قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الأول

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد كاملة

رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الأول

مجموعة بنات في اوضة بيضحكوا ويهزروا
أمل بفرحة: أخيرا بكرا هنسافر ! وكملت بأسف: كان نفسي نسافر النهاردة
بس ربنا يسامحه الدكتور اللي أصر بكرا نمتحن أعمال السنة قبل أسبوعين الاجازة دول...

(أمل ) بنوتة جمالها هادي محجبة ومش بس حجاب دي لابسه خمار كبير في كلية حاسبات ومعلومات في القاهرة .. متدينة ومحبوبة من عيلتها واصحابها وكل اللي حواليها .. ومعاها بنت عمها سمر في نفس الكلية بس اكبر منها بسنتين لكن لأنها بتسقط فمعاها في نفس السنة الدراسية .. سمر جميلة جدا وانيقة جدا في لبسها ومكياجها واه محجبة بس حجاب بالشكل فقط ودايما شعرها باين من حجابها.. وعلي الرغم من انها أجمل من أمل بمراحل إلا انها بتكرهها لأنها متفوقة عنها ومحبوبة عنها ..

ردت عليها سمر بضيق: أنا مش عارفة بتحبي البلد في ايه ! يعني كان يجرى ايه لو فضلنا الاسبوعين دول هنا ؟ كان لازم تقولي لأمك وأبوكي إن عندنا اجازة اسبوعين يعني ؟  ما كنا فضلنا هنا براحتنا في المدينة
ردت عليها واحدة من صحباتهم واسمها مروة: حرام عليكي تقعدي اسبوعين في المدينة ليه يعني ؟ وبعدين مش هتلاقي حد أصلا فيها .. كل البنات هتسافر وخصوصا مع الإعصار اللي جاي ده .. ده بيقولوا أسوأ إعصار من سنة معرفش كام وتسعين وربنا يستر اصلا علينا ونوصل بكرة بيوتنا قبل ما يضرب البلد ..
علقت أمل باستغراب: انتي كنتي عايزة تقعدي هنا يا سمر في الظروف دي والجو ده ! يا بنتي ده انا كان نفسي اسافر النهاردة مش بكرة علشان نكون في الامان .. بس الدكتور وامتحانه بقى.

ردت عايدة صاحبتهم: اصلا دكتور رخم مش كان اجل الامتحان لبعد الاجازة دي ! ده ايه رخامته دي !
علقت سمر: ربنا يشيله ويريح الكل منه داهية تاخده
علقت أمل بزعل: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ليه با بنتي كده ؟ مش عنده أهل بيحبهم ويحبوه ! وبعدين اوعي تدعي علي حد كده وخلي بالك في كل دعوة الملايكة بتقولك ولكي بالمثل .. فما تدعيش بالشكل ده علي حد ..

اتنرفزت سمر اكتر وبغيظ ردت عليها: والنبي نقطيني بسكاتك مش ناقصة هي محاضرات منك علي المسا عن الحرام والحلال .. مش طالباكي يا أمل فكك مني
هزت أمل دماغها بأسف: أنا خايفة عليكي مش اكتر
ردت عليها بقرف: احتفظي بخوفك لنفسك .. أنا قايمة أنام
عايدة مسكتها من دراعها: انتي خلصتي مراجعة ؟

شدت سمر دراعها بغيظ منها وندمت انها قعدت مع سمر واصحابها في أوضة واحدة السنادي .. كان مالها ومال المتخلفات دول ! ناقطينها ليل نهار يا بالصلاة يا بالاذكار يا بالمذاكرة .. ده ايه الكآبة بتاعتهم دي ! أول سنة تتخنق فيها كده .. ده حتى مش عارفة تتنفس لان ربنا بلاها بأمل اللي كل ما تتنفس تتصل بمامتها وباباها تقولهم اتنفست .. خنقتها .. امتى تخلص منهم بقى ..
عايدة: يا بنتي اقعدي معانا نكمل مراجعة ..
نفخت بضيق: البركة فيكم أنتم ذاكروا أنا عايزة انام..

قاطعهم موبايل أمل بيرن فابتسمت وردت علي باباها ومامتها وطلعت تتكلم معاهم برا الاوضة براحتها
والدة أمل واسمها سميرة: حبيبتي مش كنتي اتحركتي النهاردة قبل الجو ما يطلع وبلاها الامتحان ده خالص .. قلبي مش مطمن أبدا لسفرك في الجو ده
اتكلم أبوها عبدالله: يا ست انتي ما تخوفيش البنت .. لسة الإعصار بعد بكرا وان شاء الله بكرا تطلع علي طول وتوصلنا بالسلامة .. ركزي يا بنتي في امتحانك وربنا يوفقك ..

ابتسمت أكل: يارب يا بابا بس دعواتكم كده معايا علي طول
سميرة بابتسامة: بندعيلك ليل ونهار بقولك احنا بعد الثلاث ايام دول ما يعدوا ان شاء الله علي خير دكتور محمود هيجي ويلبس دبل ان شاء الله
عبدالله كشر وشد الموبايل منها: يا ولية البنت عندها امتحان الصبح .. بت يا أمل ركزي في امتحانك وسيبك من كلام مامتك ده لما تيجي نبقي نتكلم فيه أهم حاجة دلوقتي دراستك...

ضحكت امل: ما تقلقش يا بابا انا مركزة ما تخافش عليا ..
اتنهد أبوها بحب: ولما ما أقلقش علي حبيبة قلب ابوها أقلق علي مين بس ! المهم بكرا ان شاء الله كلمينا بعد امتحانك علي طول واوعوا تتأخروا الميكروباص هيعدي عليكم علي الساعة ٣ العصر وأنا متفق معاه يجيلكم المدينة انتي وبنت عمك  ..
ردت أمل بحماس: يا مسهل يا بابا .. يااا ربنا يعدي الطريق ده علي خير مشوار رخم .. ١٢ ساعة في الطريق يلا ربنا يهونهم
أمّن أبوها وأمها علي كلامها وقفلت معاهم ودخلت لأصحابها مبتسمة
مروة بهزار: ايه الابتسامة دي ؟ قالولك ايه عن العريس المنتظر ؟

ردت سمر عليهم: أصل ده راجل خنيق .. يعني اه دكتور بس حاجة كده تخنق .. بس عارفين لايق عليكى .. اهو بدقن شكله غتيت ودمه يلطش
كشرت أمل: يعني علشان ما بيهزرش مع كل واحدة تدخل تكشف عنده يبقى دمه يلطش ؟ وبعدين يا بنتي بطلي تغتابي خلق الله كده في كل كلمة
قلبت سمر شفايفها بقرف منهم: لايق عليكي فعلا وهتبقوا دويتو حلو أوي مع بعض ...
عايدة قاطعتها بهزار: سيبك من الرخمة دي وقليلنا قالولك ايه عنه خلاكي مبتسمة كده ! فرحينا
ابتسمت أمل بحرج: لا عادي بس انه عايز يعمل الخطوبة رسمي ويلبس دبل في الاجازة دي ..

باركولها البنات وهزررا معاها وسمر في سريرها متغاظة وفكرت جواها: خسارة فيكي أصلا الدكتور ده .. هو أصلا تنك ومش بيبص لحد مش عارفة شاف فيكي ايه أصلا ؟ ده انتي لبسك عامل زي الخيمة وعلي طول مش شيك .. ويوم ما شافك ازاي يشوفك انتي وأنا لا مع إنى أجمل منك بمراحل .. متخلف وغبي .. وبعدين بكرا أتجوز أنا أحسن منه .. ايه يعني دكتور وعنده عيادة وعربية وشقة .. عادي في أغنى منه بمراحل .. وأنا هتجوز أحلى وأغنى منه وهغيظها في يوم من الأيام ..
حاولت تنام بس مش عارفة من صوت البنات اللي بيراجعوا مع بعض فنفخت بضيق: يووووه يعني مش هعرف انام من صوتكم ده ايه الغلب ده يا ربي ؟

بصولها الثلاثة وبصوا لبعض
أمل ردت: معلش يا سمر حقك علينا يا قلبي .. تعالوا يا بنات نقعد برا علي السلم نكمل .. اهو خليها ترتاح شوية
لموا كتبهم وأخدوا سجادات الصلاة وطلعوا فرشوها برا في الكوردور وقعدوا الثلاثة يكملوا مراجعتهم
مروه بضيق: بنت عمك دي رخمة يا أمل ومش عارفة ليه جيبتيها تقعد معانا السنادي .. كل سنة بنقعد مع بعض براحتنا هي السنادي مطلعة عينينا ودايما تطردنا برا اوضتنا علشان سيادتها تنام !

ابتسمت أمل بأسف: معلش عارفة اني رخمت عليكم حقكم عليا بس عمي طلب مني اني السنادي اخليها معايا علشان تنجح وبعدين أنتوا عارفين إنها نزلت مرتين قبل كدا بس السنادي ان شاء الله تعدي معانا وتخلص بقى .. خلونا نساعدها يا مروة ..
عادة اتنهدت: ربنا يهديها ويصلح حالها يارب
ةمل: أمين يارب .. ربنا يهديها فعلا علي نفسها.

اما جوا سمر متغاظة ومن غيظها برضه مش عارفة تنام ونفسها لو تخلص من أمل بأي طريقة مش بس علشان ترتاح من نصايحها ومبادئها لكن كمان تخلص من مقارنتها الدايمة بيها .. أبوها وأمها كل شوية يقولولها شوفي أمل بنت عمك... شوفي أمل، شوفي أمل لحد ما كرهت أمل من كل قلبها ودلوقتي أمل هتتخطب لدكتور فلازم هي تتخطب لحد اعلى والا هتفضل سلسلة المقارنات مستمرة وهنضيف عليها شوفي خطيب أمل وبعدها شوفي جوز أمل .. ربنا يخلصها منها وترتاح .. اه يا أمل هعمل حاجة لله يوم ما أخلص منك للابد ..

الصبح راحوا امتحانهم والجو كان مغيم نوعا ما وخلصوا الامتحان
أمل: يلا يا سمر علشان نلحق نخلص لم حاجتنا انتي عارفة الميكروباص جاي الساعة ٣ يدوب نلحق
سمر بصت لزميلها اللي قاعدة معاه وبصت لأمل و وقفت أخذتها بعيد: بقولك ايه اسبقيني أنتي وأنا هحصلك
أمل بغيظ: يا بنتي قاعدتك معاه حرام
ردت سمر بغيظ: ليه قاعدة معاه في اوضة نوم ولا ايه ! ما احنا في وسط الكلية اهو.

اتنهدت أمل بفقدان أمل: يا حبيبتي قاعدين لوحدكم في حتة معزولة دي خلوة غير شرعية .. غلط وعيب بلاش حرام اللي اضايقك دي ... وبعدين ورانا سفر وحاجتك متبهدله في الاوضة أنا معظم حاجتي مجهزاها انتي لأ
نفخت سمر بضيق: بقولك ايه سيبك بقى من الموشح بتاعك ده خلينالك انتي الادب والأخلاق مش هنبقى احنا الاتنين
سكتت وبعدين كملت برجاء:
 وبعدين ياأمولة يا حبيبتي لميلي أنتى حاجتي وانا ساعة بالظبط وهاجي وراكي يلا بقى زوقي عجلك انتي.

فقدت أمل الأمل انها تقنع بنت عمها ومشيت مع صحباتها علي المدينة الجامعية واتغدوا وطلعوا يجهزوا كل واحدة تمشي علي بيتها قبل العاصفة
عايدة بغيظ: والله لو مكانك ما ألملها حاجة والم حاجتي وامشي وهي حرة ..
مروة علقت: انتي فعلا يا أمل كل حاجة بتعمليهالها وهي مش بتقدر ده .. هدومها بتغسليهالها وبتكويهالها وتروقي حاجتها ودلوقتي بتلمي حاجتها وتجهزي شنطتها ؟! يعني وان كانت عدلة شوية كنتي عملتي ايه ؟

ابتسمت أمل: بنت عمي يا بنات
زعقت عايدة بغيظ: ده مش مبرر علي فكرة
أمل برضه مبتسمة: طالما أقدر أساعد حد مش هتأخر أبدا .. بعدين بابا كمان وصاني عليها .. هي اه دماغها ضاربة حبتين بس بكرة تعقل وربنا يهديها .. احنا برضه أولاد عم يا بنات ما تنسوش ده
عايدة اتنهدت بأسف: انتي حرة بس يلا انا يدوب ألحق اروح المحطة .. استودعكم الله يا بنات
مروة: خديني معاكي يلا .. أمل ابقي طمنيني عليكي
ابتسمت أمل: يلا توصلوا بالسلامة يا حبايب قلبي .. ربنا ييسر طريقكم.

سلمت البنات علي بعضها واتحركوا وأمل كملت تجهيز شنطة سمر وقعدت تنتظرها واتصلت بيها لما سواق الميكروباص كلمها وقالها انه علي وصول فاتصلت زعقت لسمر: قسما بالله يا سمر لهمشي واسيبك انتي حرة بقى .. انا نازلة بشنطي وانتي بقى براحتك
سمر غيرت صوتها وبتمثل عليها: علشان خاطري يا أمل اخري الميكروباص .. قليله اي حاجة ! علشان خاطري.

ردت أمل بغيظ: علشان خاطرك جيت نضفت حاجتك ولميت هدومك وجهزت شنطتك لكن غير كده معنديش مش هآخر أنا الميكروباص يا سمر ويا تيجي وتلحقي تمشي معانا يا طلبك هيتحقق وتقعدي في العاصفة لوحدك في المدينة .. سلام يا بنت عمي قدامك ربع ساعة يا تلحقي يا ما تلحقيناش
قفلت أمل الموبايل ونزلت بشنطها للبوابة وحطتهم جنب بتوع الامن وقعدت في انتظار الميكروباص ..

سمر فضلت تلعن وتشتم في أمل في سرها طول الطريق
أخيرا وصل الميكروباص وأمل متوترة مش عارفة تعمل ايه ؟
عم صبحي سواق الميكروباص: يلا يا بنتي .. بس والدك قال انكم اتنين ؟
أمل بارتباك: لحظة ياعمو بس هي جاية هي اتأخرت ثواني وجاية !

كشر السواق: يا بنتي في عاصفة جاية ولولا خاطر ابوكي كنت مشيت من الصبح لكن انتظرتك كل ده مش حمل انا تأخير اصلا ايدينا علي قلبنا لحد ما نوصل وانتي عارفة الطريق طويل
أمل بخوف: والله عارفة بس عشر دقايق بالظبط ننتظرها
نفخ السواق بضيق: خمس دقايق وهتحرك ويا تركبي معانا يا تستني مع صاحبتك
اتوترت أمل واتصلت تاني بسمر: انتي فين السواق عمال يزعق وعايز يمشي
سمر بغيظ: أنا في الطريق اهو قدامي دقيقتين خليه يستنى
زعقت أمل: مش راضي وانتي عارفه ان الجو هيتقلب وكتر خيره أصلا إنه انتظرنا لحد دلوقتي ..

اخيرا وصلت سمر ولاحظت أمل ان الشاب موصلها بعربيته وماعلقتش
سمر جت تجري وابتسمت للسواق: سوري يا عمو .. اتأخرت غصب عني
بص السواق لها بغيظ وشتم نوعيتها في سره لانه شاف العربية اللي وصلتها واستغرب ان بنتين بالشكل ده اصحاب او مع بعض ..
سمر: فين شنطي ؟

أمل بغيظ: علي العربية انجزي
ابتسمت سمر: حبيبة قلبي يا أمل شاطرة شكرا يا قمر
ركبوا الميكروباص واتحركوا ناحية المجهول في جو بيهدد بعاصفة قريبة وهما هيقطعوا طريق طويل وسط صحرا ..
في مكان تاني في القاهرة واقف بيلم في حاجته بسرعة واتفتح باب مكتبه بعنف ودخلت واحدة بتزعق:  سيادتك فاكر نفسك رايح فين يا أستاذ كريم المرشدي؟
رد عليها كريم بهدوء: قلتلك اني رايح البلد يا ملك ..
ملك بغيظ: علشان خاطري بلاش .. انت عارف الجو عامل ازاي ؟

بصلها كريم بهدوء وساب اللي في ايده ومسك ايدها وقعد علي حرف مكتبه وشدها عليه قربها منه: حبيبتي انتي خايفة ليه كده ؟ الطريق هياخد حوالي اربع ساعات تقريبا وزيهم راجع يعني الفجر بإذن الله هكون هنا قبل العاصفة ان شاء الله ..
علقت بذهول: سيادتك رايح المنيا وجاي .. المنيا يا كريم وممكن الطريق ياخد اكتر من اربع ساعات اللي بتتكلم عنهم ..
رد كريم: ان شاء الله مش هياخد وبعدين مش هسيب ماما هناك في البلد لوحدها .. وخصوصا في جو زي ده ؟
بصت ملك لكريم بغضب: خلي باباك هو اللي يروح يجيبها ؟

كشر كريم: يعني ازاي يعني اللي بتقوليه ده ؟ اكون انا موجود وأقول لبابا يروح هو !
اتراجعت ملك بسرعة وغيرت لهجتها: حبيبي انا خايفة عليك
اتنهد كريم: عارف ومقدر ده كويس .. بس ماما مش حابة تكون هناك في الجو ده لوحدها
ملك مسكت قميصه بتلعب في زرايره وهمست: بس هي مع عيلتها مش لوحدها
مسك ايدها ثبتها علي صدره: من غيري انا وبابا تبقى لوحدها ومش هقدر اسيبها لوحدها
قبل ما ترد قاطعها خبطة علي الباب خفيفة فكريم بعد خطوة عن ملك لانه عارف صاحب الخبطة دي
كريم: اتفضل يا بابا...

أبوه حسن المرشدي ابتسم: ازيك يا ملوكة عاملة ايه يا قلبي
كشرت ملك: كويسة يا اونكل
حسن دخل ورفع وشها بابتسامة: حبيبة قلبي زعلانة ليه ؟ اوعى يكون كريم زعلك ؟
كريم ابتسم:حضرتها خايفة عليا من السفر دلوقتي
حسن ابتسم بتوتر: والله يا ابني عندها حق .. انا كلمت ناهد وقلتلها انك رايحلها وهي كمان قلقانة عليك من الطريق
كريم ابتسم يطمن ابوه: بابا لسه بدري بكرا العاصفة مش النهاردة وانا بإذن الله هروح واجي قبل ما حاجة تحصل .. ما تقلقش
حسين اتنهد بتسليم أمر: ربنا ييسر طريقك .. بس لو الجو اتقلب خليك هناك انت و والدتك وما تخاطرش تيجي بيها ..
هزر كريم: طبعا خايف علي نهودة قلبك !

ابتسم حسن: انتوا الاتنين حبيبي .. يلا اتحرك علشان ما تتأخرش اكتر من كده ..
انسحب في هدوء وسابهم يسلموا علي بعض براحتهم
ملك ضمت كريم: اوعى تتأخر عليا  
ابتسم كريم وضمها وبعدها عنه بالراحة: ما تقلقيش .. يلا سلام
اتحرك كريم في طريقه علشان يلحق يجيب والدته ويرجع قبل ما تضرب العاصفة الكل ..

(كريم المرشدي )وده شاب وسيم ماسك شركات والده حسن المرشدي .. أخلاقه عالية ومحبوب من كل الموظفين في شركته و والده بيستعد يسيب كل حاجة لابنه علشان يديرها وهو يستريح مع مراته .. خطيبته ملك ودي بنت شريك حسن الرئيسي واسمه خالد عبد الرءوف .. اتعرفوا علي بعض بحكم شراكة أبهاتهم وخريجين الجامعة الامريكية ..
ملك شخصية جميلة قلبا وقالبا .. هي وكريم مع بعض .. سند لبعض .. كل حاجة بيعملوها مع بعض ..
وصلت ملك كريم لحد عربيته الجيب العالية وسلمت عليه وهو اتحرك في طريقه ..

أمل هي وسمر في الميكروباص وكل ما أمل تحاول تنام تصحيها سمر برغيها المستمر مسببالها أسوأ انواع الصداع
أمل: يا بنتي افصلي شوية عايزة انام انتي نمتي طول الليل امبارح انا سهرت ورجعت لميت الشنط وتعبانة
سمر كشرت: اهي هتذلنا اهي علشان لمتلنا شنطة .. لا وبكرا تتخطب لسيادة الدكتور وتبصلنا من فوق
نفخت أمل واستغفرت في سرها: اللهم طولك يا روح .. يا بنتي وهي اللي بتتخطب بتبص للناس من فوق ؟ ليه يعني ؟ عادي
علقت سمر: دكتور وعنده شقه وعيادة وعربية .. محدش قدك يعني...

هزت أمل راسها برفض للمنطق ده: السبب الوحيد اللي خلاني اوافق عليه هو دينه و اخلاقه مش عربيته وعيادته الانسان بيتعرف بأخلاقه مش بأملاكه يا سمر ..
اتريقت سمر: الاخلاق مش هتركبك عربية يا قلبي ولا هتشتريلك اللي نفسك فيه !
أمل بيأس: يا حبيبتي راحة البال فلوس الكون كله ما تشتريهاش ! ولا الصحة ولا السعادة .. في حاجات كتيرة جدا ما تشتريهاش الفلوس
سمر: ده قصر ديل يا ازعر .. الفلوس بتشتري كل حاجة .. ده حتى البني ادمين بتشتريهم الفلوس دلوقتي
اتنهدت أمل بتعب: بقولك ايه انا عايزة انام تصبحي علي خير
نامت أمل وبعد شوية صحتها سمر فبصت حواليها لقت الميكروباص فاضي: احنا فين ؟

سمر كشرت: في استراحة هتنزلي
أمل بتعب: ما صحيتينش بدري ليه من اول ما وقف .. أيوة عايزة أنزل وأدخل الحمام وأشتري أي حاجة اكلها ..
سمر بلامبالاة: صحيتك اهو يلا
نزلوا الاتنين وراحوا للحمامات وسمر زقت كام واحدة ودخلت وكلهم شتموها أما أمل فانتظرت دورها
خرجت سمر بصت لأمل بتريقة: خليكي واقفة كده مؤدبة وانتظري
أمل ما علقتش وادت شنطتها لسمر: امسكيلي انتي بس الشنطة عقبال ما ادخل واخرج واستنيني اوعي تمشي
الحمام فضي عليهم وأمل دخلت الحمام: سمر امسكيلي الباب مش بيقفل من جوه...

سمر بصت للباب: في ترباس اهو هقفله عليكي لحد ما تخلصي
قفلت سمر عليها الباب وخوف مبهم سيطر علي أمل جوا فنادت: سمر اوعي تمشي او تتحركي
سمر بضيق: انجزي بس يلا
انتظرت سمر وبصت حواليها .. الحمام بعيد وصوت الهوا عالي فخرجت برا الكل اتحرك والميكروباص بيزمر وفجأة ضربت في دماغها الفكرة .. تخلص من أمل وتسيبها .. هيجرالها ايه يعني ؟ هتبطل بس ترفع راسها لفوق وتبطل أمها تقارنها بيها .. وتيجي في الاتوبيس اللي بعد ده مش هيجرالها حاجة يعني .. وبعدين دي استراحة وفيها ناس عادي يعني .. مش هيجرالها حاجة ..

زين الشيطان الفكرة لسمر فابتسمت ودخلت لأمل: أمل براحتك يا حبيبتي انا منتظراكي
طلعت وجريت للميكروباص وركبت
صبحي السواق: حد ناقص يا جماعة
الكل قال تمام
واحدة بصت لسمر: البنت اللي كانت معاكي .. استني يا عم صبحي في واحدة ناقصة
سمر بتوتر: لا مش هتيجي هي ركبت مع عمها .. اتقابلت معاه صدفة وركبت معاه وقالتلي ابلغكم تتحركوا انتوا
صبحي السواق: متأكده يا بنتي .. العاصفة بدأت اهو وربنا ييسر الطريق...

سمر بسرعة: اه متأكده شوفتها بعيني بتركب معاه واتحركت كمان في العربية السودا اللي كانت جنب الميكروباص دي ما انت شوفتها يا عم صبحي بتتحرك
صبحي اخد نفس طويل: شوفتها ايوه بس ما شوفتش اللي فيها
سمر ابتسمت: اتحرك يلا...

الركاب: يلا يا عم صبحي ده الجو بدأ يقلب وربنا يستر البنت ومشيت
اتحرك الميكروباص وبدأ رحلة رجوعه وأمل في الحمام بتخبط وتنادي علي سمر بنت عمها تفتحلها الباب .. وخوفها بدأ يتحول لانهيار .. بتخبط وتخبط وتنادي بصوتها كله بس للاسف صوتها بيروح مع صوت الرياح العالية ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة