قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

في صباح اليوم التالي...
جلس فارس امام والدته وقال:
خير يا ست الكل؟!اخبرتني الخادمة انك تريدنني...
كل خير يا بني، اريد ان احدثك في موضوع مهم قليلا...
قطب فارس حاجبيه متسائلا بحيرة:
موضوع ماذا؟! تحدثي...
اجابته صفية وهي تربت على كف يده:
ريم...
ما بها؟!
هل يرضيك وضعها الحالي؟!
ماذا تقصدين؟!
تحدثت الام موضحة مقصدها:
انها لم تتزوج حتى الان يا فارس، وهذا كله بسببك...
تراجع فارس الى الخلف مذهولا:.

وما علاقتي انا بهذا يا امي؟!
تنهدت الام بقوة وقالت:
لا احد يقبل الزواج بها كونها مطلقة، انت تعرف طبيعة الرجال هنا، لا يقبلون الزواج بإمرأة مطلقة وإن كان عقد قران فقط..
اعترض فارس حديث والدته:
ماذا تقولين يا امي؟! هل اصبحت انا السبب في عدم زواجها؟!
اسمعني جيدا يا فارس، المشكلة ليست هنا فقط...
إذا أين تكمن المشكلة بالضبط؟!
اجابته صفية:.

ريم تعاني من مشكلة في الرحم، يجب ان تتزوج وتنجب قبل سن الاربعين، وهي في الثلاثين من عمرها، فرصتها للزواج شبه معدومة، هي من حقها ان تتزوج وتنجب اطفال...
صمت فارس واخذ يفكر في حديث والدته بجدية قبل ان يقول:
ومالذي يثبت لي صحة كلامك؟!
شهقت الام بعدم تصديق:
هل تكذبني يا فارس...
فارس بسرعة:
حاشا لله يا امي، لكن انا لا اثق بكلام خالتي، قد تفعل هذا فقط لاتزوج ابنتها...

خذها الى الطبيب بنفسك وتأكد من كلامها ولكن بشرط، اذا تبين ان كلامها صحيح فأنت عليك ان تتزوجها كونك السبب الرئيسي في بقائها بدون زواج الى الان...
ولكن يا امي انا متزوج بالفعل...
صفية باعتراض:
وهل تحسب زواجك هذا بزواج، لمار مجرد طفلة لا تفهم شيئا، هي لا تصلح لأن تكون زوجة، انت بحاجة لزوجة حقيقية...
فارس بعدم اقتناع:
لا اعلم، قد يكون كلامك صحيحا ولكن...

جميع رجال القرية متزوجون من اثنين وثلاثة ويعيشون حياة هادئة وسعيدة، مالذي ينقصك لتفعل مثلهم؟!
زفر فارس انفاسه بإحباط بينما اخذت صفية تربت على ذراعه وهي تقول:
وافق يا فارس، وافق من اجلي...
الا ان فارس قال منهيا الحديث:
يجب ان افكر جيدا يا امي، انا لن اتخذ قرار كهذا بهذه السرعة، كما انني يجب ان اتأكد من صحة كلام خالتي وريم...
كما تريد...

قالتها صفية بإمتعاض بينما تحرك فارس خارج المكان وهو يفكر في كلام والدته بجدية.

مساءا...
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام حينما تقدمت لمار منهم والقت التحية ثم جلست بجانب فارس وبدأت تتناول طعامها بصمت...
كانت صفية تراقبها وهي تتناول طعامها بشرود حينما حدثتها قائلة:
لمار ابنتي، ضعي الطعام لزوجك، ارى انه لا يتناول الكثير...
نقل فارس بصره بين والدته ولمار التي قالت:
ولما لا يضع هو الطعام لنفسه؟!
ردت صفية:.

عندنا السيدات يطعمن ازواجهن بأنفسهن، ثانيا لا تردي علي، نفذي كلامي دون نقاش...
زفرت لمار انفاسها بضيق ثم بدأت في وضع الطعام امام فارس الذي لم يفتح فمه بكلمة واحدة...
انتهى الجميع من تناول الطعام فخرجت لمار من المكان واتجهت الى غرفة سيف...
كان سيف ما زال مستيقظا حينما حملته لمار واخذت تلاعبه بصمت...
لم تشعر بفارس وهو يقترب منها ويطالعها بنظرات حائرة...
التفتت نحوه ما ان شعرت بوجوده ليغمز لها قائلا:.

ما رأيك ان تنيميه بسرعة وتأتين الى غرفتنا؟!
ابتسمت وقالت:
كما تريد، اذهب انت اولا وانا سألحق بك...
بعد حوالي ساعة دلفت لمار الى غرفتها لتجد فارس غارقا في نومه وهو عاري الصدر...
تقدمت منه وجلست بجانبه واخذت تهزه لكنه لم يستيقط...
تطلعت اليه بإحباط وقررت ان تنام هي الاخرى، وقبل ان تنام بالفعل وجدت فارس ينتفض من مكانه ويحتضنها من الخلف قائلا بنبرة ماكرة:
الى اين يا حلوتي؟! لدينا سهرة طويلة اليوم...

ظننتك نائما...
رد فارس وهو يقبل رقبتها:
ما زال الوقت مبكرا على النوم...
التفتت لمار بجسدها نحوه ليقبلها فارس من شفتيها ثم يغرقها بين احضانه...
استجابت لمار لقبلاته ولمساته حتى غرقت تماما معه في فوضى مشاعر باتت غريبة عليها وغير قادرة على تمييزها...
بعد فترة ليست بقصيرة كانت لمار ممددة بين احضان فارس الذي يتمسك لها كشيء ثمين لا يعرف ماهيته لكنه لا يريد ان يخسره...
فارس..
نعم...

أريد الحديث معك في موضوع مهم...
تحدث...
متى سأذهب الى المدرسة؟!
عقد فارس حاجبيه متسائلا:
أي مدرسة؟!
نهضت لمار من مكانها بعدما لفت جسدها بالغطاء جيدا وقالت:
هل نسيت انني طالبة في المدرسة؟! ويجب ان اذهب اليها..
وهل من الضروري ذهابك الى المدرسة؟!
اومأت لكمار برأسها ليهز فارس رأسه بضيق و يقول:
اعطني فرصة لأفكر في هذا الموضوع جيدا...
ماذا يعني هذا؟! انت لن ترفض بكل تاكيد،!

قالتها لمار باعتراض ليرد فارس بحزم وهو يرتدي سرواله:
قلت سأفكر...
ثم ارتدى قميصه وخرج من الغرفة تاركا ايلها تتطلع الى اثره بإحباط...

وقف فارس في حديقة المنزل يأخذ نفسا عميقا ويفكر في موضوع ريم حينما شعر بأحد ما يقترب منه...
التفتت ليجدها ريم التي اقتربت منه وقالت باستيحاء:
كيف حالك؟!
فارس ببرود:
بخير...
تنحنحت ريم قائلة بحرج:
اريد الحديث معك...
تفضلي...
ريم بجدية:
تزوجني يا فارس، تزوجني وانقذني من جحيم عائلتي...
هل جننت يا ريم؟! هل وصل بك الحال ان تعرضي الزواج علي؟
انسالت دموع ريم على وجنتيها وهي تقول:.

انت لا تعرف ما اعيشه وما اعانيه، اهلي يعايروني لانني لم اتزوج حتى الان، ولا يوجد احد تقدم لخطبتي كوني مطلقة، اخواتي الاصغر مني سيتزوجن وانا سأبقى كما انا، لقد قاربت على الثلاثين يا فارس، فرصتي بالزواج انتهت، اذا لم تتزوجني فإنني سأبقى في جحيم حقيقي...
وماذا عن زوجتي؟! هل نسيت بأنني متزوج؟!
ردت بسرعة:.

لمار سأعتبرها أخت لي، كما انني سأكون خير زوجة وام لابنك، ثق بي يا فارس، وانا اعدك بأنك لن تندم على هذه الزيجة...
تطلع اليها فارس بتفكير قبل ان يهتف بها:
الامر ليس بهذه السهولة يا ريم، انا يجب ان افكر في الموضوع اولا...
ابتلعت ريم ريقها وقالت:
كما تشاء، كما تشاء يا ابن خالتي...
ثم تحركت بإنكسار بعيدا عنه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة