قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

تراجعت لمار الى الخلف مصدومة وخبأت وجهها بين كفيها...
بينما أخذت صفية تتطلع الى الاثنين بنظرات مشتعلة قبل ان تصرخ بصوت عالي:
فارس كيف تفعل شيئا كهذا؟! هل جننت؟!
أمي افهمي اولا...
صرخت به الام دون ان تعطيه مجال ليشرح:
ماذا سأفهم؟! لقد كدت ان ترتكب الخطيئة مع زوجتك السابقة...
انها ما زالت زوجتي...
قالها فارس مقاطعا والدته لتتسع عينا صفية بعدم تصديق قبل ان تقول:.

ماذا تقول انت؟! كيف هذا؟! لقد طلقتها انت...
اجابها فارس موضحا:
ورددتها الى عصمتي في نفس اليوم...
تأملت صفية لمار بملامح قاتمة قبل ان تهمس بأسف:
أسفي عليك يا فارس، لقد خيبت ظني بك...
ثم اندفعت خارجة مت المكان بأكمله...
اقترب فارس من لمار وقال:
لمار انا اعتذر نيابة عن والدتي...
والدتك تكرهني يا فارس ولن تتقبلني ابدا...
قالتها لمار بحزن حقيقي ليعارض فارس قولها:
لا تقولي هذا، انها تحبك، ولكن...

صمت لوهلة قبل ان يقول:
هي ترى أنكِ غير مناسبة لي، لهذا انت يجب ان تغيري فكرتها هذه عنك..
عقدت لمار حاجبيها بتفكير قبل ان تقول بلا مبالاة:
هي حرة فيما تفكر به، انا لن اغير فكرة احد عني...
لمار، تحدثي عن والدتي بشكل افضل...
قالها فارس بتحذير لتهز لمار كتفيها وتقول:
انا لم اقل شيئا خاطئا، بالعكس انا اقول انها حرة فيما تفعله، انا لست مضطرة لأغير فكرة احد عني...
رماها فارس بنظرات غير راضية قبل ان تكمل:.

والان تفضل واخرج، فانا لدي غدا دوام ويجب ان أنام جيدا الليلة...
تطلع فارس اليها بنظرات مصدومة قبل ان يهمس:
ظننت أننا سنام سويا في غرفة واحدة بعد الان...
من قال هذا؟! هل تظن بأنني سأنسى لك ما فعلته بهذه السهولة؟! اخرج يا فارس، اخرج حالا...
خرج فارس من الغرفة وهو يشتم في داخله، بينما جلست لمار على سريرها وهي تبتسم بانتصار...

دلف فارس الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك واجمة صامتة...
تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده فرفعت صفية بصرها نحوه ورمته بنظرات لائمة...
جلس فارس فورا بجانبها وقال:
أمي بالله عليك لا تفعلي هذا، اسمعيني اولا...
كذبت علي، رددتها الى عصمتك بعد كل ما فعلته...
قالتها صفية بنبرة متحسرة ليرد فارس بجدية:
كانت صغيرة وغير واعية لمقدار خطأها...
الا ان صفية لم تبال بحديثه وهي تكمل:.

كيف فعلت هذا بي؟! وكيف سامحتها بهذه السهولة؟!
امي انا ايضا اخطأت...
تطلعت إليه الام بنظرات مصدومة مما يقوله ليومأ برأسه وهو يكمل:
نعم اخطأت حينما تزوجت طفلة صغيرة لا تعي شيئا، طفلة لا تفهم شيئا من الزواج والحمل والانجاب، لكن انتِ أجبرتني على هذا...
طالما انك كنت مجبر لماذا أعدتها الى عصمتك؟!
صمت فارس للحظات قبل ان يقول:
أحببتها، أحببتها يا امي...
منحته صفية ابتسامة ساخرة ليكمل فارس بقوة:.

ما اقوله ليس عيبا او حرام، انا ايضا من حقي ان احب وأعيش مع المرأة التي اختارها قلبي...
أشاحت صفية وجهها بضيق ليقترب فارس منها ويقول بترجي:
حاولي ان تحبيها انت ايضا، لمار فتاة جيدة، طيبة وخلوقة، والاهم من هذا كله انها تحب سيف...
ولكن...
صمتت صفية ولم تكمل ليسألها فارس:
ولكن ماذا؟!
اجابته صفيةة:
ماذا لو لم تسعدك؟! ماذا لو لم تكن ام صالحة لسيف؟!
ابتسم فارس وقال:
بلى ستكون، وستسعدني ايضا...
قالت الام باستسلام:.

طالما انت مقتنع، فلا كلمة لي بعد كلامك...
يعني انتِ موافقة؟!
لقد اتخذت قرارك واعدتها الى عصمتك وتنوي الاستمرار معها، لم يتبق لي أي قرار...
كيف تقولين هذا؟! انت امي والقرار لك ايضا...
ابتسمت صفية على مضض وقالت:
سوف ادعو الله ان بهديها لك وتكون خير زوجة لك...
ابتسم فارس براحة ثم قبلها من جبينها وهو يدعو الله ان يستجيب لدعوة والدته...

في صباح اليوم التالي...
خرجت لمار من غرفتها لتجد فارس في وجهها، تأمل ملابسها المحتشمة بنظرات راضية ليهمس بعدها بابتسامة:
صباح الخير...
اجابته لمار بجدية:
صباح النور...
عاد وسألها:
الى المشفى، أليس كذلك؟!
اومأت لمار برأسها ليكمل فارس:
لنتناول فطورنا اولا ثم أوصلك الى هناك...
لكن لمار اعترضت قائلة:
معي سيارتي...
الا ان فارس أصر على ما قاله:
حتى لو، سأوصلك انا اليوم واعود مساءا لأخذك...

زفرت لمار أنفاسها بضيق ثم تقدمت امامه متجهة الى مائدة الافطار...
جلس الجميع حول مائدة الافطار وبدئوا يتناولون طعامهم...
وكالعادة كان كلا من فارس ونسرين يتحدثون في أمور العمل...
كانت لمار تتطلع إليهما بغضب مكتوم وهي تكاد تنفجر من شدة الغيظ...
تلك النسرين باتت تاخذ مساحة كبيرة من حياة فارس بشكل بات يقلقها وما يزيد الطين بله أن فارس يبدو منسجما معها للغاية...
نهضت لمار من مكانها وقطعت حديثهما:.

فارس، ألن توصلني الى عملي؟!
نهض فارس من مكانه بسرعة واتجه معها خارج المكان بينما قالت صفية موجهة حديثها لنسرين:
يبدو ان لمار قطعت حديثا مهما...
ابتسمت نسرين مجاملة وقالت:
في الحقيقة اشعر بأنها تتعمد ذلك، تتعمد أن تقاطعنا ونحن نتحدث سوية...
هذا طبيعي، فهي زوجته...
قالتها صفية ببرود لتتطلع اليها نسرين بنظرات مصدومة قبل ان تهمس بعدم استيعاب:
ماذا تقصدين؟!
تحدثت صفية موضحة لها:
لمار زوجة فارس...

صمتت نسرين ولم تعقب على حديثها بينما كانت الصدمة وخيبة الامل واضحة على وجهها لتبتسم صفية بتهكم فيبدو ان نسرين قد عقدت امالا مختلفة على فارس...

في المساء...
عاد كلا من فارس ولمار الى المنزل...
اتجهت لمار الى غرفتها لتغير ملابسها، فتحت الباب ودلفت الى الداخل لتجد صفية امامها...
تفاجئت لمار بشدة وقد بان هذا على ملامحها مما جعل صفية تقول:
لا تنصدمي هكذا، لقد جئت لأتحدث معك، ثم اشارت لها قائلة:
تعالي اجلسي هنا...
جلست لمار بجانبها كما ارادت لتتحدث صفية:
لمار، جئت لأتحدث معك بشأن فارس..
ما به فارس؟!
سألتها لمار بتعجب لتجيبها صفية بجدية:.

فارس يحبك، وأنا أريد أن اعرف علام تنوين بشأنه؟!
سألتهت لمار بعدم فهم:
انا حقا لا افهم ماذا تقصدين؟!
ما أقصده ان ابني صبر عليك كثيرا، تركك تكملين دراستك وتكبري، كل هذا فعله لاجلك، رفض ان يتزوج من بعدك، أتعلمين لماذا؟!
صمتت لمار وقد احمرت وجنتيها لتهمس صفية بصدق:
لأنه يحبك، كثيرا...
وانا ايضا احبه...
قالتها لمار بسرعة ثم ما لبثت ان نهرت نفسها على ما قالته...
كيف تعترف بشيء كهذا بهذه السهولة؟!

طالما تحبينه، لماذا لا تريحيه؟!
وكيف أريحه؟!
سألتها لمار بتعجب لترد صفية:
كوني له الزوجة التي يتمناها، أحبيه بصدق، عامليه بحب، وأنجبي له الكثير من الاولاد...
ولكن...
قاطعتها صفية:
لا يوجد لكن، حافظي على زوجك يا فتاة، قبل ان يمل وينظر الى غيرك...
ماذا؟!
صرخت لمار بعدم تصديق لتومأ صفية برأسها مؤكدة ما قالته قبل ان تبتسم بإنتصار فيبدو بأن لمار ستستوعب اخيرا ان فارس بحاجة لزوجة حقيقية...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة