قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

في حي شعبي وتحديدا في احدى الشقق البسيطه تستيقظ نورا صباحا وعلى شفتيها ابتسامة رائعه فاليوم سوف تبدأ عملها الجديد والذي وجدته بعد بحث طويل...
نهضت من سريرها بحماس وهي تتجه الى خزانة ملابسها حيث اخرجت منها تنورة سوداء متوسطة الطول وقميص زهري اللون، ارتدت ملابسها وسرحت شعرها الأسود الطويل ثم ارتدت حذاء اسود ذو رقبة طويله وألقت نظرة اخيره على المرآة لتتأكد من ترتيب مظهرها...

خرجت من غرفتها وهي تجر ورائها حقيبة كبيرة تحتوي على ملابسها وأغراض اخرى تخصها قد جهزتها منذ مساء البارحه، تقدمت نحو والدتها التي كانت تجلس بملامح واجمه حزينه فهي لا تريد ان تبتعد ابنتها عنها ابدا بالرغم من انها مضطره لهذا فهم بحاجة لهذه الوظيفه وبشدة، جثت على ركبتيها امام والدتها وهي تحدثها بحب
ماما ارجوكِ لا تفعلي هذا، لا اريد الذهاب وانت هكذا...

لا زلت غير متقبلة لفكرة ان تعيشي بعيد عنا، ومع ناس غرباء، صحيح اننا محتاجين لتلك الوظيفه وبشده، لكنني ما زلت غير مقتنعه بها...
لا تقلقي علي ابدا، انا لن اسافر الى دولة اخرى، صحيح سوف أعيش في مكان اخر، لكنني قريبة منكم وسوف ازوركم دائما، واصحاب العمل عائلة معروفة من ارقى العائلات و ذوي سمعة محترمة اكملت كلماتها تلك وهي تبتسم بلطف...

نهضت من مكانها ووقفت امام والدتها التي نهضت هي الاخرى بدورها وضمتها اليها وهي توصيها بان تنتبه على نفسها جيدا، خرجت نورا من الشقة بعد توديعها لوالدتها والتي ظلت تدعو لها بالتوفيق في عملها الجديد...

بعد حوالي نصف ساعة نزلت نورا من التاكسي بعد ان أعطت السائق اجرته، تطلعت الى القصر الضخم الذي سبق وان أتته منذ أسبوع لإجراء المقابلة الخاصة بهذه الوظيفه وقد شعرت بالدهشة من هذا البناء الضخم والراقي الذي رأته أمامها، ذهبت ببصرها الى الرجلين الضخمين اللذان يقفان عند البوابة الرئيسة للقصر، سبق وأن رأتهم في زيارتها الاولى، كانا ضخمين بشكل مرعب ويحملون السلاح بايديهم مما أشعرها انها تدخل معسكر أو شيء مشابه وليس مجرد قصر عائلي، تقدمت منهم بارتباك اقل من المره الفائتة ويبدو ان الرجلين عرفاها فورا ولديهم معلومات عن مجيئها حيث هتف بها احدهم قائلا تفضلي معي...

مشت هي في الامام بينما كان هو يتبعها وما ان وصلت الى الباب الداخلي حتى فتحت الخادمه الباب لهما فورا بعد ان تلقت التعليمات من الرجل الذي يرافقها لتدخل هي ويتبعها ذلك الرجل والذي حدث الخادمه قائلا اخبري السيدة جميلة بقدوم الموظفة الجديده، هزت الخادمه رأسها بتفهم وهي تقول لها اتبعيني...

ما ان همت نورا في التحرك من مكانها واتباعها كما طلبت حتى وجدت السيدة جميلة تتقدم نحوها وهي توجه حديثها اليها نورا، لقد آتيتي في موعدك، السيد سيف ينتظرك في الداخل، فهو يريد مقابلتك قبل ان يسافر...
نورا بهدوء حسنا لاقابله اذا...
التفتت جميلة نحو الخادمه وهي تقول بتول انت عودي الى عملك، انا سوف أوصل نورا الى السيد سيف وبعدها سوف الحق بك...

هزت بتول رأسها بتفهم وهي تبتعد عنهم فيما هتفت جميله بنورا وهي تقول هيا بِنَا نورا...

كانت نورا تسير وراء جميلة وهي تشعر بالتوتر الشديد من مقابلة رب عملها الحالي، وقفت وراء جميله التي طرقت على باب مكتبه بهدوء ليصدح صوت عميق يأمرها بالدخول، دخلت جميله ونورا تتبعها وتوترها يزداد اكثر، نظرت الى سيف الذي كان يجلس على مكتبه بكل أريحية وهو يرميها بنظرات هادئه حتى تحدثت السيدة جميله وهي تقول سيدي، هذه نورا، المربية الجديده...

حسنا يا جميله، يمكنك الذهاب فأنا سوف اتحدث معها قليلا قبل ان تبدأ عملها...
ابتعدت جميله بتفهم وخرجت من المكتب تاركه نورا لوحدها في مواجهة سيف...

سيف بنبرة هادئة لكنها حازمه في نفس الوقت اسمعيني يا نورا، لقد اختارتك السيدة جميلة من بين العديد من الفتيات لهذه الوظيفه وانا اثق في اختيارها جدا، انت من الان سوف تصبحين المربية الخاصة بابني سيف الدين والمسؤولة عنه، تعجبت في داخلها عندما ذكر اسم ابنه الصغير والذي يماثل اسمه فيبدو انهم من العوائل الذين يورثون كل شيء لابنائهم حتى أسمائهم كتخليد لذكراهم، فيما اكمل سيف حديثه قائلا سيف هو مسؤوليتك يا نورا، انت غير ملزمه باي شيء اخر سوى الاهتمام والعناية به، لكن انتبهي جيدا، اريد ان تتعاملي معه بافضل شكل ممكن، لا تتركيه لوحده ابدا، ولا تسمحي بان يحدث اَي مكروه له...

اتبع حديثه بتهديد واضح وأقسم انه اذا رأيته يبكي أو يتألم أو اَي شيء من هذا القبيل وتكونين انت السبب في هذا فحينها لن أرحمك ابدا...
ابتلعت ريقها بقلق وهي تهز رأسها له بتفهم فيما اخرج هو حزمه من الأموال وهو يقول الفين دولار هذا الشهر جيد...
فتحت أعينها الاثنتين على وسعهما وهي لا تصدق المبلغ الذي طرحه أمامها فهي لم تطمح في اكبر أحلامها ان تحصل على مبلغ كهذا في يوم ما...

بالتأكيد جيد جدا، أجابته نورا بصدق مما جعله يخبرها قائلا سوف تنالين أضعافها اذا احبك سيف وارتاح معك...
أنشالله سيدي...
نهض من مكانه وهو يخبرها قائلا تعالي معي، سوف آخذك الى غرفته...
تبعته نورا بهدوء فيما فتح هو الباب لها وما ان همت لتخرج منه حتى تفاجئت بشاب يقطع الطريق أمامها...
معتز موجها حديثه لسيف من هذه...
انها المربية الجديده لسيف...

كانا يتحدثان ونورا تقف في المنتصف بينهما، ظلت تنظر إليهما وهي بالكاد تصل الى منتصف بطنهما، كانت محاصره بين معتز الذي يقف مغطيا فتحة الباب بجسده الضخم و سيف الذي يقف خلفها مما جعلها تحرك رأسها يميناً ويسارا بغباء وهي تنظر الى هذين الرجلين الأشبه بجبلين يحيطان بها ويغطيانها بالكامل...
تحدث معتز بنبرة متهكمه وهو يرميها بنظرات ساخره الم تجد اقصر منها...

همت بالرد عليه الا انها تراجعت على الفور فهي لا ترغب في خسارة وظيفتها قبل ان تبدأ بها حتى، الا انها لم تستطع ان تمنع عينيها من إرسال نظراتها الغاضبة له...
سيف بهدوء معتز، ابتعد من امام الباب، لأخذها الى غرفة سيف...
الا ان معتز لم يستمع لكلامه بل ظل واقف أمامها ينظر لها بطريقه مستفزه مما جعلها تشتعل غضبا منه ومن تصرفاته...

سيف بنفاذ صبر معتز، ابتعد معتز عنها فيما خرجت هي من الغرفه وسيف يتبعها والذي رأى بتول الخادمه تتقدم اتجاهما فهتف بها قائلا تعالي يا بتول، خذي نورا الى غرفة سيف...
حاضر سيدي، أجابته بتول وهي تأخذ نورا معها باتجاه غرفة الصغير...
فتحت بتول باب غرفة سيف ثم دخلت اليها ونورا تتبعها...

نظرت نورا الى الطفل الصغير ذو الثلاثة أعوام والذي كان يجلس على سريره يحمل جهاز إلكتروني صغير ويبدو انه مندمج في اللعب فيه، تعجبت نورا كثيرا فكيف لطفل في سنه ان يفهم في هذه الأجهزه الالكترونية المعقدة...
اخرجها من افكارها صوت بتول وهي تحدث سيف الصغير قائله سيد سيف، هذه نورا، المربية الجديده لك...
تطلع سيف الى نورا قليلا ثم هز رأسه بلا مبالاة وعاد بتركيزه نحو جهازه الالكتروني...

بالتأكيد سيد سيف اخبرك بأوامره التي تخص طبيعة عملك، لكن أيضا سوف أحذرك، انتبهي جيدا على الصغير يا نورا، وعامليه بشكل جيد واياكِ ان تصرخي في وجهه أو تتسببي في بكائه حينها لا يوجد احد سوف ينقذك من السيد سيف، مهما أزعجك الصغير بمشاغباته تحمليه، وحاولي أيضا ان تكسبيه في صفك، فإذا احبك الصغير وارتاح معك حينها السيد سيف سوف يرضى عنك، وسوف تنالين من نعيمه الكثير...

هزت نورا رأسها بهدوء وهي بدأت تشعر بالخوف من هذه الوظيفه التي كانت متحمسة لها بشده منذ ساعات قليله فيما اكملت بتول حديثها قائله جميع اللواتي سبقوكِ فشلن في هذه الوظيفه، ما عدا واحده فقط احبها الصغير وتأقلم معها لكنها ماتت...
سألتها نورا بصدمة ماتت، كيف...

وجدوها مقتوله في شقتها، كانت سيدة لطيفة، حزنا من اجلها بشده اكملت بتول حديثها بأسف بينما ظلت نورا تشعر بالخوف والقلق مما هو قادم، نظرت الى الصغير بتوتر وهي تدعو ربها ان تكون هذه الوظيفه خير لها.

عاد سيف الى مكتبه فاستقبله معتز وهو يقولهذه المربيه الجديده اذا...
جلس سيف على مكتبه فيما اكمل معتز حديثه وهو يجلس على الكرسي المقابل له ما اسمها...
نورا، اجابه سيف بهدوء فيما اكمل معتز تساؤله قائلة هل هي جيده، هل أخذت معلومات كافيه عنها قبل ان تعطيها هذه الوظيفه...
اطمئن معتز، لولا أني واثق منها لم أكن لأدخلها الى منزلي واسلمها ابني...
ثم اكمل بضجر المشكلة ليست هنا أساسا...
اذا أين المشكلة...

المشكلة تكمن في مدى حسن معاملتها لسيف ومدى تقبل سيف لها، انه مشاغب جدا، كما ان التعامل معه صعب فهو لا يتقبل اَي احد بسهوله، هذه عاشر مربية اجلبها له...
مثل والده تماما، عصبي جدا، و...
قاطعه سيف وهو يقول لا تبدأ الان أرجوك، انت بالذات لا يحق لك ان تتحدث عن صفاتي السيئه، وانت تحمل في جبعتك ما هي اسوء منها...
حسنا كما تريد...
ثم اكمل قائلا ما اخبار الصفقه الجديده...

اعود من هذه السفرية ونبدأ بالتخطيط لها...
قُصي العمري يبدو متحمس جدا لها، سمعت هذا من أشخاص مقربين منه...
دخل هذه الصفقه خصيصا من اجل منافستي...
انها صفقه ضخمه جدا يا رجل، اهم صفقه سوف ندخلها هذا العام، سوف نحرز المليارات اذا كانت من نصيبنا...
وسوف نخسر مليارات مماثلة لها اذا لم تكن من نصيبنا...
معك حق، انت فقد توخى حذرا من قُصي العمري، فهو أقوى منافس لنا...

هز سيف رأسه بهدوء مؤكدا على كلامه ثم حدثه قائلا رشاد الصاوي كان موجود في مراسم الدفن، هل رأيته...
لم انتبه عليه، لكن من الطبيعي ان يكون موجود هناك، أساسا اغلب معارفنا من رجال الاعمال والمسؤولين حضروا الجنازة...
اعرف هذا، لكن جائتني معلومات بان ثمة تعاون بين قُصي ورشاد الصاوي بدأ منذ فترة، يبدو ان قُصي يحاول ان يضع رشاد في صفه حتى يساعده في الحصول على هذه الصفقه...

هذه مصيبه سيف، رشاد الصاوي بمنصبه المهم يضمن لقصي الصفقه وبكل بساطه تصبح له...
وهل سوف اسمح انا بشيء كهذا، اجابه سيف بثقة فيما سأله معتز قائلا وماذا سوف تفعل...
سيف مجيبا إياه ببساطه في الحقيقة ما زلت لا اعلم ماذا سوف افعل لأني لم أفكر في الموضوع من الأساس، لأعود من السفر وبعدها أفكر في هذا الموضوع، يارا أيضا سوف تبدأ في العمل بعد ثلاثة ايّام، من الممكن ان تساعدنا في بعض المعلومات...

حقا اتعجب منك يا سيف، تضع آمالك في فتاة مثل يارا، واحده مثلها ماذا باستطاعتها ان تفعل...
اجابه سيف بجديه لم أقل لك باني اعتمد عليها في ان تجلب لي معلومات مهمه، بالأساس انا ارسلتها هناك ولا أرجو منها شيئا مفيد، فقط تجربه لا اكثر، ان عادت إلينا بشيء نافع فخيرا وإذا لم نحصل منها على شيء فلن نتأثر نهائيا، بكل الأحوال لن نخسر شيئا...
وماذا ان كشفها قُصي العمري...

حينها سوف يقتلها بالتأكيد، ثم اكمل قائلا يارا بكل الأحوال سوف تقتل، اذا لم يقتلها قُصي العمري، فأنا سوف أقتلها فورا بعد إكمال مهمتها، الفرق مجرد في التوقيت لا أكثر...
كنت أظن انك سوف تسامحها بالفعل كما أخبرتها...
اجابه سيف بتعجب أسامحها، هل انت مجنون يا معتز، منذ متى وانا اسامح امثالها، كما انها باتت تعرف أسرارنا الخاصة، لهذا يجب التخلص منها بعد ان تنهي مهمتها على الفور...

هز معتز رأسه بتفهم وهو يقول معك حق، ثم اكمل حديثه وهو يسأله كيف حال ليان، لم ارها منذ فترة طويلة...
لم يتغير بها شيء نهائيا سوى انها تزداد تفاهه ورعونه...
كان يجب ان تجلب مربية لها أيضا، فهي تحتاجها اكثر من الصغير سيف، ما ان اكمل معتز جملته حتى اقتحمت ليان المكتب وهي تهتف بسرعه قائله سيف اريد أموال...
سيف بغضب كم مره يجب ان تفهمي ان عليك طرق الباب والاستئذان قبل دخولك مكتبي...

أجابته ليان وهي تزم شفتيها بملل سيف ارجوك لا داعي لهذه المقدمات المعتادة، لم أكن لاقتحم مكتبك العظيم الا عندما علمت انك سوف تسافر بعد قليل، وانا محتاجه أموال وبشدة..
ثم استدارت نحو معتز وهي تهتف به معتز كيف حالك...
بخير وانت...
في أحسن حال، أجابته ليان وهي تبتسم بغرور فيما حدثها سيف وهو يخرج دفتر الشيكات من مكتبه متسائلا كم تريدين...

التمعت عينيها بتحفز وهي تنظر الى دفتر شيكاته فتحدثت قائله خمسون الف...
ماذا سوف تفعلين بهذا المبلغ الكبير يا ليان، سألها بحزم اربكها قليلا فأجابته باضطراب عيدميلاد صديقتي غدا، وانا يجب ان اشتري فستان راقي من اجل هذه المناسبه فهي اقرب صديقة لي أضافه الى الهديه التي سوف أاخذها لها، ثم اكملت بجديه وانت تعرف ان ليان النصار لن تذهب وبيدها هديه عاديه، يجب ان تكون هدية فخمه و مميزه مثل صاحبتها تماما...

مسك القلم بيده ثم كتب المبلغ الذي ارادته على دفتر الشيكات خاصته، أعطى الشيك لها وهو يحدثها بتحذير خذي المبلغ الان، لكن انتبهي على تصرفاتك جيدا يا ليان، لقد كثرت خروجاتك وسهراتك وهذا لا يعجبني، انت تعرفين وضعنا ومدى خطورته يا ليان، العيون علينا طوال الوقت، واعدائنا يترقبون أية فرصة للايقاع بِنَا...
ليان بملل من تلك التحذيرات المستمرة اعلم هذا جيدا يا سيف، لا تقلق...

ثم اكملت بتساؤل والدتي، متى سوف تعود من المزرعة...
الأسبوع القادم، اومأت ليان رأسها بتفهم ثم خرجت من المكتب
ليدخل أسد بعدها وهو يقول سيدي كل شيء جاهز، الحقائب أيضا وضعناها في السيارة، يجب ان ننطلق الان...
سيف وهو ينهض من مكانه ثم توجه بحديثه الى معتز يجب ان اذهب الان يا معتز، الشركة والمنزل وكل شيء تحت وصايتك...
لا تقلق يا صاح، اذهب وانت مطمئن...

سيف بصدق انا مطمئن بالتأكيد طالما انت موجود بدلا عني، ثم استدار نحو أسد وهو يقول هيا بِنَا يا أسد...
خرج أسد من المكتب وسيف يتبعه بعد ان ودع معتز متجها نحو باريس
^^
انا سوف اسافر الى أمريكا لفترة، هتفت تمارا بتلك الكلمات الى والدتها والتي ما ان سمعت كلامها هذا حتى سألتها بدهشة لماذا...
أجابتها تمارا بهدوء اريد تغيير الجو المحيط بي قليلا...
رمقتها هناء بنظرات مشككه ثم حدثتها قائله سوف اسافر معك...

لا، أجابتها تمارا بسرعه فهي لا تريد لوالدتها ان تأتي معها ابدا بينما رفعت هناء حاجبها بعدم تصديق وهي تقول لا، لا تريدين ان اسافر معك يا تمارا، لا تريدنني معك يا ابنتي...
تمارا برجاء ماما ارجوك، ارغب بشده ان أكون لوحدي، لا داعي لهذا الكلام...

الا ان هناء كانت مصره على الذهاب معها فهي لا ترغب ان تترك تمارا لوحدها نهائيا وقد تصدر منها افعال طائشة خصوصا في وضعها هذا انا لن اسمح لك بالسفر وحدك يا تمارا، ان كنت مصرة على الذهاب الى هناك فأنا سوف أكون معك...
غضبت تمارا بشده من حديث والدتها مما جعلها تصرخ بعصبية شديده دون وعي منها انا قلت أني سوف اسافر لوحدي، الا تفهمين ما قلته...

أدمعت عينا هناء بشده فابنتها تصرخ بوجهها هكذا وتتعصب عليها بهذه الطريقة، تحدثت بحزن تصرخين بوجهي يا تمارا، هذا كله لأني خائفة عليك وارغب في ان أكون بجانبك...
قبضت تمارا على مقدمة شعرها وهي تضغط عليه بعنف حتى كادت ان تخلعه من مكانه ثم بدأت بالبكاء كالعاده وهي تقول ارجوك يا ماما ارحميني قليلا، لماذا تفعلين هذا بي، لماذا تضغطين علي طوال الوقت...

شعرت هناء بان صبرها كله قد نفذ و طاقة تحملها انتهت فهي لم تعد تتحمل تصرفات تمارا هذه، طوال عامين وهي تقنع نفسها انها سوف تنسى وتعود الى حالتها الطبيعية، لكن يبدو ان تمارا مصرة على الغرق في دوامة أحزانها اكثر...

يكفي يا تمارا، لقد تحملت منك الكثير، عامين من البكاء والعذاب الذي لا ينتهي، عامين وانا احاول مساعدتك وإخراجك من هذه المأساة لكن بلا فائدة، لقد طفح الكيل يا تمارا، لم يعد لدي طاقة لاتحمل تصرفاتك هذه اكثر...
ثم اكملت بقسوه وهي تضغط على كل كلمة تخرج من فمها محمود مات، هذا قدره يا تمارا، انت لن تعيشي طوال حياتك تبكي عليه، لا ذنب لك فيما حدث، هذا قدره يا ابنتي...

هزت تمارا رأسها بعلامة النفي وهي تقول كلا، لم يكن قدره، لقد مات بسببي، انا من قتلته...
هناء بعدم تصديق ماذا جرى لك يا تمارا، ما هذا الكلام، محمود مات بعد ان إصابته سكته قلبيه، لماذا تتهمين نفسك...
بدأ الكلام يخرج من فم تمارا التي لم تتحمل ان تخبئ ما جرى معها اكثر فقالت ببكاء نعم مات بسكتة قلبيه، هل تعلمين لماذا، شاب في مثل سنه لماذا قد يموت في السكته القلبية مثلا...

نظرت هناء اليها بخوف وترقب في نفس الوقت بينما أكملت تمارا حديثها ودموعها تغطي وجهها بغزارة محمود مات حينما اكتشف ان عروسه التي احبها وانتظرنا لأربعة سنوات لم تكن عذراء، لم يتحمل صدمة كهذه فاصابته سكته قلبيه قتلته على الفور، اكملت كلماتها الاخيرة ثم سقطت أرضا وهي تنتحب بقوه فيما ظلت هناء تنظر اليها بعدم تصديق...

اقتربت هناء من تمارا التي كانت جالسة على الارض تبكي بقوه، لمست ذراعها وهي تهتف بخفوت قائله انت يا تمارا، كيف فعلتي شيء كهذا، لماذا يا ابنتي...
هزت تمارا رأسها نفيا وهي تهتف بصراخ لم يكن بمزاجي، اقسم لك انه حدث غصبا عني، لقد اغتصبني يا ماما، ولَم يكن بمقدوري ان افعل شيئا...

من، من الذي اغتصبك يا تمارا، سألتها هناء بنبرة متحسره ودموع القهر بدأت تتسلل على وجنتيها فأجابتها تمارا على الفور سيف الدين النصار، تعرفيه بالتأكيد...
سيف الدين النصار، رددت والدتها الاسم بعدم تصديق وهي تقول سيف فعل هذا، كان يبدو انه رجل محترم...
قاطعتها تمارا بسخرية محترم، انه مجرم، قاتل، مغتصب، وكل شيء قذر تجديه فيه...

تطلعت والدتها اليها بأسف وهي تقول كيف خبأتي عني هذا الموضوع يا تمارا، تحملتِ كل هذا لوحدك يا ابنتي...
فيك ما يكفيكِ انت أيضا، لم ارغب في ان أزيد همومك...

نظرت اليها والدتها بقهر ثم اقتربت منها وهي تضمها اليها بقوه غير مصدقة ان ابنتها قد تعرضت لكل هذه المصائب وهي لم تكن تعلم بكل هذا، كانت تريد ان تعرف اكثر عن هذا الموضوع وكيف حدث لكنها فضلت ان تؤجل أسئلتها هذه، فتمارا ليست بوضع يسمح لها بالحديث وهي منهارة بهذا الشكل.

دخل سيف هو وصديقه الفرنسي كريستيان الذي يملك احدى اكبر شركات المقاولات في فرنسا الى احدى الكافيهات الراقية في باريس، فسيف قد وصل باريس منذ ساعتين وقد استقبله كريستيان الذي قرر ان يدعوه في هذا المكان الراقي ولَم يرفض سيف دعوته...
جلسا على احدى الطاولات الموجودة في الكافيه بينما على الطاولة التي بجانبهما كانتا رغد وكريستين يجلسان سويا في انتظار الطعام...

كريستين بملل ما رأيك ان نذهب بعد العشاء الى احدى النوادي الليلية، نشرب شيئا هناك ونرقص قليلا...
رغد بهدوء حسنا لا مانع لدي، لكن لن نتأخر كثيرا فغدا لدينا عمل...
لن نتأخر بالتأكيد، أجابتها كريستين بجديه فيما تقدم النادل وهو يضع الطعام أمامهم...
ما ان ابتعد النادل عنهما حتى هتفت رغد بعدم تصديق ما هذا الطعام كله يا كريستين، من سيتناول هذا كله...
نحن بالتأكيد، هل يوجد غيرنا، أجابتها كريستين بابتسامه.

هذه الوليمة تكفي لعشرة أشخاص...
أووف يا رغد تناولي طَعَامِك وانتِ ساكته...
حدجتها رغد بنظرات ساخره ثم بدأت تتناول طعامها بهدوء حتى سألتها كريستين هل سمعت اَي اخبار عن تامر...
ابدا، لقد اختفى تماما، بالتأكيد لا يستطيع النظر في وجهي مره اخرى بعد ما فعلته له...
معك حق...
أجابتها كريستين بهدوء وما ان رفعت بصرها حتى وجدت تامر يقترب نحوهما ووجهه ما زال يحوي العديد من الجروح و تغطيه بعض اللواصق...

هتفت كريستين بعدم تصديق يا الهي، مالذي جاء به الان...
تطلعت اليها رغد بعدم فهم وما ان استدارت حتى وجدت تامر يجلس على الكرسي الذي بجانبها ويحدثها بحب رغد، اشتقت إليك...
رغد بعدم تصديق تامر، مالذي جاء بك الى هنا...
تامر وهو يمسك يدها جئت من اجلك حبيبتي...

أبعدت رغد يدها من يده بقرف وهي تقول اللعنه، انت معدوم الكرامة فعلا، تأتي الي وبكل جرأة بعد جميع ما فعلته معك، لو كنت مكانك لما استطعت ان ارفع عيني في وجه احد ابدا...
أجابها تامر بغضب ماذا جرى لك يا رغد، الا يكفي ما فعلتيه في الفندق، بدلا من ان تقدمي لي اعتذار على تصرفك السخيف تتحدثين معي هكذا...

انتفضت رغد من مكانها بعصبية شديده وهي تقول اخرس أيها المتخلف عديم الكرامه، يكفي انني تحملت سفالتك وخيانتك لي طوال الفترة السابقة...

كانت تتحدث بصوت عالي وعصبية شديده بلهجتها العربية مما جعل جميع الجالسين في المكان ينظرون اليها دون ان يفهموا اَي شيء من حديثها ما عدا شخص واحد فهمه وهو سيف الذي كان يتابع الموقف بانتباه شديد وقد جذبته تلك الفتاة الثائرة والتي تتحدث بعصبية شديده وتبدو على وشك قتل الشخص الجالس أمامها من شدة غضبها...
نهض تامر بدوه من مكانه وهو يقول اخرسي يا رغد، وإلا حينها لن تتوقعي ما قد افعله لك...

ماذا سوف تفعل أيها التافه، اريني قدراتك هيا...
تطلع تامر اليها بغضب ثم رفع يده وهو ينوي ان ينزل بها على وجهها الا ان سيف سبقه وهو يمسك يده بقوة مانعة إياها من الوصول الى رغد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة