قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الرابع

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد كاملة

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الرابع

ناهد وقعت في الارض مش قادرة تتنفس أو تتحرك مش هتقدر تعيش الكابوس ده تاني وتهديد حياة ابنها بالشكل ده تاني ..
عاصم بيزعق: يا دكتور اعمل حاجة أو خلينا نشيلها !
هنا دخل حسن المرشدى ومعاه ملك وشافوا ناهد في الأرض جريوا عليها
حسن برعب وعينيه طايرة عليهم مش فاهم في ايه: مالها ! ناهد قومي فيكي ايه !
ناهد عيطت وسندت على صدره وعيطت: ابننا هيروح مننا يا حسن .
ملك هنا قعدت مكانها ومقدرتش تنطق أو حتى تسأل قصدهم ايه !
حسن بص للدكتور: ابني ماله وايه اللي حصله ؟

الدكتور بأسف: هو مضروب بسكينة أو بحاجة حادة في جنبه مرتين .
حسن بعدم فهم: طيب عالجه .
الدكتور بحزن: الإصابة جت في كليته ودمرتها ومش قادرين ننقذها .

حسن هنا فهم سبب انهيار مراته بالشكل ده لان ده معناه إنهم حاليا محتاجين متبرع وهو مش متوافق مع ابنه ومراته سبق واتبرعتله وفي التوقيت ده وفي العاصفة دي احتمال كبير ما يقدروش يلاقوا متبرع في الوقت المناسب أبدا ..
ملك سألت بتوهان: طيب معلش مش فاهمة .. الإنسان بيقدر يعيش بكلية واحدة عادي .. ليه الخوف ده ؟ شيلوا الكلية دي وهو إن شاء الله هيعرف يعيش بكليته الثانية .

هنا ناهد عيطت أوي ودفنت وشها في صدر جوزها وحسن اخد نفس طويل بوجع وبص لمراته وملك مش فاهمة مالهم فزعقت: فهموني مالكم ! دكتور الإنسان بيعيش بكلية واحدة فين المشكلة طيب ؟
الدكتور بص لملك: الإنسان فعلا بيعيش بكلية واحدة وهو كان عايش بكلية واحدة .

هنا ملك عينيها وسعت مش عارفة تفهم قصده ايه أو فاهمة ومش عارفة تحلل اللي بتسمعه فبصت لحماها: هو كريم بكلية واحدة يا عمي ؟
حسن شاور بدماغه أيوة ودموعه نزلت بصمت وإحساس بالعجز مسيطر عليه
ملك وقفت بإصرار وثقة: طيب هنلاقي متبرع .. أنا هتبرع .. دكتور أنا هتبرع .
الدكتور ابتسم بحزن: الأول لازم نشوف أنتي متوافقة معاه ولا لا .
ملك بحب ودموع: أنا بحبه لازم أكون متوافقة معاه .

الدكتور بعطف: للأسف مش بالحب بس تعالي نشوف ونعمل التحاليل المناسبة لان مفيش وقت نضيعه . وبالنسباله هو احنا حاليا بنديله ادويه مثبطه للمناعه وبنجهز جسمه علشان يقبل الكلية الجديده لما نلاقيها باذن الله ..
مؤمن اتدخل: أنا كمان ممكن أتبرعله .
عاصم بحزن: أنا مش متوافق معاه فممكن تكون أنت كمان زيي .
الدكتور: مش شرط إن أنت مش متوافق يكون ابنك زيك ..

مؤمن بحماس: احنا هنجرب .. عمتي ما تقلقيش مش هنتخلى عن كريم كلنا وفي كتير في البلد بيحبوه وأول ما يعرفوا الكل هيجي .. انتي مش لوحدك .
ناهد هزت دماغها بشبه ابتسامة وجوزها وقفها بالراحة وهي بتعيط: هنعيش الكابوس من تاني يا حسن .. شوفت يا عاصم ابني هيروح مني !
عاصم بتشجيع: انتي سمعتي مؤمن يا ناهد وهو عنده حق ..
ناهد مرة واحدة وقفت: البنت .. لازم أطمن عليها .
حسن بعدم فهم: بنت ايه ؟

ناهد مسحت دموعها: ابني امّني عليها وقالي أوصلها لأهلها بس حالتها صعبة لازم نطمن عليها وننفذ وعد ابننا ليها ونوصلها لأهلها .
حسن هز دماغه بموافقة: طيب مين أهلها نكلمهم ؟
ناهد اخدت نفس طويل ومسحت وشها: ده اللي لازم نعرفه دلوقتي .. مين أهلها !

دخلوا عند أمل وناهد قربت منها .. كانت جميلة على الرغم من الكدمات اللي في وشها والجروح الكتير وبريئة في نفس الوقت وضعيفة جدا
حسن بهمس: مين دي يا ترى ؟ وتعرف كريم منين ؟ ومين اللي ضربه وضربها بالشكل ده ؟ وياترى أهلها عاملين ايه ؟ ده احنا ابننا ولد وكنا هنتجنن طيب هي ؟
ناهد دمعة نزلت منها وقربت من أمل ومدت ايدها حاولت تصحيها بس أمل ما ردتش أو صحيت
حسن مسك ايد ناهد: سيبيها ترتاح شوية .. أكيد تعبانة .. هي متصابة غير الكدمات دي ؟

ناهد هزت دماغها وبصتله: عندها ضلعين مكسورين ونزيف داخلي كمان وتخيل هي اللي كانت سايقة العربية وهي اللي وصلته لينا ؟
حسن بعدم فهم: كنت متخيل إن كريم اللي أنقذها مش هي
ناهد ابتسمت: أعتقد إن هما الاتنين أنقذوا بعض .
حسن اتنهد: ربنا يقومهم الاتنين بالسلامة يارب .

عند بيت أمل
عبدالله مش عارف يعمل ايه أو يخرج ازاي أو مين يوصله لبنته وسميرة في أوضتها مش مبطلة عياط وصلاة ودعاء لبنتها ربنا يحفظها ..
طه أخيرا أخد قراره يتحرك بالعربية مش هينتظر أكتر من كده واهو التراب هدي شوية والمطر مقدور عليها وربنا معاه .. خرج ونادى عليهم والاتنين راحوله بسرعة
طه بابتسامة: أنا هتحرك دلوقتي مش هنتظر أكتر من كده .
عبدالله بلهفة: العاصفة هديت شوية ؟
طه بتكشيرة: التراب هدي أيوة .

سميرة ابتسمت بأمل: طيب هنتحرك امتي ؟
طه بصلها: هنتحرك ؟ أنا هتحرك .
عبدالله اعترض: أنا هاجي معاك مش هنتظر هنا .
سميرة بإصرار مخيف: اوعوا تتخيلوا للحظة إني هقعد هنا في البيت أندب حظي لحد ما سيادتكم تروحوا أنا معاكم .
طه برفض: أنتوا الاتنين تستنوا هنا وبعدين نفترض إنها جت ؟

سميرة بعياط: تيجي وماله ! ساعتها هتكلمنا وتسألنا احنا فين ونرجع .. المهم بس تيجي .. المهم ترجع ...
العياط منعها تكمل وطه قرب عليها وضمها: هترجع ما تخافيش عليها .
سميرة بابتسامة مهزوزة: إن شاء الله .. حد عرف باللي حصل !
طه بيطمنها: لا محدش عرف .
سميرة بتحذير: وخطيبتك وأهلها ؟
طه أكد: ولا أي حد ما تقلقيش .

خبطة على الباب قاطعتهم وطه فتح كان عمه محمد اللي دخل بحرج وبصلهم وفي ايده شنط أمل
سميرة أول ما شافت الشنط بصتله باستفسار وأمل انتعش جواها
محمد بأسف: السواق نزلها مع حاجة سمر ولسة واخد بالي منها فقلت أجيبها .
سميرة بتريقة: كتر خيرك .

محمد بأسف: أنا مش عارف والله أقولكم ايه بس سمر مصرة إن ده اللي حصل وأنا بجد...
قاطعته سميرة: سمر بتكدب وأنت من جواك عارف ده كويس بدليل حرجك ده وراسك اللي في الارض .. على العموم ما تقلش حاجة بنتنا هنعرف هي فين ومتشكرين لإهتمامك .
محمد بص لأخوه وحاول يعتذر: عبدالله صدقني...

قاطعه عبدالله: محمد زي ما أم طه قالت متشكر لإهتمامك احنا هنطلع نشوفها فين وأنت بس لم مراتك وبنتك وبلاش تخليهم يرغوا في سيرة البنت لحد ما نرجع هتقدر ولا ده كمان صعب عليك ؟
محمد بسرعة: لا هقدر طبعا بس استنى اجي معاك .
طه بسرعة: لا يا عمي معلش هنتحرك احنا وبعدين العربية مفيهاش مكان أصلا هنتحرك كلنا ونرجع إن شاء الله بأمل فمش هيكون في مكان .
محمد انسحب وكلهم ركبوا واتحركوا في صمت ودعوات مالية قلوبهم وثقة في ربنا انه معاهم..

حمادة وعلي انتظروا زميلهم الدكتور يطمنهم عليه وأول ما خرج جريوا عليه
حمادة: حالته ايه يا دكتور !
الدكتور: هو محظوظ لان الضربه مش عميقه أوي .. هياخد الأدوية بتاعته وهيكون كويس ما تقلقوش
حمادة بص لعلي والدكتور انسحب ..
حمادة كمان طلب من ممرضة تعالج جروحه وبعدها بص لعلي وهمس: احنا دلوقتي ناخد زكريا ونخلع من هنا
الجو بدأ يتعدل وممكن يقفشونا يلا
حمادة طلع هو وعلي وهربوا بصاحبهم من المستشفى .. اتفقوا ينتظروا صاحبهم يفوق ويهربوا لاي مكان لحد ما الوضع يهدأ ويستقر ..

ملك دخلت عند كريم وبتعيط وبتعتذر إنها مش متوافقة معاه وساندة على ايده بتعيط .. دخلت عليها ناهد حطت ايدها على راسها
ملك بعياط: ما ينفعش أتبرعله .. أنا ممكن اديله روحي مش بس كلية بس ماينفعش .. جسمه مش قابلني .
ناهد بعياط: حبيبتي ما تقوليش كده ماهو أبوه اهو ومش متوافق معاه .. بس أكيد هنلاقي متبرع ما تقلقيش ربنا مش هيتخلى عننا وهنلاقي .
ملك مسحت دموعها: حتى مؤمن برضه مش متوافق .. هنلاقي امتى وازاي وفين ؟

ناهد اخدت نفس طويل: ربنا كرمني بيه وأكيد مش هياخده مني تاني .. مش عارفة مين وامتى وازاي وفين بس عارفة اننا هنلاقي حد ..
كريم اتحرك والاتنين اتلفوا حواليه
ناهد بلهفة: كريم حبيبي أنت سامعني أنت كويس ؟
ملك بعياط: كريم أنا هنا جنبك .
كريم مش سامعهم ولا حاسس بيهم وما نطقش غير جملة واحدة: أمل ! أمل فين يا أمي ؟

ملك اتراجعت ومش عارفة أصلا مين أمل اللي بيسأل عنها أما ناهد فقربت من ابنها: كويسة يا حبيبي اطمن أنت ووعدك محفوظ ما تخافش .
كريم غاب تاني عن الوعي وملك بصت لناهد وألف سؤال ظاهر في عينيها
ناهد اتنهدت وخارجة وملك وراها وقفتها برا الأوضة: مين أمل دي ؟
ناهد بتوتر وقلق: البنت اللي جت معاه .
ملك كشرت مش فاهمة: هو كان معاه بنت ؟ ماما فهميني ايه الحكاية ؟

ناهد مسكت ايدها: أنا معرفش ايه الحكاية يا ملك لازم ننتظر نفهم لما حد فيهم يفوق بس أنتي أكيد مش بتشكي في كريم ولا ايه ؟
ملك بقلق: عمري ما شكيت فيه بس لما يفتح عينيه يسأل عن غيري لازم أسأل .. هي فين البنت دي ؟

ناهد اخدتها أوضة أمل ودخلت بترقب تشوف مين دي اللي شاغلة خطيبها في حالته دي .. بصتلها كتير وشافتها متبهدلة ووشها كله كدمات وجروح أخفت ملامحها تقريبا وحست إنها مش مهددة من واحدة زيها .
بصت لحماتها: ايه اللي عمل فيها كده !

ناهد بحيرة: الله أعلم .. هل هو لقاها في الطريق اخدها ؟ هل أنقذها من حد والحد ده عمل فيه كده ؟ الله أعلم بس كل اللي شوفته إنه كان مغمى عليه في العربية وهي اللي سايقة وأول ما شافتنا وقعت من طولها وزي ما انتي شايفاها مضروبة كتير وعندها ضلعين مكسورين وكمان كان عندها نزيف داخلي نتيجة ضرب عنيف .

ملك صعبت عليها وسألت بحذر: طيب هل مغتصبة ؟
ناهد: لا الحمد لله لما الدكاترة شافوها بالمنظر ده ومضروبة كده كان لازم يكشفوا عليها وطبعا بلغوا البوليس بس الطرق مقفولة بس بمجرد ما الجو يتحسن وهي تفوق هيحققوا معاها .
ملك بتفهم: طيب أهلها مين ؟ مش معاها بطاقة؟
ناهد: مش معاها أي حاجة دي كانت ...

سكتت مرة واحدة وماكملتش لأنها كانت هتقول إنها كانت لابسة قميص كريم بس تراجعت هي مش هتزود قلقها
ملك باستغراب: كانت ايه ؟
ناهد بتوتر: كانت مسكينة وبطولها كده أكيد اللي ضربوها اخدوا منها كل حاجة وأكيد كريم قاطعهم وأنقذها منهم .. والله يا ملك ما عارفة شوية وتفوق ونفهم منها ايه اللي حصل ..

ملك خرجت وراحت تقعد جنب كريم وناهد فضلت رايحة ما بينهم .. وحسن وعاصم راحوا يشوفوا حد ممكن يتبرع
أمل بدأت تفوق والممرضة جريت على ناهد بلغتها فراحتلها بسرعة
أمل بتعب ومش قادرة تتحرك نهائي فناهد مسكتها ومنعتها: ما تتحركيش .
أمل بصالها باستغراب وبصت حواليها
ناهد طمنتها: انتي في المستشفى وانتي بخير .

أمل بتعب: وكريم ؟ كريم فين ؟
ناهد ابتسمت بوجع: في أوضة تانية المهم انتي دلوقتي عاملة ايه ! حاسة بايه ؟
أمل بتعب: ماما وبابا .. أنا لازم أكلمهم .
ناهد طلعت موبايلها وبصتلها: قولي رقم أي حد فيهم .
أمل غمضت عينيها وبدأت تقول رقم باباها واستغربت إن دايما أمها تصمم عليها تكون حافظة أرقامهم .. بتقول الأرقام وبتغمض عينيها وناهد بتفوقها تكمل الرقم لحد ما خلصت
ناهد: جرس اهو لحظة .

ناهد بصتلها كانت غمضت عينيها تاني وحاولت تهزها بس غابت عن وعيها تماما ..
عبدالله موبايله رن وسميرة بصتله بلهفة: مين ؟
عبدالله: رقم غريب !
سميرة بسرعة: رد أكيد أمل أو حد يعرفها ..
عبدالله: الو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ناهد: وعليكم السلام .

عبدالله باستغراب واحباط إنه مش صوت بنته: مين حضرتك ؟
ناهد بتوتر: حضرتك والد أمل !
عبدالله هنا عنيه وسعت وبلهفة: أيوة أيوة أنا أبوها .. بنتي فين ؟ هي كويسة صح ؟ قليلي ..
سميرة بدموع: دي أمل ؟ هي عارفة مكانها ؟
عبدالله: استني انتي خليها تتكلم .
سميرة: طيب افتح الميكروفون خليني أسمع صوتها .

ناهد ابتسمت ودموعها نزلت وحست بيهم لان قلبها موجوع زيهم وانتظرتهم
سميرة اتكلمت: انتي عارفة بنتي فين ؟ ردي علينا بالله عليكي .
ناهد من بين دموعها: بنتك بخير الحمد لله .
سميرة بتوتر: صوتك بيقول غير كده !
ناهد مسحت دموعها: صوتي مالوش دعوة ببنتكم .. بنتك بخير تعبانة شوية بس بخير .
عبدالله بقلق: تعبانة ليه ؟ ايه اللي حصلها ؟

طه اتدخل: يا بابا اهدوا .. خليها بس تقولنا مكانها ! هو حضرتك فين ؟
ناهد: أنا في المنيا .. في مستشفى .
قاطعتها سميرة بشهقة: مستشفى ! بنتي مالها ؟ ما تخبيش علينا أرجوكي .
ناهد اخدت نفس طويل: صدقوني معرفش .. هي وابني حالتهم صعبة بس بنتك بخير لما تيجوا تكون فاقت شوية وتقدر تكلمكم .
بلغتهم العنوان بالتفصيل وقفلت.

الصمت سيطر عليهم كلهم شوية بسبب جملة ناهد ((هي وابني حالتهم صعبة )) هل ده معناه إن سمر مكانتش بتكدب ؟ هل بنتهم فعلا كانت مع صاحب ليها وعملوا حادثة مثلا بسبب الجو والعاصفة ..
سميرة قطعت الصمت: هنعرف لما نوصل .. مش هحط أحكام من غير ما أسمع من بنتي .
عبدالله اتنهد: محدش هيحط أي أحكام من غير ما نسمعها .
طه بصلهم: ولو مكانتش سمر بتكدب ؟

سؤاله فضل متعلق لان محدش فيهم عنده إجابة أبدا للسؤال ده .. هما أه ربوا بنتهم صح وعلموها صح بس جلى من لا يخطئ !
فضلوا ساكتين معظم الطريق وكل واحد نفسه لو يسبق الطريق ويوصل لمكان أمل ..
حسن رجع المستشفى يطمن على ابنه اللي حالته بتتأخر مش بتتحسن ومش عارف يعمل ايه !
قعد جنب مراته بيأس ومش عارف هيعمل ايه !

قاطع صمتهم دوشة وبصوا كانوا ثلاثة جايين وباين عليهم الخضة والخوف وخمنوا إن دول أهل أمل
حسن قرب منهم وعبدالله أول ما شافه سأله: لو سمحت قالولنا إن بنتنا هنا في الدور ده !
حسن ابتسم بوجع: حضرتك والد أمل !
عبدالله بلهفة هز دماغه بتأكيد
ناهد قربت منهم مستغربة: حمدالله على السلامة بس للدرجة دي أنتوا قريبين ؟

سميرة بلهفة: كنا على الطريق أصلا من بدري .. بس الحمد لله إنكم كلمتونا هي بنتنا فين !
حسن وناهد أخدوهم لبنتهم ودخلوا بسرعة بلهفة وأول ما شافوها اتصدموا من شكلها وفضلوا لحظات متسمرين مكانهم مش بينطقوا
سميرة بخوف: هي عملت حادثة !
ناهد اخدت نفس طويل: والله ما عارفة أقولك ايه !

طه بتوتر: يعني دي حادثة عربية صح ! حضرتك قلتي انها وابنك حالتهم صعبة ! هي كانت معاه ؟ يعرفوا بعض !
ناهد بحيرة: لا ما يعرفوش بعض .. على ما أعتقد .
طه بنرفزة: يعني ايه على ما أعتقد دي !
عبدالله اتدخل: طه ! اعذري ابني بس محدش فينا فاهم حاجة !

حسن بتقدير: احنا مقدرين حالتكم بس ابننا كان جاي لوالدته وموبايله اتقفل ومعرفناش عنه حاجة وبعدها اتصل بيا وطلب مني أبعتله حد على الطريق السريع في أول المنيا والخط قطع وبعدها والدته وأخوها طلعوا يقابلوه وبنتك كانت سايقة العربية وهو بينزف جنبها .
كلهم الحيرة على وشهم وناهد كملت عن جوزها: أول ما شافتنا وعرفت إننا قرايبه انهارت هي وبس ما نعرفش ايه اللي حصلهم .
سميرة بحيرة: هما عملوا حادثة أكيد ! بنتي مش بتعرف تسوق أصلا .

طه اتدخل: حاولت كتير أعلمها السواقة وهى رافضة أيوة ساقت مرة أو اتنين بس كده كلعب عيال مش سواقة .
ناهد بأسف ودموع بتهدد بالنزول: لا مش حادثة ..
طه بحيرة: بس وشها والجروح دي إزاز العربية صح !
ناهد هزت دماغها برفض: ابني مضروب بسكينة في جنبه وأمل عندها ضلعين مكسورين غير النزيف الداخلي بس سيطروا عليه في العمليات .
سميرة شهقت: عمليات ! وضلوع مكسورة ! من ايه طيب ؟
حسن اتدخل بتردد: نتيجة ضرب .. حد ضربها وأعتقد انه ...

عبدالله برعب: إنه ايه ! اوعي يكون قصدك حد اعتدي عليها ! اوعي ...
حسن طمنه: لا لا الحمد لله .. هي محاولة بس لكن هي سليمة .. حاولوا يعتدوا عليها .. أو ده السيناريو الوحيد المقبول .
طه بغضب: أو ابنك حاول يعتدي عليها على الطريق وهي بغبائها حاولت تنقذه ورفضت تسيبه على الطريق .
حسن اتنرفز: انت شايف يعني ان كلامك ده منطقي ! يعني بعيد إن أخلاق ابني مش موضع نقاش أصلا .. بس لو ابني اللي حاول يعتدي عليها هيديها عربيته تسوقها ! ولا هيكملني يطلب مني حد يستناه ؟

ناهد اتدخلت: ابني أول ما شافني خلاني وعدته أوصلها لأهلها وقالي لو ( عيطت ) مات يعني أمانة عليا أرجعها لأهلها .
سميرة قربت من ناهد: اعذري ابني هو غبي شوية .. ربنا يطمنكم عليه .
سميرة قعدت جنب بنتها ومسكت ايدها فضلت تبوس فيها وتحاول تخليها تصحى تكلمها
حسن مسك مراته وبصلهم: احنا برا لو احتجتم أى حاجة بلغوني .
عبدالله بعرفان: متشكر جدا لحضرتك وربنا يطمنكم على ابنكم يارب .

عبدالله قعد جنب بنته وهو الخوف مسيطر عليه وطه جنبها غضب رهيب مسيطر عليه وقف مرة واحدة: أنا لازم أبلغ البوليس .
عبدالله مسك دراعه: يا ابني بس أختك تفوق ونسمع منها ايه اللي حصل .
سميرة بصتله: روح شوف دكتور يطمنا عنها ده المهم .. شوفلنا أي حد .

طه خرج ورجع بعد شوية بالدكتور اللي طمنهم عليها وعرض خدماته وعرفهم إن حسن المرشدي موصي عليهم وإن هو يعتبر اللي فاتح المستشفى دي .
أمل بدأت تفوق تاني وسميرة مسكت ايديها وبلهفة بتكلمها وتطمنها انهم جنبها وأمل عيطت بوجع وارتياح إن أهلها جنبها ..
أمل بعياط وتعب: كنت خايفة عليكم خصوصا لما سمر توصل ..
عبدالله بحب: يا بنتي مين يقلق على مين ! احنا كويسين المهم انتي ! عاملة ايه ؟
أمل بعياط: كويسة .. بقيت كويسة خلاص .. بقيت كويسة يا بابا .

عيطت وأمها ضمتها وبتحاول تهديها
طه قرب منها: ايه اللي حصل يا أمل وليه ماكملتيش الطريق مع الميكروباص !
سميرة زعقت: سيبها ترتاح مش وقته .
طه سكت وقعد وأمل بصت لأمها وأبوها بحب وارتياح: اللي حصلي محدش يصدقه أبدا .. أنا كنت هموت .
سميرة وعبدالله: بعد الشر عليكي حبيبتي ..
أمل سكتت شوية وبصتلهم: تخيلوا سمر حبستني .
هنا كلهم اتصدموا ومش مصدقين
طه بدهشة: حبستك ازاي وفين !

أمل برعب وكأنها بتعيش اللحظات من تاني: نمت في الميكروباص وصحتني في الاستراحة بتاعت بني سويف ونزلنا الحمام كان الكل راجع واحنا رايحين ودخلت الحمام وهي مسكتلي الباب وبعدها قفلته من برا وقالت انها منتظراني وكان الجو بدأ يقلب والتراب فظيع والصوت والريح
وبعدها خبطت محدش فتح .. صرخت رزعت الباب .. حاولت بكل قوتي .. مقدرتش .. انتظرت يعرفوا إني ناقصة ومش في الميكروباص بس محدش انتظر .. رعب رعب عيشته
سميرة ضمتها تطمنها: خلاص يا حبيبتي .. المهم إنك بخير .. كريم اللي فتحلك ! صح !

أمل بصتلهم: لا مش كريم .
طه وقف: قلتلكم اهو .
أمل استغربت وبصت لأخوها بعدم فهم: تقصد ايه !
طه بتأكيد: هو اللي ضربك كده صح ! ما تخافيش منه وقولي .
أمل كشرت: كريم اللي أنقذ حياتي منهم ..
عبدالله بخوف: منهم ! من مين ؟

أمل باشمئزاز: كلاب الكافيتريا .. واحد فيهم فتحلي .. كانوا ثلاثة .. ومكانش في أى حد تاني ..
سكتت تاخد نفسها ودموعها بتنزل بدون سيطرة عليهم
سميرة مسحت دموعها: كفاية يا أمل مش لازم تحكي كله دلوقتي ..
أمل بصت لمامتها باطمئنان: أنا كويسة يا ماما ..
هنا الباب خبط وكانت ناهد ومعاها حسن جوزها.

ناهد ابتسمت لأمل: عرفنا من الممرضات ٱنك فايقة فقلنا نطمن عليكي
أمل حاولت تتعدل بس ما قدرتش واتأوهت أمها سندتها وناهد قربت منها: خليكي مرتاحة يا بنتي .. احنا مش جايين نضايقك
أمل: لا أبدا مفيش متضايقة اتفضلوا
حسن قرب شوية: ألف سلامة عليكي يا بنتي .. الحمد لله انك بخير ..
أمل: الله يسلمك الحمد لله بخير .. هو الأستاذ كريم أخباره ايه دلوقتي ! يارب يكون بخير
حسن ابتسم بحزن: ربنا يطمنا عليه المهم إنك بخير.

ناهد سألت بتردد: هو ايه اللي حصل لو مش يضايقك سؤالي ! يعني اتقابلتي أنتي وكريم ازاي ؟ ومين ضربه بالشكل ده وليه
أمل بصت لبعيد ودموعها ظهرت في عينيها وهي بتفتكر لحظة ضربه بالسكينة وبيقع قصاد عينها
ناهد بعطف: لو مش قادرة تتكلمي بعدين مش لازم دلوقتي
أمل بصتلها: لا قادرة أنا هقولكم كل حاجة حصلت
حكتلهم أمل كل حاجة حصلت من ساعة ما خرجت من الحمام لحد ما وصلت بكريم لأهله وهم مش مصدقين كل اللي حصل ده لعيالهم .. وذهول تام مسيطر عليهم ..

أمل سكتت ومسحت دموعها وبصتلهم: هو حالته ايه ! ضربوه جامد ..كان تعبان جدا ونزف كتير أوي .. أكيد حالته صعبة .
حسن بحزن: فعلا يا بنتي حالته صعبة .
سميرة مسكت ايد ناهد: إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ناهد حاولت تبتسم: باذن الله .. حمدلله علي سلامة بنتك .. خليها ترتاح شوية واحنا هنروح نطمن علي كريم
سابوهم وخرجوا والصمت خيم علي الأوضة لفترة.

أمل بدموع: يارب فعلا يكون بخير مش قادرة أتخيل لو جراله حاجة بسببي هعمل ايه ! واحد لا أعرفه ولا يعرفني وأكون سبب موته !
عبدالله بحزن: يا بنتي ده نصيب ودي تدابير ربنا
سميرة بحزن: ان شاء الله هيقوم بالسلامة يا بنتي
أمل بحزن: لولا اللي هو عمله كانوا .. كانوا عملوا اللي عملوه فيا وقتلوني ورموني في أي مكان .. ربنا بعته ليا .. دافع عني بحياته وكأني حد من اهله ( ضحكت مره واحدة ) تخيلوا عرف اسمي بعد الليلة كلها واحنا بنهرب منهم ومن العاصفة والمطر وبعد ما اتضربنا احنا الاتنين وبنموت قالي اسمه وقلتله اسمي .. بابا، طه .. روحوا اعرفوا حالته ايه بالظبط واقفوا جنب عيلته .. زي ما احنا شوفنا حالتهم صعبة وخصوصا ان ابنهم بيضحي بحياته علشان حد ما يعرفهوش ..

خرجوا الاتنين يطمنوا على حالة كريم
ناهد كانت مع ابنها هي وحسن وكريم فاق وكان تعبان جدا وجابوا الدكتور وكريم سأله عن حالة أمل فطمنه عليها وبعدها أصر يعرف حالته هو ايه وعرف إنه محتاج لكلية جديدة وعرف مقدار خوف أبوه وأمه حاول يطمنهم بس ما قدرش لأنه غاب تاني عن وعيه من التعب ..
أمل مع أمها وبصتلها مره واحدة: سمر قالتلكم ايه يا ماما !

سميرة بغضب: ما تشغليش بالك بالكلبة دي .. لما أرجع هعرف شغلي معاها ..
مع إصرار أمل حكتلها كل اللي اتقال وأمل كانت مذهولة من كمية الكدب والتأليف دي كلها ..
رجع عبدالله وطه بعد شوية وقعدوا وأمل سألتهم بلهفة: حالته ايه !
عبدالله بأسف: والله يا بنتي حالته صعبة .. هو كان عايش بكلية واحدة والإصابة جت فيها واضطروا يستأصلوها وقدامه كام ساعة لو مالقوش متبرع للأسف ...
سميرة بحزن: يا عيني عليه ..

طه بتفكير: أنا هتبرعله .. هروح أعمل التحاليل وأشوف نفسي متوافق معاه ولا لا
سميرة شهقت: تتبرع بكليتك لواحد ما نعرفوش حتى !
طه كشر: اللي ما نعرفوش ده بيواجه الموت علشان أنقذ بنتك .
سميرة بصت للأرض وبعياط: بس أنت ابني ! ( هزت دماغها بحزن ) وهي بنتي اللي هو أنقذها .. يا الله الطف بينا يارب .
عبدالله وقف: وأنا كمان هعمل التحاليل ولو متوافق أنا اللي هتبرعله .
طه: لا يا بابا أنا .. خليك أنت هنا .

عبدالله بإصرار: هعمل التحاليل وأنت تسكت خالص .
سميرة وقفت وأخدت نفس طويل: وأنا كمان هعملها معاكم .
كلهم بصولها فهى ردت: يعني اللي يدافع عن عيالي يستاهل أفديه بروحي .
أمل ابتسمت: وأنا كمان هعمل التحاليل معاكم .
سميرة هنا زعقت: أنتي تسكتي خالص .. تقعدي كده وتخفي بسرعة .

أمل حاولت تتكلم بس أمها رفضت حتى تديها فرصة تنطق حرف واحد
خرجوا كلهم وسابوها وهي حست إنها لازم تعمل أي حاجة فرنت الجرس للممرضة اللي جتلها على طول ...
راحوا الثلاثة يعملوا التحاليل وناهد شافتهم وقفتهم: خير محتاجين حاجة !
طه: هنعمل التحاليل .
ناهد بعدم فهم: تحاليل ايه !

عبدالله: علشان ابنك ... المتوافق فينا هيتبرعله ان شاء الله .
ناهد دموعها نزلت: أنتوا مش مضطرين .. لا بجد أنتوا مش متضطرين ابدا ..
عبدالله بعرفان: وهو مكانش مضطر .. الناس لبعضها يا أم كريم .. ربنا يقومه بالسلامة يارب .

عملوا كلهم التحاليل وقعدوا منتظرين النتيجة والكل متوتر وخايف وكريم حالته بتتأخر وكل لحظة بتعدي بتهدد حياته .. سميرة لمحت ملك جنب كريم ومش بتفارقه أبدا .. استغربت مين دي وافترضت إنها أخته مثلا ..
أخيرا ظهرت النتيجة والدكتور جه عندهم كان الكل مع بعض قدام أوضة كريم حتى ملك كانت معاهم ..
ناهد بلهفة: ايه الأخبار ؟
الدكتور بأسف: للأسف محدش فيهم متوافق.

الكل هنا اتصدم وحسن قعد مكانه وحس إنه خلاص المفروض يودع ابنه وناهد فضلت مكانها وكأنها بقت تمثال أما ملك فمش مصدقة كلام الدكتور
الممرضة جت ورا الدكتور بتردد ومش عارفة تتكلم
الدكتور بحزن: للأسف بس كده ... أنا أسف بس أنتوا جهزوا نفسكم .
ملك برفض: تقصد ايه هاه ! أنا هنقله من المستشفى دي ! عمي جهزلنا طيارة تنقله من هنا .. اتصل ببابا وهو هيبعت طيارة خاصة تحركنا .
الدكتور بأسف: مش هيوصل لأي مكان أنا أسف بس الوقت مش في صالحه .
ملك برفض: أنت مش فاهم حاجة ومش عارف شغلك .

الدكتور بحزن: قدامه ساعتين بالكتير هتقدري تنقليه القاهرة وتلاقي متبرع قبل ساعتين ؟ لو تقدري اتفضلي .
ملك صوت نفسها كان عالي ورافضة المنطق ده وسابتهم ودخلت عند كريم تحاول تفوقه
ناهد قعدت جنب جوزها تعيط وصوت شهقاتها بيطلع من وقت للتاني ..
ناهد بعياط: بقى معقول يا حسن بعد ما كبرناه وبقى راجل وهنجوزه يروح مننا كده .. بالسهولة دي ! في لحظة، طيب كان مات وهو صغير .. ليه ياربي .
حسن بعياط: حرام يا ناهد اللي بتقوليه ده .. ربنا له حكمة في كل حاجة بيعملها .

عبدالله وطى راسه للأرض .. هو حاسس بيهم وابنهم بيروح منهم بسبب بنته .. معرفش يواسيهم بأي حرف حتى ولأول مرة في حياته يقف أخرس مش قادر ينطق ... سميرة دموعها نزلت واتمنت لو تقدر تساعدهم بأي طريقة .. هي كانت هتموت لمجرد بنتها اختفت ليلة ما بالك يتحرموا من ابنهم وبسبب حد ما يعرفهوش .. ايه اللي ممكن يتقال في الموقف اللي زي ده وازاي تواسي حد كده !
الدكتور صعبوا عليه: أنا أسف بس فعلا مش في ايدينا اي حاجة .
الممرضة هنا وراه نطقت: في متبرع يا دكتور متوافق معاه .

هنا كلهم التفتوا لها لدرجة إنها رجعت خطوة لورا وكلهم التفوا حواليها وكأن طاقة القدر اتفتحلهم والكل بلهفة وبصوت واحد: مين !
الممرضة اتوترت وبصت للدكتور اللي زعق: مين يا بنتي انطقي !
الممرضة بصت لعبدالله وسميرة: بنتهم .
سميرة بذهول: هي عملت التحاليل ؟
الممرضة: طلبت مني ةخد عينة منها وأعملها معاكم وهي متوافقة معاه .

هنا الكل بص لسميرة وعبدالله أما ناهد فوقفت قدام سميرة ورفعت ايديها كعلامة ترجي وبدموع كتيرة: أنا عارفة إنه طلب كبير وخصوصا في حالتها بس أرجوكي .. أرجوكي انقذي ابني .
سميرة دموعها نزلت وبصت لجوزها اللي بجد أول مرة يعيش لحظات صعبة زي دي .. لأول مرة يتحط في موقف زي ده ولأول مرة يقف عاجز كده
حسن مسك ايدين مراته: بنتهم حالتها صعبة هي كمان .

طه اتدخل: دكتور هي بحالتها دي تقدر فعلا تتبرعله ! هيكون في خطورة عليها ؟
الدكتور بصله وهو كمان محتار زيهم: أي عملية مهما إن كانت سهلة بيكون فيها نسبة خطورة .. ومش هكدب عليك واطمنك أختك تعبانة أصلا ونزفت ولسة خارجة من عمليات .. أي مضاعفات ممكن تحصل أو أي نزيف ولو بسيط هيكون التمن حياتها ..دي مخاطرة كبيرة جدا .
ناهد هنا انهارت في الأرض من العياط
انتعش الأمل جواها واتدمر في لحظات.

عبدالله بخوف وهو بيبصلهم منهارين وبرضه خايف على بنته بس خوفه كأب أكبر من إحساسه بالعرفان: أنا أسف بس دي حياة بنتي .. أنا مقدر جميل ابنكم واللي عمله علشان ينقذ حياتها فازاي دلوقتي عايزني اخاطر بحياتها .
حسن بأسف وهو ضامم مراته: أنا مقدر إحساسك وده مش طلب سهل أبدا .. ربنا يكون في العون .
عبدالله اخد سميرة وابنه وراحوا أوضة بنتهم اللي أول ما شافتهم: أنا متوافقة معاه !
سميرة بأسف: العملية خطيرة عليكي وممكن تموتي فيها .

أمل دموعها نزلت: ما تقولوش انكم هتمنعوني .
عبدالله بوجع: الدكتور نفسه قال إن العملية خطيرة وإنك نزفتي كتير ولو حصل أي مضاعفات أو أى نزيف تاني في العملية هيكون التمن حياتك .
أمل بعياط: بس يا بابا هنتفرج عليه بيموت.. وليه ؟ علشان احتمال أنا يجرالي حاجة ! ماهو أنا كنت هموت بس هو ماسمحش بده .
عبدالله: دي تدابير ربنا .

أمل بإصرار: وإني أكون متوافقة معاه برضه تدابير ربنا .. مش يمكن ربنا عايزني أرد جميله دلوقتي .. وزي ماهو خاطر بحياته علشاني أخاطر بحياتي علشانه ! بابا .. هو محدش طلب منه يخاطر وما اترددش للحظة .. وحتى بعد ما اتضرب بالسكينة وكان بينزف وبيموت كان كل همه ينفذ وعده إنه يرجعني لأهلي سليمة .. بدون ما يعرف حتى اسمي وقف قصادي .. ما خافش يموت .. دلوقتي عايزني أنا أخاف .
سميرة بحيرة: يا بنتي دي حياتك اللي انتي بتخاطري بيها .

أمل بصتلها: أنا عايشة أصلا بسببه بعد ربنا ..
أمل بصتلهم وزعقت مره واحدة: أنتوا ازاي اصلا بتفكروا ! بعد كل اللي عمله علشاني بتفكروا ؟
عبدالله زعق: علشان دي حياتك اللي بتخاطري بيها .

أمل بصت لأبوها ولأخوها: خلاص .. خليه يموت وتموت معاه الشهامة والرجولة وكل المعاني الحلوة .. وانت يا طه اتعلم أهو اياك تشوف واحدة في الشارع بتتعاكس أو حد بيضايقها وتتدخل .. سيبها تموت ولا تولع لأن لو احتجت مساعدة الكل هيقول وانا مالي
كده صح يا بابا !

عبدالله بص لمراته ولابنه وسكت
طه بصلهم: سيبوها تتبرع واللي ربنا كاتبه هيكون .. أكيد ربنا عمل كده اختبار لينا أكيد له حكمة في كل اللي بيحصل ده ولو الوضع كان معكوس كنا هننتظر منهم يتبرعوا ؟
سميرة اخدت نفس طويل وهزت دماغها بموافقة وعبدالله بعد تردد وافق هو كمان وطلعوا كان الكل بيجري على أوضة كريم وأمه وأبوه منهارين وبيحاولوا ينعشوه لأن قلبه وقف
عبدالله حط ايديه على راسه: معقولة اتأخروا للدرجة دي !

وقفوا كلهم في حالة رعب ودعوات من القلب ان ربنا ينجيه ..
أخيرا الدكتور خرج: الحمد لله قلبه اشتغل لكن لو مالقيناش متبرع ...
قاطعه عبدالله: بنتي هتتبرع .. الحقوه بسرعة .
الدكتور ابتسم بحماس وحسن وناهد بصوا لعبدالله وعينيهم اتعلقت بيه
الدكتور بلهفة: هجهز العمليات بسرعة . وهنجهزهم هما الاتنين للعمليات وان شاء الله خير
جه يتحرك بس عبدالله مسكه من دراعه: بنتي أمانة في رقبتك .
الدكتور بابتسامة: بإذن الله ربنا هينقذهم الاتنين .
عبدالله بأمل: إن شاء الله .

سابهم واتحرك وحسن وقف قدام عبدالله عاجز عن النطق بس دموعه نزلت فعبدالله قرب منه وحط ايده على كتفه: ربنا يقومهم بالسلامة ..
حسن بصوت مخنوق: مش عارف أقولك ايه ولا أشكرك ازاي !
عبدالله بتشجيع: تدعيلهم يخرجوا الاتنين بالسلامة وماتقلش أي حاجة وما تشكرنيش .. ربنا حطهم الاتنين في طريق بعض وربنا هيحفظهم الاتنين انا واثق من ده ومتفائل خير
ناهد بصت لسميرة تشكرها بعينيها وسميرة ابتسمتلها وضمتها بتشجيع

ملك حاولت تشكرهم بس مقدرتش وزعلت إن واحدة تانية هي اللي هتنقذ خطيبها مش هي..

بعد فترة طويلة وبعد كل الاجراءات الطبية اللي بتتعمل دخلوا الاتنين العمليات والكل منتظر برا متوتر وخايف .. الكل منتظر برعب وملك واقفة على جنب خايفة ومتوترة وفجأة جريت على حد دخل: بابا .
دخل خالد عبد الرءوف ومعاه مراته رقية وضموا بنتهم وسلموا على الكل وواسوهم واعتذروا عن تأخيرهم ووقفوا جنب بنتهم بصمت
رقية بفضول: مين الناس دي يا ملك !

ملك بغيظ: دول أبو و أم البنت اللي بتتبرع لكريم بكليتها .
رقية كشرت: هي بنت ؟ تعرفه منين !
ملك بغضب: ماهي دي البنت اللي هو أنقذها ودلوقتي سيادتها بتنقذه .
رقية بصت لبنتها: ياترى يعرفها منين ! وليه تتبرعله بكليتها ؟ أكيد بينهم علاقة يا بت انتي !
خالد اتدخل وهمس بغيظ: مش وقته اللي بتقولوه ده أبدا .. اسكتوا خالص .

سميرة جنب ناهد بتحاول تواسيها أو الاتنين بيواسوا بعض
سميرة بفضول أنثى: إلا هي مين البنت دي يا أم كريم !
ناهد ابتسمت: دي ملك خطيبة كريم .
سميرة نوعا ما اتصدمت: هو خاطب ؟
ناهد استغربت: اه خاطب ليه !
سميرة تراجعت: لا أبدا بس افتكرتها بنتك .. يعني أخته مش خطيبته .
ناهد ابتسمت بمجاملة: وأمل ! مخطوبة ولا حاجة !

سميرة بفخر: شبه مخطوبة .. يعني كنا هنعمل الخطوبة الفترة الجاية .. دكتور زي العسل متقدملها .
ناهد ابتسمت: ربنا يتمملها على خير .
سميرة بحب: يارب هي وابنك .. يخرجوا بس بالسلامة وبعدها يتجوزوا .

ناهد اتنهدت: يارب يا أم أمل يارب .. إلا صح بنتك ليه كانت مسافرة في الجو ده ورايحة فين كده ! وازاي كانت لوحدها ! وايه اللي حصلهم ! احكيلي قالتلك ايه !
سميرة حكت كتير عن بنتها ودراستها والخطيب اللي متقدملها يمكن لانها حبت تشغل نفسها عن التفكير في العملية وبنتها وحتى ناهد اللي سمعتلها باهتمام وتركيز لان هي كمان حابة تبطل تفكر في ابنها شوية وتشغل نفسها بأي حاجة لحد ما تطمن عليه ..
الباب اتفتح والكل قرب وخرجت أمل والدكتور طمنهم عليها إنها كويسة
سميرة بقلق: طيب يا دكتور وكريم ! كريم حالته ايه وليه ما مخرجش ؟

الدكتور طمنهم: بنتك خرجت لاننا خلاص اخدنا الكلية منها والحمد لله ماحصلش أى مضاعفات اما كريم فلسة شوية الدكاترة جوا بيحطوله الكلية الجديدة وربنا يسهل ويخلصوا على خير .. دعواتكم ليه
سميرة بصت لناهد: اعذريني حبيبتي كان نفسي أفضل معاكي بس ...
قاطعتها ناهد بعرفان وتقدير: روحي لبنتك هي محتاجالك وجميلكم ده في رقبتي ..
سميرة بابتسامة: طمنيني على كريم أول ما يخرج بالسلامةن شاء الله .

مشيت سميرة مع بنتها هي وأبوها وأخوها وراحوا يطمنوا عليها ويرجعوا لكريم برضه يطمنوا عليه ..
أخيرا كريم خرج من العمليات بعد معافرة وتعب للكل
حسن بفرحة: خلاص كده هيبقي كويس ! صح ؟
الدكتور: إن شاء الله بس لسة ال ٢٤ ساعة اللي جايين حرجين لازم نصبر ونشوف جسمه هيتقبل الكليه المزروعة ولا لا قدر الله ... هنديله أدوية مثبتة للمناعة تساعد جسمه يتقبل الكلية الجديدة وهنقوم بكل اللازم .. إن شاء الله خير خليك متفائل ..
قاطعه حسن: ان شاء الله هيتقبلها .. ان شاء الله هيقوم بالسلامة .

الدكتور بابتسامة: إن شاء الله .
الكل قعد منتظر كريم يفوق أو أمل تفوق والكل متوتر والساعات طويلة
عبدالله قاعد جنب بنته وماسك مصحف بيقرأ فيه وبيدعي ربنا وموبايله رن وكان أخوه فاتردد إنه يرد عليه
سميرة بفضول: خير مين ؟
عبدالله بصلها: محمد أخويا !
سميرة كشرت ودورت وشها: رد عليه .
عبدالله اخد نفس طويل: مش عارف ازاي هكلمه أو ازاي هواجهه ..
طه اتدخل: صبرا بس لما أشوفها هشرب من دمها ..

سميرة زعقت: بس يا طه عيب الكلام ده .. وأنت يا عبدالله رد على أخوك وبعدين أخوك مالوش ذنب .
عبدالله بغضب: ليه مش دي بنته ودي تربيته ؟
سميرة بصتله: لا دي للأسف تربية بدرية مش محمد .
عبدالله مع استمرار الاتصال رد على أخوه اللي كان عايز يطمن عليهم وعلى أمل وبعد أسئلة كتير
محمد بحيرة: أنت ساكت ليه يا أخويا ما ترد عليا ! أمل عاملة ايه ولقيتها ولا لا ! طمني يا اخويا .

عبدالله بتوعد: أمل الحمد لله لسه طالعة من العمليات والبركة في بنتك .. قول لبنتك يا محمد ان اللي عملته ده مش هيعدي بالساهل أنها تحبس بنت عمها في الحمام وتقنع الكل إنها مشيت ده مش هعديه أبدا .. مش هعديه يا محمد ولو نطقت حرف تاني هي ولا أمها في حق بنتي قسما بالله لأقطع لسانها وأحطه في ايدك .

ما انتظرش رد من أخوه وقفل السكة ومحمد فضل مصدوم شوية مش مستوعب الكلام اللي أخوه قاله
بدرية جنبه بفضول: خير يا راجل ! لقيوا البنت !
سمر كانت طالعة فوقفت بتوتر وسألت: بتقولي لقوها !
محمد بص لبنته وقرب منها وبغضب أول مرة تشوفه: أنتي بجد قفلتي عليها باب الحمام ! وأقنعتي الناس إنها مشيت !
سمر بتوتر وبتلجلج في الكلام: كدابه هي كداب...

ماكملتش الجملة لان أبوها ضربها قلم وقعها في الأرض جريت بدرية تبعد أبوها عنها ومحمد زعق: هي عمرها ما كدبت الكدب ده تعرفيه أنتي وأمك .
بدرية زعقت: ما تبس يا راجل .
هنا محمد مسكها من الايشارب وشعرها وشدها وقفها: عليا الطلاق بالثلاثة لو نطقتي حرف ولا اتكلمتي لأبعت أجيب المأذون وأطلقك بدون رجعة غوري من وشي .
جت تتكلم فزعق: حرف واحد يا بدرية وهتكوني طالق بالثلاثة .

جريت من قدامه وهو مسك سمر وقفها من شعرها: بتحبسيها في وسط الصحرا ووسط عمال ووسط عاصفة ! مفكرتيش ممكن يجرالها ايه ! ولا أنتي عايزة تقتليها ! هتكوني قاتلة على آخر الزمن ! دي آخرتك !
سمر بعياط: ماكنتش اقصد .. قلت هتيجي في الميكروباص أو الأتوبيس اللي ورانا .
محمد ضربها تاني: وهو الجو ده فيه أتوبيسات ولا ميكروباصات ! أنتي استحالة تكوني بني ا
آدمة طبيعية؟ للدرجة دي الحقد والكره ماليكي !

ضربها كتير وحبسها في أوضتها وبيفكر ازاي هيواجه أخوه وياترى حالة أمل ايه بالظبط ! وازاي يطمن عليها !
أمل في أوضتها أهلها حواليها وبدأت تفوق وهي بتترعش كلها
نادوا للدكتور فطمنهم إن ده تأثير البنج وشوية وهتفوق عادي
فتحت عينيها وبصتلهم فسميرة قربت: أمل حبيبتي .
أمل بضعف: العملية خلصت !
سميرة بحب: خلصت .

أمل بوجع: أنا كويسة !
سميرة ابتسمت: انتي كويسة .
أمل: كريم !
سميرة بعياط وفرحة وخوف: كريم كويس هو كمان وخرج من العمليات ..
غمضت عينيها وغابت تاني
كريم برضه فاق ونفس اللي أمل قالته هو كمان قاله وده جنن ملك بزيادة وحست ان الوضع مش طبيعي ابدا بس سكتت وسمعت نصايح والدها انه مش وقته أبدا تتكلم أو تلوم أو تعاتب ..

كريم أخيرا فاق شوية وكلهم اطمنوا عليه
كريم بص لأبوه بتعب وبفضول: مين اللي اتبرعلي بالكلية ولا لقيتوه فين ؟
كلهم هنا بصوا لبعض ومش عارفين يقولوا ايه ! وخصوصا مع تركيز ملك وعيلتها على حسن وانتظارهم لإجابته
حسن بتوتر: ما تشغلش بالك أنت دلوقتي واتحسن بس شوية .. أكيد يعني اللي اتبرع اتبرع بمزاجه ما تخافش ما اشتريتش حد ولا جبرت حد .
كريم ابتسم بضعف: مش قصدي بس علشان أشكره مش أكتر .
حسن بابتسامة: اتحسن بس وبعدها الباقي سهل .
كريم بإصرار وبقلق: بابا مين اتبرعلي ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة