قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

هبط زين للأسفل فوجده يجلس بشرود بدا له، أقترب منه قائلا بأبتسامة هادئة: عبد الرحمن
أنتبه له فوقف يتبادل معه السلام قائلا بحرج: أسف لو جيت من غير ميعاد بس كنت عايزك فى موضوع مهم
رمقه بغضب وهو يشير له بالجلوس: دا بيتك تجي فى أي وقت، أتفضل أقعد...
وبالفعل جلس عبد الرحمن بثبات يبحث عن مدخل مناسب للحديث فحاوطته نظرات زين الغامضة فخرج صوته بهدوء: مالك يا عبد الرحمن؟ أنت كويس؟

رفع عيناه له قائلا بغضب لحق به: أختك جاتلي المستشفي النهاردة وعرضت عليا مبلغ كبير توفير للمجهود الا عملته عشان أتجوزها هى والأملاك
زين بصدمة: أيه؟!
أجابه والضيق يطوف صوته: زي ما سمعت وياريت كدا وبس الكلام كان أدام زمايلي يعني مش عارف أودي وشي فين بجد
نهض زين عن المقعد والغضب يلمع بعيناه قائلا بصوت كالرعد: صافي.

لم يستوعب عبد الرحمن ما فعله زين حينما صعد الدرج مسرعاً لغرفتها، بقى عبد الرحمن بالأسفل فكاد أن يلحق به ولكن لا يصح له ذلك...
بقى بالأسفل لدقائق إستمع بهم صراخها فهرول للأعلى ليحيل بينهم...
ولج عبد الرحمن لغرفتها ليجد زين يكيل لها الضربات المبرحة قائلا بغضب فتاك: ورحمة أبويا لأربيكِ من أول وجديد
صرخت بآلم وهى تحاول تخليص نفسها قائلة بصراخ: أبعد عني أنا معتش هقعد هنا هرجع لمامي.

أجابها بسخرية: دا على جثتي أن شاء الله رجوع تانى أنسي أنتِ هنا تحت تصرفي
دفشته بعيداً عنها قائلة بغضب: أنت مستحيل تكون بني آدم أنت إنسان حقير..
شُعلت نيران الغضب ليصفعها بقوة حتى أسرع عبد الرحمن بالتداخل بينهم ليقوى على الفصل بينهم بفضل قوته الجسمانية قائلا بزهول: أنت أتجننت يا زين؟!
حاول الوصول إليها قائلا بغضب: أبعد من هنا يا عبد الرحمن الزبالة دي محتاجة الا يفوقها..

رفعت يديها تحتمي بقيمصه فأبعده عنها قائلا بحذم: أهدا يا زين الأمور متتحلش كدا
شددت من التمسك به قائلة بتصميم: هرجع أمريكا يا زين والا عندك أعمله وشوف بقا هتقدر تقف فى وش مامي ولا لا
إبتسم زين بسخرية مما أثار أستغرابهم فأقترب منها قائلا بصوتٍ ساخر: والدتك المصون باعتك مقابل 5مليون جنية أخدتهم مني وكان كل أمالها أني أزود المبلغ شوية
صعقت وتلبشت محلها ليخرج صوتها المتقطع من الصدمة: أنت كاذب وحقير..

أقترب منه عبد الرحمن يحاول أخراجه قائلا بغضب: خلاص يا زين أيه الا بتقوله داا؟!
ازاح زين يديه وأقترب منها يتأملها بتحدي ثم قال وهو يرأها تنتظر حديثه بلهفة وخوف: مسألتيش نفسك ليه مجتش مصر زي ما وعدتك طب بلاش دي ليه مش بتكلمك فى الفون أو حتى على الأقل ترد على تلفوناتك والمسدج!
تراجعت للخلف بصدمة لم تعد تستوعب ما يحدث لجوارها كيف ذلك؟! نعم تعلم بأن المال المقرب لوالدتها ولكن تفضله عليها؟!، على إبنتها!

سقطت الدموع من عيناها لأول مرة، تأملها زين بصدمة وآلم حينما رأها تبكى لأول مرة أمامه فكانت تتصنع القوة ولا مبالة به، حزن عبد الرحمن حينما رأها هكذا فربما لا يعلم بأنه على وشك دلوف عرين وحشه مخيفٍ للغاية...
جذبه عبد الرحمن للخارج فأنصاع له وهبط معه للأسفل ليتفاجئ كلا منهم بالنمر..
وزع نظراته بينهم بشك قائلا بثبات: فى أيه؟

جلس زين على المقعد بأهمال ليقترب منه بنظراته المتفحصه فثار بغضب: تاني يا زين؟! مش قولتلك مترفعش أيدك عليها تانى؟
زفر بغضب: تصرفاتهم هى السبب بتخليني أفقد أعصابي أنا حاسس أنى ممكن أوصل للقتل معها..
عبد الرحمن بسخرية: مش محتاج تحلف.

تطلع زين وأدهم لعبد الرحمن بتذكار بأنه حل تلك الكارثة من وجهة نظر زين فأبتسم قائلا بثقة لا تضاهي سواه ؛ مأنا عشان كدا كنت جايلك بس أنت الا قفشت فى وشك وطلعت من غير ما تسمع باقي الكلام..
أعتدل زين بجلسته بأهتمام: يعني أيه؟
طاف نظره أدهم ثم قال بجدية: يعني حدد معاد أجيب الحاج وأجي أخطبها منك
إبتسم زين بسخرية: دلوقتي لو تحب
أدهم بسخرية: أول مرة أشوف أخ بيحب أخته كدا؟!

خرج صوته الجادي: للاسف عشان لازم أحبها لأنها أختى فمضطر أعمل المستحيل عشان تتغير للأحسن..
آبتسم عبد الرحمن بتفاهم له ثم جلس معهم يتبادلان الحديث المرح...

بكت بآلم وهى تحاول تخليص نفسها منه قائلة بصراخ: أبعد عني وقسمن بالله لهنزل أقول لأدهم وجدو أن أنت رفعت أيدك عليا
أقترب منها يوسف قائلا بسخرية: متقلقيش لما يعرفوا بالواسخاه الا أنتِ عملتيها هيعملوا فيكِ أكتر من كدا
تساقطت الدموع من عيناها فصرخت بغضب: أنا مش عارفة انت بتتكلم عن أيه؟

جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوت مخيف: هعمل نفسي مصدقك بس عايز أسالك سؤال واحد وأنتِ بتكلمي الحيوان دا مخفتيش أنه يقولي مهو كدا كدا أحنا صحاب يعني هعرف هعرف
صعقت وهى تستمع له فرددت بصدمة: بكلم مين؟! أنت مجنون!
هوى على وجهها بصفعة قوية قائلا بشرار: مجنون عشان كشفت حقيقتك الواسخة، بتكلميه من أمته وأزاي أستغفلتينا كدا؟!
بكت وهو تحاول تخليص نفسها من بين يديه قائلة بدموع: هو مين والله العظيم ما بكلم حد.

لم يستمع لها فقط يستمع لحديث ذاك اللعين بأنها على تواصل معه منذ سنوات...
بالخارج...
حمل عنها ضياء الحقائب قائلا بضيق: عنك يا مرات عمي مفيش حد يساعدك؟
آبتسمت سلوى وهو يتناول منها الحقائب فقالت بتعب: مفيش حد تحت يا حبيبي أمك وريهام راحوا ينقطوا واحدة جارتنا والبنات راحت معاهم وأحمد وأدهم وعبد الرحمن معرفش راحوا فين؟!..
ضياء بهدوء: زمانهم على وصول..

وأتابعها للأعلى فتعجب حينما أستمع لصوت صراخات مكة فأسرعت سلوى بفتح باب الشقة وقلبها يكاد يتوقف...

ولجوا سوياً فصعقوا حينما وجدوا يوسف ينهال عليها بضربات مؤلمة، ألقى ضياء الحقائب ثم هرول سريعاً ليدفشه عن شقيقته بغضب لا مثيل له فشددت مكة من أحتضان أخيها برعب وأستنجاد جعل عيناه تشع شرارت من جحيم ليصيح بصوتٍ كالرعد: أنت بأي حق ترفع أيدك عليها خلاص عمالى فيها راجل وشايف نفسك لا فوق وقسمن بالله أدفنك هنا
أقترب منه يوسف قائلا بغضب يضاهيه: راجل غصب عنك.

أسرعت سلوى بصراخ تجذب إبنها قائلة بدموع: فى أيه يا يوسف وبتمد أيدك على مكة ليه؟
أجابها بغضب: أساليها عملت أيه؟
تلبشت مكة بأخيها والبكاء يزداد أضعافاً فأقترب منه قائلا بصوتٍ كالرعد: مهما كانت عملت تمد أيدك عليها بتاع أيه؟! ملهاش أب ولا أخوات!
سلوى برعب من تزايد الأمر: أهدا بس يا ضياء لما نعرف أيه الا حصل؟
قاطعها بصوتٍ جمهوري: مش ههدأ غير لما يعتذر منها وحالا.

إبتسم بسخرية: أعتذر! أنا لو طولت أقتلها بأيدى مش هتردد ثانية واحدة
شهقت سلوى بصدمة ليكمل يوسف بسخرية: لما أعرف من صاحبي العزيز أن البنت الا معلقها بقاله سنتين ونص هى هى بنت عمي لا وفخور أهو أنه طالها وبيفرجني الرسايل الا بينهم بسعادة كأنه فاز ببطولة دولية يبقا ليا الحق أخلص عليها بأيدى.

صفعته سلوى بقوة قائلة بغضب يراه بها لأول مرة: أخرس قطع لسانك أنت وهو وأي مخلوق يمس بنات المنياوي بحرف أنا ساكتة من ساعتها مفكرة أن فى خلاف بينك وبينها لكن لهنا ولاااا أنا ومرتات أعمامك مربين بناتنا كويس مفيش واحدة فيهم تقدر تعمل كداا.

تطلع لها يوسف بصدمة، أما مكة فكانت نظراتها متعلقة على أخيها بخوف من أن يصدق الامر هو الأخر ولكنه فاجئها حينما جذبها من معصمها برفق ثم أستدار ليوسف قائلا بحزن: عمرك ما هتتغير يا يوسف هتفضل طول عمرك كدا ودا سبب مشاكلك المستمرة مع أخوك وولاد عمك أنك عمرك ما حكمت عقلك صحيح أنا أصغر منك بس عمري ما فكرت بطريقتك دي وعلى فكرة أنا عمري ما أصدق على أختي كدا وعارف الحيوان دا قال كدا ليه وهتعرف لما أوريه يعني أيه الرجولة.

وخرج قائلا بصوتٍ ساخر: عن أذنك يا أبن عمي..
وغادر ضياء مع شقيقته بعدما ذكره بالقرابة بينهم لعله يعود لواقعه، أقتربت منه سلوى بدموع كسرة قائلة بقلبٍ محطم: يا خسارة تربيتي فيك يا يوسف يا خسارة
وهبت بتركه فأقترب منها بغضب: أنتِ بتعاقبيني على أيه عايزاني أسمع منه كدا وأسكت!

صرخت بغضب: لااا كنت عايزاك تقلع الا فى رجلك وتنزل بيه على دماغه، تقوله لااا بنت عمي مستحيل تكون كدا لكن أنت ما صدقت ومن باجحتك جاي تمد أيدك عليها! عارف لو الا كان طالع معايا أدهم كان هيعمل فيك أيه؟!
ضياء متسامح عن أدهم لكن ادهم مستحيل كان يشوف أخته كدا كان ممكن يطلع بروحك
صاح بعصبية: يطلع بروح اخته الا مرمطت بشرفنا الأرض
بكت قائلة بيأس وهى تتجه لغرفتها: زي ما قال ضياء مفيش فايدة فيك..

وتركته ورحلت ليجلس على المقعد بأهمال يعيد حساباته مجدداً...
ولجت مكة للداخل فخطت بدموع خلف ضياء فقالت ببكاء: والله الكلام دا كدب يا ضياء أنا حتى معرفش الواد دا
أستدار لها بأبتسامة هادئة: غبية مفكراني هصدق الكلام الأهبل دا سيبك منه مأنتِ عارفة يوسف معندوش عقل خالص شوية وهتلقيه جاي يعتذر..

أشارت له بكسرة فأقترب منها يحاوطها بذراعيه: متزعليش بقا يا مكة أنا أديته كلمتين فى جناباته ومش هسكت والله لأكون قاطع لسان الكلب دا أنا عارف هو قال ليوسف كدا ليه، عايزك بس متقوليش حاجة لأدهم أنتِ متعرفيش ممكن يعمل فى يوسف أيه؟
أسرعت بالحديث والخوف يمزق قلبها: لاااا مش هقوله حاجة..

إبتسم ضياء فبعد ما فعله بها مازالت تخشي عليه من غضب النمر فأشار لها قائلا بأبتسامة مرحة: طب عشان الأحترام الا نزل عليكِ دا أدخلي غيري هخدك معايا أنا والبت غادة هجبلها طقم العيد وأجبلك واحد ميضرش
تعالت ضحكاتها بسعادة: هوا
وأسرعت لغرفتها تبدل ثيابها فطلب ضياء غادة ليخبرها بالعودة سريعاً...

فتحت عيناها المتورمة من أثر البكاء لتصعق بشدة حينما رأته يحتجزها بين ذراعيه حاولت الأبتعاد عنه ولكن لم تستطيع التصدى لبنيته القوية..
شعر بحركتها ففتح عيناه بأبتسامة لا طالما كرهتها: صباح الخير
دفشته بعيداً عنها بنظرات قاتلة ثم نهضت عن الفراش ولكنها سقطت أرضاً بفعل القيد الملتف حول قدمياها...
إبتسم حمزة قائلا بسخرية: دايما متسرعة..

ظلت كما هى أرضاً تتحسس حجابها بصدمة حينما رأت شعرها مكشوف فأعتدلت بجلستها وأخذت تبكى بقوة على ما بها...
خرج بعد دقائق من المرحاض ليجدها مازالت تجلس أرضاً لم يعبئ بها وتوجه للمطبخ يعد الفطور...
جلس جوارها ثم وضع الطعام أمامها قائلا وهو يلتقط الشطائر: مستانية أيه؟
رفعت رتيل عيناها الممتلئة بالدموع ثم قالت بأنكسار: هو أنا لو طلبت منك طلب ممكن تعملهولي.

رفع عيناه البنية لها بثبات وصمت فأزاحت دموعها وأخفضت بصرها عنه لعلمها برفضه القاطع من صمته، قطع حاجز الصمت حينما أكمل طعامه متصنع اللامبالة: لما أسمع الأول
أزاحت دموعها سريعاً بأمل ثم قالت بخوف: ممكن تأخدني المقابر عند ماما
تطلع لها بصمت يزداد وغموض يترأس عيناه فقالت برجاء: 5دقايق بس أرجوك
أكمل تناول طعامه مشيراً برأسه فأبتسمت لأول مرة منذ ولوجها ذاك المكان المخيف..

حمل الطعام ووضعه على الطاولة ثم حرر قدماها لتعدل ثيابها، بحثت عن حجابها كثيراً لتجده معلق بين يديه يقدمه لها بثبات، جذبته منه ثم أرتدته بفرحة وتوجهت للخروج فصرخت بفزع حينما جذبها لتلتقي بعيناه المشعة بالشرار: لو حاولتي تعملى أي حركة كدا ولا كدا أوعدك أنك هتدفعي تمنها غالي أوى أظن فهمتي كلامي.

أشارت له سريعاً برعب يسرى على ملامح وجهها فجذبها خلفه للسيارة، ثم توجه للمقابر، شعرت رتيل بالخوف فلأول مرة تزور المقابر ليلاً ولكنها بحاجة للبكاء أمام قبر والدتها لتشعر بالأرتياح...
تركته وهرولت لها ثم جلست أرضاً تبكى بقوة وهى تردد أسمها لعل جروحها تشفى...

وقف حمزة يتأملها بصمت وملامح ثابتة التعبير فطافت نظراته المقبرة الحاملة لأسم والده بجوارها، صفن قليلا ليشعر بغصة تحتل قلبه لتطوفه عاصفة قوية بتردد كلمات أخيه برأسه...
خرج من شروده قائلا بحذم: ال5دقايق خلصوا
لم يجد منها رداً لحديثه فقال بغضب: متجبرنيش أستخدم معاكِ أسلوبي وأنتِ عارفاه..
لم يجد الرد فأقترب منها يحركها بقوة لتهوى بين ذراعيه فصعق بشدة ليردد بخوف يجتازه لأول مرة: رتيل!، رتيل...

لم تجيبه وبدت له كأنها جثة هامدة فحملها وهرول لسيارته سريعاً والخوف ينهش قلبه!، ينهش قلب الشيطان الذي ظن يوماً أن الرحمة لا تعلم طريقاً لقلبه!

عاد أدهم وعبد الرحمن للحارة فتفاجئوا بصراخ سيدات مسنات بالعمر، فأذا بهم يروا رجالا يوسعون شابٍ فى الثلاثين من عمره ضرباً مبرحاً..
تلونت عين أدهم بالغضب فأقترب ليخلصه ولكن جذبه عبد الرحمن مشيراً على الأقنعة فأرتداها أدهم بتأفف ثم أسرع ليتدخل سريعاً بينهم ويخلص الشاب من بين براثينهم..

كاد عبد الرحمن التداخل ولكن ظن بأن ادهم أنهى الأمر لا يعلم بأن المعركة أوشكت على البدء، فبداخل محل الجزارة ولج أحد الرجال المصابون بفعل ضربات أدهم يلهث من قوة أصابته ليصيح من يجلس على المقعد بغضب: مين الا عمل فيك كدا يالا؟
اجابه بصوت متقطع: فى واحد دخل فى الخناقة وأحنا بنعلم علي الواد صالح يا معلم
دفشه بقدميه بغضب: واحد يعمل فيكم كداا؟!

ثم خرج من الداخل ويلحق به عدد مهول من الرجال أصحاب البنية القوية ليصيح بغضب حينما وجد رجاله الأربعة ممددون أمامه: شوية كلاب هو فين الواد دا؟
أشاروا جميعاً على من يساعد ذاك الشاب فتطلع له بغضب مميت ثم أشار لهم قائلا بلهجة مميتة: خلوه عبرة لليفكر يتحدا المعلم آسلام السلاموني
إنتبه لهم عبد الرحمن فأخرج هاتفه وأسرع بطلب أحمد حتى يتمكنوا من صد هذا الجيش المميت ثم أسرع لينضم لأدهم...

صعق الرجل وهو يراهم يتصدون لهم بحرافية ثم أوقعوهم أرضاً ليعم الحقد قلبه وهو يرى الحارة بأكملها تتأمل ما يحدث إذاً الأمر مرتبط بهيبته أمامهم، تدخل عدد من الرجال التابعين له بسلاح أبيض قاتل، فأقترب أثنين من عبد الرحمن وقيدوا حركته تماماً ثم أقترب منه الثالث حامل لسكين حاد، حاول عبد الرحمن تحرير ذاته ولكن لم يستطيع حينما أقترب منه أثنين أخرين يشلون حركاته فاصبح مقيد من قبل أربع رجال فكيف له التحرر من قيودهم؟!

حاول أدهم التقرب لينقذه ولكن تكاثرت الرجال عليه بالأسلاحة فكان عليه التصدى لهم ونظراته تتطوف عبد الرحمن يحاول بشتى الطرق الأنتهاء منهم ثم أنقاذه، رفع يديه بقوة ليطعنه بالسلاح الحاد ونظرات الأنتصار بدأت على وجه إسلام السلاموني ولكن سرعان ما تبدلت لزهول حينما طاح الرجل بالهواء ليسقط أرضاً وعلى رقبته قدماً قوية فتكت به وأنهت أمره فتطلعوا جميعاً لما حدث فتفاجئوا بالشاب الثالث أمامهم، نعم هم قوة بمساندة بعضهم البعض لن يقوى كلا منهم على المحاربة بمفرده، أقترب منهم أحمد ثم دفشهم بقوة ليعود عبد الرحمن للمعاركة محطم الأشلاء فتطلع لأحمد بغضب وهو يتبادل الضربات مع أحداهما: كل دا يا حيوان كنت هموت.

صرخ الرجل بقوة حينما حطم أحمد ذراعيه قائلا دون النظر له: هو أنا بلحق أفوق من كوارثكم ادي يوم قولت أخرج أغير مود
عبد الرحمن وعيناه على من يحمل سيفٍ ويقترب من أحمد فأسرع إليه وحطم رقبته ليصعق أحمد حينما رأى من خلفه فكان الموت يطوف به! أشار له عبد الرحمن بالمناصفة: كدا خلصين.

إبتسم وعاد لأرض المعركة لينهيها أدهم بجسارة، تعجب سكان الحارة بشدة فهؤلاء من المؤكد من حلف الجنون لتحدى هذا الرجل، خرج صوت آسلام السلاموني بصوتٍ كالرعد: أنت مين يا زبالة أنت وهو؟.

أقترب منه أدهم بعيناه المشعة لشرارت فتراجع للخلف برعب بدا للحي لأول مرة، وضع أدهم قدميه على المقعد وقرب وجهه منه قائلا بنبرة مميتة: الزبالة دول مستعدين يخلوا هبتك الا بتعتمد عليها من حماية شوية كلاب زي دول فى الأرض بس مش هنعمل كدا عارف ليه؟
إبتلع ريقه برعب ليكمل النمر وعيناه تتحداه: لأننا أقوى من كدا مش أحنا الا نكسر واحد معندوش رجولة فبيعتمد على الا يظهرها..

وغادر أدهم بعدما جعله شعلة مشتعلة من الغضب..
أقترب عبد الرحمن من الشاب فحمله لشقتهم بالأعلى ثم عالج جروحه أمام الجميع فأقتربت منه والدته الباكية: ربنا يباركلكم يا ررب وميوقعكمش فى مشاكل أبداً أنا أفتكرت خلاص أنها النهاية لأبني بس ربنا كريم
أحمد بحزن: أيه الا مدخلكم فى مشاكل مع الراجل دا يا أمي؟

أغمضت عيناها بآلم: هو الا بيتعرضلنا يابني المحلات الا هو واخدها دي كان مأجرها من جوزي الله يرحمه وأنا بصرف بيها عليا أنا وعيالي بس من ساعة ما جوزي مات رافض يدينى الأيجار قولتله ألف مرة حتى لو هيديني النص بس رده كان وحش أوى وأخرهم أنه ضرب أبني لما طلب منه يطلع منهم..
أدهم بهدوء: الأيجار كام؟
العجوز: ال3محلات ب1500ج
أحمد بصدمة: بس دا قليل أوى المحلات كبيرة وتستهل أكتر من كدا!

العجوز بحزن: أنا مش عايزة منه حاجة غير أنه يسيب أبني فى حاله والمحلات أستعوضنا ربنا فيهم
أدهم بغضب: بس دا حقك يا حاجة وأعتبري أنه رجعلك
وتركها وغادر ليتابعه أحمد وعبد الرحمن بزهول...
هبط أدهم للأسفل ثم أقترب من الرجل فأبتلع الرجال ريقهم برعب من تواجدهم بالمنطقة بعد، أقترب منه قائلا بأعين تلمع بشرار: حبيت اديك أنذاري الأخير قبل ما أمشي.

رفع إسلام السلاموني عيناه له بغضب مكبوت ليكمل أدهم: بكرا الساعة 10 بليل لو مريت من هنا ولقيتك لسه فى المحل دا أوعدك أنك هتخرج منه جثة أنت ورجالتك
وتركه وغادر ليحطم الرجل الزجاج بغضب على ما فعله به!

صعد زين لغرفة همس فجلس جوارها يتأملها بهدوء فأبتسم بشرود: لما أتقابلنا أول مرة عيوني أتعلقت بيكِ ورفضت تسيبك كنت فاكر أنى راجع عشان أنتقم بس وقعت بحبك يا همس الا عملته كان غصب عني
أحتضن يديها بين يديه قائلا بعشق: كل الا فات همحيه بس أرجعي يا همس أوعدك أنى مش هسيبك أبداً حتى لو فضلتي كدا هفضل جانبك وعمري ما هشوف غيرك..

أقترب منها ليتمدد لجوارها ثم قربها منه ليحتضنها بعشقٍ جارف، إبتعد عنها سريعاً حينما أستمع لشهقات بكاء مكبوتة ليجدها تبكى وهى بأحضانه أخرجها زين بصدمة وغضب قائلا بزهول ؛ همس!

بقصر حازم السيوفي..
صعد لغرفتها بعد أن ظل كثيراً يستعيد قواه فوجدها تجلس أرضاً بجانب الغرفة، أقترب منها ثم جلس لجوارها مستنداً على الحائط بفترة قضاها بالصمت ثم قال بهدوء: كان لازم أعمل كدا
خرجت عن صمتها بسخرية: أنك تقدم نفسك للموت؟!
أعتدل حازم بجلسته قائلا بغضب: مستعد أعمل أكتر من كدا بس أغيره
لكمته على صدره بقوة وبكاء: خلاص أقتل نفسك وريحني.

أستند على الحائط ثم جذبها لتقف أمامه قائلا بثبات: خلاص يا رهف
لم تستمع له وظلت تكيل له الضربات الخفيفة على صدره العريض فأبتسم بسخرية ووقف ثابتٍ يتأمل ضرباتها التى تشبه التيار الذي يحاول إيقاع بناءٍ ضخم...
صاحت بعصبية: أنت هيهمك أيه؟ وعدتني أنك هتكون معايا على طول ودلوقتي عايز تخلى بوعدك!
إبتسم قائلا بجدية وهو يحتضن وجهها بين يديه: ممكن تهدي...

دفشت يديه بعيداً عنها قائلة بدموع: أنا مش مجنونة يا حازم أنت مفكرتش فيا هعمل أيه لو الحيوان دا عمل فيك حاجة؟!
أقترب منها بقلق فقربها منه قائلا بحنان: خلاص يا رهف أهداي أنا كويس..
وضمها بقوة حتى أستكانت بين ذراعيه...

بمنزل طلعت المنياوي...
ولج ضياء ومكة وغادة سعداء للغاية بعد قضاء يوماً ممتع بالخارج فحملت مكة الحقائب قائلة لضياء بسعادة: ألف شكر يا ديدو هطلع أوريهم لماما وأغير هدومي عشان نعمل السحور..
أشارت لها غادة قائلة بأبتسامة: هحصلك
صعدت مكة فأقتربت غادة منه بخجل: لسه زعلان مني يا ضياء؟
اقترب منها وهو يحاول غض بصره عنها: لو زعلان كنت أخدتك يا هبلة!
إبتسمت بسعادة: عارفه أن قلبك أبيض.

قاطعها بتحذير: قلبي ابيض أه بس مش لدرجة أنك تسوءي فيها
رمقته بغضب ثم حملت الحقائب وتوجهت للصعود قائلة بسخرية ؛ مفيش فايدة فيك..
، على الدرج..

صعدت مكة للأعلى بالحقائب ولكنها توقفت محلها حينما وجدت يوسف يهبط للأسفل، وقفت أمامه بصمت، قدماها تخشبت عن الحركة، عيناها تذرف الدمع حينما تذكرت ما فعله بها، أما هو فما أن رأى كدمات وجهها حتى تألم قلبه، شددت من قبضتها على الحقائب وأكملت صعودها للأعلي، ولجت للداخل ثم أغلقت الباب غير عابئة به، وقف يتأملها قليلا ثم هبط للأسفل ليجد ضياء يجلس على المقعد وما أن رأه حتى هم بالخروج فاوقفه قائلا بحرج: أستنى عايز أتكلم معاك.

تطلع له بثبات: مظنش في كلام بينا...
وأستدار ضياء ليغادر ولكنه صعق حينما وجد أدهم وعبد الرحمن أمامه..
أقترب منه أدهم قائلا بعيناه الغامضة: فى أيه؟
ألتزم الصمت فزفر عبد الرحمن بغضب: أتخانقتوا تاني!
لم يجيبه أحداً فشعلت عين ادهم بالغضب قائلا بحذم: سألت فى أيه ومحدش جاوب!
ضياء بعد تفكير: الأستاذ شايف نفسه على الكل من ساعة ما دخل شرطة محدش عاد ملي عينه فاكر أنه بقى وكيل وزارة.

ولج أحمد من الداخل قائلا بملل: واضح أنى جيت فى الوقت الصح!
تطلع ضياء ليوسف بنظرة فهمها جيداً فأسرع بالحديث: أنا برضو ولا أنت الا بتشاكل دبان وشك!
أدهم بغضب: مش هتبطلوا لعب العيال دا، ثم صاح بصوتٍ مرتفع: شوف الموضوع دا يا عبد الرحمن لو أتدخلت هخلص عليهم الأتنين
احمد بصوت يكاد يكون مسموع: يارريت
عبد الرحمن بهدوء: أهدا بس يا ديدو مأنت وهو على طول كدا أيه الجديد بس؟
ضياء بغضب مصطنع: بس مكنش شايف نفسه كداا.

أحمد بغضب: لا طول عمره شايف نفسه ودا رأيك يعني مفيش جديد يعني وفروا على نفسكم وعلينا مجهود كل يوم دا يعنى بالمعني الأصح أتقوا الله فينا أحنا شباب وعلى وش جواز هنرجع من شغلنا مهدودين ونحل مشاكلكم كمان!
تطلع يوسف لضياء ثم أنسحبوا معاً للخارج، أقترب منه عبد الرحمن بأعجاب: عملتها أزاي دي! أنا أتوقعت تحقيق صباحي
احمد بغرور: عيب عليك يالا دانا أبو حميد الا مدوخ ال...

قطع باقي كلماته ووقف جوار عبد الرحمن بصدمة فأبتسم قائلا بصوتٍ منخفض: مش عارف لما بتشوف جدك بتقلب على أنعام ليه؟
رمقه بضيق ولكن سرعان ما تعدل بملامحه فأقترب منهم طلعت قائلا بغموض: حبيت أتسحر معاكم النهاردة رمضان جرب يخلص ومجعدناش على الوكل
عبد الرحمن بأبتسامة واسعة: دا أحلى سحور والله بيك يا جدي
رسم احمد البسمة المصطنعه: داحنا حتى هنأكل بنفس..
أقترب منه طلعت قائلا بنظرات شك: مش بين.

وتركه وجلس على الطاولة تحت ضحكات عبد الرحمن المكبوتة...
هبط الجميع وجلسوا جواره فسعد طلعت وهو يتناول طعام السحور بجوار أحفاده نعم لم يفتقد لأبنائه بوجودهم..
غامت نظرات أحمد تلك الفاتنة التى ترتدي اسدال من اللون الأبيض جعلها آية تتوق للمعني فرمقه أدهم بغضب ليغض عنها البصر سريعاً..
إبتسم الجد قائلا وهو يتناول طعامه: جولتلي أنك خارج مع خطيبتك يا ضياء.

سعل بقوة قائلا بصعوبة بالحديث: أيوا يا جدي روحنا جبنا لبس العيد عقبال أمالتك العيد بعد أربع أيام وكدا
رفع عيناه له فصرخ ضياء لعبد الرحمن: أديني المية دي الله يكرمك.

كبت ضحكاته وقدم له المياه فتطلع له أدهم بغضب، حملت جيانا المشروب وقدمته للجميع فتناوله منها أدهم بنظرة جعلتها متوردة من الخجل فأسرعت بالجلوس جوار ياسمين، بقي الصمت الحليف بينهم ليقطعه الجد قائلا بخبث وهو يوزع نظراته بين أحمد وأدهم وعبد الرحمن: إكده الصغير عنده ذوق عنيكم!
تطلعوا إليه جميعاً بعدم فهم ليكمل هو: خاد خطيبته وجبلها لبس العيد وأنتم يا كبار معملتهوش.

تطلع الجميع لبعضهم البعض بزهول لينهض عن الطاولة قائلا بمكر: كل واحد يأخد خطيبته بكرا يجبلها الا هى عايزاه وأنت كمان يا عبده
وتركهم بصدمة من أمرهم وغادر، ما أن غادر الجد حتى صرخ أحمد بحماس وهو يتوجه لياسمين: طلعت المنياوي وفق غلى الخطوبة يا جدعان
عبد الرحمن بسخرية: واقع واقع يعني
إبتسمت ريهام قائلة بعتاب: ما تسيبه يا عبد الرحمن يفرح الف مبروك يا حبيبي
سلوى بأبتسامة هادئة: مبروك عليك جيانا يا أدهم.

تطلع لها فخجلت للغاية حتى ياسمين..
صاحت غادة بزهول: لحظة واحدة من فضلكم دلوقتي جدو وافق على الجواز فطبيعي جيانا لأدهم وياسمين لأحمد هو ذكر عبد الرحمن لمين بقاااا؟!
صمت الجميع وتطلعوا لهم بزهول فتحدث بأبتسامة مرح: لمكة أكيد
صعق يوسف وتطلع له بنظرة قاتلة فأبتسم عبد الرحمن بخبث للشباب ليعلموا الآن بأنه سينضم قريباً آليهم..
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لا أنا الحمد لله خارج العائلة بس خيار يشرف بعون الله.

تعالت ضحكات أحمد وأكتفى أدهم بأبتسامة بسيطة للغاية...
بينما تطلع يوسف لمكة فوجدها تتحاشي النظر إليه والحزن يعمر وجهها...

وضعها على الفراش فمازالت غائبة عن الوعي فأسرع بأحضار البرفنيوم الخاص به ولكن لم تستجيب له..
حركها حمزة بقلق: رتيل، رتيل..
فتحت عيناها بضعف شديد فأحتضنها برعبٍ حقيقي، أستعادت وعيها فأخرجها بعيداً عن أحضانه قائلا بقلق: أنتِ كويسة؟
تطلعت له بصمت تدرس ملامح وجهه بتعجب فهوت دمعاتها قائلة بسخرية: هتفرق معاك!
جذبها من معصمها قائلا بجنون: هتفهمي أمته أنى بحبك!

إبتسمت والدمع يتمرد عليها: أنت مش بتحب غير نفسك وبس يا حمزة، لسه عايز مني أيه خلاص كسرتني وعقبتني على كدبة كدبتها زمان لسه عايز أيه تانى..
ردد بهمس وإستغراب: كدبة!
أشارت له بدموع تغزو وجهها: أنا فعلا حبيت بس محبتش حازم.

ضيق عيناه بغضب ظناً بأن هناك أخر لتكمل بدموع: حبيتك أنت يا حمزة بس حبي دا كان غلط ودا الا أكتشفته عشان كدا حاولت أغيرك لما كدبت وقولت أنى بحب أخوك كنت عايزاك تشوف ليه قولت كدا تشوف الحلو الا فيه وتتغير بس للأسف كل الا أنت فكرت فيه الأنتقام مني ودا الا عملته..
تراجع للخلف بصدمة فبكت قائلة بتعب يلحقها: أنا دلوقتي بكرهك يا حمزة أيوا بكرهك أنت حولت كل ذرة حب فى قلبي لكره..

تعالت شهقات بكائها لتصرخ بجنون: بكرهك سامعني بكرهك يالا أقتلني عشان تنتقم براحتك
أغمض عيناه بآلم وترك الغرفة بأكملها حتى لا يستمع المزيد ولكن إلي أين الفرار! هل سيتركه قلبه قليلا؟!، كيف سيتمكن من مواجهته؟!.
ما مصير همس بعدما وقعت بين براثينه؟!
ماذا ستفعل تلك الفتاة مع من تطلق عليه الطبيب اللعين؟!.
هل سيتمكن المافيا من القضاء على إسلام السلاموني وماذا سيحصد لهم؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة