قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

في فيلا رأفت الصياد
كانت فريدة تتحدث مع ابنها حول أمر ترتيب عيد ميلاد شاهي، وما إن أخبرته بأمر ذهاب يارا للعمل مع والده وأخيه حتى أخبرها ب...
-أدهم: ماما أنا هنزل أشتغل في الشركة...!
-فريدة: نعم؟ بتقول ايه
-أدهم: زي ما سمعتيني يا فيرووو
-فريدة: طب ليه القرار المفاجيء ده؟
-أدهم: ولا مفاجيء ولا حاجة، ده، ده كان المفروض أعمله من زمان
-فريدة باستغراب: بس اشمعنى الوقتي؟ هاه؟

-أدهم: عادي، المود بتاعي جايبني أشتغل
-فريدة: ولا عشان الزفتة اللي ما تتسمى، قول ماهي الظاهر انها عملالكو عمل كلكم هنا!
-ادهم: فيرووو، مش انتي كان نفسك أنزل اشتغل؟ ايه اللي مزعلك الوقتي؟
-فريدة: أه نفسي تنزل تشتغل، بس مش مع الزفتة دي
-أدهم: وأنا مالي بيها
-فريدة بحدة: أدهم! هو أنت مش ابني وعارفاك لما بتفكر في حاجة
-أدهم: يوووه.

-فريدة: لأ، اعمل حسابك انك مش هتروح الشركة طول ما بنت الخدامة دي فيها، ونزول للشركة مش هيحصل أبدااااا، فااااهم
-أدهم: ماما، أنا خلاص قررت، وده أخر كلام عندي، عن اذنك
-فريدة: استنى هنا يا أدهم، أنا لسه مخلصتش كلامي، أدهم، ياااااا أدهم!

ترك أدهم والدته، وانصرف من أمامها وهي في قمة الغضب من قراره هذا، لأنها في قرارة نفسها تعلم أن أدهم ذاهب للشركة فقط من اجل يارا وليس حبا في العمل و...
-فريدة بصوت مرتفع: خلاااااص كل واحد في البيت ده بقى بيعمل اللي في دماغه، هي الزفتة دي بنت الخدامين السبب، هي اللي غيرت ولادي عليا من يوم ما جت تعيش هنا، دخلت عليا بالخراب المستعجل، وحسابك كل يوم عن التاني بيزيد، وأنا مش هسيبك، مش هسيبك!

في شركة الصياد
في مكتب خالد
أحضر احد الموظفين الأوراق التي كانت بحوزة يارا إلى سكرتارية مكتب المهندس خالد ليسلموها له، وبالفعل سلمت السكرتيرة الأوراق لخالد الذي أعجب بالطريقة التي توصلت لها يارا في تسجيل البيانات المطلوبة منها و..

-خالد في نفسه: برافوو عليكي يا يارا، طريقة فعلا سهلة ومبتكرة، أنا متوقعتش انك تعملي ده، رغم اني كنت بحاول أضغط عليكي وأقرفك في الشغل عشان أعودك تتحملي الضغوطات والصدمات بدون ما تستسلمي، وانتي بدأتي تثبتي نفسك أهوو من تاني يوم، يارب تفضلي دايما كده يا يارا ومافيش أي حاجة تأثر فيكي..
في فيلا ناهد الرفاعي
-شاهي: ها يا مامي، كلمتي أنطي فريدة؟
-ناهد: أه طبعااااا
-شاهي: وادهم هو اللي هيظبط عيد ميلادي؟

-ناهد: فريدة وعدتني هيعمل ده
-شاهي بفرحة: واااااو، أيوه بقى، أنا بستنى اليوم ده من زمان
-ناهد: ربنا يفرحك يا حبيبتي ويجعل أيامك كلها عيد
-شاهي: يا ترى أدهومة ناوي يفاجئني بايه السنادي؟
-ناهد: عاوزة اكلم اخوكي برضوه عشان يفضي نفسه اليوم ده
-شاهي: اوووف، يارب يفضل مشغول، أنا مش ناقصة تحكماته الفارغة دي
-ناهد: في واحدة تقول ع أخوها كده؟
-شاهي: لما يكون واحد غتييت زي جاسر ده، أنا معرفش مركز معايا ليه.

-ناهد: ربنا يهديكي
في مكتب يارا بالطابق الثالث
دلفت احدى السيدات إلى داخل المكتب مستفسرة عن يارا و...
-الطبيبة: سلامو عليكو
-منير: ايوه يا فندم، في حاجة
-الطبيبة: الآنسة يارا موجودة؟
-منير: أيوه؟
-الطبيبة: حضرتك أنا المهندس خالد باعتني ليها عشان أطمن عليها
-منير باستغراب: تطمني عليها
-الطبيبة: ايوه، كان بلغني انها وقعت وحصل التواء بسيط في رجلها، فحب يطمن انها لسه بخير.

-منير: أها، هي موجودة في الأوضة اللي جوا
-الطبيبة: شكرا
-منير: ثواني أناديها
-الطبيبة: ياريت
-منير: آنسة يارا، آنسة ياااااااارا
-يارا من الداخل: ايوه يا أستاذ منير
-منير: تعالي عاوزك
-يارا وهي تعرج قليلا: أيوه
-منير: الدكتورة جاية تشوفك وتطمن عليكي
-يارا بدهشة: تشوفني؟
-الطبيبة: آنسة يارا، البشمهندس خالد باعتني أطمن ع حضرتك
-يارا: هه، خالد!
-الطبيبة: ممكن حضرتك تقعدي عشان أقدر اشوف رجلك.

-منير: أنا هطلع برا، وهرجع كمان شوية
-يارا: شكرا يا استاذ منير
-منير: على ايه بس، خدوا راحتكوا.

بدأت الطبيبة في الكشف على قدم يارا، وتأكدت من عدم وجود أي تمزقات أو مضاعفات بها، قامت بوضع رباط ضاغط لها وطلبت منها ألا ترتدي أحذية عالية خلال الفترة القادمة و...
-الطبيبة: الحمدلله مافيش حاجة خطيرة
-يارا: الحمدلله يا رب
-الطبيبة: ومينفعش تلبسي أي كعب عالي لمدة اسبوع ع الأقل
-يارا بفرحة: بجد؟
-الطبيبة: أيوه
-يارا: يا سلاااااااااام، جت مصلحة الحمدلله
-الطبيبة: هه؟ في حاجة؟

-يارا: احم، لأ، ده انا بقول الحمدلله انها جت ع أد كده
-الطبيبة: اها...

في خارج المكتب
كان الأستاذ منير يتحدث هاتفيا مع المهندس خالد و...
-منير هاتفيا: كله تمام زي ما حضرتك أمرت
-خالد: مش عارف أشكرك ازاي يا استاذ منير
-منير: تشكرني على ايه بس يا بشمهندس، ده شغلي
-خالد: عاوزك بقى تستمر معها لحد ما تديني التمام انها بقت جاهزة ع الأخر
-منير: اطمن، وعلى فكرة الدكتورة موجودة عندها الوقتي
-خالد: وايه الأخبار؟
-منير: لسه معرفش، أنا واقف برا المكتب.

-خالد: خلاص مافيش مشكلة، أنا هبقى أطمن منها
-منير: اوك..

Flash Back لما حدث من قبل.

طلب المهندس خالد أن يلتقي مع الاستاذ منير ليكلفه بمهمة ما و...
-خالد: أستاذ منير، أنا طالب حضرتك النهاردة في حاجة مهمة
-منير: خير يا بشمهندس
-خالد: الوقتي بنت عمي رفعت الله يرحمه هتيجي تشتغل معانا
-منير: المهندس رفعت
-خالد: ايوه
-منير: الله يرحمه، والله كان من افضل الناس فعلا
-خالد: انا عاوزك بقى تتولى معايا مهمة تدريب بنته
-منير: من غير ما تطلب، أنا جاهز.

-خالد: عاوزك تضغط عليها بكل وسيلة ممكنة وتعقدلها الدنيا، عاوزين نخلي عضمها ينشف شوية
-منير: اها
-خالد: هي بنت رقيقة، وانا معرفش هل هي من النوع اللي بيتحمل ضغوطات الشغل ولا لأ، عاوزها تعرف ان مهما كان قصادها من عقوبات لازم تحاول تفكر وتتصرف
-منير: تمام
-خالد: عاوزها تعرف ان لو حتى مين بيشتغل معاها لازم يكون الشغل منفصل عن العلاقات الشخصية والأسرية، وإن الشغل أهم شيء فيه الالتزام والاخلاص والأمانة.

-منير: اوك
-خالد: أنا هتعامل معاها زيها زي أي موظف، وعاوزك تبلغني بردود فعلها، وياترى هتشتغل بنفسها وتتعلم ولا هتبقى كسلانة ومعتمدة ع غيرها، عاوزها تعرف اد ايه الشركة كبيرة وتعاملتها مهمة، كمان مسألة انك تكون مسئول حاجة مش سهلة
-منير: ده سهل
-خالد: مش هوصيك، وتبلغني بأي جديد
-منير: حاضر.

في مكتب الأستاذ منير
حينما استلمت يارا العمل مع الاستاذ منير وتم تكليفها بأول مهمة والتي كانت...
-منير: المطلوب بقى منك، تعملي قايمة بأسماء الشركات اللي حققت أرباح معانا خلال ال 5 سنين اللي فاتوا، وقايمة بالشركات اللي سببت خسارة للشركة
-يارا: بسيطة، ندخل ع القاعدة اللي حضراتكوا عاملينها ونعمل ترتيب للأرباح وهتطلع القايمة
-منير: ياريتها كانت بسيطة، كنت عملتها وخلصت
-يارا: ليه بس؟

-منير: المشكلة يا بنتي، اننا بنحدث في القاعدة دي وبالتالي هي مفصولة لحين الانتهاء من تحديثها، وبالتالي مطلوب نضيف الجزء ده فيها يدويا
-يارا: طيب مافيش مشكلة، احنا نطلع على ملفات الشركات دي، ويعني نحاول نظبط الدنيا
-منير: يعجبني فيكي روح الحماسة بتاعة الشباب دي
-يارا: شكرا يا استاذ منير
-منير: ربنا يعينك يا بنتي، الملفات عندك هناك أهي عشان تبصي عليها
-يارا: فين يا أستاذ منير.

-منير: افتحي الباب اللي هناك ده، هتلاقي كل الملفات الخاصة بالشركات اللي اتعاملنا معاها من يوم ما بدأنا أنا مرتبها كلها
-يارا: اوك
-منير: الاستاذ خالد طالب انك تنتهي من غالبيتها يعني لحد قبل ميعاد الانصراف، ودي مهمتك الأولى
-يارا: مافيش مشكلة، هيطلعوا كام ملف يعني
-منير: كام ملف! أنا رأيي تشوفي بنفسك
-يارا: حاضر، يعني هايكون فيها ايه عفريت.

توجهت يارا إلى الباب الذي أشار له الأستاذ منير، وما ان فتحته حتى شهقت من المنظر...
-يارا: ايييييييييييه ده، كل دوووول!
-منير من بعيد: شوفتيهم يا بنتي
-يارا بضيق: ايوه
-منير: حاولي تبدأي عشان وقتك
-يارا: احنا متفقناش ع كل ده
-منير: والله يا يارا يا بنتي، المهندس خالد هو اللي طلب مني أكلفك بالمهمة دي
-يارا: لا والله، طب أنا طلعاله، أنا أه جاية أدرب، بس مش معنى كده انه يطلع عيني وأنا لسه مش عارفة حاجة.

وما إن خرجت يارا من المكتب حتى طلب المهندس خالد ليبلغه بما حدث
-منير هاتفيا: ايوه يا بشمهندس
-خالد: خير يا استاذ منير
-منير: هي عندها الحماسة للشغل، بس اتصدمت من كمية الملفات وقالت انه لسه جديدة ومش فاهمة النظام، وطالعة لحضرتك دلوقتي تتفاهم معاك
-خالد: اها، تمام
-منير: أنا حاولت افهمها ان ده العادي بتاعنا بس هي متوقعتش ان حجم الشغل يكون بالشكل ده
-خالد: تمام، أنا هتصرف معاها
-منير: اوك يا بشمهندس.

في مكتب خالد
أبلغ خالد سكرتيرة مكتبه بأن تدخل مع الموظفين المسؤلين عن كتابة التقارير الخاصة بالشركة و...
-خالد: عاوزك تيجلي حالا
-السكرتيرة: حاضر يا فندم
-خالد للموظفين: تمام، التقارير مبدأيا وافية للي انا عاوزه، بس عاوز شوية معلومات أكتر عن العملاء بتوع شركة ((، ))
-أحد الموظفين: حاضر.

ثم سمع خالد طرقات على الباب و...
طق، طق، طق
-خالد: ادخل
-السكرتيرة: أيوه يا فندم
-خالد: احم، لحظة بس، اشوف اللي في ايدي
-السكرتيرة: حاضر.

ثم دلف رأفت إلى داخل مكتب خالد و..
-رأفت: ها يا خالد، ايه الاخبار؟
-خالد: الحمدلله، اتفضل يا بابا، ثواني وهاكون معاك
-رأفتك اوك، أنا منتظر.

وصلت يارا إلى مكتب خالد ولم تجد أي أحد بالسكرتارية فدلفت إلى داخل مكتبه و...
-يارا وقد دلفت للداخل بضيق: يا خالد ماينفعش اللي انت عاوزني أعمله ده، أنا لسه آآآ..
-خالد مقاطعا بعصبية: اطلعي برااااااااااااااا
-يارا: اييييه!
-خالد: انا أذنتلك تدخلي هنا؟ ايه هي سويقة هنا؟ انتي في شركة محترمة يا آنسة، واسمي المهندس خالد!
-يارا: هه
-خالد: براااااااااا، ولما أقولك تدخلي يبقى تتفضلي
-يارا وهي تنظر لعمها: آآآ.

-خالد بحدة: أنا هنا المسئول فمتنتظريش ان حد يكلمني، وقبل ما تفكري تقابليني تاخدي معاد من السكرتيرة الأول، ولما ألاقي وقت هبعتلك تيجي، غير كده تتفضلي من غير مطرود، برااااااااااااا
عاتب رأفت خالد على ما فعل، ولكنه أصر على ألا يتدخل والده فيما يفعل، ثم طلب هاتفيا الاستاذ منير و...
-خالد هاتفيا: ايوه يا استاذ منير
-منير: خير يا بشمهندس.

-خالد: أنا ضايقتها جدا، عاوزك تهديها لو متعصبة وتفهمها ان ده العادي في الشغل، مش هوصيك يعني
-منير: اطمن يا بشمهندس
-خالد: اوك.

عادت يارا إلى مكتبها ويبدو عليها الحزن وأثار لدموع و..
-منير: ايه اللي حصل يا بنتي
-يارا: آآآ...
-منير: خلاص مافيش داعي تحكي، باين على وشك اللي حصل
-يارا باكية: ده أنا ملحقتش أقول حاجة لسه
-منير محاولا أن يهون عليها: معلش يا بنتي، هو نظامه كده، وده أسلوبه مع الكل
-يارا: بس أنا مش أي حد، ده أنا بنت عمه برضوه
-منير: والله هو ولا بيفرق معاه
-يارا: ده طردني وأحرجني قصاد الناس وعمي والموظفين و..

-منير: الحمدلله أنها جت ع أد كده
في مكتب خالد
كان خالد يفكر في طريقة أخرى لتوبيخ يارا من اجل تدريبها على مواجهة ما تكره وتحمل الضغوط لأقصى درجة ممكنة و...

-خالد: معلش يا يارا، غصب عني والله اللي بعمله فيكي ده، انا عارف انك انسانة رقيقة وعلى طبيعتك، ومش هتستحملي ده، بس لازم تعرفي ان الشغل عاوز الناس الناشفة اللي تستحمل أي حاجة، مش عاوز حد يستغلك ولا يضحك عليكي بحجة انه يعرفك وعلى علاقة قرابة بيكي، سامحيني، بكرة لما تعرفي ده هتقدري انه كان لمصلحتك.

وصلت يارا إلى مكتب خالد، وكان يستعد ليبدو أمامها الشخص القاسي البارد الذي لا يراعي الأخرين، وهذا ما صدم يارا فقد توقعت أنه يريد أن يطيب خاطرها ولكن ما حدث هو..
-خالد بصوت عالي: اكلمي أنا مش فاضي للتهتهة بتاعتك دي
-يارا بخوف: آآآآآ
-خالد: ما تنطقي، أنا مش ورايا إلا انتي ولا ايه؟
-يارا: أنا، أنا عاوزة أقولك ان، إن الشغل اللي انت طالبه
-خالد مقاطعا بحدة: اسمها حضرتك مش انت!

-يارا: هه، يعني أنا أقصد الشغل اللي حضرتك طلبته مني كتير أوي وأنا مش هلحق أخلصه
-خالد بلا مبالاة: والله مش شغلي، أنا كلفتك بمهمة ومطلوب منك تنجزيها، وأي تأخير هتتحاسبي عليه، مفهوووم
-يارا: بس أنا لسه جديدة ومعرفش آآآآآ
-خالد: وده مبرر يعني على انك ماتشتغليش
-يارا: لأ، أنا أقص...

-خالد مكملا: جديدة كلنا كنا جداد في الشغل، مش فاهمة يبقى تسألي وتتعلمي ولا انتي مفكرة انك جاية تقعدي ع المكتب وتشربي الشاي وتاكلي وأخر الشهر تمدي ايدك عشان تقبضي، شغل موظفين الحكومة ده مش عندي، الشغل هنا معناه التزام لأقصى درجة
-يارا: بس آآآ...
-خالد: اتفضلي روحي ع مكتبك وخلصي اللي كلفتك بيه، ولو مفكرة انك بجيتك هنا أنا هتساهل معاكي تبقي غلطانة
-يارا: هه، لأ أنا، آآآ.

-خالد مقاطعا: واعملي حسابك ان دي أخر مرة تيجي الشغل فيها بلبس زي ده، أنا بفكرك تاني أهووو!
-يارا وقد نظرت لملابسها: بس، بس أنا بقية حاجتي في بيتي اللي في الغردقة
-خالد: والله مش مشكلتي، اتصرفي
-يارا بضيق: ماشي
-خالد: اسمها حاضر مش ماشي!
-يارا: حاضر..
-خالد: اتفضلي يا آنسة ع مكتبك، وقتك خلص!
-يارا: هه!
-خالد بزعيق: يالا، انتي هتنحيلي كتير
-يارا: ح، حاضر.

وما إن خرجت يارا من المكتب حتى أخذ خالد يلوم نفسه على ما فعل و...
-خالد: أنا أسف والله يا يارا، غصب عني، أنا عارف انك زمانك بتكرهيني الوقتي، بس والله هعوضك، سامحيني، أنا عاوزك بس تعرفي اني خايف على مصلحتك وعاوزك تكوني الأفضل وتمسكي الشركة وانتي عضمك قوي مش سهل حد يكسرك..!

ولما عادت يارا إلى مكتبها بالطابق الثالث بدأت تحاول أن تفهم ما يجب عليها عمله من الأستاذ منير الذي لم يبخل عليها بشيء، ثم عكفت يارا على انهاء ما كلفت به من مهام، وأخذ الاستاذ منير يراقبها وهي تحاول انجاز عملها و...
-منير في نفسه: شكلك فعلا بتاعة شغل مش جاية تهزري زي ما كنت مفكر، ربنا يعينك يا بنتي.

قضت يارا ساعات عدة وهي مازالت تعمل في تسجيل القوائم الخاصة بالأرباح، وحينما أخبرها الاستاذ منير بأن وقت ساعة الراحة قد جاء، رفضت أن تأخذها وجلست تكمل ما بدأت و...
-منير: يارا يا بنتي
-يارا: هه، ايوه يا استاذ منير
-منير: ده معاد البريك بتاعنا
-يارا باستغراب: ايه ده هو في بريك هنا؟
-منير: طبعا، ها ناوية تيجي معايا ولا هتقعدي؟

-يارا: الظاهر ان مكتوب عليا أعد النهاردة، مش هاقدر أجي يا استاذ منير، حضرتك شايف اللي قدامي
-منير: أها، تمام، طيب تحبي أجيبلك حاجة معايا من الكافيتريا؟
-يارا: لأ شكرا
-منير: طيب، عن اذنك
-يارا: اتفضل يا استاذ منير.

خرج الأستاذ منير من المكتب واخرج هاتفه المحمول واتصل بالمهندس خالد ليبلغه ب...
-منير: ايوه يا بشمهندس، هي لسه بتشتغل ورفضت تطلع البريك
-خالد: مرضتش تطلع؟
-منير: ايوه، بتحاول تفهم الشغل وتنجز فيه ع أد ما تقدر، هي كمان شغالة في تسجيل البيانات على ورق
-خالد: اها
-منير: والحق يتقال، هي من وقت ما جت ماشوفتهاش ماسكة تليفون ولا فاتحة نت ولا أي حاجة، بتحاول تفهم وتثبت نفسها.

-خالد: تمام، عاوزك برضوه تستمر في متابعتها، و لو في جديد تبلغني بيه
-منير: حاضر.

قضت يارا فترة الراحة في محاولة انجاز ما لديها من أعمال، عاد منير للمكتب ووجد يارا منهمكة، أشفق عليها ولكن ليس بيده أي شيء و...
-منير في نفسه: والله لو كنت أقدر يا بنتي كنت أكتفيت بده، بس هعمل ايه، أنا عبد المأمور
في مكتب خالد
جلس خالد يفكر مع نفسه كيف سيجعل يارا تتقبل فكرة رفض عمل قد اجتهدت فيه و...

-خالد لنفسه: أنا عارف ان اللي هعمله الوقتي يمكن يخرجك عن شعورك، بس عاوزك تتعلمي ان لو محدش اتقبل شغلي اللي تعبت فيه ماتبقاش هي نهاية العالم، ربنا يستر من ردة فعلك.

ولما قابلت يارا خالد وأخبرها أن ما قامت به لا يصلح ومزق الأوراق أمامها و..
-خالد وهو يمزق الأوراق: ده اسمه كلام فارغ، اتفضلي
-يارا بصدمة: ايييه ده!
-خالد: ده اللي المفروض يتعمل مع المهزلة دي
-يارا غير مصدقة: ت، تعبي و، مجهودي كده راح
-خالد: اتفضلي عيدي من الأول اللي عملتيه تاني ويكون مكتوب ع الكمبيوتر
-يارا: طب، كنت، كنت اديني الورق وأنا أنقله
-خالد ببرود: مش عملتيه مرة، عادي أعمليه تاني!

-يارا: حسبي الله ونعم الوكيل
-خالد بحدة: اييييه عندك اعتراض؟
-يارا وهي تنظر له بغل: مم...
-خالد: روحي ع مكتبك
-يارا في نفسها: منك لله يا شيخ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، تعبي ضيعته ع الفاضي، ياما نفسي أطبق في زومارة رقبتك يا، يا...
-خالد بصوت مرتفع: انتي هتفضلي تبصيلي كده كتير، اتفضلي على مكتبك!
-يارا بحنق وهي تجز على اسنانها: ماشي
-خالد: مش أنا قولتلك اسمها حاضر؟ هتفضلي غبية كده كتير.

-يارا بغضب: ح، حااااااااضر، أنا مااااااااااشية.

خرجت يارا من المكتب بينما جلس خالد على كرسيه وهو يشعر بالأسف والآسى..
-خالد: انتي الوقتي أكيد هيبقى نفسك تولعي فيا، بس أعمل ايه، كله عشان مصلحتك...
في مكتب يارا
حينما وصل خالد إلى المكتب ووقف خلف يارا يستمع إليها وهي تقلده بطريقة كوميدية، كان يحاول ألا يضحك من طريقتها ويبدو صارما أمامها، ولكن أسعده في نفسه أن ما بقلبها يبدو جليا على وجهها.

-خالد في نفسه: هو أنا بتكلم كده، لأ ده أنا أتغر في نفسي انك بتقليدني بالشكل ده.

ولما نبه منير يارا بوجود المهندس خالد أمامها حاول أن يرسم نظرة الغضب والغيظ على وجهه وعاتبها على ارسال أمواله في مظروف، ولكن كان في نفسه سعيدا أنها عفيفة النفس لا تقبل ألا تأخذ غير حقها وما تستحقه، وفكر في أن يعوض عليها ما فعله وأن يشتري لها حينما ينتهي من العمل بعض الملابس الغالية دون أن يبلغها بهذا...

ما أسعد خالد حقا كان رؤيته ليارا ترتدي ما انتقاه لها من ملابس قبل ذهابها للشركة، كان يحاول أن يبدو أمامها صارما، لكنه عند رؤيته لتصرفاتها يستسلم فهو لا يستطيع ان يقاوم سحرها و...
-خالد: سبحان الله، زي ما يكون الحاجة طلعت على مقاسك، أنا فعلا محظوظ انك لبستيها، بجد مش مصدق نفسي، مش مهم تعرفي ان انا اللي جبتلك الهدوم، المهم اني شايفك مبسوطة والضحكة منورة على وشك
في شركة الصياد.

شعر خالد بالقلق على يارا حينما رأها تجري ناحية الأرض المبتلة، وحاول أن ينبهها لهذا ولكنها فرت من أمامه، وما جعله يشعر بالغيظ هو محاولة الموظفين وخاصة الرجال أن يساعدوها حينما سقطت، هو لا يريد لأي أحد أن يلمسها أو أن يقترب منها مما دفعه للصياح فيهم و..
-خالد بصوت مرتفع: الكل يروح ع مكتبه فورا، وسيبوها، يالااااااااااا
-تنوعت ردود الموظفين: ح، حاضر، تمام يا فندم.

-يارا في نفسها: آآآه، أما انت معندكش دم صحيح، يعني مستخسر حتى ان البت تسندني لمكتبي.

وما إن تأكد خالد من انصراف الموظفين إلى عمله حتى اقترب من يارا و...
-خالد: انتي جريتي ليه؟
-يارا: آآآ، آآآآ...
-خالد: انتي هتهتهي تاني؟
-يارا: لأ، بس آآآآ...
-خالد وهو يجذبها من ذراعها: طب تعالي معايا
-يارا متآلمة: آآآه، طب بالراحة، انا...
ثم حمل خالد يارا وتوجه بها نحو مكتبه لكي يطمأن عليها، وحينما عادت إلى مكتبها، اتصل هاتفيا بالطبيبة الخاصة بالشركة وأبلغها أن تذهب إلى يارا لتكشف عليها و...

-خالد هاتفيا: هتلاقيها يا دكتورة في مكتبها اللي في الدور التالت
-الطبيبة: حاضر يا خالد بيه، أنا رايحلها الوقتي وهطمنك عليها
-خالد: يا ريت، ولو الحالة خطيرة كلمني على طول، ماشي
-الطبيبة: ان شاء الله خير
حينما رأى خالد الأوراق التي أنجزتها يارا سعد كثيرا بها، لأنها أصبحت الآن على الطريق الذي يرسمه لها...
عودة للوقت الحالي
في مكتب يارا
خرجت الطبيبة من المكتب، ثم اتصلت هاتفيا بالمنهدس خالد لتبلغه ب...

-الطبيبة: ايوه يا بشمهندس
-خالد: ها حالتها ايه طمنيني؟
-الطبيبة: الحمدلله تمام، هي كدمة بسيطة هتخف خلال يومين تلاتة ان شاء الله
-خالد بارتياح: الحمد لله، يعني مافيش التواء أو تمزق في الأربطة أو أي حاجة تانية؟
-الطبيبة: لأ الحمدلله، هي بخير
-خالد: يستاهل الحمد، شكرا يا دكتورة
-الطبيبة: العفو يا بشمهندس، ده شغلي!

-خالد في نفسه بارتياح: يااااااااااااااه، الحمدلله انك بخير يا يارا، ده انا كنت خايف لأحسن يكون حصلك حاجة، هااااااح...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة