قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون

في فيلا زيدان
خشيت رحاب أن تكون شاهي قد فقدت حياتها، لذا ركضت مسرعة خارج الغرفة، ووقفت أعلى الدرج، وصاحت في زيدان بكل قوة و..
-رحاب بنبرة عالية: زيدان، اطلع بسرعة
-زيدان بعدم اكتراث: في ايه؟
-رحاب بلهجة آمرة: بقولك اطلعلي فوق حالا.

زفر زيدان في ضيق، ثم مد يده على الطاولة، وأطفىء سيجارته الكوبية المشتعلة في المنفضة البلورية، ثم سار بخطوات متثاقلة نحو الدرج، ومد يده ليحك قفاه في انزعاج...

صعد زيدان الدرج وهو يتمتم بعبارات تحمل من السباب اللاذع ما يزعج من يستمع إليه..

وصل زيدان إلى الغرفة، واستند بظهره على حافة الباب، وعقد ساعديه أمام صدره ثم رمق زوجة عمه الجالسة على طرف الفراش وبجوار شاهي بنظرات غير مفهومة، و..
-زيدان على مضض: خير.

التفتت رحاب إليه، ونظرت إليه بنظرات منزعجة، ثم..
-رحاب بضيق: اتفضل اطلب دكتور بسرعة، البنت حالتها صعب أوي!

لوى زيدان فمه في تهكم، ثم أرخى ساعديه، ووضع قبضتي يده في داخل جيبه و...
-زيدان ببرود: ليه؟
-رحاب بانزعاج واضح: انت مش شايف عملت فيها ايه؟

هز زيدان كتفيه بعدم اكتراث و..
-زيدان بنبرة جافة: أه شايف، ولو كنت عاوز أعمل أكتر من كده فيها كنت عملت
-رحاب بحدة: البنت هاتروح مننا، ولو انت ماتصرفتش وطلبت دكتور حالا، هاتصرف أنا.

زفر زيدان في ضيق، ونزع يديه من جيبه ونظر إلى زوجة عمه بانزعاج و...
-زيدان على مضض: طيب، هاطلبه...

دلف زيدان خارج الغرفة مجددا، بينما قامت رحاب بتغطية جسد شاهي بالملاءة ومسح أثار الاعتداء عن وجهها وذراعيها بالمناشف الورقية.

في فيلا رأفت الصياد
عاد رأفت إلى الفيلا بسيارته، ظل طوال الطريق صامتا، لم يتحدث مع عمر، ثم ترجل من السيارة بعد أن صفها السائق أمام المدخل، ولحق به عمر وهو يجر أذيال الخيبة..

جلست فريدة في غرفة المعيشة تنتظر قدوم زوجها على أحر من الجمر، وما إن لمحته وهو يتجه للأعلى حتى نهضت من على الأريكة، واسرعت خلفه و..
-فريدة بنبرة عالية: رأفت، انت جيت؟
-رأفت بتهكم: لأ لسه بفكر أجي
-فريدة وهي تلوي شفتيها: انت هتهزر يا رأفت؟
-رأفت على مضض: فريدة، أنا تعبان ومش فايق للمناهدة معاكي السعادي
-فريدة وهي تزم شفتيها: طب مش هاتقولي روحت الشركة السعادي ليه؟
-رأفت باقتضاب: شغل.

-فريدة بضيق: شغل ايه بالظبط؟

وصل رأفت إلى داخل غرفة نومه، ولحقت به فريدة من خلفه وهي لا تكف عن ملاقته بأسئلتها الكثيرة..

بدل رأفت ثيابه، ثم نظر إلى فريدة بنظرات مغتاظة و..
-رأفت بضيق: اعملي حسابك يا فريدة إني مسافر كام يوم برا البلد.

عقدت فريدة حاجبيها في اندهاش و..
-فريدة بعدم فهم: تقصد ايه؟ مش فاهمة
-رأفت بنبرة عادية: يعني أنا مسافر لندن بكرة بالليل
-فريدة وهي تلوي فمها في انزعاج: أفندم؟ كده فجأة
-رأفت باقتضاب: أه فجأة، عندي شغل
-فريدة وهي تنظر إليه بتمعن: شغل ايه ده بالظبط؟
-رأفت على مضض: شغل يا فريدة، يعني شغل، ايه الغريب في كده
-فريدة بنبرة ضائقة: الغريب ان انت بقالك فترة متغير، وأنا حاسة ان في حاجة فيك مش طبيعية.

ابتلع رأفت ريقه، فقد خشي أن تكون فريدة قد استشعرت مسألة زواجه، لذا حاول أن يبدو أكثر جدية في حديثه، واكثر اقناعا لها و..
-رأفت بنبرة شبه جادة: بلاش هبل، وشيلي الوساوس دي من دماغك..
-فريدة بنظرات متفحصة: دي مش وساوس يا رأفت.

توجه رأفت إلى الفراش، ثم ألقى بجسده عليه، وسحب الملاءة نحوه و..
-رأفت وهو يشير بيده: بقولك ايه أنا تعبان وعاوز أنام، ومش فاضي للرغي ده، بكرة نبقى نتكلم
-فريدة بنبرة حانقة: هو أنا أصلا بشوفك عشان تقولي بكرة نتكلم، وبعدين انت الوقتي بتقولي انك مسافر، اصحى وفوقلي كده وفهمني الموضوع بالظبط.

لم يتكلم رأفت، وإنما أغمض عيناه، ثم دثر نفسه جيدا بالملاءة..
نظرت إليه فريدة بحنق وعلى وجهها علامات الضيق، ولكنها عاهدت نفسها ألا تترك موضوع رأفت هذا يمر دون أن تتحرى بدقة فيه..

في غرفة عمر
تمدد عمر على فراشه وهو بكامل ثيابه، وظل يفكر في السبب الذي دعا والده لصفعه ولتحريم زيارته إلى عائلة زوجته الثانية..

لم يتوقع عمر أن تتسبب زيارته لكنزي في منزلها، واصطحابها إلى الحفل بكل تلك المشاكل، ورغم أن والده قد أقسم على الرد بقسوة في حالة علمه بتواصله مع كنزي إلا أنه لم يهتم بنتائج حنثه بوعده، فهو لن يدعها في شأنها، بل سيظل مرابطا لها مهما قطع لوالده من عهود..

في ألمانيا
في المشفى
جلس ادهم على المقعد الملاصق لفراش يارا، ثم نظر إليها بنظرات عاشقة و..
-أدهم بنبرة هادئة: أنا مجهزلك بروجرام حلو أوي هنعمله بس لما تخرجي من هنا
-يارا مبتسمة: إن شاء الله.

أرادت يارا أن تتحدث مع أدهم بشأن ميراثها الذي ستتسلمه كاملا بعد أيام، هي لا تريد الاحتفاظ به في احد البنوك، والانفاق من عائده الشهري، وإنما هي تطمح في أن تستثمره في أحد المشاريع..
ظلت يارا تفكر في الطريقة التي ستمهد بها لأدهم الموضوع..
لاحظ أدهم شرودها، فمال ناحيتها بجسده، ثم أمسك بكف يدها، وشبك أصابعه في أصابعها و..
-أدهم مبتسما: الجميل سرحان في ايه؟
-يارا بتردد: آآآ..

-ادهم بصوت خافت: قوليلي على اللي بتفكري فيه يا قلبي.

أخذت يارا نفسا عميقا، ثم نظرت إلى أدهم و...
-يارا بصوت خافت: ادهم، أنا كنت عاوزة احكي معاك شوية في موضوع الميراث بتاعي
-أدهم وهو يرفع أحد حاجبيه: ماله؟
-يارا بتوتر: أنا، أنا كنت بفكر إني، آآ..
-أدهم بنظرات مترقبة: إنك إيه؟
-يارا بنبرة أكثر توترا: يعني كنت بفكر إني أعمل مشروع وكده.

نظر ادهم إلى يارا متعجبا، ثم تراجع للخلف بجسده، وأسند ظهره على المقعد و..
-أدهم متسائلا: مشروع ايه بالظبط؟ انتي ناسية اننا عندنا شركة كبيرة بتاعة العيلة كلها ومش محتاجة تعملي أي مشاريع
-يارا بنبرة قلقة: ما، ما أنا عارفة الكلام ده كويس، بس أنا عاوزة أشتغل حاجة أنا بحبها
-ادهم على مضض: يارا، الشركة موجودة، وليكي مكتب فيها معايا، ده أصلا لو أنا وافقت انك تنزلي تشتغلي.

عقدت يارا حاجبيها في دهشة، ونظرت إلى ادهم باستغراب شديد و..
-يارا باستغراب: تقصد ايه؟ أنا مش فاهماك.

أخذ أدهم نفسا عميقا، ثم زفره بسرعة، واقترب من يارا بجسده مجددا، ونظر إلى عينيها مباشرة و...
-أدهم: يارا حبيبتي، انتي حامل، والدكاترة قالوا ان الحمل يعني آآ، يعني انتي محتاجة راحة ومافيش داعي للمجهود في الفترة دي
-يارا بضيق: وأنا زهقت من الأعدة يا أدهم
-أدهم بنبرة شبه متهكمة: هو انتي لحقتي؟ ده انتي مكملتيش يومين في المستشفى
-يارا وهي تمط شفتيها في ضيق: بس أنا زهقت.

-أدهم وهو يزفر في ضيق: ان شاء الله نبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين.

عقدت يارا ساعديها أمام صدرها، ثم نظرت إلى أدهم بأعين مليئة بالانزعاج و...
-يارا بضيق: لأ هنتكلم في الموضوع ده دلوقتي، مش موضوع حملي هو اللي هايمنعني إني أعمل اللي بحبه
-أدهم محاولا التحكم في هدوئه: وانتي عاوزة تعملي ايه بالظبط؟

صمتت يارا للحظات، وفركت كلتا يديها في توتر و..
-يارا بصوت خافت: أنا، انا بفكر أفتح صالة آيروبكس
-أدهم بنظرات جادة: نعم ياختي! تفتحي ايه؟
-يارا بنبرة متردد: صالة آيروبكس، ايه مش عارفها؟
-ادهم بنظرات غاضبة: لأ عارفها، ودي ناوية تعملي ايه فيها بالظبط؟

-يارا مبتسمة: أنا ناوية أعمل فيها حاجات كتير، يعني بفكر أعمل جزء للأطفال عشان أدربهم فيها على الآيروبكس، وجزء خاص بالماميز بتاعتهم وهيدربوا فيه على الزومبا
-أدهم وقد أمال رأسه قليلا ناحيتها: ايه يا ختي؟
-يارا بنبرة فرحة: زومبا يا أدهم، يعني رقصة الزومبا هيدربوا على حركاتها
-أدهم بتهكم: بلا زومبا، بلا زومبي، أنا مش موافق على الكلام ده
-يارا وهي تشير بيدها: ليه؟ هو فيه ايه غلط؟

-أدهم بضيق: كله غلط يا يارا، يعني انتي عاوزة تقنعيني انك هاتفتحي جيم ورقص وحركات للعيال وأمهاتهم، وتتابعيه، وفوق كل ده انتي حامل، ومطلوب منك الراحة
-يارا وهي تزم شفتيها: الله! في ايه يا أدهم، أنا عاوزة أشتغل، وحابة أعمل الحاجة اللي بحبها!
-أدهم بنبرة شبه منزعجة: بس مش كده
-يارا بنفاذ صبر: بص أنا قولتلك اللي أنا عاوزاه، وانت براحتك، بس اعرف اني هاعمل اللي في دماغي.

-أدهم وهو يلوي فمه: لا والله! هي بقت كده.

استشعرت يارا أنها على وشك الدخول في جدال عقيم مع زوجها، لذا حاولت أن تلطف الأجواء قليلا و...
-يارا مبتسمة على مضض: يا حبيبي، أنا عاوزة استثمر فلوسي، وفي نفس الوقت أعمل حاجة بحبها، وبعدين مين قالك إني أنا اللي هاشتغل بنفسي، بالعكس أنا هاشرف على الناس وهاتابع الشغل وأنا أعدة في مكتبي في جيم الآيروبكس.

صمت ادهم ليفكر مليا فيما قالته زوجته، ظل ينظر إليها بتمعن، وضع يده على طرف ذقنه وأخذ يحكها قليلا بينما هي مسلطة بصرها عليه..
قرر ادهم أن يستغل هو الأخر طلبها هذا في أن يجعلها توافق على طلبه الذي أراد مفاتحتها فيه قبل فترة..
-ادهم وهو ينظر إليها: أنا موافق بس بشرط.

تملكت السعادة يارا حينما سمعت بأذنيها موافقة أدهم على رغبتها، فنظرت إليه في امتنان و...
-يارا بنبرة سعيدة: اشرط يا حبيبي براحتك وأنا موافقة
-ادهم بنظرات مترقبة: يعني هتوافقي على شرطي
-يارا وهي توميء برأسها ايجابيا: طبعا
-أدهم وقد تراجع برأسه للخلف: ماشي، يبقى اتفقنا
-يارا متسائلة: بس انت مقولتليش ايه هو الشرط ده
-ادهم مبتسما في خبث: بعدين يا حبيبتي هتعرفي..
-يارا وهي تهز كتفيها: اوكي، مافيش مشكلة!

في فيلا زيدان
دلف الطبيب خارج غرفة النوم بعد أن أكمل كشفه وفحصه لشاهي وهو يهز رأسه في آسى شفقة على تلك الفتاة الموجودة بالداخل.

نزل الطبيب الدرج ليجد زيدان جالسا بعدم مبالاة في غرفة الصالون، فتنحنح و..
-الطبيب وهو يتنحنح: آآ، احم.

انتبه زيدان إليه، ثم التفت برأسه ناحيته، ونظر إليه بنظرات باردة و..
-زيدان بنبرة جافة: ها
-الطبيب بنبرة قلقة: آآآ، أنا، يعني، المدام اللي فوق آآ، حالتها آآ، هي محتاجة آآآ..

نهض زيدان من على الآريكة، ثم سار ناحية الطبيب، ووقف مواجها له و..
-زيدان بنبرة قاسية تخلو من الحياة: كنت بتقول ايه
-الطبيب وهو يشير بيده: آآ، أنا، كنت، المدام آآ، حالتها صعبة وكانت آآ، محتاجة، تتنقل المستشفى.

وضع زيدان قبضتي يده على كتفي الطبيب الذي انتفض فزعا منه، ثم حركهما ببطء ناحية ياقته، وأمسك بها، وبرابطة عنقه و..
-زيدان بنظرات قاتلة: نعم! سمعني تاني؟
-الطبيب بأعين مرتعدة: آآ، انا هاكتب للمدام على، على مسكنات وشوية أدوية وتبقى تاخدهم آآآ، في الميعاد.

ابتسم زيدان له ابتسامة مصطنعة، ثم ربت على صدره بكلتا يديه و..
-زيدان ببرود: كده أحسن
أوميء الطبيب رأسه في رعب، ثم أشار له زيدان بيده لكي ينصرف، ولكن قبل أن يتجه إلى باب الفيلا أوقفه مجددا ب...
-زيدان بصوت جهوري: أظن اللي حصل هنا آآآ..
-الطبيب بنبرة مرتعدة: آآ، أنا، انا أصلا مجتش هنا
-زيدان مبتسما: تمام..

انصرف الطبيب من الفيلا وفرائصه ترتعد، بينما توجه زيدان إلى الدرج وأمسك بالدرابزون، وصعد عليه ليصل إلى غرفة نومه، فوجد رحاب تدثر شاهي في الفراش، ثم أشارت له بيدها لكي يظل واقفا في الخارج، فتوقف عن الحركة على مضض..
دلفت رحاب إلى خارج الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها بهدوء و..
-رحاب بنظرات معاتبة: كان ممكن تعملنا مصيبة بتهورك ده، انت عارف الدكتور قال ايه
-زيدان وهو يلوي فمه: ولا قدر يفتح بؤه بكلمة.

-رحاب بحدة: انا قولتلك عاوزين ننتقم منهم كلهم، نخليهم يشوفوا الويل، مش نموت البنت دي
-زيدان ببرود: مرات عمي، اوعي يكون قلبك رق عليها
-رحاب بضيق: رق ايه وزفت ايه، أنا بقولك كان ممكن تحصل كارثة وانت تقولي آآآ..
-زيدان مقاطعا بنبرة غاضبة: انتي عارفة كويس اني مستحملش حد يهيني، فما بالك بحتت بت أفعصها بإيدي فكرت بس تجي جمبي
-رحاب بنظرات حادة: بس برضوه مش كده.

-زيدان وقد نفذ صبره: أنا محبش حد يراجعني، وأنا هاعمل اللي في دماغي وبس...!

في فيلا ناهد الرفاعي
شعرت ناهد بإنقباض ما في صدرها، أرادت الاطمئنان على ابنتها، ولكنها لا تستطيع مهاتفتها في هذا الوقت المتأخر، ولكنها عقدت العزم على أن تتصل بها غدا..

أمسكت ناهد بالهدايا الثمينة التي تلقتها منزيدان، وظلت تتفحصها بأعين لامعة، كم هي رائعة بحق تلك المجوهرات..
وضعت ناهد أحد العقود الماسية والتي أهداها لها زيدان على عنقها، وظلت تتأمل هيئتها في المرآة..

تعذر على ناهد أن تحل رباط العقد الماسي، فأدارته حول عنقها لتتمكن من رؤية الرباط وفكه، وبالفعل نجحت في حله، ولكن انسدل العقد من يديها فلم تتمكن من الإمساك به، فيسقط على الأرضية الرخامية اللامعة ويرتطم بها وتتهشم فصوصه البراقة، وتتحول إلى قطع صغيرة وتتناثر في كل مكان..

فغرت ناهد شفتيها في اندهاش تام، ثم انحنت على الأرض، وجثت على ركبتيها وبدأت تجمع في الأجزاء المتهشمة من العقد في راحة يدها و..
-ناهد بنظرات مصدومة: ايه ده؟ العقد ماله فرط كده ليه؟ في حاجة غلط أكيييد..!

بدأ الشك يسري في نفس ناهد، هي تعلم قيمة الماس ومدى صلابته وجودته، ولكن كون أن فصوص العقد الماسي قد تهشمت كالزجاج، إذن فهناك خطب ما بهذا العقد..

في شرم الشيخ
بحثت نهى عن جاسر كثيرا إلى أن لمحته جالسا على الرمال بمفرده، ثانيا ركبتيه أمام صدره، ومحاوطا إياهما بذراعيه، ومسندا لرأسه على ركبتيه..
ركضت نهى ناحيته، ثم وقفت أمامه، و انحنت بجسدها قليلا لتستند على ركبتيها وتلتقط أنفاسه و..
-نهى وهي تلهث: أووف، أخيرا لاقيتك، ده انا دورت عليك في كل حتة.

نظر إليها جاسر ولم يعقب، بينما جلست هي على الرمال إلى جواره و..
-نهى مكملة بنبرة متوترة: ده أنا حتى طلبتك على الموبايل بس لاقيته مقفول
-جاسر بنبرة خافتة: أنا رميته
-نهى بنظرات مصدومة: ايييه؟ رميته! طب ليه؟

أخذ جاسر نفسا عميقا، ثم زفره في بطء شديد، فوضعت نهى يدها على كتفه وضغطت قليلا عليه و..
-نهى وهي تنظر إليه: جاسر أنا عارفة ان الموضوع صعب عليك بس صدقني آآآ..
-جاسر بنبرة باردة: نهى ممكن منتكلمش في الموضوع ده
-نهى بنظرات حانية: انا غرضي بس آآ..
-جاسر برجاء: عشان خاطري، مافيش داعي نتكلم دلوقتي
-نهى وهي تعض على شفتيها: اوكي، اللي يريحك.

شعرت نهى أن وجودها غير مرغوب، خاصة وأن جاسر ظل صامتا لفترة ولم ينطق ببنس كلمة..
لذا نهضت عن الرمال وقامت بتنفيض ملابسها و..
-نهى بصوت خافت: أنا، آآ..

لم تكمل نهى جملتها حيث مد جاسر يده وأمسك بها من معصمها، ونظر إليها بأعين راجية و..
-جاسر بنبرة حزينة: خليكي أعدة يا نهى متمشيش.

أمالت نهى رأسها قليلا، ونظرت إلى جاسر بنظرات حانية، ثم جلست مجددا إلى جواره، بينما سلط هو بصره إلى الأمام وظل يتأمل حركة الأمواج في صمت تام...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة