قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

جرت يارا خارج الفيلا بسرعة شديدة وتوجهت ناحية بوابة الفيلا، كانت يارا تلتفت بين الحين والآخر للخلف لتتأكد من عدم وجود أي أحد يتبعها ولم تنتبه للسيارة القادمة ناحيتها، وفجأة سمعت صوت فرامل قوي للغاية و...

-جاسر وهو يترجل من سيارته بحدة: انتي مجنونة، في حد يمشي مش باصص قدامه، الحمد لله اني فرملت وإلا كان زمانك تحت العجل!
-يارا وهي تنظر حولها: هه
-جاسر: خلاص حصل خير، المرة الجاية خدي بالك
-يارا: أها
-جاسر وهو يطرقع بأصابعه أمام وجهها: انتي معايا؟ طب انتي كويسة؟

لم تجبه يارا وإنما انصرفت على الفور خارج الفيلا..
-جاسر بدهشة: مالها دي؟ باين عليها مش طبيعية، ربنا يشفي.

خرجت يارا مسرعة من الفيلا وهي لا تعرف إلى أين تذهب، ماعليها إلا أن تبتعد فوراً عن ذاك المكان المبغض..
-يارا: الحمدلله محدش شافني، الحمدلله، لازم أهرب بسرعة من هنا...

دلف جاسر إلى داخل الفيلا وسمع أصوات لشجار حاد بين فريدة ورأفت و...
-ناهد مسرعة: الحمدلله انك جيت يا بني
-جاسر: في ايه؟ مالها خالتي بتزعق ليه
-ناهد: بعدين هاقولك، بس يالا احنا الوقتي
-جاسر: اوك
-شاهي: مانستنى شوية يا مامي لحد ما نعرف هترسى على ايه الحكاية
-ناهد: مالناش دعوة، دي حاجة متخصناش.

في نفس الوقت عاد خالد ومع صباح وهي تحمل صينية بها عصير وبعض المأكولات و...
-خالد: وديها يا صباح جوا عند الآنسة يارا
-صباح: اوك.

-خالد: جاسر عندنا! أهلا بيك يا باشا
-جاسر: ازيك يا خالد، انت عامل ايه؟
-خالد: الحمدلله
-جاسر: يستاهل الحمد، المهم انا جاي أخد الفاموليا الكريمة وأتوكل على الله
-خالد: أها، أنا مش هاقدر أتقل عليك انك تقعد معانا، يعني عشان في ظروف كده حاصلة هنا
-جاسر: ولا يهمك
-خالد: تسلم يا جاسوورة
-جاسر: يالا يا شاهي، يالا يا ماما.

خرجت صباح من الداخل وهي تحمل الصينية في يدها و..
-صباح: مافيش حد جوا يا خالد بيه؟
-خالد بدهشة: نعم؟ بتقولي ايه يا صبااااااح، ازاي الكلام ده؟
-صباح: والله يا خالد بيه زي مابقولك، مافيش اي حد قاعد جوا.

أسرع خالد ناحية غرفة الصالون ولم يجد يارا بداخلها و..
-خالد بعصبية: هي راحت فين؟ دي كانت أعدة هنا.

-خالد لناهد: طنط ناهد ماشوفتيش يارا؟
-ناهد: لأ يا خالد، أنا خدت شاهي وعمر وطلعنا بره عشان تكون ع راحتها
-خالد: يادي النصيبة، هتكون راحت فين بس
-جاسر: انتو بتتكلموا عن مين؟
-عمر: عن بنت عمنا الجديدة
-جاسر: مين؟
-خالد: يارا بنت عمي رفعت الله يرحمه، جت النهاردة عشان تعيش معانا وكانت هنا وآآآ...
-جاسر: هي كانت لابسة أسود صح؟
-خالد: أيوه، انت شوفتها؟

-جاسر: وأنا داخل من بوابة الفيلا كان في بنت خارجة بتجري وحتى ماخدتش بالها من العربية وكنت هخبطها لولا ستر ربنا
-خالد: اييييييه! خارجة من الفيلا
-جاسر: أيوه، انا معرفش انها تبعكم، حتى كلمتها مردتش عليا
-خالد: الكلام ده كان من امتى؟
-جاسر: تقريباً من عشر دقايق
-خالد: ربنا يستر، انا هاروح أدور عليها
-جاسر: طب استناني، أنا جاي معاك أدور عليها
-خالد: يبقى كتر خيرك.

خرج خالد وجاسر سوياً للبحث عن يارا، وذهب كلاً منهما في اتجاه، واتفقا على التواصل هاتفياً في حال وجد أحدهما يارا...
-خالد: لو لاقيتها كلمني يا جاسر
-جاسر: تمام، متقلقش، ان شاء الله مش هاتكون راحت بعيد
-خالد: ربنا يستر، دي ماتعرفش حاجة هنا في القاهرة
-جاسر: اهدى وان شاء الله هنلاقيها
-خالد: ربنا يسامحك يا ماما، ربنا يسامحك
-جاسر: طب يالا عشان منضيعش وقت.

-خالد: اوك، بس أمانة عليك يا جاسر لو لاقيتها امسكها، أوعى تفلت منك مهما عملت تخليك معاها لحد ما جيلك
-جاسر: تمام تمام، متقلقش.

ظل كلاً من خالد وجاسر يمشطان الطرقات بحثاً عن يارا التي أختفت، كان خالد يقود سيارته بعصبية ويشعر بالندم لأنه لم يستطع أن يمنع يارا من الهرب و...
-خالد: أنا غبي، كان لازم أفضل مراقبها وماسيبهاش لوحدها، فرقت ايه امي عن شاهي، كان لازم يعني أستنى جمب صباح لحد ما تخلص الأكل، استغفر الله العظيم يا رب، روحتي فين بس يا يارا؟ ربنا يسترررررر!

وبينما كان جاسر يقود سيارته، لمح فتاة ترتدي أسود تجلس على أحد المقاعد وتضع وجهها بين يديها و...
-جاسر: بيتهيألي هي البت اللي هناك دي، أيوه هو نفس اللبس! أنا هركن بعيد وأقرب منها وأشوف ان كانت هي ولا لأ.

بالفعل ركن جاسر سيارته على مقربة من الفتاة، ثم ترجل من السيارة وسار بهدوء نحوها وجلس إلى جوارها و...
-جاسر بهدوء: يارا!

التفت يارا إليه ولم تعقب
-جاسر بعد أن عرفها من وجهها: اسمك يارا صح
-يارا: انت، آآآ، انت تعرف اسمي منين؟
-جاسر: أعرفه من خالد
-يارا بدهشة: خالد؟
-جاسر: أيوه، هو بيدور عليكي وكمان عمك و..
-يارا وقد وقفت من مكانها: أنا معرفش انت بتكلم عن مين.

ثم تركته وانصرفت من أمامه بخطى سريعة، فسار ورائها ثم أخرج هاتفه المحمول وطلب خالد و..
-جاسر بصوت منخفض: أيوه يا خالد، أنا لاقيتها خلاص
-خالد بلهفة: بجد؟ طب انتو فين؟
-جاسر: احنا عند ((، ))، لف بالعربية وتعالى
-خالد: طب أوعى تسيبها
-جاسر: اطمن، أنا حاطط عيني عليها وماشي وراها، بس انجز بسرعة
-خالد: دقيقة وهاكون عندك
-جاسر: عظييييم.

ظل جاسر يسير خلف يارا على مسافة ليست بالبعيدة عنها، ثم رن هاتفه برقم خالد و..
-خالد هاتفياً: انتو فين؟
-جاسر هاتفياً: احنا ماشيين ناحية ((، )))
-خالد: اها، تمام تمام، أنا شايف المكان
-جاسر: أها وأنا لمحت عربيتك، تعالى ناحية اليمين شوية
-خالد: اوك
-جاسر: افتح الباب اللي ورا، وخليك مستعد
-خالد: لايه؟
-جاسر: للي هيحصل.

وما إن اقترب خالد بسيارته من يارا، حتى هجم جاسر عليها من الخلف وكمم فمها وبيده الاخرى حملها من وسطها وانطلق بها نحو سيارة خالد و...
-يارا بفزع: في اي، مممم، ممممممممم
-جاسر وهو ممسك بيارا: افتح الباب بسرعة
-خالد: حاضر حاضر
-يارا وهي تقاومه: ممممممم، مممممممم
-جاسر: اطلع يالا
-خالد: اقفل بس الباب
-يارا بصريخ: سيبوووني، الحققوني
-جاسر: شششش، اهدي
-خالد: ماتخفيش يا يارا، أنا خالد.

-يارا وهي تضرب بيدها جاسر: ابعدوا عني
-جاسر وهو يحاول تقييد يديها: خلااااص اهدي، مافيش حاجة
-خالد: احنا وعدناكي مش هنسيبك يا يارا مهما حصل
-يارا: انا مش عاوزة أعيش معاكو، أنا عاوزة أرجع بيتي
-خالد: مش هيحصل، انتي خلاص بقيتي في بيتك ومع عيلتك...!
في داخل فيلا رأفت الصياد.

علم رأفت بأمر هروب يارا فاستشاط غضباً و...
-فريدة في نفسها: في داهية، اياكش تحصل أمها
-رأفت: ازاي تسيبوها تخرج كده من غير ماحد يمنعها؟
-ناهد: انا مخدتش بالي
-شاهي: أنا مشوفتهاش يا أنكل
-عمر: أنا كنت معاهم يا بابا
-رأفت: اقسم بالله لو حصلها أي حاجة مش هرحم حد
-فريدة: ع ايه كل ده يا رأفت، خلاص مطرح ما جت راحت، قصة وخلصت
-رأفت: انتي تسكتي خالص، انتي السبب في انها تهرب.

-فريدة: يعني عاوزني أسكت ع اللي انت ناوي تعمله
-رأفت: اه تسكتي، زي ماليكي هي ليها وأضعاف مضاعفة! افهمي ده كويس، وأنا مش هاسيب بنت أخويا تتبهدل وأنا عايش! انتي فاهمة
-فريدة بتهديد: يبقى يانا يا هي في البيت ده!
-رأفت: يبقى آآآ...

سمع عمر صوت أبواق سيارة ما في الخارج و..
-عمر مقاطعاً: بابا خالد جه وبيضرب كلاكسات جامدة، أكيد هي معاهم
-رأفت: ايييه خالد جه، انا رايح أشوفهم، يارب استر، جيب العواقب سليمة ياااا رب، ياا رب عديها ع خير.

خرج رأفت ليرى خالد ابنه وهو يدعو الله ألا يكون قد اصاب يارا أي مكروه و..
-خالد وهو يقترب بالسيارة: وصلنا الحمدلله
-جاسر: خلاص يا آنسة
-يارا: أنا مش عاوزة أعيش هنا، سيبوني في حالي
-خالد: لأ.

ركن خالد سيارته أمام مدخل الفيلا حيث يقف والده، فتح رأفت باب السيارة و...
-رأفت بلهفة: ليه مشيتي يا بنتي، أنا قولتلك ده بيتك
-يارا: انا مش عاوزة استنى هنا ثانية واحدة
-جاسر: ده بيتك يا آنسة
-يارا: لأ مش بيتي، بيتي هناك في الغردقة مع تيتة الله يرحمها
-رأفت: الله يرحمها، وأنا وعدتها إني مش هاسيبك أبداً مهما حصل
-جاسر: تعالي يا آنسة يارا
-يارا: انت ماسكني ليه؟ اوعى بقى
-جاسر: ماسكك عشان متهربيش من عيلتك.

-رأفت: خلاص سيبها يا جاسر يا بني، هي معانا الوقتي
-جاسر: طيب.

ترجل جاسر من السيارة وأنزل يارا منها، فأخذها رأفت بين أحضانه و..
-رأفت: اوعي تسيبنا تاني، ده انتي من ريحة المرحوم أخويا، تعالي يا بنتي جوا الفيلا، نورتي بيتك التاني، أنا هوريكي أوضتك عشان ترتاحي فيها، واطمني يا حبيبتي مافيش أي حد هيضايقك مهما كان مين..
-يارا: أها
-رأفت: يالا يا حبيبتي، وشكراً يا جاسر ع اللي عملته النهاردة، تعبناك يا بني
-جاسر: على ايه يا عمي، أنا معملتش حاجة تستاهل.

-رأفت: ربنا يبارك في عمرك
-جاسر: الله يخليك يا رب، وحمدلله ع سلامة الآنسة يارا
-رأفت: الله يسلمك.

-ناهد: مش يالا بينا احنا
-شاهي: اوووف ع الأفلام الأبيض واسود الفاشلة دي
-ناهد: بس يا شاهي، قولتلك مالكيش دعوة باللي بيحصل
-شاهي: ماليش ازاي وفي واحدة بيئة جت تعيش هنا مع أنطي فريدة و، يادي الكارثة دي، دي هتعيش مع أدهم!
-جاسر: يالا يا أمي، يالا يا شاهي، بيتهيألي مالوش لازمة وجودنا الوقتي
-ناهد: اوك يا بني، أنا جاية.

-شاهي لنفسها: يادي المصيبة السودة، الزفتة دي هتقعد مع أدهم هنا، وهو ماهيصدق! أل كنت ناقصها! أنا لازم أقف مع أنطي فريدة وأشوف صرفة للبت تدي، مش لازم تقعد في الفيلا هنا، لازم تتطرد بره!

-جاسر بصوت مرتفع: شااااااااااهي، انتي هتباتي عندك يالا يا حاجة
-شاهي: اوك، جاية.

في داخل الفيلا
ظلت فريدة تزفر في ضيق مما حدث، فذهب إليها خالد ليتحدث معها قليلاً و...

-فريدة بضيق: اوووف، ع أخر الزمن بنت الخدامين تعيش معايا
-خالد: ماما عشان خاطري هدي اللعب شوية
-فريدة: أهدي اللعب! ده أنا لسه هبتدي
-خالد: ماما لازم تبقي عارفة اني هدعم بابا في كل اللي هيعمله مع يارا، دي بنت عمي ومش هوافق ابداً انها تتبهدل واحنا موجودين
-فريدة: لحقت بنت الخدامة تقلبكوا عليا؟
-خالد: ماما متقوليش عليها كده، دي بنت عمي رفعت الله يرحمه.

-فريدة: لأ دي بنت الخدامين اللي فضلها عمك ع ولاد الذوات والأصول
-خالد: لامتى يا ماما هيفضل تفكيرك كده
-فريدة: لحد ماموت هفضل كده!
-خالد: لله الأمر من قبل ومن بعد
اصطحب رأفت ابنة أخيه إلى غرفتها وحاول أن يطمئنها على وضعها في الفيلا و..
-رأفت: يا بنتي أنا عاوزك تطمني، محدش هيقدر يمسك بكلمة طول ما أنا موجود
-يارا: ...

-رأفت: واللي حصل النهاردة ده كان متوقع، يعني ده نتيجة مشاكل قديمة وماضي خلص من زمان، بس فريدة لسه عايشة في الجو ده لحد الوقتي
-يارا: هه
-رأفت: أنا عاوزك تفهمي حاجة واحدة بس، انك مش اقل من أي حد هنا، انتي زيك زيهم، انتي قاعدة في بيت عمك ومعاكي ولاد عمك و...

-عمر مقاطعاً: ازيك؟ أنا عمر
-رأفت وهو يشير لعمر بالدخول: تعالى يا عمر
-عمر: اوك
-رأفت: ده عمر ابني الصغير، أصغر واحد في العيلة وزي ما انتي شايفاه كده مجنن أمه ومطلع عينها و..
-عمر: ما تحرجنيش يا بابا، سيبها تعرفني ع طبيعتي
-رأفت: ماشي يا ليمض
-عمر وهو يمد يده ليارا: أنا عمر الصياد
-يارا: وأنا يارا
-عمر: أخيراً لاقيت حد في البيت ده قريب في السن مني
-يارا: ليه؟ انت عندك كام سنة
-عمر: 15 وماشي في ال 18.

-يارا مبتسمة: تيجي ازاي دي؟
-عمر: مع فريدة هانم كل شيء يجوز
-رأفت: بس يا ولد متكلمش عن امك بالشكل ده
-عمر: اه لو سمعتك يا بابا وانت بتقول أمك
-رأفت: ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها
-يارا ضاحكة: ههههههه
-رافت: أنا عاوزك ماتشليش هم طول ما احنا معاكي
-عمر: ايوه
-رأفت: أنا هخلي صباح تجهزلك أكل، انتي مكالتيش حاجة من بدري
-عمر: أه وأنا كمان
-رأفت: تحبي تاكلي ايه؟
-عمر: مممم، ممكن بيتزا، أو كنتاكي أو...

-رأفت مقاطعاً: انت يارا؟ أنا بسألك انت ولا هي؟
-عمر: لأ ابن عمها، والجد واحد
-رأفت: بصي انتي مش هتخلصي من الواد ده لما بيتفتح
-عمر: يابابا قولتلك سيبني أتعرف عليها وتتعرف عليا بمعرفتنا
-رأفت: ماشي يا سيدي، هاقوم أنا أجيبلك الأكل وراجع
-عمر: متتأخرش يا بابا
-رأفت وهو يمسك عمر من قفاه: انجر قدامي خلي يارا تغير هدومها
-عمر: حاضر يا باشا، أنا جاي معاك من غير ضرب.

أغلق رأفت الباب على يارا لتبدل ملابسها، بينما ظلت هي جالسة على الفراش تتأمل غرفتها الجديدة والتي كانت في السابق غرفة الضيوف...

-يارا في نفسها: الظاهر انه اتكتب عليا أفضل أعدة في البيت ده، بس أوعدك يا فريدة هانم هردلك كل اللي الاهانة اللي وجهتهالي، مش هخليكي تتهني طول ما أنتي بتهيني في امي وجدتي الله يرحمهم، هردلك الاهانة وهكرهك في عيشتك، كل واحد فكر انه يسيء ليا ولعيلتي مش هاسيبه إلا لما يعرف إن الله حق...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة