قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر والأخير

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر والأخير

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر والأخير

ادم بصّلهم قوى و ثوانى و نزل وراهم بنات لبسهم مش باين من الملايه السوده الملفوفه على كل واحده..
ادم ضيّق عينيه بشك و بص جنبه لحمزه اللى برّق..
حنين مسكت ف دراع حمزه بخوف: هو فى ايه؟
ثوانى و اشتغلت موسيقى حزينه و النعش بيتحرك لتحت و اول ماوصلوا عنده البنات صوتت مره واحده بشكل خضّه..

ادم كز على سنانه مجرد ما فهم او ابتدى يفهم و هما نزّلوا النعش قدامه و قربت بنت من اللى وراه و كشفت الملايه السوده عن نفسها و كتمت ضحكتها لأدم اللى حط إيده على راسه بغُلب..
هنا قربت رفعت الغطا عن النعش و ظهرت هديه جواه بفستان ابيض رقيق جدا و بسيط و طرحه و ميكاب هادي، مينكرش ان رغم جنون الموقف الا ان جمالها خطفه و استحوذ و لو جزء من تفكيره..

هديه كانت راقده ف النعش و مغمضه و دراعاتها جنبها بشكل صامت..
حنين حطت إيدها على راسها بإستسلام و بصت لحمزه اللى مش قادر يكتم ضحكته و مش عارف يضحك..
هنا شاورت لأدم المبرّق للنعش و هى بتتكلم بالعافيه من الضحك الصامت على وشها: اديها قُبلة الحياه
ادم عض بوقه و ضحك غصب عنه بيأس: نعم!
هنا ضمت بوقها بمرح: اديها قبلة الحياه خليها تعود للدنيا من تانى، بس المرادى دنيتك انت.

ادم حط إيديه ف وسطه و إتلفت حواليه بغُلب: اه قبلة الحياه
هنا قربت و سندت كوعها على كتفه بهزار: انت مش شايف بوقها واخد وضع البوس ازاى؟ يلا خليها تعود للدنيا و تدخل دنيا
ادم رجع بص حواليه: اه دنيا، اه صح
قرب و مد إيده من ورا رقبة هديه و هى رقده رفعها من قفاها: ده انا هخرّجها من الدنيا
حمزه قرب منهم و هو بيتكلم بالعافيه من الضحك: يلا ارزعها بوسة الحياه اللى هترد فيها الروح يا قائد.

هديه كاتمه ضحكاتها من رد فعل ادم و الغيظ المتملك منه و اتعدلت من رقدتها مع شدته لها شبه قاعده ف النعش..
ادم ميل رفع النعش على كتفه و جرى للقاعه جوه..
هديه اتعدلت قاعده فيه و باينه للناس و ميلت راسها بغيظ له تحتها: انت هتعمل ايه يالا؟
ادم رفعلها وشه بغيظ: داخلالى دنيتى بالنعش يابنت الصرمه؟ هو انا ناقص فقر؟
هديه ضحكت ببلاهه: بعبر عن الواقع سيدى الريس.

ادم برّقلها فوقه: و بتهزرى كمان؟ طب و دينى لا اكملك الرحله و بدل ما تدخلى دنيا تطلعى منها
لف طريقه للخروج من القاعه و هى صرخت بضحك و هى بتحاول تميل وشها له تحتها: بهزر يا مرضان، بهزر، انت مبتهزرش؟
ادم حدف النعش قدامه بغيظ اتهبد بيها ع الارض: لا بهزر يا بنت الصرمه، ماهو يا اعقّلك يا تجننينى
حمزه انفجر ف الضحك بعد ما كتم ضحكاته لوقت طويل و حنين ضحكت بفرحه معاه..

هديه وقفت بغيظ من النعش على ادم اللى شافته بوظلها شكل المفاجأه..
ادم قرب منها بغيظ و هى جريت ورا حمزه و استخبت فيه و هى بتضحك من ورا ضهره لادم: اعقل يا دومى
ادم قرب من حمزه: انتى خليتى فيا عقل يا بنت الاهبل؟
هديه بتشاور ف وشه بضحك: يا باربونيا، طب اقولك نكته قبيحه و تضحك؟
ادم برّق و هى ضحكت بمرح: بيقولك مره جبنه جت تزغزغ جبنه قالتلها كيري كيري كيري.

ادم رفع حاجبه و هى ضمت عينيها بمرح: ايه وحشه؟ بلاش، خدى دى، مرة واحد سباك راح فرح مخلاش حد ينقط
ادم ضحك بيأس و هى ضمت عيونها ببراءه بتضحك: طب القف دى، مرة ظابط وقع لقي ف رجله تعويواويواويوا ههههههه اسفه
ادم رفع حاجبه: لا بتاعتى انا الحته دى
هديه ضحكت بمرح قلدت اللمبى: بنقلدك
ادم شد إيدها اللى بتشاور و هى خبطت ف صدره: بت
هديه لفّت دراعاتها حوالين رقبته بدلع: قلب البت
ادم لهجته لانت: ايه؟

هديه فردت دراعاتها بحيث تنزل بيهم على ضهره تضمه بيهم برقه: عقل البت، مستغرب ليه انها مجنونه و عقلها معاك؟
ادم قرب اكتر منها اول ما ضمته و اتقابلت وشوشهم ف لحظة اغراء..
حمزه ضم حنين اللى ابتسمتله بعيون مدمعه فرحه: اخيرا يا حمزه
حمزه ابتسم بحب لمنظرهم: ماشاء الله لايقين على بعض اوى
حنين ابتسمت لشكلهم و هزرت لحمزه: بس ابنك طويل حبتين ياعم مضيع هيبة البت
حمزه ضحك بغيظ: معلش هبقى اقصهولك حته.

ادم اخد نفس طويل اوى و همس ف حضن هديه: اخيرااا
هديه ابتسمت برقه: التراك خلص معقوله؟ كنت حاسه انى طول الوقت بجرى ف تراك ملهوش اخر، مكنتش عايزه السكه تخلص مادام معاك، بس كنت عايزه التعب يخلص
ادم رفع وشه و ابتسم و لاعب ارنبة مناخيرها: انا اللى جريت وراكى على فكره
هديه بإغراء عملت نفس حركته بس بوشها كله مش مناخيرها بس: لا انا اللى جريت وراك
ادم ضم بوقه بدلع: لا انا اللى جريت وراكى.

هديه ضحكت بخفه بصوت عالى: اهو جرينا ورا بعض
ادم ضحك بفرحه و رجع ضمها و هديه ضمته بحب صافى بعيد عن الاغراء و ابتسمت بشئ من الراحه: كل شئ و له اخر يا ادم، كل شئ و الله اخر حتى التعب
ادم اخد نفس طويل ف حضنها و رفع وشه و اتقابلوا ف نظرة حب صافيه خاليه من اى تعب او وجع قطعها حمزه اللى دخل وسطهم بغلاسه و فرد دراعاتها ضمهم عليه: طب و بالنسبه لقلة الادب دى ملهاش اخر هى التانيه؟

ادم كز على سنانه بغيظ و حمزه كتم ضحكته و رفع حاجبه: ايه ملهاش اخر؟
ادم عض بوقه و حمزه نزّل حاجبه و رفع التانى: كنت عارف و الله انها ملهاش اخر، انا اصلا معرفتش اربى، جايب بت مسترجله و واد نص سوا
هديه كتمت ضحكتها و هى بترجع لورا ركنت ف حضن حنين بيضحكوا على منظر ادم اللى عض بوقه بغيظ: كويس انك عارف، ابعد بقا انهارده عنى لاحسن خلقى ضيق و متخلهوش ينفجر فيك
حمزه غمزله بمرح: ايه ده لا موأخذه اللى هينفجر؟

ادم برّق و حمزه ضحك بصوته كله و هو بيقرب يضمه عليه برخامه: طب ايه؟ نسك ع الفرح؟ اقولك نكته قبيحه؟
ادم رفع حاجبه: لا متتحدونيش دى بتاعتى
حمزه قرب وشه و خبطه براسه ف راسه: اوعى تنسى انى كنت الاستاذ، تتحدانى؟
ادم عينيه لمعت بذكريات طفولته مع حمزه و نكتهم سوا و حمزه رفع حاجبه: ارخم نكته و اللى يضحك يطلع برا الفرح
ادم رفع حاجبه لحمزه يستفزه: مره واحد عمل خطأ فادح والتاني عمل خطأ غامق.

حمزه ضحك بغيظ كتم ضحكته بسرعه عشان عرف ان ادم بيرمى عليه: مرة واحد جواهرجي بيعاقب ابنه عشان بيقول الماظ خارجة هههه اسف
ادم بص على حنين و هديه: مره واحده لابسه شيك والتانيه لابسه وصل امانه
حمزه سيطر على ضحكته بالعافيه و هو بيبصله على هديه: مره عريس محشش شاف عروسته ليلة فرحهم علي رقبتها تاتو احمر قالها الحقي رقبتك بتسجل فيديو هههه اسف.

هديه ضحكت بصوت عالى و ادم بصلها بغيظ: مرة كهربائي اتجوز أربعة جابلهم مشترك
حمزه كتم ضحكته: مره ممرضه اتجوزت خلفت ولدين سمت واحد وليد والتاني عضل
ادم كعمش وشه بغيظ من تحدى حمزه: مره واحد و ابوه راحوا للحلاق واحد حلق و التانى غويشه
حمزه ضحكته بتطلع و تغيب من منظر ادم: مره واحد خلف بنتين واحده اسمها نجلاء والتانيه اسمها نج اااه
ادم كعمش وشه يدارى ضحكته: مره واحده اسمها ساميه كبرت بقت دقيقه.

حمزه رفع حاجبه: مره واحده اسمها اسماء وقعت بقي كل اسم ف حته
ادم رفع حاجبه زيه: مره واحده اسمها ساندي دخلت هندسه بقا اسمها ساندي متر مربع
حمزه وشه بيضحك بصمت: مره واحده اسمها علياء كبرت بقت ع الواو
حنين بصالهم بغيظ و مبرقه عينيها اللى بتتنقل بين الاتنين و نكزت هديه: سكتى جوزك
هديه ضحكت بمرح: ما تخليكى ف جوزك احسن
ادم كز على سنانه لحمزه: مره واحد راح يجيب عيش لقاه سخن وداه المستشفي.

حمزه رفع حاجبه بتحدى رغم ضحكته الصامته: مره واحد راح بعيد رجع برمضاااااان
حنين و هديه بصوا لبعض بغيظ و صرخوا ف لحظه واحده و كل واحده بتشد جوزها بغيظ من شعره تميل راسه: بسسس
ادم كتم ضحكته بسرعه و شاورله بمرح: اطلع برا
حمزه: انت اللى ضحكت
حنين صرخت فيهم بيأس: يا عيال.

حمزه كتم ضحكته بمرح لأدم: بيقولك مره ظابط ف كمين بيقول لسواق نقل صعيدى محمل جزم واخد اخواتك و رايح ببهم على فين با بلدينا، قاله هقدملهم ف كلية الشرطه
ادم برّق و حمزه انفجر ف الضحك بسعاده..
ادم زقه بغيظ و حمزه زقه قدام بضحك و كل ما ادم يقرب حمزه يزقه بضحك لحد ما اجبره يضحك و دخلوا القاعه وسط ضحكاتهم اللى تاهت وسط المزيكا اللى عليت..

الفرح كان بسيط لكن فرحته و جنونه مكنتش بسيطه ابدا، ادم وسط صحابه و جيرانه و اهله و مديرينه و محاط بالحب اللى عاش طول عمره محروم منه و الاهم من كل دول حمزه محاوطه بإهتمامه بكل تفصيله و ادم استسلم بكل الرضا اللى جواه..
ادم ابتسم لانس و منير بفرحه: عقبالكم
منير برّق: ايه ده؟ ادم بتاع كورسات الكأبه و خوازيق الجواز و الجواز زى المطر اوله خير و اخره طين، بيدعوا للتفاؤل؟ عجبت لك يازمت.

ادم ضحك و منير رفع ايديه: لا ياعم اما اشوف بعينى النتيجه، ده انت يا ابن الكلب كنت قالب على رضوى الشربينى مقاس رجالى
انس ضحكته راقت بصفا و عينيه راحت بتلقائيه على علا بعيد جنب هديه: لا انا صدقته خلاص
ادم رفع حاجبه و غمزله و انس غمزله: بنقلدك يا عم، و لا هو انا زى المتطلقه ف الحزن مدعيه و ف الفرح منسيه؟

هديه مبسوطه للحلم اللى شايفه اول خطواته بتدبدب قدامها، حنين معاها لحظه بلحظه و فاطيمه و بتغيب و تتنطط بهديه الصغيره و صحابها و الجو مرح جدا معاها..
الفرح خلص و حمزه اخدهم ف عربيته و اتحرك للبيت و ادم خلى انس يوصل فاطيمه و عابد بعربية ادم..
مجرد ما وصلوا البيت و بينزلوا لمح رحاب و امها و ابوها و اخوها حواليها و شكلهم بقالهم كتير هنا و الاهم شكلهم بيحاولوا يتحركوا بيها و هى بتعاند..

ادم اخد نَفس طويل ف العربيه و حمزه بصله وراه: ادم خليك و انا
ادم شاورله: لاء، الحوار ده لازم يستفض بقا
نزل و حمزه نزل وراه و هديه نزلت بسرعه بعد ما فشلت محاولات حنين تمنعها..
فاطيمه و عابد نزلوا و الكل اتلم قدام البيت..
ادم بص لمصطفى ابو رحاب: لو مش عارف تحكم بنتك و مراتك زى العاده انا هضطر اتعامل
مصطفى: يابنى و الله انا حاولت امنعها بس اتفاجئت بيها نزلت و توقعت اول مكان هتروحه هنا ف جيت و.

ادم زعق: اوعى تفتكر انى مش عارف اتصرف معاها او اخد حقى، انا بس عامل حساب ان كان بينا عِشره و فاضل منها بينا بنت، لكن لحد كده و هنسى ف يوم انى دخلت بيتكم و هشيل بنتى من الحكايه و ساعتها محدش فيكم يلومنى
رحاب استغلت انشغال ادم مع ابوها و اول ما لمحت هديه نازله من العربيه منظرها بالفستان الابيض جننها اندفعت بغضب و من غير كلام حاولت توصل لهديه..

هديه الفستان كان مبطئ حركتها و هى استغلت ده و حاولت تجرجرها بعنف و مبتتكلمش و الغل بس اللى محركها..
حنين قربت بسرعه تسلكهم لانها اقرب واحده لهديه ف اللحظه دى و الكل بيقرب..
هديه الصغيره وقعت من ايد حنين او رخت من ايدها و رحاب شدتها منها بعنف..
ادم بصلها بغضب و اتوتر للحظات انها تطالب بيها بس اتصدم اما لمحها بتبعد بيها ناحية سكة العربيات..
ادم قرب منها بترقب: هاتى البنت.

رحاب بصتله بكُره: انت قولتلى انسى انها بنتى و ان ليا بنت منك، و انا نسيت
حمزه بيجرى ناحيتهم بجنون ادم صرخ و هو بيشاورلهم: محدش يقرب
حمزه شاورله برفض: لا يابنى، لالا
ادم زعق: قولت مش عايز حد معايا، محدش يقرب
ادم بيقرب بحذر من رحاب و اما حركتها بتعنف بيضطر يقف: هاتى البنت بقولك.

رحاب زعقت بغلّ: هتعمل ايه اكتر من اللى عملته؟ و لا انا هعمل ايه اجيبك بيه لعندى اكتر من اللى عملته؟ ده انا خسرت دينى عشان اجيبك على رآى امك!
ادم زعق: غلطتى، انتى غلطتى يارحاب
رحاب زعقت و ايديها بتتهز ببنتهم بجنون: كل الناس بتغلط، كل الستات ف بيوتهم بتغلط، امك غلطت، ابوك، مرات ابوك، حتى هديه بتاعتك، اشمعنى انا اللى اتحاسب لوحدى على غلطى؟

ادم حاول يقرب بسرعه: دى بنتك يا رحاب، و انا لو قولتلك انسى ف ده عشان متدخلهاش ف حساباتنا اللى خلصت، انتى خدتى حقك من غلطى قبل ما اغلط و انا اخدت حقى ف هديه اللى مش عايز غيرها و سيبتك محاسبتكيش على غلطك عشان بنتك، دى بنتك يا رحاب!
رحاب بصتله بإنتقام و شر و هى بتندفع بالبنت ناحية العربيات: و هتدفع تمن غلطتى، مش هى بنتى و انا غلطت! يبقى تدفع!

ادم للحظه سنين عمره اللى عدت مرت ف لمحات سريعه قدام عينيه ف حركة رحاب ناحية العربيات ببنته، شاف فيها صوره بغيضه رفض حتى انه يفتكرها..
مصطفى ابو رحاب بيحاول يقرب محاسن شدته بغيظ و وقفته: سيب الشملول يتصرف، مش فالح ف السرمحه و المحن خليه يشرب بقا
رحاب بتتحرك بهديه بنتها قدام ادم اللى فتح عيونه بشر و بصلها: خليهالك، مش عايزاها و بتقولى بنتك؟ و انا مش عايز حاجه من ريحتك!

رحاب للحظه وقفت بصدمه، ادم لغبط كل حساباتها، هى عارفه ان ادم روحه ف بنته و مهما حب هديه ف مش اكتر من بنته، ده حاول يضحى بحبه بهديه عشان بنته قبل كده ميظلمهاش و يضمنلها وجود ام بعد امه، و هو بنفسه و فاطيمه قالتلها كده، ازاى دلوقت بيضحى بيها بسهوله كده؟ للدرجادى عشق هديه!
ادم استغل لحظات توهانها و قرب ف حركه سريعه شد بنته منها بلهفه و هى قربت بجنون بعد ما استوعبت رد فعله..

حمزه قرب بسرعه و الكل بيقرب بحذر عشان سكة العربيات و رحاب حاولت تشد البنت من دراعه و هى بتصرخ فيه بغلّ و ادم عشان بنته معاه مش عارف يلجم حركتها فبيزقها بدراعه، مسكت دراعه بغلّ و استغلت لخمة حركته بالبنت و بإيديها الاتنين حدفته بعنف ع الطريق و هى رجلها قدامه اجبرته يتحدف ع الارض!

ادم بيحاول يضم بنته اللى بتتشنج ف حضنه و بيمد ايده يسند ع الارض يقف بيها رحاب وقفت على رجله بغلّ: انت اللى وصلتنا لكده يا ادم، مش قولت انك خدت حقك بهديه و هى حقك اللى انت عايزُه، سيبنى اخد حقى انا كمان اللى انا عايزاه.

ادم حاول يشد ايده من تحت رجليها و ايده التانيه ضامه بنته و ف محاوله عنيفه منه لسحب دراعها من تحت رجليها و هى بتضرب فيه برجلها التانيه بعنف ادم زقها بغضب و هى للحظه اتحدفت وراها على مكنه معديه بسرعه حدفتها على عربيه بعيد لبست ف قزازها و العربيه حدفتها بعنف قدامها و خبطتها و هى بتحاول تفرمل..
الموقف مخدش دقيقتين و كل شئ خلص..
الطريق وقف فجأه على صوت الحادثه و الكل قرب و امها وابوها جريوا عليها..

امها صرخت فيه: و حياة امك لا اقتلك، و حياة امها لا ادفعك تمن رقدة بنتى دى
ابوها و اخوها شالوها بسرعه بدون وعى كافى للى بيعملوه و حركتهم لها ف وضع زى ده و حطوها ف عربية اخوها و جريوا بيها ع المستشفى..
حمزه و عابد و فاطيمه و حنين و الكل حاوط ادم اللى كان ببنته لسه ع الارض و متابع الموقف بذهول..
حمزه كان اسرع واحد وصله و حاول يقف بيه: ادم
ادم بصله بتوهه: انا مقتلتهاش.

حمزه حاول يطمنه: هى هتبقى كويسه و تقوم، مش عشانا هى الله يسهلها، و لا حتى عشان بنتها اللى خاطرت بيها، بس ع الاقل عشان نفسها و ابوها و امها
ادم رد بتهتهه: انا مقتلتهاش يابابا، مقصدتش
حمزه حاول يوقفه تانى: عارف يا بنى، عارف
ادم: هى، هى حاولت تحدفنى ف سكة العربيه ببنتى، هى، انا كنت بدافع عن نفسى
حمزه معرفش يوقفه مره ورا مره ف نزل ع الارض جنبه: شوفتها، كلنا شوفناها يابنى.

ادم بيتكلم بتبرير و ايده اللى بتحاول تشاور مكان الحادثه بتترعش: هى و الله، هى اللى حاولت، هى كانت بتجر رجلى ببنتى تقريبا، كانت بتهددنى ببنتى لحد ما جرت رجلى لهنا
حمزه حاول يضمه اما لاحظ رعشته: ربنا ستر يا حبيبى، انت بخير و بنتك بخير، بنتك ف حضنك اهى
ادم تبت فيه بضعف: كانت بتهددنى ببنتى، انا مبيعتهاش، مسيبتهاش لها، مكنتش هسيبها، انا كنت بحاول اضمن انها مش هتأذيها.

حمزه هز راسه بفهم و هزة راسه عنيفه كإنه بيطرد افكاره و ملامح الماضى و باقياه من دماغه..
ادم مسك ايد حمزه: بابا، بابا انت مصدقنى صح؟ انا لا يمكن اعمل كده يا بابا، مستحيل ائذيها يا بابا مهما حصل بينا، عشان بنتى اللى بينى و بينها، انا معرفش انها هنا، انا مقصدتش يا بابا هى اللى حطتنا ف موقف زى ده
حمزه ملقطش من جملة ادم الطويله غير الكلمه اللى اتمناها من سنين بابا
ابتسم بلهفه و هو بيرددها: بابا.

عابد تمتم برضا: سبحان مقلب القلوب و مسبب الاسباب، سبحان الله
ادم وقف و قرب من هديه الجامده بخوف مكانها و مجرد ما لمسها حسها بتترعش..
ادم ضمها عليه بدفاع: انا مزقتهاش يا هديه، انا معملش كده حتى لو هى كانت ناويه ع الغدر بيا
هديه دموعها نزلت و هو مسك ايديها اكتر: و الله ما غدرت بيها و لا اذتها حتى لو هى سبقت بالاذى من زمان، انا مش كده
هديه هزت راسها بسرعه تطمنه و همست: عارفه
ادم: مصدقانى؟

هديه ضمته بدون كلام و هى اتنهد بصوت عالى ف حضنها..
حمزه شال بنته و قرب منه و ادم بصله كتير اوى و من غير كلام ضمه بسرعه ببنته و اتقابلوا ف حضن طويل اوى لهفته كانت واضحه و صريحه..
حمزه اتحرك بيه لهديه و قرب منها خلاه يضمها و اتحرك بيهم لجوه..
وصلهم لشقتهم و هديه بصت لادم بتردد و همستله: لو عايز تروحلها
ادم بصلها قوى: لو عايز اروحلها ايه؟

هديه بصتله على هديه الصغيره و معرفتش تترجم شكل مشاعرها من غيره لحبها لبنته اللى خايفه تقف بينها و بين امها ف لحظات تكاد تكون الاخيره..
ادم فهم شكل احساسها ف ابتسم: معتقدش انها محتاجه حد، بالعكس ممكن وجودنا انا و بنتى او حتى بنتى لوحدها يزودها اكتر ما يفيدها.

حمزه قرب منهم: متشغلوش بالكم انتوا، حبيبة جدها معايا و مش هتسيبنى و زى مانا متكفل بيها ف متكفل بكل حاجه تخصها، هتابع الموقف و اى جديد انا كفيل بيه
ادم هز راسه برضا و حنين فتحت باب الشقه و بتدخل ادم زق هديه و قربلها بغيظ: ايييه؟
حنين رفعت حاجبها: ايه؟
ادم بص لحمزه اللى ضحك و بصلها: داك اواه منك له لها له للشارع كله، يلا من هنا، بطّلنا اللى يعطلنا
حنين بصتله بغيظ: ع الاقل هساعدها ف الفستان و الطرحه.

ادم سحب دراعها بغيظ ركنها جنب حمزه: و انا اتشليت مثلا؟
حنين بصت لحمزه اللى بيضحك: شايف ابنك؟ انا اصلا كنت هساعده، الفستان تقيل كنت هقلعهولها
ادم شد هديه عليه و هو بيتحرك: قال تقلعها الفستان قال، ده انا متجوزها مخصوص عشان اقلعها
هديه برقت و هو ضحك بصوته كله و شدها لحضنه،
ضم هديه عليه ف حضن طويل اوى و دخل شقتهم و هو ف حضنها و مجرد ما دخل زاد ف ضمته اكتر و اكتر كإنه بيدخّلها جواه..

عابد برا نزل بحمزه و حنين لحد الدور بتاعهم و ابتسملهم و هو بيفتح الباب..
حمزه اتردد بحرج يتكلم و عابد اغناه عن الكلام اما فتحله السكه: يلا اكيد مش هقول اتفضلوا ف بيتكم
حمزه بص لحنين و دخل مبتسم و هىبصت لفاطيمه بحرج: معلش حمزه مش عارف يسيب ادم لحظه، خاصة بعد اللى حصل
فاطيمه ابتسمتلها بعتاب: انتى بتستأذنى بجد ف بيت ولادك؟ و الله عيب.

دخلوا و الكل ببتكلم و يعيد ف تفاصيل اليوم ما بين الفرح و الحادثه و حمزه ساكت تماما، مش قادر يمنع نفسه يربط الحاضر بالماضى، مش عارف يبطل يفكر ف اللى حصل دلوقت و اللى حصل زمان خاصة انه شاف توهة ابنه و تغييره كلياً حتى ف نظرة عينيه له، رحاب انهارده كانت امينه بكل تفاصيلها، كانت امه ف شرها، ابنه كان هيعيش معاناته، وجعه، ياترى القدر انهارده بيرجعه لورا خطوات و لا هيزقه لقدام يساعده! و القدر كان بيعمل ايه مع حمزه انهارده! بيساعده و يسد الفجوه بينه و بين ابنه و لا بيكبرها!

عابد لاحظ سرحانه ف خبط على ايده برزانه و ابتسم..
حمزه ابتسم بحرج: مش عارف اذا كان اللى حصل انهارده ده وقته و لا مش وقته! و مش عارف اللى هقوله ده كمان وقته و لا لاء، لكن ادم عاش نفس الموقف لتانى مره و مش قادر استوعب هو ممكن يكون حس بإيه.

عابد ابتسم اما فهم انه مش قادر ينطق ان ربنا خلى ادم يعيش نفس موقفه عشان يحل الامور بينهم: لا وقته، ربنا مبيسبش اصحاب النوايا السليمه يا ابو ادم، ادم كان لازم يعيش الوش التانى للحكايه طالما مشافهوش و سمعه و مصدقهوش
حمزه بصله بدفاع: انا مش شمتان ف ابنى، انا مكنتش بتمناله يتحط ف موقف زى ده ابدا
عابد: عارف
حمزه: انا فخور بيه انه طلع احسن منى، عمل اللى مقدرتش اعمله، حافظ على بنته.

عابد: عارف، و اعتقد ادم استوعب ده
حمزه بصله بلهفه: مكنتش متخيل انى اسمع منه كلمة ابويا تانى، فكرت اقرب من بنته عشان ادخله من ناحيتها، فكرت ادخله من ناحية بنتى انا، من ناحيتكم، من شغله من ناحية الدكتور اما رجعتله، من اى حاجه لكن متخيلتش ان ربنا هيتدخل بالطريقه دى و ف الوقت ده و يحلها بالسلاسه دى.

عابد ابتسم: مش كل الأمور بتتحل بالتفكير و المنطق و تربيط الحاجات ببعض و الورقه و القلم، في امور اكبر و أوسع و اشمل إسمها الفرج و المخرج الإلهي، اللي هو فوق حدود عقلك و عقل اى حد حكيم بترجعله حتى لو دكتور و مفاتيحها عند رب العباد، عشان كده قبل ما ترجع لحد ارجع لرب الكل و هو قادر على كل شئ
حمزه تمتم بلهفه: و نعمه بالله.

حنين قعدت جنبه بقلق: قلقانه على ادم، طالما انت فكرت بالشكل ده يبقى هو كمان زيك، تفتكر عامل ايه؟
حمزه غمزلها و هو بيهمس بمشاكسه: عامل ايه؟ ده زمانه عامل عمايل
حنين برّقت على حالته اللى اتبدلت و هو رفع وشه بمرح: ابن الوز بقا
حنين همست بغيظ: ابن الجزمه قصدك.

ادم ابتسم لهديه قدامه و هو عينيه تايهه ف كل تفاصيلها، فستانها، طرحتها، مكياجها الهادى و فوق ده كله لخمتها وسط كل ده..
ادم قرب يضمها: يااااه، أخيرا يا حبيبتي اتقفل علينا باب واحد لوحدنا
هديه ضحكت بخوف و شاورتله بتحذير بشكل مرح: طب من اولها كده نزل إيدك بس و بطل شغل الأوتوبيسات الحقير اللي كنت بتعمله زمان ده
ادم رفع حاجبه: أوتوبيسات إيه يابنت الصرمه هو انا شاقطك ورا مصنع الكراسى؟

هديه رفعت فستانها بإيديها الاتنين بشكل كوميدى و هى بترجع لورا: ده مش سبب انك تغشنى يا سطى
ادم برّق: اغشك و اكدب عليكى؟ هى طالبه معاكى نكد و ده مزاجك؟ و لا دى هرمونات؟
هديه ضحكت بخوف و هى بتجرى اول ما قرب: أيوه قولتلي تعالي شوفي امى عشان عيانة أوي و جيت ملقيتش حد، انا طبعا متخيلة اللى هيحصل بعد شوية.

ادم برّق: بت انتى اشتغلتى ف شقق مفروشه من ورايا؟ انتي كنتي لازم تتخيلي اللي هيحصل اصلا من الأول يابنت الصرمه، هو انتي كنتي فاهمة اننا كنا بنجرى ورا بعض عشان نخس و لا ايه؟
هديه ضحكت بنهجان: عادى عشان اسميك الاكس بتاعى و اتفشخر قدام صحابى و ننبسط شوية و خلاص
ادم غمزلها بجراءه: طب ما احنا هننبسط بردوا، ده انا هنا عشان ابسطك ياسطى.

هديه تنت رجلها بالفستان و رفعتها: لو قربت هضربك ف حته مكنتش تحب تضرب فيها و اعورك
ادم ضحك بغيظ: كده هتعورى نفسك يا روحى
هديه جريت بتضحك: الليلة السافله اللي انت ضاربلها نص فدان حشيش دي انت هتقضيها ف فك البنس اللى ف شعرى اصلا
ادم رفع حاجبه: بنس ايه انتى مركبه باروكه ياروحى تحت الطرحه؟
هديه كل ما يقرب تجرى بضحك: ملغمة شعري بنس تحت الطرحة، عشان تبقى تطرد حنون تانى.

ادم كعمش وشه بغيظ و هو بيقرب من راسها يفك الطرحه او يحاول: منك لله انتى و حنون، ده انا كده هقضي شهر العسل ف راسك، ده انتى لو تين شوكى مش هتبقى مغرّزه كده
هديه ضحكت بشكل متدارى: بتحب التين؟
ادم زق راسها بغيظ: لأ كرهته
هديه كتمت ضحكتها: ينفع تاكل التين الشوكي بسهوله من غير ما تتعب و تتشوك و تقشر؟
ادم زق راسها تانى بغيظ: مبحبوش.

هديه بتضحك بصمت: لازم تعاني و تتمرمط و تبذل مجهود عشان تحس بقيمته و انت بتاكله
ادم ضربها بغيظ على قفاها حدفها قدامها: أعاني ليه انا مبحبوش يا بنت الصرمه
هديه اتعدلت بغيظ و هى بتفرك قفاها: و متبوظليش الأمثلة بتاعتي تانى
ادم شدها من قفاها تانى و كمل فك الدبابيس بغيظ: حاضر
هديه بصتله بجنب وشها بغيظ: فى حاجه لازم تعرفها، من اولها كده ممنوع ضرب قفايا تانى
ادم: بقية جسمك عادى؟

هديه لفّت وشها: الا قفايا، ممنوع تلمسه، ممنوع تلمس اى حته ف جسمى
ادم عض بوقه: ده انا جاى عشان المس، ده انا هقضيها لمس، ده انا رايح جاى هلمس و افعص لحد ما تلمسّى كهربا و تمشى تنورى كده
هديه جريت منه بتضحك بخوف: حاجة كمان لازم تعرفها
ادم ضحك غصب عنه: هاا؟
هديه: انا متقلبة المزاج جدا
ادم مسكها من قفاها رفعها: لا مزاجك المتقلب ده تتقلبى بيه على سريرك، فاكره؟

هديه ضحكت بغيظ من مسكته: كده؟ طب ماشى مش لاعبه، طلقني
ادم برّق: نعم؟
هديه ضحكت بمرح: دي لسه أول بروة، عود نفسك انك هتسمع الكلمة دي كتير بعد الجواز، انا اصلا متجوزاك عشان اقولك طلقنى
ادم عض بوقه بغيظ و هو شايفها بتلهيه: حاضر حاضر، بكره الصبح هطلقك انتى و امك و ابوكى و عم عبده و كريمة السكرتيره
هديه بمرح شارتله بصوباعها و رافعه فستانها بإيدها التانيه: انت كجوزي لازم اعتمد عليك في كل حاجة صح؟

ادم برّق للفستان اللى رافعاه يغيظها: ايه ده انتى جايه من بلدكوا بالكالسون؟
هديه سابت ايدها بسرعه نزلت الفستان بضحك: متغيرش الموضوع، عايزة أسألك سؤال
ادم قرب بمشاكسه باسها من خدها، رجعت لورا بسرعه قرب اكتر باسها من خدها التانى و كل مابتبعد بيبوسها بمشاكسه من حته من وشها..

هديه بتتكلم من بين ضحكها بمحايله: لو صحيت في يوم لقيت الحكومة نسيت ان النهارده عيد الشرطه بتاعكم و حكموا عليكم افترا تروحوا شغلكم عادي، دا يبقى إيه؟
ادم رفع حاجبه: لا دي تبقى قلة ادب
هديه ضمت وشها ببراءه بتضحك: شكرا، احفظ بقا كل الأعياد الرسمية بتاعة علاقتنا، عارف كل تاريخنا القذر ده؟ احفظه صم
ادم رفع حاجبه: احفظهم ليه هو انا همتحن فيهم الصبح؟ انا اصلا كنت ساقط تاريخ.

هديه ضحكت بغيظ: شكرا مس لاعبه، طلقنى
ادم ضربها بغيظ على قفاها اتحدفت قدامها: ما تبس يا بنت الصرمه بقى
هديه ضحكت بنهجان: معلش اصل حبيت الكلمة أوى
ادم ضحك بيأس: حاضر هحفظ تواريخنا
هديه: لو نسيت تاريخ واحد هخليه تاريخ وفاتك، انا معنديش أخلاق في النهايات خد بالك، بص معنديش أخلاق عموما
ادم حط ايده ف وسطه: ممم
هديه بتضحك بيأس: عايزة اقولك حاجة كمان
ادم: هاا
هديه: انا رسمالك صورة جاحده ف خيالى.

ادم زكز على سنانه: اسمها جامده
هديه: انت صح، بس متعودش نفسك تصححلي حتى لو بعك
ادم حط ايده على راسه: عنيا
هديه ضحكت بنهجان: ميرسي، طلقنى بقا
ادم ضربها على قفاها جامد: يا بنت الصرمة
هديه ضحكت بمحايله: شووفت انت زهقت بسرعه ازاى؟
ادم: مزهقتش
هديه: مش عايزك تمل بسرعه
ادم بيقرب: حاضر
هديه بترجع بضحك: و تمعلشنى كتير، بسبب بقا و من غير سبب
هديه بتضحك بخوف: لازم تعرف ان الحب بقا زي البتنجان لازم تقوره بالاهتمام.

ادم رفع حاجبه: يعني إيه؟
هديه مثلت البراءه بضحكتها: معرفش بس حسيت اني محتاجة اقول حكمة ف قواعد ليلة الدخله
ادم ضحك بغيظ: ههتهم بيكي حاضر، هتابعك خطوة بخطوة، بصى هقرفك
هديه ضحكت بغلاسه عليه: البتنجان بقى لما بتكبسه جامد بيطفح الرز و هو بيستوى
ادم رفع حاجبه: و دي حكمة برضو؟
هديه شاورت ببراءه كاتمه ضحكتها: لا دى معلومة ف المحاشى عادى
ادم ضحك بغيظ: خلاص مش هضغط عليكي بالاهتمام.

هديه: لا تهتم بقا اد ما تقدر، الاهتمام مبيتطلبش انا عارفه
ادم بيقرب بخبث متعمد بطريقه مغريه: عينيا
هديه لزقت ف الحيطه: بس انا بطلبه عادى
ادم غمزلها: ده انا رايح جاى ههتم بيكى، ده انا هخليكى تهتمى على نفسك، نفك البنس بقى؟
ادم بيقرب اكتر بمكر: حاضر
هديه شاورتله بغُلب: مبحبش الدلع، مبعرفش اعمله، مليش ف الاغراء
ادم عض شفايفه بعبث: امال انتى بتعملى فيا ايه دلوقت؟ شاى بالنعناع؟

هديه ضحكت غصب عنها: مليش ف لبس البنات
ادم غمزلها: و لا البكينى؟
هديه ضحكت بغيظ و هو غمزلها بمرح: بكينى و لا تغدينى
هديه ضحكت بيأس: انت كده وافقت على كل شروطي؟
ادم ضحك بإنتصار: اه و ممكن امضيلك على ورق
هديه برّقت: يعنى انت مش متضايق مني؟
ادم بيفك الطرحه و يرميها بخبث: خاااالص
هديه جريت بضحك: يعني مفيش فايدة؟
ادم غمزلها بملاغيه: و لا فى ادب.

هديه جريت ناحية الحمام: طب بص بقى يا سطى والنبي ابوس إيدك بلاش الحاجات اللى ف دماغك دى انا بنت ناس و الله، انا كنت عايزة اطل بالأبيض بس
ادم برّق: كلمه كمان و هكفّنك بالابيض
هديه ضحكت بتنهج بمحايله: و ربنا ياسطى ماكنت عايزه حاجه غير انى اطل بالابيض و ارقص شوية مع اصحابى و ناخد كام صورة، مكانش ف دماغي و الله إن الموضوع هيوسع أوي كده، أبوس إيدك والنبي ياسطى اعتبرني زي اختك وانا هعيش بلقمتى.

ادم ضحك غصب عنه و هى استغلت ضحكه و جريت ع الحمام و قفلت..

رحاب اتنقلت المستشفى و ابوها و امها و اخوها معاها و الكل منتظر اى حد من الدكاتره اللى من الليل معاها فالعمليات يخرج يطمنهم..
الدكتور خرجلهم بتعب و الكل قرب منه: حالتها صعبه و اللى صعّبها زياده الحاله اللى جيبتوها بيها
محاسن ردت بغضب: منه لله ابن الكلب جوزها، هو السبب، زقها قدام العربيه
مصطفى سكتها: اسكتى بقا خلينا نتطمن ع البت اهم.

محاسن زعقت: و دينى ما هسيب حقها المرادى، و الله لافضحه و امرمطه ف المحاكم
مصطفى سكتها بالعافيه و بص للدكتور بتوتر: طمنى يابنى اللهى لا يسيئك و ملكش دعوه بيها
الدكتور: انا اقصد ان الحاله اللى جيبتوها بيها كانت غلط، جيبتوها بشكل غلط، المفروض مكنتش تتحرك بالشكل العنيف ده و لا بالطريقه اللى جيبتوها بيها دى، حد يشيلها و ينقلها
مصطفى: يعنى ايه؟

محاسن: امال هنجيبها مشى؟ انت مش شايفها غرقانه ف دمها ازاى و سايحه ف دمها و دماغها مفتوحه؟
الدكتور: ماهو عشان كده بقولك اتصرفتوا غلط، الخبطه ف دماغها ف مكنش المفروض تتحرك من مكانها و لو سانتى واحد و تطلبوا الاسعاف.

ابوها بصله بترقب و الدكتور هز راسه بأسف: و للاسف ده عملها مضاعفات مبالغه، زود النزيف بغزاره و خلانا سيطرنا عليه بالعافيه بعد تدخل جراحى و عشان كده للاسف ده اثر على بعض اعضاء جسمها ف استقبالها لاشارات المخ
فريد اخوها رد: زى ايه؟
الدكتور: لحد دلوقت منقدرش نحجم الخساير بالظبط، لكن لحد دلوقت رجليها اللى اتأثرت و عينيها
محاسن شهقت بصدمه: رجليها؟ يعنى اتشلت؟

مصطفى مسك ايدها و بص للدكتور: يعنى ايه لحد دلوقت؟
الدكتور: اقصد اما تفوق هنطمن عليها بشكل تفصيلى بالملاحظه و بالاشعه، بس تفوق
فريد: هى مفاقتش؟ هتفوق امتى؟
الدكتور: الله اعلم، هى دخلت ف غيبوبه نتيجة الحركه الغلط منكم لها بعد الخبطه و الله اعلم هتفوق امتى
الدكتور سابهم و اتحرك و محاسن بتزعق و هى بتتحرك وراه: يعنى ايه الله اعلم هتفوق امتى؟ و انت لازمتك ايه يا دكتور البهايم انت اما مش عارف هتفوق امتى؟

مصطفى قعد بتعب و فريد وقف ساكت و محاسن رايحه جايه بجنون و مش عارفه تتقبل اللى حصل بأى شكل و بتزعق بس!

ادم مع هديه قرب منها و هى خارجه من الحمام ببرنس و غمزلها: يا اللي انتي نعمه ربنا، إنتي البريئه الفاتنه، و المستحيله الممكنه، من نسل ادم زينا، و لا انتي مين؟
هديه خبت فرحتها بإغراء: انت بتعلقنى يالا؟ ده انا مراتك
ادم غمزلها: انا من ناحية هعلقك ف هعلقك، سنتين يا مجرمه بلف حوالين نفسى
هديه ضحكت برقه: خليهم سنتين و دقيقتين و اطمن على حمزه و حنون يا ادم.

ادم غمزلها و هو بيقربلها: مساء البندق قلبك ليه لوحدى مش فندق
هديه دارت ضحكتها بدلع و هى بترجع لورا: اييه؟
ادم قرب اكتر بملاغيه و بص للبرنس يرخم عليها: خدى بقا القبيح، مساء الجبنه الرومي ع اللي نفسي يقلعنى هدومي
هديه جريت بسرعه بتضحك بنهجان: اثبت يالا
ادم غمزلها: اقولك نكته قببحه؟
هديه بتشاور براسها لاء بضحك و هو غمزلها بجراءه: ليه؟، بكره تجيلى ملط و اقولك بطلت.

هديه تمتمت بمرح و هى بتعدى من جنبه للمرايا: سرسجى اوى
ادم غمزلها ف المرايه من وراها: طب ايه؟ ده القلب اشتكي من قله الهشتاكه
هديه ضحكت بغيظ و هو غمزلها: يا واخد قلبى مش هتجى تقعد جنبى؟
هديه ضحكت برقه: المفروض كنت سميت روايتنا ادم السرسجى مش ادم القائد، مش الباشا سرسجى بردوا؟
ادم عضلها بوقه بملاغيه: لا ده محسوبك لطفى، اللى بينور و يطفى
هديه جريت من قدام المرايه لوراه بضحكة خوف: يعنى ايه؟

ادم غمزلها: يعنى ادفع اربع الاف و انط تحت اللحاف
هديه بترجع لورا خبطت ف السرير: اعقل يا دومى، احنا لسه قدامنا شهر عسل، مش انت هتودينى شهر عسل؟
ادم هيقرب وقفت جرى ع السرير، طلعلها ف نطت ع الارض: لا انا مش محتاج شهر عسل لان انا هعيش مع العسل
هديه ضحكت بخوف من حركاته و جريت ع السرير: طب ممكن اريح شويه؟
ادم غمزلها: مسيرك يا ارنبه تيجي ع المرتبه.

هديه ضحكتله بمحايله: اسمع كلامى و تعالى نريح شويه الليله، متبقاش زوج عاق
ادم رفع حاجبه: زوج عاق؟ لا جديده دى
هديه ضحكت بخوف: انا قولت لحمزه امضى بقلم رصاص، عايز ايه يا ادم؟
ادم نزل وراها بإغراء و ابتدى يفك بدلته و القميص اللى قصد يفضل بيها لحد ما تخرج من الحمام: ده سؤال بردوا يتسأل لعريس ليلة دخلته؟

هديه ضمت عيونها اللى رغم انها بتمثلهم بخوف الا انها مش عارفه تدارى فرحتهم و الاهم ضحكتها: انت بتعمل كده ليه يا حبيبى؟ انا هتجوز حمدى الوزير بجد و لا ايه؟
ادم حدف جاكت البدله وراه ع السرير و بيتكلم و هو ببقربلها: جه وقت الحساب
هديه ضحكت بغُلب: حساب ايه؟
ادم غمزلها: اكيد مش حساب مثلثات يعنى، ما تصحصح يا هدهد الجناين ده الماتش انهارده للدورى و الموسم بيبتدى
هديه شاورتله بضحكه: انت اخرك معايا 170 ثانيه.

ادم رفع حاجبه: و اشمعنى 170؟
هديه ضحكت غصب عنها: عدد مباريات حسام حسن مع المنتخب، اصلى بعشق امه
ادم قرب منها بغيظ: و بتقسمى كمان يا بنت الصرمه؟
هديه جريت بخوف: ادم انا خايفه
ادم قرب تانى بمشاكسه: اوعي تخاف هنجيب اهداف
هديه ضحكت بمحايله: عايز ايه يالا؟
ادم غمزلها: هاتى بوسه يا بت
هديه ضحكت بمحايله: انت ممكن تقولى كلام حلو ع فكره.

ادم عض بوقه و هو بيحاوطها بعد ماوصلت للدولاب وراها ف سندت عليه: لا انا ممكن اقول كلام عيب
هديه ضربته ف بطنه: اثبت مكانك يالا لا اشقك
ادم صرخ بإصطناع بعد ما ضربته و جريت و لف وشه لها: هو يستحيل بعد العنف ده يا مجرمه يحصل اى عيب
هديه ضحكت: ادم، ادم احنا بقالنا اد ايه مع بعض؟
ادم رفع حاجبه: انتى هتطلعيلى بطاقه؟
هديه شاورت ف وشه بعنف مصطنع: ولا
ادم حط ايديه ف وسطه: دخلنا ف سنتين.

هديه ضحكت بخفه: طب احنا ف السنتين دول عمرك اتحمرشت بيك؟
ادم قلب بوقه: و لا عمرى قفشت بوسه مشبك
هديه رجعت شاورتله بعنف مصطنع: كنت نشرتلك بالمشبك ده غسيلك الوسخ
ادم قرب من السرير و هى اتعدلت بسرعه على رُكبها عليه: طب ايه؟
هديه ضحكت بخوف: ايه ايه ينفع بعد الصيام ده كله نفقد ايمانا و نفطر على فسق استغفر الله؟
ادم هز راسه بغيظ: لا عندك حق اه
هديه قعدت و ربعت ع السرير بضحك: هنكفر و لا ايه؟

ادم قرب منها و هى رجعت بسرعه نخت على ركبتها: ولا اثبت مكانك هقولك كلام عيب
ادم شاورلها بمشاكسه: ايييوه اثبتى على القناه دى يا ستو انا، انا عايز العيب بقا
هديه حدفته بالخداديه: اه يا مجرم
ادم وهمها انه هيحدفها بالخداديه خلها غمضت عيونها و ميلت ع السرير و هو حدف نفسه بدل الخداديه: اموت ف الاجرام
هديه خبت وشها ف حضنه: هتعمل ايه يا مجرم؟
ادم لف وشها له بدلع: هادفع اتنين جنيه واخد اللي ايدي تيجي عليه.

هديه ضحك بأنوثه ضحكه عاليه و هو ضمها ع السرير برحوله و ضحك برجوله: ياحلاوتك يافايزة اما تكوني عايزة.

حمزه صحى من النوم لاول مره من سنين طويله براحه
كانت غايبه عنه و رجعت مع الغايب..
اتلفت على حنين لحد ما لمحها مكوّره على نفسها على كرسى انتريه جنب البلكونه و شكلها معيط..
حمزه ابتسم بحب و وقف راح جنبها ميل ع الارض جنب الكرسى و مد ايده رفع شعرها و ابتسم..
حنين حاولت تبتسم: عايزه اتطمن على عيالى يا حمزه.

حمزه ابتسم بمشاكسه: ليه جو عبله كامل ع الصبح ده يا حنون؟ ده بنتك فوق دماغنا؟ ده انا سامع صوتهم طول الليل و هموت و ابلغ عنهم
حنين ضحكت غصب عنها و هو ضحك معاها بفرحه: الكلب قفل فونه و اختصر، منعت نفسى بالعافيه اطلعله ارخم عليه
حنين ضحكت برقه: حرام عليك يا مفترى
حمزه ابتسم: قلقانه على مين بس؟ دى عيال مش متربيه و طالما معرفوش يتربوا مع بعض يبقى هيربوا بعض.

حنين ضحكت تانى بخفوت: انا عايزه اتطمن على بنتى انا متعودتش زيك ابعد عن بنتى
حمزه غمزلها: تلاقيها ف حضن ابنى
حنين ضحكت من وسط دموعها: على فكره انت كده بتغيظنى و المفروض انك بتواسينى
حمزه ضحك بخفه: اواسيكى ايه هى مسافره السعوديه؟
هديه اتقلبت ف السرير و قبل ما تفتح عيونها دراعاتها اللى بتفتحهم ضموا ادم بعفويه منها..
فتحت عيونها و كانت اول حاجه تلمحها عينيه المتعلقه بيها..

حبت تهزر بس نظرته كانت كفيله تسكت شهرزاد عن كل الكلام..
ضمها برقه و ابتدى يخطف عقلها ف لحظات مجنونه بتروح و تجى بين العنف و الرقه برعاية جنونهم..
ادم همس ف حضنها: ليه حاسس انى اول مره اقولك انى بحبك؟
هديه همست برقه: و كإنى اول مره اسمعها
ادم رفع وشه فوق وشها بعشق: هحبك اكتر من كده ايه بس يا هديه؟
اتعدلوا على صوت خبط ع الباب و ادم كز على سنانه بغيظ..
وقف بيلبس هدومه: و الله لو امك لا اكرشها.

هديه ضحكت اوى بطفوله: و لو امك؟
ادم خرج بغيظ: و النبى لو ام الدنيا حتى
كان متوقع انه لا امه و لا امها ف غمض عينيه و هو بيفتح و معرفش ميبتسمش..
حمزه رفع حاجبه و مسك وشه المغمض و حرّكه يمين و شمال بطريقه مضحكه: انت هنجت من اول ليله؟ يا فضيحة الصعيدى اللى جواك
ادم ضحك غصب عنه و وسعله و حمزه دخل و ادم ساب الباب لحنين اللى شويه و طلعت..
حمزه قرب منه و غمزله: هاا؟

ادم ضحك بملامح صافيه اوى و حرك ايده على وشه..
حمزه ابتسم بمرح: لا، من اول القصيده يا سلوى
ادم ضحك بصفا و حمزه ابتسم لملامحه اللى كإنها اتبدلت من امبارح لانهارده و رجعت لصفاها و هدوئها..
هديه لبست و طلعتلهم و حمزه ابتسملها بحب و قبل ما يقف قربت بلهفه ضمته و استخبت ف حضنه..
حمزه معرفش يقول حاجه غير انه ضمها اوى و بتلقائيه ادم رفع دراعه التانى و لف نفسه بيها و ضمه هو..

حمزه بصله قوى و بص لإيده اللى بتضمه و شافه لسه بيرجع دلوقت من سكة سفر مكنتش اكتر من مجرد رحله بعيده و خلصت..
اتعدل و ضمه لحضنه و اتقابلوا ف لحظات فيها من الحب يمحى سنين عجاف..
هديه رفعت وشها و شافتهم و ابتسمت..
حمزه رفع وشه و مسك وشه بحنيه: مبروك
ادم حاول يرد بمرح: قولها هى مبروك عليكى انا.

حمزه ابتسم: هى من انهارده بتاعتك، خد بالك منها يا ادم، النبى قال اتقوا الله ف الضعيفين، المرأه و اليتيم، انت واخد اغلى حته عندى بعدك، و الحته الضعيفه كمان
عيشت السنين اللى فاتت بحلم اتطمن عليها و انت اللى هتطمنى عليها ف السنين الجايه
ادم غمزلها: الله يسهله يا عم، الحكومه معاكى
هديه ضحكت برقه: هتكش؟ هتهرب تانى تروح فين بقيت محاصر؟

حمزه كان فاهمها بس ابتسم بمرح لادم: تكش؟ تهرب؟ ايه ده انت اعملك كمين و لاايه؟
ادم غمزله: لا يا قائد ده اللى ماشى ف السليم ميخافش من الكمين
هديه ضحكت اوى: احيييه
حمزه بصله بطرف عينيه عليها و ادم شدها بغيظ: بت
بيرفع وشه شاف حنين متابعاهم من ع الباب ف وقف و اخدها ف حضنه و دخل بيها..
بصلها بطرف عينيه: اوعى يكون الحضن ده كمين يا حنون؟

حنين ابتسمت بدموع و هى بتبوسه: انا بحبك يا حمار، بطل تعاملنى على انى حما و انا هبطل ارخم عليك
حمزه ضحك عليهم: يا بنى ماقولتلك، الستات زى العصافير لو زعقتلها تطير
ادم رفع حاجبه: دى ناقلها من على انهى توك توك دى؟
عابد كان اتفق مع حمزه يطلعوا هما لادم يطمنوا عليهم و هو هيروح لرحاب عشان خاطر بنتها اللى بينهم و كمان يشوف جرالها ايه..
وصل المستشفى و سألوا على اوضة رحاب و طلعوا..

فاطيمه بصتله بضيق: معرفش ليه مخلتناش نتطمن على ادم الاول؟
عابد ابتسم: ياستى ماحنا هنروحله، هو احنا هنبات هنا؟
فاطيمه بصتله بغيظ: يعنى اتطمن على الست رحاب قبله؟

عابد: ابوه حابب يقعد معاه قاعده صافيه بعد اللى حصل امبارح، اليوم امبارح من اوله لاخره قلب مشاعرهم و لغبطها، الفرح و شوفة ادم لابوه حواليه و فرحته بإبنه الوحيد و فخره بيه، فرحة ادم اكيد صفت قلبه من بقايا الماضى، و اللى حصل اخر اليوم ظهر الماضى من جديد بشكل تانى، فكرهم بحاجه عاشوها هما الاتنين بس و اعتقد دلوقت محتاجين يبقى هما الاتنين بردوا بس لوحدهم.

فاطيمه هزت راسها و مجرد ما وصلوا قطع كلامهم ام رحاب اللى وقفت بهجوم ناحيتهم..
محاسن زعقت بغضب: جايين ليه بعد اللى المحروس ابنكم عمله ف بنتى؟ جايين تشمتوا؟
عابد: لا حول و لا قوة الا بالله
مصطفى وقف حلّق بينهم: استهدوا بالله بقا، ام رحاب
محاسن بتحاول تبعده و بتشاورلهم: لا اطمنوا بنتى بخير و هتفضل بخير غصب عن المحروس، هتفضل عشان تفرسه و تقعد على قلبه
عابد: طب الحمد لله
محاسن: الحمد لله ان بنتى تعبانه؟

عابد: ياستى الحمد لله انها بخير و انتى اللى قولتى
محاسن شاورتله بغضب: المحروس بعتكم تشمتوا فيها ولا بعتكم تطمنوا انها مش هتوديه ف داهيه و قامت؟ بلغوه ان و حياة امى انا مش امه هو لا انا اللى اوديه ف داهيه
مصطفى حاول يرجعها لورا و هى بتشاورلهم: و حياة امه لا اعمل فيه بلاغ و اوديه ف داهيه، هفضحه ف شغله و ف الحته اللى هو فيها و ف كل مكان.

قطعت كلامها و هى شايفه ان ادم بيقرب مع حمزه ف راحت عليه بهجوم: جاى تتمسكن و ساحبهم وراك و لا خيل الحكومه؟ طب و حياة امك ما هتفلت منها، هوديك ف داهيه
ادم رد بجمود: و انا مش جاى الا عشان بنتى اللى وعدتها انى هبقى جنبها و اعوضها و مش هحرمها من حاجه انا اتحرمت منها حتى لو الحاجه دى متستاهلش.

محاسن زعقت: و بنتك دى انا اللى هحرمك منها مش انت، هرفع عليك قضيه ضم حضانه و اخدها و اشحتفك عليها و هبهدلها زى ما بهدلت بنتى و اللى عملته ف بنتى هورهولك بعينك ف بنتك
مصطفى زقها لورا بنفاذ صبر و بص لادم و ابوه: اعذرونا احنا من امبارح مش مستوعبين اللى حصل
ادم هز راسه بتفهم: و انا هنا زى ما قولت عشان خاطر بنتى خاصة انى عرفت من ابويا ان ابويا عابد هنا و هو جار ف جيت عشانه و عشان الاصول.

مصطفى هز راسه بقلة حيله و حمزه بصله بشفقه: الدكاتره طمنكوا؟
مصطفى هز راسه بعجز و حكالهم كلام الدكتور..
ادم بصله شويه: انا مقصدتش ائذيها، هى اللى بدأت بالاذيه، كانت جايه و ناويه ع الغدر و عارفه بتعمل ايه، انا مجرد رد فعل
مصطفى هز راسه: عارف يابنى
ادم بصله بإستغراب لهدوء رد فعله ناحيته..

مصطفى معرفش يبتسم: انا مش معاشرك من امبارح و لا من ايام عشان اشك ف اخلاقك يا ادم، انت صحيح مش ابنى بس انا اعتبرتك كده و صحيح انا مشوفتش تفصيل اللى حصل عشان كنتوا عديتوا الرصيف لسكة العربيات بس انا واثق فيك
ادم بصّله كتير و تاه ف كلامه، مصطفى اداله درس كان محتاجله اوى، مجرد انه بيعتبره ابنه وثق فيه حتى لو مشافش، بقا مصطفى اللى يعلمه الثقه!

قطع تفكيره صوت محاسن اللى بتقرب مع ظابط و بتشاورله و بتتكلم بغضب..
ادم اخد نفس طويل و مسك ايد حمزه قبل ما يتحرك..
الظابط قرب و محاسن بتتكلم: اهو جله برجليه، جاى بعد عملته السوده يتطمن بنتى ماتت و لا لسه، يشوف نفسه رايح ف داهيه و لا لاء، بس بعون الله مش هسيبه الا و هو ف السجن
الظابط بص لادم و ابتسم بإحترام و ادم هز راسه..
حمزه حاول يطلع كارت ادم منعه..

محاسن اتدخلت بينهم و شاورت للظابط: زى ما قولتلك امبارح، زق بنتى تحت العربيه، قصد يموتها، خد بنتها منها قهر و رماها و راح اتجوز و مكفهوش، لا راح يرميها تحت عربيه
الظابط ابتسم لادم بتحيه: سيادة الرائد
محاسن بصتله برفض و بصت للظابط: ايه سيادة الزفت دى كمان؟ هو هنا متهم و متهم ف قتل كمان مش ظابط؟ انتوا هتطبخوها سوا و توكلوها لبنتى و لا ايه؟
الظابط بصلها بهدوء: هى بنتك ماتت؟

محاسن شهقت: بعد الشر تف من بوقك
الظابط: يبقى مسمهوش قتل
محاسن: و انا هستنى اما يقتل بنتى عشان يبقى اسمه قتل و لاايه؟ سميه زى ما انت عايز، سميه تعدّى عليها، سميه عنف، ازعاج، شروع ف قتل، اى زفت على دماغه
الظابط: انتوا كنتوا فين بالظبط؟
محاسن: هيفرق؟
الظابط: اكيد مكان الحادثه بيفرق طبعا، ماهو مش هيخطط لقتلها قدام بيته و يقصد يودى نفسه ف داهيه
مصطفى اتدخل: يا باشا ده خلاف عائلى و مفيش داعى لوجودكم هنا.

محاسن زقته بغضب: عائلى ده لو كان البيه جوز بنتك، انما ده رماها و راح اتجوز، زى ماهو رماها تحت العربيه و راح مع عروسته
الظابط بص لادم اللى حكى تفاصيل اللى حصل تفصيلا بدون ما يغير حرف..
الظابط: عندك دليل؟
حمزه رد بسرعه: انا شوفت
الظابط: شهادة حضرتك غير معترف بيها، انت والده.

مصطفى رد بقلة حيله: و انا شوفت، هو حكى اللى حصل، حادثة بنتى مجرد حادثه من مية حادثه و حادثه بتحصل كل يوم ع الطريق بدون قصد و لا تدخل من حد، ربنا عايز كده و هو اللى قادر بردوا يلطف بيها
محاسن زعقت: انت بتتستر عليه؟ بتضيع حق بنتك؟

مصطفى حاول يتحرك بيها و سابهم: بنتك اللى ضيعت حقها، ده لو لها حق اصلا، بنتك اللى راحتله لحد عنده، لحد بيته، و اتهجمت الاول و ابتدت و هو لو عايز يأذيها كان قال و اتهمها ف محضر رسمى بده و اتهمك معاها
محاسن ردت بغضب: يعنى ايه؟
مصطفى قعد بعجز: يعنى ادعى انه هو اللى ميتهمكيش و يراعى العيش و الملح اللى انتوا مرعتهومش.

ادم مع الظابط بصله بهدوء: انا حاطط كاميرات قدام البيت و رغم انى مفكتهاش شوفتها، انا امبارح كانت ليلة فرحى، لكن تقدر انت تفكها و تشوفها
الظابط هز راسه: هتتعامل بالقانون؟
حمزه: يعنى ايه؟

الظابط: اعتقد سيادة الرائد فاهم اجرائتنا، لو مشناها قانونى ممكن هو يقلب السحر ع الساحر و يتهمهم بالتعدى، ده غير ظروف انفصالكم و اى خلاف سابق بينكم او تهديد مثلا ممكن يوثق ان اللى حصل كان عن تعمد منهم و ده يقدر يعملهم مشاكل و
حمزه رد بحده: خلاص شوف اجرائاتك و
عابد اتدخل و بص لادم: لا يابنى، انتوا كان بينكم عشره و دخلنا بيوت بعض.

حمزه: و هما مراعوهاش، انت سيبت حقك ف السحر الل اذتك بيه، لكن المرادى لاء، دى كانت ناويه اذيتك، اصلا لو ذكرت حتة السحر دى القانون معاك و انت معاك الدليل
عابد رد بهدوء: مراعوش العشره لكن هو هيراعى بنته، عشان خاطرها، و اذا كان على حقه ربنا اخدهوله، كانت ناويه الغدر و ربنا رد كيدها ف نحرها ف الله المستعان لنا و لهم و كفايه جزاتهم.

حمزه سكت بقلة حيله و ادم هز راسه بإقتناع، الرضا اللى اتولد جواه دلوقت ناحية حياته بكل تفاصيلها بما فيهم الماضى و حمزه خلق جواه رضا بكل حاجه..
بص للظابط و قفل معاه التحقيق و مشى..
رجع البيت لهديه بقلب صافى تماما، قلب طفل لسه بيخطى اولى خطواته ف مشوار حياته كإنه لسه بيبتدى و اللى فات كان مجرد حلم..

حمزه حجزلهم شهر عسل و اخدهم و سافروا سوا هما و هو و حنين قدام اصرار ادم اللى حبه حمزه جدا، و ادم كان اتفق مع المقاول يجهز الدور اللى فوق عشان حمزه و حنين و سابه يخلص لحد ما يرجعوا و ينقلوا جنبه..
ادم كان واخد يخت كبير ف وسط البحر لما شاف هديه نفسها تلبس مايو..
ابتسم لشقاوتها معاه و قاعد و متابع جنونها و حركتها لحد ما رقدت جنبه قدام المايه و فردت جسمها..
ادم ابتسملها: يااه لو نعيش كده على طول.

هى كانت فاهمه انه بيتكلم عن هدوء حياتهم الجديد بس ابتسمت بهزار و بصت على شكلهم و هى بتنشف ببشكير: كده ازاى يعنى؟ مولد سيدى العريان هو؟
ادم ابتسم لمرحها: و ايه يعنى؟ الناس بتلبس عشان تقلع و تقلع عشان تلبس، لو كانوا عاقلين كاتوا وفروا القلع و اللبس و عاشوا زى ما خلقهم ربنا
هديه ضحكت بصوت عالى بمرح: سافل
ادم كان راقد على ضهره و عينيه تايهه بصفا للسما ف شدها لحضنه جنبه: نفسى نعيش هنا ع طول.

هديه حطت راسها على صدره: ف البحر؟
ادم ابتسم: و ماله؟
هديه رفعت عيونها لوشه: بس البحر ملهوش امان، غدار
ادم: عمره ما ببغدر بحبايبه، اللى مبيتخلوش عنه ابدا، بيغدر بالناس اللى بتدخل جواه فضول مش اكتر و يمكن تلوثه و تمشى وقت ما تزهق، لكن عمرك سمعتى عن بحر بيغدر بالسمك؟ عشان السمك ملهوش مأوى غيره، مبيتخلاش عنه و يوم ما يخرج من جواه او يشوف غيره يموت، مش البحر غدار؟ بس نفسى تبقىزيه! ف ضمته لعشاقه.

هديه رجّعت راسها لحضنه: و اما نتعب؟
ادم ابتسم للتخيّل: نطلع على صخره منه نريح يومين و نرجع تانى
هديه ضحكت بخفه لتخيلاته: و اذا اتقلبنا؟
ادم ابتسملها بطرف عينيه: يبقى نغمض عينينا و نموت مع بعض، معتقدش فى احلى من كده موته
هديه ضحكت بمرح: اه، سوا لا و تغيير جو عن الاكشن حتى
ادم ضحك بصوته كله و هى ضحكت معاه: لا يا عم انا مش عايزه اموت دلوقت، مش قبل عشر سنين امسح بيهم تعب الفتره اللى فاتت.

ادم ابتسم للسما و هو باصصلها: اللى تعمليه ف عشر سنين ممكن بالحب يتعمل ف يوم
هديه ابتسمت: و تخلص الحدوته ف يوم؟ دى حلاوتها ف تفاصيلها
حمزه قرب منهم بحنين ف حضنه و هو مبتسم لضمتهم لبعض..
ادم بصله مبتسم و حمزه ابتسمله بحب: الحدوته عمرها ماهتخلص ابدا، طول ما احنا موجودين هتفضل موجوده و مكمله
ادم ابتسم لحمزه اللى اتفرد جنبه براحه مع حنين: الحلم خلاص اتحقق.

هديه ابتسمت: طول ما فينا نفس هنفضل نحلم و طول ما قادرين نحلم حودايتنا عمرها ما هتخلص
ادم تمتم مبتسم بهمس لهديه: و هتفضل الحدوته عايشه حتى بعدنا، كل ما نغوص جواها هنشوف حلاوتها لحد ما تفنينا جواها و تفضل هى لغيرنا، زى البحر كده كل ما نغوص جواه بنشوف حلاوته و ان مطلعناش منه هتفضل الحدوته ع الشط تتحكى للى يجي بعدنا
هديه همست بعشق: حدوتة القائد.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة