قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان العاشق للكاتبة منى الفولي الفصل السادس

رواية الشيطان العاشق للكاتبة منى الفولي كاملة

رواية الشيطان العاشق بقلم منى الفولي الفصل السادس

أستخدم الانبوب لأطفاء الستارة لينتهى الأمربلحظة قبل أنطلاق أجهزة الأنذار
وهى مازالت تحت الشرشف تصرخ وتقاومه وهى تسعل بشدة لتفلت من يده وتجلس على الأرض ملتصقة بالموقد وهى متكومة على نفسها تدفن رأسها بين قدميها وهى ترتجف ويسمع صوت نشيجها العالى أقترب يحاول نزع الشرشف للاطمئنان على حالتها ولكنه توقف عندما أصابتها حالة من الهستريا فقد أخذت بالصراخ وهى تغرز أظافرها بيده مدافعه عن نفسها وهى تظنه يحاول أكمال ما كان ينتويه ليبتعد وهو يقول مهدئا:

خلاص أهدى ياجميلة والله ما هاعملك حاجة عايز بس أشوف حصلك أيه ليتعالى صريخها لسماع صوته الكريه هشش هششش مش هلمسك خلاص هقعد بره وهاتصل بدكتورة تيجى تشوفك.

خرج ليجرى مهاتفة وهو يقول لمحادثته: شاهى تعاليلى حالا فى شقة يوسف لا دلوقتى حالا وهاتى معكى شنطتك وحاجات لحد أتعرض للحرق وكحة تقريبا بسبب الطفاية وكمان اى مهدئ عندها هيستريا وعمالة تصوت انهى المهاتفة ليعود اليها ليقف فى أبعد مكان عنها وفى الوقت نفسه يسمح له برؤيتها ليقول من بعيد أنا هو بعيد يا جميلة الدكتورة جاية حالا أرجوكى أهدى نطق جملته الأخيرة لتفاجأه دموعه بالانهمار لأول مرة بحياته ولكن لم تكن دموعه فقط هى أغرب ماحدث له فى هذه اللحظة بل ذلك الخافق بصدره الذى ظنه مات منذ زمن ليبعث من جديد مرتجفا لكل ارتجافة تصدر عنها متألما لكل تأوه أو نشيج يسمعه منها هو كان يدرك أن تأثيرها عليه مختلف منذ رأها ولكنه لم يستطيع تفسير ذلك التأثير أو يحاول أنكار أحساسه الى أن وجدها والنيران تشتعل بها امام عينيها ليوقن وقتها أنه قد وقع أسير هواها فلأول مرة يهتم بأى شخص سوى نفسه حتى أنه كان مستعدا أن يحتضنها مطفئا نارها بجسده غير مهتم سوى بانقاذها قطع أفكاره طرقات على الباب ليذهب مهرولا لفتحه ليجد فتاة جميلة يدخلها وهو يهمس لها: شاهى أوعى تعرف أنك أختى أنت دكتورة وبس.

شاهى بصدمة: أنت كنت بتعيط
مازن: بطلى عبط ده من الطفايا حرقت لى عينيا
شاهى: أوك طيب ممكن أعرف الموضوع بالضبط
مازن: واقفة فى المطبخ النار ولعت ومسكت فى شعرها والستارة طفيتها بمفرش والستارة بالطفايا
معرفتش النار عملت فيها أيه لأنها مستخبية تحت المفرش ومنهارة وعمالة تكح
شاهى: أوك وهى فين دلوقتى

مازن: هى منهارة على الأرض فى المطبخ بتوتر بس هى خايفة منى ورافضة وجودى
شاهى بحدة: ليه أوعى تكون عملت لها حاجة من عمايلك
مازن: لا ياشاهى دى حاجة تانية شوفيها وهافهمك كل حاجة
تركته ودخلت اليها لتناديه بعد دقائق ليجد جميلة تصرخ وتقاومها وترفض الأستماع لها والتحرك معها
شاهى: مازن أمسكها أديها المهدئ مش قادرة أتفاهم معها ولا أسيطر عليها ليزداد صراخ جميلة بدخوله اليها لينفطر قلبه حزنا على خوفها منه والحالة التى أوصلها اليها
مازن بحدة: سيبيها يا شاهى من فضلك وأخرجى انتظرى بره
شاهى: بس لازم ت
ليقطعها بحدة أكبر: بعد أذنك يا دكتورة قلت لك أستنى بره.

لتخرج وهى تهمهم ببعض الكلمات الحانقة ظل بعيد ولكنه نزل بمكانه جالسا على الأرض ليكون بمستواها ونظر لوجهها الذى يختفى معظمه خلف شرشف المائدة ويرفع يديه مستسلما وهو يقول بحنان: أنا بعيد أهو ومش هلمسك تانى مش هامسكك عشان تخدى الحقنة ولو خايفة تخديها وتنامى وأذيكى متاخديهاش لو هديتى مش هنبقى محتاجينها وللمرة الثانية وبدون سيطرة منه يجد دموعه تنهال ليقول وصوته يغالب دموعه أسف يا جميلة أسف والله ما هاضايقك تانى ولا هاجرحك ولو بنظرة بس سامحينى تشجع حين وجدها قد هدأت قليلا وأنتظم تنفسها بعض الشئ فأكمل سامحينى وأنا هاعوضك حمايتك وسعادتك اللى كنت بساومك بهم على الخيانة دول تحت رجليكى من غير مقابل وفوق منهم أحلامك أوامر شاورى بس وأنا على التنفيذ.

وزداد بكائه وهو يقول أرجوكى أنت مش عارفة حزنك وخوفك منى عاملين فى أيه الشيطان ولأول مرة فى حياته يعيط عشان زعلك وبرجاء خلى الدكتورة تساعدك وتشوف حروقك وتطمنى عليكى وانا هامشى والله ما هارجع وأنت أقفلى بالمفتاح وسيبي المفتاح فى الباب وحتى والله لو سبتيه مفتوح هقف عليه حارس وهو يمسح دموعه بيده كطفل ويقول باغراء طيب لو سبتيها تهتم بيكى هاثبت لك كلامى وهاحقق لك أول أوامرك أنا كنت بره لما يوسف كلمك وسمعت لما طلبتى تروحى لمامتك وهو رفض خلى الدكتورة تساعدك وهاخليه يوديكى زى ما انت عايزة أسعده أن يتوقف ارتجافها وترفع عينيها لتنظر لعينيه بتساؤل فأكد لها بأمأة من راسه وهو يقول مؤكدا جربينى ولو مقدرتش مش هتشوفى وشى تانى أسعده سكونها التام فقام وهو يحاول محو أثار دموعه ونادى قائلا دكتورة شاهى لتدخل اليه شاهى متبرمة المدام هتيجى معاكى من فضلك ساعديها اتجهت شاهى اليها فوجدها ترتبك وهى تتمسك بالشرشف خوفا من أن يظهر جسدها حين تنهض فخرج ووقف ناظرا للحائط معطيا لها ظهره ليشعر بها وهى تمر سريعا من وراء ظهره ليبتسم بسعادة ويزفر بارتياح لتخرج له شاهى بعد دقائق فيهتف بها: سيبتيها ليه

شاهى: دخلت تاخد شاور ورفضت أكون معها ساندتها ودخلت
مازن باهتمام: شوفتى حروقها
شاهى: شعرها هو اللى أتحرق من تحت تقصه وتساويه وفى شوية حروق ظاهرية فى كتفها ودراعها هاهتم بهم لما تخرج وأن شاء الله مش هيسيبوا أثر
شعر بغصة بقلبه فقد فتنه شعرها حين رأه وأنبهر بشده طوله ونعومته بين يديه عندما جذبها منه وأحزنه أن يكون السبب فى أفساده وحزنها فقال بغضب: متساويهوش أنت هاتصل بمتخصصة تيجى تظبضه ونظر للفوضى حوله وكمان هاجيب حد ينضف البهدلة دى وأنت باتى معها
شاهى بحدة: هو أيه اللى أبات معها و أقول لشريف أيه أنت عارف أنه محرج على أورط نفسى فى تصرفاتك وأنه واخد موقف منك ومن طريقة حياتك
مازن بغضب: وبيبقى فين موقفه ده لم بيبعتك جرى أول ما تقابلكم مشكلة فى شغلكم وهو عارف كويس أنى هاحلها بطريقتى اللى واخد منها موقف
شاهى: انا اللى.

قاطعها بصوت غاضب ولكن منخفض وهو ينظر لها بطريقة ارعبتها: اللى قولته هيتنفذ وبلاش تجربى زعلى وبتهديد ولو أنا شيطان فانت وجوزك مش ملايكة وعلى فكرة انا كمان عارف تصرفاته كلها بس سايبه يعيش دور المستقيم
شاهى بصوت مرتعد: كله شغل فيه تجاوزات بس أنت بتعدى كل الخطوط الحمرا.

مازن بحدة: وكلكم بتفرحوا بده لو لكم فيه مصلحة من زمان قوى من أيام بابا وأول ما ذكائى ظهر محدش وجهنى أستخدمه صح وكنتم مبسوطين باى تجاوزات تفيد البيزنس مهما كانت وبتعترضوا بس لو التصرفات دى لمزاجى ولو أنا شيطان فانتم اللى خليتونى كده فبلاش دلوقتى تعملوا ملايكة لأنى ما قابلت ملاك غير اللى جوه دى
 وأمسك ذراعها بقوة ونظراته تزداد حدة وصوته يزداد غضبا وهتباتى معها وتحطيها فى عينيكى وهتوصليها الصبح لبيت أهلها وبتهديد واياكى اياكى تتكلمى معها عنى بطريقة متعجبنيش مفهوم ولا مش مفهوم أومأت براسها ايجابا برعب فترك ذراعها ولان صوته وهو يقول ولو عرفتى تكسبى ثقتها وتصحبيها ليكى عندى هدية كبيرة يالا ادخلى لها ففرت مسرعة من امامه أخرج هاتفه وأتصل بمصففه الشعر وخادمته ثم اتصل بيوسف:

الو أيوه يا يوسفكنت عايز أعرف عملت الحاجات اللى طلبتها منك عشان أتابع انا الباقى لو طولت فى الرحلة ترجع بالسلامة صحيح كلمت جميلة بلغتها بسفرك واتخانقتوا ليه بس أنت غبي يا يوسف كده بتحسسها انك معندكش ثقة بنفسك وقلقان من حتة جربوع مش موجود اصلا وبعدين تفتكر أهله ممكن يبصوا فى وشها بعد ما اتسببت فى حبسه وغربته أيوه طبعا كده هى تنبسط منك وممكن هى اللى تقلق وتحس انها مش فارقة معك وتتعدل خلاص كمل سهرتك انت ورحلة سعيدة وأغلق الهاتف وهو يبتسم لتتسع بسمته حينما يسمع رنين هاتفها يصدر من غرفتها

بعد مرور ساعتين
شابة: خلاص يا باشا المكان زى الفل
مازن: خلاص يا منال روحى وخدى بكرة أجازة عشان سهرتك
منال بسعادة: انت تأمر يا باشا عن أذن حضرتك
لتخرج من باب الشقة ليفتح فى نفس الوقت باب غرفة جميلة وتخرج منه شابة رائعة الجمال شديدة التزين قائلة: أوك مازن باشا خلاص ظبطته وبقى تحفة
مازن بقلق: يعنى ماباظشى يامدام روكا
روكا بدلال: لا كده أزعل منك روكا تمسك حاجة وتبوظ وبعدين هو أساسا كان رووعه مش محتاج اى عناية هو بس أجزاء فى أطرافه اتحرقت وأنا شيلتها وكمان عملت لها قصة روعة.

مازن بلهفة: طيب وعملتى اللى قلت عليه
روكا بابتسامة وهى تخرج كيس صغيرة من حقيبتها: ايوه طبعا دى كل الأجزاء اللى قصيتها وزى ما أمرت من غير ما تاخد بالها
تناول الكيس بلهفة وسعادة وأخرج مبلغ ضخم أعطاه لها وأوصلها الى الباب ثم عاد ليقف وراء بابها وهو يفتح الكيس ويدس أنفه بداخله يشم رائحته بنشوة ويخرج منه خصلة يقبلها بحنان ثم يخبئ الكيس بجيبه وينادى بهدوء: دكتورة شاهى
لتخرج له شاهى بهدوء فيسألها: هى عاملة أيه دلوقت.

شاهى بتبرم: دى المرة المليون اللى تسألنى وأقولك أنها زى الفل وأن من ساعة يوسف ما كلمها وقالها حاجة فرحتها وهى هادية ومتعاونة وكمان مدام روكا ظبطت لها شعرها بطريقة تجنن وبقى شكلها يهوس صحيح كانت زعلانة وهو بيتقص بس لما شافته عجبها وهو لسه طويل قوى برضه
مازن بارتياح: طيب الحمد لله خشى بقى قولى لها أنى ماشى وأسأليها اذا كانت عايزة أى حاجة منى
شاهى بنفاذ صبر: حاضر
وذهبت وعادت وهى تقول: بتقولك شكرا
مازن بهيام: قولى لها تصبح على خير وخرج بشرود دون أن يلقى عليها التحية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة