قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون والأخير

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون والأخير

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون والأخير

الدكتور اخد ادم للرعايه عند حمزه و خرّج هديه برا بالعافيه.
ادم غمض عينيه و سند ضهره ع الباب بمشاعر تايهه مش عارفها ألم و لا حيره. ندم و لا عتاب!
الدكتور شاورله و هو اتحرك بالعافيه جنب السرير مدله إيده غرز فيها الابره و هو بإيده التانيه مسح دموعه برفض. بيحاول يجمد مش عارف!

عدى وقت و ادم مش عارف يعمل حاجه غير انه بيقرب منه اكتر كل ما يتوه كإنه بيستنجد بيه او كإنه مرساه و الشط بتاعه.
قرب من حمزه مد إيده يتحسس قسمات وشه بتوهان و بتلقائيه باس راسه.
حمزه ابتدى يفوق ف ادم رفع نفسه بسرعه بشئ من الاستنكار. و اتقابلوا ف نظرة عتاب نزلت بمراره واحده و دموع واحده كإنها خارجه من قلب واحد!

حمزه تمتم بألم: سامحنى
ادم دوّر وشه و حمزه ابتسمله بضعف: حبيبى
ادم هرب بعينيه بعيد: انا عمرى ما هسامحك. عمرى
هديه لمحتهم من ورا القزاز برا ابتسمت بدموع اول ما فتح عينيه و اتحركت بلهفه جريت فتحت الباب و دخلت. و فجأه وقفت على كلمة ادم!
بصتله اوى برفض و هو هرب بعينيه بعيد.
هديه اتخطت ادم بغضب و ميلت على حمزه بلهفه: بابا
حمزه مش عارف سمعها بصوت ادم عشان احساسه و لا عشان كانت عينيه لسه متعلقه بيه.

هديه بصتله برعب: بابا انا كنت هموت من غيرك
حمزه التفت لها بالعافيه بتعب: لا يا هديه. لازم تجمدى. لازم تبقى كويسه بيا او من
هديه قاطعته بخوف عيطت: لا يا بابا. لا انا عمرى ما هعرف ابقى من غيرك. عمرى. انت ونيسى الوحيد ف الدنيا دى يمكن اكتر من ماما
حمزه غمض عينيه و هي عيطت بضعف و هي بتبوس راسه: مش انت اللى دايما كنت تقولى انى صاحبتك و اختك و امك و بنتك. انى شريكتك ف كل حاجه حتى ف الجنان.

ضحكت من بين دموعها ف اخر جملتها و هو فتح عيونه بالعافيه و راح بيهم على ادم شاف دمعه محبوسه كاتمها بالعافيه. شاف حيره. شاف وجع و حرمان!

الباب اتفتح بسرعه و دخلت حنين بلهفه: حبيبى
حمزه ابتسم بتعب و هي قربت ضمته رغم رقدته و همستله بدموع: انا بحبك اوى يا حمزه. اوعى تبعد تانى حتى لو غصب عنك. اوعى انا محتاجالك اكتر منهم
حمزه رفع وشه و بصلها بتعب و همسلها: انا. انا وعدتك بس. مقدرتش. وعدتك ايا كان مين فيهم ليا و مين ليكى عمرى ما هوجع اللى منك و لا هفضّل ضنايا. لكن مقدرتش. مش هقدر اوجعه يا حنين. مش هقدر احرمه منها.

حنين هزت راسها بسرعه بلهفه: قوم انت بس بالسلامه. قوم بسرعه يا حمزه. متسبنيش لوحدى
حمزه همسلها بدموع خفتت صوته اكتر: انا حاسس بيه. فاهم وجع قلبه. كده كده هيتوجع عليها و هي كده كده لازم تتوجع. سامحينى معرفتش اوفى بالوعد.

حنين مدت إيديها حاولت تسمح دموعه مره و بلغبطه بترفع إيديها تمسح دموعها و ترجع تمسح وشه: المهم انت. المهم انت تبقى موجود. المهم تبقى معايا. انا مش قادره اخطى خطوه من غيرك. مش عارفه يا حمزه و الله ما عارفه
اترمت على صدره تحضنه مدتهوش فرصه يضمها و هو مجرد ما نزلت من قدامه على صدره ظهر ادم قدامه عينيه متعلقه بيه كإنها كانت الحاجز بينهم و اتقابلوا ف نظرة عتاب تايهه بين العيون.

حنين رفعت وشها و مسكت وشه: انا مش عارفه ازاى كنت بفكر ابعد عنك! ازاى فكرت انك لو كنت سيبتنى من اول الحكايه كنت هعرف اخطى! حقك عليا انا مديونالك بعمرى كله اللى اتحملتنى فيه! مديونالك بقلبى! مديونالك بإنك اتحملت كل وجعك و وجعى عشانى! انك برغم كل ده عرفت تخطى بيا! انا مش عارفه اخطى خطوه واحده من غيرك! مش عارفه و مش قادره و تايهه!

حمزه بصّلها على ادم و هديه و هي غمضت عيونها بشكل اكدله انها فهمته!
هديه مسمعتش اوى حوارهم لان حمزه كان بيكلم حنين بهمس و هي ف حضنه بس مجرد ما حنين رفعت وشها و مسحت دموعه صوتها عِلى هديه قربت و غالبا اتأكدت ان حصل حاجه بينهم.
هديه كلمته هو و بصتلها بجمود: انا هنزل اجيب الدكتور يجى يطمنا عليك يا بابا.

حمزه بص لنظراتها لحنين اللى حاولت تبتسم بلطافه تكسر حدة الموقف: لا مستغرب ليه! الست هانم فاكرانى انى انا اللى
هديه اتعدلتلها بعد ما وصلت للباب: انا مفتكرتش حاجه و لا فكرت ف حاجه غير بابا و صحته. بابا و بس.

حمزه برغم ان اللى قالته حلو الا انه ملامحه اتقبضت بحزن و دمعته المكتومه نزلت بمجرد ما خرجت و قفلت الباب.

حنين بصتله بتوهه و اتحركت على ادم اللى واقف قصد البلكونه بيتنفس بصعوبه و ضهره لهم.
حنين حطت إيدها على كتفه و هو اتنفض بنفور.
حنين اتخضت من رد فعله اكتر من استغربته: ادم
ادم بص حواليه بإنتباه كإنه مكنش معاهم من شويه او لسه جاى.
اتلفّت بفزع: هديه فين؟
حنين بصتله بدموع: نزلت تجيب دكتور و
ادم اتحرك بخوف لبرا: انا هنزل اشوفها
حنين حاولت تمسك دراعه و هو شده منها: انا مش هسيبها. فاهمين. مش هسيبها تانى.

حمزه وقّفه بكلامه ع الباب بضعف متردد او بعدم رضا: و لا حتى عشانها؟
ادم وقف يتنفس بنهجان: عشان متعرفش اصل وسخاتكوا؟ يعنى عشان تفضل زى ما هى؟
حمزه اتنفس بألم كأمل اخير بس هزة صوته بتعلن عدم رضاه عن كلامه كإنه بس بيرضى ضميره: و تفضلوا ولادى!
ادم بصّله بكسره: انا كده كده عمرى ما كنت ابنك. ف مش هتفرق! ف اذا كان على وجعها ف خلينى انا بعيد! زى ما كنت!
حنين بصتله بضعف و عيطت: و انا؟ انا يا ادم هتسيبنى؟

ادم وقف يتنفس بنهجان و حمزه وقف بالعافيه اتحرك بمنتهى الصعوبه ناحيته و نطق بنفس النهجان: هتسيبنى تانى؟
ادم لف وشه له بنفور و اتقابلوا ف نظره مش معروف من لغبطة و تداخل ملامحها الظلم جاى من فين لفين!

حمزه اتحرك بتعب ناحيته و نطق بضعف: انا مجرب احساسك ده. عيشته و دوقته و عارف مرارة ان تبقى حاجه مستخبيه جواك و مغروسه جولك بالوجع، بس لو طلعت هتوجع اقرب ما ليك، جواك واجعه روحك و لو خرجت براك هتوجع روح قلبك! متخيلتش يجى اليوم اللى اختار بينك و بينها، بس معرفش انه هيجى يوم اصعب اختار بين وجعك و وجعها!

ادم بصّله برفض و زعق: و هو انت اما توجعها مش هتوجعنى بردوا! دى روحى اللى لو حاجه مسّتها بتسمّع ف قلبى! بتوجع حتى جسمى!

حمزه ابتسامته ظهرت من بين دموعه اللى نزلت و مسك إيده بحب: من اول الحكايه وعدت نفسى مفرقش بينكم و لا افرقكم. بس حاليا مش قادر اوفى بالوعد ده. غصب عنى مش قادر اوجعك انت. صحيح انا خايف عليها و يمكن هي وجعها يلم بسرعه و هي بتبعد عنك كحبيبها عشان تفضل اخوها عشان هتبقى عارفه ان ده شئ غصب عن الكل. لكن انت. انت وجعك، لالالا انا مش هقدر اتحمل وجعك و انا بفرّقها عنك عشان تفضل هي متتوجعش و تفضل فاكره انك اخ.

ادم بصّله بجفا و قاطعه: انا مش هسيبها تتوجع زيى و لا هسيبك توجعها. فاهم! مش هسيبها تتوجع! عندى استعداد اسامحك على اى حاجه لكن هي لاء. اسامحك على امى ايا كانت مين. اسامحك على وجع قلبى. اسامحك ع اللى فات. لكن هي يوم ما توجعها عمرى ما هسامحك لا على اللى فات و لا ع اللى جاى. مهما عملت.

حمزه مد إيده اللى بتتنفض برعشه على وشه. حرّكها بلهفه تحت عيونه مسح دموعه اللى ادم اتفاجئ بوجودها كإنه مكنش حاسس فعلا بحاجه فيه هو كمان مش بس حواليه!

الباب اللى كان لسه ف ايد ادم اتفتح بلهفه و هديه اضطرت تزقه بأدم عشان تدخل.
بصتلهم بإستغراب من وقفتهم و نظراتهم: بابا
حمزه عينيه متعلقه بأدم بحنين مؤلم و ادم للحظه كل اللى جواه داب جليده بنار الحيره اللى اتولدت من لحظه زى دى!

هديه ركزت اوى ف نظراتهم و قربت من حمزه هزته: بابا. بابا انت ايه اللى وقّفك انت تعبان؟
حمزه متحركش لا بجسمه و لا بعينيه حتى و هي قربت لأدم بذهول: ادم. في ايه!
حنين قربت منهم بضعف و حاولت تضمها: حبيبتى. ممكن تهدى. بابا كويس
الدكتور دخل و استغرب من وقفتهم.
ادم انتبه لدخوله ف اتعدل بسرعه و حاول يخرج.
الدكتور نده عليه: استاذ ادم.

ادم وقف بالعافيه و بصّله و الدكتور بصّله بحيره: ممكن تنزل المعمل. غالبا في مشكله
ادم بصّله بعدم فهم و الدكتور حاول يختصر: مش عارف. غالبا في لغبطه ف تحاليلكم. لازم تتعاد بسرعه عشان الدم اللى اتنقل منك ده
ادم مفهمش الدكتور و مفهمش اكتر حمزه اللى رفع وشه لفوق و اتنفس بعمق.
ادم بصّلهم بعدم فهم و غصب عنه اتوتر و تفكيره راح ف اتجاه واحد.
بصله بتوتر بس هز راسه بموافقه و اتحرك ينزل هديه اتحركت وراه.

ادم بصلها بإرتباك: خليكى انتى جنب بابا
هديه هتعترض ادم سبقها و اتحرك كإنه بيهرب منها: هو. محتاجلك، مش هتأخر
نزل اخدوا منه عينه للمعمل و الدكتور بصله بتردد: ممكن تجى معايا على مركز الاشعه!
ادم بصله قوى و شبهةفهم ان في حاجه مش مظبوطه و ريطها باللى ف دماغه.
اتحرك زى الاله معاه دخلوا اوضة اشعه عمله اشعه غريبه و سابه خرج.

هديه كانت استأخرته ف نزلت تشوفه. اول ما لمحته بيقرب زى التايه قربت عليه بلهفه و قدام اصرارها ادم طلع معاها بالعافيه.
الدكتور كشف على حمزه بتفحص و ابتسملهم بعمليه: كده نقدر نأكد على نجاح العمليه. الحمد لله دلوقت نقدر نقول اتخطينا الصعب و المسأله وقت و هيرجع شويه شويه لطبيعته
حنين بقلق: طب شكله تعبان ليه؟
الدكتور: انا قولتلكم انه تعب نتيجة ضغط نفسى و ده غالبا الجزء الاكبر من تعبه حاليا.

ادم هرب بعينيه بعيد قبل ما تضعف و هديه قعدت جنب حمزه بخوف: مالك يا بابا ايه اللى حصل؟ حصل ايه وصّلك للحاله دى؟
حمزه بص لأدم و هديه كملت و هي بتبصله على ادم: بابا انا و ادم اتصالحنا. الموضوع اتحل. حتى موضوعه هو كمان مع طليقته اتفهم و غالبا خلص خلاص
حمزه بص لحنين بضعف كإنه بيستنجد بيها و هديه بصتله عليها و نظراتها احتدت: بابا. ايه اللى حصلك قولى؟
حنين قربت منه و حاولت تضم إيده بين إيديها.

هديه بصتلها برفض اما شافت ضعف حمزه بعينيه لها: انا قولتهالك لو بابا تعب بسببك و الله ما
حنين بصتلها بتفهّم لحالتها و نطقت بضعف: حبيبتى لازم تهدى. اللى جاى عايزك اهدى و
هديه قاطعتها بإنفعال: لا مش ههدى. انتى كلامك و بابا ف العمليات بيقول انك السبب و انا مش هقبل بأى سبب يوصّل بابا لحاله زى دى.

حنين حاولت تلف جنبها: هديه انا عمرى ما كنت سبب لحاجه وحشه من اللى حصلت. انا مكنتش اكتر من رد فعل. انا زيك. صدقينى زيك و.

قاطعها الدكتور اللى دخل و بصّلهم بإحراج: انا بعتذر عن مقاطعتكم بس انا جاى عشان التحاليل
حمزه غمض عينيه قوى و الدكتور بصّلهم بتوضيح: انا اسف انا قولت كنا شاكين ان حصل لغبطه ف التحليل. يعنى نتيجة عينة دم الانسه هديه اتحط عليها اسم الاستاذ ادم و العكس. بس اما اخدنا عينه تانيه من الاستاذ اتأكدنا انه الحمد لله محصلش ده.

الكل سكت تماما و الدكتور بص ف التلات اوراق اللى ف إيده و بص لنتيجة العينه الجديده لادم ف ايده التانيه بحيره: مع انى مش فاهم لسه. انتوا اللى قولتوا ان المريض و الاتنين الحريم فيكوا هما اللى تبعه!

ادم بصّله قوى و هديه ضيّقت عينيها بعدم فهم: يعنى ايه؟
الدكتور: يعنى عيناتكم انتى و الست اللى معاكم و هو مش صح
هديه: يعنى ايه مش صح! اتلغبطت يعنى!
الدكتور: شكينا ف كده ف الاول. عيناتكم انتى و والدتك و المريض طبياً مش منطقيه لاب و ام و بنتهم
هديه بصتله اوى برجفه و بتلقائيه مسكت إيد ادم اللى طبق عينيه بعنف زى ما إيده طبقت عليها بنفس العنف.

الدكتور بص ف التحاليل بحيره: بصينا على عينة الدم التالته اللى معاكم للاستاذ و اللى طلعت نفس فصيلة المريض و اللى طلعت بتاعة الاستاذ ادم طلعت ف صورة الدم الكامله متطابقه معاه ف تفاصيلها مش بس ف نوعها. شكينا ان عينته دى بتاعتك انتى و احنا العينات اتلغبطت مننا.

هديه قربت منه بتوهه: يعنى ايه لغبطكم ف عينة ادم مع بابا؟
الدكتور: يعنى التطابق كان غريب و ملفت لدرجة انها شكينا انها عينتك انتى لانك انتى قولتى انك انتى اللى بنته بس. لكن التحليل اما عيدناه
هديه بصتله بترقب: حصل ايه؟
ادم حاول يتدخل و قرب منها لف دراعه حوالين كتفها و ضمها عليه حاول يسحبها لورا ضهره كإنها بيشددها.

هديه قربت للدكتور بحذر و هو بص من تانى ف الورق: تحاليل استاذ ادم اول مره قالت انه AB و ده نفس فصيلة المريض ف نقلنا الدم منه ع الاساس ده. بس اما شوفته بعد ما كان اتنقل الدم للمريض اكتشفت ان في تطابق غريب ف صورة الدم الكامله بتاعته مع كافة تحاليل المريض اللى عملها من وقت ما جه. و خوفت لا يكون العينه اتبدلت ف المعمل و دى عينة بنته بس اتلغبطوا ف المعمل و حطوا عليها اسم ادم و بالتالى نقلناله من ادم غلط. ف عملنا فحص انسجه على العينه اللى اتنقل منها دم له و اللى عليها اسم ادم مع المريض و ده اشبه بتحاليل DNA بس اسرع و اكدت النسب بينهم!

بدون قصد او سابق اتفاق بينهم و برغم كل الخلافات و الاختلافات بينهم اتفقوا ف نفس اللحظه دى ف قفلة عينيهم بسرعه!

الدكتور: و عشان كده طلبنا استاذ ادم اخدنا العينه التانيه عشان نتأكد ان محصلش لغبطه و اتنقل للمريض دم غلط. ف اتأكدنا من فصيله العينه التانيه انها AB و ده فعلا نفس فصيلة عينته اللى اتعمل عليها التحليل و اكدت النسب لان العينة التانيه ليكوا انتوا الاتنين اصلا O نيجاتيف! عملناله اشعه خاصه بالنسب و دى ادق و بالليزر و بيّنت نفس النتيجه! يعنى من صُلبه!

هديه بصتله قوى بصدمه و ادم عينيه وسعت اوى برفض و مشافش قدامه غير سنين عمره اللى ضاعت ف افكار متخبطه و انهارده بتتنفى بجرة قلم!

حنين قربت بتوهان: يعنى ايه؟

الدكتور بص لحمزه بحيره: يعنى اخدنا منهم عينتين بتوع الانسه و الاستاذ بس العينه اللى طلعت نفس فصيلته بتاعة استاذ ادم و بعد ما نقلناها و نزلت ببص ف التحاليل حسيت ان في حاجه غلط. التحاليل بتاع الاستاذ متطابقه مع المريض جدا و تحاليل الانسه مش متطابقه معاكى انتى و المريض كأب و ام. ف شكيت ان تحاليل الاستاذ يكون دى تحاليل بنته و اتحط عليها اسم ادم بالغلط. عملنا تحاليل انسجه للعينه مع المريض و اكدت النسب فعلا بينهم و ده شككنا اكتر ان العينه اللى عليها اسم ادم مش بتاعته و بتاعة الانسه و اتلغبطنا ف طلبنا عينه تانيه من استاذ ادم و طابقناها بالعينه بتاعته الاولى اللى كنا شاكين انها اتلغبطت و مش بتاعته بس طلعت هي هي نفس العينه و بتاعته.

حنين تممت بتوهان: و اللى هي كنتوا طابقتوها مع حمزه و طلعت
الدكتور كمل: طلعت اكدت النسب انه من صُلبه! و الاشعه اكدت نفس الكلام!
حمزه ابتسامه تلقائيه و عفويه ظهرت على وشه بعيون لمعت بفرحه غريبه مع ادم اللى بصّله بتوهان. كان مشى عشان شك ان امه خاينه زى ما سته قالت. ايا كانت مين امينه اللى اتقتلت و لا حنين. سته قالت ع الاتنين خاينين و قالت وِلد الخاينه ملهوش ديه. شافهم بيقتلوا امينه قدامه!

مشى عشان مقدرش يتحمل او يتقبل فكرة ان امه خاينه و حمزه الراجل اللى كان فاكرُه ابوه و عاش معاه يبقى له مجرد جوز لأم خاينه و يطلع قاتل و بدم بارد!
بس دلوقت التحليل لغبط كل ده. حمزه ابوه و ده معناه ايه! ان امه مش خاينه! طب هي مين فيهم! لو امينه يبقى اتقتلت ليه؟ و لو حنين يبقى ازاى و هو اتأكد ان هديه مش اخته قبل كده!
رجع بذاكرته ليوم ما قابل هديه من تانى ف العشوائيات.

Flash baak
ادم اما حس ان مشاعره ناحية هديه غريبه. بيتشدلها. ابتدى يحبها بمنطق رافض للعلاقه اللى بينهم انها ممكن تكون اخته! حتى لو من الام بس!
يوم ما قضى ليلته معاها ف الكوابيس و قام من نومه طردها. بعدها كلم انس و حكاله اللى كان عارف بتفاصيل الحكايه من قبلها. اداله عينة دم كانت على هدومها و انس عمله عليها DNA بينهم.
ادم مسك التحاليل بلهفه و ابتسم بفرحه غريبه.

انس بحيره: ادم. التحاليل بتقول ان هديه مش اختك. مستحيل تبقى اختك لا من اب و لا من ام
ادم ابتسم برضا: تمام
انس بذهول: ايه اللى تمام؟ بقولك هديه مش اختك لا من اب و لا ام. عارف ده معناه ايه؟ انها لو بنت حمزه و حنين يبقى انت
ادم طبق الورقه حطاها ف جيبه و حط ايديه ف جيوبه و اخد نَفس طويل من الدنيا كإنه بيقولها اخيرا نويت احاربك بعد ما كنت مستسلم و اكيد هبقى قدك!
انس اتعدل قدامه بجديه: ادم. طب ما تعمل.

ادم قاطعه برفض: انا مش هعمل حاجه. عشان مش عايز حاجه
انس: بس انت عملت لهديه!
انس رد بتلقائيه: عشان عايز هديه
انس: بس ع الاقل تفهم. انت كنت فاهم ان حنين امك و تفسير انها خاينه زى ما ستك قالت يعنى خانت حمزه و هو مش ابوك. بس التحليل قال انك مش اخ لهديه اللى هي بنت حنين يعنى حنين مش امك. يعنى ممكن تكون الست اللى اتقتلت دى، ماهو اصل لو مش خاينه قتلوها ليه!

ادم قفل الحوار بجمود: مش عايز اعرف حاجه تانى. هديه مش اختى و ده اكتر من كفايه
انس بصّله شويه و ادم هز راسه و قفل الحوار بقرار انه مش هياخد غير اللى عايزُه و هو مش عايز غير هديه!
حمزه قاتل. عرف عنه بعد كده اما كبر خاصة انه كان كبير يعنى عارف تفاصيله ف عرف عنه انه شغله كان حرام و فلوسه. حنين خاينه. امينه خاينه!
baak.

صورة المشهد قدامه بهتت شويه بشويه من جوه عيون حمزه اللى رجعت من تانى قدامه متعلقه بيه.
هديه لفت وشها لهم بتوهان: يعنى ايه! يعنى ادم اخويا؟ اخويا اللى سابنى من سنين و اتنزع منى بالدم و وجعنى و يوم ما رجع رجع بالوجع تانى؟ عشان يوجعنى تانى!
حمزه بصّلها قوى و محتار انهى هيوجعها اكتر. انها تعرف انها مش بنته و تحل لأدم لانها مش اخته. و لا انها تفضل عارفه ان ادم اخوها و خلاص و تتوجع انها مش حلال له!

بصّلها بتوهه و بص وراه لأدم بإستنجاد يشاركه الاختيار.
ادم حاول يقرب منها بضعف: هديه
هديه صرخت فيه بجنون: متقولش هديه! انا مش. مش هديه. مش هديه لا. انا حبيبتك. حبيبتك يا ادم صح؟
ادم بص لحمزه بنفور و مش شايف غير انه سبب ف وجعهم و بس. زى ما كان ف اللى فات سبب وجعه هو هيبقى ف اللى جاى سبب وجعها هى. لإن ده معناه ان حمزه مش ابوها! ان حنين خاينه اكيد! ان هديه هتعرف كل ده و تعيش تفاصيل وجعه!

هديه راحت ع الدكتور بإستنجاد: الكلام ده مش صح. قول انه غلط. ان ده الغلط اللى كنتوا شاكين فيه. بس. بس طلع مش صح. مش صح
الدكتور هز راسه بنفى: اعتقد ال DNA هيحسم الموضوع مع انه النتيجه واضحه
هديه رجعت لحمزه و قربت منه بإنهيار: بابا. بابا قول حاجه. قول ان ده كذب. ان في حاجه غلط
حمزه غمض عينيه و هي هزته قوى: انت. انت ساكت ليه يا بابا؟ بابا قولهم ان ده غلط.

حمزه فتح عينيه غصب عنه من هزتها له و بصّلها بدموع.
هديه حاولت تمسك إيده زى عيله صغيره تايهه و ما صدقت مسكت ف امل هيرجعها: بابا. بابا انت لو مش عايز تكذّبهم عشان طول عمرك كنت عايز ادم يرجع ف صدقنى. صدقنى هيرجع. و الله هيرجع يا بابا
حمزه بص لأدم و نطق بمشاعر مكهربه جسمه قبل صوته: بس هو رجع يا هديه!
هديه وقفت بجسمها اللى اتهز بعنف: يعنى ايه يا بابا؟

حمزه اتنفس بصعوبه و هي هزت راسها بتوهه: لالا يا بابا. هو بيقول لسه في DNA و ممكن ده يقول
حمزه تمتم بخفوت: انا عملته. ملهوش لازمه
هديه بصتله قوى برفض: انت كنت عارف يا بابا؟
حمزه هرب بعينيه منها بعيد ف اتقابلت مع عيون ادم و هي بصت لأدم معاه.
قربت منه بتوهان: ادم.

ادم غمض عينيه و هي مسكت إيديه برعشه منها: ادم. ادم قول حاجه. انت طول عمرك بتحارب عشانى. حاربت الظروف اللى خلتك غصب عنك متجوز و انت مش فاهم. حاربت الظروف اللى خلتنى ف وقت من الاوقات غصب قدامك حراميه و ببرشم و بردوا كنت مش فاهم. حاربت الظروف اللى خلتنى قاتله و ممكن اتعدم و تتحرم منى. اهى. اهى الظروف بتحرمك منى تانى. يلا. يلا حاربها يا ادم. حاربها زى كل مره.

ادم هرب بعينيه بعيد و هي شدت ايده من تانى بتوهان: يلا يا ادم. حاربهم. قولهم ان الكلام ده غلط. قولهم انى لا مش اختك. حارب الظروف زى كل مره
ادم اتجمد مكانه و متهزش سنتى واحد من شدتها و هي بصت لمسكتها لإيده و عينيها وسعت بجنون: ادم. ادم انت مصدقهم؟ ساكت ليييييييه؟
ادم غمض عيونه و هي بصتله برفض: انت. انت قولتلى انك عندك ابوك و امك. انك وحيد ابوك و امك. انك عايش معاهم. ان فاطيمه تبقى.

وقفت بالكلام و حاولت تجرى على برا: فااطيمه. فاطيمه
خرجت بتتلفت حواليها و ادم حاول يتحرك وراها يلجم حركتها يرجعها: ملهوش لازمه
هديه حركتها اتجمدت بين دراعاته و لفت وشها له ببطئ تايهه: ملهوش لازمه!
ادم ساب دراعه من عليها و كتم دموعه عليها بألم.
هديه بصت ف عينيه قوى بحذر: قولى انك مكنتش عارف. مكنتش عارف حاجه. قولى انك مكذبتش عليا. قولى يا ادم ارجوك انك مش كذاب، انك مخاطرتش بوجعى.

ادم دموعه نزلت قصد دموع عينيها و تمتم بضعف و قلبه بينفر برفض: مانا، هفضل، بردوا، احبك
هديه صرخت بجنون: لالا. مش. مش اخويا لا. عينيك بتقول كنت عارف. قلبك قالى انك كنت عارفنى. يستحيل تكون كنت عارف انك اخويا و تسيبنى كده. تسيبنى كده اعشقك. لالالااا
ادم بص لحمزه و هو بتنهار اخر حصونه. كده كده هتتوجع بس الاختيار اوجع عليه!
سحبها من إيدها و وقف قدام حمزه بجمود.

حمزه بص للإتنين قدامه. منظر كان هيبقى جميل لو كان ف ظروف تانيه. منظر اتمنى يشوفه و مشافهوش من سنين طويله اوى!
ادم اتتفس بجفا: اتكلم. قول اى حاجه
حمزه غمض عينيه بألم و ادم صرخ فيه بجنون: انطططق!
حمزه عرف ان ادم اختار رغم توهة عينيه. وقف بترقب كهُدنه اخيره يختار بين يختار يفضل اخوها و يوجعها كحبيب و لا تعرف الحقيقه و تتوجع!
فجأه الصوت سكت. الدموع وقفت. الكلام اتحجز على السنة الكل!

حنين بتتنفس بالعافيه و هي بتبص لهديه اللى بتنهج بعنف و هي بتبص لحمزه اللى عينيه متعلقه بنفس النظره بأدم اللى بيبص لهديه جنبه و بينهج بنفس النظره لها!

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة