قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

توجهوا جميعاً لشراء الملابس فكانت الفرحة حليفة الفتيات، جلس الشباب بمكانٍ قريب منهم حتى يتمكنوا من شراء ما يريدون...
فلاحظ أدهم شرود عبد الرحمن المتوقع فتطلع لأحمد قائلا بغموض: هتفضل واقف كدا كتير
أحمد بستغراب: والمفروض أعمل أيه؟ ألف معاهم مثلا
قاطعه بغضب: روح هات حاجة نشربها يكون أفضل
رمقه أحمد بغضب ثم غادر ليحضر لهم المطلوب، أستغل أدهم الفرصة ليتحدث قائلا بثبات: بتفكر في أيه؟

تطلع له عبد الرحمن بصمت قطعه بعد تفكير: أنت كنت عارف؟
اشتر له برأسه فأبتسم عبد الرحمن بسخرية ؛ سؤال غبي هو حضرتك بيخفى عليك حاجة!
خرج صوته الهادي: أنت مش مضطر لكدا أرفض وزين أكيد هيتقبل سبب رفضك
طافت عيناه الغموض ليقطعهم أحمد قائلا بغضب: أتفضل ولو مش عاجب حضرتك منكن أبدلهولك عادي
تناول أدهم ما بيديه ثم أبتعد عنهم ليجيب على هاتفه...
أقترب أحمد منه قائلا بشك: أنتوا بتحاولوا تخبوا عليا حاجة!

رمقه عبد الرحمن بغضب: أخرج من دماغي دلوقتي أنت كمان
وتركه وغادر ليحسم أموره...
أنهى أدهم مكالمته وتوجه للعودة ولكنه تفاجئ من وجود حازم السيوفي بنفس المكان، أقترب منه أدهم والزهول على وجهه من رؤيته هنا فوقف أمامه قائلا بثبات: ممكن أخد من وقتك
رفع عيناه بتعجب قائلا بهدوء مصطنع: أنت تعرفني؟
صعق أدهم وتطلع له بشك فكيف له ذلك!..
بعد مجاهدة لخروج صوته قال بغموض: مش معقول ذاكرة حازم السيوفي ضعيفة للدرجادي.

بدا التوتر يحتل قسمات وجهه فحمل متعلقاته قائلا بعدم مبالة: أتاخرت على معاد مهم، وتركه وتوجه للخروج ليستدير قائلا: شرفني فى المكتب لو تحب
وغادر اللعين المكان بأكمله تحت نظرات النمر المتفحصة له، كلماتها تصدح بعقله وتردد على مسمعه ليرفع هاتفه برقم رفيقه فأجابه على الفور...
زين بسخرية: لحقت أوحشك!
أدهم بجدية: محتاج منك خدمة هتقدر تعملها؟
زين بستغراب: خدمة أيه دي؟

أدهم بغموض: عايز كل المعلومات عن حازم السيوفي وبالأخص عيلته وحياته الشخصية
زفر بغضب: حازم السيوفي تاني يا أدهم، مش كنا خلصنا منه
أدهم بغضب: خلاص يا زين أنا هجيبهم بطريقتي
قاطعه بحدة: على الصبح هتلقيهم على مكتبك
أغلق أدهم الهاتف وعيناه تلمع بغموضٍ تام ليجدها تقترب منه بخجل وأرتباك: مكة عايزاك فوق
ضيق عيناه بستغراب: ليه؟
أخفت عيناها عنه: معرفش
إبتسم بخفة وهو يشير لها بأن تتابعه...

ولج أدهم لأحد المحلات ليجد مكة فى أحد المشاجرات اليومية الخاصة بها...
صاحت بغضب: يعنى أنت تستغفلني!
الرجل بزهول: أستغفلتك فين يا أنسة!
مكة بغضب: أخد منك البلوزة على 250 ج وأطلع أدام ألقيها ب190ج أيه شغل القفشات دا؟
الرجل بهدوء: لا حولة ولا قوة الا بالله نفس القمشة والمصنع؟
قاطعته بحدة: نفس كل حاجة
أدهم بغضب: ممكن لو خلصتي الا بتعمليه تتفضلي قدامي
أنتبهت لوجوده فأسرعت إليه بضيق: يعني يستغفلني وأسيبه؟

جذبها أدهم بغضب وخرج قائلا بضيق: أنتِ أيه الا بتهببيه دا!
وقفت جواره بعين تشع شرار: أنا الا ندتلك عشان تجبلي حقي خرجتنا من المحل والراجل ناصب علينا
قاطعها بسخرية: عليكِ تقصدي أما بقا حساب الا عمالتيه جوا فدا لما نرجع البيت أن شاء الله
صرخت بضيق: ليه هو أنا الا نصبت عليه.

رمقها بنظرة جعلتها تبتلع كلماتها وتتجه للأسفل بصمت، كبتت جيانا ضحكاتها بصعوبة فوجدته يتأملها بنظراته الفتاكة، أقترب منها ادهم قائلا بمكر: أنتِ كمان حد ضايقك؟
أشارت له سريعاً فأبتسم قائلا بسخرية لرؤية خوفها: يا بنتي أنا بنى آدم زيكم والله طب أعمل أيه تانى عشان تتاكدي
أخفت بسمتها وأتبعت مكة بخجل شديد...
بالأسفل...
أنهت ياسمين وغادة شراء ما يلزم فأقتربوا من أحمد وعبد الرحمن بأنتظار باقى الفتيات...

نظرات أحمد المتوجة بعشق جعلت قلبها ينبض بقوة لا مثيل لها، فحاولت أخفاء ما بها ولكن هيهات، أنضمت لهم مكة وجيانا وأدهم فجلسوا جميعاً على طاولة مشتركة بأنتظار سلوى وريهام ونجلاء...
غادة بأبتسامة واسعة: دانا جبت حاجات لوز اللوز
أحمد بسخرية: لوز!
عبد الرحمن بغضب: متركزش معها...
تعالت ضحكات ياسمين فتطلع لها أحمد بشرود ليصرخ بآلم حينما يركله عبد الرحمن بقوة قائلا بهمس: حسيت أنك محتاج مساعدة عشان تعرف حدودك.

رمقه بنظرة محتقنه تحت نظرات أدهم لهم فحاول أخفاء ضحكاته عليهم ولكن لم يستطيع...

بفيلا زين...
كان يقف بالشرفة شارد الذهن بها، عيناه تطوف به لبئر عميق لا مخرج منه سوى الأنتقام...
ولج للداخل وأبدل ثيابه ثم هبط للأسفل ليعتلى سيارته ليشرع بأولى خطوات الأنتقام..

بمنزل همس..
كانت تجلس بغرفتها بصمتٍ تام لا أحد يعلم ما بها!، كلماته تتردد على مسماعها فبثت لها حافل من الرعب أزداد حينما أستمعت لصوت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت إلى الشرفة فصعقت بشدة حينما رأته يهبط ويتوجه للداخل...
قرع الباب ففتح له والد همس قائلا بستغراب من وجوده بهذا الوقت: زين! أتفضل يا يني.

ولج زين للداخل بعينٍ تنبش لرؤياها، فجلس على الأريكة قائلا بخجل: بعتذر منك يا عمي أنى جيت فى الوقت دا بس لو ممكن أشوف همس؟
إبتسم الرجل ذو الأربعون عاماً قائلا بشك: أنا كان قلبي حاسس أن في حاجة بينكم عشان كدا هى مش بتخرج من اوضتها
أكتفى زين بأبتسامة هادئة ثم جاب عيناه من تقف بتلهف وخوف يكسو ملامح وجهها فترك لهم الرجل مساحة واسعة للحديث فهى زوجته بنهاية الأمر...

تلبشت محلها لدقائق تتأمل صمته برعب لا مثيل له إلى أن خرج صوته الساخر: بعتذر أنى ازعجتك من نومك الجميل بس لازم تتعودي على كدا
لمعت عيناها بالدموع قائلة بقوة مصطنعة: عايز أيه يا زين؟
تخل عن مقعده وأقترب ليقف أمام عيناها بطالته الطاغية يلتزم الصمت عن تعمد حتى يتلذذ بخوفها البادي بعيناها...
: جيت أنفذ وعدي.

قالها بهمس جوار أذنيها فرفعت يدها على فمها تكبت شهقاتها من الصدمة، أبتعد عنها يتأمل دمعاتها والصدمة المكتسحة لوجهها بتلذذ فقالت ببكاء: أنا لا يمكن أخرج معاك حتى لو على جثتي
إبتسم قائلا بخبث: بتتحديني!
وضعت عيناها أرضاً تخفى ضعفها أمامه ولكنها تماسكت بالهدوء حينما قالت: بابا مش هسيبك تعمل كدا
إبتسم بخفوت قائلا بمكر: أحيانا الكدب بيكون وسيلة جيدة للمواقف الا زي دي.

ضيقت عيناها بعدم فهم فأقترب منها ليحصرها بين الحائط ويديه قائلا بأعين مشعة بالأنتقام: لما أقوله مثلا أنك بقيتي مراتي شرعاً وقانون ويشوف هو بقى هيقدر يعمل أيه عشان بنته مش تتفضح
جحظت عيناها بصدمة وهى تتأمله فرفعت يدها حتى تصفعه بقوة تعيده لوعيه ولكن صارت يديها هو من تواجه قوته المهولة حينما ضغط عليها بقوة فتهشمت عظامها بين يديه فأغمضت عيناها بقوة، صراخ مكبوت، ودمع جعله يتركها على الفور...

رفعت يدها بآلم كبير فلم تقوى على تحريك أصابعها، تأملها بثبات كأن لم يكون فرفع صوته بعض الشيء: يا عمي.
علمت بما ينوى فعله فأقتربت منه بدموع قائلة بهمسٍ مذبوح: لا يا زين أبوس أيدك متعملش كدا بابا مريض ومش هيستحمل أرجووك
بقي ثابتاً كالجماد يستمع لها ويتأملها بصمت..

زاد بكائها حينما وجدت والدها يجيبه فأمسكت يديه بيدها السليمة قائلة برجاء بصوت منخفض باكي: حرام عليك يا زين أنتقم مني أنا هو مالوش ذنب أنت بتقول أنك بتعتبره زي باباك بلاش تكسره بالكدب دا أرجوك مش هيتحمل وأنا أوعدك هعمل الا أنت عايزه بس بلاش بابا أرجوك
سكونه جعلها تشعر باليأس فمن أمامها هو آلة مجردة من الأحساس، تركته همس وتركت دمعاتها أستعداد لما سيحدث..

دلف العم حسين للداخل قائلا بستغراب: أيوا يا زين
ظل كما هو يتأملها بصمت حتى بعد كلمات حسين فخرج صوته ونظراته عليها: كنت حابب أن الفرح يكون الأسبوع الجاي لو حصرتك معندكش مانع
آبتسم الرجل قائلا بفرحة: بالعكس يابني مدام جاهزين هنستانا ليه أنا نفسي أفرح بيكم
قال ونظراته مسلطة عليها: خلاص أعدي على حضرتك بعد بكرا نتفق
حسين بتفهم: الا تشوفه ياحبيبي..
ورمقها زين بنظرة أخيرة وخرج تاركها بصدمة من تصرفه...

أما هو فقاد سيارته بجنون كأنه بصراع قوى بينه وبين قلبه النابض بالعشق يحاول أن يبتر جزءاً من جسده حتى يتمكن من الخطى بدرب الأنتقام...

عاد أدهم والجميع للمنزل فصعد كلا منهم لشقته فالوقت صار متأخر للغاية...
مر الليل بسلام على البعض وبآنين على الأخرون، قضى عبد الرحمن ليله بالتفكير بما قاله زين ليحسم قراره الأخير بعد تفكير دام لسطوع شمس يوماً جديد...

بمنزل هنية...
رغم قصر المدة التى قضتها رهف مع هنية الا أنها أحبتها حباً جماً حتى الكدمات بوجهها بدأت تخف عن حدتها قليلا...
أستيقظت رهف من نومها فخرجت من غرفتها لتجد هنية ترتدي جلبابها الأسود فأبتسمت قائلة بستغراب: راحة فين يا تيتا؟
بادلتها البسمة قائلة وهى ترتدى حجابها الفضفاض: هنزل السوق أشترى شوية حاجات يا نين عين تيتا وبالمرة أجيب ورق عنب عشان ادوقك الطاجن الا باللحمة وتشوفي نفس ستك هنية.

أقتربت منها رهف قائلة بمرح: كل دا ومشفتش نفسك دانا قربت أبقى كرنبة
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: من يوم واحد شكلك بكاشة زي الواد أدهم
قطعتها بتذمر طفولي: لا والله دانا عسل عشان كدا هدخل أعمل التقلية بتاعت المحشي لحد ما ترجعي
وجذبت حذائها قائلة بأرتياح: مش هتأخر بأذن الله
وغادرت بعدما ألقت السلام عليها لتتبقى من ستنال مجهولها المميت...

أعادت رهف ترتيب المنزل بعد خروج هنية فتعجبت بشدة حينما أستمعت لصوت طرقات على الباب فرددت بخفوت: معقول لحقت!
وجذبت حجابها ترتديه بأهمال لترى من؟ فكانت الصدمة حليفتها حتى أنها حاولت الصراخ
ولكن هيهات كمموا فمها ليسري المخدر جسدها الهزيل ليحملوها بسرعة كبيرة إلى السيارات الخاصة بحازم السيوفي..

بمنزل طلعت المنياوي..
خرج أحمد من المنزل لعمله فتفاجئ بعبد الرحمن غافل على المقعد الخارجي، أقترب منه بزهول فرفع يديه يحركه بخفة: عبد الرحمن، عبد الرحمن
فتح عيناه بتثاقل فتفاجئ بأحمد امام عيناه فقال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: فى حاجة يا أحمد؟
أحمد بسخرية: حاجة أيه! أنت أيه الا منيمك هنا؟
عبد الرحمن بنوم: هنا فين؟

ثم رفع عيناه بتذكر: أه، أنا رجعت من صلاة الفجر فقولت أريح هنا شوية وأحصلكم بس الظاهر راحت عليا نومة
رمقه بنظرة متفحصة قائلا بغضب: بتعمل عليا أنا حوار يا عبد الرحمن!
وضع عيناه أرضاً فهو يعلم جيداً بأنه صفحة بكتاب يجمعه هو والمافيا..
زفر بأستسلام: هحيلك وأمري لله
أحمد بصدمة: أمري لله! هو الموضوع خطر للدرجادي
رمقه بغضب: أنا طالع أكمل نوم
جذبه سريعاً قائلا بجدية: ميبقاش خلقك كنز كدا أقعد.

وبالفعل جلس عبد الرحمن وشرع بقص ما حدث على مسمعه ليصيح بصدمة يتبعها الغضب: وأنت ذنبك أيه تتحمل وقاحة البنت دي؟
عبد الرحمن بصوتٍ منخفض: الموضوع مش كدا يا أحمد وأنت عارف كويس أن زين لو حابب يجوزها مش هيغلب ميت واحد هيتمنوا يناسبوه لكن هو حسبها زي ما قولتلك
أحمد بهدوء: ماشي يا عبده بس لا جدك ولا أبوك هيوافق
إبتسم عبد الرحمن بسخرية: جدك بالذات لو عرف أعتبر الجوازة تمت..

أشار له بتفهم قائلا بغضب مكبوت بالهدوء: طب أنت هتعمل أيه؟
رفع عيناه للفراغ قائلا بغموض: هقوله قراري على الفطار بأذن الله..
ثم توجه للداخل قائلا بتعب: هطلع أريح شوية وأنت يالا عشان متتأخرش على شغلك
أشار له أحمد بتذكر ثم خرج ليوقف سيارة أجرة لعمله..

بدات بأستعادة وعيها تديجياً فنهضت عن الفراش برعب حينما وجدت نفسها بذاك القصر اللعين، دب الرعب قلبها والدموع عيناها، ففتحت باب الغرفة سريعاً على أمل الهروب من القصر مجدداً ولكن كانت الصدمات تتوالى حينما وجدته يجلس على المقعد أمامها وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى، نظراته ترمقها بغضب تعلم ما مصيرها بين يديه..

تراجعت للخلف بزعر حينما نهض عن المقعد ليقترب منها، فشلت بالتحكم برجفة جسدها التى تنقبض خوفاً من أقترابه منها..
خرج صوته أخيراً بعدما جذبها من حجابها بقوة لتصرخ بآلم: كنتِ فاكرة أنك هتهربي مني يا شاطرة؟!
صرخت بآلم قائلة بدموع: أبعد عني
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أبعد عنك! هو أنا لسه عملت حاجة؟.

ودفشها أرضاً فتراجعت للخلف بزعر من ما سيفعله نعم أعتادت على الأمر ولكن جسدها لم يعتاد، بكت برجاء وهو يجذب السطو القاسي لها قائلة بدموع وخوف: أرجوك يا حازم أنا مش هعيدها تانى صدقني.

تعالت ضحكاته وهو يهوى على جسدها بعدة ضربات أقتلعت أعناق روحها لتصرخ بقوة وآنين أقتلع قلب العاشق الذي يراها بكاميرات حرص على وضعها هذا اللعين ليتعذب عذاب لا مثيل له وهو يرى نظرات الخوف والكره من معشوقته ويستمع لشهقات آنينها وآلمها المتزايد مع ضربات السطو الجلدي القاسي...
حاولت قدر الأمكان الحفاظ على وعيها لتعافره وهو يجذبها كالعادة لذاك القبر المظلم...

أغلقت عيناها بضعف ليظن بأنها فقدت الوعى كالعادة فحملها ليهبط بها للأسفل، لا طالما كان يفعل ذلك حينما تغيب عن الوعى ولكنها كانت تستمع لصوته يناديها ولكن لم تستطيع فتح عيناها...
ألقى بها تحت أقدامه ليرفع رأسه بتحدى له: مش قولتلك هجبها لو فى أخر الدنيا..

كانت نظراته له تحمل اللهيب والغضب فجذبه إليه ليضيق الحديد على جسده قائلا بشر: متتصورش بستمتع أد أيه وأنا شايفك كدا وبالأخص وأنت شايفها مرمية تحت رجليك وأنت عاجز حتى أنك ترجعها لوعيها
أستمعت رهف لما يحدث بعدم فهم ولكن حرصت على غلق عيناها حتى تنجو من شره..
خرج صوته أخيراً بألم: أنت أنسان مريض يا حمزة
صعقت رهف وهى تستمع لذاك الصوت الذي نبض له قلبها! كيف ذلك؟! كيف لشخصٍ يحمل نفس الصوت؟!

حاولت فتح عيناها ولكن خشيت أن تبتعد عن غايتها فألتزمت السكون...
جذب المقعد وجلس أمامه وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء: الشخص المريض دا بقا هو الأقوى وأنت هنا عاجز وضعيف حتى حماية نفسك و..
كاد أن يكمل حديثه ولكن صوت هاتفه من أوقفه ليخرج تاركاً المجهول والصدمات تكشف لهمس لتعلم بأن معشوقها مازال كما هو، قلبه محفل بعشقها المتيم...

تطلع لها حازم بضعف ودمع يلمع بعيناه، حاول من قبل كثيراً أن يجعلها تفق على وجوده ولكن هيهات بعد ما تتعرض له من ضرباً مبرح تفقد وعيها لساعات طويلة...
خرج صوته بآلم: سامحيني يا حبيبتي سامحيني...
فتحت عيناها بدموع وهى تحاول الثبات، رفعتها ببطئ لتحل الصدمة قسمات وجهها وهى تراه، نعم هو، هو من خفق له القلب وعشقه بجنون، هو صاحب العينان المفعمة بالحنان والعشق...

صعق حازم وهو يراها تنظر له بصدمة فردد بهمس يكاد يكون مسموع: رهف!.

جاهدت للوقوف وبالفعل بعد عناء طويل فعلت، وقفت تتأمله بصدمة لا مثيل لها، تأملت الشاشات من حوله التى تعرض أركان القصر بأكمله فوجدت الأخر يجلس بالخارج على الأريكة وبيديه الهاتف، ربما الصدمة التى بها هى من ستدفع بها للأغماء وليس آلآم جسدها المبرحة..، نقلت نظراتها له فغمر الدمع عيناه وهو يرى وجهها الممتلأ بالكدمات، أقتربت منه بخطى تشبه الموت لتتأمله عن قرب لدقائق مطولة لعلها تتأكد من ذلك!.

طال تأمله له ليخرج صوته أخيراً: أنا حازم يا رهف عارف أنك شوفتي كتير على أيد الحيوان دا بس أوعدك أنى هأخد حقك منه وأدام عيونك
طاف الدمع وعدم التصديق وجهها لترفع يدها المرتجفة بتردد وهو يتأمل ما تفعله بستغراب، وضعت يدها على وجهه لتشهق من البكاء حينما عاد القلب من جديد للنبض لتلقي بنفسها بداخل أحضانه ببكاء لا مثيل له وأسمه يتردد على لسانها كثيراً كأنها وجدت ذاتها بعد طريقٍ طال بالأشواك: حازززم، حازم.

أغمض عيناه وهى بين ذراعيه فكم ود أن يحتضنها كثيراً حتى يتمكن من حمايتها، بكت تارة وأبتسمت تارات أخرى فشعور القلب والخجل يعاودها من جديد وهى بين أحضانه...
خرجت من أحضانه تتأمل عيناه قائلة بسعادة وآلم: فرحتي بأن الحيوان دا مش أنت أكبر من الجروح الا أتعرضتلها
لتكمل بدموع: أنا كنت بموت ميت مرة لما أفكر أنك ممكن تعمل فيا كداا..
حازم بهمسٍ عاشق: عذابي كان أكبر منك وأنا شايفك كدا ومش قادر أساعدك.

كفكفت دموعها لتنغمس بأحضانه مجدداً فأبتعدت عنه بصدمة من رؤية الحديد القوى على جسده حتى ذراعيه تنزف بغزارة، بكت وهى تحاول فك وثاقه ولكن لم تستطيع، تطلع للشاشات برعب فصرخ لها قائلا بخوف عليها: أرجعي مكانك يا رهف
تطلعت له ببكاء ليقول بحذم وهو يرى هذا اللعين يقترب: أسمعي الكلام
وبالفعل تمددت أرضاً وهى تراه قبل أن تغلق عيناها ولكن دمعها يهبط بخفوت على ما يحدث..

ولج للداخل قائلا بغرور وهو يجلس على مقعده: أتمنى أكون متأخرتش عليك
شرارة عيناه تزداد وهو يرمقه هكذا، اقترب منه قائلا بوعيد: لسه بدرى على النظرة دي مشوارنا طويل يا أخويا
قال كلماته الأخيرة بسخرية ثم أقترب منها ليحملها للغرفة ففجائته حينما هوت على رأسه بالمزهرية المجاورة لها ثم ركضت بزعر لأحضانه..

تطلع له حازم بخوف حتى بعد ما تسبب له من آلآم فمازال شقيقه التؤام، ربما بعد رؤيته لما سيفعله حينما يستعيد وعيه كان طلب منها قتله وهو هكذا!

بشركة زين...
دلف أدهم للداخل قائلا بستغراب: فين المعلومات الا طلبتها منك يا زين؟!
رفع عيناه له قائلا بثبات يجاهد الألتزام به: متقلقش هتكون عندي كمان ساعتين تقدر تاخدهم فى البيت لما نرجع
أشار له بهدوء ثم اقترب منه قائلا بنظرات شك: أنت كويس!
أستند برأسه على المقعد قائلا بستسلام: مقدرتش
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل زين بصوتٍ مكبوت: مقدرتش أكسرها يا أدهم
جلس أدهم بأهتمام: بلاش تكابر بقا أنت بتحبها.

رفع عيناه الممزوجة بالغضب: بس مش قادر أنسى انها السبب فى موت أخويا
زفر بغضب: كفايا بقا يا زين أنت مصدق نفسك!
فتح حاسوبه قائلا بهدوء: أقفل الموضوع دا يا أدهم أنا مش حابب أتكلم فيه
رمقه بخبث: ماشي يا زين
وتركه وتوجه للخروج فأوقفه صوته: خلص عشان هترجع معايا البيت
أشار له بهدوء وخرج هو الأخر.

بمنزل طلعت المنياوي...
هبط ضياء للأسفل فوجدها تجلس على الأريكة بشرود فأبتسم بمكر وهو يقترب منها: الجميل قاعد لوحده ليه؟
رفعت عيناها له بغضب: بقولك أيه مالكش دعوة بيا
ضياء بستغراب: ليه بس كدا؟
تطلعت له بغضب: بتسأل! كل واحدة خطيبها خدها وجابلها طقم العيد وأنت معبرتنيش ولا حتى أهتميت تعرف جبت ولا مجبتش...

تحاولت نظراته من مرح لغضب تراه لاول مرة ليخرج صوته أخيراً: أولا دي زوقيات ومش بتتطلب، ثانياً أفترضي أني مش معايا فلوس أجبلك يبقى دا ردك! ثالثاً ودا الأهم الشخص الا بيبص بره دايما هيحس بالنقص حتى لو كامل ودى بداية المشاكل والخراب ولو حضرتك كنتِ أنتظرتي رجوع أبوكِ من شغله كان هيقولك بنفسه أنى أستأذنت منه عشان نخرج النهاردة بعد الفطار..

خجلت للغاية وكادت الحديث ولكنه تركها وتوجه للصعود والغضب على قسمات وجهه، صعد الدرج فى ذات وقت هبوط يوسف من الأعلى فتطلع له بغضب على أمل أستعداد المشاكسات اليومية ولكنه تفاجئ به يفتح باب الشقة بصمت وسكون بث الرعب بقلبه فأسرع خلفه بخوف...
أغلق يوسف الباب وتتابعه للداخل قائلا بستغراب: فى أيه يا ضياء؟
جلس على الأريكة قائلا بهدوء: مفيش
قاطعه بشك: مفيش أزاي يا بني أنت مش شايف نفسك؟

لم يجيبه وألتزم الصمت فأسرع ليجلس جواره قائلا برعب: فى أيه؟، أدهم زعلك؟
لم يجيبه ليكمل هو: طب حد من ولاد عمك قالك حاجة؟
أشار له بلا ليزفر بغضب: طب ماالك؟
رفع عيناه له بحزن: غادة يا يوسف مش عارف أرضيها أزاي؟ دايما بصة لبره مهما أجبلها أو أعملها دايما بصة لولاد خالتها والجيران رغم أنى بعمل المستحيل عشان أرضيها وبصراحة الا بتعمله دا حاسس أنه هيسرع نهاية علاقتنا.

يوسف بهدوء: طب ممكن تهدا أكيد يعنى هى متقصدش أنت عارف أنها لسه صغيرة من البداية وتفكيرها محدود وكل الا بتقوله دا شيء طبيعي كل البنات بتبص لبعضها، ولو كل واحد حل مشاكله بنهاية علاقة حب يبقا محدش هيتجوز
صاح بغضب: والمفروض أعمل أيه وأنا بسمعها بتقارني مع دا ودا؟!
يوسف بهدوء يتسم بها كثيراً: تخاليها تكره أنها تعمل كدا لأنها هى الا هتتعب
تطلع له بصدمة ليبتسم بخبث: كله بالعقل والمنطق.

تعالت ضحكات ضياء قائلا بعدم تصديق: أنت كارثة يا واد يا يوسف
أنقلبت ملامحه للضيق: واد! أنا بلعب معاك يا حيوان تصدق أني غلطان
وتركه وتوجه للهبوط فتعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: والله أنت أبن حلال وأنا معرفش أعدى اليوم غير لما أمسك فى خناقك..
تركه يوسف وهبط للأسفل بغضب...
ولج للداخل فأقتربت منه مكة قائلة بستغراب ياسمين فين يا يوسف من الصبح مظهرتش والمغرب قرب يآذن!
يوسف بملامح ثابتة ؛ تعبانة شوية.

قالت بفزع: تعبانة! مالها؟
زفر بضيق: هو تحقيق هى عندك فوق أهى أطلعي شوفيها
لمعت عيناها بالدموع فتركته ورحلت على الفور أما هو فتوجه للخروج ولكنه فزع حينما جُذب بقوة ليتفاجئ بأخيه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير: لما تتكلم مع حد تتكلم بأحترام دا مش أسلوب
خلص نفسه من مسكته بغضب ليتحدث بسخرية وهو يرمقه بنظرات قاتلة: وحضرتك بقا الا هتعلمني أتكلم أزاي؟!

جحظت عين عبد الرحمن فنقلبت نظراته لغضب مميت فجذبه بقوة وصوت كعداد موته: انت شايف نفسك كبرت علينا يا حيوان فوق لنفسك
خرجت سلوى وريهام من الداخل فأسرعت إليهم قائلة برعب: فى أيه يا عبد الرحمن ماسك أخوك كدليه؟
يوسف بسخرية: سبيه يا ماما خاليه يفرد عضلاته أو يحس برجولته
غلظت عيناه ليشع الجحيم قائلا بغضب وريهام تحاول الحيل بينهم: أنا راجل غصب عنك يا زبالة...
سلوى بصراخ لجيانا: أطلبي أحمد بسرعة.

أسرعت جيانا للخارج فوجدت أحمد يصعد للأعلي فهرولت إليه سريعاً بخوف: احمد ألحق عبد الرحمن
صعق أحمد وأسرع للداخل ليتدخل بينهم على الفور..
أحمد بغضب: سيبه يا عبد الرحمن
لم يستمع له وجذبه بقوة إلى أن حال بينهم أحمد فتركه..
يوسف بسخرية: الرجولة دي مش بتتفرض غير علينا عشان تبان للكل أنك كبير وأنت ولا حاجة أنا بستحقر أحترمك لأنك متستهلش...

قاطعه صفعة قوية للغاية صدم على أثرها الجميع حينما رأى طلعت المنياوى يقف أمامهم والغضب يتطاير من عيناه...
خرج صوته المميت: أخوك كبير غصب عنيك وعن التخين إهنه الأحترام الا بتتكلم عنيه ده ميجربلكش واصل..
كاد الحديث ليقاطعه بحذم: أخرس نفسك ده مهسمعوش واصل، لم خلجاتك عشان هتتدلى الصعيد
يوسف بصدمة: وتعليمى!
أجابه ساخراً: أما تبجا تتعلم الأخلاق وأحترام الكبير تبجا تدور على تعليمك.

على البكاء من والدته حتى هو الصدمة ألجمته فهو يعلم جيدا قرار طلعت المنياوى حاول احمد التداخل ولكنه فشل فى الامر. بينما أقترب منه عبد الرحمن سريعاً والخوف ينهش ملامحه من فكرة ذهاب أخيه للصعيد قائلا بنبرة زهل لأجلها يوسف: صعيد أيه يا جدى أحنا كنا بنهزر مع بعض والكلام سقط مننا وزي ما حضرتك قولت أخرة الهزار معروفة الغلط من عندى الأول هو مقصدش
رمقه طلعت بنظرة مطولة قائلا بغضب: فاكرني عبيط إياك.

أجابه بهدوء: العفو يا جدي دى الحقيقة أنا الا غلطت لأني أستفزيته
لمعت عيناه بغموض: أنى عندي العقوبة واحدة مدام أنت الا غلطان يبجا تشيل عن أخوك العقوبة
أجابه بدون تردد لينصدم يوسف والجميع: وأنا جاهز يا جدى بس بلاش تبعته الصعيد مستقبله كله هيضيع
طلعت بعين غامضة: مستعد تسلم شهادتك وتسيب البندر وتتدلي تستلم الشغل بالأراضي وتشرف على الفاكهة ومالنا
صعق أحمد قائلا بشيء من الغضب: أيه الكلام دااا.

قاطعه حينما رفع عصاه الأنبوسية فصمت لتعلو بكاء سلوى على ما يحدث أمامها حتى ريهام بكت وشاركتها الفتيات..
أما يوسف فكان بصدمة لا مثيل لها وأزدادت أضعافٍ حينما قال عبد الرحمن بثقة: مستعد
طلعت بغموض: روح العزومة عند زين ولما تاجي هتنفذ كلامك.

أشار له بهدوء وصعد للأعلى ليبدل ثيابه أما طلعت فأقترب من يوسف قائلا بغضب: شوفت الفرق بينك وبين أخوك؟ عرفت الفرق الا بينكم هو ضحي بمستجبله وحياته كلتها عشانك عارف ليه يا ولد أبوك؟
وضع عيناه ارضاً بينما شعر احمد بالفخر لأختبار جده الحكيم ليعاون يوسف على أستراجع عقله وأحترامه لأخيه...
أسترسل حديثه: لأنه الكبير عرفت يعني أيه الكبير! يمكن عرفته لما شوفت تصرف أخوك لأنه راجل..

وتركه وغادر، أنسحب يوسف للخارج بحزن حطم قلبه وهو يرى اخيه يدافع عنه كالأسد رغم أنه ينزف منه جراحاً الا أنه تحدى طلعت المنياوى لأجله!..

أجتمع الجميع بمنزل زين حتى عبد الرحمن انضم لهم فجلسوا جميعاً يتناولون الطعام بجو من المرح والمحبة..
ثم جلسوا بالحديقة يتحدثان بمرح لتتعالى الضحكات الرجولية..
أدهم بغضب: أعملوا ما بدلكم الحساب عسير لما نروح
أحمد بسخرية: ليه كدا يا نمر كل دا عشان بنقولك جيه الوقت الا لازم تستقر فيه!
زين بمرح: أدهم شكله حاطط عينيه على حتة كدا ولا كدا
رمقه بنظرة قاتلة فرفع يديه بخوف مصطنع: أسحب كلماتي.

ضياء بضحكة مرتفعة: أصل الرجولة يا مان
وتعالت ضحكاتهم جميعاً ليكفوا عن الضحك حينما رأوا تلك التى تقترب منهم بملابس فاضحة قائلة بأبتسامة واسعة: هل يمكنني الجلوس معكم؟
تسللت الدماء لوجه زين حتى أنه ترك المقعد وأقترب منها بغضب: أنت أيه الا منزلك هنا؟
صافي بغضب اشد: أنا أنزل فى الحتة الا تعجبني.

تطلع احمد لعبد الرحمن بصدمة فكيف سيتزوج تلك الفتاة ولكنت فجأءه حينما ترك مقعده وأقترب منها لتتراجع للخلف بزعر من وجوده..
تعجب زين من خوفها البادي على وجهها فتفاجئ بعبد الرحمن أمامه قائلا بسخرية: هو حضرتك بتشتري البرود دا منين مهو مش معقول متواجد من الأعماق بالكميات دي!
تلون وجهها بحمرة الغضب فكادت الحديث ليرفع يديه أمام عيناها قائلا بتحذير: معتقدش حابه تغلطي!

سحبت كلماتها ثم زفرت بضيق قائلة بغضب لزين: ماذا يفعل هنا؟
رفع عبد الرحمن عيناه لها بسخرية: أعتادي على وجودي دوماً فقريباً ستصبحين زوجة لطبيبك اللعين ليركِ كيف هو الحديث؟
سعد زين وصدم الشباب وتخشبت صافي بمحلها وهى تحاول أستيعاب ما قاله لتو ربما لا تعلم أن هذا الرجل لم يخلق للعبث بالحديث بل ليفعل المحال بذاته لترى جحيم اللعنة بعيناها!.

لن ادعى أسئلة بنهاية الحلقة لأدع العقول تسبح بأحداث الحلقة النارية القادمة لينضم للائحة الأبطال بطلا لا يضاهي الأفواه قيل حازم السيوفي لتشرع أقصوصة عشقه بالبدأ ولكن هل سيتمكن من المحاربة لأنقاذ عشقه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة