رواية العاشرة و النصف للكاتبة هبة شاهين الفصل الخامس والعشرون
هيا هيا افتح!
قلت و انا اطرق باب منزل اشتون بعد ان اكتشفت انه لم يذهب إلى المدرسه لذا قررت ان اذهب انا اليه. اخيرا فتح الباب
آرثر هاي ايما
مرحبا آرثر هل اخيك اشتون هنا؟
آرثر اجل تعالي
قال و هو يفتح لي الباب فدخلت و اغلقته خلفي و سرت خلفه إلى ان توقفت امام شخصين
آرثر امم ابي، امي؟ اعرفكما بصديقه اشتون، ايما، هذان والداي
قال و هو يشير عليهما و لكن يبدو الحزن على وجهه، رفعت رأسي و نظرت اليهما و ابتسمت.
سررت بالتعرف اليكما سيد و سيده آرون
من الجيد انني مازلت اتذكر اسم اشتون بالكامل
و نحن ايضا
قال الاب بصوت عميق بينما اظهرت الام ابتسامه كبيره، كان هو يرتدي بدله عاديه بينما كانت ترتدي هي تنوره قصير سوداء و قميص ابيض و رفعت شعرها
لقد كنت.
كنت على وشك التحدث و لكن صوت ما قاطعني
اشتون هاي ايما
مرحبا
قلت بينما ظهر عليه التوتر للحظه و هو ينظر إلى والديه ثم امسك بذراعي و توجهنا إلى غرفته
اشتون ماذا تفعلين هنا؟
ها؟
اشتون اعني. جديا، ماذا تفعلين هنا؟
ايا يكن. اريد التحدث معك
اشتون بشأن ماذا؟
و كأنك لا تعرف اشتون!
قلت و ارتفع صوتي قليلا، الان بدأت اغضب
اشتون اعرف ماذا؟
حسنا سأعيد الامر اليك مجددا.
ماذا تقصد بأنك لم تكن تعرف؟
اشتون اقسم انني لم اكن اعرف، لم يخبرني كريس و لا حتى نايل و لكن، ياألهي لا اصدق هذا
و لكن ماذا كنت تقصد عندما قلت لي ان الجميع يخفي شخصيته الحقيقيه؟
اشتون قلت هذا و لكن لم اتوقع ان يكون نايل واحدا منهم
منهم؟ من هم؟
اشتون المهم اين هو الان؟
حاول تغير الموضوع متجاهلا سؤالي، انا لا اهتم على اي حال
لا اعرف، حتى اخيه لا يعرف اين هو
اشتون هذا جنون. الم تجربوا الاتصال به؟
حاول كريس و جايد الاتصال به و لكنه لم يجب حتى اغلق هاتفه
اشتون ماذا عنك؟ الم تحاولي انت الاتصال به؟
و لما قد افعل هذا؟ لا تنسى انني المتضرره في هذا الامر، انا حتى لا اعرف لما انا هنا
قلت و انا اهز رأسي مبتعده عنه
اشتون لانك تهتمين
قال و رفعت رأسي و نظرت اليه
اشتون تهتمين لاجله
ه هل تعرف اي مكان قد يقصده ذلك الفتى. نايل؟
سألت و انا احاول تغير الموضوع تماما كما فعل. هل انا حقا اهتم؟ هل انا حقا هنا لابحث عن نايل؟ و لكن ماذا لو وجدته هل سأخبرنه انني حقا كنت قلقه عليه؟ كيف ستكون طريقه التعامل بيننا؟
اشتون لا. ماذا عنك؟
اخبرتك اني لا اعرف و لو كنت اعرف كنت سأذهب إلى هناك و ليس على المجيء إلى هنا
اشتون سأحاول الاتصال به
قال و هو يأخذ هاتفه و وضعه على اذنه
اخبرتك ان جايد و كريس حاولا الاتصال به و لكن هاتفه مغلق لا فا.
اشتون انه يرن!
حسنا اذا
قلت و انا ادير عيناي
اشتون لا يجيب
اخبرتك
تحاذقت بينما وضع اشتون هاتفه جانبا
اشتون هذا خطأ! هو لا يمكنه البقاء مختفيا هكذا، هو لا يمكنه البقاء وحده
لماذا؟
اشتون هو فقط لا يمكنه! يجب على كريس و جايد العثور عليه بسرعه!
صرخ في وجهي و تمنيت لو اعرف ما الذي يقصده
لما؟ ما الذي تعرفه اشتون؟ اخبرني.
سألت و ظهرت على وجهه تلك الملامح التي اصابتي بالقلق و الخوف و استدار لينظر خارج نافذته و لكنني نهضت و وقفت امامه بسرعه
هل تعرف اين هو؟
سألت و هز رأسه ببطء و هو يحدق بالارض
اشتون لا اعرف اين هو و لكن اعرف ما قد يفعله اينما كان وحده
ماذا؟ ماذا يفعل!
امسكت بكتفيه و انا اتوسل اليه ليجيب بينما فتح باب الغرفه فجأه و دخل آرثر
آرثر آش. ابي و امي جاهزان لتوصلهما إلى المطار
اشتون حسنا انا قادم.
قال له ليخرج آرثر و يغلق الباب فنظر إلى اشتون
اشتون اسمعي اخبري جايد ان تتصل به و ان لا تتوقف عن المحاوله حتى لو كان هذا ما ستفعله طوال اليوم يجب ان تحاول انا متأكد انه سيجيب
قال بسرعه و هو يرتدي الجاكيت ثم ارتدى حذائه
متأكد؟
اشتون اجل اجعليها تحاول، فقط جايد ايما! فقط جايد.
قال و هو يخرج من الغرفه فخرجت خلفه لارى والديه يودعان آرثر و اماندا و يغادران مع اشتون. بقيت شارده الذهن للحظه افكر فيما قد يعرفه اشتون، او ما الذي قد يفعله نايل؟ حتى انتبهت انني مازلت اقف امام منزلهم و آرثر و اماندا بجانبي
آرثر هذا سيء
الي اين سيذهبان؟
آرثر كندا، سيسافران إلى كندا. لقد عادا من سيدني منذ شهرين تقريبا و ها هنا يتركنا مجددا. هما يسافران كثيرا
لماذا؟
آرثر من اجل العمل.
و لماذا لم تذهبا معهما؟
آرثر قالا انه لا يمكننا ذلك
اوه
آرثر مسكين آش هو من سيودعهما في المطار
لا بأس انا متأكده انه كبير كفايه لن يتأثر لفراقهما كثيرا
آرثر بلى. اخي حساس جدا
اشتون؟
آرثر اجل
اسفه يا فتى و لكن اعتقد اننا نتحدث عن شخصين مختلفين تماما
هاي آرثر؟ اخبرني المزيد عن اشتون
سألت بينما بقي صامتا قليلا حتى دخلت اخته المنزل فنظر إلى و عبث بشعره المجعد.
آرثر ليس هناك شيء لقوله عدا انه يعني لي الكثير، اكثر من ابي و امي، هو دائما يهتم بي انا و اماندا و يحاول بقدر المستطاع الا نجعلنا نشعر بغياب والدينا و كما قلت سابقا انه شخص حساس جدا
اومئت له بعد ان انتهى. صحيح انني اعرف ان اشتون يخفي شخصيته الحقيقيه في المدرسه و لكن لا انكر انني مندهشه مما سمعته للتو
حسنا اذا، هيا عد إلى الداخل و اغلق الباب خلفك بأحكام حتى يعود اشتون. اتفقنا.
اومئ لي مع ابتسامه صغيره و توجه إلى الداخل و لوح لي قبل ان يغلق الباب فلوحت انا ايضا له و رحلت.
مرحبا جدتي
قلت بعد ان وصلت اخيرا إلى المنزل و رميت حقييتي على الكرسي و توجهت إلى المطبخ حيث كانت تقف جدتي و فتحت باب الثلاجه و بدأت ابحث عن شيء ما لاكله
إيلا مرحبا عزيزتي
ماذا تفعلين؟
قلت و اغلقت باب الثلاجه و بيدي تفاحه
إيلا احضر كعكه
كعكه؟
إيلا اجل، والدتك لا تبقى في المنزل كثيرا و لا تحضر لك ما تريدينه ففكرت ان افعل انا هذا
اذا قررتي ان احضري كعكه؟ هل تتذكرين طريقه التحضير؟
إيلا بالطبع! خصوصا بعد ان حضرناها معا مع صديقك. مازلت اتذكر ذلك اليوم، انه فتى لطيف حقا
قالت و تذكرت انه قبل اسبوع تقريبا اتى كريس، اعني نايل. ايا كان. و حضرت انا و هو و جدتي كعكه و حاولنا ان ننتهي منها قبل عوده امي حتى لا اقع في مشكله معها و قضينا معا وقتا ممتعا. و لكن لما قد تتذكر جدتي شيئا كهذا؟
إيلا اين هو على اي حال؟ انا لم اره منذ ايام
في الواقع نحن. هو مشغول قليلا
إيلا اها.
قالت و هي تنتهي من العجين بينما كنت انهي تلك التفاحه و خرجت من المطبخ و لكنني توقفت و التفت إلى جدتي مجددا
هل تجدينه لطيفا حقا؟
سألت فتوقفت هي عن ما تفعله و نظر الي
إيلا اجل. يمكنني معرفه هذا
ماذا تقصدين؟
سألت و انا احمل حقيبتي مجددا
إيلا ستعرفين لاحقا
قالت مع ابتسامه جانبيه فرفعت كتفاي و حاولت تجاهل الامر و صعدت إلى غرفتي، استلقيت على السرير و امسكت بهاتفي و اتصلت ب بن
بن مرحبااا.
سأغلق الخط اذا صرخت هكذا مجددا
بن آسف
همس و ضحكت
بن اذا، كيف حالك؟
جيده
بن بالمناسبه لدي مفاجأه لك
ما هي؟
بن لن اخبرك بها الان
ايا يكن. كيف هو حال جيسيكا و روديلف؟
بن انهما بخير. هل انت في المنزل؟
اجل لقد عدت من المدرسه للتو. لماذا؟
بن لاشيء
جديا بن ما الامر؟
بن انا احاول الانتهاء من المفاجأه هنا
لابد انك تمزح معي
بن صدقيني ستعجبك جدا
حسنا اذا. سأعرفها لاحقا على اي حال.
بن اجل. كوني فتاه جيده ايتها الفتاه الجيده. يجب ان اذهب وداعا
وداعا
قلت و انهيت المكالمه و وضعت الهاتف على الطاوله. كوني فتاه جيده ايتها الفتاه الجيده. بن يقول لي هذه الكلمات منذ ان كنا طفلين و لسبب ما تجعلني ابتسم في كل مره.
اغمضت عيناي و تنفست بعمق بعدها نهضت و نظت إلى ساقي المصابه انها افضل حالا من امس، توجهت إلى الحمام و غسلت وجهي عدة مرات ثم وقفت امام المرآه، اعتقد انني مؤخرا اصبحت اكره شكلي المعتاد، اخذت المشط و بدأت امرره بشعري الطويل الذي اصبح يصل إلى نصف ظهري حتى توجهت عيناي إلى المقص فأمسكت به و اخذت اقص بعضا من اطراف شعري حتى وجدت نفسي افعلها مجددا ثم مجددا ثم مجددا حتى وصل شعري إلى كتفاي فتوقفت و نظرت إلى نفسي جيدا بالمرآه، ابدو مختلفه بعض الشيء و لسبب ما هناك ابتسامه صغيره ظهرت على شفتاي عندما لاحظت هذا استدرت و فتحت الماء الساخن.
خرجت بعد قضيت وقتا طويلا في الاستحمام و ارتديت ملابسي و قمت بتعديل شعري القصير الجديد و خرجت من الغرفه و انا امسك بهاتفي حتى انتهى بي الامر و انا اقرأ الرسائل القديمه
قابليني الليله عند البحيره عند العاشره و النصف - كريس.
تلك الرساله التي تكررت اكثر من احدى عشر مره، في كل مره كان يحدث شيء ما مثير، كل مره كانت تحمل قصه يخبرني هو بها، كل مره. لحظه! هل من الممكن ان يكون قد ذهب إلى هناك؟ عند تلك البحيره؟
اخذت معطفي بسرعه و خرجت من المنزل و توجهت بسرعه إلى ذلك المكان و لكن قبل ان اصل إلى هناك ببضع خطوات توقفت فجأه و فكرت في ماذا لو كان هناك؟ ماذا سيحدث لو رأيته؟ هل سيتحدث معي و ماذا سيقول؟ حاولت ابعاد تلك الاسئله و فكرت انني لو وجدته هناك سأرحل بسرعه و اخبر اخوته و سينتهي الامر.
اقتربت اكثر إلى البحيره و ادرت عيناي في المكان و لكنني لم اجده، كان المكان هادئا جدا لاشيء عدا صوت مياه البحيره تتحرك ببطء و خفه، اخذت نفسا عميقا و انا احاول حبس دموعي التي في الحقيقه لا اعرف سببها بعد، شيء ما جعلني اتذكر كل شيء دار بيننا هنا، كل شيء كان مضحكا، كل شيء كان يجعله يغضب، كل شيء جعلني اصرخ في وجهه، كل شيء جعلني ابتسم، كل قبله و كل عناق كان يمنحه لي. ربما هذا هو سبب تلك الدموع.
مرحبا كريس
قلت له بعد ان فتح لي باب منزله
كريس هاي. تعالي
دخلت و اغلق الباب
كريس ما قصه شعرك؟
قمت بقصه
كريس لماذا؟ كان يعجبني هو طويل
كنت اكرهه و هو طويل
قلت بحده و انا اتجنب النظر اليه و بحثت عن جايد حتى وجدتها تجلس على طاوله الطعام في المطبخ تضع رأسها بين يديها
هاي جايد
قلت و انا اقتربت اليها فرفعت رأسها و نظرت إلى لاجد عيناها الحمراء الممتلئه بالدموع و يبدو و كأنها تبكي منذ ساعات
ما الامر؟
جايد انه نايل. انه لم يعد بعد و انا ق. قلقه عليه
اوه هو سيكون بخير لا تقلقي
جايد و لكنه لا يجيب على هاتفه
قالت بينما دخل كريس المطبخ و جلس في الجهه المقابله لي
حاولي مجددا
امسكت بهاتفها و اتصلت به مجددا فبدأ يرن و يرن و يرن و لكن دون فائده
جايد ارأيتي؟
تساقطت دموعها اكثر و بدأت بالسعال بشده فنهض كريس و احضر لها بعض الماء فأخذت انا هاتفها و حاولت مجددا و لكنه لم يجب
اين من المفترض ان يكون؟
سألت بقلق بينما نظر إلى كريس بأستغراب و هناك ابتسامه صغيره قام بإخفائها بسرعه
كريس لا اعرف
هززت رأسي متجاهله سبب تلك الابتسامه و اخذت هاتف جايد و اتصلت به مجددا و لم يجب
جايد اخشى ان يكون قد حدث له مكروه
لا! انا متأكده انه سيكون بخير
حاولت ان اهدئ من روعها قليلا و انا احرك يدي على ظهرها ببطء بعدها نهضت و خرجت من المطبخ لتتركني مع كريس وحدنا
كريس هذا غريب؟
ما هو؟
كريس هل انت حقا قلقه بشأنه؟
انا قلقه بشأن جايد انها صديقتي
كريس جديا؟
اجل
ابعدت عيناي عنه بسرعه و اخذت هاتف جايد و اتصلت به و لكنه لم يجب، لن اتوقف عن المحاوله لابد ان هناك سببا ما وراء طلب اشتون مني ان اجعل جايد تتصل به. تأففت و وضعت الهاتف على الطاوله بقوه
كريس وااو!
ماذا؟
كريس لا شيء
ابتسم مجددا و حاولت تجاهله حتى عادت جايد اخذت الهاتف و اتصلت مجددا و بدأ يرن و يرن و يرن حتى توقف
توقف!
لقد اجاب!
اشتون كان محق! و لكن كيف؟
جايد مرحبا؟ نايل هل تسمعني؟
صرخت و لكن لم نسمع اي صوت من الجهه الاخرى
جايد نايل؟ ارجوك اجبني نايل، نايل!
مازال الصمت يحل الجهه الاخرى، بدات جايد في البكاء و رفعت شعرها
جايد ارجوك نايل انا اعرف انك تسمعني ارجوك اجبني! انها انا اختك جايد. هل انت بخير؟ اين انت؟ ارجوك عد إلى المنزل انا قلقه عليك. لماذا تفعل هذا نايل؟ لماذا؟
فجأه صدر صوت خفيف جداً ليدل على انه موجود هناك و يسمعنا.
جايد لماذا تفعل هذا بي نايل؟ الست انا اختك؟ انا بحاجه اليك، بحاجه لاهتمامك بي، لا يمكنك الاختفاء هكذا فجأه! لقد اشتقت اليك جدا و لا يمكن لاحد ان يحل محلك
قالت بينما نظرت انا إلى كريس الذي عبس فجأه و انزل رأسه
جايد من الصعب البقاء بدونك اخي لذا ارجوك عد او حتى اجبني لقد اشتقت إلى صوتك
قالت و هي تستمر في مسح دموعها حتى صدر صوت من الجهه الاخرى
نايل مرحبا.