قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد كاملة

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الثالث والعشرون

أمل قربت عليهم مبتسمة مش مصدقة إنه جه يحضر فرح أخوها ..
كريم ابتسم أول ما شافها: أمل ازيك ! أخبارك ايه ؟
أمل بابتسامة واسعة: أهلا ازيك يا كريم أنت ايه أخبارك ؟
كريم مبسوط: الحمد لله بخير .
بص لمؤمن جنبه: ده يا جماعة مؤمن ابن خالي
كلهم رحبوا بيهم جدا وسميرة قربت عليهم ورحبت بكريم وابن خاله جدا ..

قعدوا واستقروا وبيتفرجوا على الناس والدنيا حواليهم
مؤمن مبسوط: بحب أوي الأفراح البسيطة دي .. بص للناس يا كريم مفيش تزييف ولا مصالح .. الناس هنا بيودوا بعض للود نفسه مش زي عندنا في دنيا رجال الأعمال كل واحد له الف مصلحة عايزها منك .
كريم مبتسم: دي حقيقة فعلا عندنا لما بتعمل مناسبه كل اللي بيجي له غرض من مجيه عندك ونادرا ما بتلاقي حد بيجيلك علشان هو حابب يجيلك ..
مؤمن مبتسم: مش ملاحظ حاجة كمان ؟
كريم باستغراب بصله: ايه !

مؤمن مبتسم وبيبص حواليه: تقريبا مفيش ولا بنت مش محجبة ! كل البنات محجبات هنا .
كريم بيبص زيه وابتسم: تصدق فعلا عندك حق ..
مؤمن خبطه في كتفه: بس في واحدة هناك أم فستان أحمر دي شكلها اوفر أوي وبص واقفة ازاي مع الراجل اللي معاها ده .. شكلها أوفر أوي .
كريم بص ناحيتها واستغرب ومؤمن لاحظ استغرابه: مالك ! تعرفها ولا ايه !
كريم بصله: لا هعرفها منين ! بس أعرفه هو ! ده دكتور شريف خطيب أمل .. تلاقيها أخته !

مؤمن هز دماغه: ممكن فعلا بس مش باين عليها أخته ! وبعدين أمل مش واقفة معاه ليه ! وقاعدة جنب مامتها !
كريم بص ناحية أمل اللي كأنها مش موجودة أصلا في المكان واستغرب: مش عارف فعلا ليه مش معاه ؟
عبدالله جاب لهم ضيافة وقعد جنبهم يرحب بيهم ويتكلم معاهم .. وقام يقابل ضيوفه تاني ..
مؤمن خبط كريم في كتفه: أنت مش كنت جايب هدية ! مش هتقدمهالهم ؟
كريم كشر وبيفتكر: تصدق في تابلوه العربية ما تروح تجيبها ؟

مؤمن بغلاسة: ما تروح أنت ده أنت رخم صح ! أصحابك! هديتك! واجبك ! يبقى أنت اللي تروح ..
كريم كشر: أنت رخم كده ليه !
مؤمن ضحك: أنا برضه ؟ سبحان الله !
كريم راح يجيب الهدية من العربية وقفه عبدالله يطمن ليكون محتاج حاجة ..

أمل حست إنها مخنوقة من أسئلة كل اللي حواليها .. ليه انفصلتوا أنتي وشريف ! ليه سابك ؟ طيب مين ساب مين ؟ عقبالك ! ربنا يعوضك ! ما تزعليش .. كله قسمة ونصيب .. بكرا يجيلك عوضك .. تعبت من كل الناس دي ونظراتهم وشفقتهم ونظراتهم لسمر اللي بتعرض نفسها وكأنها بتقول للكل إنها أخدت شريف منها .. بس لو الناس يسيبوها في حالها !

وقفت وبصت لمامتها: أنا رايحة الحمام وجاية ! خلي شنطتي جنبك ! خلي بالك فيها شبكة طه ها!
سميرة بصتلها وحاسة بيها: روحي وما تقلقيش وما تهتميش لكلام حد .
أمل ابتسمت: ما تخافيش عليا أنا كويسة
سميرة ابتسمت بحب: أنا عارفة إنك كويسة وهتكوني دايما كويسة ..

راحت أمل و دخلت الحمام بسرعة وقفلت وراها الباب ووقفت قدام المرايا مخنوقة ! حاسة إن وشها تعبها من كتر ما هي مضطرة تبتسم في وش أسئلة الناس المستفزة .. حست إنها عايزة تعيط ! بتاخد أنفاس تقيلة .. بتحاول تكتم العياط جواها لأنه مش وقته وهيتفسر غلط جدا ..
استجمعت نفسها وجربت ابتسامتها قدام المرايا وأخدت نفس طويل وخارجة.

فتحت الباب بس مارضيش يفتح ! جربت مرة واتنين ومش راضية الأوكرة تتحرك أصلا في ايدها ! اتوترت وبدأت تخبط بعنف ! الباب مش بيفتح نهائي .. لا مش هتتحبس في حمام تاني ! حاولت تطمن نفسها إن مامتها عارفة هي فين ولو اتأخرت هتقوم وتجيلها !
خبطت بس ازاي حد ممكن يسمع و صوت الأغاني والهيصة دي كلها ! اتلفتت حواليها مفيش أي مخرج !
بصت في الحمامات وكانت قرفانة جدا ..
في حمام فيهم في شباك بس هتطوله ازاي !

وقفت على قعدة الحمام وفتحت الشباك بس عليه حديد .. بصت منه كان في عربيات كتير راكنة ! يمكن تلاقي حد طالع ولا جاي يركن عربيته .. أوف اتضايقت جدا وتعبت من الشعلقة دي نزلت .. خبطت تاني على الباب وبتدعي أمها تجيلها ..
فجأة سمعت صوت إنذار عربية لما حد بيدوس على الريموت بتاعها ! في حد هيفتح عربيته ..
قامت بسرعة وطلعت تاني على الشباك ومنتظرة اللي عمل الإشارة ده يظهر
وبالفعل لمحت حد فنادت: هااااي أنت ! أنت . لو سمحت.

كريم كان رايح عربيته علشان يجيب هدية طه في ايده ريموت عربيته داس عليه فتحها ورايح ناحيتها وفجأة سمع صوت حد بينادي !
اتلفت حواليه مش مميز الصوت جاي منين لأن صوت الدي جي عالي !
أمل لما قرب من عربيته وفتح بابها ونور عرفت إنه كريم فنادت تاني عليه: كريم ! كريم أنا هنا !

كريم سمع الصوت تاني والمرة دي بينادي باسمه بعد عن عربيته خطوة وبيتلفت الصوت ده جاي منين !وخصوصا إن الدنيا ظلمة
أمل حست بارتياح جواها وراح الخوف والقلق تلقائيا .. بتشاور: هنا يا كريم بص لفوق
كريم لمح حد بيشاور وقرب من الحمامات وهنا شافها وقف وبصلها وحط ايديه في وسطه: بتعملي ايه عندك !
أمل كشرت: يعني هكون بعمل ايه ! تعال افتحلي الباب اتقفل عليا !

كريم فضل لحظات يبصلها وفجأة ضحك ! فضل يضحك شوية وهي كشرت أكتر: على فكرة أنا بقالي بتاع ربع ساعة هنا ومحبوسة والجو مش ظريف هنا ولا الريحة أصلا ظريفة وأنا متعلقة فوق الحمام كده ممكن سيادتك تبطل ضحك وتيجي تفتحلي الباب !
كريم وهو بيضحك: أنتي مصيبة من مصايب الزمن .. باب الحمام ده فين ؟
أمل مكشرة: من الناحية التانية .

كريم اتنهد: حاضر يا ستي .
هي نزلت وهو بص لعربيته وقفلها بالريموت اللي في ايده وراحلها بيحاول يفتح الباب
أمل بلهفة: افتح بقى !
كريم بيحاول يفتحه: ما تهدي بقى كده الباب أصلا مش عايز يتفتح ! مش عارف أنا ازاي باب في قاعة زي دي ما يتجددش ده مدة صلاحيته منتهية من يجي عشرين سنة
أمل بتريقة: ماعندناش للأسف فنادق فايف ستارز زي اللي سيادتك متعود عليهم.

كريم وقف برا: ما تبطلي رخامة بقى أنا مش متعود على فنادق الفايف ستارز أو مش ده قصدي أقصد إن الباب بايظ ومحتاج يتصلح
بيحاول يلف الأوكرة أكتر فاتكسرت في ايده وأمل من جوا بتوتر: ايه الصوت ده ! كريم ايه الصوت ده !
كريم أخد نفس طويل: دى الأوكرة اتكسرت في ايدي ! وبتتريقي عليا لما بقول الباب محتاج صيانة !
أمل بصوت بدأ ينهار واتهز وتقريبا هتعيط: كريم أرجوك طلعني من هنا ! أنا مابقيتش قادرة ..
كريم قرب من الباب: أمل ما تخافيش أنا جنبك .. بصي هروح أشوف أي حد مسئول وأجيلك .

أمل صرخت بلهفة: لالا كريم اوعى تمشي وتسيبني هنا ! أنت ما تتحركش من هنا
كريم وقف وبص للباب: خلاص مش همشي أنا اهو ..
بص للباب كتير: أمل ابعدي عن الباب خالص
أمل باستغراب: ليه !
كريم بتفكير: الباب قديم ومفصلاته قديمة أعتقد من خبطة ممكن يتكسر ابعدي بس أنتي عن طريقه ما تقفيش وراه ليقع ولا حاجة .
أمل بعدت تماما عن الباب: كريم أنا بعيدة اهو.

كريم زق الباب مرة واتنين وفي الثالثة خبطه بعنف برجله فالباب اتخلع كله ووقع كله على الأرض وكريم دخل وبص لأمل اللي بتبص للباب اللي في الأرض بذهول وبصتله: أنت خلعت الباب كله !
كريم بيتلفت حواليه: هنتضرب أنا وأنتي دلوقتي يلا من هنا الأول .
أخدها وطلعو يجروا الاتنين بعيد عن الباب لحد ما بعدوا تماما وقفوا ينهجوا ويضحكوا
كريم بصلها: أنتي يا بنتي بتقعي في المشاكل كده طول عمرك ولا جديد عليكي المواقف دي !
أمل بضحك: حد بيدعي عليا شكله تقريبا هبطل أدخل أي حمامات في أي مكان عام .
كريم ضحك: المفروض فعلا .

أمل بتضحك: تخيل لو أنت ماجتش لعربيتك ! ممكن أقضي فرح أخويا كله في الحمام والناس بيسألوني فرح أخوكي شكله ايه أقولهم معلش أصل كنت في الحمام !
بيضحكوا الاتنين بس كريم لاحظ إن صوتها وضحكتها بيتهزوا ولمس الوجع في ضحكتها ومتوقع انهيارها في أي لحظة وهي بتكمل كلامها وضحكها الموجوع: تخيل ما يحسوش بيا ويقولوا تلاقيها روحت ! ويجي حد من العمال يفتح الباب ويلاقيني و ساعتها هعيش تاني ...
صوتها بدأ يختلط بيه العياط ودموعها بتنزل وبتتنفس بالعافية أو بتنهج كريم وقفها: أمل أمل يا أمل ..

سكتت وهو كمل: بصيلي
بصتله ودموعها نازلة وهو مش عارف يعمل ايه !: أنتي بخير وكويسة
أمل بدموع: بابا وماما بيقولوا الكلمة دي كتير إني كويسة وهبقى كويسة بس مفيش حاجة كويسة .. أنا زي ما أنت قلت بصطاد المشاكل والمصايب .
كريم بزعل: ما تقوليش كده ! المصايب اللي بتقابلنا في حياتنا بتقوينا يا أمل ولما بنقع بنقوم أقوى .
أمل وهي بتحاول تمسح دموعها: بس أنا مش عارفة أقوم منها .. أنا اتعرضت لحادثة ...

قاطعها كريم: خرجتي منها كويسة جدا وأقوى كتير .
أمل بصت لعينيه: مين قالك إني خرجت منها ! أنا لسة محبوسة في العاصفة يا كريم وماخرجتش منها ..
كريم بيحاول يطمنها: احنا خرجنا من العاصفة دي .. أنا بالنسبالي العاصفة دي عصفت بحياتي كلها وغيرتها وفوقتني ورجعتلي حاجات كنت مفتقدها وظهرتلي معادن ناس حواليا .
أمل بتحاول تبتسم: خطيبتك كانت ماسكة ايدك طول الوقت في المستشفى وكانت قلقانة عليك كتير ! ( مسحت دموعها وحاولت تبتسم ) صح ماجيبتهاش معاك ليه !

كريم ابتسم: خطيبتي اتجوزت .
ةمل بصتله بذهول: اتجوزتوا يعني !
كريم ابتسم: بقول هي اتجوزت .. مش بقولك العاصفة فوقتني ! وغيرتني وبقيت شخص جديد .. شخص هي اعتبرته خنيق ومتحكم ومتطلب وماقدرتش تكمل معاه وحست إني بحد من حريتها وبحاول أغيرها فبالتالي شافت غيري يتماشى مع حريتها وانطلاقها المهم سيبك مني ! أنتي ليه مش مع شريف ! شوفته جوا بس لاحظت إن كل واحد فيكم في جنب ! متخانقين ولا ايه !

أمل ابتسمت وبصت للأرض: مش بقولك أنا لسة محبوسة جوا العاصفة .
كريم باستغراب: ازاي ؟
أمل بزعل: شريف صدق كلام حمادة اللي قاله واحنا في المديرية ومقتنع إنهم ... يعني ماحبش يربط نفسه بواحدة زيي .

كريم بذهول تام: ايه الهبل ده ! واحدة زيك ! هو يطول أصلا واحدة زيك ! أمل أنا ممكن أفهمه اللي حصل وأقنعه .( بيفكر وايديه في وسطه ومتغاظ من شريف وبصلها ) أمل حتى لو هو ما صدقنيش أنا ممكن كمان أجيبله تقارير المستشفى وهو يقرأ حالتك كانت ايه بالظبط ويعرف إن محدش فيهم لمسك .
أمل بصتله دموعها نزلت وابتسمت بزعل: ولنفترض إنك جيبت التقارير وهو صدق هل المفروض أرجعله ! هو أنت شايف إني المفروض أجيب تقارير طبية للإنسان اللي هرتبط بيه طول عمري علشان يصدقني ! هو أنا المفروض أثبت برائتي قدامه !

كريم اتنهد وبص لبعيد: لا مش المفروض أبدا .. المفروض يكتفي بكلمة واحدة منك .. والمفروض أكتر إن حتى لو لاقدر الله حاجة زي دي حصلت يقف جنبك ويكون سندك ..
سكتوا شوية وهو بصلها: بس برضه أنا ممكن أثبت برائتك حتى لو مش هترجعوا لبعض .

أمل ابتسمت: لا يا كريم أنا مش محتاجة أثبت برائتي لحد .. بعدين هو اتجوز أصلا أنت ما شوفتش مراته جنبه دي حتى صعب الواحد ما يشوفهاش .
كريم مستغرب ومش مصدق: ما تقوليش إن الأراجوزة الحمرا اللي جنبه دي مراته !
أمل ضحكت غصبا عنها على وصفه لسمر: اه مراته .

كريم بيهز دماغه بعدم تصديق: قولي كلام غير ده ! بقى يسيبك أنتي علشان ... ويروح ياخد دي ! بشكلها ده ! ايه التخلف ده ؟ بس عارفة أنتي ربنا بيحبك ! أصله طالما اتجوز واحدة زي دي يبقى هو ما يستاهلكيش أصلا .
أمل ابتسمت: أنا على فكرة مش زعلانة إن الموضوع انتهى .. أنت زعلان إن خطوبتك انتهت ؟
كريم ابتسم: لا.. ماكناش هنرتاح مع بعض والحادثة دي كشفت ده ووضحته .

أمل: أنت عندك حق العاصفة دي غيرت كتير وورتنا ناس كتير على حقيقتها
كريم بيحاول يغير الموضوع: إلا قليلي صح أخبار بنت عمك ايه ! كان اسمها ايه ! سمر صح ! لو هي موجودة وريني شكلها ايه ! أمي كانت مسمياها صفراوية .
أمل ضحكت: ايه الصفراوية دي !
كريم بتريقة: بتقول متخيلاها ضاربة شعرها بأكسجين وحاطة طبقات ميكاب على وشها وبلبانة في بوقها هي موجودة ؟

أمل بضحك: ماهي دي اللي اتجوزت شريف .
كريم مش مصدق: ايه كمية الصدمات دي ! يا الله دي مش غيرة بس لا دي تخطت ده بمراحل بتتجوز خطيبك ! أوووف منها .. بس عارفة هنغير اسمها من صفراوية لحمراوية .
أمل ضحكت معاه وفاجأهم الاتنين حد وراهم حط ايده على كتف كريم مرة واحدة: بتعلموا ايه !
الاتنين اتخضوا منه وكريم زق ايده من على كتفه وبص لأمل: أنا قلتلك إن ده ابن خالي .. الرخم .

مؤمن ضحك: أنا رخم ! أنا غلطان إني قمت أطمن عليك قلت جراله ايه عند العربية ده !
أمل ابتسمت: يلا هسيبكم أنا اتأخرت .
سابتهم ودخلت وحست بكلامها مع كريم إنها مرتاحة .. كانت مكبوته وبتهدد بالانفجار بس الكلام والعياط ريحوها شوية مابقتش مخنوقة زي الأول .
مؤمن بص لكريم: فين الهدية !

كريم كشر: ماجيبتهاش في العربية .
مؤمن هنا بصله أوي: أنت عايز تقولي إنك من ساعتها واقف هنا مع أمل ! ايه ! لا بجد ايه !
كريم رايح ناحية العربية ومؤمن وراه: مفيش ايه كانت محبوسة في الحمام وخرجتها منه .
مؤمن وقف بذهول وكريم لاحظ إنه مش جنبه فبص وراه لقاه واقف وهو استغرب: أنت تنحت ليه !
مؤمن بذهول: محبوسة في الحمام ! تاني ! ايه ؟

كريم ابتسم بحزن: مش هتتخيل كمية الحزن اللي هي عايشاه وحبستها دي قلبت عليها كل المواجع !
مؤمن بانتباه: ليه خير ! ماهي كويسة اهيه ومخطوبة وخلصت جامعتها .
كريم كمل: وخطيبها سابها علشان الحادثة وراح اتجوز بنت عمها .

مؤمن عينيه وسعت: الأراجوزة الحمرا دي بنت عمها ! سبحان الله محدش يقول أبدا إن دي بنت عم دي ! ومالقتش غير خطيب بنت عمها تتجوزه ولا هي قصدت تتجوزه ! سبحان الله سيماهم في وجوههم .. بس عارف هو ما يستاهلهاش طالما بص لواحدة زي دي بعد ماكان خاطب دي ! أمل كتيرة عليه أوي فوقع في شر أعماله .

كريم ابتسم: قلتلها نفس الجملة دي .. المهم يلا نرجع الهدية جيبناها اهيه .
أمل دخلت القاعة ورجعت جنب مامتها اللي ابتسمت: كنت هقوم أدور عليكي .
أمل ابتسمت بزعل: وما دورتيش ليه ؟
سميرة بصتلها انتباه: حسيتك مخنوقة فقلت خليكي تغيري جو شوية وتهربي من مواجهة الناس المستفزة دي .
أمل بحزن: بس تاني مرة لما أتأخر واحنا برا البيت ابقي اسألي عليا .
سميرة انتبهت أوي مسكت ايديها: ايه اللي حصل ! حد ضايقك !

أمل بصت قدامها: بعدين يا ماما بلاش حد يلاحظ حاجة وما تقلقيش محدش ضايقني .
سميرة بتوتر: طيب قليلي ايه اللي حصل !
أمل بصت قدامها: بعدين يا ماما بلاش حد يلاحظ حاجة وما تقلقيش محدش ضايقني .
سميرة بتوتر: طيب قليلي ايه اللي حصل !
أمل ابتسمت وبصت لمامتها: زي ما أنتي قلتي كنت مخنوقة شوية بس فكيت فعلا في الهوا برا
سميرة سكتت بس قلبها من جوا مش مطمن ..

كريم دخل لطه وطلع هديته علشان يقدمهاله بس لقاه بيرقص سلو هو وعروسته ومندمجين قعد هو ومن يتفرجوا وبعدها يبقي يديله الهدية
أمل بتتفرج على أخوها وسعادته هو ومراته وفرحانة وبتدعي إن ربنا يسعدهم
أما سمر فهي الغيظ على وشها ومش طايقة غادة.

خلصت الأغنية والدي جي فتح أغاني للرقص وطه أصحابه شدوه عشان يرقص معاهم وكذلك غادة اللي كانت فرحتها مش ساعياها جم بنات الجيران يشدوا أمل وهي رفضت بس صمموا إنها تقف تتفرج قامت وقفت بتصقف لقت أصحابها بيشدوها عشان ترقص رفضت رغم محايلاتهم وبعدها وقفت شوية وانسحبت تقعد في مكانها.

كل ده تحت أنظار سمر اللي كرهها بيزيد كل شوية من مثالية أمل اللي بتحاول تظهرها ومن غادة اللي عاملة تضحك ومبسوطة
كريم ومؤمن بيتابعوا وكريم احترامه لأمل بيزيد كل شوية خصوصا لما رفضت ترقص رغم إنه فرح أخوها بس اكتفت بالمشاهدة
شوية وطه قعد هو وغادة وكريم راح يقدملهم هديته وطه فتح العلبة كان فيها كوليه دهب فخم جدا واسورة معاه بص لكريم: كتير أوي يا كريم !
كريم ابتسم: كتير على مراتك يعني ؟

طه ابتسم: لا مراتي الدنيا كلها قليلة عليها بس برضه كتير .
كريم حط ايده على كتفه: ولا كتير ولا حاجة مبروك وربنا يسعدكم يارب و.. بيقولوا ايه تاني ( بص لمؤمن ) في حاجة بتتقال للعرسان .
كلهم ضحكوا ومؤمن كمل: بالرفاه والبنين بيقولوا كده .
كريم ضحك: أيوة صح بالرفاه والبنين .

طه بضحك: عقبالكم ولا متجوزين ولا ايه ! ( بص لكريم ) أنت اتجوزت ؟
كريم ابتسم: لا ما اتجوزتش ولا هو متجوز .
طه ابتسم: يبقي عقبالكم . بس خطيبتك فين ! ماجبتهاش معاك !
كريم ابتسم: خطيبتي عملت نفس اللي عمله خطيب أختك مع اختلافات بسيطة المهم مبروك أنت وربنا يسعدك
طه بصله ومش عارف هو عرف منين اللي حصل مع أخته بس ماسألش عشان مش وقته.

غادة برضه شكرت كريم ونزلوا قعدوا مكانهم وطه شاور لاخته جتله بسرعة عطاها العلبة: اديها لماما قليلها هدية كريم واسأليها ألبسها لغادة ولا أشيلها ولا ايه !
أمل ابتسمت واخدت العلبة وراحت لمامتها وكان عندها فضول تشوف ذوقه ايه وفيها ايه !
سميرة فتحت العلبة واتفاجأت: كتير أوي كده !

أمل ابتسمت: بس ذوقه حلو المهم طه بيقولك هنعمل ايه فيها ! تشيليها ولا تخليها ولا يلبسها لغادة ولا ايه !
سميرة بتفكير: مش عارفة ! أصل لو واحدة من القرايب جابت حاجة بنلبسها للعروسة على طول لكن كريم هنعمل ايه ! نحطها جنب الشبكة أخوكي يلبسها بس ممكن الناس تفتكر إنها تبع الشبكة ودي حركة مش ظريفة مش عارفة والله !
أمل بتفكير: خلاص شيليها دلوقتي .

سميرة كشرت: هيقول خبوا الهدية علشان محدش يعرف شكلها بايخ برضه .
أمل بصت لأمها: على فكرة كريم مش هيقول حاجة وأصلا الناس دي الهدايا عندهم بياخدوها مش بيلبسوها زينا كتقدير في نفس الوقت .
سميرة كشرت: هشوف أبوكي يقول ايه
عبدالله قال إنها تتحط جنب الشبكة ويتقال إن دي هدية كريم زي ما بيقولوا على نقطة الفرح وبالفعل ده اللي تم والكل بص للهدية وبصوا لكريم اللي بيهادي بحاجة زي دي !

سمر كان عندها فضول رهيب تعرف مين ده ! وايه علاقته بطه ! أكيد علاقة قوية طالما دي هديته !
سمر لجوزها: تعال نسلم عليه
شريف باستغراب: نسلم على مين ؟
سمر وعينيها على كريم: على صاحب طه ده .
شريف بضيق: نسلم عليه ليه ؟ مالوش لازمة .

سمر استغربت رفض شريف وبصتله بفضول: ليه مالوش لازمة عادي يعني ؟ بعدين عايزة أعرف مين ده ؟
شريف بنرفزة: أنتي فضولية كده ليه ! اهو واحد وخلاص نروح نسلم عليه بتاع ايه ! وتعرفي ليه مين ده ؟
سمر بغيظ: واحد بيهادي هدية بالسعر ده طبيعي يكون عندي فضول أعرفه مين ده ! فيها ايه ؟ وبعدين أنت بتزعقلي كده ليه !
شريف اتنهد: آسف يا ستي ممكن بقى نمشي بدل نظرات الناس السخيفة دي ؟

سمر رفعت راسها: نظرات الناس دي غيرة وحسد وتمني وبيحسدوني إني اتجوزت أحلى واحد في البلد كلها .
شريف ابتسم: طيب ممكن نمشي بقى علشان خاطري ؟
سمر ابتسمت: نسلم عليهم وبعدها نمشي
شريف نفخ بضيق وسمر حطته في أمر واقع وراحت ناحيتهم فهو اضطر يروح وراها
سمر قربت منهم والاتنين بصولها: أهلا بيكم في بلدنا ! أنتوا من برا الوادي صح ؟
مؤمن باقتضاب: فعلا من برا .

سمر ابتسمت ومدت ايدها لمؤمن تسلم عليه ومؤمن اتحرج منها ومعرفش يعمل ايه فمد ايده: أنا سمر بنت عم العريس على فكرة .
مدت ايدها لكريم اللي بص لايدها وبصلها بتعالي شوية: ما بسلمش على بنات سوري .
سمر اتحرجت واتضايقت ورجعت ايدها ومؤمن ندم إنه ماعملش زيه بس معرفش يحرجها بالمنظر ده ..
شريف وقف ورا سمر وكريم بصله: دكتور شريف ازيك
سمر بصت لشريف بصدمة إنه يعرفه وبصت لكريم: أنتوا تعرفوا بعض !
شريف مد ايده لكريم: أهلا بيك يا كريم حمد الله على سلامتك .
كريم سلم عليه وعرفه على مؤمن
سمر بفضول: لا أنتوا لازم تقولولي تعرفوا بعض ازاي بقى ؟

كريم بصلها: اتعرفت عليه في القاهرة لما كان جاي مع طه وخطيبته أمل .
سمر كشرت ومسكت ايده بدلع: اه بس هو حاليا جوزي أنا مش خطيب أمل .
كريم بصلها بقرف: أخدت بالي .. وشوفت قد ايه هو محظوظ بواحدة زيك ( قال الجملة بتريقة وسمر حست بالإهانة من طريقته وخصوصا لما كمل ) بس تعرف يا شريف لايقين على بعض أوي صراحة أمل مش لايقة عليك خالص .
سمر بغيظ: فعلا الكل بيقول كده إن أمل ماكانتش لايقة عليه نهائي .
كريم ابتسم وبص لشريف باحتقار: عندهم حق لأنها كتير عليك أوي وأعلى منك بمراحل فماكانش ينفع تنزل للمستوى ده .. مبروك عليكم بعض .

انسحب كريم ومؤمن اللي مذهول من أسلوب كريم اللي عمره ما شافه أهان حد بالشكل ده أبدا .
شريف بص لسمر: اديكي سلمتي عليهم يارب تكوني ارتاحتي .. أنا ماشي وأنتي حرة لو عايزة تفضلي هنا خليكي .. بعد اذنك .
خرج وهي اضطررت تجري وراه علشان تلحقه .
مؤمن بص لكريم: كل ده ايه ! أنت كان ناقص تديله قلمين ؟

كريم بغيظ: لما يتهم واحدة زي امل في شرفها ويتجوز دي ! قسما بالله دي آخرها ساعة في عربية أي كلب على المقطم ... ( نفخ بضيق ) أستغفر الله العظيم من كل ذنب .. يا أخي هتركبنا ذنوب علشان حد ما يستاهلش وتخلينا نخوض في أعراض الناس .. ربنا يهديهم ويصلح حالهم .. مش دي اللي تاخد من حسناتي وتقتص مني يوم القيامة علشان غتبتها يا مؤمن .. أستغفرك ربي وأتوب إليك .. ربنا يهديهم ويصلح حالهم ..

مؤمن بص لكريم باستغراب لأنه أول مرة يشوفه متنرفز كده ويهين حد كده
كريم لمح عم عبدالله مع كذا راجل بيتكلموا وكأن في حاجة حصلت وهو كشر وبيحاول يفهم في ايه ! فطلب من مؤمن يشوف الموضوع ومؤمن راح يعرف ورجع: بيقولوا باب الحمام مخلوع من مكانه .
كريم وقف وبصله: أنا اللي خلعته يا مؤمن .. تعال معايا .

راحوا لعم عبدالله وأخدوه على جنب وكريم قاله: عم عبدالله أنا سمعت إن في مشكلة بسبب باب الحمام .
عبدالله ابتسم: ما تقلقش أنت يا ابني روح انبسط انت .
كريم بجدية: عم عبدالله أنا اللي كسرت الباب ده .
عبدالله بصله بذهول مش مصدق: أنت كسرته ! ليه !
كريم بص حواليه: ماكنتش حابب أعمل قلق وقلت بعد الفرح هتعامل مع صاحب المكان فعرفني بيه وأنا هحل الموضوع كله .

عبدالله بإصرار: سيبك من تحل وماتحلش أنت ازاي كسرته ده باب الحمام الحريمي ؟ ولا لقيته مقفول وافتكرته الرجالي وخبطته فاتكسر !
كريم بهدوء: لا يا عمي كنت عارف إنه حريمي وكسرته .. بص مش وقته التفاصيل دي دلوقتي .. خليني أتعامل أنا مع صاحب القاعة بس .
عبدالله بإصرار: طيب الأول فهمني ايه اللي حصل !
كريم بتردد بص ناحية أمل وعبدالله بص كمان وكشر وبقلق: مالها أمل !

كريم كشر: اتقفل عليها الباب ولما طلعت أجيب الهدية سمعتها بتنادي فجيت أفتحلها الأوكرة اتخلعت وزقيت الباب اتكسر كله ووقع .
عبدالله بص لبنته بحزن وكريم لاحظ نظرته دي: عمي هي كويسة مالوش لازمة تعمل أي حاجة علشان طه ما يلاحظش وتعمل دربكة علشان كده قلتلك سيبني أتعامل .

عبدالله ما ردش على كريم بس راح لبنته وقف قدامها وسميرة استغربت لما مسك ايد أمل وهمس بتأثر: أنتي كويسة صح ؟
أمل استغربت أبوها بس لمحت كريم وشاورلها بايديه إنه مش بايده ف فهمت إنه عرف فابتسمت لأبوها: أنا كويسة مفيش حاجة .
عبدالله بإصرار: بجد كويسة ! تحبي نمشي من هنا ؟
سميرة بخوف: في ايه فهموني !
أمل بصت لأمها ولأبوها: أنا كويسة بطلوا بقى اذا سمحتوا طه هيلاحظ بابا أنا كويسة صدقني .

طه جه وراهم بقلق: في حاجة حصلت ؟ مالكم ؟
أمل وقفت وبصت لأخوها: مفيش يا حبيبي .. بابا بيقولي عقبالي للمرة المليون ! هو أنا باركلتك !
شدت أخوها وراحت ناحية غادة وهمستله: كويس إنك أنقذتني منهم .
طه بصلها أوي: في حاجة ؟
أمل بصتله وابتسمت: تعبت من سؤالهم كل شوية أنتي كويسة ولا لا متخيلين إني زعلانة علشان سمر وشريف وإنهم كانوا مع بعض قدامي ! علشان كده هربت منهم ما تجيش أنت كمان تستجوبني زيهم طيب أهرب فين بعد كده ؟

طه ضمها لحضنه وابتسم: اهربي دايما لحضن أخوكي ؟
أمل ابتسمت أوي: هيفضل موجود ليا يعني ... غادة مش هتاخده ليها لوحدها ؟
طه ضحك: هي هتاخده مش هنكر ده بس ده ما يمنعش أبدا إنه يكون مفتوح لروح قلبي الصغيرة .
أمل ضمته بحب: أنت أجمل وأحن أخ في الدنيا
كريم عينيه عليهم وبص لمؤمن: عاجباني علاقتهم ببعض .. كان نفسي يكون عندي أخوات .
مؤمن كشر وربع ايديه وكريم بصله: مالك فيك ايه ؟

مؤمن بغيظ: أنا أصلا واطي إني جيت معاك هنا وإني بشتغل معاك في الشركة وإني ...
كريم ضحك جامد وسابه يخلص وبعدها حط ايده على كتفه: يا غبي أقصد بنت أخت مش أخ ولد ..
مؤمن بتريقة: اه اضحك عليا بقى . ده أنا بقيت اخ ليك أكتر من أخواتي أنس ومعتز ..
كريم بضحك: والله عارف و ربنا يعلم إني فعلا بعتبرك أخويا مش ابن خالي بس .
مؤمن بتكشير: هعمل نفسي مصدقك .
سميرة مع عبدالله بتترجاه: قل لي ايه اللي حصل !

عبدالله بصلها: اتقفل عليها باب الحمام .
سميرة شهقت وافتكرت دموع بنتها اللي لمحتها وكذبت نفسها وهي بتقولها تاني مرة اسألي عليا لما أتأخر .
سميرة مسكت دراع جوزها: طلعت ازاي ؟
عبدالله بتأثر ابتسم: اللي طلعها أول مرة طلعها برضه تاني مرة .
سميرة التفتت ناحية كريم اللي بيضحك وضامم مؤمن لحضنه وبيهزروا وابتسمت: ربنا يحفظه لشبابه .. أنت عرفت ازاي ؟
عبدالله حكالها اللي حصل باختصار وهي بصت لجوزها وبتنبهه: اوعى توافقه وتخليه يدفع تمن تصليح الباب .

عبدالله بصلها بغيظ: يعني شايفاني أهبل يعني ولا عبيط ولا هدفع ضيف عندي تمن باب اتكسر وهو بينقذ بنتي !
سميرة ضحكت غصبا عنها من أسلوب جوزها: بنبه عليك لتفوتك ولا هو يصر .
عبدالله بغيظ: لا يا ستي ما تنبهيش .
محمد جه لعبدالله: كله تمام ومشكلة الباب اتحلت خلاص ما تقلقش .
عبدالله: كويس طيب .. العشا أخباره ايه
محمد: كله تمام وهيبدأوا ينزلوا على الترابيزات ..

عبدالله:طيب أول حد تنزله العشا كريم وابن خاله مؤمن .
محمد بص ناحيتهم: هو مين دول يا عبدالله ! صحاب طه ؟
عبدالله ابتسم: ده اللي ردلي روحي يا محمد .. ده اللي أنقذ أمل ساعة العاصفة .. المهم نزلهم العشا بنفسك ولو حد سألك مين هما قلهم أصحاب طه وخصوصا مراتك .
محمد ابتسم: ما تقلقش منها وصح قبل ما أنسى أنا ماكنتش أعرف إن سمر هتيجي وماقلتلهاش تيجي ومارضيتش أجيب بدرية .
سميرة ابتسمت لمحمد: احنا عارفين الكلام ده يا أبو سحر مش محتاج تبرر قدامنا ..

محمد عمل زي ما أخوه قاله ونزل العشا لكريم ومؤمن ورحب بيهم جدا وقبل ما يتحرك كريم سأله: على فكرة حضرتك معرفتناش على نفسك .
محمد ابتسم: أنا عم العريس وعم أمل .
كريم استغرب جدا ومحمد لاحظ ده فابتسم: بعد اذنكم ولو احتاجتوا أي حاجة شاورولي .
انسحب من قدامهم وكريم مذهول: بقى الطيب ده أبو الحيزبونة دي ! سبحان الله . ولا عم تاني ؟
أكلوا والكل اتعشى ومؤمن بص لكريم: كريم أنا لسة جعان .
كريم ابتسم: لما نخرج من هنا نبقي نتعشى اسكت دلوقتي

شريف دخل بيته بغيظ منها ومن اللي عملته وسمر دخلت وراه ورزعت الباب وراها: مين ده ؟
شريف زعق: يخربيت فضولك يا شيخة ! مش فاهم أنا أنتي ليه مهتمة أوي تعرفي مين ده ؟ اهو أي حد وخلاص ؟
سمر بغضب: الحد ده أحرجني وأهاني وأهانك .. مين ده ؟ ويعرف أمل منين ويعرفك أنت منين ؟ بيقول شافك في القاهرة ؟ شافك ليه ؟
شريف داخل أوضته وهي وراه مسكته من دراعه: رد عليا .
شريف زق ايدها: ده كريم يا ستي ارتاحتي كده ؟
سمر بغيظ: عرفته أنا كده يعني ؟

شريف بص للسقف: اللهم طولك يا روح .. ده يا ستي اللي أنقذ أمل في الحادثة لما العيال طلعوا عليها ؟ ده اللي أنتي قلتي عليه إنها ماشية معاه وبعدين ازاي عرفتي إنها ماشية معاه وازاي مش عارفاه ؟ امال كنتي بتكدبي وأنتي بتقولي إنها ماشية معاه ؟
سمر اتوترت واستغبت نفسها جدا وإنها وقعت نفسها في مصيدتها هي: لا ماكنتش بكذب طبعا .
شريف بصلها بانتباه: امال مش عارفاه ازاي ؟

سمر بتفكر بسرعة علشان تلاقي أي كدبة: أنا عارفة إنها بتخرج مع حد وبتقابله لكن ما شوفتهوش هو شخصيا .
شريف استغرب: امال ازاي قلتي إن يوم الحادثة هو كان عايز يوصلكم بنفسه وأنتي رفضتي تركبي معاهم ؟
سمر قلبها بيدق بسرعة: أيوة حصل هي جت وقالتلي وأنا في الميكروباص أنزل وأركب معاها بس أنا رفضت أنزل وأنت أكيد فاكر الجو كان عامل ازاي والمطر والتراب وآخر النهار ظلمة فما شوفتوش كويس وما اتقابلتش معاه وجها لوجه ولا مرة ؟ وبعدين أنت بتحقق معايا ولا ايه ؟ لا أنا مش أمل ومش هقبل أي إتهام من أي نوع ! بعد اذنك .

هربت من قدامه ودخلت أوضتها ورزعت الباب وراها وبتنهج وحست إنها ممكن بغبائها تكشف كدبها لازم تنتبه أكتر من كده ؟
أما هو اتنهد وردد كلمتها: أنتي فعلا مش أمل ولا عمرك هتكوني زيها !
افتكر كلمة كريم إن أمل كتيرة عليه أوي هو ازاي صدق في حقها كلمة وحشة ؟ ازاي فعلا استبدل أمل بسمر ! تصرفاتها ! لبسها ! الميكاب الأوفر ! ضحكها ! كل دي حاجات مضايقاه ازاي قبلها ؟ من هنا ورايح لازم يحط حد لتصرفات سمر بدل ما كل واحد يشوفها يقارن بينها وبين أمل ويستغباه ..

الفرح خلص والناس بدأت تروح وكريم بيسلم على عبدالله اللي مسك ايده: أنت متخيل إنك هتمشي دلوقتي وإني عادي هسمحلك ؟
كريم ابتسم: اعذرني يا عمي بس ...
عبدالله بصرامة: ريح نفسك مش هتمشي الليلة بس علشان ما نناهدش كتير قصاد بعض .
استمروا في النقاش شوية لحد ما سميرة وأمل جم عليهم وسميرة بصت لكريم: أنت عندك مكان في عربيتك ؟
كريم استغرب: أيوة عندي خير ؟

سميرة بصت لجوزها: أخويا ومراته و عياله هيركبوا معاك علشان اللي وصلهم مشي من بدري وأنا وأمل هنركب مع كريم خلاص
عبدالله ابتسم وبص لكريم: هتوصلهم ولا ايه ؟
كريم بتأكيد: طبعا هوصلهم ما تشغلش بال حضرتك .
عبدالله بص لسميرة: سيادته كان عايز يسافر دلوقتي .
كريم اتدخل: أنا هوصلكم وأسافر فعلا .

سميرة بصت لجوزها: ما تاخدش على كلامه .. يبقى يورينا هيمشي ازاي المهم يلا طه هيتجنن في العربية .
الكل اتحرك وسميرة ركبت هي وأمل مع كريم ومؤمن وطلبت منه يمشي ورا عربية طه ..
سميرة مبسوطة وبصت لكريم: أنا هعديلك كلام عمك عبدالله إنك تسافر دلوقتي دي .. مش عايزة أسمعها تاني .
كريم بصلها في المراية: يا ست الكل احنا مش قايلين ليهم في البلد إننا هنبات والتليفونات نازلة ترن كل شوية .

سميرة: والتليفونات اللي بترن قلهم الوقت اتأخر وهبات يومين كده أرتاح من الطريق
كريم ومؤمن ضحكوا ومؤمن بصلها: يومين بحالهم ! أصلا احنا راجعين القاهرة بكرا إن شاء الله حضرتك مش متخيلة والد كريم بيعمل فينا ايه علشان سبناه لوحده ونزلنا احنا الاتنين إجازة !
سميرة: يستحمل يوم كمان من غيركم .
مؤمن ابتسم: خليها وقت تاني .. بجد بقالنا كذا يوم عندي في البلد .

سميرة فضلت ترغي هي ومؤمن مع بعض وتفهم منه وأمل عينيها بتتقابل مع كريم في المرايا كل ما يبص فيها ..
كريم اتمنى لو يشيل الحزن اللي بيشوفه في عينيها وإحساسها بالكسرة
وصلوا كلهم البيت وكريم لاحظ عربية طه اللي نزل بمراته وجالهم
طه بص لأبوه وأمه: اوعي الواد ده يمشي زي ما بيقول ..
كريم بهزار: ما تاخد مراتك بقى وتمشي وتسيبنا احنا نحلها ودي مع بعض .. أنت بيتك فين أصلا ؟

طه شاورله: بص ده البيت الكبير بيت أبويا والصغننة اللي في الجنينة مستقلة بذاتها دي شقتي
كريم شاور على البيت الثاني لأن شقة طه في النص وطه بصله: ده بيت عم محمد ..
كريم باستغراب: أنتوا كلكم في بيت واحد ؟
طه ابتسم: دي حقيقة المهم هتبات اوك والصبح نتكلم .
كريم ضحك: الصبح هتيجي تتكلم معايا !
طه ضحك: يعني هو مش الصبح الصبح يعني .
كريم حط ايده على كتفه: روح يا ابني لمراتك والجايات كتير ما تقلقش .

طه أخد عروسته ودخل بيها وكل واحد راح لحاله وعبدالله شد كريم ومؤمن دخلهم بيته
سميرة رحبت بيهم: هجيبلكم هدوم من هدوم طه .
كريم بحرج: يا ست الكل ممكن ما تتعبيش نفسك ..
سميرة: أنت ليه بتتعامل كده هو احنا لو الوضع معكوس هتسيبنا نمشي من بيتك ! ولا أنت بخيل ولا ايه ؟
مؤمن بحرج: بس أنتوا خارجين من فرح وتعبانين ومحتاجين ترتاحوا مش تضايفوا حد .
عبدالله: وأنت مين قالك هنضايفك ؟ احنا اعتبرناكم عيالنا مش هنتكلم كتير هاتيلهم هدوم يغيروها وأنتي يا أمل حضري عشا يلا .

كريم بحرج: لا لا عشا ايه ! ارتاحوا بقى وإن كان على الهدوم معانا في العربية أنا مش بسافر من غير هدوم احتياطي .
سميرة: طيب عبدالله خدهم يرتاحوا ويغيروا هدومهم نكون حضرنا العشا .
كريم حاول يعتذر وسميرة بصت لمؤمن وكشرت: أنت مش جعان ! واوعى تكدب !
بصتله أوي لدرجة إنه خاف ورجع خطوة لورا واعترف: أنا على فكرة بعترف من أول قلم أنا ميت من الجوع .
كلهم ضحكوا عليه وحضروا العشا واتعشوا وكل واحد طلع مكانه يرتاح
سميرة دخلت لبنتها وقعدت جنبها: أنا آسفة .
أمل اتعدلت: آسفة على ايه وليه ؟

سميرة بزعل: إني ما دورتش عليكي لما اتأخرتي بس والله افتكرت إنك ...
أمل ضمتها منعتها تكمل: ماما خلاص أنا عارفة .. الموضوع انتهى بالعكس ده أنا كنت محتاجة الفاصل ده من الفرح .. وكريم طلعني وانتهى الموضوع .
سميرة بصتلها: ابن حلال كريم ده هو وابن خالة تحسيهم مؤدبين .
فضلوا يرغوا كتير وأمل حكتلها عن انفصاله عن خطيبته وإنه عرض عليها يبرئها قدام شريف ..
الصبح بعد الفطار كريم شكرهم جدا وأصر إنه يمشي .. وعبدالله كلم طه بلغه إنهم هيمشوا وطه طلع يسلم عليهم وهزر معاهم شوية
كريم باستغراب: أنت بجد طالع علشان تسلم علينا !

طه بضحك: اه لما يبقى بيتك مليان ناس فتطلع عادي .
مؤمن استغرب: مليان ناس ازاي يعني لا مؤاخذة ؟
طه ضحك: أهل مراتي جايبين الغذا وبيطمنوا عليها وكده يعني .
كريم باستغراب: وليه يجيبولها الغدا ؟هتغلبوا يعني في الأكل .
طه ضحك وبيهزر: سلو بلدنا .. دي عادتنا أهل العروسة يجيبوا للعروسة أكل لمدة يومين أسبوع يعني كل واحد وحسب مقدرته .
كريم ضحك: أنت محتاج حد يجيبلك الأكل !

طه بهزار: أنا مستعد آكل عيش حاف بس ما ينفعش ترفض حاجة زي دي .
كريم بهزار: ما ترفضش خدها وسافر .
طه ابتسم: برضه ما ينفعش أول يومين علشان العادات دي بس يومين يعدوا نستحملهم بالطول ولا بالعرض وهسافر بيها فعلا .
كريم ابتسم: عرفني قبلها وهظبطلك مكان حلو تقضوا فيه شهر عسل .
طه ابتسم: إن شاء الله .. بس هو كام يوم مش شهر .. مش هقدر أسيب الشغل كله على أبويا شهر .
مؤمن بهزار: أنا أسيب أبويا شهرين مش شهر لو اتجوزت ههههه .

كريم خبطه في كتفه: بطل رخامة وبعدين أنت مش بتشتغل مع أبوك أصلا أنت سايبه .. ووريني لما تتجوز مين هيسيبك أنت شهرين !
طه وقف معاهم شوية وبعدها اتحركوا لعربيتهم وكريم وهو بيركب شيء لا إرادي خلاه يبص للبيت مرة أخيرة ولمح أمل واقفة فوق في شباك بصلها وشاورلها بهدوء وهي ابتسمت وشاورتله
اتحركوا في طريقهم لشغلهم.

مؤمن غمض عينيه: كان يوم ظريف وفرح جميل وناس محترمة ومش عارف بعد الأسبوع ده ازاي هصحي بدري وأروح الشغل أتسحل معاك فيه !
كريم ابتسم: عندك حق الواحد مش عارف ازاي هيروح الشغل !
سكتوا كتير ومؤمن مرة واحدة بص لكريم: كريم أنا عايز أتجوز .
كريم بصله باستغراب: نعم ! خير ؟

مؤمن بص لقدامه: عايز أقعد في كوشة وجنبي واحدة بحبها وتكون مسئولة مني .. واخدها بيتي .. عايز الإحساس ده .. يعني طه أنا معرفوش بس شوفته امبارح والنهاردة ! النهاردة حسيته مختلف .. باين عليه رضا داخلي وسعادة داخلية وارتياح رهيب أعتقد إنه بيحب مراته جدا .. يعني كان باين من نظراتهم لبعض امبارح من اللآخر أنا عايز أتجوز .
كريم بهدوء: اتجوز يا مؤمن .. اتجوز .
مؤمن غمض عينيه وسكت وأفكاره كلها انحصرت في نورهان وعلامة الاستفهام الكبيرة اللي محاوطاها ؟
رجعوا لأشغالهم تاني ولدوامة الحياة.

مؤمن حاول يشوف نورهان بس بتهرب منه وده مجننه ومش عارف ليه !
كان عنده اجتماع مع خالد وكانت ملك موجودة مش نورهان واتضايق أكتر لأنه كان عنده أمل إنه يشوف نورهان مش ملك موجودة ..
ملك سألته بعد ما خلصوا: كريم أخباره ايه ؟ في جديد عنده ؟
مؤمن ابتسملها: كويس بخير وأنتي أخبارك ايه مع سليم ؟ مبسوطة ؟
ملك ابتسمت بسرعة: طبعا مبسوطة كتير عقبالكم يا مؤمن .

مؤمن شكرها وقام يرجع لشغله وقف قدام الأسانسير علشان ينزل وركب علشان ينزل وقبل ما الأسانسير يقفل حد بيوقفه: لحظة .
اتفاجأ بنورهان قدامه وهي اتفاجأت بيه ومعرفتش تعمل ايه ؟
مؤمن ابتسم: اتفضلي
نورهان رجعت خطوة لورا: لا شكرا هاخد اللي وراه اتفضل حضرتك .
مؤمن استغرب تصرفها ده جدا لأن ده معناه إنها فعلا بتتعمد بعدها عنه بعد ما الأسانسير كان هيقفل هو وقفه ونزل واتفاجأ بيها دخلت مكتبها وقفلت الباب فراح وراها وفتح الباب دون أي استئذان ودخل: ده ايه ده إن شاء الله ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة