رواية العاشرة و النصف للكاتبة هبة شاهين الفصل الثالث عشر

رواية العاشرة و النصف للكاتبة هبة شاهين الفصل الثالث عشر

اجل.

قلت له و بدأت اشعر برجفه في جسدي حين لاحظت اقترابه مني اكثر. وضع يده خلف عنقي و قبلني، كانت هذه المره الثانيه او يمكننا القول انها الثالثه. للمره الثالثه و لازلت لا اعرف ما الذي يدفعني إلى هذا، او ما هو هذا الشعور الغريب الذي ينتابني فجأه عندما تكون شفتيه على شفتاي، انه و كأنني لا استطيع التحكم بجسدي او التحكم فيما افعل و لا افعل، انا فقط اكون عاجزه عن القيام بأي شيء عدا تقبيله. ليس كما يحدث مع جاك فأنا، تبا!

لا.
حاولت دفع نفسي بعيدا عنه و اخيرا نجحت، تقريبا فهو مازال قريبا مني جدا و لم يبعد يده عن عنقي بعد. كان ينظر إلى بأستغراب و كأته ينتظر مني ان اقول شيء
انا. انا لا يمكنني فعل هذا، ان. جاك
فجأه رأيت الغضب في عينيه و عقد حاجبيه و اخيرا ابتعد عني قليلا مما جعل ذلك الشعور بداخلي يختفي
نايل جاك؟ حقا؟
قالها مع ضحكه ساخره سريعه. نهض و وقف على حافه السطح. ماذا تقصد نايل؟
نايل هل تمزحين معي؟
ماذا؟

نايل هل حقا تحبين جاك؟
ماذا؟ بالطبع انا احبه؟ هذا لا يحتاج لسؤال، صحيح؟
اجل
نايل لا اظن هذا
لما لا؟
لم يجب بل فقط هز رأسه ضاحكا و نظر بعيدا
نايل تحبينه و تقومين بفعل هذا؟
نايل؟ ما تقصد؟
نايل اعترفي ايما
اعترف؟
نايل اجل. انت لا تحبينه
بالطبع انا احبه
نايل اجل بالطبع. تحبينه و قد قبلتيني مرتين. تحبينه و تكذبين عليه. تحبينه و اصبحتي لا تريد...
توقف.

صرخت و وضعت يدي على صدري حين بدأت نبضات قلبي بالتسارع. لا اصدق انني اسمع هذا الكلام منه، من نايل
انت. انت لا تعرفه و لا تعرفيني و لا يمكنك القول. ما اشعر به اتجاهه. انت لا تعرف اي شيء.

قلت بصوت مهتز. انا لن ابكي امامه مجددا. رفعت رأسي و نظرت اليه لاجد ان ابتسامته الساخره قد اختفت بل وضع شفتيه بين اسنانه و نظر إلى لدقائق قبل ان يغادر السطح بسرعه و يتركني وحدي. اخذت اراقبه و هو يعبر الشارع و يصل للمنزل المقابل و لكنه التفت بسرعه و صرخ
نايل كااذبه.

اغلق باب منزله خلفه بقوه. رفعت شعري عن وجهي و التفت ذراعي حولي و بقيت احدق بشيء ما لا اعرف ما هو بل كنت غارقه بتفكير عميق. اغلقت عيناي لثوانٍ و فتحتها و عدت إلى داخل المنزل
جاك مرحبا ايما
قال بعد ان اجاب على هاتفه اخيرا
لقد كنت اتصل بك طوال النهار اين كنت؟
جاك اسف كنت انهي بعد الأشياء للمدرسه. هل انت بخير؟
اجل انا بخير
قلت بصوت محبط جدا حتى يشعر انني حزينه
جاك جيد.

هو لن يشعر بذلك على اي حال. كم اتمنى لو انك تستطيع ان تشعر بي من خلال نبره صوتي و لكنك لا تستطيع
جاك اذا لدي غدا مباره في المدرسه، اتمنى لو انك تستطيعين المجيء
اجل اتمنى ذلك ايضا
حاولت الا ابكي بعد ان تذكرت تلك الايام عندما كنا في كوينز و كنا في المدرسه نفسها و كنت دائما احضر مباريات جاك و اشجعه و كان يقبلني بعد كل هدف يحرزه. توقفي ايما
اذا دعني اخمن، هل تتدرب في الشارع اثناء الليل كعادتك لمباره الغد.

جاك اجل
قال و ضحك. لقد كنت ابقى معه حتى منتصف الليل و اشاهده و هو يتدرب في الشارع امام منزلهم و يكون متوترا جدا و كنت انا من اقوم بتهدئته! لماذا فعلت هذا؟ ما الذي فعلته ب جاك! كان يجرد بي ان ابتعد ان اي شخص يحاول ان يكون عائقا بيني و بينه و لكنني اصبحت انا ذلك العائق
جاك يجب ان تذهبي للنوم الان
اجل. طابت ليلتك
جاك و ليلتك عزيزتي.

انهيت المكالمه و استلقيت على السرير و اغلقت عيناي حتى لا تتساقط دموعي لانني اذا بدأت بالبكاء فلن اتوقف و اذا بدأت بالتفكير فلن انام الليله لذا يجب ان اتوقف و ابقي عيناي مغلقه فقط لا مزيد من التفكير
لوسيندا هل تسمعينني؟
صرخت لوسيندا في اذني. لقد قضيت الساعه الماضيه استمع اليها و هي تحدثني عن موعدها مع زين لليله امس. و لكنني لم استطع اخراج ذلك التؤام من عقلي بعد
همم؟ اجل عندما طلب منك الرقص معه.

قلت و انا ااخذ قضمه اخرى من شطيرتي
لوسيندا اجل. لقد امسك بيدي و كان قريبا مني جدا و رقصنا معا، لقد كان ذلك رائعا
سعيده لاجلك.

اكملت حديثها و اكملنا تتاول الطعام حتى رن الجرس خرجنا و توجهنا معا إلى صف الفلك، و نحن في طريقنا رأيت نايل و لوي يتشاجران بالهمس مجددا! اتمنى لو استطيع معرفه ما هو الشيء الذي يتشاجران من اجله. لالا توقفي ايما، ليس نايل مجددا هذا مستحيل. حاولت الا انظر اليهما كثيرا و لكن اخر ما رأيته نايل و هو يركض إلى داخل حمامات الفتيان
توقفت انا و لوسيندا عند خزانتي حتى اضع بها كتب اغلقتها و فجأه سمعت اسمي
ايما.

التفت و كان لوي
مرحبا لوي
لوي اريد التحدث معك
لوسيندا سأنتظرك بالصف
حسنا
قلت لها و ساد الصمت بيني و بين لوي حتى اختفت لوسيندا تماما. يجب ان اعترف بدأت اشعر بالخوف
ما الامر؟
لوي كنت اريد ان احذرك من شيء ما
تحذري؟
لوي اجل. الامر بتعلق ب نايل و كريس
ما بهما؟
لوي اريد منك البقاء بعيده عن كريس خصوصا عندما يتلعثم في كلامه
ها؟

لوي اعني احيانا ما يتلعثم كريس و احيانا لا يفعل اريد منك البقاء بعيده عنه عندما يت. بعيده عنه في الحالتين
لماذا؟
لوي و ابقي بعيده عن نايل ايضا
قال و هو يتجاهل سؤالي. ما مشكلته؟ لماذا يتحدث هكذا؟
انا لا افهم اي شيء
لوي و من الافضل ان تبقي هكذا صحيح؟ اعني. اخخ ايما ما اريد قوله هو فقط ابقي بعيده عن التؤام هوران، ارجوك، اتفقنا؟ اراك لاحقا.

قال و رحل دون ان يعطيني فرصه للتحدث، هل هو مجنون؟ لابد ان لهذا علاقه بشجاره مع نايل منذ قليل. اتمنى فقط لو افهم ما كان يقصده و لكنه كان يتحدث بالغاز و هذا يقودني للجنون. لالا لحظه بل هو الجنون صحيح؟ اخخ كم اكره التفكير في هؤلاء الفتيان
ايها الطلاب
قال الأستاذ مارك عند دخوله الصف. كان يحمل بين ذراعيه بعض الكتب و الاوراق المبعثر التي سقط بعضها على الارض فنهضت بسرعه و ساعدته على حملها
مارك شكرا ايما.

اخذ مني الاوراق و وضعها على مكتبه، بعدها بدأت تصدر بعض الهمسات بين الطلاب بالتأكيد هم الان يسخرون من الطالبه الجديده التي ساعدت الاستاذ في حمل اوراقه. توجهت بعض النظرات السخيفه لي و انا في طريقي إلى مكاني. تبا كم اكره هذا. في بعض الاحيان اتمنى لو استطيع الحصول على شعبيه في هذه المدرسه كمثلا هاري، زين، لوي، ليام، نايل، كريس، لوسيندا، هانا، آنا و اشتون. ان لا انادى بالفتاه الجديده مره اخرى.

استاذ مارك؟ لقد سقط منك هذا الكتاب
التفت نظر الجميع إلى الصوت الصادر من عند الباب، صوت عميق بعض الشيء و لكنني اعرفه و استطيع تمييزه جيدا. انا اعرف صاحب هذا الصوت
كريس
مارك شكرا كريس و ايما تفضلا في اماكنكم.

اومئ له كريس مع ابتسامه صغيره و جلس في الجهه اليمنى من الصف. كان يرتدي قبعه و ستره بيضاء كعادته و هناك بعض الشعر البني يظهر من اسفل قبعته، و لكنه لم يكن يرتدي نظارته بل كان يمسك بها في يده. كما انني لاحظت انه لم ينظر إلى ابدا. حاولت اخراجه من عقلي و نظرت بعيدا
ايتها الفتاه الجديده
صرخ شخص ما خلفي بعد ان خرجت من الصف. ليس مجددا اشتون!
اجل
اشتون هل يمكنني التحدث معك لدقيقه؟

كنت مع لوسيندا فنظرت اليها اولا ثم إلى اشتون. ماذا يريد؟
حسنا
قلت و تركت لوسيندا و اقتربت منه
ما الامر؟
اشتون لقد احضرت. اوراق المشروع
قال و هو يخرجها من حقيبته. هل هذا فقط ما يريده؟
حسنا
اشتون شيء اخر، لا تخبري احدا بما حدث في منزلي لليله امس
ماذا حدث؟
اشتون تعرفين، بشأن اخوتي و ذلك الصراخ
اوه لا تقلق. لا مشكله اشتون
اشتون جيد اراك بالجوار. وداعا
وداعا.

همست و انا القي نظره اخيره عليه، انه مختلف تماما عن لليله امس، لا نظارات، لا ملابس واسعه و لا حتى شعره المبعثر. هذا غريب
كريس! كريس
ناديته عندما لاحظت اننا اخيرا وحدنا في الشارع اثناء العوده من المدرسه. التفت و نظر الي
هاي
تنفست بعمق و اتمنى ان ما افعله ليس خطأ اخر ارتكبه
كريس م. مرحبا ايما
كيف حالك؟
كريس ا. انا. بخير
لما يتلعثم مجددا الم يعد يثق بي؟ قال انه لا يتلعثم اثناء حديثه مع اشخاص يثق بهم.

كنت اريد ان اعتذر لانني لم ااتي تلك الليله عند البحيره لقد كنت مع.
كريس اوه. لا لا م. مشكله. انا ايضا اريد ان ا. اعتذر عن ما حدث ذلك. اليوم عندما. قبلتك
لقد اعتذر من قبل
كريس اجل صحيح
كريس انت تعرف انك صديقي و لا اريد جرح مشاعرك و لكن انا احب جاك
كريس ا. ارى هذا
كما انه لم.
كريس يجب ان اذهب الان. انا م. مشغول بعض الشيء
حسنا اراك لاحقا. وداعا
كريس لا بل إلى اللقاء. اتتذكرين؟
اجل صحيح. إلى اللقاء كريس.

قلت مع ابتسامه صغيره و لكنه لم يبادلني تلك الابتسامه و استدار بسرعه و دخل منزله بينما توجهت انا إلى منزلي دفعت الباب و لكنه لم يفتح حاولت مجددا و لكن لا فائده، ما المشكله؟ جربت مره اخرى و اخيرا فتح و لكن ليس انا من فتحه بل شخص اخر من الداخل. رفعت رأسي و نظرت اليه و كان يقف هناك مع بدلته الرسميه و شعره الطويل و ابتسامته اللطيفه
انه بن
بن مرحبا بعودتك
اوه ياألهي بن لا اصدق
صرخت و قفزت لاعانقه بقوه.

لماذا لم تخبرني بقدومك؟
بن مفاجأه
هذه افضل مفاجأه على الاطلاق. يأالهي لقد اشتقت اليك جدا
بن و انا ايضا
هل تعرف امي بقدومك؟
بن لا. و يجب الا تعرف
لما لا؟
بن لاننا سنغادر
الي اين؟
بن سنعود إلى كوينز. معا.