قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

في فيلا زيدان
بعد برهة من الوقت، وصلت سيارة زيدان إلى فيلته..
ضغط السائق على بوق السيارة لتفتح البوابة الحديدية المدعمة بألواح الزجاج السميكة، ويدلف للخارج عددا أخرا من الحرس الخاص إلى خارج الفيلا..
قاد السائق السيارة ببطء عبر الممر الحجري إلى أن وصل إلى بوابة الفيلا الخشبية العريضة، تم إغلاق البوابة الحديدية، ثم انتشر الحرس مجددا كل على حسب موقعه...

أوقف السائق السيارة، ثم ترجل الحارس الخاص منها، وفتح باب زيدان أولا الذي ترجل من السيارة هو الأخر، ثم دار حول السيارة ليتوجه إلى باب زوجته ويفتحه لها...
وقف زيدان في مكانه، ظل يتأمل الفيلا لبرهة، ثم أدار رأسه فجأة ناحية شاهي التي كانت تنظر إليه بتوجس، ثم رمقها بنظرات حادة ومخيفة و..
-زيدان بلهجة آمرة: انزلي.

امتثلت شاهي لأوامر زيدان، وترجلت من السيارة، ورغم أنها كانت تحتاج لعون خاصة فيما يتعلق بذيل فستانها الطويل إلا أنها خشيت أن تطلب من زيدان المساعدة فينهها أمام حراسته...

سار زيدان أولا، ثم توجه ناحية باب فيلته، حيث وقف أحد الحراس وفتح له الباي على مصرعيه، التفت زيدان برأسه فوجد شاهي تسير خلفه وهي مشغولة بفستان زفافها، فلم يعبيء بها، ودلف إلى الداخل..

لحقت به شاهي وقلبها يرتعد خوفا مما هي مقبلة عليه..
أخذت نفسا عميقا، ثم زفرته بقوة، ودلفت إلى الداخل..
وما إن وطأت قدميها الفيلا حتى سمعت صوت إغلاق بابها، فالتفتت برأسها للخلف في اضطراب واضح..

بحثت شاهي بعينيها عن زيدان، ولكنها لم تجده أمامها، عقدت حاجبيها في اندهاش تام، وظنت أنه ربما يكون قد سبقها إلى غرفتهما الموجودة بالطابق العلوي، لذا توجهت نحو سلم الدرج، وأمسكت بالدرابزون وبدأت تصعد الدرجات، ولكن أوقفها عن اكمال صعودها للأعلى صوتا مخيفا جاء من خلفها، أدارت شاهي رأسها ببطء ناحية مصدر الصوت، لتجد زيدان – وقد خلع سترته - ينظر إليها بأعين شرسة و...

-زيدان بصوت جهوري مخيف: أنا قولتلك تطلعي
-شاهي بصوت مرتعد: أنا، أنا فكرت انك آآآ...
-زيدان مقاطعا بحدة: إنتي متفكريش أصلا.

نظرت له شاهي بأعين خائفة، وفغرت شفتيها في خوف و..
-شاهي بخوف شديد: هه، آآ...

صمت زيدان للحظات، ثم نزع رابطة عنقه وألقاها بعدم اكتراث على أرضية البورسلين اللامعة، وفتح أزرار قميصه، ثم أمسك بسيجارة كوبية أخرى وأشعلها بولاعته الذهبية، ثم ظل يدخنها لثوان قبل أن يكمل ب...
-زيدان بنبرة قوية: إنتي عارفة أنا اتجوزتك أصلا ليه؟
-شاهي بنظرات مترقبة: آآ، عشان انت، انت بتحبني.

ضحك زيدان عاليا بطريقة مخيفة وهيسترية، فتسمرت شاهي في مكانها، ثم سار لبضع خطوات في اتجاهها، فنظرت هي إليه بتوجس شديد..
ثم توقف زيدان فجأة عن الضحك ونظر إليها بنظرات حادة وباردة و...
-زيدان بصوت رجولي مخيف: أنا عمري ما حبيتك أصلا!

صعقت شاهي من عبارة زيدان الأخيرة، وعقدت حاجبيها في دهشة بالغة و..
-شاهي بنبرة خائفة: اومال، ات، اتجوزتني ليه؟

اقترب زيدان أكثر من شاهي حتى صار على بعد خطوة منها، ثم نظر إليها بنظرات قاسية و...
-زيدان بنبرة جافة ونظرات شرسة: عشان أدمرك، وأدمر عيلتك كلها.

فغرت شاهي شفتيها في صدمة، ونظرت إليه بأعين جاحظة غير مصدقة لما قال و..
-شاهي بنظرات مصدومة: إيييييه؟

نظر زيدان إلى شاهي بنظرات أكثر شراسة و حقد، ثم أكمل ب..
-زيدان بنبرة مخيفة وهو يجز على أسنانه: عشان أجيب حق عمي اللي كلكم دمرتوه
-شاهي بعدم تصديق: هه، ع، عمك!
-زيدان بنبرة أكثر شراسة: أيوه عمي، عمي عدلي الباشا...!

لم تستطع شاهي أن تتحمل الصدمة أكثر من هذا، حيث نظرت إلى زيدان بأعين زائغة، ثم شعرت أن رأسها يدور بها ويدور ولم تعد تقو على الاستمرار، فإنهارت على الفور، وفقدت وعيها، فأمسكها زيدان بذراعه، ومالت هي بجسدها للخلف، ثم نظر إليها بعدم شفقة و...
-زيدان والابتسامة الشيطانية تعلو ثغره: هو انتي لسه شوفتي حاجة!

ألقى زيدان بسيجارته على الأرضية اللامعة ثم دهس عليها بحذائه الأسود اللامع، وانحنى قليلا بجسده، ثم وضع ذراعه الأخر أسفل كبتيها وحملها بين ذراعيه، وتوجه بها نحو غرفة الصالون، وألقاها على الآريكة العريضة، ثم جلس على الأريكة المجاورة، وأخرج سيجارة أخرى من العلبة المزخرفة والموضوعة على الطاولة الصغيرة ذات اللوح الرخامي اللامع، وأشعلها بولاعته الذهبية، وبدأ في تدخينها، ثم أدار رأسه في اتجاه شاهي، ونفث دخان سيجارته نحوها...

في سيارة المهندس رأفت الصياد
أوصل السائق المهندس رأفت وعائلته إلى فيلتهم، ترجلت فريدة من السيارة أولا، ثم لحق بها عمر، بينما ظل رأفت ماكثا في السيارة..
استغربت فريدة من بقاء رأفت في السيارة و..
-فريدة بتعجب: انت مش هتنزل من العربية ولا ايه يا رأفت؟
-رأفت بنبرة جادة: لأ، ورايا مشوار.

عقدت فريدة حاجبيها في اندهاش، ونظرت إليه من زاوية عينها و..
-فريدة بنظرات جادة: أفندم؟ مشوار ايه السعادي؟
-رأفت بنبرة حادة: حاجة تخص الشغل، الله!
-فريدة وهي تعيد رأسها للخلف: حاجة تخص الشغل، ولا عاوز تروح للهانم اللي انت كنت بترغي معاها في الفرح
-رأفت بضيق: نعم؟ برضوه مصممة تقولي الهبل ده.

-فريدة بنبرة عالية: لأ ده مش هبل، كون انك تسيب الفيلا في الميعاد ده، وتقولي عاوز تروح الشركة الوقتي، يبقى الموضوع فيه إن..

تدخل عمر في الحوار، وحاول أن يخفف من توتر الأجواء بين والديه و..
-عمر وهو يشير بيده: طب خلاص يا ماما، أنا هاروح مع بابا
-فريدة بحدة وهي تشير بإصبعها: بس يا ولد، متدخلش بيني وبين باباك
-عمر وهو يلوي فمه: ده أنا عاوز أحل المشكلة، مغلطتش يعني.

صمتت فريدة لتفكر قليلا فيما قاله عمر، فربما وجوده مع والده قد يفيدها نوعا ما في معرفة نواياه الخفية
في حين أسرع رأفت بالموافقة على اقتراحه، فعمر وجوده لن يضيره في شيء، فهو بالطبع يعلم بأمر زيجته الثانية لذا...
-رأفت على مضض: اطلع يا زفت العربية
-عمر مبتسما: حاضر.

رمقت فريدة زوجها رأفت بنظرات ثاقبة وكأنها تريد أن تستكشف ما بداخله، في حين أشار هو للسائق بيده لكي يتحرك بالسيارة و..
-رأفت بنبرة آمرة وهو ينظر أمامه: اطلع على الشركة يا بني.

انطلقت السيارة خارج الفيلا، بينما ظلت فريدة واقفة في مكانها تتابعها بنظرات غير مقتنعة و..
-فريدة بصوت خافت وهي تلوي شفتيها في انزعاج: ماشي يا رأفت، أما أشوف أخرتها ايه معاك!

في فيلا زيدان
انتهى زيدان من تدخين سيجارته الكوبية، ثم وضع ما بقي منها في منفضة السجائر، ثم نهض عن أريكته، وأمسك بكوب زجاجي موضوع فيه بعض الماء البارد ثم التفت بجسده ناحية شاهي الغافلة عن الوعي، ونظر إليها للحظات يتأمل سكونها، ثم اقترب منها مجددا حتى صار ملاصقا لها، ورفع الكوب عاليا في الهواء بيده، ثم سكب ما فيه على وجهها...

انتفضت شاهي فزعا، وشهقت في خوف، ثم نظرت إلى زيدان الذي تراجع للخلف ليضع الكوب الفارغ في مكانه باعين خائفة..
اعتدلت شاهي في جلستها، وحاولت تجفيف وجهها، بينما ظل زيدان يوليها ظهره..

التفت إليها زيدان مجددا، ثم نظر إليها مليا و...
-زيدان بتهكم: أخيرا حنيتي علينا وفوقتي
-شاهي بنظرات مرتعدة: آآآ...

ظنت شاهي في البداية أنها تحلم، وما تراه ماهو إلا كابوس سوف تفيق منه، ولكن للأسف كان الأمر حقيقيا...

استند زيدان بمرفقه على الطاولة الرخامية، وظل ينظر إلى شاهي بنظرات باردة خالية من الحياة...
نهضت شاهي من على الآريكة وظلت تنظر حولها، بينما هو مازال مسلطا نظره عليها و...
-زيدان بلهجة باردة: هتفضلي ساكتة كده كتير
-شاهي بنظرات متسائلة: انت، انت مين بالظبط؟
-زيدان بابتسامة عريضة: ما أنا قولتك، عمي هو عدلي الباشا، وأنا ابن أخوه
-شاهي وهي تبتلع ريقها: يعني، يعني عدلي هو، آآآ، هو، آآآ.

-زيدان وهو يوميء برأسه في ثقة: أيوه هو عمي
-شاهي متسائلة: وانت، وانت اتجوزتني وانت ع، عارف ب، آآآ..

اعتدل زيدان في وقفته، ثم سأر بخطوات واثقة ناحية شاهي التي تراجعت للخلف و..
-زيدان بنظراث ثاقبة: مش أنا لوحدي اللي عارف الحقيقة دي
-شاهي بعدم فهم: تقصد ايه؟
-زيدان بنظرات حادة: أقصد ان خالتك الست فريدة هانم المحترمة عارفة كويس انا مين، وبالعكس هي بنفسها اللي أشرفت على ان الجوازة المشؤومة دي تتم.

صدمت شاهي فور سماعات لتلك الحقيقة الصادمة، ونظرن إليه غير مصدقة لما يقول، و..
-زيدان مكملا بتهكم: الشهادة لله مقصرتش معايا، واضح انها بتحبك أوي دي مصدقت تبيعك ليا في أقل من ربع أعدة، بس منكرش انها كلفتني كتير، لكن مش فارق معايا، المهم اني عملت اللي أنا عاوزه
-شاهي وهي تشير إلى نفسها: أنطي فريدة تعمل كده فيا؟ مش ممكن!
-زيدان مبتسما في خبث: ومش هي بس، ده كمان الست المصون أمك!

-شاهي بنظرات مشدوهة: انت بتقول ايه؟
-زيدان وهو يشير بإصبعه: كانت مفكرة إني هاموت على بنتها، ومع أول إشارة من صوباعي ركعت تحت رجلي.

خفق قلب شاهي بقوة، وتسارعت أنفاسها و..
-شاهي بنبرة منزعجة: استحالة مامي تعمل كده، انت، انت اكيد بتكدب.

دار زيدان حول شاهي، وظل يرمقها بنظرات باردة و...
-زيدان وهو يلوي فمه: لأ عملت وبمزاجها وافقت تبيعك ليا، بس برضوه براحتك تصدقي ماتصدقيش، مش هتفرقي معايا، المهم إني بدأت أول انتقامي من عيلتكم
-شاهي بحدة: طب وأنا ذنبي ايه؟ هه ذنبي ايه؟ ليه تعمل فيا كده.

توقف زيدان عن الدوران، ثم نظر إلى شاهي بحدة و...
-زيدان بنبرة قاسية: ذنبك انك بنت الست اللي دمرت عمي، ذنبك انك وقعتي تحت ايدي، ذنبك ان ناهد هانم أمك باعتك ليا، وأنا هعرف اخد حق عمي منك.

بدأت العبرات تتجمع في مقلتي شاهي، ورغم أنها حاولت جاهدة ألا تذرف الدموع، ولكن الأمر اكبر من طاقتها على الاحتمال..
-شاهي بصوت شبه باكي: انا، انا استحالة اقبل بالوضع ده
-زيدان وهو يلوي فمه في تهكم: هه..
-شاهي بنبرة شبه جادة: انا، انا مش عاوزة أعيش معاك، أنا، أنا عاوزة أطلق فورا.

ضحك زيدان مجددا عاليا، ثم دار حول شاهي وهو واضع كلتا يديه في جيبي بنطاله و..
-زيدان بسخرية: لأحسن تكوني مفكرة أن الموضوع بالساهل، ده انتي بتحلمي
-شاهي بنظرات غاضبة: استحالة أكمل معاك بعد اللي عرفته ده، أنا أبقى مجنونة لو قبلت اني أفضل هنا ثانية واحدة...

ثم سمع كلاهما صوتا أنثويا قويا يأتي من الخلف، فانتبه كلاهما إليه و...

في منزل كارما هاشم
استقلت السيدة صفاء وابنتيها سيارة أجرة لتوصلهن إلى منزلهن، وبالفعل وصلن بسلامة الله إلى المنزل...

وما إن دلفت السيدة صفاء إلى داخل المنزل حتى بدأت بتوبيخ ابنتها الصغرى كنزي على ما فعلت و..
-صفاء بنبرة حادة: ازاي تسمحي لنفسك يا كنزي تقابلي شاب غريب هنا لوحدك في البيت؟
-كنزي بنبرة شبه جادة: والله أبدا يا مامي، ده هو اللي خبط عليا وأنا مردتش اخليه أصلا يدخل
-صفاء بنبرة حانقة: مهما يكن، انتي بنت، وده شاب، عاوزة الناس تقول ايه عنك
-كنزي بأعين مشدوهة: محصلش والله حاجة يا مامي.

-صفاء بضيق واضح: انتي بتعاقبينا عشان مش موافقة على موضوع جوازي من المهندس رأفت، ماشي، بس مش هاسمحلك تسوءي سمعتك
-كنزي بنظرات مصدومة: مامي ايه الكلام اللي بتقوليه ده، أنا معملتش حاجة غلط
-صفاء: كون انك تسمحي لشاب يوصلك ويفضل رايح جاي وراكي في الفرح وملازمك قصاد الناس، يبقى كده انتي بتشوهي سمعتك، وده أنا استحالة اسمح بيه أبدا
-كنزي بصوت شبه باكي: بابي لو كان عايش مكنش هيخلصه اللي بتقوليه ده.

-صفاء بحدة: وأبوكي مش عايش معانا عشان يشوف المسخرة دي
-كارما بنبرة راجية: مامي خلاص بليز، كنزي أكيد آآآ...
-صفاء مقاطعة وهي تشير بيدها: جوازي من المهندس رأفت مش معناه إني هاسمح بالتسيب مع ولاده، وأظن كلامي واضح
-كنزي بصوت غاضب: أنا بكره العيلة دي، بكرهها، بكره اليوم اللي شوفتهم فيه.

ثم ركضت كنزي إلى داخل غرفتها وهي تبكي بحرقة...
زمت كارما شفتيها في انزعاج، ثم التفتت إلى والدتها و..
-كارما بنبرة خافتة: مامي، مكنش فيداعي إن حضرتك تزعقي لكنزي بالشكل ده.

نظرت السيدة صفاء إلى ابنتها كارما و..
-صفاء بجدية: لأ لازم، عشان تعرف كويس إن أي غلط مهما كان صغير ومش مقصود ممكن يتفهم غلط، والناس مش بتسكت!
-كارما معترضة: بس آآ...

أشارت صفاء بيدها إلى ابنتها كارما لكي تصمت، ثم وضعت كلتا يديها على عجلتي كرسيها المدولب وبدأت تحركهما واتجهت نحو غرفتها...
في أسفل البناية
وصل المهندس رأفت بسيارته أسفل البناية التي يوجد بها منزل زوجته، ثم طلب من عمر أن ينتظره في السيارة و...
-رأفت بلهجة آمرة: تترزع هنا وماتنزلش
-عمر بضيق: أومال انا جاي معاك ليه آبابا، مش علشان أتجسس عليك
-رأفت بحدة: اتنيل اسكت خالص، أنا اخدك معايا بار وعتب.

-عمر: يا بابا أنا عاوز برضوه أطلع أطمن على الجماعة معاك
-رأفت محذرا: والله لو اتحركت من مكانك ماهيحصلك طيب
-عمر وهو يلوي فمه: اكتر من كده
-رأفت: ايوه، وقد أعذر من أنذر
-عمر على مضض وهو يزم شفتيه: حاضر، اديتي هاتنيل أترزع هنا.

ثم ترجل رأفت من السيارة، وتحرك ناحية مدخل البناية، بينما ظل عمر جالسا في السيارة وهو يستند بوجنته على يده و..
-عمر بنبرة حزينة: أل جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح.

سمعت كارما صوت رنين جرس الباب فتوجهت ناحيته لتعرف من الطارق و...
-كارما متسائلة: ده مين اللي هيجيلنا السعادي؟

فتحت كارما الباب لتجد المهندس رأفت متواجدا أمامه، فنظرت إليه بدهشة و...
-كارما بنظرات مندهشة: عمي رأفت
-رأفت مبتسما: ازيك يا بنتي
-كارما وقد اطرقت رأسها: الحمدلله
-رأفت بصوت خافت: أنا، أنا أسف يا بنتي على سوء الفهم اللي حصل النهاردة في الفرح، والله أنا آآآ...
-كارما مقاطعة وهي تشير بيدها وبصوت خافت: ششش، خلاص يا عمي، مافيش داعي تحكي في الموضوع ده، أنا أصلا مجبتش سيرة بيه لحد.

-رأفت بنبرة آسفة: حقك عليا يا بنتي، أن شاء الله هعوضك
-كارما مبتسمة: ولا يهمك، بس حضرتك جاي ليه الوقتي؟ مش المفروض تكون عند آآآ...
-رأفت مبتسما: مش برضوه صفاء هانم مراتي
-كارما وهي تتنحنح: احم، اه..
-رأفت: مش هتقوليلي أتفضل
-كارما وهي تشير بيدها: اتفضل، ثواني وهنادي مامي
-رأفت مبتسما: شكرا يا بنتي.

صاحبت كارما المهندس رأفت إلى غرفة الصالون، وقامت بضيافته على عجالة، ثم أسرعت إلى غرفة والدتها لتبلغها بوجوده في الخارج...

في فيلا زيدان
سمع كلا من زيدان وشاهي صوتا أنثويا قويا يأتي من الخلف، فانتبه كلاهما إليه والتفتا نحوه و...
-زيدان مبتسما: اهلا يا مرات عمي، تعالي.

اقتربت السيدة رحاب المتشحة بالسواد من زيدان الذي توجه ناحيتها، ثم مال بجسده قليلا وأمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه وقبله و...
-زيدان وهو يبتسم نصف ابتسامة: ازيك دلوقتي.

ربتت السيدة رحاب على كتف زيدان، ونظرت إليه في امتنان و..
-رحاب: الحمدلله، أنا جاية اطمن عليك قبل ما أرجع فيلا عمك
-زيدان وقد اعتدل في وقفته: انا بخير.

رمقت رحاب شاهي بنظرات احتقار و..
-رحاب وهي تنظر إليها شزرا: ها؟ عرفت؟
-زيدان وهو يوميء برأسه: أها.

نظرت شاهي إلى رحاب بنظرات استغراب، فهي لا تعرف تلك السيدة، بينما بادلتها رحاب نظرات الاستنكار و..
-رحاب بنبرة جادة: مش هوصيك، حق عمك لازم يرجع
-زيدان بصوت هاديء مخيف: اطمني.

أدركت شاهي أن تلك السيدة ماهي إلا زوجة ذلك الرجل الذي وقعت هي ضحية انتقامه مرة أخرى، ولكن تلك المرة على يد ابن أخيه، نظرت شاهي إلى كليهما بحنق و...
-شاهي بنبرة حادة: انتو بقى مطبخينها سوا، وطبعا حضرتك جاية تطمني ان كان ابن اخوكي نجح في انتقامه مني ولا لأ.

اغتاظ زيدان من لهجة شاهي الحادة مع زوجة عمه، فنظر إليها بنظرات مرعبة و...
-زيدان بصوت عالي: اخرسي، انتي ماتتكلميش إلا بإذن مني
-شاهي بحدة وهي تشير بيدها: لأ هاتكلم ومش هاسكت، الوضع ده كله غلط وأنا هاصلحه
-زيدان بنبرة تهديد: انتي مفكرة انك هتخرجي من هنا حية، تبقي بتحلمي
-شاهي بنظرات واثقة: لأ هاخرج، وهتطلقني غصب عنك، انت متعرفش أنا مين، ولا بنت مين، وعيلتي تقدر تعمل معاك ايه.

-زيدان بتهكم: لأ خوفت الصراحة، حصالنا الرعب.

اشتعل وجه شاهي بالغضب، ونظرت إلى زيدان بنظرات متحدية، هي تعلم أنها ترتعد في قرارة نفسها، ولكنها لا تريد أن تبدو أمامه تلك الفتاة الضعيفة البائسة، فهي لن تقبل أن تكون ضحيته التالية، أو الفريسة السهلة التي وقعت في شباك صائدها دون عناء يذكر منه..

أخذت شاهي نفسا عميقا، واستجمعت به شجاعتها الغائبة، ثم...
-شاهي بنظرات حادة ونبرة متهكمة: ماهو لو انت راجل أصلا كنت قدرت تتشطر على الرجالة بدل ما تلف وتضحك على واحدة زيي.

احتقن وجه زيدان بالدماء الملتهبة، وغليت الدماء في عروقه، ثم نظر إلى شاهي بعينين حمراوتين كالجمرتين، و..
-زيدان بنبرة مخيفة: أنا هاعرفك أنا راجل ازاي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة