قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

في فيلا رأفت الصياد
جاءت شاهي لزيارة خالتها فريدة لتقص عليها ماحدث بينها وبين إسلام من تجاهل تام لمكالماتها، استمعت فريدة لها بانصات و...
-فريدة: ممم...
-شاهي بضيق: مش بيرد عليا خالص أما هتجنن
-فريدة بنبرة واثقة: أنا مش قولتلك، ده مش من مستواكي، هو عاوز يفرض نفسه عليكي ويخليكي تجري وراه، وحالتك تبقى زي كده
-شاهي: طب قوليلي يا أنطي فيرو أعمل ايه؟
-فريدة: ممم، سيبني أفكر، وأنا هأقولك تعملي ايه بالظبط.

احتضن شاهي خالتها فريدة بفرحة، وهي تشعر أنها ستعاونها في اعادة العلاقات بينها وبين إسلام، والتي تجهل سبب انقطاعها...

بينما ربتت فريدة على كتف شاهي وابتسمت ابتسامة خبيثة تحمل في طياتها شرا دفينا...

في شركة الصياد
اتصلت كنزي بأختها على هاتفها المحمول لتطمئن منها على أحوالها في العمل الجديد، أخرجت كارما هاتفها بحذر من حقيبتها، ثم أجابتها على عجالة وبصوت خافت و...
-كارما هاتفيا بصوت خافت: ايوه
-كنزي هاتفيا: ايه الأخبار
-كارما بصوت قلق ونظرات مضطربة: بصي أنا مش هاعرف أحكي عشان مايحصلش زي قبل كده
-كنزي: أها
-كارما: بس اطمني، كل حاجة تمام
-كنزي: اوكي، كلميني في البريك.

-كارما بصوت هامس: ماشي، ماشي، باي.

لاحظت السكرتيرة تحدث كارما في هاتفها المحمول بطريقة شبه مريبة، فتوجست خيفة منها، ولكنها لم تستفسر منها سبب فعل ذلك..

أكملت كارما باقي عملها في صمت، بينما ظلت السكرتيرة تراقبها بين الحين والأخر...

في سيارة خالد
قاد خالد سيارته بسلاسة، وانطلق بها مسرعا على طريق القاهرة الغردقة، بينما غفت يارا على المقعد الخلفي..
أدار خالد مسجل السيارة ليستمع إلى الموسيقى الهادئة وهو يقود السيارة، في حين ظل أدهم يحرك رأسه في تعجب، فاستغرب خالد من طريقته و...
-خالد باستغراب: ايه يا بني، في ايه
-أدهم: شوف الحظ ياخي
-خالد: حظ ايه.

-ادهم: يعني انت ماشاء الله عليك سايق العربية ولا قابلك مطب ولا حرامي ولا ريدياتير يعطل ولا آآآ...
-خالد: يا عم الله أكبر، انت هتحسدنا ولا ايه
-أدهم: هي قرف الصراحة
-خالد مبتسما: نصيبك بقى
-ادهم غامزا: بس مقولتليش ايه اللي موديك الغردقة
-خالد: ملكش فيه
-أدهم: عليا برضوه
-خالد: أنت بالذات مش هاقولك بدل ما تنبر في الحاجة وماتكملش.

-أدهم وهو يشير بكلتا يديه: يا عم أنا عيني مليانة والحمدلله، الدور والباقي ع أخوك أبو عين صافرة
-خالد عاقدا جبينه، ورافعا حاجبيه: عمر
-ادهم وهو يمط شفتيه: هو في غيره!
-خالد ضاحكا: هههههههههههه، ده انت معبي منه بقى
-أدهم بنظرات متوعدة: حظه اني مش تحت ايدي، بس مسيري أرجع الفيلا وأطلع أره ده عليه!
-خالد: انت هتعمل عقلك بعقله، ده واد أهبل
-ادهم: أد كده بس جبار، أوعى تستقل بيه.

في فيلا رأفت الصياد
في غرفة عمر
تأنق عمر على غير عادته بعد أن ظل يبدل لوقت طويل بين ملابسه المختلفة لكي يظهر وسامته وقواه العضلية..
-عمر وهو يعبث بخصلات شعره: ولا فان دام في زمانك ياض يا عمر، على الله أعجب البنية، ده هي هتنبهر لما تشوفني.

تأمل عمر هيئته في المرآة، ثم عدل من هندامه، ومشط شعره، وما إن تأكد من أن كل شيء ممتاز حتى توجه ناحية باب الغرفة، ولكنه توقف حيث تذكر شيئا هاما و...
-عمر وهو يضرب جبينه بكف يده: اوووبا، كنت هنسى أحد البرفان بتاعي، بس ده خلص.

ثم ابتسم عمر ابتسامة لئيمة و...
-عمر بصوت خافت: مافيش غير برفان أبو الغضب، هو ده اللي هايجيب من الأخر..!

دلف عمر خارج غرفته، ثم سار بخطوات متسللة نحو غرفة أخيه الأكبر خالد وأغلق الباب خلفه، ثم بحث عن عطره المميز وأغرق ملابسه به..
-عمر في نفسه: كده الشياكة اكتملت ع الأخر..

وضع عمر زجاجة العطر على التسريحة، وانسحب بهدوء خارج الغرفة، ثم توجه ناحية الدرج...

لمح عمر والدته وهي تجلس مع شاهي في غرفة الصالون و...
-عمر بصوت خافت: اوووبا، شاهي مع فريدة هانم، استر يا رب، مش بطمن لما بيكونوا دماغتهم في دماغ بعض، أما أخلع قبل ما فريدة هانم تشوفني وتعملي فيها سين وجيم.

سار عمر على أطراف أصابعه كي لا تسمع وقع أقدامه والدته فريدة، ولكن للأسف كانت عيناها كالصقر فرأته و...
-فريدة بصوت عالي: عمر!

انتفض جسد عمر فزعا على إثر صوتها العالي و..
-عمر بخضة: يااامه!
-فريدة بلهجة آمرة: تعالى هنا
أطرق عمر رأسه، ثم سار بخطوات ثقيلة نحو غرفة الصالون، ابتسم ابتسامة باردة لوالدته وشاهي الجالسة إلى جوارها..
نظرت إليه فريدة بنظرات حادة و..
-فريدة بنبرة جادة: رايح فين؟
-عمر بتردد: آآآ، النادي.

تأملت فريدة هيئة عمر، وفحصته عن كثب و...
-فريدة بنظرات متفحصة: وهو اللي يروح النادي يلبس كده، فين لبس التدريب؟
-عمر في نفسه: المحقق كورومبو مش راحم نفسه
-فريدة بلهجة آمرة: رد عليا! انا مش بكلمك
-عمر: عادي يا ماما، أنا رايح أقعد مع أصحابي شوية.

أمالت شاهي برأسها على ذراع فريدة، ثم أطلقت تنهيدة حزينة و...
-شاهي: بليز أنطي فيروو سيبيه يروح النادي، وخليكي معايا، I need your help and support.

وضعت فريدة يدها على وجنة شاهي لتمسح عليها، ثم نظرت إلى عمر شزرا و...
-فريدة: روح، بس متتأخرش
-عمر: طيب..

سار عمر بخطوات سريعة مبتعدا عن ناظريها وهو يردد بصوت خافت لنفسه
-عمر: أما أجري من وشها بدل ما تغير رأيها، دي أمي وأنا عارفها!

في الغردقة
وصل خالد بسيارته إلى منزل جدة يارا بالغردقة، ابتسمت يارا لعودتها إلى ذلك المنزل مجددا، ففيه توجد ذكريات عمرها كله، وأجمل أيام حياتها..
ترجلت يارا من السيارة وظلت تنظر إلى المنزل بأعين مشتاقة ودامعة، لمح ادهم العبرات متجمعة في عينيها، فاقترب منها، ووضع ذراعه على كتفها، وضمها إليه، ثم مد أطراف أصابعه لكي يمسح عبراتها التي خانتها وبللت وجنتها و...
-أدهم: خلاص يا حبيبتي ماتعيطيش.

-يارا وهي توميء برأسها: طيب..

أخرج خالد حقيبة السفر من صندوق السيارة، ثم أسندها بجوارهما و..
-خالد: انا كده تمام، هاروح أخلص مشواري
-ادهم مبتسما: ماشي، اتوكل على الله.

لمح خالد أعين يارا وهي دامعة، فاندهش و...
-خالد: ايه ده انتي بتعيطي؟
-يارا وهي تمسح عبراتها: آآ، لأ
-خالد: تعيشي وتفتكري يا يارا، بس الحزن في القلب
-يارا وهي توميء برأسها: أها
-أدهم: قولها يا خالد الله يكرمك، لأحسن دي ممكن تقلبها مناحة هنا
-خالد: خدي بالك من نفسك يا يارا، وبلاش تعيطي
-يارا مبتسمة: حاضر
-أدهم مازحا: يا سلام؟ يعني ضحكتي الوقتي، أومال انا ليه دايما متصدرلي الوش الخشب.

-خالد وهو يشير بكلتا يديه: طيب، أنا ماليش في جو الخناقات العائلية دي، اصطفلوا بقى مع بعض!

لوح خالد لهما مودعا إياهما، ثم ركب سيارته، وانطلق بها نحو مشواره الخاص..
وقف أدهم يتأمل البناية، ثم انحنى بجسده قليلا ليمسك حقيبة السفر بيده، ونظر إلى يارا و...
-أدهم وهو يشير بيده الأخرى: مش يالا
-يارا: طيب..

في النادي
وصل عمر إلى النادي، وظل يجوب كل أرجائه باحثا عن تلك الفتاة الجميلة التي قابلها بالأمس..

لم يجد لها عمر أي أثر، زفر في ضيق، ولكنه لم ييأس، بل حاول أن يستفسر عنها من بعض الفتيات اللاتي يعرفهن في النادي، فأعطاهن وصفا مبسطا عنها، ولكن للأسف لم تتعرف عليها أي منهن..

-عمر بضيق وهو يمسد على شعره: اوووف، راحت فين دي؟ ده أنا مش لاقيها خالص، زي ماتكون فص ملح وداب! خسارة الشياكة والفورمة اللي عملتها...!

في الغردقة
في منزل عائلة عبد الجواد
وصل خالد بسيارته إلى المنطقة التي تقطن بها خطيبته المستقبلية، استفسر من أحد الجيران على الطابق الذي يوجد به منزلهم، وبالفعل وصل إلى هناك...

طرق خالد باب المنزل، فأسرعت تيسير لفتحه وترى من الطارق، وتفاجئت بوجود خالد أمامها..
-تيسير بأعين مصدومة: خالد
-خالد مبتسما: ازي حضرتك يا طنط
-تيسير وهي تشير بيدها: بخير الحمدلله، اتفضل، اتفضل
-خالد بحرج: احم، شكرا.

أفسحت تيسير المجال لخالد لكي يدلف إلى داخل المنزل، ثم رحبت به ودعته للدخول إلى غرفة الصالون..
بعد أن قدمت له الشيكولاته أسرعت في خطاها ناحية غرفة زوجها لتبلغه بوجود خالد في الخارج
اندهش عبد الجواد حينما علم بأن خالد الصياد موجود في الخارج ويطلب مقابلته و..
-عبد الجواد باندهاش: خالد الصياد برا! ده مقاليش انه جاي.

-تيسير والفرحة تعلو وجهها: مش مهم يقول انه جاي، المهم انه عندنا الوقتي، يالا يا راجل قوم البس هدومك وشوف الجدع اللي قاعد برا مستنيك
-عبد الجواد وقد نهض عن فراشه: طيب حاضر.

ثم أسرعت تيسير في خطاها ناحية غرفة ابنتها سمر لتبلغها هي الأخرى بوجود خالد في غرفة الصالون..
لم تصدق سمر أذنيها حينما سمعت ما قالته والدتها، فسقطت من على الفراش و...
-سمر بعدم تصديق: بتقولي ايه يا ماما
-تيسير: يا بت قومي إلبسي، بقولك خالد بره
-سمر بفرحة بالغة: خالد برا، طب، طب اتصرف ازاي، ألبس ايه، قوليلي يا ماما.

وقفت سمر في مكانها وهي مرتبكة ومضطربة لا تعرف كيف تتصرف، وماذا سترتدي، فحبيب قلبها ينتظر في الخارج...
-تيسير وهي تشير ناحية الدولاب: طلعي الطقم اللي لسه شارينوه من يومين، والبسيه..
-سمر وهي تتحرك على عجالة: ماشي يا ماما.

توجهت سمر إلى دولاب ملابسها، ثم ظلت تبحث بين ملابسها المعلقة عن الملابس الجديدة التي اشترتها مع والدتها قبل أيام لكي ترتديها..

في شركة Territorial
دلف شاهين إلى مكتب زيدان بعد أن سمحت له السكرتيرة بالدخول...
أشار زيدان لشاهين بعينيه الباردتين لكي يجلس على المقعد و..
-زيدان بلهجة آمرة: اقعد
-شاهين: شكرا يا باشا
-زيدان وهو ينظر إليه بنظرات جامدة: جديدك ايه؟

أخرج شاهين من حقيبته الجلدية التي كان ممسكا بها فيه يده ملفا بلاستيكيا، ثم مد يده وهي ترتعش إلى زيدان و..
-شاهين بخوف: آآآ، اتفضل.

جذب زيدان الملف من يد شاهين بقوة، ثم أخذ يتفحص المعلومات الموجودة بداخله بأعين حادة كالصقر..

مر الوقت كالدهر على شاهين وهو يراقب تعبيرات وجه زيدان وهو يطالع الملف، ثم رفع زيدان بصره فجأة في وجهه و...
-زيدان بنبرة مخيفة: انت متأكد من المعلومات دي
-شاهين: آآ، أيوه يا باشا
-زيدان بنظرات متوعدة: كده أنا عرفت هدخل لعيلة الصياد منين...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة