قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الخامس والثلاثون والأخير

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الخامس والثلاثون والأخير

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الخامس والثلاثون والأخير

تصدقي يا تاج انت جبارة بجد، كل ما افتكر وش أبيه وانت بتقولي مش موافقة أو وانت بتقولي انك عاوزة ترجعي بيت باباكي تاني، أفطس على نفسي من الضحك ، رمتها ريتاج بنظرة حاولت جعلها غاضبة ولكن سرعان ما خانتها ضحكتها وقالت وهي تحاول التحكم في ضحكتها: بقولك ايه يا راندا كله الاَّ جوزي لو سمحت، حبيبي هو اتفاجيء بطلبي وانا كمان دبيتهالو كدا مرة واحده مش اقوله على اسبابي الاول! ، اطلقت راندا ضحكة مرحة فنظرت اليها ريتاج بطرف عين وقالت لمها المتابعة بابتسامة الحوار المرح الدائر أمامها: بقولك ايه يا مها لو انزار عرف ان مراته صوتها جايب آخر الشارع من الضحك تفتكري هيعمل ايه؟

ضحكت مها بقوة ورفعت ابهامها بعلامة النصر لريتاج بينما قطعت راندا ضحكتها فجأة وقالت بدهشة: لالالا انت ماتعمليهاش يا تاج صح؟ انا اختك حبيبتك، انت عاوزاه يخلص عليَّا لو عرف؟
نظرت اليها ريتاج بمكر وقالت: ليه.
ما هو اللي يشوفكم دلوقتي يقول بسم الله ما شاء الله جوزين كناريا سوا؟!
قالت راندا بحنق: جوزين كناريا بس لما بيقلب وخصوصا لما بيغير بيبقى زي القشاش ياخدك في وشُّه من غير تفاهم!

قالت مها: بس بجد يا تاج ادهم بيحبك اووي ماشاء الله عليكم.
كل ما افتكر في المستشفى لما الدكتور طلب نقل دم وطلع دمه هو ومحمود متطابق مع دمك ساعتها ادهم رفض ان محمود او أي حد تاني يتبرع لك بدمه وصمم انه يتبرع لك بالكمية كلها مع انها كبيرة خصوصا انه كان تعبان كل ما افتكر دا الاقي نفسي بقول ان ربنا عوضك فعلا بأدهم، ادهم انسان ممتاز ويعتمد عليه فعلا وبعدين كفاية انه أخو محمود!

قالت ريتاج بمرح: آه قولتيلي وانا اقول ايه قصيدة الغزل اللي قولتيها في أدهم دي أتاري علشان اخو بسلامته!
ضحكت راندا ثم قالت لريتاج: انما بجد يا تاج كانت فارقة معاكي اووي انك ماطلعتيش عروسة من بيت باباكي علشان كدا طلبت من أبيه انك ترجعي البيت تاني؟

شردت ريتاج وغشيت عينيها سحابة خفيفة من الدموع وقالت فيما ترتسم ابتسامة رقيقة على وجهها: كنت بشوف العروسة في الفيلم وباباها بيسلمها لعريسها، أو بتطلع من بيت باباها.
كان بيتهيألي ان الموضوع دا مش هيفرق معايا لأني بصراحه ماكنتش حاطَّه في بالي موضوع الارتباط دا خالص.

لكن لما تجوزت انا وادهم وانا نازلة السلم يوم فرحنا في الفيلا علشان اقابله اتمنيت اكون ماسكة في دراع بابا وهو اللي يوصلني لعريسي ويوصيه عليَّا.
علشان كدا لما أدهم فاجئني زيكم وقال انه ناوي يعمل لنا فرح تاني ماقدرتش أضيع الفرصة دي من ايدي وطلبت منه انى ارجع بيت بابا تاني وانه ييجي ياخدني من هنا، قالت مها بتساؤل: طيب دي وفهمناها انما حكاية انه لغاية يوم الحفلة مايشوفكيش خالص ليه بأه؟ تُقل؟

قالت راندا متذمرة: انت لو شوفتِ حالته عاملة ازاي هيصعب عليكي بجد، عصبية بصورة فظيعه ومش مستحمل حد يقوله كلمة واحده.
لأ وخلِّي ماما تقول مثلا ان راندا كانت عند تاج.
ياختاااااااي على اللي بيعملوا فيَّا.
روحتي ليه وعلشان ايه؟ هي كويسة؟ عاملة ايه؟ سألت عليَّا؟ ما قالتلكيش حاجه تبلغيهاني؟ واسئلة اسئلة لما خلاص.
ارحميه يا تاج وارحمينا معاه!

ابتسمت ريتاج وقالت وعينيها تلمعان كما يحدث مؤخرا كلما أتى ذكر حبيبها أدهم: صدقوني مش بتقل ولا حاجه بس انا عاوزة أحس ان عريسي مشتاق لي، المرة اللي فاتت كنا متجوزين وانا حاسة انى عاوزة ارضي ماما بس فماحسيتش بمتعه الفرح.
انا عاوزة أحس اني عروسة بتزف لعريسي لأول مرة وانه مشتاق لي.

طيب لو بيشوفني كل شوية وبيكلمني على طول ولا قاعدين مع بعض في بيت واحد تقدروا تقولولي شوقه ليا هيكون زي دلوقتي؟ طبعا لأ، منكرش انه هيبقى فرحان بس مش مشتاق.
وبعدين ما هو بيكلمني كل يوم قبل ما ننام يطمن عليَّأ ويطمني عليه، وبعدين الموضوع كله اسبوعين لغاية ما صحتي ترجع زي الاول فات منهم 5 ايام خلاص هانت!
قلدتها راندا بمرح: خلاص هانت! ما انت مش هامك.

عصبيته مش بتطلع غير علينا احنا لكن انت، لا طبعا الدلع كله، قالت ريتاج بمكر: آه ماتنسيش تقولي لأخوكِ انه قبل الحفلة بيومين مش هيكلمني خالص!..

أقدر اعرف ايه النكتة البايخه اللي قولتي لراندا تقولهالي دي؟ ، قال ادهم بحنق في مكالمته الليلية لريتاج التي قطبت متفاجئة من هجومه وحدته وقالت مستفهمة: أنا ماقولتش نكت لراندا تقولهالك!
قال بسخرية: يا سلام وهي انى ما اكلمكيش قبل حفلتنا بيومين دي مش نكتة؟ دي نكتة وبايخه اووي كمان!
ضحكت ريتاج برقة اغاظت ادهم وقالت: حبيبي دا انا كمان عملت لجنة رأفة.

المفروض العريس مش بيشوف العروسة ولا بيكلمها قبل الفرح ب 3 ايام مش يومين!
قال لها بحدة: يا سلام! والله! مين اللي قال كدا بأه ان شاء الله؟ في عُرف مين الكلام دا يعني؟

قالت برقة محاولة تهدئته: حبيبي دا المتعارف عليه، وانا قلت لك انى عاوزة أحس اني عروسة من أول وجديد، كل الحاجات اللي سمعت عنها وكنت مستغرباها عاوزة اعيشها، زفر بضيق وقال: يعني انت مش هتحسي انك عروسة غير لما تعيشي في بيت تاني؟ ومش هتحسي انك عروسة الا لو كلمنا بعض مرة واحده بس؟ ومش هتحسي انك عروسة الا لو قعدنا اسبوعين مانشوفش بعض؟ ومش هتحسي انك عروسة الا لو قعدنا يومين كاملين ما نتكلمش خالص ولا حتى المكالمة اليتيمة بتاعت بالليل دي؟

قالت محاولة استرضاؤه: انت عارف ان الظروف اللي مرت بينا في جوازنا ماخلتنيش أحس اني عروسة وفرحانه بعريسها خصوصا الاتفاق اللي كانت ماما قالت لنا عليه بتاع السنة دا.
كنت حاسة انى بمضي عقد عمل مش جواز! وماكنتش لسه اكتشفت انا أد ايه بحبك!
لكن دلوقتي غير، انا عروسة وبحب عريسي وعاوزة أفرح بيه وعاوزة كل حاجه تكون لها ذكرى حلوة عندي!
ابتسم ادهم لدى سماعه كلمة التحبب من شفتيها وقال: يعني انت بتحبيني بجد؟

قالت ريتاج خجلة: ودي حاجه عاوزة سؤال يا ادهم؟
قال لها بمكر: طيب اثبتي لي!
قطبت متسائلة: ازاي؟
قال بلهفة: تخليني أشوفك يا تاجي.
مرة واحده بس، خلاص يا تاجي مش قادر اصبر.
لسه هستنى كمان 10 ايام.
خلِّي لجنة الرأفة بتاعتك ترأف بيا وتديني ساعه.
لا بلاش ساعه نص ساعه بس.
اشوفك وخلاص مش هطلب تاني لغاية يوم الحفلة.
ها ايه رأيك؟
قالت مترددة: ايوة يا أدهم، طيب بص سيبني أفكر وهقولك بكره!

هي الاخرى لا تنكر مدى شوقها لرؤياه.
لكم اشتاقت لوجهه الحبيب ولعينيه وهما يرسلان اليها نظرات الحب التي تدغدغ مشاعرها، قال ادهم منتهزا ترددها: بصي لا بكره ولا بعده، افتحي أنا قدام الباب!
أزاحت الهاتف من فوق أذنها ناظرة إليه بإستغراب ثم أعادته مرة ثانية الى أذنها وهي تقول مندهشة: باب؟ باب مين؟
قال لها فيما دوى صوت رنين جرس الباب: باب بيتكم يا تاج.

افتحي بدل ما الجيران كلها تفتح تقول مين اللي بيخبط في انصاص الليالي دا!
كانت سعاد نائمة في فراشها وابتسام في غرفتها هي وحسين زوجها فأسرعت بفتح الباب كي لا يوقظ النائمين فقد تعدت الساعه 12 ليلا وأي صوت في هذا الليل يُسمع بسهولة، فتحت الباب وهي تصيح بدهشة: انت جيت كدا، دخل ادهم بسرعه واضعا يده على فمها واغلق الباب بقدمه ثم نظر الى عينيها العسليتين وهو يقول بهمس: هشش.

احنا مش قولنا صوت واطي علشان مانصحيش النايمين!
ثم أزاح يده ببطء من على فمها ونظر اليها قائلا بخفوت وعينيه تلتهمان تفاصيل وجهها: وحشتيني، نظرت اليه وعينيها ترسلان اليه نظرات الاشتياق وقالت بهمس رقيق: إنت أكترر، وإذ به يمد ذراعيها ليضمها بقوة ويقول من بين خصلات شعرها وهو يتنشق بعمق رائحته: ياااه يا تاجي، انت كنت وحشاني اووي، كنت عامل زي المخنوق اللي عاوز يشم هوا وماشميتوش الا لما شوفتك دلوقتي!

احاطت خصره بذراعيها بقوة وقالت بحب: وانت وحشتني اكتر يا ادهم انا اللي من غيرك زي الطفل اللي بيدور على أهله.
وانت كل أهلي يا أدهم، ابعدها قليلا عنه ثم تناول وجهها بين راحتيه وداعب بإبهميه وجنتيها وهو يقول: انا اتجننت لما راندا قالت لي على حكاية اليومين دول مادرتش بنفسي الا وانا قدام البيت عندك وكويس انى كلمتك الاول قبل ما اشوفك لأن الغضب اللي كان جوايا كانت عواقبه هتبقى وحشة اووي!

قالت له برقة: بس ادهم حبيبي لو غضب من الناس كلها مايقدرش يغضب من تاجه حبيبته مهما عملت صح؟
زمجر قائلا: ما هو اللي غايظني انه صح وانت عارفة كدا كويس ومتأكده منه كمان!
تجاسرت ورفعت نفسها قليلا وقبلته قبلة خفيفة على شفتيه وقالت بابتسامة: علشان انت عارف انى انا كمان لو زعلت من أي حد مش ممكن أقدر أزعل منك أبدا ولا يمكن أقدر على زعلك!

نظر اليها أدهم متفاجيء من قبلتها الخفيفة وقال: ممكن تعيدي تاني كدا، قالت له بضحكة خفيفة: انت عارف ان زعلك عندي غالي و، قاطعها هازا رأسه وهو يقول: لالالالا مش دي اللي قبلها.
المشهد الاباحي اللي قبلها!
قطبت ريتاج قليلا وما لبثت عينيها ان فتحتهما على وسعهما وشهقت بصدمة وقالت وهي تحاول الابتعاد عن دائرة ذراعيه: تصدق انك وقح، انا اللي غلطانه.

اتفضل ياللا من غير مطرود بأه، لم يرفع ذراعيه عنها وبدلا من ذلك قال ضاحكا: طالما انا كدا كدا وقح يبقى وقح بالفعل كمان!
نظرت اليه مندهشة وقالت: قصدك ايه، ولم تكمل عبارتها حيث أسكتها بأكثر الطرق شاعرية وحب...

أبعدها عنه ونظر اليها بحب وقال: خلي بالك من نفسك.
انا متأكد ان الايام الجاية هتفوت طويلة اووي لغاية ما ترجعي تنوري بيتك من تاني يا تاج أدهم.
قالت له بهمس: وانت كمان هتوحشني اووي، قبلها قبلة صغيرة على ارنبة أنفها وقال: تصبحي على خير يا قلبي، رددت بهمس وهي تراقبه وهو يختفي راكضا ليركب سيارته وقد لوح لها من نافذة السيارة: وانت من اهل الخير يا أغلى ما ليَّا...

مرت الايام بطيئة على العاشقين حتى أتى اليوم المنتظر وكانت الاستعدادات في الفيلا على قدم وساق وذهب أدهم بسيارة مزدانه بالورود لإحضار عروسه من منزل والدها كما أرادت وكان يرافقه كلا من محمود ونزار كلا منهما بسيارته وكانت مها وراندا بصحبة ريتاج من اليوم السابق للحفل...

ارتدت ريتاج فستانا باللون الكريمي منسدلا حتى الارض ونثرت الورود في شعرها بدلا من طرحة الزفاف وامسكت بيدها باقة من الياسمين الذي تعشق رائحته، ذهل أدهم من روعتها التي تكمن في بساطتها فبخلاف زفافهما السابق لم تخضع لأيدي مزينة او مصففة للشعر بل تكفل بتزيينها مها وراندا، علمت انها لا تحتاج لأي زينة لكي تظهر جمالها فجمالها يكمن في بساطتها ويكفي حب أدهم الذي يسبغ عليها جمالا يفوق جمالها...

ركبت بجواره بينما ركبت كلا من راندا ومها مع نزار ومحمود وركبت سعاد مع محمود للتوجه الى المنزل...

كانت ليلة جميلة وجمالها في أن من حضر هم المقربون فقط الذين فرحوا لفرح أدهم وريتاج التي كانت ملامحهما تنطق به، لم يترك أدهم ريتاج تغب عن عينيه لحظة واحده، واثناء افتتاحهما الرقص همس في أذنها قائلا: استعدي وقت الحساب قرب.
اسبوعين يا ظالمة محروم اشوفك، انت اللي حكمت على نفسك!
قالت له بابتسامة مرتابة: لالا انت ناوي على ايه بالظبط؟ عموما انا عارفة قلبك مش هيطاوعك.

قال لها غامزا بخبث: انت لو كنت قدمت السبت كنت هتلاقي ايام الاسبوع كلها قدامك لكن انت اللي ابتديت يا قطة، لم يترك لها الفرصة للتفكير في حديثه، حيث جذبها للتصوير ومرت احداث الليلة سريعا وودعا أهلهما وذهبا بعد ان بدلا ثيابهما للحاق بطائرتهما المتجهة الى فرنسا لقضاء رحلة شهر العسل في عاصمة الحب والجمال باريس...

حال وصولها الى الفندق الشهير الذي حجز فيه أدهم وضع الحاجب حقيبتيهما داخل الغرفة واغلق الباب بينما اتجهت ريتاج الى الشرفة الزجاجية المطلة على اجمل شوارع باريس وخرجت حيث استندت الى السياج بيديها وتنشقت عاليا وهي مغمضة عينيها وتقول: يااه يا ادهم، مفاجأة جميلة بجد.

لما سألتك هنسافر فين قلت لي مفاجأة ماصدقتش نفسي وانت بتقولي انهارده واحنا في المطار اننا هنروح باريس، كنت دايما أسمع عنها بس ماكنتش أتصور انى هروحها في شهر العسل!
احاط خصرها بذراعيه من الخلف وأسند رأسه الى كتفها وقال: انت كل احلامك مجابة يا تاجي.
انت عليكي بس تحلمي وأنا أنفذ!
التفتت اليه وقالت بحب: ربنا مايحرمني منك ابدا يا حبيبي، نظر اليها قليلا ثم قال: بقول ايه انت مش تعبانه؟

قطبت قليلا ثم قالت وهي تحاول الابتعاد عنه: آه.
لالا انت تعبان روح انت ارتاح انا عاوزة أشم شوية هوا!
رفعها بين ذراعيه فأطلقت صرخة خفيفة بينما تابع وهو يدخل الى الغرفة: وهي تبقى اسمها راحة وانت مش معايا.
تعالي بس هنرتاح سوا صدقيني، واسرع الى اغلاق الشرفة واسدال الستائر قبل ان يعبر لحبيبته عن مدى اشتياقه اليها...

مرَّت أيام شهر العسل سريعا كجميع الاوقات الحلوة، كانا يقضيان نهارهما في التفرج على اهم معالم باريس وليلا في السهر في احدى المطاعم ثم الذهاب للتنزه في شارع الشانزليزيه حيث ابتاعت تذكارات لأمها وحماتها وراندا ومحمود ومها ولم تنس دادة بدور وصباح وابتسام وزوجها.

وصلا مطار القاهرة ليجدا محمود في انتظارهما بالترحيب وتبادلوا العبارات المرحه ثم انطلقوا معه عائدين الى المنزل حيث قابلهم الجميع بالأحضان والقبلات والفرح يعلو وجوههم جميعا...

انتهت امتحانات السنة الدراسية وتقرر الاحتفال بزفاف راندا ونزار ومحمود ومها في نفس الليلة وانشغلت ريتاج مع مها وراندا في شراء لوازمهما...

انت عارفة انا بئالي أد ايه ماقاعدتش معاكي يا تاج؟ قالت ريتاج المنهمكة بإرتداء حذائها بسرعه ثم تمشيط شعرها التي عكصته على شكل ذيل حصان وقالت بترجي: معلهش حبيبي.
مش اختك واخوك.
انا بساعدهم.
اعمل ايه ما انا سوابق بأه في الجواز وعاوزيني معهم في كل حاجه.
احاط ادهم خصرها بذراعيه معيقا إيَّاها عن الخروج وقال بحنق: طيب وجوزك مالوش حق عليكِ؟

قالت وقد قبلته قبلة خفيفة على شفتيه: جوزي دا له كل حاجه عندي احنا هنستعبط! بس معلهش خليها عليك المرة دي انت الكبير و، ثم سكتت فجأة ووضعت يدها على جبهتها وقد شعرت بدوار مفاجئ فقطب أدهم وقال بقلق: مالك يا تاجي، حاسة بحاجه؟
حاولت الابتسام كي لا تقلقه: لالا ابدا يا حبيبي، انا كويسة الحمدلله ماتقلقش.

ثم سحبت حقيبتها اليدوية واشارت له بيدها قبل ان تختفي وراء الباب بينما زفر بحنق وقال: الحمد لله اني معنديش غير أخ واحد وأخت واحده وأحلى حاجه انهم هيتجوزوا في ليلة واحده علشان أخلص من الموال دا وتفضالي بأه...

أظن انتو كدا خلصتوا تقريبا الحاجات المهمة الباقي رفايع بسيطة صح؟ قالت راندا بينما اغمضت مها عينيها من تعبها: آه صح.
بصراحه يا تاج انت تعبت معانا أووي.
انا مش عارفة من غيرك كنَّا قدرنا ننجز دا كله ازاي.
قالت مها وهي تستند الى ظهر الكرسي في المقهى الذي جلسن فيه لتناول مشروب بارد: بصراحه يا تاج انا مكسوفه من جوزك.

كل يوم واخدينك منه انا متأكده انه فاضلو تكَّه مننا والحمدلله انه خلاص الفرح قرب وهترتاحي من دوشتنا، قالت ريتاج التي بدأت تشعر بالدوار الذي داهمها صباحا قبل خروجها معهما يداهمها من جديد: لا ما تقولوش كدا انتو اخواتي، ثم أشارت الى النادل الذي أتى لتسجيل طلباتهم، كانت تحارب في الشعور بالاغماء طوال الوقت حتى أتى النادل بالمشروب البارد حيث تناولت كوبها شاربة ايَّاه دفعه واحده ما جعل الاحساس بالدوار تخف حدته، دفعت فاتورة المقهى وانصرفن...

أتى يوم الزفاف وكانت راندا ومها عند مزينة الشعر وكانت ريتاج معهما، اتى كلا من محمود ونزار لاصطحاب عروسه بينما رافقت كوثر وسعاد ريتاج وادهم في سيارتهما...

أقيم حفل الزفاف في فندق من فنادق ال 5 نجوم وكان أدهم يريد دفع تكاليف الزفاف هدية لأخويه ولكن نزار أصر وبشدة في دفع نصيبه من تكاليف الحفل الذي استمر حتى ساعات الصباح الاولى وسط فرحة الجميع وخاصة أهل مها انها ستظل بجوار ريتاج أختها وصديقتها...

ايه رأيك في الفرح كان حلو مش كدا؟ ، كانت ريتاج جالسة امام المرآة تمشط شعرها بعد ان اغتسلت فور عودتهما من حفل الزفاف فقد أصبحت تشعر بالحر الشديد على غير العادة، التفتت الى ادهم الواقف امامها وقالت بنعومة: احلى حاجة فرحة العرسان ببعضهم.
انا كنت شايفه السعاده في وش مها ومحمود وراندا وانزار ودا اكتر حاجه فرحتني.
قطب ادهم قائلا: انزار؟ قالت بضحكة خفيفة: اه، نزار!

اقترب منها وقال لها وهو يميل ناظرا في عينيها بحدة خفيفة في نبرته: وحضرتك بتقولي له انزار ليه؟ بتدلعيه مثلا؟
قامت واقفة امامه واحاطت رقبته بذراعيها وقالت مبتسمة: حبيبي انا كنت بقولها تريئة! أصله بصراحه لوَّع أختك.
كل شوية يديها انزارات، نازل لها في الانزارات ولا المُحْضَر.
قلت لها لا دا مش نزار دا إنذار!

احاطها بذراعيه وقال بلهجة غيورة: طيب انزار لحضرتك بأه يكون أسمعك تقولي لحد اسم غير اسمه تاني سواء تريئة ولا بجد ولا أي حاجه مفهوم؟
اقتربت بوجهها منه وقالت: معقولة يا ادهم بتغير من جوز أختك؟
قال لها بجدية: جوز أختي؟ دا لو أبن أختي اغير منه!
أطلقت ضحكة رقراقة صافية جعلت الابتسامة تعتلى محياه وقال بغمزة ضاحكة: بقول ايه انت وقفت كتير انهارده والمفروض ترتاحي شوية، قالت له بمرح: لالا انت نصَّاب.

بتقعد تقول ترتاحي ترتاحي و، مابتبطلش رغي طول الليل!
قال بخبث: بذمتك مش أحلى رغي؟ وبعدين دا فيه موضوع مهم أووي عاوز ارغيلك فيه.
تعالي بس.
جذبها اليه وهي تضحك ثم مالبثت ان قالت له بهمس وقد شعرت بدوار مفاجيء: أدهم.
م.
مش عارفة.
قال بقلق: ايه يا ريتاج فيه ايه؟
قالت له وهي ترفع نظرها اليه: مش عارفة مرة واحده حسيت الدنيا بتلف بيَّا و، وسقطت مغشيا عليا بين ذراعيه التي تلقفتها قبل ان ترتطم بالأرض.

خرجت سعاد من غرفة ابنتها مغلقة الباب وراءها بإحكام والتفتت الى الذي يروج ويجيء كالأسد في قفصه وقالت بابتسامة: ايه يا ادهم يا حبيبي.
هدّي نفسك شوية تاج كويسة مافيهاش حاجه، ما ان سمع صوت سعاد حتى اندفع ناحيتها وهو يقول بقلق: أومال أغمى عليها ليه؟ مرة واحده بنتكلم وبنضحك لاقيتها اصفريت وعرقت وقالت لي دايخه ووقعت من طولها، قالت سعاد: بص انا مش عاوزة أسبق الاحداث.

لكن كل اللي هقولهولك انك تاخد مراتك بكرة تحلل لها، قال بلهفة: هعمل لها تشيك - أب كامل!
ضحكت سعاد خفيفا وقالت: لا الموضوع مش مستاهل تشيك – أب كامل ولا حاجه، قطب وقال بتساؤل: أومال انا احلل لها ايه بالظبط؟ اوديها للدكتور وهو اللي يطلب التحاليل اللازمة قصد حضرتك؟

قالت مقتربة منه: ادهم، لو محتاجه دكتور هيبقى دكتور نسا، اعمل لها بكرة تحليل حمل في الدم في المختبر وشوف النتيجة هتطلع ايه قبل ما تروحو للدكتور!
تسمر ادهم قليلا قبل ان يستوعب كلام حماته ثم قال غير مصدق بفرح طاغ: انت تقصدي ان تاج، قاطعته تهز برأسها ايجابا: ايوة، حامل يا حبيبي.
انا سألتها شوية أسئلة عرفت منها انها احتمال كبير اووي تكون حامل.

خصوصا وان دي مش أول مرة تجيلها الدوخة دي وغمامان النفس اول ما تصحى واكلات معينه مش طايقاها كل دا بيقول انه وحم الحمل بس حلل لها الأول.
امسك بيديها يهزها بشدة وهو يقول بفرح: ربنا يبشرك بالخير يا احلى أم.
انا من النجمة هاخدها تحلل ومش هقول لحد لغاية ما نتأكد من نتيجة التحليل.

الحمدلله انى صحيتك كنت عاوز اصحي ماما كمان بس قلت حضرتك ممكن تعرفي تتصرفي معاها أكتر، ربتت سعاد على خده وقالت بحب: ربنا يقومهالك بالسلامة يارب ويتربى المولود في عزك وعز مامته يارب، قال بفرح: وتفرحي بيه انت وماما يارب.
انصرفت سعاد تاركة ادهم وقد انطلق داخلا الى تاجه بلهفة وفرح.

جلس بجوارها فوق الفراش بينما تطلعت الى عينيه وقالت بابتسامة: ماما قالت لك انها شاكة انه حمل؟
هز برأسه مبتسما: آه.
قالت لى انه هيجي لي احلى هدية ربنا باعتهالي من احلى أم ان شاء الله، قالت له وقد اعتلى القلق ملامحها: طيب افرض ماطلعش حمل او طلع حمل كاذب زي ما بيقولو؟
غمز لها وقال بابتسامة: لو ما طلعش المرة دي يبقى المرة الجاية او اللي بعدها او اللي بعد بعدها.

الجايات كتير مستعجلين على ايه؟ ضحكت وضمت نفسها اليه وقالت: ربنا مايحرمني منك ابدا يا عمري انت، قبلها فوق جبينها وقال ضاما اياها الى صدره: ان شاء الله ربنا هيرزقنا بالذرية الصالحة اللي هتكون قرة عين ليا وليكي ولأهلنا كلنا...

ذهب ادهم وريتاج لتقوم ريتاج باجراء تحليل اختبار الحمل في الدم و اخبروهما ان النتيجة بعد ساعه قضاها في تبادل الحديث وان كان كلا منهما مترقبا لحظة ظهور النتيجة والتي كانت بالايجاب ولم يصدق ادهم عينيه عندما اعطتهما طبيبة التحاليل نتيجة التحليل وهي تقول بابتسامة: مبروك، لم تتمالك نفسها ريتاج من الفرحة وألقت بنفسها في احضان ادهم وهي تردد: مبروك؟ ادهم انا هبقى أم.

أم يا ادهم، قال ادهم بابتسامة: أحلى وأطعم أم كمان...

مرت شهور حمل ريتاج وسط احتياطات مشددة من ادهم ألاَّ ترهق نفسها ومن شعور ريتاج بالحنق نظرا لتعليمات ادهم المتعددة والصارمة وكانت كثيرا ما تتجادل معه لعدم سماحه لها بالذهاب الى الشركة على اقل تقدير او للتنزه مع مها وراندا.

تاج حبيبتي اول ما تقومي بالسلامة ليكي عليا اخد اجازة شهر بحاله افسحك في كل حتة لكن دلوقتى لا انت ناسية انك خلاص فضلك يومين وتدخلي التاسع؟ قالت ريتاج بنزق الذي كان يرتدي سترته استعدادا للذهاب الى العمل: لا مش ناسيه، بس اظاهر انت اللي ناسي ان الدكتورة قالت اول ما ادخل التاسع لازم امشي كل يوم ساعه علشان الولادة، اقترب منها مربتا على كتفها وقال: تمشي بس وانا معاكي.

ماتمشيش لا لوحدك ولا مع مها ولا مع راندا.
معايا انا بس!
قالت له بنزق: يا ادهم ماينفعش كدا.
انا زهئت.
انا حاسة انك بتعاقبني على انى حامل.
اللي بتعمله فيا دا عقاب مش خوف أبدا!
نظر اليها بلوم وقال بعتاب: يعني خوفي عليكي دلوقتي بأه عقاب؟ عموما انا مستعجل لما آجي هعرف اصالحك ازاي.
وقبَّلها بخفة على شفتيها ورحل تاركا اياها تزفر بحنق وقالت: بردو ولو، هخرج يا ابن كوثر...

انت عارفة لو ادهم عرف اني شريكتك في الجريمة دي مش بعيد ينسفني انا ونزار جوزى من على وش الارض!

قالت ريتاج وهي تفتش في ثياب المواليد في احدى المحلات في المول الكبير: هشش.
بلاش كلام كتير.

اخوكي اللي مزودها حبتين تلاته اربعه بصراحه، انا خرجت معاكي اشتري شوية حاجات لازماني فيها ايه دي؟ حتى الحاجات اللي عاوزة اشتريها للبيبي قال لماما وماما كوثر يشتروها بالعافية لما رضي انى اختار اودة البيبي ومن الكتالوجات اللي جبهالي كمان، قالت راندا: ما هو يا ريتاج ماتقدريش تنكري ان حملك في الاول كان متعب والدكتورة كانت محرصة على الراحه التامة.

فهو حرص وخوف منه عليكي بس مش اكتر، التفتت الى راندا قائلة بحدة خفيفة: بس مش كدا يا راندا وخصوصا ان الدكتورة انا سألتها قدامه اتحرك عادي قالت لي عادي جدا ومافيش خوف من حاجه اللي حصل لي في اول حملي دا عادي علشان الحمل الاولاني وفي شهور الحمل الاولى بيكونوا حريصين اكتر يبقى ليه التحكم؟ وبعدين ما انا بئالي معاكي 3 ساعات أهو ماتعبتش ولا حاجه.

ثم شعرت بانقباضة في اسفل بطنها اطلقت تأوه بسيط فقطبت راندا قائلة: تاج.
فيه حاجه؟

قالت ريتاج متجاهلة ألمها فقد اخبرتها الطبيبة انها ستشعر من حين لآخر بتلك الانقباضات لدى اقترابها من موعد ولادتها وانها طبيعية ليس منها خوف فقالت مطمئنة راندا: لا يا راندا ما تقلقيش بس ايه رايك تعالي نرتاح في أي كافيه شوية، قالت راندا وهما يتجهان للجلوس في احدى الكافيهات المنتشرة في المول الكبير بكثرة: انت عنيدة، كان فيها ايه لو سمعت كلام أبيه من الاول؟
قالت تاج ببطء: خلاص انا هرتاح شوية و.

وفجأة اذ بانقباضة شديدة تأتيها بقوة أسفل بطنها فقالت بضعف بينما الانقباضات تزيد بكثرة: الحقيني يا راندا كلمي ادهم.
بسرعه.
شهقت راندا واسندت ريتاج وهي تخاطب ادهم في الهاتف الذي كان مجتمع مع رؤساء اقسام شركته وفوجيء باتصال شقيقته وما ان استمع اليها قليلا حتى غابت الابتاسمة عن شفتيه وقال بحدة: وانتو فين دلوقتي؟ طيب طيب.
مسافة السكة انا عندكم.
ثم قام مسرعا وهو يقول: معلهش يا جماعه هضطر ألغي الاجتماع.

عن إذنكم، واسرع بالانصراف لمتمردته التي تتألم بانتظاره جراء عنادها وتمردها وعدم سماع أوامره...

وصل مسرعا اليهما واسرع بحمل ريتاج وكأنها بخف الريشة وليست حاملا على اعتاب الشهر التاسع.
ركضت راندا بجواره بينما ريتاج تقول بضعف: انا كويسة يا ادهم ماتقلقش عليَّا أنا.

قاطعها من بين اسنانه: هنتفاهم بعدين، خلينا نلحق نوديكي المستشفى دلوقتي، وضعها على المقعد الخلفى وجلست راندا بجوارها ممسكة يدها وتمسح عرقها بمنديلا في يدها الاخرى بينما تزيد الانقباضات بصورة مستمرة وسط تأوهاتها المتألمة وكانت الطبيبة قد علمتها ان تأخذ نفسا عميقا عند شعورها بالانقباضة للتقليل من حدتها...

وصلوا المشفى وركن ادهم سيارته بريق خاطئة وحملها ليدخل بها راكضا بينما تبعه حارس المشفى يخبره ان سيارته تقف بطريق خاطئة فصاح من فوق كتفه: المفاتيح عندك في العربية اركنها انت.
اتجه الى الاستقبال الذي طلب سريرا نقالا وضعوا عليه ريتاج التي امسكت بيد ادهم وقالت من بين ألمها: ماما يا ادهم.
عاوزة ماما.

قال لها وهو يشد على يدها بقوة: حاضر يا حبيبتي، هخليها تجيلك حالا، واُدخلت ريتاج الى غرفة خاصة بينما وقف ادهم والقلق يتآكله وشاهد الطبيبة تتجه الى غرفة الولادة فابتسمت له ابتسامة مطمئنة ودخلت حيث ريتاج.

كلمت راندا محمود لاحضار سعاد وكوثر بينما نصحته بألا يأتي بمها الحامل في شهورها الاولى لكي لا تصاب بالذعر نظرا لوجودها في قسم الولادة.

وُلد مراد أدهم شمس الدين بعد مخاض طويل عانت فيه والدته الأمرين ولكنها ما ان وضعته الطبيبة على صدرها حال ولادته اذ بها تنسى آلام الوضع جميعها وابتسمت ضامة وليدها الى حضنها...

نأتي الى ادهم الذي كان يسير والقلق يتآكله خاصة عندما غابت في غرفة الولادة وعلم ان المخاض صعب ولكن ما ان سمع صرخة طفله حتى ارتسمت ابتسامة واسعه على وجهه بينما قالت سعاد ودموع الفرح تغلبها: ألف ألف مبروك يا ادهم.
يتربى في عزك يا حبيبي، قبَّلته كوثر وهي تغالب دموع الفرح وقالت: مبروك يا حبيبي.
الحمدلله انى عشت وشوفت اولادك يا ادهم...

خرجت الممرضة حاملة لفة صغيرة وتقدمت من ادهم وهي تقول: مبروك ما جالكم.
يتربى في عزكم ان شاءالله، تناوله من يدي الممرضة بحرص زائد واغرورقت عيناه بالدموع وهو يتطلع الى وليده وقال: بسم الله ما شاء الله، ثم أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وقبّله بخفة فوق جبينه قبل ان تأخذه الممرضة لتعيده الى غرفة المواليد...

باركت راندا ومحمود الى ادهم وانتظروا حتى تم نقل ريتاج الى غرفة خاصة قبل ان يدخلوا اليها مهنئين اياها يسبقهم ادهم الذي ما ان رآها وشاهد علامات الاجهاد والارهاق على وجهها حتى مال عليها مقبلا جبهتها وهو يقول: حمدلله على سلامتك يا ام مراد.
ابتسمت وقالت بضعف: هتسميه مراد يا ادهم؟
ابتسم وقال: اه.
المرة دي مراد.
وشمس المرة الجاية ان شاء الله!

قالت له مقطبة: انت بتستعبط؟ انا لسه مافوئتش من علقة ابنك تقولي المرة الجاية؟
قال لها غامزا: انت هتستعبطي؟ دي زي شكة الدبوس! طلَّعي على ابني اشاعات بأه.
دا نسمة زي ابوه بالظبط!
نظرت اليه بنصف عين وقالت: آه.
اووي، ابوه اللي كان عاوز يضربني في عز وجع ولادتي!
قال بضحك: انت مش كسرت كلمتي وخرجت من غير إذني؟ عموما الحمد لله انا كدا اطمنت لو انا مش في البيت ابني موجود.
تنهدت وقالت: اه.
من اولها.

لسه مابئاليش ساعتين والده ويقول لي انا وابني عليكي.
قال بمرح: عندك اعتراض؟
قالت مبتسمة: ابدا.
ربنا يخليكم ليا يارب ومايحرمنيش منكم ابداا...

أتى يوم العقيقة وقد ذبح أدهم عجلا وزعه على الفقراء وأقام وليمة كبيرة للاهل والجيران والاصدقاء وكان الكل فرحان وسعيد لفرحة ادهم وريتاج بمراد الصغير وزادت فرحتهم عندما أعلنت راندا ونزار انهم بعد 8 اشهر سيلحقون بركب الاباء والامهات...

نظرت ريتاج الى ابنها النائم في مهده كالملاك الصغير، مررت يدها على بشرته الناعمة الغضة، شعرت بأدهم وهو يقف بجانبها ويقول وهو ينظر الى ابنه: شبهي يا تاجي مش كدا؟
نظرت اليه وقالت: بيقولوا ان الطفل لو شبه باباه اكتر يبقى الام كانت بتحب الاب اكتر والعكس وبما انه شبهك يبقى انا اثبت لك بالدليل القاطع اني بحبك اكتر.
قال لها معترضا: لالالا مش صح طبعا.
الكلام دا غلط.

نظرت اليه ووضعت اصبعها على شفتيها وقالت بهمس: هسس انت كدا هتصحيه، قال وهو يدفعها امامه للخروج من غرفة وليدهما الملحقة بغرفتهما: طيب ما تستفزنيش انت بس.
عموما بسيطة كلها 9 شهور وأثبت لك اني بحبك اكتررر!
فتحت عينيها على وسعهما وقالت بضحك: اييه؟ انت بتهرج صح؟
اقترب منها وقال: انت اللي بتجبيه لنفسك بلامضتك دي.
عموما عندك راحه 40 يوم تعِدِّي من بعدهم 9 شهوربالظبط ماشي؟

ما ان همت بالكلام حتى تعالى صراخ مراد الصغير فضحكت ريتاج بينما قال ادهم: اللاه.
احنا لحقنا يا ابن ادهم؟
قالت ريتاج وهي تتجه الى غرفة صغيرهما: علشان تقول بعد كدا بعد 9 شهور بالظبط! ثم رفعته في حضنها ناظرة الى ادهم الواقف بباب الحجرة وقالت مخرجة له لسانها: اتكلم على أدك بابا.
اتكلم على أدك...

في عيد ميلاد مراد الاول جاءت شمس وكانت بالفعل الشمس التي أنارت حياة والديها وبالأخص والدها فهي نسخة مكررة من أمها وصدق ادهم في وعده لريتاج انه سيثبت لها في الطفل القادم انه يعشقها أكثر!..

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة