قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر

بمنزل طلعت المنياوي...
هبط يوسف للأسفل يبحث عن شقيقته فولج لأحد الغرف يبحث عنها ولكن كانت المفاجأة رؤياها هى...
كانت ترتب الغرفة جيداً حتى أنهت عملها فأستدارت لتغادر ولكنها تفاجئت به يقف بسكون ويتأملها بنظرات غامضة، أقترب منها بعيناه النابشة عن العشق ليخرج صوته الثابت: كل سنة وأنتِ طيبة يا مكة...
تسلل الخجل قسمات الوجه فقالت بأرتباك ملحوظ: وأنت طيب يا يوسف...

إبتسم مردداً بسعادة: يوسف، الأسم بقا مميز منك.
رفعت عيناها له بزهول فأبتلعت ريقها بأرتباك لتجمع أغراض التنظيف سريعاً ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على صوته: مكة..

تخشبت محلها بأنتظار ما سيقول فأقترب منها قائلا بعد وهلة من الصمت: أنا كنت حابب أكلم عمي فى موضوع جوازنا بس عبد الرحمن نصحني أني أستنى السنة الأخيرة ليا وأتعين وبعدها أطلبك منه يعني أنتِ فى حكم خطيبتي دلوقتي، الخروج بأذن وكل حاجة لازم يكون عندي بيها علم...

أشارت له بفرحة ولون الكرز أكتسح وجهها بأكمله لتسرع بالخروج والسعادة حليفة دربها لا تعلم بأن المجهول يلهو معها بلعبة غامضة لينقلب عشقها المتيم لنيران متأججة بالأنتقام!..

بشركات المهدي، وبالأخص بغرفة المكتب الخاصة بزين المهدي...
كان يجلس أدهم يتابع العمل منذ الصباح بعد أن كلفه زين بأستلام مسؤلية الشركة فأتقان جيداً متعلقاتها كما أبدا براعة بادية بالعمل...
أنشغل بمراجعة المشاريع ليفق على صوت باب الغرفة فرفع رأسه ليتفاجئ بزين يقترب منه بملامح لا تنذر بالخير...
جلس على المقعد المقابل له بأهمال محتضن عيناه بيديه، صعق أدهم فأسرع إليه قائلا بلهفة: مالك يا زين؟

رفع يديه عن وجهه قائلا بنبرة تكتسحها الآلآم: حاسس أن الدنيا دي متعمدة تجي عليا يا صاحبي...
ضيق أدهم عيناه الخضراء بعدم فهم فأكمل زين بصوتٍ منبعث بالآنين: تعبت أوى يا أدهم مش عارف أنا عملت أيه عشان يحصل فيا كل دا؟!..
رفع أدهم يديه على قدميه قائلا بهدوء: ممكن تفهمني فى أيه؟ وبعدين دا شكل عريس فرحه بعد بكرا!.

إبتسم بآلمٍ ساخر: عريس!، معتقدش أنى هفرح ولا فرحت قبل كدا، عشت الأيام الا فاتت بحاول أنتقم من أقرب شخص ليا من روحي ولما أفوق من الا أنا كنت فيه أتصدم أنى كنت فى أتجاه غلط، سبت القاتل الحقيقي وجريت ورا أنتقام أعمي...
صعق أدهم حتى تخشبت ملامحه فردد بصدمة: تقصد أيه؟
إبتسم قائلا بثبات: الا فهمته يا أدهم، خالد أتقتل...
وشرع زين بقص ما حدث عليه..
أدهم بزهول: طب هى هتستفاد أيه لما تعمل كل دا؟

أجابه بغضب يكتسح ملامحه: أن الثروة بدل ما هتتقسم على تلاتة هتكون على أتنين ونصيب بنتها هيزيد..
أدهم بحزن: طب وأنت ناوي تعمل أيه؟
أجابه بأعين تلمع بالجحيم: ورحمة أبويا لأخليها تتمنى الموت ومتطولوش...
قطعه بغصب: أنت مش معاك الا يثبت أنها قتلته ومستحيل بنت هتشهد على أمها يا زين..
إبتسم بخبث: متستعجلش يا أدهم مش كل حاجة لازم نلجئ فيها للقانون..
ضيق عيناه بشك: ناوى على أيه؟

أستند برأسه على المقعد: هتعرف بالوقت المناسب.
ثم جذب الملف يتفحصه بأعجاب قائلا بأنبهار: دانا معرفش أحسب الحسبة دي!.
إبتسم بغرور مصطنع ثم جلس على المقعد الرئيسي قائلا بكبرياء: أحنا مش أي حد يابني..
تعالت ضحكات زين قائلا بسخرية: لا مهو واضح
تطلع له بنظرة جعلته يرفع يديه سريعاً بحركة درامية: لا الا غضب النمر...

لم يعبئ به وأكمل عمله على الحاسوب فأخرج زين الدعوات من الخزانة ثم أستدعى العامل الذي أتى على الفور قائلا بأبتسامة هادئة: تحت أمرك يا زين بيه..
وضع الدعوات على الطاولة قائلا بثبات: الدعوات دي توصل لأصحابها النهاردة..
أجابه بأحترام: أعتبره حصل..
وتوجه العامل ليحمل البطاقات فأوقفه أدهم حينما لمعت الدعوة الأولى بأسم حازم السيوفي فأستدار لزين قائلا بستغراب: أنت هتعزم حازم؟!..

إبتسم قائلا بتأكيد: أكيد مدام صديقك..
أجابه بسخرية: من أمته الكلام دا؟
أقترب منه قائلا بحدة: سبب كرهي للبني أدم دا الا عمله معاك زمان ومدام الأمور أتوضحت بينكم وسوء التفاهم أنحل يبقى أيه سبب العداوة
إبتسم أدهم بفرحة لحديثه فرقع يديه على كتفيه قائلا بصدق: الا يهمك يهمني يا أدهم..
رفع الأخر يديه قائلا بأبتسامة بسيطة ساخرة: راجل يالا...

تعالت ضحكاته بعدم تصديق ليحمل الدعوة من بين يديه قائلا بسخرية: طب بعد آذن جنابك بقا عشان يودي الدعوات..
جذبها منه مجدداً ثم أستدار للعامل قائلا بهدوء: روح أنت أنا الا هودي الدعوة بنفسي..
أشار له قائلا وقد هم بالخروج: الا تشوفه يا بشمهندس..
وغادر الرجل فأبتسم زين قائلا بعد تفكير: مدام كدا تعال نروح نوديها سوا وبعدين أطلع على الفيلا أغير هدومي وأروح لهمس..
أدهم بغرور مصطنع: جهز العربية وأنا هحصلك..

كبت ضحكاته قائلا بسخرية: تحت أمر معاليك يا أدهم بيه..
إبتسم الأخر وأغلق الحاسوب ثم رتب الملفات على الطاولة ولحق به للأسفل...

لمعت عيناه بالمكر فتمدد على الأريكة وضعاً يديه خلف رأسه بخبث يضاهيه..
خرجت جيانا من المطبخ بعد أن أنتهت من ترتيبه لتصعق بشدة حينما رأت أحمد يتمدد على الأريكة...
توجهت إليه بغصب يكتسح ملامحها: أنت يا أستاذ أنت
فتح عيناه ببرود: نعمين
رمقته بنظرة مميتة: أنت مش أخد بالك أن النهاردة الواقفة؟
إبتسم قائلا ببرود: والمفروض أعمل أيه يعني أرقص!

جذبته بقوة قائلة بغضب وصوتٍ مرتفع أتت على أثره الفتيات: أحمد بطل عناد أحسنلك ماصدقنا نخلص تنضيف وراحين نساعد ماما ومرتات عمي بالأكل...
رمقها بأذراء: والمفروض عليا أني مأخدش راحتي فى بيتي ولا أيه؟
أقتربت منهم مكة قائلة بستغراب: فى أيه؟
أستدارت لها جيانا قائلة بغضب: مفيش جديد نفس الا بيحصل كل سنة...
أقتربت مكة منه لتصيح بغضب: أتقوا الله بقااا أحنا ماصدقنا نخلص تحت ولسه هنضف فوق أنتوا أيه؟!..

نهض عن الأريكة والغضب المصطنع يجتاز ملامحه بحرفية ليجذبها من تالباب الجلباب الفضفاض قائلا بصوتٍ جعلها ترتعد: بتقولي أيه يا ماما؟، أوعى تكوني بتكلميني!.
أشارت له سريعاً بلا فأبتسم قائلا بغرور: كدا تعجبيني كلها ساعات وهترجعي لمناوبة الشاي والقهوة تاني عشان تعرفي مقامك...
رمقته بنظرة محتقنه ثم توجهت للأعلى قائلة ويديها للأعلى: حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفى ولاد عمك وفى أخواتك وفى بنات عمك بالمرة...

ضحكات عبئت المكان فأسرت قلبه الذي ينبض بطربها، أستدار بلهفة ليجدها تحمل أدوات التنظيف وتخرج من الغرفة لتستمع لحديثها فتعالت الضحكات بعدم تصديق على ما تتفوه به تلك الفتاة..
كفت عن الضحك حينما تلاقت عيناها به، فحملت الأغراض وتوجهت للخارج سريعاً ولكن توقفت الخطى على صوته المقترب منها...
أحمد: ياسمين...

أستدارت بوجهها له ولكن مازالت العينان أرضاً تخشي اللقاء به، وقف أمامها قائلا بأبتسامة هادئة: مفيش صباح الخير يا أحمد ولا أيه حاجة؟!.
تلون وجهها بالخجل قائلة بصعوبة بالحديث: أنت لسه مكلمني من شوية على فكرة
أقترب منها قائلا بغضب مصطنع: شوية! لا دا من سنين..
رفعت عيناها بسخرية له فأبتسم لتطل وسامته قائلا بهمس: بعدك عني بحس فيه أني بقالي سنين مشفتكيش حتى صوتك يا ياسمين بتمنى المكالمة متخلصش..

تلونت وجنتها بشدة لتضع الأغراض بين يديه وتهرول سريعاً للمطبخ هروباً من نظراته الفتاكة، أصطدمت بجيانا فتطلعت لها بزهول قائلة بستغراب: أيه يا بنتي مالك..
أستدارت بوجهها لمن يستند على باب الغرفة بجسده الممشق مربعاً ساعديه أمام صدره ويتابعها بأبتسامة تسلية...
خرج صوت جيانا بنفاذ صبر: طب فين الحاجة عشان أنضف البرندا والقعدة الا بره...
تطلعت لها بأرتباك: حاجات أيه؟

رمقتها بغضب: لا حولة ولا قوة الا بالله صبرني ياررب، ثم صاحت بعصبية: فين الجردل والمنظف يابنتي؟!..
صمتت ياسمين تعيد تفكيرها أين وضعتهم لتتحدث أخيراً قائلة بتوتر: مع أحمد
رمقتها بأذدراء: ومع سي أحمد بيهببوا أيه؟
لم تعد تحتمل نظراته فتركتها تتحدث مع ذاتها ثم صعدت هى الأخرى للأعلى، وضعت يديها حول خصرها لتقترب من أخيها الصافن بمن تصعد الدرج للأعلى قائلة بسخرية: ماتطلع معها أفضل...

أجابها وعيناها تودع أخر خطاها: يارريت
صاحت بغضب: نعم!.
أعتدل سريعاً بوقفته قائلا بحرج أخفاه بغضب: أحمم أنتِ هتعملي معايا تحقيق ولا أيه يابت؟، غوري شوفي بتعملي أيه...
تطلعت له بخبث: بقا كدا طيب..
وحملت الوعاء أرضاً ثم هوت على جسده بالمياه قائلة بمكر: ميه طاهرة ومعقمة بمنظفات عالمية الكيلو الواحد بأربعة جنية ونص من عند عمي حسن البقال..

وقبل أن يمسك بها كانت تخفت من أمامه ليقسم بأنه سينتقم منها أشد الأنتقام ربما لن يسعفه الوقت لينقى ما يناسبه فيقع بين يدي النمر!.

بشركات حازم السيوفي...
سعد للغاية حينما رأى أدهم يولج لغرفة مكتبه فنهض سريعاً قائلا بفرحة: أيه النور دا؟
إبتسم أدهم قائلا بهدوء: النور مصاحب المكان بوجود الأهل يا حازم...
أشار لهم قائلا بأحترام: أتفضلوا
وبالفعل جلس زين وبالمقابل منه جلس أدهم...
جذب حازم مقعد ليجلس جوارهم تاركاً مقعده الأساسي ليكون قريبٍ منهم قائلا بسعادة: أيه سر الزيارة الملكية دي؟!.
أدهم بمرح: جيت أعزمك على فرحي.

تطلع له بفرحة: بجد!
قطعه زين قائلا بسخرية: سيبك منه دا غاوى خطوبة وتكوين النفس والكلام الفارغ دا...
ثم قدم له الدعوة قائلا بأبتسامة رجولية لا تليق بسواه: فرحي بعد بكرا أتمنى تشرفني أنت ومدام رهف..
إبتسم قائلا بترحاب: أكيد طبعاً كفايا أنك جيت بنفسك لحد هنا
زين بمكر علمه حازم فشاركه بخبث: هو أنا هلاقي أعز منك أروحله دانت صديقي الصدوق.

حازم بخبث: يا خبر طب مع السلامة أنت بقا يا أدهم ولما نحتاجك هنديك رنة...
وضع قدميه فوق الأخري بكبرياء قائلا بسخرية: ما بلاش الوع مع النمر هتندموا
زين بخوف مصطنع: لا ياعم مدام فيها نمر
حازم بسخرية: يا نهار هو أنت لسه بينادوك كدا! هتعيد أيام الجامعة تانى ولا أيه؟
زين بسخرية: قلبك أبيض ياريت جيت على كدا دا بقا الزعيم للمافيا..
حازم بزهول: مافيا ايه؟
زين بسخرية: يبقا فاتك كتير...
حازم بمرح: وأنا جاهز أسمع..

قطعهم بحدة: أنتوا جايين هنا تتكلموا عليا ولا أيه أنت مش عزمت الأستاذ
أجابه زين بتأكيد: أيوا
أستدار أدهم لحازم بحدة: وأنت مش أستلمت الدعوة
أجابه بتأكيد: أه
وقف قائلا بحذم: يبقا خلصنا هتيجى ولا أخد تاكس..
زين بسخرية: تاكس والسواق الخصوصي موجود طب تيجى أزاي دي؟!.
تعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ليودعهم بمحبة والبسمة تحتل وجهه بعد...

بقصر حازم، وبالأخص بغرفة رهف...
أسرعت لهاتفها بسعادة حينما صدح برقم معشوقها.
خرج صوتها حينما أستمعت لكلمته القابضة للأنفاس: وأنت كمان وحشتني أوى..
: لو كنت وحشتك كنتِ رفعتى الفون وكلمتيني لكن أنا الا دايما بتصل!.
=بخاف أعطلك عن شغلك يا حازم
: شغل! أنا مستعد أسيب الدنيا عشان أسمع صوتك بس!.
=هتفضل تحب فيا وتدلعني كدا كتير!
: لأخر العمر يا رهف لأنك عمري كله...
=ممكن تبطل كلامك الحلو دا هتعود على كدا.

: أنا الا حابب أعودك، انا بعتلك حاجة كدا مع السواق زمانه على وصول أتمنى تعجبك..
=حاجة أيه؟
: لما توصلك كلميني...
وأغلق الهاتف ثم وضعه على الطاولة ليستند على المقعد برأسه بهيام بعشقها اللامنتهي، فزع بقوة حينما أستمع لصوتٍ يأتي من جواره: بقا حضرتك قاعد تحب فى التلفون وسايبني للحسابات المعقدة دي!
أستدار ليجد أخيه والغضب يتمكن منه فخرج صوته بغضب: خضتني يا أخي!.

جلس على المقعد بسخرية: بعتذر من جنابك يا حازم بيه بس لو ممكن تراعي أنى شاب وخاطب يعنى على الأقل تديني فرصة أتكلم فى الفون مش أنت؟
قاطعه بأبتسامة علت للغاية: يا عم حد حاشك ما تتكلم وتحب براحتك حد قالك متعملش كدا..
رمقه بنظرة متفحصه ثم أعدل الجرافات قائلا بغرور: أذا كان كدا ماشي، عن أذنك
وغادر حمزة تارك البسمة الساخرة على وجه أخيه ليردد بهمس: مجنون..

ورفع هاتفه الصادح بأسمها: أيه الجمال دا يا حازم كل دا ليا أنا؟!.
إبتسم قائلا بعشق: معنديش قلب غيرك ولا أغلى منك هجيب لمين بقا؟
=أنا بحبك أوووى على فكرة
وأنا بعشقك جداً على فكرة
= وذوقك جميل فى الفساتين جداً..
لا عيونك الا جميلة مش أكتر..
=هقيس كله وأوريك الصور..
إبتسم بعشق على سعادتها قائلا بهمس حينما ولج للداخل السكرتير: أعملي الا يريحك وأنا هكلمك تانى، خدى بالك من نفسك يا قلبي..

وأغلق الهاتف لتسقط على الفراش من سعادتها بهذا الرجل...

بالمكتب الخاص بحمزة..
رفع هاتفه فوجدها تتحدث بلهفة: كنت لسه هكلمك؟
أجابها سريعاً: ليه يا حبيبتي خير؟
إبتسمت قائلة بفرحة عشان أشكرك على الفساتين الجميلة دي
ردد بخفوت: فساتين أيه؟!
أجابته بستغراب: أنت نسيت الفساتين الا بعتهالي من شوية مع عم أحمد السواق!
تذكر حمزة ما يخطط له أخيه فأبتسم على كرمه قائلا بهدوء: فرحان أنهم عجبوكي
=جداااً، عشان كدا قررت أقولك على حاجة
أممم حاجة أيه دي؟

تعالت ضحكاتها بمكر: لما تيجي هتعرف.
وأغلقت الهاتف ليبتسم بسعادة وأكمل عمله بمحبة زرعت بقلبه لما فعله أخيه ولسماع صوتها...
وضعت رتيل الهاتف على الكوماد ثم رتبت الملابس بالخزانة ولكن صدح الهاتف برسالة جعلها تتوجه لترى ماذا هناك؟
تخلت عنها بسمتها حينما قرأت محتويات الرسالة ليصبح الرعب الحافز الأكبر على وجهها.

، أوعى تستهاني بيا أنا مش أكبر رجل أعمال فى الشرق الأوسط وبس لا أنا بصمة فى تاريخ الأجرام، الا عملتيه أنت وأبوك دا تمنع عندي حاجة واحدة بس الموت، وهتشوفي بنفسك هعمل أيه فى حبيب القلب.....
ألقت الهاتف على الفراش ثم جلست أرضاً تبكى بقوة ورعب، ولحت رهف قائلة وهى تحمل الفستان الطويل عنها: رتيل أيه رأيك بالفستان دا ألبسه أول يوم فى العيد؟

لم تجد رداً فرفعت عيناها تبحث عنها لتنصدم بشدة حينما رأتها تجلس ارضاً وتبكى بقوة، كادت الأقتراب منها ولكن شاشة الهاتف المضيئة جذبت أنتباهها لتقرأ محتويات الرسالة بغضب زرع على وجهها فجذبتها لتقف قائلة بغضب: وأنتِ صدقتي كلامه ولا يقدر يعمل حاجة كل دا تهديد..
خرج صوتها الباكي قائلة بنفي: لا يا رهف أنتِ متعرفيش هو يقدر يعمل أيه؟، كل دا بسبب بابا باعني له بدون ما يهتم مصيري هيكون أيه؟!

عاونتها على الجلوس قائلة بهدوء: ممكن يكون باباكى غلطان بس هيجي عليه الوقت الا يحس بحجم غلطه
أبتسمت ساخرة: معتقدش يا رهف
قطعتها بهدوء: مفيش حاجة بعيدة عن ربنا لازم تكوني قوية وتدعي أن ربنا يهديه أما الحيوان دا فميقدرش يعمل حاجة وحتى لو عايز يعمل مش هيعرف
رفعت عيناها لها بأمل فقالت بثقة: طول ما حازم وحمزة مع بعض عمره ما هيقدر لحد فيهم يالا قومي أمسحى دموعك دي خالينا نجهز حاجة العيد ونفرح.

أحتضنتها بسعادة ثم لحقت بها لتعد المنزل استعداد للعيد...

بمنزل طلعت المنياوي..
عاد أدهم من الخارج بعد أن أوصله زين وتوجه لمنزله هو الأخر فتفاجئ بصوت صراخها ليتوقف قلبه عن الخفق فركض بسرعة مهولة ليتفاجئ بأحمد يجذبها بمزح ليحاول الأنتقام مما فعلته..
تلونت عيناه بالغضب المميت ليصرخ بهم: أيه لعب العيال دا؟
استدار أحمد ليجد النمر أمامه بعيناه المريبة فأقترب منه قائلا بأبتسامة مرح: الحيوانة دي رشتني بالميه وكان لازم ءنتقم منها..

تطلع له بنظرة جعلته يضع المياه من يديه ويولج لداخل شقته أما جيانا فعدلت من حجابها قائلة بأنفاس متقطعة: الحمد لله أنك جيت فى الوقت المناسب
صعد الدرجتان المستقلة بينهم قائلا بغضب: ياريت ترجعي لعقلك وتهدي شوية بدل الجنان دا!.
تطلعت له بصدمة ودمع يلمع بعيناها فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع: شايفني مش عاقلة يا أدهم؟

وتركته وتوجهت لتولج هى الأخري للداخل ولكنها توقفت على حاجز قوى يعترض طريقها، زفر بغضب وهو يزيح خصلات شعره البنية المتمردة على سحر العينان الخضراء قائلا بعد مجاهدة للثبات ؛ تعرفي أنا كان هيجرالي أيه من شوية وأنا سامعك بتصرخي؟
رفعت عيناها اللامعة بالدموع بستغراب ليكمل هو: قلبي كان هيقف محستش بنفسي غير وأنا هنا وفى الأخر يطلع هزار سخيف..

رفرف قلبها بأجنحة فود الطيران خارج الجسد ليعود مجددا لثباته: متعدهاش تاني
أشارت له بهيام ليكمل هو بهدوء: متزعبيش بقا
أشارت له ليكمل بأبتسامته الساحرة طب أمسحى دموعك بدل ما أمسحها وأفكر مكاني هنا
تعالت ضحكاتها لتحذفها بخجل وتولج للداخل سريعاً، تحت نظراته المتعلقة بها..

صاح بصدمة: بتقول مين الا كان عنده؟
أجابه الرجل بخوف: زين المهدي يا عثمان بيه
طافت عيناه بغموض فأشار ليخرج صوته الغامض: يا ترى أيه علاقة زين المهدي بحازم السيوفي؟!..
وقبل أن يترك لعقله الفراغ رفع يديه لمن يقف أمامه قائلا بغضب جامح: أسمعني كويس معاك4 ساعات وتجبلي العلاقة الا بتجمع زين المهدي بحازم السيوفي والا أنت عارف كويس أيه الا هعمله فيك..
أشار الرجل برعب: تحت أمرك يا عثمان بيه..

وخرج سريعاً تاركٍ خلفه نيران الشر تتأجج بالعينان...

توجه عبد الرحمن لشراء مستلزمات العيد كما كلفه به الجد ولكن توقف حينما صدح هاتفه برسالة من رقم مجهول، فتح هاتفه ليقرأ محتوياتها بحرص...
، عبد الرحمن أنا صافي كنت حابه أقابلك دلوقتي لو فاضي ...
تطلع بزهول لمحتوياتها فجذب هاتفه وأجابه برسالة أخري...
، ليه..
، مش هعطلك هستناك أدام الفيلا...
وأغلقت الهاتف فأبدل هو طريقه وتوجه لها ليرى ماذا هناك؟

وبالفعل بعدة دقائق وصل عبد الرحمن لفيلا زين ليجدها تقف بالخارج وما أن رأته حتى أحتل وجهها إبتسامة عاشقة به...
أقترب هو منها ليقف أمام عيناه قائلا بثباته الفتاك: فى أيه؟
خرجت عن شرودها به سريعاً ثم أخرجت له حقيبة صغيرة وقدمتها له، حملها منها بتعجب فقال بستغراب: أيه دا؟

إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض بعدما كشف المحتويات ليرى ماذا بها؟: لفيت كتير عشان ألاقي نفس البرفنيوم بتاعك بس للأسف فشلت فجبت حاجة على ذوقي أتمنى تعجبك..
رفع عيناه لها بغموض ثم أعاد محتويات العلبة للداخل قائلا بهدوء: وأنا مش محتاجها..
ووضعها جوارها ثم توجه للمغادرة فركضت خلفه بحزن بادي على وجهها: عبد الرحمن..
تخشب محله وهى تلفظ أسمه بنبرتها المختلفة، فأستدار لها وبقى ثابتٍ ليرى ماذا هناك مجدداً؟..

أحضرت الحقيبة مجدداً ثم قالت بحزن: ياريت مش ترد الهدية..
خرج عن ثباته بعصبية: على حد علمي أنك بتكرهيني جداً وأعتقد كمان أنك عارفة سبب الجوازة دي الا المفروض يزدك كره ليا بس الا شايفه غير كدا ومش فاهم أنتِ عايزة توصلي لأية؟!.
عبثت بأصابعها بالحقيبة بخجل من حديثه فوضعت عيناها أرضاً تخفى دمعاتها، لتجاهد للحديث بصوتها المتقطع: مين قال أنى بكرهك؟!.

حلت الصدمة ملامح فتطلع لها بستغراب لتكمل بحزن: عارفه أنت أتجوزتني ليه؟ وشاكرة أفضلك...
قالتها ببكاء حارق ثم حملت الحقيبة وتوجهت للداخل سريعاً ليتبقى هو محله بستغراب لما يحدث لها!، ليتردد سؤالا واحد على مسمعه ماذا حدث لتلك الفتاة المتعجرفة؟، لما يشعر بآلم يكتسح قلبه حينما رأها تغادر بحزن!..
أنفض عنه تلك الأفكار وأستدار ليغادر ولكن حفرت ملامحها بعيناه فزفر بغضب وتوجه للداخل...

طرق الباب ولكنه تفاجئ به مفتوح فولج يبحث عنها ولكن لم يجدها فصعد لغرفتها بحرج من أن يراه أحد، وصل للغرفة ليجدها تفترش الفراش وتبكى بقوة وحزن، تخشبت قدماه وأوردة العقل عن العمل، فترددت الأسئلة العديدة على مسماعه ليترأسها سؤالا واحد من تلك الفتاة؟!، أنه حقاً لا يعلم من تكون؟.
لم يشعر بقدماه وهى تقترب منها حتى جلس جوارها يتأملها بزهول ليخرج صوته الهامس: صابرين...

رفعت رأسها بزهول من سماع صوته فتفاجئت به يجلس جوارها، أعتدلت بجلستها سريعاً ثم أزاحت دموعها ووضعت عيناها أرضاً لتترك له الحديث المتلهف القلب لسماعه، لم يعلم ما عليه قوله!، حتي طريقه لتلك الغرفة لم يشعر به، قطع صمته بعد فترة قضاها بتأملها: أنا حاسس أني مش فاهمك خالص...
إبتسمت قائلة بصعوبة الحديث: محدش عمره فهمني ولا حتى أمي..

ضيق عيناه بعدم فهم لتصمت هى بصراع أن لا تخسر من دق القلب له فرفعت عيناها لتتقابل مع عيناه قائلة بخجل تجاهد قتله: أنا عارفه أنك أخد عني فكرة مش كويسة بس صدقني أنا مش وحشة كدا...
شعر بتشتته لفهمها فأكملت هى ببكاء: أنا عمري ما حبيت ولا أعرف أحساس الحب غير لما...
وقطعت باقى كلماتها فضيق عيناه بزهول لتكمل هى بخجل: غير لما قابلتك يا عبد الرحمن حبيتك أوى وخايفة...

قالت كلماتها الأخيرة ببكاءٍ حارق، كان بحال لا يحسد عليه فحاول تخطى صدماته قائلا بعدم أستيعاب لما يحدث؟!: من أيه خايفة؟
أجشعت بالبكاء قائلة بآلم وصل له بكلماتها: خايفة أخسرك لأنك محبتنيش، خايفة تطلقني أو تتجوز بنت تانيه..
كبت ضحكاته ألا يكفي صدمته بأعترافاتها! لا زادت تلك الفتاة من حماقتها لتخرجه من صدماته على ضحك يجاهد بكبته...
أكملت هى وعيناها تفترش الفراغ: أنا فقدت حاجات كتيرة اوي غالية عليا...

تطلع لها بستغراب ليردد بسخرية: وأنا غالي عليكِ؟!.
رفعت عيناها له تنقل له ما بالقلب بالنظرات، أما هو فلم يعد يعلم ما الذي يحدث؟.
خرج صوتها الباكي قائلة بصوت متقطع: مفيش داعى للسخرية..
دمعاتها صنعت حاجز تردد به فأقترب منها بعد عدد من المحاولات ليتمكن من ذلك ثم رفع يديه على كتفيها قائلا بهدوء: مقصدش.

رفعت وجهها لتجده يجلس بالقرب منها، يديه تحمل حنان أفتقدته كثيراً لم تحتمل أن تقف على مقربة من شعور الآمان المتجاذب إليها فأرتمت بأحضانه بقوة حتى تحظى بآمان القلب، عجز عن الحركة حتى ظن أنه شل عن الحركة، شددت من أحتضانه، وآذنيها تستمع ضربات قلبه فشعرت بفجوة منعزلة عن العالم الذي كرهته على الدوام، أغلق عبد الرحمن عيناه بقوة فى محاولة بائسة للمحاربة ولكن بنهاية الأمر هى زوجته، رفع ذراعيه أخيراً وطوفها بها فسعدت للغاية وشددت من أحتضانه، لا يعلم كم بقى كذلك، يطارده شعور بداخل القلب وهو عاجز عن تصديقه فكيف له بحب تلك الفتاة؟!..

أبعدها عنه بعد مدة لم يعلم كم طالت وقتها قائلا وعيناها تتأملها: مش قادر أفهمك!
إبتسمت قائلة بآلم: عايز تفهم أيه يا عبد الرحمن، أنا حياتي كلها متتفهمش، أنا بنت كان حلمها زي كل البنات أنها تلاقى الآمان جوا عيلتها، لكن أنا ملقتوش من أول ما فتحت عيوني وأنا عايشة فى تشتت ما بين الحياة فى أمريكا وما بين الحياة هنا، مقدرتش أجمع بين الأتنين...

أنصت لها جيداً لتكمل بدمع يلمع بعيناها ولكن يأبي الخضوع: عشت أوقات كتيرة أتمنى حد من عيلتي جانبي بس ملقتش غير أم عايشة حياتها بالطول والعرض وأهم حاجة فى حياتها الخروجات والصدقات الا بتكونها مع الرجال مهو مجتمع غربي!، حتى بابا مكنش بيظهر غير كل شهرين تلاته وبعدين يرجع يختفى تاني، محستش أنى كنت مهمة عند حد غير خالد هو الوحيد الا كان يهمه أمري، مكنش بيسيب يوم غير لما يطمن فيه عليا بس خلاص راح ومفضلش ليا حد..

وتساقط الدمع من عيناها ليتحطم قلبه فأسرع بالحديث: مالكيش حد أزاي! وزين؟
إبتسمت بسخرية: زين عمري ما حبيته ولا هحبه ابداً وكفايا عليا أنه السبب فى موت خالد
صعق فجاهد للحديث: أيه الكلام الا بتقوليه دا؟
أجابته ببكاء: ماما أعترفلتي أن هو الا حرضها تقتل خالد عشان كدا أدها الفلوس الا هو بيتكلم عنها..
قاطعها بحدة: لا زين عمره ما يعمل كدا والدتك بتحاول توقع الدنيا عشان علاقتك بيه متكنش زي خالد..

رفعت عيناها له بأنكسار: تعبت يا عبد الرحمن معتش عارفة أصدق مين ولا مين، أنا بعمل المستحيل عشان يسبني فى حالى ويديني فلوسي عشان أخرج من هنا.
تطلع لها بأهتمام ثم قال بهدوء: هتروحي فين؟
شرعت بالبكاء: مش عارفة أي حتة غير هنا أنا مش مستريحة معاه ولا عايزة أشوف وشه...

: وأنا مش هقبل أعذبك أنك تشوفي الوش دا، حقك فى ميراث بابا هيكون عندك بعد يومين من دلوقتي أكون جمعت فيهم المبلغ وساعتها مش هفرض عليكِ تفضلي هنا أو تسافري دي حرية شخصية ليكِ..
أستدارت بصدمة لتجد زين يقف أمامها بعد أن أنهى كلامه ليترك الغرفة حتى لا ترى حزنه الشديد على ما تفعله به..

فاقت صدمته حينما رأى زين أمامه فأستدار بوجهه لها قائلا بسخرية: أتمنى تكوني أرتاحتي، وعشان تعرفي تهجري للمكان الا تحبيه أنا هطلقك..
وتركها وأوشك على الرحيل فجذبت يديه سريعاً قائلة بدموع: لا يا عبد الرحمن أنا مش عايزة أطلق أنا بحبك..
إبتسم بسخرية: أنتِ مش بتحبي غير نفسك وبس حتى دي أشك فيها لأنك لو عندك قلب كنتِ عرفتي تميزي المخادع من الصادق
وتركها ولحق بزين لتهوى أرضاً وتبكى بقوة..

طرق الباب وولج للداخل ليجده يقف أمام شرفته وعيناه مغيبة عن الواقع، لم يعلم ما عليه قوله أو فعله فأبتسم زين قائلا بثبات دائم: مفيش داعى يا عبد الرحمن أنا أعتدت على كدا
أقترب منه قائلا بحزن: معلش يا صاحبي كل دا أختبار من ربنا..
إبتسم رغم آنين القلب: ونعم بالله أنا هديها الا يكفيها وزيادة بس كان حلمى أنفذ وصية أبويا لكن مش هجبر حد يعيش معايا غصب عنه..

رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن: عارف أنت أد أيه كان نفسك تغيرها لكن هى الا أخترت..
لم تتركه البسمة ليكمل قائلا بثبات: وأنا هدعمها فى اختيارها وهى تتحمل النتيجة
أشار له بأقتناع ثم أستأذن بالرحيل، تركاً زين بآلم يغزو قلبه...
أنفض عنه ما يشغله فمعشوقته بأنتظاره ليبدل ثيابه سريعاً لحلى زرقاء اللون تشبه لون عيناه الساحر ثم صفف شعره وتوجه إليها سريعاً...

وقف أمام منزلها فهبطت وتقدمت منه بفستانها الأسود الرقيق ليبتسم بعشق توهج من القلب...
صعدت جواره قائلة بأبتسامة هادئة: أتاخرت على فكرة..
أغلق عيناه بحركة سحرية قائلا بضيق مصطنع: أسف..
أشارت بكتفيها قائلة بغرور: عفونا عنك..
تعالت ضحكاته ليقود سيارته للمكان المنشود...

بمنزل طلعت المنياوي...
خرجت من منزلها أخيراً بعد أن ظلت به من الصباح فهبطت لتجد الجميع بالأسفل...

جلست على المقعد بعيداً عنهم لتعد لآنين الحزن الملحق بها، طافت عيناها كثيراً فشعرت بأن هناك سُكنان يشعر به القلب يقترب منها، رفعت غادة عيناها لتجده يهبط الدرج ليجتازها غير عابئ بها ولا لدمع عيناها اللامع لرؤياه!، أنضم للشباب بعد أن جلس كلا منهم بالأسفل فموعد الآذان قد أوشك، تحدث معهم بمرح متناسياً لوجودها..
أحمد بجدية: خلاص بعد الفطار نروح أن شاء الله
يوسف: بس الراجل دا مش عنده أذواق حلوة يا أحمد.

ضياء: خلاص نركب ونجيب من مكان تاني
عبد الرحمن بسخرية: دا لو عرفنا أصلا أنت ناسي أن بكرا العيد يعني هتلاقي زحمة على المحلات..
يوسف بغضب: مش كان زماني أشتريت هدومي من زمان معرفش أيه الا خلاني أستناكم!
أدهم بهدوء: أندب حظك زي الحريم..
تعالت ضحكات أحمد قائلا بجدية: يا يوسف لبس الشباب كتييير مش زي الحريم يعني هتروح هتلاقي كل حاجة زي ما هي ولو زنقت يعني ألبس أي حاجة ماحناش أطفال لسه!.

تعالت الضحكات ليرمقهم بنظرة مميتة ثم خرج للقاعة...
ضياء بسخرية: هو أخوك دا معقد ليه يا عبد الرحمن؟
رمقه بغضب: أسأل ليا وليك ياخويا..
توقف أدهم عن العبث بهاتفه ووقف حينما ولج طلعت المنياوي للداخل لينضم له عبد الرحمن والجميع...
جلس الجد على الأريكة قائلا بنظرات متفحصة: كيفكم يا ولد؟
أحمد بأبتسامة هادئة: الحمد لله يا جدي أخبار صحة حضرتك أيه؟
أجابه بثبات: بخير يا ولدي، أجعدوا..

وبالفعل جلس الجميع ليكمل حديثه: الصنايعية بدءوا الشغل بالأرضية، جهزوا حالكم على العيد التاني بأذن الله هيكون فرحكم..
سعد أحمد كثيراً أما عبد الرحمن فتحدث بشكر: ربنا يخليك لينا يا جدي..
اقترب منه أدهم قائلا بهدوء: بعد آذن حضرتك يعني أحنا حابين أحنا الا نحاسب العمال ونجيب الا اللازم كفايا أن حضرتك أتنزلت عن الأرضية..
إبتسم الجد قائلا بغموض: لساك زي مأنت..

إبتسموا جميعاً فلمح الجد بحدة نظره حزن ضياء وغادة البادي على وجوههم فأشار بيديه على من تقف بعيداً. : جربي يا بنتي..
تطلعت له غادة ببعض الخوف فأشار لها أحمد بالأقتراب وبالفعل فعلت تحت نظرات رعب جيانا وياسمين...
ربت على كتفيها ثم جذبها لتجلس جواره قائلا بغموض: مش هتجوليلي كيف كل سنة فين مديوعي يا جدي؟
إبتسمت بسعادة حتى والدتها قالت: كانت لسه صغيرة يا بابا أنت لسه فاكر؟

إبتسم قائلا بشرود: ولا عمري أنسى حد من أحفادي، ثم رفع نظره على من يجلس على مقربة منهم ليبدأ بالحديث قائلا وعيناه على غادة: تعرفي أنتِ الوحيدة الا كنت بتهاون معاها لما كنتِ تعملي الغلط وأجي عشان أعاقبك كنت بلاجيه دايما يبكي ويجولي لع يا جدي أني الا عملت إكده عاقبني أني..

تطلعت له بزهول عن من يتحدث حتى الجميع تابع الموقف بأهتمام على عكس ريهام وسلوي ونجلاء زوجات الأبناء إبتسمن لمعرفة عن ماذا يتحدث الجد؟
أسترسل حديثه قائلا بأبتسامته الهادئة: حاولت أشوف سر جوته دي فكنت أعاقبه مكانك ويستحمل، من صغره وهو إكده
أجابته بفضول: مين يا جدي؟
أجابها وعيناه عليه: الوحيد الا جبلت أنه يخطب رغم أنه الصغير..

تطلعت لضياء بدموع وهو بنظراتٍ ثابتة، تعالت بسمات الجميع على عشق ضياء النقي، نهض الجد عن الأريكة وتوجه لغرفته ولكن قبل الولوج أستدار بوجهه لأحفاده قائلا بثبات: عرفتوا دلوجت ليه الوحيد الا وافجت على خطوبته رغم انه لساته بالعلام...
إبتسم أحمد وعبد الرحمن وتطلع له يوسف بزهول...
غادر الجد ليهمس أدهم لأخيه قائلا بجدية: فوق يا ضياء مضيعش الحب دا من أيدك...

رفع عيناه لتتقابل مع عيناها لتقسم له بين الآنين أنها لن تفعل ذلك مجدداً، رأى الندم يستحوذ عليها ولكن عليه الصمود حتى لا تعيد ما فعلته مجدداً..
أسرعت الفتيات بتقديم الطعام فموعد الآذان الأخير لرمضان المبارك أوشك على السطوع، عاونتهم الأمهات بوضع العصائر ليتعالى صوته بالتسهيد لتجتمع العائلة على أخر طاولة رمضان المبارك، فشرع كلا منهم بكسر صيامه بعد أن دع دعوة محببة لقلبه...

إبتسم الجد وهو يتأمل أولاده وأحفاده لجواره فقال بفرحة: كل سنة وأنتم طيبين.

أجابوه بسعادة وقبل كلا منهم يديه، لينهوا طعامهم سريعاً فتجمع الشباب بالاسفل للخروج سوياً لشراء ملابس العيد أما الفتيات فأعدن المنزل للغد وصعدت الأمهات للأعلى لترتب كلا منهم شقتها الخاصة تاركة المنزل السفلي للفتيات الذي برعن بترتبه بأتقان وأعدت كلا منهم ملابسها لأحتفال الغد المميز لكلا منهما لأنه الأول مع الحبيب والخطيب والمعشوق، وظل الحزن نبع عين غادة حتى أنه ظنت بأن سعادة الغد ليست من نصيبها...

بمنزل همس...
أنهي زين طعامه بتلذذ بعد أن شكرها على طعامها الطيب وجلس مع والدها يرتبان أمور الحنة والزفاف، ونظرات الزين تخطف معشوقته بعالم لا يستحوذ بهم سواه هو وهي، ومع حدوث أفواج العشق هناك مخطط للأنتقام سينضم زين وأدهم لقائمته ولكن ربم المخاطط نسى أن النمر قوة لا يستهان بها...

ستري الموت بعيناها وستجده هو من يقف ليحيل بينه ليحتضنه بدلا عنها لتصفعها بقوة ما كانت تراه به ولكن هل ستعود للحياة أما ستتخلى عنها هى الأخري؟.
ما المجهول لكلا من، جيانا، رهف، رتيل، همس..!
هل حان الوقت لكشف القناع الخفى عن المافيا؟
وأخيراً ماذا هناك من أسرار وشفارات؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة