراحل .. احنا بدأنا قصة حب جديدة وبنجدد حبنا من تاني
داليا باستغراب: بتجددوا حبكم ! انتي بتقولي ايه !

ليلى ابتسمت: بقول اللي سمعتيه .. بدأنا حياة جديدة ومرحلة جديدة ولازملها حب جديد
فإحنا حاليا بدأنا حب جديد وحياة جديدة
داليا: اعتقد انك واهمة يا ليلى
ليلى ضحكت: واهمة ! حبيبتي ده جوزي وشريكي وأبو عيالي ورفيق عمري ومهما نبعد بنعرف نقرب من تاني وده شيء مفروغ منه ..

ليلى بصتلها قوي وقربت منها قوي: أوعي تكوني انتي اللي واهمة ورسمتي في دماغك حوارات ! لا فوقي كده ده أدهم حبيب ليلى وبس مالهمش شريك واللي بيدخل بينهم بيتحرق وبيقوي رباطهم ببعض فاوعي تكوني انتي اللي واهمة يا حبيبتي بعد اذنك هروح اشوف مدرسات العيال وصلوا
ليلى تنقلت بين ضيوفها وبعدها كان ادهم واقف مع أحمد وبيتكلموا وهيا راحتلهم واحمد اول ما شافها عاكسها كعادته
أحمد: انتي بتصغري ولا بتكبري ولا بتقلدي آية ولا ايه حكايتك بالظبط ! انتي عاملة كده ليه !

أدهم بصله: ما تخليك في حالك وركز مع اللي يخصك
ادهم زقله وشه ناحية مراته اللي كانت بتقرب عليهم وكانت هيا كمان آية في الرقة والجمال وأحمد ابتسم اول ما شافها وراح مسك ايديها الاتنين وباسهم: ست الحسن والجمال
سهر اتحرجت وبصت للارض
ليلى لاحظت نظرات داليا لادهم فقربت قوي منه ومسكت دراعه بتملك وسندت راسها على دراعه وهو استغرب وبصلها ولاحظ النظرات اللي بينها وبين داليا وده ضايقه ..

شوية وداليا اتخنقت وقررت تمشي وبالفعل راحت استأذنت وانسحبت حتى قبل تقطيع التورتة .. بعد ما اختفت ادهم سحب دراعه من ليلى وبصلها: اعتقد مالوش لازمة بقى التمثيل أكتر من كده .. اللي كنتي بتضايقيها مشيت خلاص ..
ليلى: بضايق مين ! وتمثيل ايه !
ادهم واجهها: بلاش لف ودوران لو سمحتي ..
ليلى: مش فاهمة بتتكلم عن إيه !

أدهم: مش فاهمة بجد ! بعد ما داليا وصلت طلعتي لبستي وحطيتي الميكب ده وجيتي مسكتي في دراعي .. للدرجة دي يا ليلى ! انا صراحة مبقتش عارف انتي مين ! عملتي ايه في مراتي ! رجعيهالي لو سمحتي، بعد اذنك ..
انسحب بعيد عنها وراح وسط عياله وهيا فضلت قاعدة مكانها بعيد ..
خلصت الحفلة والكل روح والكل مبسوط الا ادهم وليلى كل واحد فيهم في ملكوته الخاص وأفكاره السوداوية .. والمسافة بتزيد يوم عن يوم ومحدش فيهم عارف يقطع المسافة دي ..

زياد وآية كان عندهم تدريب في البيت مع مدربهم الخاص حسام اللي بيجيلهم يوم بعد يوم بناءا على طلب حسين ..
ليلى بتقعد معاهم تتابعهم وعينها عليهم لحد ما تدريبهم يخلص ..
حسام بصلها وبيتكلم معاها وهيا بترد على قد السؤال ..
حسام: على فكرة مهم جدا تعليم السباحة للأطفال
ليلى: اكيد.

حسام: ماشاء الله زياد بيعوم كويس
ليلى: باباه علمه
حسام: آية برضه شاطرة وبتستوعب بسرعة وخلال جلستين كمان أو ثلاثة هتلاقيها محترفة
ليلى: ان شاء الله
حسام حس انه مش عارف يفتح معاها كلام وهو عايز يتكلم معاها في نقطة مهمة
حسام: على فكرة لازم يشربوا سوايل كتير مهمة لصحتهم
ليلى: اكيد .. حضرتك تشرب حاجة !

حسام ابتسم: اي عصير فريش
ليلى ابتسمت باقتضاب: طبعا
قامت ونادت على شوقية بس حنان ردت عليها من فوق وقالتلها إنها مش موجودة لانها بتجيب طلبات للبيت .. ليلى اضطرت تدخل تعمل بنفسها العصير وبصت للعيال مع مدربهم ودخلت ..
حسام بص لزياد: هو الحمام فين يا زياد !
زياد: هناك في الملحق اللي حضرتك بتغير فيه .. في حمام جوه
حسام كشر: بس الميه لقتها مقطوعة فيه ! هو مفيش حمام جوه في الڤيلا !

زياد فكر: في كتير .. بص انت تدخل هتلاقي طرقة كده وعليها ستارة تدخلها هتلاقي المطبخ واوضتين وفي حمام هو جنب المطبخ .. ده ينفع تستعمله لان الباقين فوق في أوض النوم ..
حسام ابتسم: ماشي .. خلي بالك بقى من أختك لحد ما أرجع
حسام خرّج آية من المية وساب العيال
زياد بيلعب وجت فراشة والاثنين بيجروا وراها حوالين الحمام والفراشة طارت بعيد وزياد جري وراها وآية زهقت وفضلت جنب الحمام تلعب هيا ..

فجأة لمحت الفراشة وقفت على لعبة في المية وهيا ابتسمت وقررت تمسكها و تغيظ زياد زي ما ديما بيغظيها وقربت من المية تحاول تمسك الفراشة وبتمد أيدها تمسكها وطبعا اختل توازنها ووقعت كلها في المية وبتحاول تطلع مش عارفة ..
حسام راح ناحية البيت ووقف قدام التراس خبط كام خبطة خفيفة بس محدش سمعه فدخل جوه بحذر بيحمحم وماشي على وصف زياد علشان لو في حد وليلى اتفاجئت بصوته وخرجت بره المطبخ
ليلى بقلق: خير في حاجة ؟

حسام اتوتر: لا ابدا بس كنت بدور على الحمام !
ليلى باستغراب: في حمام بره .. حضرتك تقدر تستخدمه
حنان نزلت و اتدخلت: خير يا ليلى في حاجة !
حسام: بس سألتها عن الحمام
حنان بهدوء: في حمام في الملحق بره ممكن حضرتك تستخدمه براحتك .. اتفضل
حسام حس انه محاصر فانسحب بهدوء بس وقف ينتظر ليلى عند التراس ..

ليلى وحنان استغربوا موقفه وبصوا لبعض بعدم فهم وحنان غيرت الموضوع
حنان: انا هعمل قهوة اعملك ونشربها مع بعض !
ليلى: ماشي بس حضرتك ارتاحي وانا هعملها
حنان بابتسامة: لا يا قلبي طلعي انتي العصير للعيال وانا هعملها وهحصلك
حنان دخلت وليلى هتخرج لقت حسام لسه واقف وكأنه منتظرها
ليلى بصتله باستغراب: حضرتك لسه هنا !
حسام بقلق: كنت عايز اقول لحضرتك حاجة بس اتمنى تفهميني صح
ليلى بقلق: اتفضل.

حسام: آية محتاجة لتدريب بعيد عن زياد لانه هو بيتفاخر قدامها انه مستواه افضل وهيا بتضايق وساعات بترفض التدريب .. عايز افصل تدريبهم عن بعض حتى لو نخليها هيا يوم وزياد يوم لكن مش مع بعض
ليلى كشرت باستغراب: ليه زياد بيضايقها ازاي ! هو اه ساعات يقولها انه اشطر منها بس ده عادي بين الاطفال
حسام: لا طبعا مش عادي وخصوصا لو طفلة حساسة زي آية .. هيا بقت مش مهتمة بالتدريب وعندها احساس انها مهما تعمل مش هتوصل لمستوى أخوها فخلاص مش عايزة تتعب نفسها بجانب نقطة مهمة كمان
ليلى: نقطة إيه !

حسام بتردد: اسف لتدخلي بس اعتقد ان في مشاكل بين حضرتك وأبوها !
ليلى: نعم ! ليه حضرتك بتقول كده !
حسام رفع ايديه: انا مش بتطفل او بحاول اتدخل في حياتكم الشخصية بس ده اللي حسيته من كلام آية .. اتكلمت معايا ان قبل كده كانت مبسوطة اكتر وحتى باباها هو علّم زياد السباحة وكان محظوظ بوجوده لكن دلوقتي باباها مش متواجد خالص وهيا مفتقداه وكانت بتتمنى لو هو اللي يعلمها زي ما سبق وعلّم زياد .. بس كده وعلشان كده افترضت ان في مشاكل في البيت مأثرة عليها.

ليلى اتنهدت بس بصت للمدرب: حضرتك عارف طبيعة شغل باباها وظروفه مش ملكه ولا وقته ملكه فالعيال فعلا مفتقدين أبوهم بس غصب عنه مش بمزاجه اكيد
حسام هز دماغه بتفهم: ربنا يكون في عونه، انا اسف لو كنت بتدخل بس حسيت اني لازم اتكلم معاكم في حاجة زي كده وبما ان نادرا ما بشوف سيادة المقدم او حسين باشا مكنش قدامي غير حضرتك.

ليلى ابتسمت: لا طبعا ما تتأسفش وانا اللي متشكرة على اهتمام حضرتك بالعيال وحتى بنفسيتهم
في الوقت ده كان أدهم راجع من شغله وركن عربيته وفضل فيها شوية كالعادة كل ما بيدخل الفيلا لانه بيحتاج لقوة علشان يخرج من عربيته ويدخل .. لمح زياد بيجري ولما شاف أبوه جري عليه وادهم خرج لابنه
أدهم بإبتسامة: بتجري كده ليه وانت بلبس السباحة !

زياد: كنت بجري وري فراشة بس ملحقتهاش يا بابي
ادهم ابتسم: والكابتن بتاعك سابك تجري ؟
زياد: الكابتن دخل الحمام بس بابا بيقول المية مقطوعة في الحمام اللي في الملحق وطلب يدخل الحمام جوه الفيلا وانا وصفتله الحمام اللي تحت كده غلط ولا صح يا بابا !

أدهم استغرب وكشر: الغلط حبيبي انك تسيبه يدخل لوحده وما تدخلش انت معاه، المهم أختك فين !
زياد: كانت جنب حمام السباحة بتلعب
أدهم قلق وأخد ابنه وراحوا ناحية حمام السباحة وبيسأله: مش مامتك معاها ؟
زياد: لا ماما دخلت جوه تعمل عصير للكابتن.

أدهم اتضايق بس ما اظهرش ده لكن سرّع خطواته ناحية حمام السباحة وهو رايح بص ناحية باب التراس ولمح مراته شايلة العصير وبتتكلم مع حسام وقف بصلهم وبص ناحية حمام السباحة واتردد يروح الاول لحمام السباحة ولا يدخل للي واقف بيتكلم مع مراته ده في وسط بيته ويعرفه مقامه ؟
وفي وسط حمام السباحة آية بتعافر علشان تطلع لكن خانتها قوتها وبدئت تغطس وما تطلعش تاني واستسلمت وحركتها هديت تماما في المية !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة