قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

وصلت يارا إلى منزل جدتها، وصعدت الدرج حيث وجدت باب المنزل مفتوح ويقف شاباً ما يوليها ظهره و يتحدث في الهاتف، فدلفت لداخل المنزل و..
-يارا: سلامو عليكم
-خالد هاتفياً: طيب اقفل انت، وهكلمك كمان شوية.

-خالد ليارا: أيوه يا فندم
-يارا: انت مين؟
-خالد: نعم!
-يارا: حضرتك ماسمعتش، بقولك انت مين؟
-خالد: أحم، لأ سمعت، أنا خالد، انتي بقى مين؟
-يارا باستغراب: خالد مين؟ وبتعمل ايه في بيتي؟
-خالد بقلق: انتي، انتي يارا صح؟
-يارا: ماشاء الله! وكمان عارف اسمي
-خالد: آآآ، أصل، آآآآ.

انتبهت يارا إلى أن جدتها ليست جالسة في الصالة كالمعتاد، فأخذت تنظر بعينيها في أرجاء الصالة و...
-يارا: الله اومال فين تيتة؟
-خالد بتردد: آآآ، هي، آآآ
لم تنتظر يارا أي رد وإنما توجهت إلى حيث غرفة جدتها، فأسرع خالد ناحيتها ليلحق بها وأمسكها من ذراعها و...
-خالد وهو ممسك بذراعها: استني بس!
-يارا وهي تدفع يده بعيداً عنها: ايه اللي بتعمله ده؟
-خالد: أنا أسف مقصدش، بس آآآآ..

-يارا: لو سمحت، ده بيتنا وأنا مش عارفة حضرتك بتعمل ايه هنا، فشوية كده بعد اذنك
وقف خالد أمامها ليمنعها من الدخول لغرفة جدتها و...
-خالد وهو واقف أمامها: لو سمحتي، ممكن تسمعيني بس الأول
-يارا: لو سمحت عديني، ده بيتي، الله في ايه!
-خالد: أنا عاوزك بس تسمعيني.

فتح باب غرفة الجدة المهندس رأفت وخرج من الداخل، فتفاجيء بوجود يارا وخالد يحاول منعها من الدخول و..
-رأفت: يارا
-يارا وقد عرفت عمها: آآآآ، ع، عمي!
-رأفت بحزن: آآ، ازيك
-يارا بدهشة: حضرتك بتعمل ايه هنا؟ جيت ليه؟
-رأفت: الحقيقة آآآ..
-يارا مكملة: وفين تيتة، هي عارفة كويس اننا مش محتاجين لزيارة حضرتك، أنا زعلانة منها أنها عملت كده من ورايا
-رأفت: اسمعيني يا بنتي بس الأول
-يارا: بعد اذنك.

لم تكمل يارا كلامها مع عمها رأفت ودلفت سريعاً لغرفة جدتها الراقدة على الفراش ووجها مغطى و...
-يارا: عملتي كده ليه يا نووجة، انتي عارفة اني مش بحب انه يجي يزورنا، ليه تضحكي عليا وتخليه يجي، وبعدين انتي مالك مغطية وشك كده ليه، نوووجة ردي عليا.

أزاحت يارا الغطاء عن وجه الجدة نجاة و..
-يارا: تيتة، انتي، انتي ساكتة ليه؟ نووووجة ردي عليا.

أمسكت يارا بكف جدتها فوجدته بارد، وحاولت افاقتها ولكن دون جدوى و...
-يارا بخوف: نوجة اصحي، انتي مش بتكلميني ليه؟ طب خلاص أنا مش زعلانة بس ردي عليا الله يخليكي.

تبع رأفت يارا ودخل للغرفة خلفها بينما ظل خالد منتظراً في الخارج، حاول رأفت أن يوضح ليارا أن جدتها فارقت الحياة، للأبد و...
-رأفت من الخلف: وحدي الله يا يارا
-يارا وقد بدأت الدموع تتجمع في عيونها: آآآيه اللي انت بتقوله ده؟
-رأفت: جدتك راحت عند اللي خلقها و..
-يارا مقاطعة ببكاء: لألألألأ اسكت خالص متقولش كده، تيتة نايمة وهتصحى، هي متعودة كل يوم تنام في المعاد ده
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله.

يارا وهي تهز جدتها: قومي يا نوووجة، اصحي وعرفيه انك نايمة بس.

حاول رأفت أن يجذب يارا بعيداً عن جدتها، ولكنها دفعته بشدة و..
-رأفت وهو يشدها: تعالي بس يا يارا
-يارا وهي تدفعه ببكاء: اوعى سيبني، اطلع بره، انت جاي ليه أصلاً هنا! أنا معرفكش، سيبني مع جدتي وامشي بقى من هنا
-رأفت بصوت مرتفع: خااااااااالد، تعالى بسرعة.

أسرع خالد إلى داخل الغرفة و...
-رأفت مكملاً: خد بنت عمك يارا بره الأوضة دلوقتي
-يارا بعصبية: قولتلك اطلع بره.

وقف خالد مشدوهاً مما يحدث بين أبيه وابنة عمه يارا، فصاح به والده ب...
-رأفت: انت هتفضل واقف تتفرج علينا كده كتير، اعمل اللي قولتلك عليه
-خالد: هه، حاضر.

توجه خالد ناحية يارا وحاول أن يبعدها عن جدتها المتوفية، ولكنها دفعته بكل شدة و...
-رأفت صائحاً: خدها بره الأوضة يالااااا
-خالد وهو يجذبها: تعالي معايا يا يارا
-يارا وهي تضربه بيديها: ابعد عني، أنا أعدة مع جدتي، انتو مين، سيبونا في حالنا
-خالد وقد أمسك يدها: معلش، مش هاسيبك.

قام خالد بالامساك بكلتا يدي يارا وتقييد حركتها، ثم حملها بين ذراعيه إلى خارج الغرفة وهي تقاومه بكل شدة وتصرخ فيه عالياً أن يتركها...
-يارا وهي تقاومه: بقولك سيبني، يااااااا نووووجة، الحقيني هياخدوني بعيد عنك، يااااااا تيتة
-خالد وهو يحملها: اهدي بس، اهدي
-رأفت: أمسكها كويس يا خالد، اوعى تفلت منك
-خالد: ح، حاضر.

بحث خالد بعينيه عن مكان غرفة يارا، ولما رأها توجه بها إليها، ثم وضعها على الفراش وثبتها جيداً بيديه حتى لا تتحرك و...
-يارا بصريخ: يااااااااااا نوجة، حوشيهم عني، ماتسبنيش يا نوووجة، الحقيني
-خالد: ششششش، اهدي، ششش.

-رأفت من الخارج: أنا هكلم أحمد يبعتلنا دكتور تاني بسرعة
-خالد: يا ريت يا بابا
-يارا: حرااااااااام عليك سيبني اروح عند تيتة، ابعد عني
-خالد: بسرعة يا بابا الله يكرمك
-رأفت: اوك.

اتصل رأفت بأحمد مندوب الشركة ليحضر لهم طبيباً في نفس العنوان السابق، وما إن انتهى من المكالمة حتى وجد أن المغسلات والمسئولات عن تكفين المرأة المتوفاة قد حضرن، فأفسح لهن المجال ليبدأن عملهن، ودعا الله أن يغفر للجدة نجاة ذنوبها ويتجاوز عن سيئاتها ويثبتها عند السؤال..

لاحقاً حضر الطبيب وأعطى حقنة مهدئة ليارا التي كانت تعاني من صدمة عصبية و..
-الطبيب: الآنسة عندها انهيار عصبي، وهي خدت حقنة مهدئة
-رأفت: يعني هي هتبقى كويسة
-الطبيب: والله ده يتوقف ع سبب الصدمة اللي اتعرضتلها
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله
-خالد: بابا أنا هفضل معاها متقلقش
-رأفت: لأ يا بني احنا لازم نروح الجنازة، ولا نسيت ان اكرام الميت دفنه
-خالد: صح يا بابا، طب هنسيبها مع مين؟

-أحد الجارات: أنا هاقعد مع الست يارا لحد ما ترجعوا
-جارة أخرى: مش حضراتكوا قرايبها؟
-رأفت: أيوه أنا عمها
-الجارة: أها، البقاء لله
-رأفت: البقاء لله وحده
-خالد: طب يالا بينا احنا يا بابا، خلينا نلحق ندفنها ونرجع نشوف بنت عمي
-رأفت: طيب.

ذهب رأفت بصحبه ابنه خالد وبعض من الجيران وأهالي المنطقة لصلاة الجنازة، ثم توجه الجميع للمقابر لدفن الجدة نجاة والعودة مرة أخرى لمنزلها...
في فيلا رأفت الصياد.

كانت فريدة هانم الرفاعي تحاول أن توقظ ابنها أدهم الذي كان قد عاد للفيلا في وقت متأخر من الليل و...
-فريدة: أدهووومي، دووومي، حبيب مامي أصحى بقى
-أدهم وهو يضع الغطاء على وجهه: شوية يا ماما
-فريدة: فوق بقى يا أدهم، احنا قربنا ع المغرب
-أدهم: ولو وصلنا للعشا حتى، أنا عاوز أنام
-فريدة: قوم يا حبيبي، اقعد معايا بدل ما أنا قاعدة لوحدي
-أدهم: يا فيرووو خليني أنام.

-فريدة: بليز يا حبيبي، باباك وأخوك سافروا الغردقة وأنا هنا لوحدي
-أدهم وقد بدأ يفيق: طب ماروحتيش معاهم ليه؟
-فريدة: باباك مرضاش
-أدهم: ليه يعني؟
-فريدة: عشان هيقابلوا باين وفد روسي و...
-أدهم مقاطعاً: روسي! يا بن المحظوظة يا خالد، زمانته هايص دلوقتي
-فريدة: ولد! بلاش الكلام ده
-أدهم: انا لو أعرف ان الموضوع فيه روسي كنت روحت وش معاه
-فريدة: حتى انت
-أدهم: دي روسيا ومزز روسيا يا فيرووو
-فريدة: اه يا خلبووص.

-عمر وقد دلف لداخل الغرفة: اخيراااااااا صحيت يا دومة
-أدهم: ايوه يا سيدي، خير
-عمر: اشطا جدا
-أدهم مكملاً: والديك بيدن!
-فريدة: ايه البيئة دي؟
-عمر: بقولك أنا هلعب بلاي ستشن عندك
-أدهم: طب مافيش صباحك نادي وهبعتلك زبادي
-فريدة: لأ أنا كده مش هخلص من كلامكو ده
-عمر: يا مامي دي لغة العصر
-فريدة: وأنا مش عاوزة اللغة دي تتقال هنا في بيتي، فاهمين، وخصوصا انت يا عمر
-عمر: اشمعنى أنا يعني.

-أدهم: أصلك الفرقع لوز بتاعنا
-عمر: شايفة يا مامي
-فريدة: أدهم! بليز بلاش تتكلم كده معاه
-أدهم: طب امشي بره بقى ومافيش بلاي ستشن
-عمر: ده انت حبيبي
-أدهم وهو يدفعه: خلاص جبرنا، اتمشى يالا
-عمر: ماشي، بكرة تندم آجميييل
-أدهم وهو يقذفه بالمخدة: ولو قومتلك!
-عمر: مجتش فيا
-فريدة: بس انتو الاتنين، بوظتوا ال image بتاعة العيلة
-أدهم وهو يقبل رأس أمه: حبيبتي يا مامي.

-فريدة: طب سيبك من الكلام ده، أنا عاوزة أعرف منك انت آآآ..
-أدهم: عاوزة تعرفي ايه يا فيرووو
-فريدة: ممم، عاوزة أعرف اخبارك انت وشاهي ايه؟
-أدهم بخبث: ليه يا فيرووو؟
-فريدة: عاوزة أفرح بيك يا قلبي
-أدهم: طب ما أنتي عندك خالد
-فريدة: خالد طول عمره مدوخني ودماغه زي باباه، لكن انت حبيبي اللي مريحني
-أدهم: أها
-فريدة: ها قولي بقى، في حاجة بينك وبين شاهي؟
-أدهم: طب ايه اللي خلاكي تقولي كده.

-فريدة: يعني شايفاكو منسجمين مع بعض
-أدهم: بس كده!
-فريدة: لأ طبعااا، وبعدين شاهي بنت أصول زينا ومن عيلة وبنت خالتك فوق ده كله
-أدهم: بصي أنا من ناحيتي مافيش حاجة، شاهي بالنسبالي عادي
-فريدة باستغراب: عادي! هو انت لسه بتحب صاحبتك اللي اسمها رزان باين؟
-أدهم: لأ، متفرقش معايا، زيها زي شاهي
-فريدة بحدة: أدهم!
-أدهم: في ايه بس يا فيرووو؟

-فريدة: ازاي شاهي عادي بالنسبالك وزيها زي رزان، الاتنين استحالة يكونوا زي بعض، لازم تكون بتحب واحدة فيهم أوي
-أدهم: يا فيروو أنا مش بحبهم أوي، بس في نفس الوقت منجذب ليهم، لكن ده مش معناه اني أتجوز واحدة فيهم
-فريدة: اومال كنت عاوزني أكلم باباك ليه يخطبلك رزان
-أدهم: عادي، كانت مصدعاني بموضوع الخطوبة، وبعدين أبوها رفض، فريحني من زنها
-فريدة: أنا مش فهماك بصراحة يا ادهم.

-أدهم: بصي يا ماما، أنا البنات بالنسبالي اسلوب حياة، بيكملوا مظهري وصورتي، الكل عاوز يكون مكاني، ومحدش هيقدر يوصل للي أنا فيه
-فريدة: بس في حاجة ناقصة صورتك
-أدهم: ايه هي؟
-فريدة: انك تنزل تشتغل مع باباك
-أدهم: رجعنا تاني للكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب
-فريدة: شايف أخوك واكل عقل باباك ازاي، نفسي تكون زيه كده
-أدهم: انا مش زي خالد، ومش هاشتغل مع بابا، تماااام!
-فريدة: ليه بس؟

-أدهم: هنفضل نعيد ونزيد فيه الكلام ده، أنا مش بحب النوعية دي من الشغل، عاوز اشتغل حاجة بحبها
-فريدة: طب ما تتكلم مع باباك
-أدهم: عمره ما هيسمعني، هيركز بس مع اللي فيه الفلوس والمصلحة، أقولك على حاجة، أنا كده مبسوط وشاري دماغي ع الأخر
-فريدة: بس، آآآ
-أدهم: انا داخل أخد شاور، خليني أنزل مع شاهي وبقية الشلة
-فريدة: استنى يا أدهم!
-أدهم في نفسه: أل اشتغل معاه أل!

في فيلا ناهد الرفاعي.

كانت السيدة ناهد تجلس في حديقة المنزل حينما جاءت إليها ابنتها شاهي و...
-شاهي وهي تضع يدها على عيون أمها: أنا مين؟
-ناهد: شوشووو
-شاهي: مامي حبيبتي
-ناهد: ممم، شكلك مبسوط أوي، ها في ايه؟
-شاهي: أدهم كلمني الوقتي وجاي عشان نخرج سوا
-ناهد بابتسامة: اها، قولتيلي
-شاهي: أنا هاقوم اجهز، مش عاوزة حاجة مني يا مامي
-ناهد: ربنا يهنيكي يا حبيبتي.

عاد جاسر من عمله ووجد اخته شاهي تجري مسرعة لداخل الفيلا والسعادة مرسومة على وجهها و...
-جاسر: مالها الهبلة دي، بتجري زي المجنونة كده ليه
-ناهد: بس يا جاسر، متقولش ع اختك كده
-جاسر: والله هبلة يا أمي، انتي مش شايفة منظرها
-ناهد: ممممم، الظاهر ان فريدة عندها حق، وشغلك مع المجرمين خلى أخلاقك تتغير خالص
-جاسر: خالتي فريدة دي موال لوحدها
-ناهد: هههههههههه بتزعل لما بتقولها خالتي.

-جاسر: يعني أنا راضي ذمتك واحد شغال رائد في البوليس ينفع يبقى زي العيال النايتي ويقول أنطي ومامتي، ده حتى وحشة في حق الداخلية
-ناهد: لأ عندك حق
-جاسر: بس مقولتليش ايه اللي مخلي الانسة هبلة تجري كده
-ناهد: أصلها خارجة مع أدهم
-جاسر: برضوه أدهم!
-ناهد: مش ابن خالتها يا جاسر
-جاسر: أه ابن خالتها، بس أدهم أنا عارفه كويس
-ناهد: يا حبيبي هما متربين مع بعض واكتر من أصحاب و..

-جاسر مقاطعاً: ماما متعشميش شاهي بحاجة مش هتحصل
-ناهد: ايه اللي يخليك تقول كده
-جاسر: عشان أنا فاهم ادهم كويس، هو عاوز الكل يبقى متجمع حواليه، بيعشم دي ويصاحب دي شوية، ويوعد دي حبتين، وفي الاخر مش هياخد ولا واحدة منهم، وشاهي هبلة وبتصدقه
-ناهد: بس...
-جاسر: أنا قولتلك اللي عندي، وانتو أحرار، أدهم مش بتاع جواز
-ناهد وهي تفكر في الأمر: ممم...
-جاسر: أنا طالع أغير هدومي
-ناهد: ماشي يا بني.

عودة مرة اخرى للغردقة
في منزل الجدة نجاة
كانت أحد الجارات تجلس بصحبة يارا إلى أن عاد رأفت وابنه خالد للمنزل و..

-خالد: هتعمل ايه يا بابا الوقتي
-رأفت: والله ما أنا عارف يا بني
-خالد: طيب هنرجع الفندق تاني ولا هنفضل أعدين هنا
-رأفت: مش عارف والله
-خالد: طب و، وآآآ، آآآ يارا!
-رأفت: هه! يارا!
-خالد: هنعمل معاها ايه؟
-رأفت: مممم...

-أحد الجارات: طيب أنا هستأذن بقى يا بهوات لأحسن سايبة جوزي والعيال من صباحية ربنا
-خالد: اتفضلي يا مدام، معلش تعبناكي معانا
-الجارة: لا تعب ولا حاجة، ربنا يصبركم ويرحم الحاجة نجاة، دي والله كانت زي البلسم، والست يارا زيها بالظبط أنا ماشوفتش في طيبتهم ولا في أخلاقهم
-خالد: شكراً
-الجارة: عن اذنكم.

ظل خالد ورأفت في المنزل يحاولان الوصول إلى حل ما بشأن يارا..
-رأفت: الوقتي أنا وعدت الحاجة نجاة الله يرحمها اني أخد يارا معايا لو جرالها حاجة
-خالد: اها
-رأفت: وأنا مكونتش متوقع أن ده يحصل
-خالد: والعمل؟
-رأفت: المشكلة الوقتي في أمك
-خالد: ماما! ليه؟
-رأفت: أمك متعرفش إني أصلا جاي هنا عشان خاطر الحاجة نجاة، ولو عرفت آآآ...
-خالد: طب ليه كل ده؟
-رأفت: أنا هاحكيلك اللي حصل من زمن!
-خالد: قول يا بابا.

-رأفت: الحكاية بدأت من...

Flash Back لما حدث قبل 35 عاماً.

فريدة الرفاعي هي ابنة رجل الأعمال المعروف آنذاك كامل الرفاعي، كانت فتاة مدللة عاشقة للمظاهر والأصول والتمسك بالتقاليد، فقد كانت كل عائلتها من ذوي السلطة والمناصب الرفيعة...
وكان يعمل لديهم خادمة هي ( نجاة )، وكانت وظيفتها هي الاهتمام بكل متطلبات فريدة وناهد، وكان لدى نجاة ابنة وحيدة صغيرة انجبتها من زوجها الذي انفصلت عنه اسمها ( هالة )...

وفي أحد الأيام تعرفت عائلة عائلة الرفاعي إلى عائلة الصياد في حفلة كانت مقامة، وتم دعوة عائلة الصياد لزيارة عائلة الرفاعي، ومن اجل تقريب الصلات اقترح الآباء أن يتم تزويج احد بنات الرفاعي لأحد أبناء الصياد..
أُعجبت فريدة برفعت الصياد، ولكنه لم يكن يهتم بالزواج أو بغيره، فكل ما يشغل باله هو الدراسة بالخارج، لذلك تمت خطبتها لأخيه الأكبر رأفت و...
-فريدة: يعني انت مش معجب يا رفعت بيا؟

-رفعت: يا آنسة فريدة، مش مسألة اعجاب
-فريدة: بلاش آنسة دي قولي فريدة على طول
-رفعت: هه
-فريدة: احنا قريب اوي هنبقى عيلة واحدة و
-رفعت: بصي يا فريدة، أنا مش ناوي أتجوز دلوقتي، أنا لسه عاوز اكمل تعليمي بره
-فريدة: يعني الجواز هو اللي هيعطل دراستك
-رفعت: بصراحة مش عاوز أشغل تفكيري بأي حاجة دلوقتي غير دراستي وبس
-فريدة: بس أنا، آآآ، أنا.

-رفعت: أنا أسف يا فريدة، انتي انسانة جميلة وشيك، والكل يتمناكي، لكن أنا لو في بالي الجواز مكونتش هتردد، بس الدراسة عندي أهم شيء حاليا ً، عن اذنك أنا مضطر امشي
-فريدة بعد أن شعرت بالاحراج والضيق مما قال: أها طبعاً طبعاً، اتفضل.

تم خطبة فريدة إلى رأفت الصياد بعد سفر أخيه رفعت، وبعدها بفترة قصيرة تزوجت منه، وأنجبت ابنها الأول خالد، ثم بعده بأربعة سنوات أنجبت ابنها الثاني أدهم، وكانت نجاة تتولى رعاية الأبناء الصغار..

عاد رفعت الصياد إلى أرض الوطن بعد غياب ستة أعوام، فقرر أن يفاجيء أخيه في فيلته، فقابل بالصدفة هالة التي كانت متواجدة بالفيلا في تلك الأثناء...
-نجاة: معلش يا بنتي، ايدي مش فاضية، هخلص بس أكل البيه أدهم الصغير وراجعالك تاني
-هالة: براحتك يا ماما، أنا بس كنت جاية اديكي المرتب بتاعي عشان تحوشيه
-نجاة: ما تخليه يا بنتي معاكي يمكن تعوزي حاجة كده ولا كده
-هالة: لأ مش محتاجاه يا ماما، حوشيهولي انتي.

-نجاة: ربنا يباركلي فيكي يا حبيبتي، ويرزقك بابن الحلال الطيب اللي يستاهلك
-هالة: دي احلى دعوة منك يا ست الكل.

ثم سمعت نجاة جرس الفيلا و...
تررررررن، تررررررررررن
-نجاة: معلش يا لولااا، روحي افتحي، ده أكيد صابر جايب الطلبات، خديها منه وحطيها عندك هنا
-هالة: حاضر يا ماما.

ثم ذهبت هالة لتفتح الباب لتتفاجيء بوجود شخص مظهره مهندم وغريب و...
-هالة: افندم؟
-رفعت: مساء الخير
-هالة: مساء النور، فين الطلبات؟
-رفعت باستغراب: طلبات ايه؟
-هالة: الطلبات اللي مدام فريدة عاوزاها
-رفعت: أنا معرفش هي عاوزة ايه بالظبط، بس أنا جايب لكل البيت مش لهي بس
-هالة: هو انت مش صابر؟
-رفعت: لأ أنا مش صابر!
-هالة: أنا أسفة، طب مين حضرتك
-رفعت: أما أعرف انتي مين الأول.

-هالة وقد احمرت وجنتيها من الخجل: آآآآ...
-رفعت: طيب خلاص مافيش داعي للكسوف، أنا يا ستي رفعت الصياد أخو المهندس رأفت
-هالة: هه
-رفعت: مش هاتقوليلي أتفضل برضوه، ولا دي مش فيلا أخويا
-هالة باحراج: لأ هي، آآآ، اتفضل، معلش أنا أسفة
-رفعت: انتي بتعتذري ليه كتير؟
-هالة: آآآ، يعني عشان غلطت في حضرتك بدون ما أقصد
-رفعت: غلط ايه بس، يا ريت يكون الغلط بالشكل ده وأنا هاكون مبسوط على طول
-هالة بخجل: ات، اتفضل.

دلف رفعت إلى داخل الفيلا و...
-رفعت: طب انتي لحد الوقتي مقولتليش انتي مين؟
-هالة ووجها للأرض من شدة الخجل: آآآ...

-فريدة وهي تنزل الدرج بصوت عالي: دي بنت الخدامة بتاعتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة