قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثامن عشر

رواية المشوه الجزء 3 للكاتبة الشيماء محمد كاملة

رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثامن عشر

ادهم وقف وشال الغطا من علي عينيها وهنا فتحت عينيها اوي وحاسة بحالة من الانبهار باللي هي شايفاه قدامها .. انبهار تام وبصتله مش مصدقة ابدا وهو مبتسم من انبهارها ده .. كانت قدامها زي بحيرة صناعية صغيرة اللي ياما شافتها مليون مرة طول حياتها بس المرة دي كان في جسر خشب ممدود مزخرف كله بأضواء صغيرة بأشكال مختلفة واخر الجسر حلقة متحاوطة كلها بستاير شيفونات الهوا بيحركها بنعومة وكلها متحاوطة بالاضواء اللي مخلية المكان بشكل خرافي بصتله مبهورة مش مصدقة: انت عملت ده امتى وازاي ؟

ادهم ابتسم بإحراج: من الصبح وانا هنا !
ليلى بتبصله بذهول مش مصدقة: كل ده النهاردة بس ؟
أدهم ايده علي شعره وبحرج: يدوب الجسر والاضواء والستاير ايه تاني ! عادي يعني
افتكرت كلمة هالة وهيا بتقولها يا بنتي سيبيه يتفنن في مصالحتك ! بقى هو ده الفن ! ده كده المفروض تفضل زعلانة علي طول .. ضحكت وحضنته بحب وهو ضمها بس بعدها بسرعة علشان الجرسونات اللي واقفين ومنتظرين يقدموا العشا
ادهم شاور بإيده: تعالي نقعد.

مسكت دراعه واتعلقت فيه ومسكت فستانها الطويل واتحركت معاه في حالة انبهار تام لحد ما وصلت للحلقة فإثنين من العمال رفعوا الستاير علشان يدخلوا ودخلوا ونزلوا الستاير من تاني وقعدت علي التربيزة وادهم ساعدها وبعدها لف قعد قصادها وهيا بتتفرج حواليها: طيب ليه الستاير دي كلها !
ادهم: بغض النظر عن منظرها الحلو بس علشان الناموس .. الناموس كان هيقرمشك الليلة
ليلى ابتسمت بحب ومسكت ايده: بجد كل ده علشاني ! انت بجد !

ادهم بابتسامة: اه والله انا بجد
ليلى: انت معملتليش كده في الخطوبة ليه !
ادهم بلوم: ما بلاش نفتكر الفترة دي ! نسيتي ابوكي كان بيعمل فينا ايه كل ما نشوف بعض ! بعدين احنا فيها اهو هعوضك عن الخطوبة .. شاوري وانا هنفذ
ليلى: كفاية عليا حاليا قربك .. مش عايزة غيره يا ادهم
الجرسونات شاورو لادهم وهو شاورلهم يجيبوا العشا وحطوه وادهم وليلى اتعشوا في جو هادي جدا مليان حب
كانت قاعدة وهو طلع موبيله وصورها
ليلى: اشمعني !

ادهم: زي القمر اشمعنى ايه ! مراتي تبقى بالجمال ده وما اصورهاش
ليلى ضحكت بخفة: بس برضه اشمعنا !
ادهم: علشان لما اسهر اعد النجوم اتفرج عليها .. هاه كده جاوبتك !
ضحكت و قامت وقعدت علي رجله: صورنا كده مع بعض سلفي
ادهم طلع موبيله ولقط كذا صورة بكذا وضع وسط ضحك وهزار وكل ما بتضحك بيصورها .. ودي تقريبا كانت اول مرة يتصوروا مع بعض بالشكل ده ومش غصب عنه ومش هيا اللي جبراه ومش بيحاول يدور وشه بعيد ..

اغنية اجنبية اشتغلت وادهم مد ايده لليلى يرقص معاها وبالفعل كانت رقصة خيالية والاتنين متعلقين في احضان بعض وبيتحركوا مع انغام الاغنية وكلماتها وصمت تام ابلغ من اي كلام ممكن يتقال وهيا نايمة علي كتفه وهو ضاممها كلها بين ايديه

الاغنية خلصت وعنيهم اتعلقت ببعض في نظرات أبلغ من أي كلام ..
قاطعهم حمحمة من بعيد فأدهم بعد وطلع للجرسون بره وساب ليلى اللي اتصلت بهالة بسرعة وبدون ما تاخد نفسها حكتلها كل اللي هيا فيه
هالة ابتسمت: وبعدين ! مش قولتلك هيتفنن ! خليه يتفنن
ليلى بإحباط: انتي عايزاني بعد كل ده ما اسمحوش ! كده أوفر قوي.

هالة: ليلى دي حياتك وده جوزك .. مش كل خطوة هتكلميني وتاخدي رأيي فيها ! انا حطيتك علي أول الطريق كملي خطواتك .. تصبحي علي خير
قفلت ليلى الفون وهيا محبطة من كلام هالة ومبقتش عارفة ايه الصح ! بس هل بعد ليلة زي دي تقدر تبعد أدهم عن حضنها ولا هيا نفسها تبعد !
هالة قفلت وابتسمت: يارب يا ليلى تبطلي تفكري بعقلك انتي وهوه وتسيبوا عواطفكم هيا اللي تتحرك ! سيبوا حبكم يتنفس بقى .. مفيش حاجة اسمها قوة ارادة بين اتنين عشاق .. ازاي قدرتوا تبعدوا عن بعض كل ده ! للدرجة دي حطيتوا اسوار عالية بينكم مش قادرين تخطوها !

لازم تهدوا بقو الاسوار دي ومفيش حاجة تبعدكم عن بعض بالشكل ده ! معقولة انتو الاتنين سمعتوا كلامي بمجرد ما قولتلكم تبعدوا عن بعض بعدتوا ! ربنا يهديكم ويخليكم لبعض ! ربنا يهديكم
قضوا سهرتهم في منتهي الخيال وروحوا بيتهم متأخر جدا وفي الطريق ليلى حطت راسها علي كتف جوزها وغرقت في النوم فلما وصلوا شالها وحطها في سريرها بحب وقلعها الشوز وقعد جنبها كتير يحفر ملامحها اللي بيعشقها في خياله اكتر واكتر لحد ما هو كمان غلبه سلطان النوم ...

الصبح صحيت وبصت حواليها كان ادهم جنبها بهدومه يدوب قلع جاكت البدله والكرافات ونايم جنبها فقربت منه واستخبت كلها في حضنه وهو حس بيها فابتسم بنعاس وضمها وكملوا نومهم للظهر صحيوا علي جرس الباب ودوشة العيال ..
ليلى بنوم: ادهم الباب
ادهم فتح عينه للحظة وغمضها تاني: افتحي لعيالك
ليلى بغيظ: النهاردة يومك علي فكرة !

ادهم بدون ما يفتح: بقولك ايه عيالك وابوكي يا تفتحيلهم يا تخليهم يخبطوا لحد ما يمشوا انتي حرة مش قايم
ليلى قامت بغيظ ونزلت لعيالها وابوها
عم محمود: اعذريني يا لولا بس القرود دول اصروا يجوا لدرجة كانوا هيجوا لوحدهم وحتي رنيت عليكم بس موبيلك مقفول وجوزك ما ردش
ليلى: لا يا حبيبي عادي ولا يهمك تعال ادخل هنتكلم علي الباب !

عم محمود: لا يا حبيبتي ادخلي ارتاحي انا يدوب ألحق الظهر علي اذان .. لو عوزتي حاجة بلغيني
ليلى دخلت وقعدت علي اقرب كنبة وعيالها بصداع بيحكولها عن ليلتهم وفجأة انتبهت: زياد آية اطلعوا احكوا
لبابي ده هيفرح قوي لما يشوفكم بس اوعوا تقولولو ماما قالتنا نطلع لاحسن يزعل منكم ويقول مش عايزين تشوفوه غير لما انا اقولكم انتو اطلعوا واحضنوه وافضلوا بوسوا فيه بحب.

العيال بهيصة طلعوا جري عند ابوهم و
دخلوا يتنططوا عنده وهو: بس بس، وبعدين في ايه !
آية: وحشتني يا بابي من امبارح الصبح ما شوفتكش لحد دلوقتي هو احنا مش واحشينك !
ادهم كشر: الكلام ده مش كلامك يا بت مين اللي بعتك !
زياد: هو علشان انت واحشنا يا بابا يبقى حد باعتنا ! احنا بنحبك قوم بقى اقعد معانا .. امبارح مقعدتش معانا خالص يبقى النهاردة تقعد معانا قبل ما ترجع من اجازتك
ادهم بتعب: طيب انام شوية ؟

زياد واية: بابا يالا بقى
غصب عنه قام معاهم
ادهم: انزلوا هصلي الظهر وانزل
زياد ببساطة: هصلي معاك
ادهم اتوضى وخرج صلي الظهر هو وابنه
ادهم: اختك يا تري راحت فين !

زياد: اكيد بتلعب في كريمات ماما ودلوقتي ماما تيجي تزعق
ادهم ضحك وقام شافها لقاها في الحمام قاعده علي الرخامة جنب الحوض وفاتحة ماسك لمامتها وبتحط في وشها ومنزله حاجات كتير
ادهم ضحك: بقى دي عملة تعمليها في وشك ! يا مجنونة .. امك كل مرة تعملي العملة دي وهيا تيجي تتجنن عليا يرضيكي كده !
آية ضحكت: ماهي مش بترضي تخليني احط من البرفان بتاعها ولا بتاعك يا بابي وبعدين الماسك ده ذهبي وجميل ولما بتحطه بتكون دهبية وحلوة
ادهم بهزار: لا بجد ! غلطانة مامتك.

آية: ايوه يا بابا غلطانة وبعدين مش انت اللي بتجيبلها الحاجات دي ! يعني مش بتاعتها هيا لوحدها صح !
ادهم هنا قعد قصاد بنته: لا يا قمر حاجات مامي الخاصة ما ينفعش تستخدميها بدون اذنها وطالما هيا قالتلك لأ يبقى تسمعي كلامها وبعدين الحاجات دي مش معمولة يا قلبي لبشرة الاطفال كمان انتي عندك برفانك الخاص بيكي صح
آية: بيبقي شكلي حلو يا بابي وبعدين برفان مامي مش بيروح ابدا لكن بتاعي بعد شوية بيروح.

ادهم ابتسم: مش بيروح بس انتي مش بتحسيه علشان هو معمول للاطفال اما بتاع الكبار بيكون مخصوص للكبار يا يويو .. ما تزعليش مامي تاني منك اتفقنا !
آية حضنت ابوها: اتفقنا بابي
غسلها وشها كويس واتفق معاها ما تضايقش مامتها تاني واخد عياله ونزلوا كلهم لتحت وليلى اول ما شافته ضحكت وهو بصلها وكشر عنيه: والله عارف ان الغلاسة دي مش طبيعية ابدا ومزقوقين عليا.

ليلى رفعت ايديها: وانا مالي اهم قدامك اسألهم
ادهم قعد جنبها وسند دماغه لورى: طيب عايز انام
آية نطت عليه: بابا انت نايم لحد دلوقتي انت مش بتشبع نوم ابدا ابدا ؟
ادهم شالها: هو انا عارف انام علشان اشبع يا قردة انتي !
زياد جنبه: من بالليل لحد الظهر ده كتير جدا علي فكرة .. بتعمل ايه من بالليل ؟
ادهم بتريقة: بعشي أمك
زياد فكر: بس امبارح كان الدور علي ماما هيا اللي المفروض تعشيك ! هو انتو عسكتوا الايام ؟

ادهم بص لابنه: انت مين قالك علي موضوع الادوار ده !
زياد: انا سمعتكم وفهمت
ادهم بانتباه: فهمت ايه !
زياد بيساطة: فهمت ان انت وماما اتفقتوا انكم تساعدوا بعض في كل حاجة وانكم ترجعوا تحبوا بعض زي الاول بدال ما كنا عند دادو وكنتو بعيد عن بعض وزعلتو من بعض وجينا هنا وانت يا بابا رجعتلنا علشان نعيش مع بعض من تاني وكلنا نحب بعض تاني وانت تساعد ماما علشان هيا ما تتعبش لوحدها .. عارف يا بابا انا وآية كمان قررنا نساعدكم.

ادهم وليلى باستغراب: هتساعدونا ازاي ؟
آية: هنلم لعبنا علشان ماما ديما بتتخانق معانا وتقولنا لموا لعبكم
زياد: وكمان هنروق اوضتنا واي حاجة ماما هتطلبها هنقولها حاضر . المهم انكم انتو ما تزعلوش من تاني وحد فيكم يبعد عننا
ادهم وليلى بصوا لعيالهم بتأثر وضموهم لحضنهم هما كانوا فاكرين ان العيال مش واخدة بالها من اللي بيحصل حواليها
ادهم: من هنا ورايح مش هنبعد عن بعض تاني وهنفضل مع بعض ديما
زياد لابوه: يعني يا بابا انت وماما خلاص مش هتنفصلوا او تطلقوا ؟

ادهم باستغراب: ايه اللي انت بتقوله ده وجبت الكلام ده منين !
زياد بزعل: لما جينا الشقة عندك وكانت مس داليا عندك وماما قالتلك تطلقها ! مكنتش عارف يعني ايه طلاق بس سألت وعرفت ان معناها تسيبوا بعض واحنا نختار نفضل مع مين فيكم !

آية: أنا مش عايزة أفضل مع واحد بس عايزة انتو الاتنين مع بعض
ادهم ضم الاتنين: احنا عمرنا ابدا ما هنبعد عن بعض
ليلى: ما تخافوش يا عيال انا وبابا مهما نزعل من بعض بس عمرنا ابدا ما هنبعد عن بعض
العيال اتطمنت في حضن ابوهم وامهم وبعد شوية قاموا يلعبوا
ليلى: مكنتش متخيلة انهم واخدين بالهم !

ادهم: هما مش صغيرين وبعدين معظم خلافاتنا كانت قدامهم وهما جزء منها فكان لازم فعلا ناخد بالنا
ليلى بصتله فجأة: هو انت يا ادهم رجعتلنا علشان بتحبني ولا علشانهم ؟
ادهم بصلها باستغراب: انتي هبلة يا بت !
ليلى باصرار: لا بجد يا ادهم ! انت رجعت ليه ! ماهو ممكن تكون عايز عيالك يتربوا في حضننا وما يتحرموش من الحب
ادهم: ولو ده تفكيري هو ده غلط ؟

ليلى: انا مش بتكلم في غلط وصح دلوقتي ! انا بتكلم عننا
ادهم حس انها هتزعل فبصلها: وانا مش شايف يفرق معاكي في ايه سبب رجوعي المهم اني رجعت والاهم اني عايز نستقر والامور تستقر بينا وترجع حياتنا لهدوءها ولاستقرارها
ليلى الدموع لمعت في عنيها وحاولت تداريها وابتسمت: عندك حق المهم رجعنا لبعض.

بصت لقدامها للعيال وافتكرت كلام هالة انها لازم تفكر بعقلها مش بعاطفتها لان مش كل الامور هتتحل بالعاطفة .. كان عندها حق انها تخليهم بعيد عن بعض لان وهيا في حضن ادهم بتكون مغيبة عن الكون بما فيه وعقلها بيتركن علي جنب
قامت وقفت وهو بصلها: رايحة فين !
ليلى: هصلي الظهر .. انا صحيت علي هنا ولا نسيت !

ادهم هز دماغه وهيا طلعت واول ما دخلت اوضتها وقفلت الباب دخلت الحمام وقفلته وسندت عليه دموعها نزلت بدون اي سيطرة وبتحاول ما تشهقش وهيا بتعيط .. بتحاول تعيط بصمت وبتفتكر وهم الليلة اللي فاتت . ادهم بيعشق عياله لدرجة الجنون ومش عايزهم ابدا يدوقوا اللي هو داقه او يتحرموا من اي حاجة وهيعمل المستحيل علشان يفضلوا في حضنه وهيا من ضمن ..

ادهم اتغير بعد العملية دي وحاليا هو محتاجها علشان عياله وبس مش حبا فيها هيا ابدا ..
بتتنفس انفاس عالية بتحاول بيها تسيطر علي اعصابها ودموعها وبعدها لقت القزايز والكريمات كلها نازلة وبعصبية بتلمهم وهيا مخنوقة من ادهم اللي بيسمح لآية تعمل اي حاجة حتي لو هتضايقها
بترص العلب مكانها بعصبية فقزازه البرفان بتاعت ادهم بتحطها بعصبية وعنف علي الرف فالرف كله وقع واتكسر وقزارة برفان اتكسرت وكل العلب في الارض وهيا واقفة مكانها مذهولة من اللي حصل ..

ادهم بعد ما ليلى طلعت لفوق حس انها هتعيط فابتسم انها هيا كمان زيه بتفسر الأمور علي مزاجها واكيد دلوقتي افترضت ان هو ما بيحبهاش ورجعلها علشان عياله وبس .. وزمانها فوق بتعيط ..
قام يطلعلها وموبيله رن وبص حواليه لقاه علي تربيزة صغيرة جنب المدخل هو ومفاتيح عربيته راح جابه ولقى أحمد أخوه بيكلمه: صحي النوم اخيرا رديت ! ناموسيتك كحلي يا عم !

ادهم ابتسم: نفسي افهم ام المثل ده معناه ايه ! يعني ليه كحلي ! ليه مش وردي ولا سماوي ليه لون كحلي ! يعني ليلة سودا علي دماغ الكل ؟
احمد: سودا مين يا عم انت ! اعتقد ان معناه ان الليلة كانت طويلة والسهر كتير فالواحد تاني يوم ما بيقدرش يقوم من النوم فيقولوله ناموسيتك كحلي المهم سيبنا من ام المثل وقولي ايه اخبار سهرتكم !

ادهم: السهرة كانت ظريفة جدا وانبسطنا كتير فيها .. كنا محتاجين فعلا سهرة زي دي
احمد بتهريج: وبعد ما السهرة خلصت المفروض بقى تكون سهرت سهرة ملوكي في البيت بعد العزومة دي !
ادهم بتريقة: وان مكنتش قايلك اننا في فترة خطوبة دلوقتي !
احمد: ننننعم ! خطوبة مين بعد العزومة والسهرة دي ! لا بجد !

ادهم ابتسم: لا والله فعلا احنا ماشيين بيبي استيبس حاليا .. فربنا يسهل كده ونتجوز
احمد فضل يضحك ويضحك لحد ما ادهم انضمله في الضحك
احمد: قلبي معك .. يالا اسيبك انا
ادهم: استني بقولك
احمد: قول
ادهم: بما اننا مخطوبين فايه رأيك تجيب سهر وتيجوا هنا تاخدوا معانا يومين .. هيعجبك الجو هنا جدا ..

احمد سكت شوية: بجد !
ادهم بحماس: طبعا بعدين فرصة انا مأجز .. تعال انت بس
احمد بحماس: طيب خليني اشوف سهر واردلك
قفلوا مع بعض وادهم طلع لمراته فوق وهو داخل من الباب سمع الكركبة وصوت التكسير فجري بسرعة ناحية الحمام فتح الباب بس مقفول من جوه فخبط: ليلى انتي كويسة ؟ في ايه حصل ؟ افتحي.

ليلى بصت للباب ودموعها نزلت من تاني لانها مكنتش عايزاه يعرف انها عيطت او اتأثرت
ادهم: ليلى .. في ايه ؟ اتكلمي طمنيني عنك
ليلى باقتضاب: كويسة
ادهم سمع صوتها المكتوم المخنوق بالعياط: ليلى في ايه مالك ! افتحي
ليلى مسحت دموعها وبصت للسقف واتنفست وبتعمل شهيق وزفير علشان تعرف تتكلم: انا كويسة ممكن تنزل للعيال !
ادهم بيفتح في الباب: يا بنتي افتحي قوليلي ايه اللي اتكسر عندك ومالك فيكي ايه !

ليلى بعصبية: الرف وقع واتكسر خلاص
ادهم: اتعورتي ؟
ليلى: لأ
ادهم: طيب افتحي
ليلى يدوب هتتحرك بس استوعبت انها حافية والقزاز في كل مكان حواليها وغمضت عنيها بوجع ودموعها نزلت تاني
ادهم بعصبية: يا بنتي في ايه تاني بس ! ما تفتحي ام الباب ده بقى !
ليلى بعياط: حافية والارض كلها قزاز
ادهم اتنهد: انتي قريبة من الباب ؟
ليلى: لأ انا عند الحوض !
ادهم: تمام.

ادهم رجع لوري وخبط الباب برجله خبطة والثانية والثالثة اتفتح وهو وقف علي الباب بصلها وهيا قاعدة علي حرف البانيو وعنيها حمرا والأرض كلها قزاز .. خطى خطوتين وبصلها: هو حد قالك اني همشي !
ليلى بصتله باستغراب: حد مين ! تقصد ايه ؟
ادهم ابتسم: زي المرة اللي فاتت بتكسري الدنيا علشان ما امشيش
ليلى بصتله بغيظ: لا يا ناصح الرف فعلا وقع وانا برص الحاجات اللي بنتك نزلتها وسيادتك بتحلق .. يعني مش عارفة كام مرة اقولك ما تقعدهاش كده وتخليها تنزل كل حاجة ..

ادهم قرب ونزل عليها وسند بإيديه علي حرف البانيو حواليها بحيث تكون محاصرة بين ايديه: برضه حجج علشان اقرب !
ليلى ضربته في صدره وزقته بس ما اتحركش: انزل لعيالك تحت وسيبني في حالي
ادهم بغلاسة: علي فكرة انا حالك.

ليلى بصتله وكان وشه قريب منها قوي فبصت بتلقائية لشفايفه وبعدها زقته: بقولك ايه اخرج وسيبني في حالي خلاص .. ولو عايز تعمل حاجة فهاتلي اي شبشب من بره ولا اي حاجة البسها في رجلي ويبقى كده كتر خيرك
ادهم ابتسم بغلاسة: اتعلقي في رقبتي وانا اشيلك
ليلى: لا يا اخويا متشكرة.

ادهم حط ايديه حوالين وسطها وشدها عليه ووقفها معاه وهو بيتعدل وبقت واقفه في حضنه ورفعها لمستواه وبقت رجليها مش لامسة الأرض ووشها قصاده: القزاز المتكسر ده اكتر شيء بعشقه منك لانه في يوم من الايام كان سبب سعادتنا
ليلى بصتله بدموع وعنيها متعلقة بعنيه: انت رجعت لعيالك ؟

ادهم من غير ما يقطع اتصال عنيهم: لو راجع لعيالي ايه اللي يخرجني امبارح من الصبح لحد الليل وانا واقف وسط عمال علشان ابنيلك جسر وحلقة واركب ستاير علشان الناموس ما يلمسكيش واحاول علي قد ما اقدر اسهرك سهرة رومانسية ؟ علشان عيالي ! طيب ما اخدتهمش معايا ليه ! ليه روحت لهالة وسمعت كلامك ؟

علشان عيالي ! ليه بحارب نفسي كل لحظة علشان ما اطفيش النار اللي بتوليعها جوايا بنظرة ! علشان عيالي ! ليه دلوقتي حاسس ان الاوضة صغرت والكون كله صغر ومفيهوش غير انا وانتي ! علشان عيالي ! عيالي اه بحبهم يا ليلى بس مش هما اللي هيخلوني افضل معاكي ومش هما اللي هيحركوني ومش هما الاساس في اللي بيني وبينك ! ليلى انا بعشقك مش بحبك ! بعشقك فاهمة ! بعشقك
هيا عنيها ابتسموا وهو شالها وخرج بيها بره الحمام وحطها علي السرير وهمس: فاكرة !

مسكت ايديه الاتنين: اجمل يوم في عمري ! اكيد فكراه بكل تفاصيله
باسها بكل الحب اللي جواه ويدوب دقيقتين والباب خبط عليهم وادهم بغضب: ايوه
زياد واية: انتو سيبتونا ليه لوحدنا ! الجو حر تحت
ادهم بغيظ وليلى بتضحك: افتح التكيف يا زياد !
زياد: ملقتش الريموت يا بابا
ادهم بص لمراته بغضب: بتشيلي امه ليه !

ليلى ضحكت: بيشغلوه عمال علي بطال وبيسيبوه ويمشوا
ادهم بغضب قام: ما يسيبوه انتي مالك !
ليلى بهزار: فاتورة الكهرباء
ادهم فتح الباب وبصلها: هو انا كنت اشتكيتلك ! ادخلوا ده انتو عيال فصيلة
زياد واية دخلوا جري وبعدها زياد بص لابوه: ماهو هنا كمان حر ايه ده ! انتو مش مشغلين التكيف ليه !
ادهم بص حواليه وجاب الريموت وشغله: اهو يا اخويا شغلته اقعد في حضن امك
وقبل ما يتحرك آية: انت رايح فين ؟

ادهم: هلم القزاز .. مش قولتلك ديما جايبالنا الكلام
آية: قزاز ايه يا بابي !
ادهم: الرف اللي سيادتك كنتي متعلقة فيه وقع كله واتكسر
ليلى كشرت عنيها وبصتله: متعلقة فيه! وانا اقول ايه اللي وقعه ماهو مش معقول قزازة برفان توقعه كده !
ادهم بص لبنته: شوفتي ديما جايبالنا الكلام انتي.

بنته ضحكت وهو دخل لم القزاز وخرج اخد عياله ومراته وخرجوا كلهم غداهم بره واخدهم ملاهي يلعبوا فيها والعيال ركبوا العربيات وهو ومراته وقفوا بره
ادهم: اهو ولا فطار ولا غدا يومي وعدى هتيجي بكرة تقوليلي يومك همسك في رقبتك
ليلى بصتله: وانا مالي بقى ! هو انا قولتلك غدينا بره ! ولا انا قولتلك مش هحط فطار ! ده عرض وطلب يا حبيبي انت اتبرعت تسلم
ادهم بصلها: نعم يا اختي ! انا اتبرعت ؟ ليه بتبرع لجمعية خيرية .. بعدين هتلعبي الدنيئة ومالو يالا علي البيت وعايز اتغدي وتجهزيلي غذا محمر ومشمر ايه رأيك بقى !

ليلى: ما انت اتغديت هيا حكاية غدا !
ادهم: انا راجل طفس بقى وعايز اتغدي تعمليلي صينية بطاطس اللي بتعمليها باللحمة دي ومعاها صينية مكرونة بشاميل
ليلى شهقت: وده من ايه ده ان شاء الله هاه !
ادهم: وحشوني ! من قبل ما اسافر ما اكلتهمش من ايدك ! يالا .. زياد آية يالا بينا
ليلى: يوووه بقى يا ادهم خلي العيال تلعب
ادهم بغلاسة: عايز اتغدى يالا
ليلى بجدية: خلاص بقى خلي العيال تلعب
ادهم: خلاص ايه بالظبط ؟

ليلى كشرت: خلي العيال تلعب !
ادهم: وبكرة ايه نظامه
ليلى: هو احنا هننجم بكرة فيه ايه ! خلي بكرة لبكرة
ادهم: زياد اية يالا
ليلى: ده انت رخم بقى
ادهم: فوق ما تتخيلي
ليلى: علي فكرة انت مكنتش كده ابدا
ادهم هز دماغه: ايوه ايوه عارف انا الدخلة دي .. ايوه انا اتغيرت يالا علي البيت.

ليلى كشرت: وبعدين بقى يا ادهم
زياد اتدخل بينهم واتفاجؤا بيه: بعدين بقى انتو الاتنين ! هنمشي ولا هنقعد ! عمالين تتخانقوا زي انا وآية ارسوا علي بر بقى ! نكمل لعب ولا هنمشي ؟
ادهم بص لليلي اللي بغيظ: كملوا لعب
ادهم قبل ما عياله ينطلقوا: استنوا ! وبكرة ؟

ليلى بغيظ: يومى خلاص ارتحت
ادهم ابتسم وهيا اتغاظت فكملت: بس العشا عليك النهاردة يا حلو
ادهم ضحك: وماله انتي تشاوري ساندوتشين فول وطعمية وجبرت
ليلى شهقت: نننننننننننعم ! فول ! مين دول اللي يتعشوا بفول
ادهم فاجئها: شاوري يا قلبي علي اللي تشاوري عليه وادهم ينفذ.

فتحت بوقها وسابته مفتوح واتثبتت بجملته ومعرفتش تقول ايه لانها مكنتش متوقعة الرد ده وشكلها ضحك ادهم عليها جامد وقفلها بوقها بايده وحط دراعه علي كتفها ولفها وماشي بيها: اقفلي اقفلي .. ( كمل بهدوء ) من امتي جبرتك علي اكل تاكليه او تعمليه علشان اجبرك دلوقتي هاه !
ليلى بصت للارض ومسكت ايده اللي علي كتفها: ماهو انت اللي كنت مصر
ادهم: كنت بكمل رخامتك بس، مش انت اللي قولتي وانا مالي محدش قالك غدينا ! ولعلمك انا مش فارق معايا موضوع الادوار ده ولو عايزة طول اجازتي ناكل بره معنديش مانع ابدا !

ليلى بحب باست ايده علي كتفها: ولو كنا روحنا كنت هعملك الاكل اللي بتحبه كله !
ادهم ضمها قوي: وجودك في حضني كده كفاية جدا يا عمري كله
ليلى: ياه يا ادهم لو نفضل كده علي طول انا وانت ! طول الوقت ولا شغل ولا تفارقني ابدا
ادهم ابتسم: هتزهقي مني وتقوليلي انت هتفضلي كده في البيت علي طول ما تنزل بقى تشوف شغلك !
ليلى ضحكت علي طريقته: لا يمكن ابدا ..

ادهم: اه صح قبل ما انسى .. انا قولت لاحمد يجي هو وسهر ياخدوا معانا يومين هنا
ليلى ابتسمت: اهلا بيهم .. بس انت محكيتليش صح ! ايه اللي تم بينك وبين احمد وقربتوا ازاي من بعض كده ! قولتلي هقولك بعدين وما قولتش
ادهم سرح شوية وبعدها اتكلم: مفيش بس علي رأي هالة كل حكاية فيها طرفين وكل حكاية اصلها حكايتين
ليلى: وايه حكاية أحمد !

ادهم حكالها اللي حصل وكله وكان متأثر جدا بالحكاية وهيا ماسكة ايديه لحد ما خلص تماما وبصلها: للاسف ابويا دمر العيلة كلها بتهوره .. امي وعاشت مذلولة عمرها كله واحمد وعايش مجهول وانا زي ما انتي عارفة والمشكلة دلوقتي انه ندمان ومش عارف يصلح اخطاؤه
ليلى: بس انت سامحته صح !

ادهم: مش عارف يا ليلى صراحة .. مش زعلان منه بس مش قادر انسى اللي فات واتعايش عادي .. بعدين امي اللي نوعا ما عذرتها لما اتواجهت معاها عند هالة لقيت نفسي بلومها وبعاتبها وتقريبا اتخانقت معاها .. قولت كلام كتير معرفش طلع منين وازاي قولته ..
ليلى: وعلشان كده خايف تتواجه مع باباك ! لتعمل زي كده واللي جواك يطلع !

ادهم: المشكلة ان امي اللي عذرتها قولت كلام كتير صعب فما بالك ابويا ! وهو ضعيف وقلبه تعبان ! مواجهتي معاه هتكون غلط بكل المقاييس ..
ليلى: بس هالة بتقول ان دي خطوة مهمة !
ادهم: هالة دكتورة ومهمتها تعالجني واولوياتها انا مش ابويا
ليلى: لا طبعا ماهي مش هتعالجك وتكون السبب في تعب والدك مثلا .. مش يمكن تكون انت اللي احاسيسك هيا اللي بتصورلك ان النتيجة هتكون وحشة ومش في صالحك ومش في صالح علاقتك بأبوك ؟

ادهم هز اكتافه: يمكن الله اعلم !
بالليل روحوا بيتهم والعيال دخلوا تعبانين وناموا علي نفسهم قدام التلفزيون وابوهم طلعهم اوضتهم .. ودخل لاوضته كانت مراته قدام المرايا بتسرح شعرها وهو دخل بصتله بنظرة طويلة وهو ابتسم وقرب عليها وبدون ما ينطق حرف شالها وحطها علي السرير بهدوء وهمس: كنا بنقول ايه بقى لما عيالك قاطعونا !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة