قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

هل هذه مزحة يا رغد...
نطقت تمارا بتلك الكلمات وهي ما زالت غير مستوعبة لما قالته رغد منذ قليل...
اجابتها رغد بجديه انا لا امزح تمارا، سيف الدين النصار كان في مكتب مديري منذ ساعة يخبرني انني سوف ابدأ العمل في مشروعه، ويجب ان اسافر معه لان المشروع سوف يتم في بلاده...
يا الهي، ما هذه الصدفه العجيبة، هتفت تمارا بعدم تصديق...
تقصدين حقيرة، انها صدفة حقيرة يا تمارا..

منذ يومين كنّا سويا نتحدث عنه وانت تحذرينني من التلاعب معه والانتقام منه، وفجأة يظهر أمامك ويريدك هكذا...
ضربت رغد الطاوله بيدها دون وعي وهي تهتف بعصبيه انا لا اعلم لما حظي سيّء هكذا، المشاكل تأتي الي وانا جالسه في مكاني، يعني سيف النصار لا يجد سوى المطعم الذي اتعشى فيه ليتناول طعامه، ولا يختار سوى الطاوله التي بجانبي، وتامر لا يجد وقت اخر ليأتي ويفتعل مشكلته معي...

كانت تتحدث بغضب شديد، جسدها يرتجف من شدة الانفعال، في نظر البعض قد يكون رد فعلها مبالغ فيه، لكنها وحدها تعلم كم المشاكل التي تنتظرها، هي الان على أبواب خسارة وظيفتها، فمديرها الغليظ لن يتهاون لحظه وحدها في طردها اذا رفضت تنفيذ اوامره، أو في الواقع هي ليست اوامره بل أوامر سيف الدين النصار، وظيفتها التي وجدتها بعد معاناة، مهندسة في شركة فخمة براتب رائع يكفي لتوفير كافة احتياجاتها ومصاريفها، خصوصا ان حالتهم الماديه متوسطه فكان الراتب هذا خير مساعد لهم، كيف ستضحي بوظيفتها وراتبها، لقد كان حظها جيدا عندما وجدت وظيفه لم تحلم بها يوما كهذه، والآن هي سوف تخسرها لمجرد ان ذلك النذل وضعها في رأسه...

وفي حالة نفذت أوامر مديرها وذهبت معه، سوف تصبح حينها في قبضته وتحت رحمته، وبما انه بلا رحمه من الأساس فهذا يعني ان خلاصها منه مستحيل، وانه لن يتركهها حتى يحقق جميع غاياته فيها، والله وحده يعلم طبيعة هذه الغايات التي بالتأكيد لن تخلو من الدناءة والاستغلال...

ماذا ستفعلين معه، سألتها تمارا بتوجس، وهناك شعور غريب تولد في داخلها، شعور خائف من جوابها، رغم شبه تأكدها منه، الا انه في داخلها كان هناك أمنيه غريبه، قد تكون أنانيه فيها، لكنها تمنتها في داخلها، وهي تجد نفسها تتطلع بان توافق رغد على هذا العرض، بالرغم من انانية ما تتمناه...

سؤال تمارا اخرجها من افكارها المرهقة، التزمت الصمت لفترة طويله وهي تفكر في الإجابة المناسبه، قرارها النهائي يجب ان تتخذه حالا، فأمامها يوم واحد فقط لتسافر معه، اخيراً اهتدت الى قرارها الأخير، لن تسافر معه وليحدث ما يحدث، خسارة وظيفتها أفضل بكثير من الذهاب الى مصير مجهول، مصير يحدده رجل مثله يمتلك من الكثير من القوة والنفوذ، ومهما كانت هي جريئة وقوية فلن تصل الى سيطرته ونفوذه...

لن اسافر معه، سوف اخبر السيد كريستيان بهذا صباح الغد، اجابتها رغد بحسم...
وماذا عن وظيفتك، سوف تخسرينها بالتأكيد...
خسارة وظيفتي اهون بكثير من الوقوع في يد مجرم مثله، ابتلعت تمارا كلماتها بعد جملة رغد الاخيرة فيبدو انها اتخذت قرارها بشكل نهائي ومصره عليه وبهذه ألطريقه هي لا تملك اَي فرصه للتحدث معها ومحاولة تغيير رأيها خصوصا انها تملك كل الحق فيما قالته فهو مجرم وكانت هي نفسها اول من وصفته بهذا...

تقدمت تمارا من والدتها التي كانت جالسة تتابع احد الأفلام العربية المذاعة على التلفاز...
ابتسمت هناء تلقائيا عندما رأتها وهي تقول لم تتأخرِ كثيرا يا تمارا...

تمارا وهي تأخذ قطعة شيكولاتة موجودة على الطاوله تحدثنا قليلا، رغد كان لديها اعمال مهمه، لهذا لم نتأخر كثيرا هذه المره، تناولت قطعة الشيكولاته بنهم بينما عيون والدتها تتابعها بفرحة و اشتياق، لقد تغيرت تمارا اخيراً، بدأت تعود الى طبيعتها القديمه، فهاهي تجلس أمامها بحيوية فقدتها في السنين الماضيه، تتحدث معها بكل أريحية، عيونها التي بكت لسنين طويله بدأت تعود الى بريقها السابق، تمارا بدأت تستيقظ من سباتها ويبدو انها تحاول ترميم نفسها من جديد، لقد اشتاقت الى ابنتها وبشده، اشتاقت الى ابتسامتها المضيئة ومرحها اللطيف، الى الفوضى التي كانت تسببها لهم في كل حركة أو تصرف يصدر منها...

منذ ان عرفت بموضوع اغتصابها وهي لم تسألها عن تفاصيله بالضبط، عندما عرفت بهذا الموضوع قررت ان تتركها ترتاح ليلتها لتسألها في اليوم الثاني، لكن عندما جائت اليها تمارا صباح اليوم الثاني ورأت في عينيها لمعان غريب و سعادة خفيفه ادركت حينها انه ليس الوقت المناسب بتاتا، ومنذ ذلك اليوم والى الان لم تسألها، تخاف ان تسألها عنه لتختفي تلك السعادة البسيطه المرتسمة على ملامح وجهها الرقيق، حاجتها لرؤية ابنتها مرتاحة منبسطة الاسارير طغت على رغبتها في اكتشاف ما هو مخبئ عنها، بالرغم من معرفتها ان هذا خطأ جسيم، فهي واجبها كأم ان تقف بجانب طفلتها وتساعدها في تخطي تلك المحنه، و تجاوز تلك المحنه لا يكمن في تجاهلها وإنما في مواجهتها ومعالجتها بشكل عاجل...

تحدثت تمارا اخيراً بصوت هادئ وهي تقول ماما، اريد الحديث معك قليلا...
هناء بعصبية غير مقصوده موضوع السفر لوحدك انسيه تماما، الموضوع منتهي بالنسبة لي...

نهضت تمارا من مكانها وهي تتجه اليها وشفتيها تعلوها ابتسامه خفيفه، جلست بجانب والدتها محيطة إياها بذراعيها وهي تقول بحنان اعرف انك تخافين علي، هذا من حقك كأم وانا لا ألومك، لكن ارجوك راعي وضعي قليلا، انا احتاج ان اسافر، ابدأ من جديد، ابني نفسي من جديد، اريد ان أكون قويه واتجاوز جميع ما مررت به، لكن لوحدي، لا اريد مساعدة من اَي شخص، ارغب في ان اساعد نفسي بنفسي، امنحيني هذه الفرصة ارجوك...

تطلعت اليها هناء بنظرات حائرة، لا تعرف ماذا تفعل، تمارا معها كل الحق فيما قالته، هي بحاجة الى بداية جديده، في مكان جديد، والأفضل ان تبدأ بمفردها، لقد نشأت تمارا وسط رعاية مبالغ فيها من والديها، وهذا أفقدها أشياء كثيره، صحيح هي لم تكن ضعيفة الشخصية ابدا، الا انها تهاب المواجهه بمفردها، وهذا ابشع ما يكون، فأسوء شيء ان يتمسك الفرد باخر ليواجه به عالمه الموحش و مشاكله الدائمة، حينها تصبح حياته مرهونة لدى الشخص الاخر، وإذا فقد هذا الشخص يوما ما حينها يصبح كمثل من وقع في فجوة عميقه لا يوجد له منها مخرج ولا مهرب...

وهذا ما حدث مع تمارا بالضبط، فهي اعتمدت على والدها في كل شيء، كانت ترى فيه منقذها الدائم وحاميها...
لم تضع في حساباتها ان تفقده في يوم ما وتغدو وحيده بلا سند لها، لتسقط في تلك الفجوه التي ابتلعتها لسنين طويله، سنين كانت تبحث فيها عن مهرب لها، هل ستحرمها منه بعد ان وجدته، تقيدها بأسوار الضعف والتخاذل من جديد...

رأت تمارا بوضوح التردد الواضح على والدتها، ترددها شيء مبشر بالخير، فيبدو ان والدتها باتت تفكر في حديثها جديا، قررت حينها ان تطرق الحديد وهو ساخن كما يقولون فقالت ماما، اعلم مما انت خائفة، لكن اقولها لك بجديه اطمئني، انا لا انوي الانتحار ابدا، طوال العامين السابقين لم افعلها، لماذا سوف افعلها الان اذا...

شعرت بان والدتها تتفاعل مع كلامها وتقتنع به اكثر فأكملت حديثها قائلة وإذا كنت انوي الانتحار فليس وجودك معي هو من يمنعني عن هذا، هناك طرق كثيره للانتحار، من الممكن ان ارمي نفسي من فوق الجسر وأغرق في مياه النهر، أو اقطع شراييني بالسكين، يا ماما يا عزيزتي، الانتحار لا يحتاج مني ان اذهب الى أمريكا، هو اسهل بكثير...
تعدينني يا تمارا انك سوف تنتبهين على نفسك جيدا وتعتنين بها...

تمارا بعدم تصديق انت وافقتي اذا...
عديني اولا...
أعدك يا ماما، سوف اعتني بنفسي جيدا، ليس من اجلي بل من اجلك انت...
حسنا، وانا موافقه على سفرك لوحدك هناك...
ضمت والدتها بسعادة وهي تهتف قائلة أشكرك كثيرا ماما، احبك كثيرا...
أبعدتها والدتها برفق وهي تقول بسعادة حسنا ايتها المخادعة، سوف اذهب واعد طعام العشاء، فأنت بالتأكيد جائعة...

كثيرا كثيرا، ربتت على رأسها بحنان ثم ابتعدت متجهه الى المطبخ وظلت نظرات تمارا الفرحة تتبعها حتى اختفت تماما، بالرغم من سعادتها لموافقة والدتها الا انها شعرت بنغصه قوية سيطرت عليها، فهاهي تخدع والدتها المسكينه، تخبرها انها تسافر هناك من اجل بداية جديده، بينما هي تبحث عن انتقامها هناك، توهمها بأنها لن تأذي نفسها ابدا، بينما هي ذاهبة الى طريق مليء بالأشواك التي بالتأكيد سوف تنال من أذيتها الكثير...

في صباح اليوم التالي...
تقدمت بثبات من مكتب كريستيان وهي تخبر السكرتيرة الخاصة به انها تريد مقابلته، اتصلت السكرتيرة به وأخبرته ان رغد ترغب في مقابلته لامر ضروري، فأخبرها ان تسمح لها بالدخول فورا...
دخلت الى المكتب لتجد سيف جالس على كرسي المدير وهو يقلب في احدى الملفات بينما كريستيان ينحني جواره وهو الاخر يحمل بيده ملف ويبدو إنهما يتناقشان سويا فيهما...

رفع كريستيان رأسه ما ان رأها ثم عدل من وضعيته وهو يرحب بها بهدوء قائلة اهلًا آنسة رغد، تفضلي...
اقتربت رغد من مكتبه بهدوء بينما لم يعيرها سيف اَي اهتمام ولم يرفع بصره عن الملف الذي يمكث في يده مما اغاظها بشده...
تفضل سيد كريستيان، اعطته ورقة بيضاء مغلقه ليأخذها منها ويفتحها فورا قارئا ما فيها، تجهم وجهه قليلا وهو يهتف بها متعجبا ما هذا يا رغد، لماذا تقدمين استقالتك...

في هذه اللحظة كانت تنتظر منه ان يرفع رأسه نحوها، ان يوجه نظراته الحانقه لها، الا انه لم يفعل، وكأن ما قاله كريستيان لا يعني له شيء بتاتا...
انا لا أستطيع ان اسافر من اجل هذا المشروع يا سيد كريستيان، متأسفه كثيرا، وبالتأكيد انت لن تقبل برفضي هذا كوني موظفه لديك ويجب ان التزم بجميع أوامرك، لهذا انا اعتذر منك، هذه استقالتي فأنا لا أستطيع ان اعمل بهذا المشروع...

في الحقيقة يا رغد لا اعلم ماذا أقول، لكن انت تعرفين قوانين الشركة، أنتم مجبورين على العمل في المشاريع التي نحددها لكم، وفِي حال تم الرفض منكم...
قاطعته مكمله عنها حينها تسحب الوظيفه منا، لهذا فأنا اختصرت الطريق عليك وقدمت لك استقالتي...
كريستيان بأسف كما تشائين يا رغد...
ابتسمت له بخفوت ثم اتجهت الى الخارج، ما ان خرجت من المكتب حتى رفع سيف بصره عن الملف وهو يهتف قائلا كما توقعت...

ماذا ستفعل الان، سأله كريستيان بهدوء بينما نهض سيف وهو يحمل معطفه الشتوي بيده قائلا سوف تعرف ماذا سأفعل، انتظر قليلا فقط، ثم ابتعد عنه خارجا من المكتب باكمله متجها لها...

رغد...
ناداها بصوته العميق وهو يتجه نحوها مما جعلها تقف في مكانها وهي تقبض على يدها بقوة...
استدارت نحوه راسمه على شفتيها ابتسامه صفراء وهي تقول نعم سيد سيف، ماذا تريد...
لماذا رفضتي العمل معي يا رغد، تضحين بوظيفتك التي تعملين بها منذ سنوات بهذه السهولة، فقط لكي لا تعملي معي...

هذا شيء يخصني سيد سيف، لا يحق لك التدخل فيه، انا لن اسافر معك من اجل هذا المشروع، انتهى الامر بالنسبة لي، اذا كنت تظن انك وصديقك قادرين على اجباري للعمل معك من خلال هذه الوظيفه فأنتم مخطئين، لم يخلق بعد من يلوي ذراعي ويجبرني على شيء لا أريده...

غضب، غضب يعصف بكيانه كله، حديثها وتحديها له بهذه الطريقة استفزه كثيرا، غبيه بشده، تظن انها بهذه الطريقة سوف تبعده عنها، هي لا تفهم ان عنادها وجرئتها هذه من لفتت أنظاره اليها، وكلما زادت من جرعاتها تلك كلما زال هو تمسكا بها...
نظر اليها مطولا حتى تحدث اخيراً بصوت هادئ فصيح انسه رغد، ما مشكلتك معي...
ماذا تقصد، ليس لدي اَي مشكلة معك...

غير صحيح، لاحظت ارتباكك وتذمرك في كل مره تريني فيها، نظراتك الغاضبه التي تصوبينها نحوي، كلامك المسموم الذي تلقينه في وجهه، ما سبب كل هذا...
يسألها بكل وداعة عن سبب نفورها الدائم منه، يمثل دور المتسائل البري بكل لطافة، يا له من شيطان ملعون، وَيَا لها من سيئة حظ لتقع في قبضته...

رفعت حاجبها بتهكم من كلامه الأخير وتساؤله السخيف والذي يدرك سببه جيدا، تحدثت اخيراً بجديه ممزوجة بقليل من الجرأة التي لا يخلو منها حديثها ابدا لنترك قليلا تلك المجاملات المصطنعة سيد سيف، ونتحدث بصراحه، المشروع هذا ليس سوى سلم اتخذته للوصول إليّ، تريد مني ان اسافر معك لوحدي حتى تستفرد بي كما تشاء و حينها تحقق غاياتك الدنيئة...

ثم اقتربت منه اكثر وهي تهمس له بصوت كالفحيحانا لست غبيه يا هذا، انت وامثالك من الرجال أعرفهم جيدا، تظنني فريسة سهلة الاصطياد، تأخذها معك وتتلاعب بها كما تشاء، انت مخطئ يا سيدي، انا لست كآي امرأة اخرى عرفتها من قبل، اختلف عنهم تماما، لن اخضع لك وانقاد وراء سحرك الخداع كما فعل غيري، لن اصبح تسلية لك ووسيله لمتعتك كما ترغب في داخلك، تكون غبي جدا اذا ظننت انك سوف تنالني بهذه السهولة...

احب قوتك كثيرا، ثقتك بنفسك، جرأتك في الحديث، انت بالفعل لست كأي أمرأة عرفتها من قبل، ثمة شيء مميز فيك، يجذبني إليك، منذ اول مره رأيتك فيها، منذ ان وقعت عيناي على عينيك المتوهجتين وشعرك المتطاير حولك، ثورتك العارمة اتجاه صديقك المسكين وانت على وشك ان تفترسيه بأسنانك، حينها ايقنت ان لقائي بك ليس مجرد لقاء عابر ينتهي ما ان يخرج كلانا من ذلك المكان، وتأكدت بأنني لن ارتاح أو يهدأ لي بال حتى تكونين لي...

تفاجئت كثيرا من اعترافه الصريح لها، يخبرها بكل بساطه انها تعجبه ويريدها له، يلقي في وجهها كل ما يعتمل في داخله اتجاهها بكل سهوله وبلا تردد، لم تعرف بماذا تجيبه، فأمام حديثه هذا وجدت نفسها تقف عاجزه عن الرد، كأنها ليست هي الفتاة التي كانت تتحدث بكل جسارة منذ لحظات...
تحدثت اخيراً بارتباك واضح سيد سيف انا...
قاطعها بسرعة رغد، ما رأيك في الذهاب الى احد الكافيهات القريبه من هنا لنكمل حديثنا...

تطلعت اليه بتردد الا انه أردف قائلا انا لن أكلك يا رغد، فقط نتحدث قليلا، وبعدها يمكنك الذهاب...

بعد حوالي نصف ساعة كانت جالسه أمامه على احدى الطاولات في احد الكافيهات الراقية...
لا تعرف كيف وافقت بهذه السهولة وذهبت معه، هل هو فضولها الزائد لمعرفة ما ينوي قوله لها، أم إثبات له انها لا تخشاه نهائيا ولا تخاف من وجودها معه...
لا تفكري كثيرا في السبب الذي جاء بك هنا، ولا تلومي نفسك لهذا...
حدجته بنظرات متعجبه فيما اكمل هو قائلا ولا تسأليني كيف عرفت بماذا تفكرين...

هل انت ساحر أيضا، تقرأ الأفكار مثلا، سألته بتفكير مما جعله يضحك بقوه وبلا اراده منها ابتسمت بخفة لصدى ضحكاته التي اخترقت إذنها...
ضحكتك جميله...
ابتسمت بخجل نادرا ما يظهر عليها وهي تجيبه شكرا...
ارتشف قليلا من كوب قهوته ثم وضعه على الطاوله وهو يقول بهدوء الان يجب ان تخبريني، لماذا رفضتي العمل معي، تحدثي بكل صراحه يا رغد، مثلما أخبرتك انا بصراحه عما أفكر فيه نحوك...

أخبرتك قبل قليل عن أسبابي، هل تريد ان اذكرها لك من جديد...
بصراحه ما قلتيه ليس له سوى تفسير واحد...
ما هو...
انك تخافين مني...
مما سوف اخاف، سألته بتهكم لم يؤثر به بتاتا وهو يكمل حديثه قائلا من الوقوع في غرامي مثلا...

تراجعت الى الخلف تلقائيا من كلماته تلك، هاهو للمره الثانية يلقي كلماته المربكة في وجهها، وكأنه عازم على تفتيت كل مقاومة تحملها في داخلها له، وهي تجد نفسها مره اخرى عاجزه عن إيجاد جواب مناسب له...
ضغطت على شفتها السفلى بقوة وهي تحاول إيجاد الكلمات المناسبه كرد عليه، تحدثت اخيراً بصوت حاولت ان تجعله هادئا وواثقا قدر المستطاع انت مغرور، تظن ان الجميع معجب بك وواقع في غرام هواك...

توقعت جوابك هذا، عجزك عن الرد المناسب يجعلك تصوغين كلمات بلا معنى، محاولة فاشله منك لتثبتي ان كلامي خاطئ...
كلامك ليس له اَي معنى، انت تعيش في وهم كبير، تظن ان...
قاطعها قائلا رغد، اما ان تجدي رد مناسب على ما قلته أو اصمتي أفضل، لا داعي لهذه العبارات الفارغة التي لن تضفي شيئا عن حديثنا...
عباراتي ليست ف...

انت تتهربين من حديثنا، قاطعها بصوت عالي نوعا ما محاولا إسكاتها بينما ظلت هي باهته أمامه، كيف وصل الحديث بينهما الى هذه النقطه، لقد جلبها الى هنا فقط ليثبت لها انها لا شيء، وان جرئتها هذه وقناع الشجاعة الذي ارتدته في المرات القليله التي رأتها به لا تمثل شيئا مهما، فهاهو يملي عليها كلماته بينما تقف هي عاجزه عن صياغة اَي رد بسيط عليه، المشكلة لا تكمن في كلماته التي يوجهها اليه، المشكلة تكمن فيه هو بالذات، نظراته الجريئة وثقته المرعبة تجعلها بهذا الوضع المخزي أمامه، هي متأكده ان اي رجل اخر غيره حدثها بهذا الشكل لكانت وجدت الرد المناسب وبسرعة، لكن هو مختلف تماما...

في هذه اللحظة بات الهرب هو الحل الوحيد لديها، ليقل عنها جبانه، ليصفها بما يشاء، الان يجب ان تهرب من أمامه فورا قبل ان يصل الحديث بينهما الى طريق معقد لا رجوع منه...
نهضت من مكانها بسرعه وهي تحمل حقيبتها بيدها قائله له انا لست مضطره لإكمال حديث سخيف كهذا، عن إذنك...

اتجهت الى خارج المطعم ولحقها هو، قبض على ذراعها بقوه مما جعلها تنتفض رعبا من تصرفه هذا، اقترب منها اكثر حتى باتت انفاسه تلفح وجهها الأبيض الناعم مختلطه مع نسمات الهواء البارده في يوم شتوي كهذا، ارتجف جسدها بالكامل ولا تعرف ان كان سبب ارتجافها هذا البرد القارس أم اقترابه منها على هذا النحو...
تحدث اخيراً بصوت ساخر لماذا تهربين مني يا رغد...
انا لا اهرب منك، اجابته بخفوت بينما شفتيها ترتعشان بقوة...

اعترفي لنفسك على الأقل، انت تخشين مواجهتي، ذلك السحر الخداع الذي قلتي انك لن تنقادي وراءه ابدا، تخافين ان تفتني فيه، انت يا عزيزتي تهابين عشقي، تدركين جيدا انك غير قادرة على الصمود امامي ومقاومتي، فكان الهروب هو الحل الاسهل بالنسبة لك...
غير صحيح، انا لا اخشى مواجهتك كما تظن، كما انني لا انوي الوقوع في غرامك، انت بالأساس لا تعجبني...
جيد يا رغد، ماذا تنتظرين اذا، وافقي على المشروع وتعالي معي...

انا افهم جيدا ما تحاول فعله، تريد اثارة استفزازي بهذه ألطريقه حتى أوافق على المشروع...
اسلوب المراوغة ليس من طبعي، تقولين انك لا تخافينني وقادرة على مواجهتي، ماذا تنتظرين اذا، وافقي على المشروع وتعالي معي، ثلاثة أشهر فقط لا اكثر، تحدي نفسك من خلالها واثبتي انك قادرة على اكمالها دون ان تستسلمي لي، وعودي بعدها الى هنا سالمة غانمة كما ذهبتي...

نطق جملته الاخيرة تلك بتحدي واضح، ثم ابتعد عنها تاركا إياها غارقة في افكارها، وسؤال واحد مسيطر عليها، هل لديها من القوة والصمود ما يكفي لمواجهته...

كانت تمارا جالسه في احد المطاعم تنتظر قدوم رغد، طوال الليل وهي تفكر فيما سوف تقوله لها، تعرف جيدا ان رغد لن تستوعب ما تطلبه منها، واحتمال شبه أكيد انها سوف ترفضه، لكنها ستحاول، هي بحاجة كبيره الى رغد لتساعدها في انتقامها، اقترابها من حازم وحده غير كافي لتنفيذ ما تريده، كما ان حازم غير مضمون نهائيا، فمن الممكن ان لا يقع في شباكها كما تخطط، وبالتالي لن تستفيد منه، اما رغد فهي مضمونه اكثر، سيف قد وضعها في رأسه، ورغد ليست بحاجة للتقرب من سيف ولفت نظره اليها كما ستفعل هي مع حازم، فالوضع لدى رغد اسهل بكثير، قد تكون انانيه قليلا فيما سوف تطلبه لكنها بحاجة لها ورغد صديقتها بالتأكيد ستتفهم هذا الامر...

بعد لحظات قليله تقدمت رغد وملامح وجهها تعلوها الوجوم والاستياء، جلست امام تمارا بعصبيه مما جعل تمارا تسألها بتعجب ما بك رغد، تبدين غاضبه من شيء ما...
نعم غاضبه وبشده...
تمارا بتساؤل قلق هل التقيتي به مره اخرى...
نظرت رغد اليها لفترة قصيره وهي صامته حتى تحدثت اخيراً وهي تقص عليها جميع ما حدث معها...

حقير، نذل، تمتمت تمارا تلك الكلمات بحقد شديد ثم استطردت في حديثها قائلة لن يتركك يا رغد، لقد وضعك في رأسه وانتهى الامر...
مستحيل، لن اذهب معه، أخبرته بهذا، لن يستطيع ان يجبرني مهما بلغت قوته وأصراره...
توترت تمارا كثيرا من حديث رغد، اصرارها على الرفض يزيد من صعوبة ما تنوي قوله، لا تعرف كيف تبدأ بالحديث معها، وما هي الطريقة المناسبه لتوضيح الامر لها دون ان تفهمها بشكل خاطئ...

رغد، اريد الحديث معك قليلا بموضوع مهم، أريدك ان تسمعيني جيدا، ولا تتسرعي في الحكم علي...
ماذا هناك تمارا، لما كل هذه المقدمات، تحدثي فورا...
تمارا بارتباك وتلعثم انا بحاجة الى مساعدتك يا رغد...
اجابتها رغد عن الفور انا بجانبك دائما يا تمارا، بماذا تريدين ان أساعدك، تحدثي...
اريد منك ان تساعدينني في موضوع انتقامي منه...
رغد بعدم فهم أساعدك في موضوع إنتقامك، كيف؟
من خلال سفرك معه سوف تساعدينني كثيرا...

انتفضت رغد فورا وهي تهز رأسها بعدم تصديق ماذا تقولين يا تمارا، تريدين مني الاقتراب من سيف، تستغلينني بهذه الطريقة لتحقيق إنتقامك الذي ليس له معنى من الأساس...
رغد افهميني...
صرخت بها رغد بعصبيه ماذا افهم، انت كيف تطلبين مني شيء كهذا، انا صديقتك يا تمارا، الا تخافين علي منه، كنت تقولين انه شخص مجرم ونذل، كيف تطلبين مني الان ان اذهب معه...

رغد ارجوك، امنحيني فرصه لأوضح لك ما اريد على الأقل، حدثتها تمارا برجاء مما جعل رغد تهدئ من نفسها قليل وهي تقول تحدثي، أسمعك...
أخذت تمارا نفسا عميقا ثم زفرته، تحدثت بهدوء قائلة لننظر الى الموضوع باكمله بعين الواقع يا رغد، انت اعجبتي سيف كثيرا، لهذا هو لن يتركك تفلتي من يده نهائيا...

قاطعتها رغد قائلة انت مخطئة، هو لن يجبرني على شيء لا اريده، احيانا اشعر انك تبالغين يا تمارا، اليوم عندما تحدثت معه لم يهددني أو يجبرني على شيء، صحيح كان جريء في حديثه، لكن لم يصدر شيء منه يدل على نية سيئة تجاهي...
لا تنخدعي به يا رغد، انا اكثر من يعرفه، يتصرف هكذا حتى لا يجعلك تهربين منه، يسايرك قليلا لكي تأتي له بكامل إرادتك، وانا لا أقول هذا الشيء حتى توافقي على مطلبي، لكنها الحقيقة...

صمتت رغد وهي تفكر في حديثها جديا بينما اكملت تمارا حديثها قائلة انه مثل الحرباء يتلون حسب استجابة الطرف المقابل له، في البداية يتعامل معك بكل لطف وهدوء، يرتدي قناع الرجل المثالي المنمق باسمى الصفات، يجعلك تنبهرين بأسلوبه الراقي واحترامه، لكن ما ان تخالفيه فيما يريده، حتى ينقض عليك ويلدغك بسمه المقيت، ثم يرميك كخرقة باليه لا تعني له شيء...

اذا كان ما تقولينه صحيح، ماذا سأفعل انا، تحدثت رغد ببكاء وخوف حقيقي وهي تشعر ان سيف اخطر بكثير مما كانت تظن، ربتت تمارا على يدها وهي تحدثها بجديه الحل ليس بالهروب منه يا رغد، المواجهه هي أفضل طريقة للتعامل معه، سيف يحتاج لمن تقف في وجهه وتكون له ندا على جميع افعاله...
و هل انا الشخص المناسب للوقوف بوجهه، قالتها رغد بسخرية الا ان تمارا اجابتها بثقة نعم يا رغد، انت من تستطيعين فعلها...

صرخت بها رغد بدهشه بالله عليك ماذا تقولين...
واجهيه باقصى قوتك، تلاعبي به بذكاء، اجعليه يموت شغفا وولعا بك، يلهث رغبة وشوقا إليك، حتى يخر صريعا لهواك، وحينها الدغيه انت...
تتحدثين وكأن الموضوع سهلا...
لا أقول انه سهل، لكن لا مانع من المحاوله، طالما النتيجه هي ذاتها، بكل الأحوال لن يرتاح حتى ينالك...
ثم اكملت قائلة انا لن أتركك يا رغد سوف تجدينني بجانبك...

اجابتها بسخرية طبعا عندما ينفرد بي السيد سيف ويغتصبني أو يقتلني حينها سوف تأتين وتنقذينني منه...
ولماذا يغتصبك، انت لن تسمحي له بهذا...
لنفترض أني فعلت ما قلتيه، ولاعبته كما تريدين، من يضمن انه سوف يقع في خطتي بهذه السهولة، رجل مثله بهذه القوة يتنازل بهذه السهوله...
لا يوجد شيء مضمون يا رغد، لكن لا بأس من المحاوله...

زمت شفتيها بعدم اقتناع والتزمت الصمت لفترة طويله حتى تحدثت تمارا اخيراً انا سأذهب الى أمريكا غدا...
ما زلتي مصره اذا...
نعم مصرة كثيرا، لن أتنازل عن حقي نهائيا، الباقي متوقف عليك، اذا ذهبتي الى هناك سوف تساعدينني وتساعدين نفسك أيضا...
انت ماذا سوف تستفيدين من ذهابي هناك يا تمارا، مالذي أستطيع تقديمه لك يساعدك في إنتقامك...

وجودك هناك مفيد لي يا رغد، مبدئيا انت سوف تراقبين الوضع هناك، سوف تتعرفين على سيف بشكل اكبر، وهذا يفيدني كثيرا، وبالتأكيد سوف أحتاجك باشياء اخرى لكن ليس الان...
ثم اكملت بجديه ضعي يدك في يدي يا رغد، لنواجه سيف سويا، انت بمجابهتك وعنادك له وانا من خلال حازم، لنحاصره من جميع الجوانب، وحينها سوف تنقذين نفسك منه وتساعدينني في استرداد حقي، وانا لن أنسى معروفك هذا يا رغد.

لا أعلم ماذا أقول لك يا تمارا، حقا لا اعلم...
قولي انك موافقه يا رغد، من اجلي على الأقل، وانا أعدك انني لن اسمح له بإيذائك، اي شيء يحدث معك اتصلي بي فقط وانا سوف أتصرف...

ظلت رغد صامته تنظر اليها بتفكير بينما تقابلها تمارا بنظرات مترجيه وكلها أمل ان توافق رغد على ما قالته، فاحساسها يقول ان رغد هي الطعم الذي سوف تصطاد من خلاله سيف، طعم جلبه هو بنفسه وادخله الى عرينه بكل ثقة، غافلا عما يحويه من ضغينة وحقد اتجاهه.

أغمضت عينيها بقوة محاوله منها ان تنام ولو قليلا حتى، لكن اي نوم هذا الذي يزور اجفانها وهو جالس على بعد أمتار قليله منها، من كان يصدق انها جالسه الان معه على متن طائرته الخاصة، كل شيء تم بسرعة غريبه، تحديه لها وكلام تمارا الذي تبعه جعلها تشعر بالتشوش، حديثهم أحاطها من جميع الجوانب مجبرا إياها على القبول، لتجد نفسها مسافرة معه الى بلد غريب عنها لم تعرفه من قبل بتاتا...

حتى والدتها وافقت بسهوله عندما أخبرتها بالأمر، وكأن الجميع بات يرى في ذهابها هناك الحل الأمثل، بالتأكيد هو القدر الذي خطط لكل هذا، لقائهما سويا في ذلك المطعم وخطة تمارا حتى موافقة والدتها التي فاجأتها، بالرغم ان والدتها لا تعلم بالموضوع أساسا فهي أخبرتها انها ذاهبه للعمل لا أكثر الا انها توقعت رفضها، فوالدتها لا تحبذ ان تسافر لوحدها ابدا، كيف وافقت بهذه السهوله اذا، يبدو ان القدر يريد هذا وبشدة...

كريستين الوحيدة التي لم تكن راضيه، نظراتها المشككة كانت تلاحقها طوال الليله الماضيه، هي بالطبع أخبرتها هوية الرجل الذاهبة معه، لكنها لم توضح لها اي شيء مما دار بينها وبين تمارا ولا حقيقة انه مجرم ومغتصب، ولكن كريستين كانت خائفة عليها وبشده، وكأنها كانت تشعر بما يدور حولها...

ذهبت ببصرها نحوه لتجده جالسا على مقعده بكل أريحية يقلب في احدى المجلات بتمعن شديد، تأملته بشكل جدي، كان رائعا مثلما قالت كريستين تماما، روعته لا تكمن في وسامته بالتأكيد، فهي رأت العديد من الرجال الوسيمين في حياتها، ورأت من هم اكثر وسامه منه، لكن تلك الهالة الرجولية المحيطة به مع غطرسته وروحه الأرستقراطية تجعل منه اسطوره حية، جاذبيته المفرطه وثقته الهائلة بنفسه تجذب اي امرأة له مهما كانت قوتها وسيطرتها على نفسها...

تنهدت بهدوء وهي تتراجع الى الخلف مستنده بظهرها على مقعدها، كانا وحيدين في الطائرة ما عدا الطيار ومساعده والمضيفات بالطبع، وكالعادة لم يلتفت لها مره واحده حتى أو يتحدث معها بكلمة مجامله على الأقل بالرغم من طول المسافه بين فرنسا وبلدها التي تصل لساعات طويله، يثير استغرابها وبشده فهي ما ان تكون بجانبه لا يبالي بها وما ان تقرر الابتعاد يلاحقها ملقيا بوجهها كلماته التي تسبب لها الاضطراب والتشويش...

افاقت من شرودها على صوت المضيفة تخبرها ان تربط حزام مقعدها فهم على أبواب الهبوط، ربطت حزامها فورا وهي تدعو بداخلها ان تمر الرحلة هذه على خير...

بعد ربع ساعة هبطت الطائرة في المطار، نهض سيف من مكانه مرتديا معطفه وفعلت هي مثله تماما، تقدم باتجاه باب الطائرة المخصص للخروج تتبعه هي، وما ان نزلت منها حتى شعرت بالهواء البارد يلفح وجهها بقوه، ابتسمت لا إراديا وهي تنظر الى الأماكن المحيطة بها بكل لهفة متناسيه وضعها الحالي وسبب مجيئها الأصلي ففي الأخير هذه البلاد بلادها التي ابتعدت عنها لخمسة وعشرين عام، بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامه خافته وهو يرى لهفتها تلك كطفلة صغيره دخلت الى بلاد العجائب...

وفِي نفس الوقت، في مطار دوليس الدولي في واشنطن، كانت الموظفة تتفحص جواز سفرها بتركيز، وضعت بصمتها الخاصة عليه ثم اعطته لها لتأخذه هي بابتسامه وتشكرها بهدوء، جرت حقيبتها ورائها متجهه خارج المطار وعلى شفتيها ابتسامه واثقه و عزيمة قويه، فهاهي بدأت بأولى خطواتها نحو انتقامها، وغدا ينتظرها لقائها الاول معه، حازم النصار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة