قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الطاووس الأبيض الجزء الرابع للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون

رواية الطاووس الأبيض الجزء الرابع للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون

رواية الطاووس الأبيض الجزء الرابع للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون

كانت جلسة تقريع أكثر منها تنبيه، لئلا يفكر في التجاوز في تصرفاته مع خطيبته فيما بعد، إن التقى بها بترتيبٍ أو مصادفة، اعتمادًا على حجة الخطبة المزعومة، وما قد يحدث فيها من عدة مخالفات غير مقبولة. شدد بدير على ابنه بضرورة الالتزام بكامل وصياه، وإلا لن تكون العواقب محمودة عليه، كرر من جديد على مسامعه بنفس النبرة الحازمة:.

-عايز تشوفها، يبقى في بيتها، وبعد ما تستأذن خالها وأمها، اللي مانرضهوش على أختك، مانقبلش بيه على بنات الناس.
انتزع تميم رابطة عنقه الزرقاء الداكنة عن ياقته بعد أن حل وثاقها، ليظل جالسًا أمام أبيه بقميصه الأبيض، وبنطال بدلته المماثل للون الرابطة. لفظ الهواء بطيئًا ثقيلاً من صدره، فالقيود تزداد يومًا بعد يوم كلما أوشك على توطيد علاقته بها، انتظر بدير سماع رده، وسأله بتجهمٍ:
-قولت إيه؟

ضغط على شفتيه للحظةٍ قبل أن يجاوبه بما يشبه الوعد:
-اطمن يابا، كلامك نافذ.
حذره بإشارة من سبابته:
-ولو جت اشتكتلي في يوم منك هحاسبك إنت.
احتج على تشدده قائلاً بتذمرٍ وهو يضيق عينيه:
-طب إفرض مزعلاني؟
جاءه تعليقه واضحًا ومباشرًا:
-ماتزعلهاش، ما حبكش اليومين دول تنكدوا على بعض، وخلي الأيام تعدي على خير، لحد ما ربنا يكرمكم.
هز رأسه هاتفًا، رغم أمارات التنمر الظاهرة على محياه:
-ماشي الكلام.

ابتسم بدير له، وأنهى حواره معه:
-ربنا يتمم بخير.
بادله الابتسام بشكلٍ مقتضب، قبل أن يغادر الغرفة، لتعاود والدته أدراجها، وتنظر إلى زوجها بنظرة معاتبة، قبل أن ترجوه في لطفٍ:
-خف على ابنك شوية يا حاج، هو مالوش في الغلط.
أخبرها بعد زفيرٍ بطيء:
-أنا عارف، بس لازمًا الكلام ده، بكرة يجي يشكرني.
ردت ونيسة مبتسمة رغم إرهاقها، وهي تزيح الغطاء عن الفراش تمهيدًا للاستلقاء عليه:
-ربنا يصلح حاله ويراضيه من وسع.

تمدد بدير إلى جوارها، وتمتم موجزًا وقد أطبق على جفنيه:
-يا رب.

جرجر أذيال الخيبة وراء ظهره، بعد أن تلقى وابلاً من الأوامر الصارمة، بالطبع لم يكن ليخالف تعليمات والده؛ لكن لا داعي لكل ذلك التشديد في مسألة لن تتجاوز بضعة أيامٍ، قبل أن تتخذ العلاقة بعدًا رسميًا. انتشله من شروده في أفكاره المهمومة صوت شقيقته المنادي في حماسٍ:
- تميم!
راح يرنو إليها بنظرة عادية وهو يجيب، مُلقيًا بسترته على كتفه:
-أيوه يا هاجر.

لكزته في جانب ذراعه قائلة في استمتاعٍ، وتلك النظرة الماكرة تداعب عينيها:
-عشان تعرف أختك بتحبك أد إيه...
تطلع إليها في عدم فهمٍ، لم يملك من الصبر أو الطاقة ما يخوله لتحمل ممارسة أي أحجيةٍ الآن معها، فسألها في تعبٍ واضحٍ عليه:
-قولي يا هاجر، أنا مافياش دماغ.
غمزت له بطرف عينها وهي تخبره بابتسامةٍ عريضة:
-أنا صورتك مع العروسة كام صورة حلوة...

ثم أخذت تعبث في هاتفها لتريه ما التقطته من صورٍ فوتوغرافية وهي تتابع:
-هبعتهوملك على الواتساب.
تناول الهاتف من يدها، وبدأ يتفحص الصور المتنوعة التي احتفظت بها في هاتفها، كانت للقطات مختلفة لكليهما أثناء تناول قالب الحلوى، بدت فيروزة فيها رغم جديتها راقية، ملكة متوجة بحق! تطلعت إليه هاجر في فضولٍ لتتأمل نظراته، وسألته دون أن تخبو بسمتها:
-إيه رأيك؟

الكشف عن مشاعره، وسبر أغوار قلبه ليس متاحًا للمشاركة، لهذا اضطر أن يقلب بين الصور بسبابته في تعجلٍ، كأنه غير مهتم برؤية وجه القمر، ليخاطبها بعدها مازحًا، وهذا الامتقاع الزائف معكوس على وجهه:
-حلوين أوي، بس أنا مالي طالع كده ليه؟
انعقد ما بين حاجبيها في حيرة، فأخذ يشير إلى هيئته وهو يأكل بالشوكة، ثم أضاف موضحًا:
-بصي عليا، زي ما أكون فجعان، أول مرة أشوف أكل.
ضحكت على تعليقه، وبررت له ببساطة:.

-ما هو أنا كنت مركزة مع العروسة، مش معاك بصراحة.
أعاد إليها الهاتف قائلاً في امتنانٍ:
-تسلميلي ياختي.
حافظت على صفاء ابتسامتها وهي ترد:
-أي خدمة.
تحولت قسماته للجدية وهو يخاطبها عابثًا:
-أبقى أردهالك في سراج إن شاءالله، هصورك حبة صور عجبك.
برقت عيناها في توجسٍ، واختفت البسمة عن شفتيها، لتحذره بغير مزاحٍ:
-إياك تصورني صور وحشة، والله هزعل منك!
قهقه عاليًا، ثم تحرك من أمامها وهي تناديه في قلقٍ:.

-يا تميم، سامعني، بجد الحاجات دي مافيهاش هزار.
استمر في الضحك قبل أن يتوقف ليدير رأسه في اتجاهها، وهو يقول:
-هو أنا أقدر برضوه أزعلك، هاورح أسلم على جدي قبل ما ينام.
تنهدت في ارتياحٍ، ولوحت له بيدها:
-طيب، تصبح على خير.
بادلها ابتسامة صغيرة وهو يرد:
-وإنتي من أهله.

ثم التفت ناظرًا إلى باب حجرة جده المغلقة للحظاتٍ، والضيق قد بدأ في ملء صدره، كان يحتاج حقًا للحديث معه، لعله يجد في كلماته المُطيبة ما يبدد هذا الثقل، ويزيح الهم عنه.

أطل برأسه بعد أن طرق الباب بدقة خفيفة وفتحه، ليطوف بنظره على أرجاء الغرفة في صمتٍ حذر، إلى أن وقعت عيناه على مكانه بالأريكة، كان سلطان شاردًا في تأمل إحدى الصور، يكاد يكون في عالمٍ خاص به، فلم يشعر بوجوده، بدا تميم مترددًا في اقتحام خلوته، فاستأذن قبل الدخول بعد نحنحةٍ سريعة:
-فاضي يا جدي؟
رفع سلطان نظره إليه، وابتسم وهو يدعوه للدخول مشيرًا بيده الأخرى:
-أه يا تميم، تعالى.

ولج إلى الداخل، وأغلق الباب من خلفه، ليدنو منه، جلس عند قدميه، واختطف النظرات إلى الصورة القديمة التي بحوزته، ثم قال في اهتمامٍ:
-دي صورة ستي الله يرحمها.
أعطاها له لينظر إليها عن كثبٍ وهو يؤكد عليه:
-أه هي.

أمعن النظر في ملامحها الدقيقة؛ وجهها المنحوت بعناية، نظراتها العميقة المشبعة بالدفء، شعرها الثقيل والمجموع عند كتفٍ واحد، هذا الوشاح الملقى على رأسها ويدور حول صدرها، حتى يغطي نهاية أطراف شعرها الظاهر، ثم أخيرًا ابتسامتها الخجول، تلك التي توقف عندها قليلاً، ورغم كون الصورة قديمة للغاية، وباللونين الأبيض والأسود، إلا أنها كانت في حالة جيدة. بعد لحظاتٍ من مشاهدتها في انبهارٍ، قال تميم أخيرًا:.

-دي كانت صغيرة أوي، وحلوة يا جدي.
زجره سلطان بنبرة تأرجحت بين الشدة والمزح:
-أومال يعني اتولدت كبيرة؟ ما هي كانت صبية تسرق القلب.
أبدى تميم إعجابه بمواصلة جده مدح جدته الراحلة إلى الآن، وكأن شعلة الحب لم تخبت يومًا في قلبه، فكلما جاء على ذكرها، كلما تجدد الحب بداخله! وبالرغم من رحيلها الذي مضى عليه سنواتٍ عدة؛ لكنها ما زالت تحتفظ بنفس المكانة والتقدير. أعاد إليه الصورة وهو يتكلم إليه بنبرة مهتمة:.

-مقصدش، بس دي أول مرة أشوف الصورة دي ليها.
أخذها منه، ليضعها بداخل المغلف الأصفر وهو يخبره:
-ما أنا محتفظ بيها في الظرف ده عشان ماتتبهدلش.
امتدت يد تميم لتمسح على كف جده قبل أن يردد:
-تعيش وتفتكر يا جدي.
لمعة من الحزن اتخذت طريقها إلى حدقتي سلطان وقد تطلع أمامه؛ كأنما يرى طيفها متجسدًا في الهواء، زفر الهواء على مهلٍ، ثم خاطبه بصدقٍ:
-ستك دي ماتتعوضش.
تأمله حفيده في اهتمامٍ أكبر، وسأله:
-كنت بتحبها؟

رد بابتسامة أوجدت مكانها على ثغره:
-بحبها بس؟ ده أنا مكونتش شايف غيرها.
اتسعت ابتسامة تميم وهو يمتدح وصفه المرهف:
-سيدي يا سيدي...
لكن ما لبث أن تبدلت نبرته إلى أخرى شاكية عندما تابع:
-طب يرضيك اللي أبويا عامله معايا؟
ضحك على هيئته المزعوجة، ثم قال في هدوءٍ:
-أبوك بيحبك، وعايز مصلحتك.
رد في تذمرٍ:
-ده أنا معملتش حاجة أصلاً، وعمال أخد في جنابي.

لم يكبت سلطان ضحكاته المرحة الهازئة من شكواه البائسة، إلى أن توقف أخيرًا، ليكلمه بعدها في صوتٍ مال للجدية:
-وبعدين أبوك مايجيش حاجة جمب اللي عمله فيا أعمامي.
تعقدت تعابير تميم بينما الجد يواصل استرساله؛ كأن الزمن عاد به إلى الوراء:
-أول ما الوقت أزف، والمفروض كنت أشوف بنت حلال أتجوزها، فعمي الكبير اختارلي واحدة من بنات الحاجة لواحظ.
أصغى تميم إليه بانتباه كامل، وهو ما زال يُحادثه:.

-ومحدش وقتها كان زي دلوقتي متاح يشوف البنات كده عيني عينك وينقي، اتقالي نصيبي إني هتجوز فُتنة.
علق تلقائيًا:
-طب كويس.
ألقى عليه نظرة غريبة غامضة، قبل أن يستأنف سرد حكايته القديمة:
-وأنا معرفش شكلها، فعملت فيها شجيع السيما، وروحت نواحي بيتها كده، ووقفت أراقب الحتة، على أساس ألمحها، جايز تكون نازلة تقضي طلبات لأمها، ولا تقف تنشر حاجة كده ولا كده.
تحمس حفيده في جلسته، ولمعت عيناه متسائلاً في لهفة:.

-ها وبعدين؟ شوفتها؟
حل العبوس على وجه جده، وأخبره بشفاه مقلوبة:
-لأ، عمي الكبير شافني، عكشني من قفايا، وكانت ليلة سودة ما يعلم بيها إلا ربنا.
برزت عينا تميم مصدومًا، والجد ما زال يضيف بامتعاضٍ:
-نزل فيا ضرب وطحن مع باقي أعمامي، وهو بيقولي عايز الناس تقول الواد سلطان واقف على النواصي لبنت لواحظ عشان يشاغلها.
زادت تعابيره ذهولاً، بينما تنهد الجد مطولاً قبل أن يتابع:.

-بالعافية لما سبوني بعد ما اتعدمت العافية، ووقتها حلف لو كانت إيه ما هتجوز إلا هي!
تقوس جانب فمه قليلاً وهو يكمل مستخدمًا يده في الإشارة:
-أنا قولت بس دي باينها ماتتعاشرش، وخصوصًا إن الأصغر منها كان بيطلب للجواز عنها، وهي محدش بيجيب سيرتها.
تساءل تميم في اهتمامٍ يشوبه اللهفة:
-وإيه اللي حصل؟
أجابه الجد بتريثٍ:.

-حاولت أقولهم بلاش، فضوني من الجوازة دي، بس محدش قِبل برأيي، وعمي حلف ليخلي العيلة كلها تتبرى مني، لو صغرتهم ورجعت في كلمة اتقالت.
رفع حاجباه متسائلاً:
-للدرجادي؟
أكد عليه بملامحه التي اكتسبت طابعًا جديًا:
-أيوه يا تميم، الناس كانت غير الناس، والزمن كان غير الزمن.
لاحقه تميم بسؤاله التالي:
-واتجوزتها؟
وكأن وهج الحياة قد انبعث على تلك التجاعيد لتنطق بنضرة الشباب المفقود حين راح يخبره:.

-طبعًا، وكانت نعمة ربنا ليا، القمر العالي اللي ناس مش طايلاه، جالي وبقى بتاعي...
انبهر تميم من وصفه الحالم، وابتسم في تلقائية. سكت سلطان للحظة ليستكمل بعدها:
-عارف لما ربنا يرزقك بعطية كبيرة من عنده، تعوضك عن اللي فات كله.
ردد حفيده في ثناءٍ:
-سبحان الله!
تهدل كتفا سلطان، وعاد الحزن ليغطي معظم تقاسيم وجهه وهو ينطق بألمٍ شبه محسوس في نبرته:.

-بعد ما راحت مابقاش للحاجة طعم من غيرها، وكتير بيوحشني الكلام معاها، بس بأصبر نفسي وأقول ما أنا شوية وهروحلها.
أحس تميم بغصة تضرب حلقه تأثرًا به، خنقها قائلاً:
-بعد الشر عنك يا جدي، طولة العمر ليك.
لم يبدُ سلطان مكترثًا وهو يعقب عليه:
-هو احنا هناخد زمانا وزمن غيرنا؟ كلنا رايحين يا ابني، يالا حسن الختام.
نهض تميم من جلسته، ليحتضن جده وهو يقول بنظراتٍ ترقرقت فيها عبراتٍ خائنة:.

-متقولش كده يا جدي، ده الكلام معاك بيريحني، ربنا يخليك ليا.
ربت على ظهره موجزًا معه في الكلام:
-تعيش.
تراجع تميم عنه، واستقام واقفًا، ليمسح العالق من دموعه عن أهدابه، ثم نظر إلى جده الذي عاد لهزله المرح بترديده:
-بس عروستك كانت قمر!
تلقائيًا راح يبتسم على ذكرى رؤيتها في بهائها المغري وهو يرد:
-مش كده؟ تستاهل اللي بيتعمل فيا عشانها.
سخر منه الجد في نفس الأسلوب اللطيف:
-ده إنت بتاخد كلام، غيرك أخد عُلق.

انطلقت ضحكة صادقة من قلبه، تبعها تعقيبه:
-معاك حق يا جدي.
تنهد سلطان بعمقٍ، ودعا له:
-ربنا يجمع ما بينكم قريب.
رفع كفيه للأعلى، وأخذ يقول:
-يا مسهل الحال يا رب.
ثم انحنى على رأس جده يقبله في تجليلٍ واحترام وهو يكرر شكره الممتن له، لقدرته العجيبة على إعادة شعوره بالفرحة، بعد أن تكدر لبعض الوقت، خرج من غرفته عكس ما دخل إليها، ممتلئ القلب بالسرور والرضا.

من يدٍ لأخرى أخذ البروش يتنقل في راحتيها، وكل نظراتها الحائرة عليه، فزهرة الأوركيد بهذا التصميم المماثل لمشبك رأسها ليس بمصادفة، رغم محاولاتها المضنية إقناع نفسها بالعكس؛ لكن عقلها أبى التصديق! تقلبت فيروزة على جانبها، ونظرت في إمعانٍ إلى قرطيها الجديدين الموضوعين على الكومود، رمز الطاووس حتمًا اختياره، فدومًا يهديها ما يشير إليه، شقت شفتيها ابتسامة رقيقة وهي تحاور نفسها:.

-أكيد إنت اللي قولت لمامتك عليه، ما هو في حاجات تانية غيره كان ممكن تجيبها!

امتدت يدها لتضع البروش إلى جوار الهدية الأخرى، ثم استلقت مجددًا على ظهرها، وعيناها تحملقان –على اتساعهما- في السقفية. وسدت ذراعيها خلف رأسها مستغرقة في ذكرى يومها اللطيف؛ كان مختلفًا عن السابق، فمراسم اليوم ظهر فيها البهجة، الوداعة، الأصالة، المرح، والحب، أما آنذاك فكان اللقاء جافًا، غارقًا في المظاهر المخادعة، خاليًا من الودية، ومغلفًا بالنفاق والرياء.

نفضت فيروزة الذكرى المزعجة عن رأسها، وعنفت نفسها في تأففٍ:
-المفروض أصلاً تمحي الأيام دي من دماغك.

سرعان ما لاح في مخيلتها وجه تميم وهو يدعي عبوسه حين هددته بأبيه، عفويًا انفلتت منها ضحكة شبه عالية، ما لبث أن وضعت يديها على فمها لتكتمها؛ لكن ظلت عيناها تضحكان في سرورٍ كبير. لن تنكر أنه بذل الكثير من أجل الحصول على موافقتها اليوم، رأت في نظراته الخاطفة إليها ذلك الدفء الذي له طريقته في جذبها، وإجبارها على تصديقه، وعندما تجرأ ليطلب تعجيل عقد القران، قرأت الخوف في عينيه إن أبدت رفضها، بداخلها أرادت المماطلة؛ لكن حينئذ انتابتها رهبة قوية، لم تستطع المجازفة، بل لم تقدر عليها من الأساس، لهذا انطلق لسانها يعبر عن قبولها قبل أن تتهور لمجرد مناطحته الند بالند.

خاصم النوم جفنيها ما تبقى من الليل، والسبب ببساطةٍ لأنه استحوذ على تفكيرها، وكانت سعيدة بهذا، وللغرابة تمنت أن تمضي ساعاته البطيئة لتلتقيه في النهار! بررت فيروزة لنفسها الأمر، وهي تسحب الغطاء عليها:
-مش أنا بقيت خطيبته، يبقى من حقي أشوفه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة