قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المشاكسة المتمردة للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية المشاكسة المتمردة للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية المشاكسة المتمردة للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

كانت مرتي الأولى التي أرى فيها ذلك الكم الأمر، لهذا –وبشكل عفوي- تجمدت في مكاني، وشردت بنظراتي أتأمل بتركيزٍ ظاهر على ملامحي ما حُفر على جسده، في محاولة مهتمة وجادة مني لفهم معاني هذه الرموز التي تشير إليها تلك الوشوم الغريبة. توقفت عن التحديق به عندما هتف بوقاحةٍ أخجلتني: -هل أثيرك؟
انقلبت سحنتي، ورددت عليه بتأفف: -أنت تثير اشمئزازي بالفعل فقط.

علي غير توقعٍ أخبرني ليزيد من ربكتي: -بالمناسبة هاتفك لا يزال معي.
لم أكن لأهتم لولا أن أضاف وهو يخرجه من جيب بنطاله ليرفعه نصب عيني: -الأحمق المدعو ماثيو لم يتوقف عن الاتصال بكِ.
استشاطت نظراتي في الحال، وهدرت فيه بعدما تأهبت للانقضاض عليه: -أعده لي أيها اللعين.
قال متباهيًا وهو يلوح به في الهواء ليغيظني أكثر: -إنه هنا، إن أردتِ الحصول عليه، فهلمي.
أطلقت صيحة غضب أشبه بالزئير: -هلاكك سيكون اليوم.

ضحك في استهزاءٍ قبل أن يقول من بين ضحكاته: -إنه النعيم الأبدي أن أفنى على يديكِ.

قفزت فوق الفراش مصوبة كلتا يدي نحوه، قاصد إصابته في أي موضعٍ من جسده، نجح في صد ضربتي القاسية بالمصباح برفع ذراعه، وأرجع رأسه للخلف ليتفادى ضربة الخنجر. كررت المحاولة بشراسةٍ أكبر وعدائية أزيد، فتفوق على للمرة الثانية وأفلت مني، لم أكف أو أتراجع، لحقته هنا وهناك في أرجاء الغرفة، إلى أن رأيته يمسك بكوب الماء ويقذف محتوياته في وجهي، شهقت مصدومة، مما منحه الفرصة للاندفاع تجاهي، فقام بعرقلتي بوضع قدمه، وطرحني أرضًا، ليعتليني بعدها ويثبتني تمامًا.

جردني مما اتخذته كأسلحةٍ لمجابهته، وجمع معصمي معًا، ثم رفعهما أعلى رأسي، وراح يرمقني بهذه النظرة المزهوة المتفاخرة بانتصاره البسيط على كما هو دأبه في كل مرة يظهر فيها تفوقه على من هم أضعف منه في البنيان والقوة.
شعور الهزيمة قاسٍ وموجع، لكونه مصحوبًا بالعجز، واليأس، وقلة الحيلة. حبست أنفاسي، وكبحت بصعوبة دموعي، لأسأله في صوتٍ شبه مختنق: -ماذا ستفعل بي؟

غمز لي بطرفه قائلًا بتسلية مستفزة: -سأترك الأمر لمخيلتك الشقية!
ما جعل ابتسامته المغيظة تتلاشى من على ثغره هو رنين هاتفي، تبدلت قسماته المسترخية للضيق، وقال دون أن يبعد عينيه المحتدتين عن الشاشة: -الذليل ماثيو مجددًا، ألا يرى ذلك المخنث أني مشغول معكِ؟!
رأيت كيف تحول للنقيض في لمح البصر عندما اقترح بخبثٍ: -لنرى ردة فعله وأنتِ في أحضاني، ألن يكون ذلك ممتعًا؟

اتسعت عيناي صدمة من تفكيره الشيطاني، وقبل أن أعارضه أو حتى أرفض الامتثال لفكرته اللئيمة، كان قد نهض عني، وجذبني من تحته ليجبرني على الوقوف، ثم شدني تجاه أقرب مقعد ليجلس عليه جاعلًا إياي جالسة في حجره.
وضع يده على فمي ليكممني، ويمنعني من الصراخ، لئلا أفسد عليه متعته ومرحه الثقيل، ثم ضغط على زر الإجابة هاتفًا في عجرفةٍ:
-ألا تمل من الاتصال يا (، )؟!

من نبرة ماثيو المتشنجة شعرت بتأثير المنافسة الذكورية عليه، فهو لم يتوقع بعد هذا التجاهل أن يجيبه صوتًا رجوليًا، ناهيك عن يقينه الكامل بإخلاصي التام له رغم إقدامه على الخيانة، لذا صاح منفعلًا كمن أطلق قذيفة في الهواء:
-من أنت؟ ولما هاتف آن معاك؟ أين هي؟ أجبني يا حقير!
جاء رد لوكاس صارمًا، ومخيفًا:
-ادعو للسماء أنك لست أمامي، فإهانة كتلك عقوبتها فصل رأسك عن جسدك.

وليزيد من استفزاز من اعتبره غريمه، قرر أن يحولالمكالمة الصوتية لمرئية، بعدما رفع يده عن فمي، ما إن رآنا ماثيو معًا حتى جن جنونه، وانفجر ناعتًا إياي بالعُهر، وبعبارات وضيعة لم أسمعها مطلقًامنه، راح يتهمني بالكذب والمراوغة، والتواطؤ ضده، لمجرد طمس الحقائق حتى أبدوبريئة ونقية أمامه فقط، وأنا غارقة حتى النخاع في مستنقعٍ دنس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة