قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والأربعون والأخير

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والأربعون والأخير

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والأربعون والأخير

استيقظ قصي من نومته ليجد الفراش خالي بجانبه، خرجت يارا بعد لحظات من الحمام لتجده مستيقظا...
قالت بهدوء:
صباح الخير...
اجابها بنفس الهدوء:
صباح النور...
تقدمت منه بخطوات مرتبكه ثم جلست بجانبه وهي تتنهد بصمت...
هل تريدين قول شيء ما...؟
قالها قصي وقد شعر برغبتها للحديث بأمر ما فهزت رأسه قائلة:
نعم...
اخذت نفسا عميقا وأكملت:
هل سيظل الوضع بينك وبين والدتك على هذا النحو...

هي من طلبت منك ان تتحدثي بهذا الموضوع...
نفت يارا بسرعه:
إطلاقا، هي تخاف ان تتحدث معي باي شيء لانها تعرف انك لن تقبل بهذا...
زفر انفاسه حنقا فاقتربت منه ومسكته من ذراعه قائله:
اسمعني يا قصي والدتك قد تكون خطأنا حينما تركتك، لكنك يجب ان تعطيها فرصه، لا شيء في هذه الحياة يستحق ان تقسو عليها بهذا الشكل، انهاوالدتك ولا تستحق منك هذا...
وما المطلوب انا...!

قالها بنبرة شبه عصبية وهو ينهض من مكانه فقالت له بجديه:
أعطها فرصه وسامحها...
بهذه السهوله...!
الامر لا يحتاج كل هذا الرفض، والدتك تعذبت كثيرا، يكفي انها ابتعدت عنك وحرمت منك طوال تلك السنين، لا تقسو انت عليها ايضا...

لم يقتنع قصي بما قالته بالرغم من انه حاول ذلك، زمت يارا شفتيها وهي تشعر بان حديثها قد لاقَ استجابه خفيفه منه، فهو على الأقل لم ينهرها كما فعل من قبل، اقترب قصي من النافذه ثم قال بسرعه وهو يتطلع الى الخارج:
لقد جاء رامي، يجب ان استقبله حالا...
ثم خرج بسرعه من الغرفه متجها اليه ويارا تتبعه...

كان الجميع جالسين يتناولون فطورهم حينما رن جرس الباب، نهض سيف من مكانه بسرعه بتوعد وقد عرف ان رامي هو من جاء، فتح الباب ليظهر ادهم وبجانبه رامي والذي أنصدم بشده عندما وجد سيف امامه فهو لم يعرف بعد بما حدث، ما ان رأه سيف حتى اقترب منه ولكمه بقوه، وفِي تلك الأثناء هبط قصي وهو يقول صارخا:
اتركه وإياك ان تقترب منه...

نهض الجميع على اثر صرخة معتز وانصدمت بشده وتحديدا ليان التي تراجعت الى الخلف لا إراديا...
مسح رامي الدماء التي خرجت من انفه بأنامله وهو يقول:
ماذا يحدث هنا، ..؟ ومالذي جلب هذا الى هنا...؟
هل جننت يا سيف، ماهذه التصرفات الهمجيه...
قالها ادهم بضجر ليهتف سيف به:
انه يستحق هذا، هل نسيت ما فعله ياختي...
ثم استدار الى قصي قائلا:
مهما فعلنا الا اننا لن تصل حقارتنا لاستغلال النساء في لعبتنا...

انظروا من يتحدث، الست انت من دبرت حادثة هايدي الصاوي، من السبب الرئيسي في المصيبه التي نحن بها الان، اليس انت...؟
قالها قصي بعصبيه فابتسم سيف بسخريه وهو يقول:
ومن الذي قتل نرمين خطيبة الضابط إيهاب الجمال، الست انت...؟
شهقت يارا بقوه مما سمعته بينما تطلع اليه قصي بتوعد، تحدثت يارا بعدم تصديق:
انت، انت من قتل نرمين يا قصي...
يارا اسمعيني...
اللعنه عليك، اللعنه...

قالتها وذهبت راكضه الى غرفتها تتبعها لميس محاولة تهدئتها...
هل ارتحتم الان، هل بردا قلبيكما بما فعلتهما...؟
لم يتلقَ جواب سوى الصمت من كليهما فطلب منهما الذهاب معه الى المكتب...
دلف الثلاثه الى المكتب ليقول ادهم بجديه:
لقد رتبنا كل شيء، سوف يشتري احد تجار السلاح الكبار في الخارج املاككما مقابل شحنة من السلاح...
تطلع قصي وسيف الى بعضيهما بعدم تصديق ثم تحدث سيف قائلا:.

ماذا يعني مقابل شحنة من السلاح، وماذا سنفعل بها...؟
دعمي اكمل ما بدأته، هناك تاجر كبير هنا، سوف يشتر هذا السلاح باكمله مقابل مبلغ من الاموال، يعني أنتم سوف تستلمون السلاح وتذهبون به الى التاجر هذا فيعطيكم بدلا منه اموالا...
لكن هذه العمليه خطيره...
قالها قصي بدوره ليقول ادهم بجديه:
لا يوجد لدينا حل اخر يا قصي، اما ان تسافر الان دون ان تبيعا املاككما او تقومان بهذه العمليه...

كان يركض خلفها وهو يقول بصياح:
ليان انتظري قليلا من فضلك...
ظل يركض بسرعه حتى وصل اليها قابضا على ذراعها...
ماذا تريد مني...؟
قالتها وعي تحاول ابعاد يده عن ذراعها...
اريد الحديث معكِ...
لا يوجد حديث بيننا يا رامي، طلقني، هذا كل ما اريده منك...
لن اطلقك يا ليان، لن افعلها طالما حييت...
كان اصراره مفاجئا لها فسألته بحيرة...
لماذا، لماذا لا تريد ان تطلقني...؟
صمت لوهله ثم قال:
لأني احبك، احبك يا ليان...

انصدمت بشده من اعترافه، اخر ما توقعته ان يقول شيء كهذا...
هزت رأسها بعدم تصديق وهي تقول دموع:
كاذب...
كلا انا لا اكذب، اقسم لك انني احبك، لو كنت تحبّني ما كنت لتفعل بي هذا، ما كنت لتؤذيني بهذا الشكل...
اعترف باني آذيتك كثيرا، وأخطأت بحقك كثيرا، لكنني بالفعل احبك، كنت احبك منذ اول لحظه رأيتك بها، لكن الانتقام اعماني وجعلني لا افكر سوى باذيتك، انا أسف، سامحيني...

لا استطيع يا رامي، قد يكون كلامك صحيحا، لكنني لا استطيع ان أسامحك، ما فعلته بي من الصعب ان أنساه بسهوله، من الصعب جدا...
قالت كلماتها الاخيره وابتعدت عنه تاركه اياها يتابعها بندم وحسره...

بعد مرور شهرين
دلفت الى داخل الغرفة دون ان تطرق الباب، وجدته واقفا امام المرأة يعدل من هندامه ويرش عطره، اقتربت منه بخطوات مرتبكه، توقفت في منتصف الغرفه حينما شعرت به يستدار ناحيتها...
تأملها مليا بنظرات هادئة فلاحظ على الفور دموعها التي تحاول ان تخفيها، اقترب منها بهدوء ثم لمس وجنتها بكف يده فانسابت دموعها على الفور من مقلتيها...
رغد...

قالها بهدوء جعلها تدخل في نوبة بكاء عنيفه، ربت على كتفها بحنان ثم ضمها الى صدره وهو يقول:
اهدئي ارجوك...
ابتعدت عنه بعد لحظات وهي تقول من بين دموعها:
انا خائفة للغايه، لا اريد ان اخسرك، ارجوك...

ابتسم بضعف تراه لاول مره، عليه الا يشهرها بالقلق ناحيته، عليه ان يطمئنها، لكن كيف يفعل هذا، كيف وهو يشعر بالقلق ناحية نفسه وماهو قادم، اليوم هو يوم النهاية، نهاية طريقه سلكه بارادته، طريق لا يعرف ماذا ستكون نهايته، وهل يكتب له بداية جديده، ليكون يوم بداية ونهاية له...
تنهد بصمت وهو يقول بجديه:
اريدك ان تكوني قويه يا رغد، لا اريد ان ارى بكائك...

اذا حدث شيء لك لن أسامح نفسي ابدا، انا السبب في كل هذا، لولاي ما كان ليحدث كل هذا، سامحني ارجوك...
سامحتك رغد، سامحتك منذ وقت طويل...
أردف بعدها بجديه:
اريدك ان تكوني قويه، وتأخذي بالك من طفلنا، هل سمعتِ...
لا تتصرف هكذا وكأنك لن تعود ابدا، لا تفعل بي هذا ارجوك...

كانت تتحدث بدموع وهي تهز رأسها بيأس فمسح دموعها بأنامله ثم ما لبث ان قبل شفتيها برقه بالغه معبرا عن شوقه وحاجته اليها، استجابت له على الفور بلهفه شديده فهي كانت مشتاقه له وكثيرا...
ابتعدا بعد لحظات عن بعضهما ليقول:
هيا يجب ان نخرج، لقد تأخرنا...

كانت جالسه على السرير تتابعه وهو يردني ملابسه برتابه شديده، نهضت من مكانها ما ان اكمل ارتداء ملابسه، تقدمت اتجاهه فتأملها بعينيه وكأنه يراها لاخر مره، كان يتأمل بطنها المنتفخة للغايه وعينيها الذابلتين بشوق شديد، اقترب منها هو الاخر، لمس وجنتها بكف يده وقال بجديه:
لا اعرف اذا كنت سأعود سالما ام لا، ما اريده منك هو ان تسامحينني وتغفرين لي ما فعلته بك، وان تربي ابننا بشكل جيد، اوعديني يا يارا...

اخفضت بصرها نحو الارض وهي بالكاد تحاول اخفاء دموعها، أعتصرت قبضتي يدها بقوه وهي تقول:
انا تربيت طوال حياتي بدون اب، لا اريد لابني ان يعيش هكذا هو الاخر، انتبه لنفسك ارجوك، ابنك يستحق ان تعود من اجله سالما...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ، خرج من الغرفة دون ان ينبس بكلمة واحده متجها الى خارج الفيلا...

في الخارج كان الجميع واقفا لتوديعهم يشعرون بالقلق والخوف الشديد...
تقدم قصي ناحية لميس التي كانت تبكي طوال الوقت...
تنفس بعمق ثم قال بجديه:
سامحيني لأني قسوت عليك طوال الفتره السابقه، انت امي بكل الاحوال، وانا لم اكرهك ابدا، قسوتي نابعه بسبب حرماني منك طوال السنين السابقه، عاقبتك بذنب ليس ذنبك، حملتك اخطاء والدي، انا أسف...

ضمته لميس الى أحضانها بقوه وهي تنتحب ببكاء شديد، بادلها احتضانها وكانت هذه المره الاولى التي يحتضنها بها منذ وقت طويل...
ابتعد عنها بعد لحظات واتجه ناحية رغد، تحدث قائلا
لم تأت لنا الفرصه لنتحدث سويا من قبل، كنت اتمنى لو التقينا بظروف افضل من هذه...
تحدثت رغد من بين دموعها:.

لطالما تمنيت اخا يحبني ويحميني، انت اخي يا قصي، مهما حدث بينك وبين امي فانا لا علاقة لي بهذا، انت اخي وسوف تظل هكذا وانت ايضا يجب ان تتقبلني كأخت لك...
اقترب منها وقبلها من جبينها ثم ضمها بقوه اليه...
اتجه بعدها الى رامي الواجم وضربه على كتفه قائلا بمزاح:
لما انت واجم هكذا، اضحك قليلا يا رجل...
اريد الذهاب معك قصي ارجوك...
مستحيل، انا وسيف سنذهب لوحدنا وهذا الامر منتهي بالنسبه لنا...

أشاح رامي وجهه بانزعاج ليربت قصي على كتفه وهو يقول:
انتبه على ابني يا رامي، يارا وابني امانه لديك...
ابتسم رامي بحزن وهو يقول:
لا تقل هذا يا قصي، ستعود باذن الله وتأخذ بالك منه
...
ان شاءالله...
اما سيف فقد ودع كلا من ليان ولبنى ثم اقترب من معتز وقال:
اراك بخير يا صاح...
كنت اتمنى لو أكون معك يا سيف...
قاطعه سيف بسرعه:
وجودك هنا افضل يا معتز، لا داعي لان اوصيك بان تأخذ بالك من رغد واخواتي ودارين وابني...

قاطعه معتز بعصبيه:
لا تتحدث وكأنك لن تعد إلينا...
لا احد يعرف ماذا يخبئ له القدر، لا احد يعرف يا معتز...
اقترب بعدها من دارين وقال لها:
سامحيني دارين، قد أذهب ولا اعود...
ابتسمت دارين بضعف وقالت:
سامحتك يا سيف، سامحتك...
ابتسم براحه ثم اقترب من رغد وقبلها من جبينها وودعها دون ان ينطق بكلمه واحده...
اما قصي فقد اقترب من يارا وضمها بقوه، هم بالابتعاد عنها الا انها قبضت على كف يدها واقتربت منه هامسه...

احبك، حاولت ان امنع نفسي من هذا، الا انني احببتك في نهاية المطاف...
ابتسم بسعاده بالغه وقد نال اعترافها اخيرا، ذهب بعدها الاثنين متجهين الى خارج القريه لإكمال مهمتهما..

ساعات مرت قد أنهوا من خلالها اغلب المهمه، تم استلام شحنة السلاح من رجال التاجر الذي اشترى املاكهم، ثم اتجهوا بها الى رجال التاجر الاخر الذي اشتراها منهم، اخذ رجال التاجر شحنات الاسلحه منهم ثم اخبريهم بان اموالهم جاهزه وموجوده على مركب موجود في البحر واعطوهم العنوان، ذهب كلا من سيف وقصي الى هناك وهما مستعدان لان يأخذا اموالهم ويعودان الى القريه...

في هذه الأثناء كان كلا من رائد وإيهاب ينتظرانهما في ذلك المكان بعد ان جائتهم اخباريه من مصدر مجهول بموعد عمليتهما ومكانهما، كان ينتظرانهما بترقب، مستعدين للقبض عليهما...
كان ادهم هو الاخر جالسا على مكتبه يشعر بتوتر بالغ، رن هاتفه فجأة ليحمله ويأتيه صوت ويليام والذي قال بسرعه:
هناك مشكله كبيره، لقد علمنا ان التاجر الذي اشترى شحنات السلاح هو رشاد الصاوي...
ماذا! ماذا تقول انت...؟

صرخ ادهم بعدم تصديق ثم أردف بعصبيه:
كيف يحدث شيء كهذا وأين كُنتُم أنتم...؟
لقد استطاع التخطيط لكل شيء بسريه تامه ونحن لم ننتبه له...
اغلق ادهم هاتفه بوجهه ثم خرج بسرعه متجها اليهم محاولا اللحاق بهم...
هبط قصي وسيف من سيارتهما ثم اتجها الى المركب، دلفا الى الداخل تحت انظار إيهاب ورائد اللذان قررا ان ينتظراهما حتى يخرجان والاموال معهما ليقبضا عليهما متلبسين...

دلف قصي وسيف الى داخل المركب وبدئا يبحثان عن الاموال، لم يجدا اي شيء فاستغربا بشده، فجأة انغلق باب المركب عليهما، تطلعا الى بعضهما البعض بعدم تصديق، اقتربا من الباب وحاولا فتحها لكن دون فائده، تطلعوا من النافذه الخارجيه ليجدوا رجلا ملثما يرمي بقنبلة موقوته داخل المركب ويرمي بنفسه في الماء...

تطلعا الى بعضهما البعض وكلاهما يحمل بعينيه نظره ساخره، فهاهي النهاية قد أتت لا محاله، ويالها من نهاية بشعه لكليهما، وقفا الاثنان بجمود في مكانهما ينتظران ان تنفجر القنبلة بهما...
اما في الخارج هبط كلا من إيهاب ورائد وظلا يتطلعان الى المركب بتعجب شديد، ظلا واقفان حوالي ربع ساعه ثم قررا اقتحام المكان، ما ان تحركوا خطوه حتى انفجر المركب بالكامل تحت أنظارهم الغير مصدقه لما تراه...

الخاتمه
بعد مرور سبع سنوات
في فيلا واسعه وراقيه للغايه كان واقفا يتابع عمل الموظفين وهم يجهزون الطعام وينقلونه الى الحديقه...
كان يتأكد من ترتيب كل شيء على اكمل وجه...
هبطت رغد درجات السلم وهي ترتدي فستان اسود طويل وقد رفعت شعرها بالكامل الى الاعلى، تقدمت من دارين الجالسه في صالة الجلوس وبجانبها لبنى يتحدثان في مواضيع مختلفه وسألتهم بجديه:
اين سيف...؟
الصغير ام الكبير...؟

قالتها لبنى ممازحه لتضحك رغد بخفه بينما اجابتها دارين بجديه:
في الخارج، يتابع الموظفين...
يا الهي انه لا يمل من التدقيق في جميع الأمور...
قالتها رغد بملل لتؤكد دارين:
الا تعرفينه، اخبرته ان كل شيء جاهز ومرتب لكنه مصر ان يتابع كل شيء بنفسه...
تقدمت رغد الى حديقه لتجد سيف واقفا يتابعهم، احتضنته من الخلف وهي تقول بحب:
حبيبي ماذا تفعل...؟
رفع سيف احد حاجبيه وهو يقول بنبرة ساخره:
الا تعرفين ماذا افعل...؟

ادارته ناحيتها لتقابل وجهه وتقول بحب:
اشتقت اليك...
انا معك طوال الوقت...
ومع هذا اشتاق لك...
قالتها وهي تعدل من رباطه ثم تمتمت بإعجاب:
تبدو أنيقا للغايه...
طوال عمري وانا انيق...
ضربته على كتفه بخفه وهي تقول:
مغرور...
دلفا الأثنان الى الداخل ليقول سيف موجها حديثه الى دارين:
اين سيف يا دارين...؟
اجابته بهدوء:
انه يرتدي بذلته، رفض ان أساعده في اي شيء...
لقد بات كبيرا ويعتمد على نفسه...

قالتها رغد بجديه لتقول دارين:
معك حق...
وأين سيلا و مايا يا رغد...؟
تركتهما في الاعلى يلعبان سويا بعد ان ارتديا فساتينهما...
ما ان اكملت رغد كلامها حتى هبط سيف الصغير ويتبعه أخواته سيلا و مايا...
اقترب سيف من أباه والذي ضمه بقوه وهو يقول:
اليوم عيد ميلادك، لقد أتممت العاشره يا بطل...
ابتسم سيف وهو يقول:
هل هديتي جاهزة...؟
بالتأكيد...

قالها سيف ثم اقتربت منه سيلا التي تبلغ من العمر سبع سنوات فقبلها من وجنتيها ثم تبعتها مايا والتي لم يتجاوز عمرها العامين فحملها وقبلها من وجنتيها...
نهضت دارين من مكانها وهي تقول بسعاده:
سوف أذهب وارى ان انتهى الطباخون من تجهيز الكعكه...
خذيني معك...

قالتها رغد وهي تتجه مع دارين، استطاعت رغد خلال السنوات السابقه ان تكون صداقه قويه مع دارين غدارين بطبعها الطيب استطاعت ان تُمحي اي مجال للغيره من جهة رغد خصوصا عندما تأكدت رغد من ان دارين لم تعد تفكر في سيف نهائيا وان كل ما يهمها ابنها فقط فباتت تحبها كثيرا واعتادت عليها وحتى حينما يهتم سيف بها او يحدثها فإنها لا تغار منهما بتاتا، اما دارين فقد بنت حياتها من جديد فعندما سافروا الى فرنسا وافقت دارين على العيش مع سيف ورغد ولبنى حتى لا تحرم ابنها من أباه، كان كل ما يهمها ان تظل بجانب ابنها الوحيد، استطاعت خلال السنوات ان تعتني بابنها جيدا كما انها درست الماجستير في مجال الصيدله واستطاعت ان تفتح صيدلية خاصه بها حتى علاقتها بسيف باتت جيده فسيف بات يعتبرها في مقام اخته لبنى بل انه يستشيرها في العديد من الأمور ويطلب مساعدتها فهو يعرف مدى رجاحة عقلها وهدوئها اما رغد فقد احبتها دارين كثيرا خصوصا عندما رأت كم هي شخصيه مشاغبه ولطيفه...

في فيلا اخرى تقع الى جانب الفيلا التي يمكث بها سيف كان واقفا يعدل من رباط بذلته الرمادية، ما ان تأكد من تعديل هندامه حتى وضع القليل من عطره، كانت هي وافقه تتابعه بحنق شديد، واضعه ذراعيها حول خصرها، وتزم شفتيها بعبوس شديد...
التفت نحوها وهو يرتدي سترته ثم اقترب منها وهو يقول بجديه:
ما بك...؟ لما انت واجمه هكذا...؟
ابنك...
ما به...؟

هذه ليست بطريقة يا قصي، انا لا استطيع السيطرة عليه نهائيا، يجب ان يسمع كلامي ويخاف مني، انه لا يضع حساب لأي منا...
حبيبتي لا داعي لتضخيم المواضيع من فضلك...
انا لا أضخم المواضيع، انا أتصرف بما هو صحيح...
قاطعها بملل:
افعلي ما تشائين يارا، انا مللت من هذه المواضيع، كل يوم مشكله جديده بسبب جواد...
قال كلماته الاخيره وخرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس ليجد والدته جالسه هناك فاقترب منها سائلا اياها:.

هل انت جاهزه اني للذهاب الى هناك...؟
اجابته:
نعم جاهزه، انتظركم اصلا...
صاح على يارا والأولاد ليهبط جواد وقد ارتدى قميصه البني ونفذ ما يريد، تتبعاه كلا من اختيه التوأم سهر وسمر ذاتا الأربعة أعوام، ترتديان فساتين زهريه قصيره...
هبطت يارا بعدهما فذهب الجميع متجهين الى فيلا سيف من اجل حظور العيد ميلاد...

اكملت نورا ارتداء ملابسها ثم خرجت من غرفتها تبحث عن معتز، ذهبت باتجاه غرفة ابنتها الصغيره لتجده هناك كما توقعت، كان يلاعبها كما اعتاد ان يفعل...

وقفت تتابعه من بعيد وهو يلاعبها، كان معتز يدلل ابنته الصغيره بشكل مبالغ فيه، ابنته التي أنجبتها بعد اربع أعوام من زواجهما، لقد عاش معتز هواجس كثيره بسبب عدم حملها لثلاثة أعوام ظنا منه انه عقاب على ما فعله بالماضي، وحتى بعد انجابه لزينه ظل يعاني من هذه الهواجس...
اقتربت منه وهي تقول بابتسامه دافئة:
انا جاهزه...
نهض من مكانه بعد ان حمل ابنته وتقدم امامها قائلا:
هيا بنا اذا لنذهب، فقد تاأخرنا كثيرا...

اقترب منها قائلا بجديه:
هيا تمارا لنذهب...
زمت شفتيها بضجر وهي تقول:
هل من الضروري ان اذهب معك الى هناك...
ماذا تقولين تمارا...؟ بالتأكيد يجب ان تأتي، لن أكرر نفس الحديث في كل مره نقرر بها الاجتماع مع اخي وعائلته...
انت تعرف انني لا اتفق مع اخيك وزوجته نهائيا...
رفع حازم عينيه الى السماء بنفاذ صبر ثم تحدث بجديه قائلا:.

طلبت منك للمره آلاف ان تنسي الماضي، لقد حدث ما حدث وانتهينا، انسي الماضي يا تمارا، سيف اخي وعم أبني، علاقتي به قويه وسوف تظل قويه...
زفرت انفاسها حنقا ثم نهضت من مكانها وهي تقول:
اين كرم...؟
في الداخل...
ثم صاح مناديا عليه ليأتي كرم ذو السبعة أعوام، ذهبت تمارا على مضغ مع حازم وكرم...

كان الجميع مجتمعين في مكان واحد يتحدثون في شتى الأمور...
مندمجين سويا في أحاديثهم...
تحدث سيف موجها حديثه الى قصي:
من كان يصدق اننا سنجلس هكذا في يوم من الايام نحتفل بعيدميلاد ابني سويا...
معك حق، السنوات مرت بسرعة البرق وتغيرت فيها أمور كثيره...

عاد قصي بذاكرته الى الخلف وهو يتذكر كيف حاول رشاد الصاوي الايقاع بهم، ذكريات كثيره تدفقت الى عقله، مجيء ادهم الى المركب بمركب اخر جهزه على الفور وانقاذه لهم، ادهم الذي مهما فعلوا لن يوفوا أفضاله في حقهم، لقد أنقذهم من الموت الحتمي...
آفاق من ذكرياته على صوت سيف الصغير وهو يقترب منه قائلا بجديه:
خالي قصي، ابعد جواد عن مايا انه يحملها ويرفض ان يقترب اي احد منها...

قال كلماته تلك وهو يشير الى جواد الذي وقف في منتصف الصاله يحمل مايا بين يديه وهو يردد بنبرة حازمه:
لا احد يتدخل في مايا، انها لي وانا لن اسمح لأحد ان يلمسها او يقترب منها...
انها اختي يا هذا...
قالها سيف الصغير بإصرار بينما نهض سيف الاب وهو يقول بحزم مصطنع:
اترك ابنتي يا جواد...
كلا لن اتركها، سوف اخذها معي الى المنزل...
اندهش الجميع مما قاله بينما قالت رغد بحزن مصطنع:
لا احد سوف يأخذ ابنتي مني...

بلى انا سوف أتزوجها يا عمتي...
شهق الجميع بصدمه بينما قهقه سيف عاليا وهو يقول بمزاح:
هذا ما كان ينقصني ان أزوج ابنتي لابنة قصي العمري...
تطلع قصي بصدمه الى ابنه من حديثه هذا واصراره على الصغيره، هو متعلق بها للغايه ويلاعبها طوال الوقت، المشكله انه يرفض ان يقترب اي احد منها او يلمسها، انه لا يتصرف حتى مع أخواته هكذا...

في هذ الأثناء رن هاتف رغد برساله ففتحه على الفور لتجده مجموعة صور ارسلتها كريستين من شهر عسلها مع اسد، اسد اللذي عاد اليهم بعد ثلاثة سنوات من اختفائه، ليكتشفوا انه تاب خلال السنوات تلك بعد هروبه من الشرطه، وقرر ان يغير من نفسه، ساعده ادهم في السفر الى فرنسا وهناك التقى بكريستين اللتي أحبته منذ اول مره رأته بها وبالرغم من رفضه لها الا انها كانت مصره عليه لتناله اخيرا بعد أربعة أعوام من المحاولات المستمرة لايقاعه...

رن جرس الباب ففتحته الخادمه ليدلف كلا من رامي وليان الى الداخل...
لقد تأخرتما كثيرا...
قالها سيف بنبرة معاتبه ليجيبه رامي بأسف:
نعتذر منكم كثيرا كان لدينا موعد مع الطبيبه...
ولد ام بنت...
قالتها رغد بحماس لتجيبها ليان بسعاده:
بنت...
رائع، ماذا ستسميانها...؟
هز رامي رأسه بتفكير وفعلت ليان المثل حينما تحدث سيف الصغير قائلا بسرعه:
هانيا...
هانيا...!
قالها رامي بتعجب ليردف سيف:
نعم انه اسم صديقتي في المدرسه...

هانيا رائع، أحببته...
قالتها ليان بابتسامه ليقول رامي:
كما تريدين لنسميها هانيا اذا...
ابتسم سيف الصغير بسعاده وهو يتذكر زميلته بالدراسه هانيا التي تعجبه بشده ولكنها ترفض النظر اليه او التحدث معه...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة